رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
المسحر يحيي التراث القطري في الدفنة

مع دخول الشهر الفضيل ينطلق المسحر ببعض المناطق في الدولة والاماكن السياحية مثل كتارا والميناء القديم ليحيي هذه المهنة مرة اخرى لتعود إلى الأذهان تلك السنوات التي عاشها الآباء والاجداد حيث بساطة الحياة ولا وجود للهواتف والمنبهات، وكانوا يعتمدون على المسحر طيلة الشهر الفضيل لإيقاظهم على السحور قبيل موعد أذان الفجر، إذ تصحو الأمهات ليعددن السحور وتجتمع العائلة الواحدة على مائدة صغيرة يتناولون السحور. واشتهر المسحر بإمساكه بطبلة يقرعها بين الفرجان ومرورا بالمنازل وهو يردد أهازيج دينية بصوت عال يسمعه الجميع وينسجم مع قرع الطبلة. وكان المسحر كما هو حال الناس وهم يستعدون لاستقبال شهر رمضان بشراء كل احتياجاتهم، كان المسحر يتجهز لمهنته بإجراء أعمال الصيانة على الطبل لديه حيث يقوم بالتأكد من الجلد الذي يغطي الطبل، واختيار العصا المناسبة التي يدق بها الطبل، وذلك لغرض اصدار صوت عالي يسمعه الجميع. الشرق رافقت المسحر في منطقة الدفنة والتقت بالأعضاء القائمين على هذه المهنة، ورصدت تفاعل الناس والاطفال مع المسحر، حيث ارتسمت البسمة على وجوه الكبار والصغار الذين حرصوا على توثيق هذه اللحظات بالتصوير، وتوافدوا من مختلف الاحياء السكنية لحضور ما يقوم به المسحر الذي يقضي ساعة وتزيد عن ذلك بعض المرات وهو يجوب الشوارع ويدق الطبل. عادة تراثية أصيلة وقال فيصل ابراهيم التميمي باحث تراث وقائم على المسحر: يعود تاريخ المسحر إلى القرون الماضية وتحديدا في الدولة العثمانية حيث لا وجود للهواتف ولا المساجد المزودة بميكروفونات ليصل صوت الأذان إلى جميع الأحياء السكنية، لافتا إلى ان الولاة آنذاك أرادوا ابتكار طريقة يوقظون بها الناس على السحور، إذ كان معظمهم لا يستطيعون الاستيقاظ لشدة التعب وعدم وجود منبهات للقيام بذلك، وتوصلوا إلى فكرة ان يقوم مجموعة من الناس الذين يتم اختيارهم بالضرب على الطبول وهم يتجولون بين المنازل، وتطورت الفكرة شيئا فشيئا لتكون مصحوبة بأهازيج دينية، حتى وصلت إلينا وما زلنا نحافظ عليها حتى يومنا هذا إذ انها تعتبر من تراث الآباء والاجداد، ونسعى إلى الحفاظ عليها في منطقة الدفنة. وأضاف التميمي، في كل عام ومع دخول الشهر الفضيل يجتمع أعضاء فرقة المسحر في المجلس ويستعدون للانطلاق في تمام الساعة الواحدة ليلا ويجوبون الأحياء السكنية في الدفنة وهم يرددون كلمات دينية ويرددها خلفهم من يصاحبهم من الاطفال وسكان المنطقة. مشاركة العائلات وأوضح ان العائلات اعتادت على وجود المسحر حيث إنهم يبادرون بالسؤال متى ينطلق المسحر، ويستعدون لمرافقته مع الآباء والأمهات الذين يصطحبون أبناءهم لمشاهدة ما يقوم به المسحر من دور، ويخبرونهم بما كان يفعله سابقا عندما كان لا وجود للهواتف والمنبهات عكس ما نحن عليه اليوم من تطور ودوره في ايقاظ الناس على السحور قبل موعد أذان الفجر. وأكد ان المسحر عادة تراثية يحافظون عليها من الاندثار ويحرصون على ايصالها للأجيال القادمة حتى تستمر، خاصة في ظل التطور المعاصر، الذي يتطلب الحفاظ على التراث وعلى مهنة المسحر بما كان عليه وعرفت به دون أي إضافات في طريقة المسحر بإيقاظ الناس وقرع الطبل والاهازيج التي يرددها. فعالية محببة لدى الأطفال وقال مصطفى فتح الله القائم بمهنة المسحر: منذ 40 سنة نحن نقوم على مهنة المسحر في مختلف المناطق بالدولة، حيث إن هذه العادة أو بالأحرى المهنة تعود إلى القرون الماضية ولا تزال تحافظ عليها العديد من الدول العربية والإسلامية، إذ يقوم المسحر بدوره وهو يجوب الشوارع والمناطق على قدميه ممسكا طبلة يقرعها قبل كموعد أذان الفجر بغية ايقاظ الناس على السحور، وتعتبر تراثا عربيا وإسلاميا منذ القدم وحتى الآن. وأضاف، ما أن يخرج المسحر استعدادا للانطلاق إلا ويجتمع الأهالي حوله ويخرج كبار السن والاطفال من منازلهم ليستذكر كبار السن سنوات من اعمارهم قضوها بكل بساطة والمسحر كان يوقظهم من نومهم لتجهيز السحور وتناوله، أما الاطفال فيرافقون المسحر ويجوبون معه الفرجان والبسمة قد ارتسمت على وجوههم فرحا بمشاركتهم وما يرونه من عادة تراثية كانت وما زالت مستمرة حتى اليوم. تاريخ مهنة المسحر والمسحر هو ذلك الشخص الذي يجوب الشوارع والأزقة خلال شهر رمضان المبارك بغية إيقاظ الصائمين قبل آذان الفجر، لتناول السحور قبل بدء صيام النهار، مرددا « لا إله إلا الله، محمد يا رسول الله.. لا إله إلا الله، سحور يا عباد الله»، ويعود أصل هذه المهنة إلى الحضارة العربية الإسلامية القديمة، حيث كانت الوسائل الحديثة للاتصال غير متوفرة، وكان من الضروري إيقاظ الناس لتناول السحور. وترتبط هذه المهنة بتقاليد رمضان في العالم العربي والإسلامي حيث كانت جزءا لا يتجزأ من حياة الناس في تلك الحقبة، حيث كانوا ينهون يومهم بعد صلاة العشاء والتراويح، ويبدؤونه بعد صلاة الفجر، وكان المسحر يلعب دورا مهما في تحديد هذه الساعات وإشعار الناس بقرب موعد السحور. وترجع عادة تنبيه الناس إلى وقت السحور إلى عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث كان يؤذن للفجر مرتين، وكان بلال بن رباح يؤذن قبل الوقت ليعلم الناس بأن حان وقت السحور، بينما كان عبدالله بن مكتوم يؤذن وقت الفجر ليمتنع الناس عن الطعام والشراب، ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية تباينت وسائل تنبيه الصائمين إلى وقت السحور. ومهنة المسحراتي ظهرت رسميا في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي، وكان قد أصدر أمرا بأن ينام الناس مبكرا بعد صلاة التراويح، وكان جنوده يمرون على البيوت ليوقظوا الناس لتناول السحور، وفي عهد الدولة العباسية كان عتبة بن إسحاق أول الولاة، وكان واليا على مصر، وهو أول من عمل بهذه المهنة، وكان يخرج بنفسه سيرا على قدميه لإيقاظ الناس مرددا «يا عباد الله تسحروا، فإن في السحور بركة» حسب المصادر التاريخية. إيقاظ الصائمين وانتشرت مهنة المسحر أو المسحراتي في كافة البلدان العربية والإسلامية، حيث كانوا يستخدمون الطبلة لتنبيه الناس لوقت السحور، ويرددون الأناشيد والأدعية وينادون على الناس وهم يدقون الطبول لينتبه الناس ويستعدون لتناول السحور. ففي اليمن كان المسحر يقرع الأبواب بالعصا. بينما في المغرب كان يعزف على المزمار، وفي الشام كان يمر على البيوت ويعزف على العود والطنابير وينشد الأناشيد الدينية الخاصة برمضان. وعبر السنين، ابتكر المسلمون وسائل لإيقاظ الناس لتناول السحور، مؤمنين بأن التنبيه على الصائمين جزء من التعاون على البر والتقوى ومن أفعال الخير، وكان لصاحب مهنة المسحر دور مهم في إيقاظ الناس لتناول سحورهم في زمن كان يتسم بالبساطة، حيث لم تكن هناك مكبرات صوتية أو وسائل إضاءة كبيرة أو وسائل ترفيه تمكن من السهر. فقد كان الجميع في انتظار هذا الزائر الذي يجوب الأحياء، ممسكا بأداته التي يقرعها ليحدث صوتا مرتفعا، سواء كانت طبلا أو نحاسا، مرتفعا طوال جولته ذكر الله، ليعلو الذكر في كل مكان، مواكبا لشهر الرحمة والغفران.

1540

| 18 مارس 2024

محليات alsharq
فيصل التميمي: كنت مطراش البيت في رمضان

من منطقة الدفنة، كانت الشرق في ضيافة مجلس الفنان القدير فيصل التميمي، ذلك المجلس الذي تجد في كل زواياه عبق الماضي الجميل لما يحتوي من مقتنيات نادرة، وتحف تراثية جعلته أشبه بالمتحف المصغر. وكانت الشرق، حاضرة لفعالية مميزة تقام يومياً في تمام الساعة الثانية والنصف صباحاً، وهي فعالية المسحر التي يحييها مجموعة من الشباب القطري الشغوف بالتراث والعادات القديمة، ونقلت عدسة الشرق من قلب الحدث في منطقة الدفنة قيام الفرقة بالتسحير. في البداية تحدث الفنان فيصل التميمي، قائلاً: بصراحة مظاهر رمضان تختلف من زمان إلى زمان آخر، فأذكر عندما كنت طفلاً صغيراً في فريج الغانم كنت أساعد أمي في جلب السعف من النخيل، من أجل الطبخ وعمل خبز الرقاق، إلى أن أصبحت رائحة السعف تذكرني بشهر رمضان المبارك، ثم انتقلنا لمنطقة نجمة وكان بيتنا مثل بقية البيوت غرفتين وحوشا وليوانا، وكانت رائحة السعف تشمها في البيت من كثرة الدخان، تلك الرائحة التي ما زالت عالقة في ذهني حتى اليوم. وأضاف: كنت أنا مطراش البيت، أسعى بالأطباق الرمضانية لإهدائها إلى جيراننا، والجميل أن كل صحن كان تحته نيشان ليعرف كل بيت صحنه، ثم أعود محملاً بأطباق أخرى، وكنا نحن الصغار كشبكة مراسلين منتشرين في الفرجان، ونبدأ من بعد صلاة العصر وحتى موعد الفطور، وأذكر يوم تقوم إحدى ربات البيوت بعمل الهريس، كان ذلك بمثابة أفراح في الفريج، وإشارة بأن المائدة سيكون عليها اليوم طبق من الهريس قائلين: اليوم بيجينا هريس. وتابع: كما أتذكر الكباب في رمضان الذي كان له مكانة خاصة، فكنا نحضره على الدوه في البيت، أو نشتريه من البائعين المتجولين المنتشرين في الفرجان الذين يبيعون الكباب، حيث يتجمع الشباب حول البائع للتلذذ بأسياخ الكباب الشهية بعد عصر بضع قطرات من الليمون عليها، مع الجرجير والخبز الإيراني، كما لا أنسى تأجير الدراجات الهوائية أو السياكل في رمضان من عند صاحب الدكان، حيث نبدأ في التأجير من أول الشهر الكريم، ونجوب الفرجان. وأردف: كما كنا نحضر الدورات الرياضية الرمضانية التي تقام في الفرجان والأندية، وكانت تفرز مواهب كروية يتم ضمها للأندية، وبعد الانتهاء من صلاة الفجر نذهب بالسياكل لصيد القباقب في منطقة المحرقة في رأس أبوعبود، ونستمر حتى طلوع الشمس، ونعود للبيت وقد فاحت منا رائحة الماء والملح. بوسحور أول مسحر عرفته وعن ذكرياته مع المسحر، قال: في منطقة النجمة أول مسحر عرفته هو بوسحور. كان رجلا طويلا وله شارب كبير، وكان يجوب على البيوت ويهلل ويسبح ويقرع الطبل بقوة لإيقاظ الصائمين، وكنت أرافقه مع الشباب، وهو يأخذ في جولته أكثر من ساعتين، في نجمة والمنصورة والمنتزه وبن درهم وحتى حدود أم غويلينة عند مصنع البيبسي القديم، وكل هذه المسافة كنا نقطعها سيرا على الأقدام بالطبع، كما أتذكر المسحر عبدالله بلال والد اللاعب المشهور في النادي الأهلي مشعل عبدالله، وكذلك المسحر محمد سعد مبارك. كما تحدث الفنان فيصل التميمي عن الغبقة، مشيراً إلى أن للغبقة عشاقها منذ فترة طويلة وأنا عندي طوال رمضان أربع غبقات الأولى لزملائي في المدرسة سابقاً والثانية لأصدقائي المقربين، والثالثة لرجال أعتز بهم، أما الرابعة تكون للجميع. في فرقة اللؤلؤة بدأت التسحير وعن بداياته في ممارسة هواية التسحير، قال التميمي: التسحير ليس نوعا من الفنون بل هو مهنة إنسانية قديمة موروثة جيلا بعد جيل تشعرك بقيمة خدمتك للمجتمع، وقد امتهن هذه المهنة في الخليج العديد من الفنانين، فالمسحر لا يتقاضى راتباً. وتابع: بدأت مع فرقة اللؤلؤة للفنون الشعبية، وكنا مجموعة شبابية لدينا نشاط وقوة وحماس في إبراز مهنة المسحر وتطويرها، واستهوتني مهنة المسحر، فقمنا بالتجربة مع فرقة اللؤلؤة بالنجمة عام 1982، وأذكر كان معنا أحمد عبدالرحيم وإخوانه أحمد وجمال وسعيد ومجموعة من الفرقة، ونجحنا في ذلك، وبدأت قيادة التسحير في الفرقة، أما بعد انتقالنا إلى بيتنا الجديد في الدفنة عام 1983، من هناك بدأت شهرتي كواحد من مجموعة شبابية قمنا بالتسحير في المنطقة. عايروني بـالطبال بالجامعة.. فجاء الرد عليهم من أستاذتي وعن مرحلته الجامعية، قال التميمي: أثناء تواجدي في جامعة قطر لدراسة علم الاجتماع، وُجهت لي عبارات غير لائقة من قبل بعض الطلاب الذين شاهدوني في لقاء التلفزيون وأطلقوا عليَّ لقب طبال وقد تأثرت من هذه الكلمات غير اللائقة واحتقار مهنة المسحر. وأضاف: لكن لا أنسى كلام الدكتورة جهينة سلطان، عندما لاحظت عليَّ تغيرا في وجهي، وحدثتها بقصة ما حصل لي من قبل الطلبة وقامت بإلقاء محاضرتين متتاليتين عن دور الأشخاص في خدمة المجتمع وكيفية إسعاد الناس، وأشارت عليَّ وقالت أنتم لكم ميزة لكن هذا الشخص له ميزة أكثر وأفضل وله قيمة لأنه أخذ علم الاجتماع على أصوله ولم يتقوقع بل اندمج مع المجتمع وقام بعمل اجتماعي تطوعي كبير ومؤثر في خدمة المجتمع، وأعاد إحياء مهنة المسحر التي تكاد تندثر هذه الأيام. واستطرد: بصراحة رد الدكتورة برد قلبي، ومن بعدها وضعت في أذني قطعة قطن ولم أستمع لكلام الناس، وكلفتني الجامعة بتأسيس فرقة شعبية تمثل الجامعة في المهرجانات الجامعية، ونجحنا في تأسيس فرقة لدرجة أن الدكتور محمد كافود أسس قسم الفنون في الجامعة وقالي هذا المنصب مخصص لك بعد التخرج وبعد أن أصبحت رئيسا للقسم كونت فرقة مسرحية وفنون شعبية وموسيقية، وقمنا بعمل حفل تم توجيه الدعوة إلى شخصيات ومختصين بالتراث والمسرح، وكانت الفرقة القومية الشعبية في أوج تألقها وشهرتها، ومنذ ذلك الحفل طلبني الأستاذ موسى زينل مدير إدارة الثقافة وعينني رئيساً على الفرقة القومية الشعبية قائلاً لا نريد الازدواجية والبقاء على فرقة واحدة تمثلنا في الفنون الشعبية. وأوضح التميمي أن الفرقة التي تقوم بالتسحير هي فرقة الجبيلات ولديها رخصة من وزارة الثقافة، وتشارك في المناسبات وكانت طوال الشهر الكريم تسحر في الميناء القديم، كما شاركت في ليلة القرنقعوه في الدوحة والخور. سالم النوبي: نرى الفرحة في عيون الناس عندما يشاهدون المسحر تحدث سالم النوبي عضو فريق الجبيلات، قائلاً: نحن سعداء بعملنا في خدمة المجتمع وبالتسحير فمهنة المسحر لها خصوصيتها، وانقرضت منذ فترة، ولكن نحن فرقة الجبيل قمنا بإحياء هذه المهنة، فيومياً نقوم بالتسحير في المعلم السياحي ميناء الدوحة القديم، ولدينا شباب متخصصون في ذلك وتوزع المهام على الجميع من قارع الطبل إلى صقال الطارات، والتصفيق والترديد وذلك لإيقاظ الناس، ونرى الفرحة في عيون الناس سواء الأطفال أو الكبار، كما أننا نقوم يومياً بالتسحير في منطقة الدفنة، ونبدأ من بيت الفنان فيصل التميمي مروراً بشوارع كل المنطقة. وأضاف: في المناطق البعيدة نركب السيارة، ويوم العطلات ترى العديد من السيارات يتتبعونا إلى الخور والوكرة والذخيرة والشمال ليستمتعوا بأجواء التسحير. ومن المواقف الجميلة قيام أحد الشيبان بتوقيفنا لكي نسحر له، وبعد انتهاء فقرتنا أجهش في البكاء متذكراً أيامه في الفرجان، هذه المواقف تؤثر فينا، بل تستفزنا في تقديم الأفضل.

2576

| 13 أبريل 2023

محليات alsharq
شباب يحيون "المسحر" في ميناء الدوحة

مساء كل يوم تتواجد الجماهير في ميناء الدوحة القديم في انتظار مرور «المسحر» بين المباني وأروقة الميناء القديم الذي ظل شاهدا على عراقة الدوحة ويذكرنا بذلك الزمن الجميل الذي عاشه الآباء والاجداد عندما كانت ترسو سفن الغوص بهم على شواطئ مياه الخليج في زمن غلبت عليه البساطة والمحبة والألفة بين سكان الدوحة وفرجانها القديمة. اليوم يتكرر ذلك المشهد في ميناء الدوحة القديمة حيث مرور مجموعة من الشباب في تمام الساعة العاشرة والنصف ليلا وهم يحملون طبلا يدقون عليه ويرددون اهازيج شعبية عن شهر الصيام، وتذكير الناس بالصيام والطاعة والعبادة، ويقضي هؤلاء الشباب ساعة من الزمن يجوبون فيها أروقة الميناء وهم يرتدون ملابس تقليدية ويحملون الطبول بين أيديهم. زارت «الشرق» الميناء والتقت أعضاء فرقة المسحر الذين اكدوا انهم يحرصون كل عام منذ بداية الشهر الفضيل على ممارسة هذه الهواية الجميلة بالمرور في الاحياء الشعبية مثل منطقة الدفنة وألسنتهم تلهج بالأدعية والاهازيج الشعبية، أما هذا العام فقد اختاروا ميناء الدوحة القديم ليكون وجهتهم في احياء المسحر. وقال مصطفى فتح الله: «يعود تاريخ المسحر إلى عهد الآباء والاجداد، وهي عادة قديمة وصلت إلينا عبر تناقلها بين الاجيال، ونحرص على المواصلة عليها لإيصالها للأجيال القادمة وتعريف الاجيال الحالية بها»، لافتا إلى انهم يجوبون الميناء القديم كل ليلة رغبة في تعريف الزوار من العرب والاجانب بالمسحر وعمله في ايقاظ الناس سابقا على السحور قبل موعد أذان الفجر، إذ إن المسحر كان يمر بين المنازل في الفرجان ممسكا طبلة معلقة في عنقه ويدق عليها وهو يسير على قدميه ويمر بين المنازل ويبتهل بالأدعية ويلهج لسانه بذكر الله عز وجل ليذكر الناس بموعد السحور. من جهته قال عبد اللطيف شمس: اخترنا الميناء القديم لإحياء مهنة المسحر فيه لأنه من المواقع التي يزورها الكثير من الناس، ورغبة بإيصال جوانب من عاداتنا وتقاليدنا على الآخرين من العرب والاجانب. وأضاف: «نشعر بالفرح والسرور عندما نرى تفاعل الكبار والصغار معنا وهم يحرصون على التقاط الصور واخذ مقاطع الفيديو التذكارية معنا، حيث يبادر إلينا العديد من السياح للسؤال عما نقوم به». موضحا ان اختيارهم للميناء القديم واحياء هذه العادة به، جاء لأن ميناء الدوحة هو بالأصل مكان قديم ويغلب عليه الطابع التراثي والقرى القديمة في الدولة. كما أكد جمال مبارك ان المسحر من العادات القطرية القديمة وهدفنا من احيائها كل عام للحفاظ عليها من الاندثار في الوقت الذي اندثرت فيه الكثير من العادات في الدول الاخرى، إلا ان لدينا في دولة قطر تعاملا آخر مع العادات القديمة التي نحرص على إحيائها ونخشى عليها من الاندثار ونواصل الاستمرار عليها للتعريف بها. وأوضح: أما فيما يخص ارتداء اللباس التقليدي الثوب والغترة، جاءت الفكرة حتى يتماشى الزي الذي نرتديه مع التراث القطري ومع هذه العادة القديمة التي كانت ولا تزال موجودة في بلادنا ونأمل ان يتم احياؤها من جديد في المناطق والقرى القديمة خارج الدوحة.

1518

| 01 أبريل 2023

تقارير وحوارات alsharq
المسحر.. مهنة تراثية تعكس المظاهر الرمضانية بالمجتمع القطري

شباب يقرعون الطبول، ويضربون الدفوف، ويحلقون بالشوارع متطوعين، ممسكين في أيديهم أدواتهم التي تحدث أصواتا عالية، مصحوبة بنغمات الأصوات الندية، التي تنادي لإيقاظ الصائمين وتذكيرهم بفضيلة السحور وببركته قبل أن يدخل وقت الفجر فيؤذن لميلاد يوم جديد من أيام رمضان المبارك. هؤلاء الشباب يحاولون من خلال جهودهم البسيطة إحياء هذه العادة الرمضانية التي ارتبطت بشهر رمضان قديما، وارتبط بها أناس اتخذوها مهنة حسبة لوجه الله الكريم، وعلى الرغم من التغيرات المجتمعية والتمدن الذي طال كل أنحاء الدولة، فمازالت هناك رغبة حميدة من الشباب للمحافظة على هذه المهنة أو العادة الرمضانية فيجوبون المناطق والفرجان المختلفة في الدوحة لإيقاظ الصائمين من نومهم قبل أذان الفجر، لتظل مهنة المسحر حاضرة. وقال السيد عتيق السليطي الباحث في التراث في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: تعتبر مهنة (المسحر) في دولة قطر من المهن التي سادت ثم بادت لتعود في بعض المناطق، وهي مهنة اقتضتها ظروف الناس في فترة من الزمن، حيث كان الناس ينامون في وقت مبكر بخلاف الوقت الراهن، ويحتاجون في شهر رمضان إلى من يوقظهم للسحور قبيل موعد آذن الفجر، ومن هنا كانت مهنة (المسحر) الموسمية التي ترتبط بشهر رمضان المعظم ارتباطا وثيقا. وأضاف السليطي جرى العرف أن يقوم متطوع من أهل الحي /الفريج/ بمهمة إيقاظ الناس، فكان يستعير طبلا من الفرقة الشعبية المتواجدة في الحي أو هو يكون أحد أعضائها وهذا الغالب، فيخرج في الثلث الأخير من الليل ليسحر ويضرب على طبلة إيقاعا ثابتا مرفقا مرددا بصوته العذب أهزوجة مثل، (لا إله الا الله محمد يا رسول الله.. لا إله الا الله سحور يا عباد الله)، وكان يوجد عدد من المسحرين الذين كانوا يجوبون مناطق الدوحة، ومن أشهرهم سليم بو حلوم، وكرم وسعد بن عواد، وسعد بن نايم، وراشد الماس، وإدريس خيري. وأوضح، أن مهنة المسحر تبقى جزءا من التراث يمارسها بعض الشباب من باب محاكاة المسحر القديم وحفاظا على التراث واليوم، مشيدا باستعادة هذه العادة الرمضانية في أماكن تواجد الناس مثل سوق واقف والمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ وبعض المناطق ومنها الدفنة التي ما زالت مستمرة على هذه العادة منذ عدة سنوات وحتى الآن. ومن جهته، أوضح السيد فيصل التميمي الباحث بالتراث أيضا في تصريح مماثل لـ/قنا/، أن منطقة الدفنة في الدوحة مازالت تحافظ على وجود المسحر طيلة شهر رمضان المبارك ، حيث بدأ عمل المسحر في ذات المنطقة في عام 1985، وذلك مع بداية إنشاء بعض الأحياء السكنية في المنطقة، وبحكم أنه أحد أعضاء الفرقة القومية القطرية للفنون الشعبية آنذاك قام مع مجموعة من الأعضاء الآخرين ومنهم مدعث القحطاني، وأحمد راشد، والفنان أحمد عبدالرحيم، بإطلاق أول مسحر في المنطقة، واستمر العمل في هذه المهنة حتى عام 1995 أي لعشر سنوات متواصلة، لينقطع بعدها أعضاء الفرقة عن مهنة المسحر، وعاودوا العمل في نفس المهنة مرة أخرى مع بداية عام 2013 ولازالوا مستمرين عليها حتى اليوم، موضحا أن أعضاء فريق المسحر حريصون على الاستمرار في هذه المهنة. وأضاف التميمي كان في كل فريج من مناطق دولة قطر مسحر خاص به، وبعضها أكثر من مسحر حسب مساحة الفريج وعدد سكانه، حيث يبدأ المسحر جولته قبل موعد الإمساك بساعتين تقريبا، موضحا أنه في السابق كان أهل الفريج يعتمدون على صوت المسحر أثناء المرور بالقرب من منازلهم لإيقاظهم من النوم لتجهيز السحور وتناوله قبل موعد آذان الفجر بوقت كاف. وبدوره قال السيد أحمد عبدالحميد أحد أعضاء فريق المسحر يلمس أعضاء الفريق تفاعلا كبيرا من أهالي الفريج خلال قيامهم بالمرور أمام المنازل، وهو ما يدفعنا إلى مواصلة السير على الأقدام لمسافة طويلة حتى نلتقي بالأطفال الذين يرحبون بنا، ونرى رسم البهجة والسرور على ثغورهم فرحة برؤيتنا أثناء القيام بمهنة المسحر. وفي سياق متصل، قال السيد علي المناعي /من سكان منطقة الدفنة/، إن مهنة المسحر من العادات القطرية التي لازالت بعض المناطق من ضمنها منطقته تحافظ عليها حتى الآن، لافتا إلى أن المسحر خلال شهر رمضان ينتظر سكان الفريج مروره بطريقته ولباسه التقليدي أمام منازلهم، إيذانا بقرب موعد آذان الفجر، ومنهم من يحرص على تعريف أبنائه بمهنة المسحر، معربا عن أمنيته بأن تعمم هذه المهنة على مختلف مناطق الدولة لتعكس جانبا من التراث القطري الأصيل. يذكر أن بدايات المسحر تعود إلى عهد النبي محمد /صلى الله عليه وسلم/، حيث كان الصائمون يعرفون جواز الأكل والشرب بأذان المؤذن بلال بن رباح، ويعرفون الإمساك عنه بأذان ابن أم مكتوم.. ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية تعددت أساليب تنبيه الصائمين، حيث ابتكر المسلمون وسائل جديدة في الولايات الإسلامية من أجل ذلك فيذكر المؤرخون أن المسحراتي أو المسحر ظهر إلى الوجود عندما لاحظ والي مصر عتبة بن إسحاق أن الناس لا ينتبهون إلى وقت السحور، ولا يوجد من يقوم بهذه المهمة آنذاك، فتطوع هو بنفسه لهذه المهمة فكان يطوف شوارع القاهرة ليلا لإيقاظ أهلها وقت السحور، وكان ذلك عام 238 هجرية، حيث كان يطوف على قدميه سيرا من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط مناديا الناس: (عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة)، وفي عصر الدولة الفاطمية أصدر الحاكم بأمر الله الفاطمي أمرا لجنوده بأن يمروا على البيوت ويطرقوا الأبواب بهدف إيقاظ النائمين للسحور، ومع مرور الأيام تم تعيين رجل للقيام بمهمة المسحراتي كان ينادي: يا أهل الله قوموا تسحروا، ويطرق على أبواب المنازل بعصا كان يحملها في يده.

2560

| 21 أبريل 2022

محليات alsharq
لماذا اندثرت مهنة "المسحر" التراثية في قطر؟

يمثل المسحر أحد المظاهر الرمضانية القديمة في المجتمع القطري، وكانت وظيفة المسحر في قطر والخليج وظيفة شعبية وتقليدا موسميا ارتبط بشهر رمضان المعظم، ومن أشهر المسحرين في الدوحة سليم بوحلوم، وكرم وسعد بن عواد، وسعد بن نايم، وراشد الماس، وإدريس خيري، وللتسحير أهزوجة يرددها المسحر في شهر رمضان، بشكل رتيب متكرر وهو يقرع على طبلة، لإيقاظ الناس وقت السحور، وهي: لا إله إلا الله، محمد يا رسول الله.. لا إله إلا الله، السحور يا عباد الله، وفي مواكبته أطفال الحي يرددونها معه فرحين. وكما يستعد الناس لشهر رمضان لتوفير كل احتياجاتهم من أكل وشرب، كان يستعد أيضاً المسحر لهذه المناسبة، فيقوم باختيار أحسن وأقوى طبل لديه ويجري بعض اللمسات والترتيبات مثل التأكد من الجلد الذي يغطي جوانبه (الرقمة)، وكذلك شد الحبال التي تحيط به، وتسمى العملية (التسميت)، واختيار العصا التي يدق بها الطبل ليكون الصوت أقوى وقوياً ليصل إلى الناس. وطوال الشهر الكريم يخرج المسحر في كل ليلة من منتصف الليل حتى قبيل الفجر، يجوب الأزقة والسكك والدواعيس يرافقه عدد من صغار أهل الحي، مرددين ومصفقين فتدب الحياة من جديد في الحي، وتقوم ربة كل بيت بتجهيز السحور، فيسمع صوت الهاون وقرقعة المواعين، وتنبعث رائحة القهوة ومطيباتها ممتزجة بروائح الأكل الذي يعد خصيصاً لوجبة السحور. * المسحر وليلة الفرنقعوه وكان يشارك المسحر الناس والشباب فرحتهم بليلة القرقيعان أو القرنقعوه في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك. متجولاً معهم بطبلته مردداً أغانيه وأدعيته الشيقة، ويطوف على المنازل لأخذ هديته، والتي هي في الغالب أجرته عما قام به من عمل لنصف شهر رمضان. المسحر لا يظهر في النهار إلا يوم العيد لأخذ عيديته وهي أجرته على ما قام به من عمل طوال الشهر الفضيل، وقد كان لكل أهل حي أو «فريج» مسحر خاص أو عائلة خاصة تتولى القيام بهذه المهمة، ولا يسمح لأحد بمزاولة هذه المهنة إلا بإذن من أهل الحي. ومن أشهر المسحرين في شرق الدوحة سليم بوحلوم وكرم وسعد بن عواد وسعد بن نايم وراشد الماس. وتطور المسحر مع الزمن وركب البيك آب ليدور بالفرجان مسحراً ويكونون في الغالب من شباب أو فتيان الحي المتحمسين. والمسحر كان الناس يحتاجونه قديماً لأنهم ينامون مبكرا أما الآن فالوضع اختلف مع اعتياد الناس السهر إلا من رحم ربك ووجود وسيلة أخرى للاستيقاظ، إضافة إلى من سيسمع صوت المسحر مع هدير المكيفات؟ لكن يبقى المسحر جزءا من التراث أمكن استعادته في أماكن تواجد الناس مثل سوق واقف وكتارا كتقليد شعبي جذاب. * بدايات التسحير تعود بدايات التسحير إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان الصائمون يعرفون جواز الأكل والشرب بأذان بلال، ويعرفون الإمساك عنه بأذان ابن أم مكتوم. ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية تعددت أساليب تنبيه الصائمين، حيث ابتكر المسلمون وسائل جديدة في الولايات الإسلامية من أجل التسحير. فيذكر المؤرخون أن «المسحراتي» ظهر إلى الوجود عندما لاحظ والي مصر «عتبة بن إسحاق» أن الناس لا ينتبهون إلى وقت السحور، ولا يوجد من يقوم بهذه المهمة آنذاك، فتطوع هو بنفسه لهذه المهمة فكان يطوف شوارع القاهرة ليلًا لإيقاظ أهلها وقت السحر، وكان ذلك عام 238 هجرية، حيث كان يطوف على قدميه سيرًا من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط مناديًا الناس: «عباد الله تسحّروا فإن في السحور بركة». وفي عصر الدولة الفاطمية أصدر الحاكم بأمر الله الفاطمي أمرًا لجنوده بأن يمروا على البيوت ويدقوا الأبواب بهدف إيقاظ النائمين للسحور، ومع مرور الأيام عين أولو الأمر رجلًا للقيام بمهمة المسحراتي كان ينادي: «يا أهل الله قوموا تسحّروا»، ويدق على أبواب البيوت بعصا كان يحملها في يده.

2548

| 08 أبريل 2022

ثقافة وفنون alsharq
"المسحر" يحصد جائزة دولية

‏أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام عن فوز الفيلم القصير المسحر للمخرج حسن المالكي الجهني بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة للأطفال بمهرجان أنيما فيلم السينمائي الدولي للرسوم المتحركة. وذكرت المؤسسة عبر تغريدة لها أنها دعمت هذا الفيلم عبر صندوق الفيلم القطري، وأن ذات العمل شارك في العديد من المهرجانات العالمية، وأنه يواصل رحلته للمشاركة بها في مختلف دول العالم. وقد حصل الفيلم على منحة صندوق الفيلم القطري في خريف 2018، ويروي قصة فتاة صغيرة وتدعى فاطمة تواجه خوفها من الظلام لإنقاذ روح جدتها التي تحتضر، إذ تستيقظ الفتاة على صوت طبل المسحر وتأخذ شقيقها الأصغر ويلمسان طريق قوس قزح، وتحاول هذه الفتاة أن تمسك المسحر ليوقظ جدتها، غير أنها لا تفلح في ذلك، بعد تلاشي المسحر.

1768

| 25 سبتمبر 2021

محليات alsharq
خليفة السيد لـ"الشرق": المجتمع القطري الأكثر تمسكاً بعاداته وتقاليده

التكنولوجيا الحديثة سيطرت على المجالس الرمضانيةرمضان اليوم يستعيد ماضيه مع بعض الفروقالألعاب الشعبية تلعب دوراً في تكوين شخصية الفرد وتنمية ذكائهأكد السيد خليفة السيد - الباحث في التراث الشعبي – على ضرورة إحياء الألعاب الشعبية التي كان يمارسها الآباء والأجداد في المجالس الرمضانية، لما في ذلك من أهمية بالغة في تكوين شخصية الفرد وتنمية ذكائه، لافتاً إلى أن التكنولوجيا الحديثة سيطرت اليوم على المجالس، ما أفقدها طابعها الإجتماعي.وأشار في حوار خاص لـ(الشرق) إلى أهمية إحياء دور "المسحر" في رمضان، من قبل المؤسسات الثقافية بالدولة، وذلك في الأماكن السياحية التي تجذب الزوار، موضحاً أن "المسحر" عادة رمضانية محببة لدى الجميع إلا أنها اندثرت في قطر وفي بعض الدول العربية. "المسحر" عادة رمضانية قديمة ما الفرق بين رمضان "لوّل" ورمضان اليوم..؟- رمضان اليوم هو رمضان الماضي مع بعض الفروقات البسيطة التي قد حدثت أو تحدث نظراً لطبيعة الحياة التي نعيشها اليوم، ففي السابق كانت الحياة بسيطة جداً، وكانت البيوت متلاصقة ببعضها البعض، في حين لم تكن هناك تكنولوجيا تتحكم بحياتنا، أما اليوم ومع تطور الحياة نجد أن هناك بعض الفروقات لكن بالتأكيد فروقات بسيطة، نظراً لأن المجتمع القطري من أكثر المجتمعات تمسكا بعاداته وتقاليده.تأثير التكنولوجيا تأثير التكنولوجيا الحديثة على المجالس الرمضانية..؟- لا يمكن لأحد أن ينكر دور التكنولوجيا في تطور المجتمعات وفي حياتنا أيضاً، وبالـتأكيد هذه التكنولوجيا لها تأثير واضح على المجالس الرمضانية التي بدأت تفقد طابعها الاجتماعي، نظراً لقلة الأحاديث وانشغال الأغلب بالأجهزة التكنولوجية، حيث للأسف الشديد نجد البعض يدخل المجلس، ويجلس فيه، ويخرج منه دون أن ينطق بحرف واحد وذلك لانشغاله بهاتفه! علماً أن المجالس الرمضانية في السابق كانت تستغل لقراءة القرآن وللألعاب الشعبية ذات الفائدة، فضلاً عن إلقاء الشعر والحكايات، أما الآن فلا نجد سوى الانشغال بأجهزة التكنولوجيا. "الكيرم" من الألعاب الشعبية وما أهمية الألعاب الشعبية في إحياء التراث خاصة بالشهر الفضيل ؟- تشكل الألعاب الشعبية جزءاً مهماً من التراث الشعبي بالمجتمع القطري، ولا تقتصر الألعاب الشعبية على كونها ألعابا للتسلية فقط، بل تعتبر نوعا من أنواع الذكاء، وتلعب دوراً مهما في تكوين شخصية الفرد وتنمية قدراته وذكائه، فضلاً عن أنها تسهم في التفكير وتحريك الذهن، وإحياء الألعاب الشعبية في مجالسنا سواء في شهر رمضان أو الأيام العادية تسهم بشكل كبير في تمسك أبنائنا وأحفادنا بعادات وتقاليد الأجداد والآباء، والمحافظة عليها على مر العصور. عادة قديمة "المسحر" عادة قديمة كانت تمارس في رمضان إلا أنها اندثرت..؟-"المسحر" عادة رمضانية كانت تمارس قديما من قبل مجموعة رجال يبدأون جولتهم في "الفرجان" وبين البيوت المتلاصقة والضيقة، وهم يرددون أناشيد وأدعية بها ذكر الله، ثم يبدأون بمناداة أهل الفريج، ليستيقظوا من أجل تناول السحور والاستعداد لصلاة الفجر، للأسف الشديد هذه العادة اندثرت في قطر وفي بعض الدول، وهنا يأتي دور المؤسسات الثقافية بالدولة في إحياء دور "المسحر" في رمضان وإعادته، وذلك من خلال إحيائه في الأماكن السياحية التي تجذب الزوار في هذا الشهر الفضيل. من الألعاب التراثية المتحف الإسلامي يستعيد "رمضان لوّل"ألقى الباحث التراثي خليفة السيد، مساء أمس محاضرة بعنوان "رمضان لوّل"، ضمن أنشطة وفعاليات متحف الفن الإسلامي خلال شهر رمضان المباركن وذلك بمقر المتحف، وقد تطرق الباحث التراثي خليفة إلى استعدادات القطريين قديما لاستقبال شهر رمضان، والذي يحتل مكانة خاصة لديهم منذ القدم، حيث كانوا يتجهزون لاستقبال الشهر الفضيل قبل حلوله بشهر كامل، فكانوا يهيئون البيوت ويجهزون أواني الطبخ والمكان الذي يجلسون فيه، في حين يتخلصون من الأدوات غير المرغوب فيها، فكل فرد في البيت كان يحمل على عاتقه مسؤولية هذا الشهر، فالنساء كانوا يجهزون البيوت، والرجال كانوا يوفرون الحاجيات، أما الشباب فكانوا يتعاونون من أجل تجهيز المساجد الموجودة لاستقبال المصلين، استعداداً لقراءة القرآن وتجهيزاً لصلاة التراويح، فالجميع في حالة تأهب استعداداً لشهر الخير والرحمة..

5057

| 04 يونيو 2017

محليات alsharq
المسحر .. ينثر أجواء الفرح والبهجة في أروقة "كتارا"

بدأ مسحر المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" منذ الليلة الأولى للشهر الكريم يجوب أروقة الحي الثقافي بطبلته الشهيرة وذلك في تجسيد حي لأهم ملامح تراثنا الأصيل في رمضان. ويأتي الاهتمام بالمسحر في تقليد جميل ومظهر محبب يعد من أبرز وأهم مظاهر شهر رمضان المبارك، ناثراً الفرح والبهجة والسرور في قلوب رواد (كتارا) وضيوفها الذين استرجعوا معه أجواء الشهر الفضيل ولياليه المباركة في السنين الخوالي، حينما كان يطوف في الفرجان والحارات والأزقة، يدور على بيوت الناس قبل وقت الفجر بساعتين ويوقظهم من خلال طبلة يدق عليها بدقات منتظمة، ليتناولوا وجبة السحور ويستعدوا للصيام، عبر ألحان وعبارات وأشعار شعبية محفوظة تعودوا على سماعها رغم مرور الزمن وتعاقب الأجيال. وفي العاشرة ليلاً يبدأ مسحر "كتارا" مشواره الليلي يطوف دروب الحي الثقافي وردهاته برفقة مجموعة من الأطفال والدمى، مرددًا الأهازيج الشهيرة التي عرفت منذ القديم مثل: (يا نايم وحد الدايم، يا نايم وحّد الله، ربي قدرنا على الصيام)، بالإضافة إلى إنشاده لمقاطع تهلل لرمضان والقيام والصيام بكلمات يشق بها سكون الليل لتضفي على ليالي الحي الثقافي نسائم رمضانية وأجواءً تراثية ساحرة. وقد أعرب الكثير من رواد (كتارا) عن سرورهم بهذه الفعالية التي أعادت روح الأحياء القديمة عبر فعالية حية نابضة، بعدما كادت تندثر هذه المهنة العريقة التي تعد من التفاصيل الأساسية لشهر رمضان في البلدان العربية، وتلغي دورها أجهزة الإعلام، مشيدين بدور (كتارا) في إحياء هذه العادة الرمضانية الأصيلة، بطقوسها الرائعة عبر استدعاء نجمها الرئيسي (المسحر) الذي يطوف الأحياء قبيل أذان الفجر مردداً أعذب وأجمل الدعوات والأغنيات بطبلته المعلقة بواسطة حبل في رقبته والمتدلية على صدره في صورة هي الأجمل في صور التراث والفلكلور الشعبي المشهور في رمضان المبارك.

1785

| 07 يونيو 2016