أفادت نتائج دراسة قام بها علماء من جامعة موسكو الحكومية، بأن حرقة المعدة وارتفاع حموضتها عند كبار السن تزيد من احتمال الإصابة ببعض أنواع السرطان. وأشارت الدراسة التي شملت أكثر من 3000 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 65 و80 سنة ممن يعانون من بعض أنواع السرطان، أن ما بين 2 و3 في المائة من المصابين بسرطان المريء والبلعوم لم تكن لديهم أي أسباب وراثية للإصابة بهذا المرض أو مسببات خارجية كيميائية أدت لإصابتهم بها، بل تطورت حالات السرطان لديهم بسبب ارتفاع نسبة الحموضة الدائمة في المعدة. وتوصل العلماء، بعد مقارنة نتائج هذه الدراسة بخلاصات دراسات مماثلة تم القيام بها في دول أخرى من العالم، إلى أن سرطانات الأجزاء العلوية من الجهاز الهضمي باتت من أخطر أنواع الأورام، وتفتك كل عام بنحو 360 ألف شخص حول العالم.

ذكرت مجلة "أبوتيكن أومشاو" الألمانية أنه ينبغي على مرضى حرقة المعدة تعاطي الأدوية المحتوية على "مثبطات مضخة البروتون" على معدة فارغة، ومن المثالي تعاطيها قبل تناول الوجبة التالية بساعة. وبالنسبة لمَن يواجه متاعب ليلاً بصفة خاصة، فينبغي عليه تعاطي الدواء قبل تناول العشاء، ومن المثالي قبل 3 إلى 4 ساعات من الذهاب إلى الفراش. جدير بالذكر أن مثبطات مضخة البروتون تعمل على الحد من إفراز العصارة الهضمية المسببة لحرقة المعدة. كما أنه يتم تعاطي هذه الأدوية لحماية الغشاء المخاطي المبطن للمعدة في حال تعاطي المسكنات لمدة طويلة.

يعاني كثير من الأشخاص من حرقة المعدة بين الحين والآخر، إلا أنه يسهل لحسن الحظ تفادي هذه المشكلة المزعجة بمجرد إجراء بعض التعديلات البسيطة في أسلوب العيش. يمكن أن يبدأ الارتداد الحمضي وتحصل حرقة المعدة بمجرد تناول أطعمة دسمة، في حال وجود ضعف بسيط في العضلة العاصرة للمريء، أي الصمام الذي يغلق مدخل المعدة بعد مرور الأطعمة. وينصح الأطباء بإتباع هذه الخطوات "السحرية" الضرورية لتفادي حرقة المعدة والحؤول دونها: - تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً قبل ابتلاعه. - احترام مواعيد وجبات الطعام تفادياً لتعديل أوقات إفرازات المعدة. - تفادي الأطعمة الغنية بالدهون وتفضيل الأطعمة الغنية بالألياف. - عدم استبدال السلطات بأطباق دسمة وعدم استبدال الأطباق المطهوة بالبخار بأخرى غنية بالتوابل. - التركيز على المياه الغازية الغنية بالبيكربونات لأنها تحسن الهضم وتلطف حموضة المعدة.

يلعب النظام الغذائي دوراً هاماً في السيطرة على الحموضة، حيث يؤدي تراكم حمض المعدة إلى مجموعة من الأعراض مثل التجشؤ وعسر الهضم وحرقة المعدة، وإذا تُركت الحموضة دون علاج قد تسب قرحة المعدة. وبحسب رأي عدد من الأطباء يمكنك السيطرة على مشكلة الحموضة من خلال التوصيات الغذائية التالية: الخضروات البطاطا والقرنبيط والفاصوليا الخضراء والبازلاء والملفوف والجزر الفواكه، تساهم بعض الفواكه في تهيّج الحموضة، خاصة الحمضيات، لكن بعض الفواكه تساهم في تحييد حموضة المعدة، من الفواكه التي تخفف الحموضة: العنب والخوخ والكمثرى والبطيخ والتوت والتفا،. تناول حبة كاملة من الفاكهة أو نصف كوب كبير من الفاكهة المقطعة، وتجنب البرتقال والأناناس واليوسفي والليمون. الخضروات معظم الخضروات تخفف الحموضة، وتحث التوصيات الغذائية على تناول حصتين إلى 4 حصص من الخضروات يومياً للتغلب على حموضة المعدة، من الخضروات المفيدة: البطاطا والقرنبيط والفاصوليا الخضراء والبازلاء والملفوف والجزر. تجنب الأصناف المقلية والمعلبة والفلفل الأحمر والطماطم والبصل والثوم. منتجات الألبان الحليب ومنتجاته مصدر هام للكالسيوم والبروتين، لكن في حال الشكوى من الحموضة تجنب الحليب كامل الدسم والأجبان ذات النكهات وشوكولا الحليب، تناول اللبن الزبادي قليل الدسم، والأجبان الخالية من الدهون، أو جبن الماعز. الحبوب الأرز والمعكرونة والخبز من الحبوب المناسبة لحالة الحموضة، لكن تجنب المعجّنات المصنوعة من الحليب كامل الدسم، واحرص على تناول الحبوب الكاملة، مثل الخبز الأسمر والأرز البني. اللحوم ابتعد عن الدهون، واحرص على اختيار البروتين الخالي من الدهون مثل صدر الدجاج واللحم البقري قليل الدهن، الشواء هو أسلوب الطهي الأنسب للحموضة. المشروبات تناول ما بين 6 و8 أكواب من الماء يومياً، وتجنب مشروبات الكافيين خاصة المشروبات الغازية، والعصائر الحمضية، تناول عصير التفاح والعنب والتوت وشاي الأعشاب، وابتعد عن القهوة والشاي والنعناع والكاكاو الساخن.

قال اتحاد روابط الصيادلة الألمان، إنه يمكن مواجهة حرقة المعدة الحادة من خلال تناول كوب ماء؛ حيث أنه يعمل على إخراج عصارة المعدة من المريء وإرجاعها إلى موضعها الأصلي. كما أوصى الاتحاد بالابتعاد عن القهوة والمشروبات المحتوية على حمض الكربونيك؛ لأنها تحفز إنتاج عصارة المعدة. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي عدم الاستلقاء على الظهر بعد تناول الطعام مباشرة؛ لأن ذلك يساعد على وصول عصارة المعدة إلى المريء، ومن ثم الشعور بالحرقة. ومن الأفضل التنزه بدلاً من الاستلقاء. وعند النوم ليلاً من الأفضل رفع الجزء العلوي من الجسم أو استعمال وسادة رأس سميكة.

خلصت دراسة نرويجية إلى أن الوزن الزائد والتدخين ربما يزيدان من احتمال الإصابة بحرقة المعدة أو ارتجاع المريء. وأشارت الدراسة إلى أن العوامل الأخرى المرتبطة بزيادة احتمالات الإصابة بهذا المرض تشمل التقدم في السن كما تصيب هذه الحالة النساء أكثر من الرجال. وقال الدكتور إيفيند نس-ينسن وهو الباحث الرئيسي في الدراسة التي نشرت في الدورية الأمريكية لطب الجهاز الهضمي إن "حرقة المعدة أو ارتجاع حامض المعدة أمر شائع للغاية إذ أن 30% من الشعوب الغربية تشكو أعراضه على الأقل بشكل أسبوعي ولهذا أردنا معرفة المزيد عن أسبابه". وحلل الباحثون المشاركون في الدراسة بيانات نحو 30 ألف شخص في مقاطعة نورد تروندلاج في النرويج وأجروا مقابلات مع هؤلاء الأشخاص بين عامي 1995 - 1997 ثم مجددا بين 2006-2009. ولم يكن لدى المشاركين في الدراسة أعراض حرقة المعدة في المقابلة الأولى لكن في المقابلة الثانية كان 510 منهم يعانون من أعراض حادة لها في مقابل 14406 أشخاص لم يعانوا منها على الإطلاق. ووجد العلماء زيادة ثابتة في مخاطر الإصابة بحرقة المعدة مع وجود قدر أكبر من الوزن الزائد استنادا إلى مؤشر كتلة الجسم وهو الوزن نسبة إلى الطول. وفي خلال الدراسة التي استمرت 12 عاما ارتفعت احتمالات الإصابة بحرقة المعدة بنسبة 30% مع كل زيادة تبلغ نقطة واحدة في مؤشر كتلة الجسم. كما أن الأشخاص الذين يدخنون السجائر أو أقلعوا عنها كانوا أكثر عرضة للإصابة بحرقة المعدة بنسبة تتراوح بين 29 و37% مقارنة مع غير المدخنين. وتضاعفت نسبة الإصابة بحرقة المعدة إلى الضعف عند الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين لكن مؤشر كتلة الجسم لديهم ارتفع بعد ذلك أكثر من 3.5 نقطة. وأشارت الدراسة إلى أن الرجال كانوا أقل عرضة للإصابة بحرقة المعدة بنسبة 20% من النساء.

قالت دراسة ألمانية، إن بعض الأدوية قد تتسبب في الإصابة بحرقة المعدة أو تفاقمها، مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم والربو والعقاقير النفسية المضادة للقلق وبعض المسكنات وأدوية الروماتيزم؛ حيث أنها قد تتسبب في ارتداد عصارة المعدة إلى المريء. وطالبت الجمعية الألمانية لأمراض الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي، بضرورة معالجة الحرقة في حال الإصابة بها بمعدل يزيد على مرة أو مرتين أسبوعياً؛ حيث أن الخليط الحمضي الناجم عن عصارة المعدة وبقايا الطعام قد يُلحق الضرر بالمريء، مشيرةً إلى أن تعاطي مثبطات مضخة البروتون يسهم في علاج الحرقة. ومن ناحية أخرى، تنصح الجمعية الأشخاص الذين يعانون من حرقة المعدة ليلاً، بالتخلي عن تناول الطعام في وقت متأخر، مع النوم على وسادة عالية.

ذكرت مجلة طبية ألمانية، اليوم الخميس، أنه ليس من الضروري تعاطي أدوية حرقة المعدة، حيث من الممكن تخفيف آلامها من خلال بعض التغييرات البسيطة في أسلوب الحياة. وأوضحت مجلة "حبوب جيدة - حبوب سيئة" أنه يمكن مثلاً محاربة حرقة المعدة برفع الجزء العلوي من الجسم ليلاً من خلال وضع وسادة أسفل الرقبة، حيث إن التجشؤ الحمضي غالباً ما يحدث أثناء الاستلقاء على الظهر بسبب ارتجاع العصارة الهضمية. كما يساعد أيضاً عدم تناول وجبات دسمة ليلاً والإقلاع عن التدخين في تخفيف تلك الآلام، كما تسهم الحركة أيضاً في تخفيفها، نظراً لأن الأشخاص البدناء وقليلي الحركة أكثر عُرضة للإصابة بحرقة المعدة. وذكرت المجلة الطبية أنه من الممكن علاج حرقة المعدة من خلال الأدوية المحتوية على المادة الفعالة أوميبرازول أو بانتوبرازول أو إيزوميبرازول، حيث إنها تعمل كمثبط لمضخة البروتون.