رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
مجلس البوعفرة يعود بالذاكرة إلى رمضان لوّل

في قلب الدفنة، حيث تنبض المجالس بنبض الذاكرة والحنين، يحتفظ مجلس جمعة بن محمد البوعفرة الكواري بمكانته كمحطة دافئة تجمع الأهل والأصدقاء، لا سيما في رمضان، حين يصبح اللقاء أكثر ثراءً بالأحاديث عن الأيام الخوالي والعادات المتوارثة. رمضان في قطر ليس مجرد شهر صيام وعبادة، بل هو موسم تتجدد فيه الروابط، ويتجدد فيه الشوق إلى زمن بسيط كانت القلوب أقرب، والموائد عامرة بما تجود به الأيادي السخية. في مجلس البوعفرة، حيث تعانق الحكايات عبق الماضي، استمعنا إلى شخصيات عاصرت رمضان بأطواره المختلفة، وتحدثوا بشغف عن تلك الأيام التي كان الاستعداد للشهر الفضيل يبدأ مبكرًا، حيث تمتلئ البيوت برائحة الهريس المطهو على نار الصبر، ويضج الفناء بصوت المضرابة التي تعجن الهريس حتى يتماسك قوامه. كان الطعام آنذاك لا يُعد بكثرة تُهدر، بل وفق الحاجة، فيتم توزيعه على الجيران والأقارب، ليعم الخير والبركة كل بيت. ولأن رمضان ليس مجرد طعام وأطباق، بل هو مشهد اجتماعي نابض بالحياة، لم يخلُ حديث رواد المجلس من استذكار شارع الكهرباء، الذي كان ينبض بالحركة كل مساء، حيث يقبل الناس على شراء الكباب وسندويتشات الفلافل الفلسطينية، وتستعد الأسواق لاستقبال زوارها الباحثين عن مستلزمات العيد. بين زوايا هذا الحديث، كنا شهودًا على ذاكرة قطرية أصيلة، تحكي عن ماضٍ مضيء بالقيم والمبادئ، وتؤكد أن رمضان سيظل دائمًا موسمًا للخير، مهما تغيرت ملامح الزمن. • جمعة بن محمد البوعفرة: هريس الوالدة في رمضان نكهة محفورة في الذاكرة بدأنا اللقاء مع راعي المجلس، جمعة بن محمد بن جمعة البوعفرة الكواري، الذي استهل حديثه عن رمضان في الماضي، مؤكدًا أن هناك فرقًا شاسعًا بين رمضان زمان ورمضان اليوم. كان الاستعداد للشهر الفضيل يبدأ مبكرًا، حيث يكثر التواصل بين الأهل والأقارب، وتُعزز صلة الرحم، وهي عادة لا تزال مستمرة حتى اليوم، يتوارثها الأبناء جيلاً بعد جيل. - هريس الوالدة.. مذاق لا يُنسى يستعيد الكواري ذكرياته عن رمضان في صغره قائلاً: ما في أحلى من هريس الوالدة. كنت أجلس بجانبها وهي تطبخ الهريس، وأشاهد المعاناة الكبيرة في إعداده، حيث يستغرق طبخه باللحم وقتًا طويلاً، ثم تبدأ عملية ضرب الهريس بالمضرابة، التي تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، حيث يتناوب على ضربه أكثر من شخص حتى يصبح قوامه متماسكًا، ثم يُضاف إليه الدهن القطري ويوزع على بيوت الجيران والمعارف. كذلك، كانت والدتي ومعها بعض النساء يقمن بإعداد خبز الرقاق قبل شهر رمضان، لاستخدامه في إعداد الثريد، وهو الطبق المفضل على مائدة الإفطار. ولا أنسى اللقيمات، خاصة عندما تُغمر بالدبس الطبيعي، وكنت أشارك بحماس في توزيع الجسام (الأطباق) على الجيران، فرحًا بأداء هذه المهمة ومساعدة الأهل. - بين البذل والتبذير في الماضي، كان الطعام يُعد حسب الحاجة، ويُوزع على البيوت دون إسراف، أما اليوم، فكثيرٌ منه يُرمى في القمامة لكثرته. أتمنى أن يتم توجيه الفائض للفقراء بدلاً من إهداره، فالإسراف حرام. ومع ذلك، فإن بعض العادات الجميلة لا تزال مستمرة، حيث انتشرت الخيام الرمضانية لإفطار الصائمين، فجزى الله خيرًا من يقوم على هذا العمل المبارك. - شارع الكهرباء.. مركز الحركة في رمضان ومن الذكريات الرمضانية، أشار الكواري إلى شارع الكهرباء في الدوحة خلال ستينيات القرن الماضي، حيث كان يعج بالحركة والحياة، ويعد متنفسًا رئيسيًا لأهل قطر والمقيمين. كانت الأسواق تنشط، ويزدحم الشارع بالمتسوقين الذين يشترون احتياجات العيد، ويقبلون على شراء الكباب وسندويتشات الفلافل الفلسطينية ذات المذاق الخاص، إضافة إلى القطايف التي لا تغيب عن موائد رمضان. - رحلات الحج.. من الجمال إلى الباصات المكيفة وفي حديثه عن والده، قال الكواري: كان والدي من أوائل مقاولي الحج منذ عام 1964، وكانت حملته مخصصة للمقيمين، حيث كان ينقلهم في سيارات بيك آب بأسعار مناسبة. لم تكن الرحلة سهلة، فقد كان الطريق من الدوحة إلى مكة والمدينة صعبًا، خاصة مع كثرة التغريز في رمال أم حويض وتعطل السيارات بسبب وعورة الطرق. مع مرور الوقت، تم شراء باصات لنقل الحجاج، ومع تطور وسائل النقل، أصبحت الرحلات مريحة بفضل الباصات المكيفة والمجهزة. يتذكر الكواري أنه في شبابه عمل مع والده في حملات الحج، وكانت الرحلة تستغرق يومين، بينما كانت في الماضي تستغرق أسابيع عبر قوافل الجمال أو البواخر الإنجليزية التي كانت تمر عبر الهند، عدن، الصومال، وجيبوتي، قبل الوصول إلى جدة. أما الحجاج، فكانوا يعودون محملين بماء زمزم، وكاميرات للأطفال تخلد مشاهد المشاعر المقدسة، إلى جانب القحافي (الطاقية)، المسابح، السواك، سجادات الصلاة، والغتر. • عبدالوهاب المطاوعة: الغبقة زمان.. لقاءات عامرة بالمحبة والبساطة تحدث عبدالوهاب بن عبدالرحمن المطاوعة عن نشأته في سوق واقف، حيث وُلد وعاش في كنف أسرة متدينة. وأوضح أن والده كان إمام وخطيب مسجد الأحمد الكبير، وهو مسجد عريق يزيد عمره على مائة عام، وكان منارة للعلم والعبادة في المنطقة. وأضاف: عائلتنا تنقلت بين الشمال، والخور، والوكرة، والدوحة، حتى استقر بنا المقام في بيت (المساعيد) العود في الجسرة، الذي ضم جميع أفراد الأسرة، حيث كان لكل أسرة بيت منفصل، لكننا عشنا كأسرة واحدة متماسكة. وأشار إلى أن تعليم البنات في ذلك الوقت كان مهمة تتولاها سيدات من عائلة المطاوعة، قائلاً: أتذكر أن هناك من أسرتنا من كان لهن دور في تعليم البنات، مثل عائشة المطاوعة، وسبيكة المطاوعة، وآمنة المطاوعة، وحصة المطاوعة، وكنّ منارات للعلم في زمنهن. - أجواء رمضان.. روحانية وتكاتف اجتماعي عن الأجواء الرمضانية في طفولته، قال المطاوعة: عندما كنت صغيرًا، كنت أرى الإقبال الكبير من الشباب على المسجد، حيث كانوا يحرصون على قراءة القرآن والاستماع إلى الأحاديث الدينية. كان رمضان شهرًا مليئًا بالروحانية، وكان التعاون بين الأهالي كبيرًا، فكنت أُكلف من قبل والدتي بتوزيع الأطباق على الجيران قبل الإفطار، وفي المقابل، كان الجيران يرسلون لنا أطباقهم، وكنت سعيدًا بأداء هذه المهمة التي تعززت بها روح الأخوة والمودة بيننا. - تنافس في قراءة القرآن وختماته من العادات الرمضانية التي لا تزال حاضرة في ذاكرته، كان التنافس بين الشباب في قراءة القرآن، حيث كانوا يتبارون فيمن يستطيع ختمه أكثر من مرة خلال الشهر الكريم. وقال: كنا نقضي معظم وقتنا في قراءة القرآن، سواء في المسجد أو في البيت، وكان والدي -رحمه الله- يشجعنا على ذلك، ويوجهنا لما فيه الخير لنا. وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان، كان يتم تثويب الختمات، حيث يجتمع الرجال في مجلس والدي، ويُقرأ عليهم دعاء ختم القرآن، ثم يقوم الناس بتثويب الأجر لأهلهم ولموتاهم، في مشهد مهيب يعكس التمسك بالقيم الدينية والترابط العائلي. وختم المطاوعة حديثه بالإشارة إلى الغبقات الرمضانية التي كانت تقام في الماضي، موضحًا أن لها طابعًا خاصًا يميزها عن اليوم. وقال: كانت الغبقات تجمع الأهل والجيران في أجواء مليئة بالفرح، وكان الطعام يُعدّ بعناية، والجلسات تمتد لساعات طويلة، يتبادل فيها الناس الأحاديث والذكريات. لقد كان رمضان زمان مختلفًا تمامًا، مليئًا بالمحبة والبساطة والترابط الاجتماعي الذي نفتقده اليوم في ظل انشغال الناس بالحياة الحديثة. • جمعة الكواري:المجالس مدارس.. هكذا تعلمت من الكبار في مجلس جمعة بن محمد البوعفرة الكواري، وبين كبار الحضور وأصحاب التجربة، كان جمعة بن محمد الكواري، أصغر الموجودين، يستقبل الضيوف برحابة صدر وسعادة واضحة. تحدث إلينا قائلاً: أنا سعيد جدًا بتواجدي هنا في مجلس جدي، لأن المجالس تعلمنا الكثير، فهي مليئة بالحكمة والتجارب التي نستفيد منها في حياتنا، ولذلك أقول دائمًا: المجالس مدارس. وعن تجربته مع الصيام منذ الصغر، قال: بدأت بتعلم الصيام على مراحل، فكنت في البداية أصوم حتى الظهر، وكان عمري حينها خمس سنوات. وبعد أن اعتدت على ذلك، بدأت بالانتظام في الصيام الكامل تدريجيًا. وكان لأسرتي، وخاصة والدي، ووالدتي، وجدي جمعة، دور كبير في تشجيعي على الصيام، وتعليمي أهمية هذا الركن العظيم من أركان الإسلام. وأوضح الكواري حرصه على أداء الصلاة في المسجد جماعة، خاصة صلاة التراويح، التي رغم طولها، إلا أنه يجدها خفيفة ومريحة. كما أكد اهتمامه بقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، بمساعدة أفراد أسرته الذين يدعمونه في هذا الجانب الروحي المهم. لم يكن حضوره للمجلس مجرد مشاركة عابرة، بل كان فرصة للتعلم، حيث قال: أحرص على حضور مجالس الرجال، لأنها تزودني بمعارف كثيرة تفيدني في حياتي، فمن خلال هذه المجالس أتعلم الحكمة، وأستفيد من تجارب من سبقونا، مما يساعدني على تطوير ذاتي والاستفادة من نصائح الكبار. • أحمد عبدالله السليطي:الجسام تقليد رمضاني كان يميز أهل قطر تحدث لنا أحمد بن عبدالله بن سلطان السليطي عن ذكرياته حول رمضان في الماضي قائلاً: رمضان شهر مبارك، وأيامه فضيلة، وكان الاستعداد له يبدأ قبل شهر من حلوله، حيث يتم تجهيز (الميرة) وتوفير الاحتياجات الأساسية لهذا الشهر الفضيل. ومن أبرز العادات التي كانت تمارس آنذاك، قيام السيدات بدق الحب في المناحيز وطحنه باستخدام الرحى، استعدادًا لصنع الأطعمة التقليدية.أما رمضان في فريج شرق فكان مختلفًا، إذ كان الشهر يحمل طابعًا روحانيًا خاصًا، حيث تكثر الطاعات، وقراءة القرآن، وتُكثَّف أعمال الزكاة والصدقات بالكتمان. كما كان الأهالي يقيمون الختمات القرآنية التي يتم تثويبها في ليلة السابع والعشرين من رمضان، بينما تمتلئ المساجد بالمصلين الذين يجتمعون لسماع الأحاديث الدينية والمواعظ، إلى جانب التزاور وصلة الأرحام، التي كانت من أهم مظاهر هذا الشهر المبارك. - الجسام.. عادة اجتماعية راسخة كان لتبادل الأطباق بين الجيران والأقارب، المعروف بـالجسام، طابع خاص يعكس روح التكاتف والتعاضد بين أهل الحي. كانت هذه العادة تُلاحظ بوضوح بعد العصر، حيث ترى الشبان والبنات يتنقلون بين البيوت حاملين الصحون، التي تحتوي على أشهى المأكولات الرمضانية، من بيت إلى آخر، في مشهد اجتماعي جميل يعكس عمق العلاقات بين الجيران. - الهريس.. نكهة خاصة ومنافسة حامية عن الأكلات الرمضانية، قال السليطي: كان الهريس باللحم هو الطبق المفضل رغم صعوبة تحضيره، حيث يتعاون أكثر من شخص في ضربه بالمضرابة حتى يصبح متماسكًا مثل الخيوط، ثم يُضاف إليه الدهن القطري الذي تحضره السيدات، مشيرًا إلى أن هذه الأكلة كانت تُعد حصريًا في رمضان، مما جعلها أكثر تميزًا. ويتذكر السليطي الطرائف التي كانت ترافق إعداد الهريس قائلاً: كان الشبان يتنافسون على نيل شرف الورية (القاعية) والمضرابة، والجميع يحاول أن يحظى بنصيبه منها، لأنها كانت وجبة دسمة ومحبوبة بعد صيام يوم طويل. وبعد الانتهاء من إعداد الهريس، كان يُوزع على الجيران بواسطة الشبان، في تقليد اجتماعي يعزز روح التكافل. أما بقية شهور السنة، فلم يكن الهريس يُعدّ إلا لدى الميسورين، في حين أن بقية موائد الإفطار كانت عامرة بأطباق مثل الثريد باللحم، اللقيمات المغطاة بالدبس، الساقو، الخبيص، العصيد، والبلاليط. - اللحم المدعوم والقصّاب بعد التراويح يتذكر السليطي دعم الحكومة للحوم في الماضي، حيث كانت تباع بأسعار رمزية مخفضة. وكان القصاب يأتي ليلاً بعد صلاة التراويح ليبيع اللحم عند المساجد حسب طلب المستهلك، وهو ما كان يلقى استحسان الناس الذين كانوا سعداء بهذه الخدمة. أشار السليطي إلى أن رمضان في قطر كان مختلفًا عن بقية الدول، قائلاً: عندما كنا ندرس في مصر، كنا نشعر بالغربة والبعد عن الأهل، لكن رمضان في القاهرة كان له طابعه الخاص، خصوصًا في حي الحسين، الذي كان ينبض بالحياة خلال هذا الشهر الفضيل. ومن أجمل الذكريات، كانت فوانيس رمضان التي تحمل معها قصصًا جميلة، تضفي على الأجواء لمسة من البهجة والاحتفال. - الغبقة.. تقليد رمضاني أصيل عن الغبقة الرمضانية، قال السليطي: في الماضي، كانت تبدأ الغبقة في العاشر من رمضان وتستمر حتى العشرين منه، ثم تتوقف في العشر الأواخر للتفرغ للاعتكاف في المساجد. وكانت تقدم وجبة الغبقة عادة في الساعة العاشرة مساءً، حيث يفضل الكثيرون تناول عيش المحمر (البرنيوش)، والمجبوس، أو العيش الشيلاني (الأبيض) مع السمك. • عبدالرحمن السليطي: التسمم الجماعي عام 1967 ذكرى لا تُنسى أكد عبدالرحمن المدلل السليطي، أحد رواد المجلس، أن شهر رمضان هو شهر الخير والبركة، حيث يكثر الناس من قراءة القرآن وتدبر معانيه، والقيام بأعمال الخير، وزيارة الأقارب، وصلة الأرحام، إلى جانب تجمع العائلات على مائدة الإفطار. وقال: لرمضان طابع خاص ومميز عندنا في قطر، فهو ليس مجرد صيام وإفطار، بل هو مناسبة تعزز التآخي والتراحم بين الناس، وتعيد الحياة إلى العادات الأصيلة التي تميز مجتمعنا القطري. ورغم روحانية رمضان وجمال لحظاته، استذكر السليطي إحدى الذكريات المؤلمة التي مرت عليه خلال الشهر الفضيل، وكانت من أحداث التسمم الجماعي التي وقعت في قطر يوم السبت 3 يونيو 1967، والتي أصابت الناس بالخوف والهلع. تحدث السليطي عن الواقعة قائلاً: كنت أحد المصابين بحالة التسمم وشاهدًا على هذه الحادثة التي أصابت مئات الأشخاص في قطر. أتذكر أنني خرجت مع والدي وأخي إلى الخباز لشراء الخبز والباجلا والنخيّ للعشاء، وعند عودتنا إلى المنزل تناولنا الطعام، بينما لم يتناول الأهل منه، حيث اكتفوا بما تبقى من غداء اليوم السابق. لم نكن نعلم أن تلك الوجبة ستنقلنا إلى أروقة مستشفى الرميلة، حيث أصبنا بتسمم حاد، وكنا ضمن مئات المرضى الذين امتلأت بهم ممرات المستشفى، بسبب عدم توافر عدد كافٍ من الغرف والأسِرّة. وصف السليطي الأوضاع داخل المستشفى قائلًا: كان المكان يعج بالمصابين، ولم تكن هناك أسرّة كافية أو أغطية (بطانيات)، وكان الناس في حالة ذهول وفزع. لم يُعرف السبب في البداية، وكان الأهل يحاولون تقديم المساعدة بأي طريقة، حيث كانوا يقطرون الماء في أفواه المصابين بسبب نقص المياه. قضينا خمسة أيام في الممرات نتلقى العلاج حتى شفينا، لكن الغموض ظل مسيطرًا على أسباب التسمم. وبعد فترة، بدأت السلطات القطرية التحقيق في أسباب التسمم، حيث قامت سيارات الشرطة بالتجول في الفرجان لتحذير السكان، مطالبة كل من لديه طحين من ماركة المامبو بوكاس بعدم استخدامه وتسليمه فورًا للشرطة. وبعد التحليل، تم الكشف عن السبب الحقيقي وراء الحادثة، حيث تبين أن إحدى السفن المحملة بشحنة من الطحين كانت قد وُضعت بجوار براميل تحتوي على مواد كيميائية سامة، وتسربت تلك المواد إلى أكياس الطحين المجاورة. واختتم السليطي حديثه قائلاً: رغم مرور السنين، لا تزال هذه الحادثة محفورة في ذاكرتي، فقد كانت من أصعب التجارب التي مررنا بها. لكن في المقابل، فإن روح التكاتف بين الناس خلال تلك المحنة أظهرت معدن أهل قطر الأصيل، حيث وقف الجميع لمساندة المتضررين وتقديم الدعم لبعضهم البعض، وهو ما يعكس القيم الحقيقية لمجتمعنا حتى اليوم. • د. مصطفى عقيل: الإفطار الجماعي في المسجد عادة نفتقدها اليوم تحدث الدكتور مصطفى عقيل، الأستاذ بجامعة قطر والحائز على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الدراسات الإنسانية (تاريخ الخليج والجزيرة العربية)، عن ذكرياته في رمضان قائلاً: كان لشهر رمضان هيبة خاصة، إذ كان الاستعداد له يبدأ مبكرًا بتوفير مستلزمات الصيام كافة. وللمجالس في قطر دور مهم، حيث كانت تجمع العلماء ورجال الدين، خاصة أساتذة الأزهر وكبار السن، الذين كانوا يتبادلون الأحاديث الدينية والنقاشات الهادفة، مما يعود بالنفع على الجميع. ومن المجالس التي ازدهرت في ذلك الوقت، مجلس والدي في فريج النجمة، الذي كان يعج برواده من مختلف الفئات. - بيع الكباب.. أولى تجارب العمل ومن الذكريات الرمضانية التي لا تزال عالقة في ذهنه، قال الدكتور عقيل: عندما كنا شبانًا، كنا نقوم بشواء كباب اللحم وبيعه للمارة في الفريج، وقد لاقى إقبالًا كبيرًا، خاصة من الشباب. كانت تلك التجربة ممتعة لنا، حيث تعلمنا الاعتماد على أنفسنا في توفير مصدر دخل خاص بنا. أما داخل البيت، فقد كانت والدته تقوم بجميع أعمال المنزل، حيث لم يكن لديهم أخوات بنات، لذا كان هو وإخوته الثلاثة يساعدونها في تحضير الطعام. كما كانوا مسؤولين عن توزيع الأطباق على الجيران في الفريج، في تقليد يعكس روح التآخي بين أهل الحي. ويتذكر قائلاً: كان بيتنا كبيرًا، وفيه حظيرة تضم بعض الحيوانات الأليفة مثل الماعز والدجاج، وكنا نعتمد على بيض الدجاج واللحم الطازج الذي كان له نكهة خاصة لا تُقارن بأي شيء آخر. - الإفطار الجماعي في المسجد ومن أجمل مشاهد رمضان التي استحضرها الدكتور عقيل، كانت موائد الإفطار الجماعي في المسجد، حيث كان كل فرد يحضر طبقًا من منزله، لتُوضع الأطعمة على مائدة مشتركة، يستفيد منها الجميع. وقال: كان الجميع يأكلون معًا، في أجواء تعبر عن التكاتف والتعاون بين أهل الفريج، وهو تقليد نفتقده اليوم في ظل انشغال الناس بحياتهم الخاصة. - رمضان في الغربة.. من مصر إلى بريطانيا أما عن تجربته في الصيام خارج قطر، فقال: صمت رمضان في مصر، وكان جميلًا جدًا رغم افتقادنا الأكلات القطرية. لكننا تأقلمنا مع الأطعمة المصرية، وكنا نتسوق من سوق سليمان جوهر الشعبي، الذي كان يوفر كل ما نحتاجه. رمضان في الحسين والسيدة زينب كان مختلفًا، حيث تنتشر التواشيح الدينية، والفوانيس، والأغاني الرمضانية التي تملأ الشوارع بالأجواء الروحانية. أما عن تجربته في الصيام ببريطانيا أثناء تحضيره لرسالة الماجستير، فقد وصفها بالصعبة، حيث كان النهار طويلاً والليل قصيرًا، وقال: كنا نصوم أكثر من 18 ساعة، ثم نفطر، وبعد ساعة نصلي التراويح، ونتسحر، ثم يأتي وقت صلاة الفجر، فلا يكاد يكون هناك وقت كافٍ للراحة. وأشار إلى أنه لم يُكمل دراسته في بريطانيا، بل اختار استكمال الماجستير والدكتوراه في مصر، مؤكدًا أنا أهوى مصر، وأحب اللغة العربية، وأرتاح في أجوائها.

984

| 04 مارس 2025

محليات alsharq
رمضان لوّل في الدفنة.. القرنقعوه من القصر والروبية من بيت الدرويش

من منطقة الدفنة، كانت الشرق في ضيافة مجلس علي بن حسين النعمة العامر، لاسترجاع ذكريات عادات أهل الشمال في رمضان قديماً، وقيمة وأهمية عادة إطلاق مدفع رمضان في زمن الأجداد كوسيلة لتعريف أهل المدينة بموعد الإفطار. الشرق غاصت في ذاكرة رواد المجلس، لنعود بهم إلى ذكريات رمضان لوّل، وعاداتهم اليومية في الشهر الفضيل، وكيف كانوا يمضون أوقاتهم في ذلك التوقيت، مع حديثهم عن أشهر المطاعم في ذاك التوقيت للمشاوي والكباب، وكيف كان الاقبال عليهم في رمضان تحديداً لاشتهارهم بخلطة توابلهم المميزة. علي بن حسين النعمة: مدفع الإفطار لم يكن مجرد عادة تحدث في البداية الوالد علي بن حسين النعمة أكبر الحاضرين في المجلس، قائلا: كنا في السابق لدينا إحساس بدخول شهر رمضان المبارك من خلال مظاهر الاستعداد الكبير قبل دخول الشهر الفضيل وذلك بتجهيز البيت الذي يضم عشر غرف بكل ما نحتاجه، وتزيين البيت وصبغه، وكانت السيدات يقمن بدق الحب في المنحاز، وكانت والدتي تطحن الحب على الرحا القديمة، وعند دخول الشهر الفضيل كان الأهل يضعون لكل شخص مهمة خاصة، فكانوا يرسلونني لإحضار الخبز والتمر من المضياف. وأضاف: كما حثني على الصوم جدي وجدتي والوالد والوالدة لأن جدي كان إماما وخطيبا، وكذلك والدي مؤذنا في المسجد وقد صمت رمضان وعمري (7) سنوات، وكنا في بيئة دينية، وعلمونا قراءة القرآن والإكثار منه في رمضان، وكنا نعمل ختمات، ونصلي التراويح جماعة في المسجد، وقد علمونا طاعة الله والصلاة جماعة في المسجد وصلة الرحم وزيارة الأقارب، وكذلك حثونا على الاقبال على التعليم النظامي، وقراءة القرآن وبخاصة في فترة الصيف. وتابع: كنا بعد صلاة العصر حتى قبيل الإفطار يكلفنا أهلنا مع اخواني بتوزيع الأطباق في شهر رمضان على الجيران، والأقارب، وكنا سعداء بهذه المهمة التي نعتبرها كبيرة ونكسب أجرا من ورائها من الله، وكنا نقوم بالأعمال التي كان أهلنا يكلفوننا بها خلال شهر رمضان في الماضي وبخاصة تنظيف التريك الذي له فتيل وبه غاز ثم نقوم بإنارته ليساعدنا في إنارة البيت ليلا، وكذلك تنظيف الفنر والسراية ونساعدهم ونحن فرحون. وأوضح أنه عندما كان صغيراً قام بالاحتفال بالقرنقعوه مع إخوانه، حيث يقومون بالمرور على بيوت الدوحة، بعد الفطور وكان قصر الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني يوزع أفضل أنواع القرنقعوه من حلويات ومكسرات وبرميت وملبس، وكان بيت الدرويش يعطي كل واحد منا روبية. وأشار علي بن حسين قائلا: اشتريت سيارة بمبلغ خمسمائة روبية وكنت أدور في شوارع الدوحة للاستمتاع، ومن ثم حولتها الى تاكسي في مدينة الدوحة، وكنت أوصل الناس إلى الوكرة بخمس روبيات. وتحدث عن مدفع الإفطار قائلا: كنا نستمتع بمدفع الإفطار في رمضان ونخبر أهلنا عند انطلاقه ونرى الواردة وهي كتلة ضوئية لونها أحمر نشاهدها في عنان السماء في باراشوت تنزل تدريجياً، ونتسابق على من يحصل عليها من الشباب، ومدفع رمضان في ستينيات القرن الماضي له أهمية كبيرة في اخطار الناس بموعد الافطار، أما الآن فهو لتعريف الجيل الجديد بمدفع الإفطار التقليدي التراثي ونرى التجمع الكبير حوله. محمد بن حسين النعمة: كنا نتسابق لالتقاط الوارده وقت الإفطار تحدث محمد بن حسين النعمة صاحب المجلس عن رمضان ومدفع الإفطار، قائلا: أنا ولدت في الجسرة ثم انتقلنا إلى فريج الغانم الجديد، بجانب المقبرة والذي استمررت فيه حتى عام 1984 م، ثم انتقلت للدفنة، فقد كانت الحياة في فريج الغانم بسيطة، ولكن كان الناس متعاونين ومتكاتفين ومترابطين وعادة أهل قطر كل يساعد الآخر ويحبون عمل الخير، وكان استقبال شهر رمضان يختلف عن شهور السنة، فالاستعداد له غير حتى من الناحية النفسية والروحانية والتقرب الى الله بالصوم وكثرة الطاعات والعبادات والحرص على الاكثار من قراءة القرآن وعمل ختمات وتثويبها في أواخر الشهر الكريم. وأضاف: عندما كنا صغاراً، كان يبهرنا مدفع رمضان ونحرص على مشاهدته وعندما يطلق المدفع في وقت الأذان إيذاناً بدخول وقت الإفطار يقولون ثارت الوارده، وهو الباراشوت الذي يحمّل الأحمر، وقد كانت لي قصة طريفة حيث إننا نتسابق من أجل الحصول والامساك على الباراشوت الأحمر قبل وقوعه على الأرض وقد تعرضت للحروق في يدي ولكن كان التحدي بيننا كبيراً نحن معشر الشباب. وأكد أن تلفزيون وإذاعة قطر كانا مصدر إخطار الناس بموعد الإفطار، ولكن ظلت عادة مدفع الإفطار موجودة، كما كانت تحرص العائلات على الذهاب مع أولادهم الصغار لمشاهدة مراسم اطلاق مدفع الإفطار، وكان الناس يتجمهرون عند مدفع الإفطار، كما أن الصغار يلتقطون صورا تذكارية لهم ويركبون على المدفع، وكنا نعلمهم أهمية المدفع في تلك الفترة. كنا نذهب إلى سوق واقف ويشتري لنا الوالد مستلزمات العيد لأننا نلبس كل جديد، لدرجة أننا نضع ثيابنا الجديدة تحت المخدة، التي ننام عليها، لأنه لا توجد مغسلة تكوي الثياب في تلك الفترة، ثم نذهب لصلاة العيد في مصلى الجسرة مشياً على الأقدام من الغانم للجسرة، ونتباهى بثيابنا الجديدة، وبعد الانتهاء من صلاة العيد نذهب مع الوالد لزيارة الأهل والأقارب، ويعطوننا العيدية، ثم نقوم نحن الإخوان الثلاثة علي وعبدالله وأنا محمد بالمرور على البيوت طوال اليوم وكنا نتنافس على من يجمع أكبر عدد من العيدية ودائما تكون الحضوة من نصيب أخي الأكبر، أما أنا فتعجبني افالة العيد. أحمد بن علي النعمة: في رمضان جدول الضرب شتت تفكيري قال أحمد بن علي النعمة الملقب بأبوتركي: رمضان شهر الخير والبركة والصوم وكثرة العبادات والتقرّب إلى الله وقراءة القرآن الكريم وعمل ختمات، ويختلف عن بقية الشهور، ونحن نستعد له استعداداً كبيراً، إذ علمني جدي لأبي الصيام، بالإضافة للوالد والوالدة، كما أن جدي لأمي وهو من عائلة الفخرو ساهم في تشجيعي وصمت وكان عمري تسع سنوات، وعلمني جدول الضرب، ومن المواقف الطريفة أنني كنت أؤم في صلاة التراويح الشباب الصغار أقراني في بيت جدي من الفخرو الذي علمني جدول الضرب وقال بصوت عال (5X5) كم النتيجة وأنا رديت وأنا أصلي 25 فتشتت تفكيري، وواصلت الصلاة، وكان موقفا لا ينسى إذ علمني الكثير. وأضاف: أتعبني الصوم في شهر رمضان عندما كنت أستعد للامتحانات لدرجة أننا نضطر في بعض الأحيان للإفطار بسبب ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف. أتذكر أيام القرنقعوه الجميلة كنا نذهب مجموعات ونبحث على الفرجان ونقرقع بأصوات عالية، ليعطونا المكسرات والحلويات ونتنافس على من يحصل أكثر من الآخر، وكان الأجانب يعطوننا نقودن وبخاصة عندما نقرقع في المنتزه. وتحدث عن مدفع الافطار قائلا: أنا شخصيا لم ألحق على زمان أول وأهمية مدفع الإفطار بالنسبة لهم حيث لم تكن هناك وسائل الاعلام، بل كان يأخذنا الوالد الى مكان المدفع، ومنظر المدفع كان جميلا جداً خاصة عندما نرى الجنود بزيهم الرسمي وهم يجلسون بجوار المدفع استعداداً لإطلاقه في موعد الافطار، وتظهر منه الوارده باللون الأحمر، كما نلتقط الصور التذكارية مع المدفع، وقد أخبرني الوالد بأنهم عندما كانوا شبابا كانوا يركضون ويتنافسون على الحصول عليها للذكرى.

2994

| 02 أبريل 2023

محليات alsharq
علم قطر وجريدة الشرق في القارة القطبية الجنوبية

اعتزال الكابتن عادل مال الله نشرت جريدة الشرق بتاريخ 19 رمضان 1410 الموافق لـ14 ابريل 1990 خبر اعتزال الكابتن عادل مال الله نجم فريق الكرة الاول بالنادي الأهلي، والنجم السابق لمنتخبنا الوطني الأول للكرة، حيث ذكر مال الله أنه سيعتزل الكرة نهائيا الموسم القادم، مشيرا إلى أن إمكاناته لم تعد تساعده على الاستمرار عاما آخر، موضحا أنه قضى 17 عاما مع النادي الأهلي منذ عام 1973 وكانت هذه الفترة الطويلة عامرة بالعطاء وحب اللعبة والنادي وقضى معظمها مع المنتخب، مؤكدا أن قرار الاعتزال لن يجعله يبتعد عن الكرة وخدمة الوطن والنادي، وذلك حتى يتمكن من رد الجميل وجزء من الدين المستحق عنده لدى المنتخب والنادي. نشرت (الشرق) بتاريخ 5 رمضان 1313 هـ الموافق 26 فبراير 1993، تقريراً عن الرحالة القطري المغامر عبدالرحمن المحمود، كأول قطري يصل إلى القارة القطبية الجنوبية، مصطحباً معه أعدادا من جريدة الشرق كأول صحيفة عربية تصل أرض القارة، ونشرت «الشرق» صورة للرحالة القطري وهو يرفع علم قطر الحبيبة ليرفرف على جزء من القارة القطبية الجنوبية. بعد مصادرة مفتشي البلدية لسيارته وبضاعته الشرق تنشر قصة حمد النابت نشرت «الشرق» بتاريخ 6 رمضان 1414 ه الموافق 16 فبراير 1994 قصة حمد بن فرج حفيظ النابت الذي كان يزاول تجارة «العلف الأخضر» وينقله في سيارته الخاصة من الدول المجاورة ليبيعه في السوق المركزي، مستعرضة الملاحقات التي تعرض لها من قبل مفتشي البلدية لإحضار ترخيص بتحديد موقع البيع في السوق، الأمر الذي وصل إلى مصادرة سيارته وما تحمله من بضاعة، حيث أعربت الصحيفة عن أملها أن يرفع سعادة وزير الشؤون البلدية والزراعة هذا الظلم والمعاناة عن حمد النابت تأكيداً لشعار الوزارة بالتخفيف عن المواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم. تزويد مساجد الدولة بـ10 آلاف مصحف أبرزت «الشرق» في عددها الصادر بتاريخ 2 رمضان عام 1408 هجري الموافق لـ 18 أبريل 1988 ميلادي الاستعدادات التي اتخذتها رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية لاستقبال الشهر الكريم، من خلال تزويد مساجد الدولة بـ10 آلاف مصحف جديد و85 مصلى جديداً للنساء، إلى جانب تكليف 29 واعظا لتكثيف الدروس الدينية عقب صلاة العصر، فضلا عن تزويد المساجد بأجهزة التكييف والأجهزة الكهربائية والفرش. ذكريات القطريين في مصر خلال الشهر الكريم لشهر رمضان المبارك، ذكرياته وسهراته، بهذه الكلمات سجل مراسل الشرق في القاهرة ذكريات القطريين في مصر وكيف يقضون أوقاتهم في الشهر الكريم بعيداً عن الأهل، وذلك من خلال عدة لقاءات مع أبناء الجالية القطرية بمصر، نشرت في جريدة الشرق في الثلاثاء الثاني من رمضان 1413 هجرية، حيث تناول التحقيق الزيارات المتبادلة بين الطلاب القطريين في القاهرة وتمضية أوقات فراغهم في سهرات رمضان وأداءهم لصلاة التراويح وتحضيرهم لطعام الإفطار والسحور، واستعاد التحقيق ذكرياتهم في رمضان خلال مرحلة الطفولة، ومن هؤلاء: إبراهيم السبيعي الملحق الصحي بالسفارة القطرية بالقاهرة، محمد المالكي الملحق الإعلامي بالسفارة القطرية بالقاهرة، وعبد الرحمن حسن «طالب دراسات عليا – ماجستير اقتصاد وعلوم سياسية « وحسن كلي «دبلوم تربية خاصة «، ومحمد صالح علي الهاجري «طالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة»، وعبد الله راشد المهندي «طالب حقوق القاهرة» ومحمود ناصر السبيعي «طالب حقوق القاهرة «.

1638

| 24 مارس 2023

محليات alsharq
مجلس أبناء محمد المحمود يستعيدون ذكريات «رمضان لوّل» بالوكرة

في شهر رمضان المبارك تعج المجالس القطرية بالنشاط والحركة ويكثر روادها من مختلف الجنسيات والأعمار، وكانت هذه عادة قديمة عند أهل قطر توارثوها أباً عن جد، وتناقش في هذه المجالس قضايا محلية عديدة، وكما قيل «المجالس مدارس» يتعلم فيها الشباب، ويستفيد من خبرات الآباء والأجداد، كما أن أهل قطر ومجالسها لهم خصوصية وهي الإقبال على قراءة القرآن في هذا الشهر الكريم بكثرة والاستماع إلى الحديث والنصائح، وتقدم الغبقة الرمضانية بعد انتهاء المجالس. «الشرق» كانت في ضيافة هذه المجالس وطرحت بعض القضايا في شهر رمضان. وفي مجلس يوسف وعلي وعبدالرحمن أبناء محمد يوسف المحمود بمدينة الوكرة، التقينا بالعديد من رواد المجلس وبعض الضيوف وطرحنا عليهم مناقشة: هل المنتج المحلي يكفي للاستهلاك في شهر رمضان؟ علي المحمود: رمضان في الوكرة له طابع خاص تحدث السيد علي بن محمد يوسف المحمود، عن استعدادات أهل الوكرة لاستقبال هذا الشهر الكريم عندما كانوا صغاراً، حيث يشعرون بروحانية هذا الشهر الفضيل عند قدومه، حيث يتم توزيع المهمات على الجميع من قبل الأهل. وقال: كنا سعداء بأداء المهمات بنشاط وحب وحماس، وأذكر كنا نصبغ البيت باللون الأبيض وتجديده وتزيينه وتجميله وخاصة غرفة التجمع اليومي الذي كنا نتناول فيه الفطور على المائدة الرمضانية المتنوعة مع الأسرة، وتختلف المائدة عن أيام السنة فكان هناك أطباق معينة مثل الهريس والثريد والأرز وأطباق الحلويات مثل اللقيمات والساقو والبلاليط وغيرها. وأضاف: «كنت مكلّفا بتنظيف وإعداد «الفنر»، وهو فانوس الإنارة، حيث لم تكن هناك كهرباء في تلك الفترة بالوكرة، وكنا نقوم بتوزيع الأطباق الرمضانية على الجيران، وكان أحد الأشخاص من أهل الوكرة هو الذي يبيع اللحم بالليل ويقبل عليه المشترون، حيث لم تكن هناك ملحمة متخصصة، وكنت أشتري الحلويات «برميت»، من بيت «أم يوسف»، حيث تبيع الحلويات وما يحتاجه الصغار في بيتها، ولم تكن هناك دكاكين أو محلات في الوكرة وكان بيت أم يوسف يعج كل يوم بالشباب لشراء ما يحتاجونه، كنا نسعد جداً بيوم القرنقعوه، حيث نمر على البيوت ويعطونا الحلويات والمكسرات وكنا سعداء بذلك ونحس بحلاوتها. وتطرق في الحديث عن المحور الرئيسي المطروح للمناقشة في المجلس هل المنتج المحلي يلبي ويكفي احتياجات المستهلكين في شهر رمضان المبارك؟ قائلا: «نعم المنتج المحلي كافٍ ويغطي احتياجات المستهلكين، وهناك اهتمام من أصحاب المزارع والمصانع التي تنتج المواد الغذائية المهمة التي تلبي احتياجات المستهلكين وتم توفيره بكثرة قبل حلول الشهر الكريم، وبصراحة الدولة حريصة على كل ما هو في صالح المواطن والمقيم، وذلك بناء على دراسات عما يتم استهلاكه في هذا الشهر الكريم وبالتالي فالدولة تعمل على توفير الحاجات الضرورية التي يستهلكها المواطن والمقيم». صقر المفتاح: دعم المنتج الوطني في الشهر الفضيل أكد الوالد صقر بن محمد المفتاح وهو من الرواد الدائمين للمجلس على أهمية شهر رمضان المبارك، وأنه شهر الخير والطاعات والبركات والتواصل والتراحم وزيارة الأقارب وصلة الرحم، وعلينا التصالح إذا كان هناك خلافات ونبذ تلك الاختلافات قبل رمضان لأنه شهر مودة ورحمة والإكثار من أعمال الخير ومساعدة الفقراء ودعوتهم للإفطار، والحرص على قراءة القرآن الكريم وتعليم الأبناء عاداتنا في شهر رمضان والتمسك بالصيام لأنه أحد أركان الإسلام. وأضاف: «كان أهل الوكرة متكاتفين ومتعاونين، الكل يساعد الآخر والزيارات متواصلة بينهم والتعاون على الخير والبر، والمجالس في الوكرة مفتوحة والزيارات متبادلة وكنا في الزمن الجميل نقرأ فيها القرآن الكريم بعد التراويح وتقدم فيها الغبقة الرمضانية، وأغلبها عيش محمر برنيوش وسمك لأنه كما يقال خفيف بالليل». وأضاف صقر المفتاح قائلا: «الحمد لله المنتج المحلي متوفر بالسوق وبأسعار رخيصة ومناسبة للمستهلكين وأفضل من المواد المستوردة من الخارج، ولابد من دعم المنتج الوطني بالشراء منهم . محمد معصوم المراغي: استغلال رمضان بالطاعات وقيام الليل قدم محمد معصوم المراغي نصائح رمضانية هامة، وركز على الاهتمام بالصوم لأنه أحد أركان الإسلام، وقيام الليل بالعبادة وصلاة التراويح، وقراءة وتلاوة القرآن، وقيام ليلة القدر، والاعتكاف في المساجد خلال شهر رمضان، ومساعدة الفقراء والمساكين وإطعامهم. وتابع: «علينا بالإكثار من الدعاء في هذا الشهر الفضيل فإن الله يستجيب لدعاء العبد وهو صائم وحريّ أن يتقبل له دعاءه، كما أن العمرة في رمضان لها أجر كبير، وكذلك علينا الزكاة وإخراجها في موعدها المحدد، ومهم فعل الخير في رمضان، وعلينا اجتناب والابتعاد عما يبطل الصيام مثل اللهو والسهر غير المفيد والتركيز على العبادات، وعلى الفتيات الاحتشام في شهر رمضان عند ذهابهن للأسواق والمجمعات التجارية، ولا ننسى التركيز على صلة الرحم وخاصة في هذا الشهر الكريم». جاسم المحمود: بعض السلع غير متوفرة بالأسواق تحدث الإعلامي جاسم المحمود - من رواد المجلس- عن روحانيات شهر رمضان في الوكرة، قائلاً: «كنا نستقبل الشهر الفضيل بفرح وشعور المتلهف لهذا الشهر الكريم الذي تكثر فيه العبادات، وكنت دائما في طفولتي أسعد بركوب الدراجات الهوائية ونتجول في الفريج، وأقوم بتوزيع الأطباق على الجيران وأحرص على الصلوات جماعة بالمسجد وحضور صلاة التراويح ونصلي مع الجماعة». كما تحدث جاسم المحمود عن توفير المنتج المحلي قائلا: «بعض السلع غير متوفرة، وخاصة اللبنة من المنتج المحلي في هذه الأيام اختفت من أرفف الجمعيات، ولم تكن متوفرة كما كان في السابق، ولكن لابد أن نشكر أصحاب المزارع والمصانع القطرية على تلبيتهم لاحتياجات المستهلكين ونتمنى إكمال بعض النواقص، وأن يستمر المنتج المحلي على رفوف الجمعيات والسوبر ماركت والمجمعات التجارة المتخصصة في المواد الغذائية». يوسف المفتاح: المنتج المحلي أفضل من المستورد تحدث يوسف بن أحمد المفتاح قائلا: «يعتبر شهر رمضان هو شهر الخير والبركة وصلة الرحم وزيارة الأقارب وفعل أعمال الخير، في الوكرة كان استقبال شهر رمضان له خصوصيته وأذكر كنا يومياً بعد صلاة التراويح نرتاد مجلس عبدالرحمن القاضي، ونحرص على تلاوة وقراءة القرآن وعمل الختمات كل حسب طاقته. وفي ختام شهر رمضان المبارك نقوم بتثويب تلك الختمات إلى موتنا وموتى المسلمين ويقوم المطوع بقراءة دعاء ختم القرآن ثم ندعو لموتانا بالرحمة والمغفرة جميعاً ثم نتناول وجبة خفيفة. وأضاف: «بالنسبة للمنتج المحلي فبصراحة كنت دائم التردد على شبرة الخضرة ودائماً كنت أشاهد المنتج المحلي إنتاج قطر متوفر وبكثرة وكنت سعيدا جداً، ونشكر القائمين على المزارع والمصانع والعزب التي توفر اللحوم القطرية المختلفة على توفير جميع المنتجات المحلية وأسعارها في متناول الجميع وهي تكفي للمستهلكين وأرى الإقبال على شراء المنتج كبيراً جداً وأنا أحرص على شراء المنتجات المحلية لأنها أجود وأفضل، كما نشكر القائمين في الدولة على دعم السلع الاستهلاكية المهمة في شهر رمضان المبارك.

2392

| 23 مارس 2023