رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
مفكرة إيطالية تروي لـ "الشرق" قصة إسلامها

■ أسلمت في رمضان قبل 18 عاما وكان اختيارا واعيا ومؤثرا ■ جميع عيوب العالم يتم إلصاقها بالمسلمين وكأن الآخرين ملائكة ■ لم أكن أفكر في الإسلام على أنه مشكلة أو قضية كما فعل الغرب ■ لفترة طويلة لم يأتِ العالم الإسلامي بأفكار جديدة مستمدة من القرآن ■ في رمضان ينادي الله الأمة مرة أخرى لتكون قوية ومتحدة ■ السيدة عائشة كانت امرأة مذهلة بكل المقاييس ■ الإسلام ليس تهديدا للآخرين بل قوة تدعو إلى الخير والعدل ■ واجه الرسول مهمة بالغة الصعوبة لكنه قَبِل مشيئة الله بالكامل ■ قدمت أكثر من 100 كتاب للتعريف بالإسلام ورموزه المنيرة ■ أرتدي الحجاب لأعلن لمجتمعي الإيطالي أننا اخترنا دينا مختلفا ■ نحن أمة وسط لا يمكننا أن نكون متطرفين لا سياسيا ولا دينيا ■ لم أكن أتخيل أن القرآن يُلهم الفكر الفلسفي ■ الدين لم يضع الرجال في المقدمة بل هم من وضعوا أنفسهم ■ الأنبياء عبر التاريخ سعوا إلى تحرير المرأة ومنحها مكانتها ■ نمارس فهما للدين يعتمد على تأويلات تعود إلى قرون مضت ■ الإسلاموفوبيا تُستخدم لتبرير العنف ضد المسلمين وسلب حقوقهم ■ مركز المجادلة مبادرة في غاية الأهمية بالنسبة للمرأة في مجتمعاتنا المسلمة، يولد معظمنا مسلمين بالوراثة، فننمو على تعاليمه دون أن نخوض رحلة البحث عن معانيه العميقة. البعض يتأمل ويتدبر، والبعض يكتفي بالممارسات، بينما آخرون يغفلون عن جوهر الرسالة، متناسين أن الإيمان ليس مجرد انتماء، بل تجربة ووعي. ولكن ماذا يحدث عندما يختار شخص الإسلام عن قناعة، بعد رحلة فكرية طويلة وتأمل عميق؟ كيف يمكن لمن نشأ خارج هذه الدائرة أن يصل إلى الإيمان بطريقة أكثر وعياً من كثيرين ولدوا فيه؟. الدكتورة صبرينة لاي، المفكرة والكاتبة الإيطالية، نموذج استثنائي لهذا البحث العميق. لم تأتِ إلى الإسلام من باب العادة أو الموروث، بل عبر دروب الفلسفة والتساؤلات الوجودية. دخلت الدين من بوابة الشك، وعرفت الله من خلال اليقين. لفت انتباهها في القرآن أن الإنسان خليفة في الأرض، وأن التقوى ليست خوفًا يقيد الحرية، بل وعي مستمر بالله يمنح الشجاعة والإقدام. وجدت أن الصبر ليس مجرد تحمل سلبي، بل هو إصرار ومثابرة لتحقيق الخير. وسط الصورة النمطية التي يروجها الغرب عن الإسلام، اكتشفت صبرينة لاي أن هذا الدين هو بوابة للحرية والانعتاق الروحي، وأن أول كلمة نزلت في القرآن اقرأ ليست مجرد دعوة للقراءة، بل دعوة لفتح آفاق الفكر والتأمل في الكون. أدركت أن الإسلام ليس دينًا جديدًا، بل الامتداد الطبيعي لما أوحى الله به إلى البشر عبر العصور، وصولًا إلى الرسالة الخاتمة. رحلتها الفكرية والفلسفية جعلتها ترى الإسلام ليس كدين فحسب، بل كطريق لفهم الإنسان والوجود، فكيف كان هذا التحول؟ وما الذي قادها من الشك إلى اليقين؟ هذا ما سنكتشفه في حوارنا معها. صبرينة لاي المفكرة الإيطالية والمترجمة وخبيرة في الحوار بين الثقافات المتحصلة على الدكتوراه في الفلسفة اليونانية القديمة. لم تختر الاسلام كدين فقط، بل ساهمت في التعريف بأسمى معانيه عبر أكثر من مائة كتاب حيث ترجمت حوالي 75 كتابًا إلى الإيطالية، بما في ذلك ترجمات كاملة لصحيح البخاري، صحيح مسلم، والأدب المفرد، كما ألفت صابرين عشرة كتب، من بينها سيرة واسعة الانتشار للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وسيرة للخليفة عمر بن الخطاب باللغة الإيطالية وكتاب عن الخليفة الأول أبي بكر كما قامت بترجمة عدد من الأعمال الإسلامية الكلاسيكية إلى الإيطالية، منها ترجمة القرآن لعبدالله يوسف علي وكتاب إعادة بناء الفكر الديني في الإسلام لمحمد إقبال. من خلال مركز تواصل الدولي للنشر والبحث والحوار بروما الذي تديره، تبذل هي وزملاؤها جهودا حثيثة لإعادة بناء خطاب إسلامي متجذر في مفاهيم التسامح والمعرفة والأصالة، بهدف وضع الإسلام ضمن الفضاء العام متعدد الثقافات في أوروبا على اعتباره دين الحب العالمي والرحمة والعدالة. تجربة صبرينة لاي في اعتناق الإسلام والدفاع عنه والتعريف بجماله وقدسية معانيه تحيلنا الى تجربة ملهمة وشخصية استثنائية. إليكم تفاصيل عن تجربتها في هذا الحوار. وإلى تفاصيل الحوار:- • هل يمكن أن نعرف قصة اكتشافك للدين الإسلامي وكيف أخذت قرار اعتناق الإسلام؟ كانت رحلة طويلة والدافع الأساسي فكري درست الفلسفة وفي مرحلة الدكتوراه، أتيحت لي الفرصة لقراءة بعض أعمال محمد إقبال، شاعر ومفكر عظيم من شبه القارة الهندية، وقد منحتني أعماله الفرصة لأول مرة لدخول عالم الفكر الإسلامي، وكان أمرا صعبًا جدًا خاصة أني من بيئة كاثوليكية، لم أكن أفكر في الإسلام على أنه مشكلة أو قضية كما فعل بعض الغربيين بعد أحداث 11 سبتمبر، كنت مفتونة بالطريقة التي كان إقبال قادرًا بها على قراءة القرآن وربطه ببعض المبادئ المهمة للفكر الغربي. فكرت في اعتناق الإسلام لمدة ثلاث سنوات، كنت أمارس بعض العبادات أصوم رمضان وأقرأ القرآن باستمرار وأتأمل في معانيه. أعتقد أنني كنت مسلمة حتى قبل أن أعلن ذلك. - القرآن والفلسفة • بذكرك لـإقبال لقد قمت بترجمة كتابه إعادة بناء الفكر الديني في الإسلام، إلى الإيطالية، وأبرزت العلاقات الفكرية بين الفلسفة الغربية والوحي القرآني. أنت كذلك تعرفت من خلال الفلسفة على القرآن وهو تدرج فكري غير تقليدي.. لو تطلعيننا على حيثيات هذا المسار؟ فتحت لي كتب محمد إقبال أفقًا جديدًا تمامًا، كان أمرًا ساحرًا للغاية، لم أكن أتخيل أن القرآن يمكن أن يُلهم الفكر الفلسفي. لأنني كنت غارقة في الفكرة المسبقة بأن الإسلام مجرد دين مرتبط بالثقافة العربية، ولم يكن يُنظر إليه على أنه مجال يمكن أن يكون فيه حوار أو تبادل فكري، بل أكثر من ذلك، يمكنه أن يُلهم حتى الفكر الغربي. وهكذا بدأت تدريجيًا في التعرف على حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى المدى الطويل قررت اعتناق الإسلام. - بعد الشهادة •ما موقف عائلتك ومحيطك الإيطالي من إشهار إسلامك وكيف تقبل ارتداءك الحجاب؟ عائلتي قبلت اختياري فورًا، واعتبرته معجزة ربما لأنهم رأوا أنني كمسلمة أصبحت أكثر استقرارًا لأنني نشأت في بيئة غربية منفتحة جدًا لكننا لا نملك الاستقرار لذلك أعتقد أن والديَّ كانا دائمًا فضوليين جدًا كانا يريدان دائمًا استكشاف العالم، لكن دائمًا في إطار أوروبا. أما أنا، فعندما بلغت سن الرشد، بدأت فورًا بالسفر إلى الخارج. ذهبت إلى ألمانيا، لفترة من الوقت، ورأوني في حالة من عدم الاستقرار. ثم تزوجت رجلاً مسلما طيبًا جدًا، نحن معا منذ 20 عامًا. الحجاب مسألة كبيرة، وما زالت تُشكل تحديًا حتى اليوم لأن بعض الناس يأتون بأحكام مسبقة لذلك لا أركز كثيرًا على هذا الأمر. لكنني أعتقد أن الإيمان أهم من مسألة التغطية. إذا ارتديت الحجاب ولكن لم تكن لديك صفات المسلم، فما الفائدة؟ لكن في الغرب، يأخذ الأمر بعدًا آخر، وهو بعد الشهادة. فنحن نشهد بأننا مسلمون نريد أن نكون ظاهرين كمسلمين. وهذا ما أشاركه مع الكثير من أصدقائي، وهم إيطاليون مسلمون، لذا فالأمر ليس مجرد مسألة احتشام، بل هو شيء نريد أن نشهد به، بأننا جزء من المجتمع، وأننا اخترنا دينًا مختلفًا عن ذلك الذي وُلدنا ونشأنا فيه. - أن تولد مسلمًا وأن تختار الإسلام •بناء على تجربتك، ما الفرق بين أن تولد مسلمًا وأن تختار الإسلام؟ هل كان طريقك للاختيار صعبا؟ أعتقد أنه عندما تنشأ في دين معين، فإنك تمتص الثقافة التي ترافق ذلك الدين. وهذا ينطبق أيضًا على الكاثوليكية، عندما انتقلت إلى ألمانيا رأيت أن المسيحيين اللوثريين والكاثوليك، لديهم ثقافة وطريقة مختلفة في عيش المسيحية. في البداية، لم أستطع التكيف مع ذلك كان الأمر صعبًا جدًا. وأعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على اختيار الإسلام فأنت تأتي بتجربة مختلفة تمامًا إذ لم تنشأ في بلد مسلم هناك الكثير من الأشياء التي تفتقدها، لكن في الوقت نفسه، يُطلب منك أن تبتكر تقاليدك الخاصة لتتمكن من التأقلم في مجتمعك وخلق توازن بين متطلبات الإسلام والممارسات الثقافية. يجب أن نكون منفتحين على كل الجوانب، لكن متجذرين في ذواتنا حيث إن الإسلام يدعوك إلى إقامة علاقة شخصية مع الله خالصة روحية وعميقة جدًا. - البعد الروحي •كيف غيرك الإسلام؟ ما الممارسات والقيم التي أثّرت في شخصيتك وحياتك أكثر؟ لقد غيّرني الإسلام كثيرًا، لأنه جعلني أقدّر الروحانية، وهو شيء كنت قد فقدته تدريجيًا رغم أنني لم أفقد الإيمان أبدًا لكني فقدت الشعور الروحي لم أكن أعرف كيف أتصل بروحي وبالإله. كنت أميل إلى الشكل المتطرف من الفكر العقلي خاصة عندما تدرس الفلسفة، فأول ما تفعله الفلسفة الغربية هو هدم الإيمان. وفي مجتمع علماني لا يوجد تعبير عن الدين في الحياة العامة، يكون الدين في بُعد آخر والمشكلة الحقيقية ليست في هذا البُعد، بل في النسبية الأخلاقية وغياب المبادئ الثابتة فكل شيء يُنظر إليه من منظور المنفعة وهذه في الأساس هي عقلية العالم الغربي. - الإسلام واستقلالية العقل •رغم أن الغرب في أغلب أطروحاتهم يتهمون الدين الإسلامي بالانغلاق أنت تجيدين أن الإسلام ساهم في تحريرك؟ الاسلام يجعل الإنسان أكثر استقلالية لأنه لا يسعى إلى جعله تابعًا بل يدفعه ليكون مستقلًا فهو يشجع على المعرفة وحرية التفكير والمسؤولية الفردية. وهذه من أهم القيم لأنه عندما تكون مسلمًا، فأنت إنسان حقيقي يتحمل مسؤولية حياته ومجتمعه. لا يمكنك أن تقول “هذا الأمر لا يعنيني”، لأن المسؤولية الأخلاقية هي مسؤوليتك وحدك. كل إنسان هو خليفة الله في هذا العالم، وكخليفة عليه مسؤوليات. ومن خلال أركان الإسلام الخمسة، يُقاد المؤمن تدريجيًا إلى إدراك هذه الحقيقة. وفي الوقت نفسه، يتعلم كيف يطبق مبادئ الإسلام في حياته اليومية، وهو أمر مثير للاهتمام. حتى من ليس مسلمًا، عندما يُعرض عليه شرح للقيم المستمدة من السنة النبوية والقرآن، سيجد أنها قابلة للتطبيق حتى في مجتمع علماني أو ملحد. وهذا أحد الجوانب القوية في الإسلام، لأنه دين الفطرة. ولهذا السبب يقول البعض إنه لا ينبغي تسميته “دينًا” بالمعنى الغربي للكلمة، لأنها كلمة ذات جذور وثنية، بل يجب أن يُطلق عليه “دينٌ”، لأنه نظام حياة يشمل قوانين تحكم كل شيء، من الإنسان إلى الطبيعة. وهذا ما يسمح بتجاوز الثنائية التقليدية بين الدين والمجتمع العلماني. - وضع المرأة المسلمة •كيف ترين وضع المرأة المسلمة في العالم العربي؟ هناك من يقول إن الإسلام يفضل الرجال على النساء وليس هناك مساواة بينهما؟ أعتقد أن كل دين أو كل طريقة تم بها ممارسة الدين عبر التاريخ، كانت خاضعة لهيمنة الذكور. لكن هذا ليس لأن الدين نفسه يضع الرجال في المقدمة، بل لأن الرجال هم من وضعوا أنفسهم في مركز الدين، كما يفعلون في كل شيء آخر. المشكلة أن الأنبياء عبر التاريخ سعوا إلى تحرير المرأة ومنحها مكانتها، ولكن عبر القرون، تم تهميش هذا الدور. في الإنجيل، نجد أن النساء كن من تلاميذ عيسى - عليه السلام - لكن تم تهميش دور المرأة في المسيحية، وأصبحت مضطهدة. لم يتحقق تحرير المرأة إلا بعد أن بدأ الناس ينكرون الدين. وهذا ليس بسبب تعاليم الأنبياء، بل بسبب الطريقة التي فرض بها المجتمع هيمنة الرجال. الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- كان منفتحًا، وكان يتبادل الحديث والمشورة مع النساء. كيف عرفنا السنة؟ عن طريق السيدة عائشة - رضي الله عنها. وهذا يعني أنه كان يناقشها، ويبادلها وجهات النظر. أول من دعمه كان زوجته خديجة - رضي الله عنها. عندما نزل عليه الوحي لأول مرة في غار حراء، عاد الرسول إلى خديجة وهو يرتجف، لكن من الذي وقف إلى جانبه ومنحه القوة؟ كانت زوجته خديجة. هذه الحقيقة لا يعترف بها بعض الرجال، أو ربما يخشون الاعتراف بها. - المجادلة لتعزيز الهوية •كيف تجدين مبادرة المجادلة التي أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر الهادفة لتعزيز الهوية الإسلامية للنساء من خلال ايجاد مساحة للتعبد والتعلم، وللتطوير والإرشاد واستنباط الحلول من داخل الإسلام؟ أعتقد أنها مبادرة في غاية الأهمية، لأن صوت المرأة ليس مجرد قضية إسلامية، بل مشكلة تعاني منها جميع الأديان والمجتمعات عبر التاريخ. هناك مستوى من الوعي يسمح للمرأة بأن تتعلم وتبادر وتناقش القضايا وتكوّن روابط قوية، وأن يكون لها صوت حقيقي. لأن العالم الذي نعيش فيه لم يكن يومًا مثاليًا أو عادلًا تمامًا تجاه المرأة. على مر التاريخ، لكي تكون المرأة جزءًا من مجتمع يهيمن عليه الرجال، كان عليها أن تتبنى أسوأ صفات الذكورة وتبالغ في التعبير عنها. - استلهام القيم الجوهرية •قمت بترجمة العديد من كتب العلوم الإسلامية الحديث، والمؤلفات الصوفية وتفسير القرآن إلى اللغة الإيطالية هل تعتقدين أن هناك فرقًا بين القرآن وكيفية تفسيره وكيف يطبق تعاليمه المسلمون؟ نعم، لأن عددا من المسلمين يمارسون فهمًا للدين يعتمد على تأويلات تعود إلى قرون مضت. لفترة طويلة، لم يأتِ العالم الإسلامي بأفكار جديدة مستمدة مباشرة من القرآن، مما جعل بعض الأفكار والممارسات تبدو وكأنها لا تنتمي إلى العصر الحالي، أو أنها فقدت معناها الحقيقي. ما يجب علينا فعله هو استلهام القيم الجوهرية من القرآن ومن حياة النبي ﷺ، وإحياؤها وجعلها مشعة من جديد. القرآن يعلمنا التقوى، وما أعظم التقوى! الإسلام هو طريق للخضوع، لكنه ليس بمعنى الضعف، بل قوة تجعل الإنسان يسلّم أمره لله عن وعي وإدراك. التقوى، في جوهرها، تعني أن تكون دائم الشعور بحضور الله، أن تكون مستعدًا لتحمل مسؤولياتك في هذا العالم. ما أجده مثيرًا في الإسلام هو أن التقوى ليست خوفًا يدفعك إلى السلبية، بل هي وعي مستمر بالله، يجعلك تتصرف بشجاعة، وتتحمل مسؤوليتك في هذه الحياة وفقًا لقيم دينك. وهنا يأتي أيضًا مفهوم الصبر، الذي لا يعني مجرد التحمل السلبي، بل هو مثابرة وإصرار على تحقيق الخير. أعتقد أننا فقدنا هذا الفهم العميق للدين، وأصبحنا ننظر إليه بطريقة ضيقة جدًا، بينما الإسلام في جوهره يعلمك أن تكون قويًا، صبورًا، متيقظًا لوجود الله، وأن تنتقل باستمرار من مجرد الإيمان إلى الإحسان، وهو بحد ذاته جهاد داخلي مستمر. هناك من يستخدم السنة النبوية لتبرير بعض الممارسات التي لا أعتقد أنها تنتمي حقًا إلى سنة النبي ﷺ. - أمة وسط •في الوقت الذي يواجه الاسلام هجوما من الخارج وتضاربا من الداخل.. ما هي حسب رأيك نقاط الاسناد التي يجب ان يركز عليها العالم الإسلامي لتعزيز قيمه الدينية والأخلاقية؟ القرآن يقدم لنا مبادئ ثابتة لا يمكن لأحد أن ينكرها، لكن لا أحد يستطيع أن يطبقها كاملة في حياته، لأننا بشر، لدينا حدود وضعف، ونتعرض لمتغيرات نفسية واجتماعية. لكن ذلك النور موجود، ويجب أن نستلهم منه بقدر ما نستطيع. نحن أمة وسط، لا يمكننا أن نكون متطرفين لا سياسيًا ولا دينيًا. المسلم الحقيقي هو إنسان متوازن، وإذا رأينا تأويلًا للإسلام يتعارض مع الفطرة الإنسانية، فلا يمكن أن يكون هذا هو الإسلام الصحيح. نحن أمة الشهادة، علينا أن نكون وسطًا بين الأمم، ونشهد على العالم، كما يشهد الرسول ﷺ علينا. إذا أغلقناعلى أنفسنا فإننا نفقد دورنا. لأن الأمة، كما فهمها النبي ﷺ وصحابته، هي كيان مفتوح يمكن للجميع الانتماء إليه. يجب أن يشعر كل شخص بأنه مرحّب به، فالأخوة في الإسلام، سواء بين الرجال أو النساء، هي جزء لا يتجزأ من العقيدة. - قوة تدعو إلى الخير •يتعرض الاسلام الى حملة شرسة في العالم الغربي و يعاني المسلمون من ظاهرة الإسلاموفوبيا. ما أسباب هذه الحملة وما الحلول حسب رأيك؟ نعم جميع عيوب العالم يتم إلصاقها بالمسلمين وكأن الآخرين ملائكة يمشون على سطح البحر دون أن تمس أقدامهم الماء! المسلمون، في نظرهم، متشابهون، يفكرون بنفس الطريقة، وهم تجسيد لكل ما هو سيئ. لكن هذا غير صحيح. قد يبدو لك الأمر مختلفًا من الخارج، حيث ترى في المجتمعات الغربية حضورًا أكبر للمرأة، لكن لا يزال هناك عدد كبير من النساء يعشن في ظروف قاسية جدًا، دون أي دعم اقتصادي يجعل منهن مستقلات. في إيطاليا، بشكل يومي تقريبًا امرأة تُقتل أو تختفي بسبب العنف. لكن الضحايا ليسوا من المجتمع المسلم، وليسوا من العرب كما تروج له بعض وسائل الإعلام الغربية في الغرب، عندما يكون الجاني عربيًا أومسلمًا، فإنهم يسلطون الضوء على هويته ودينه، بينما إذا كان القاتل أوروبيًا، فإنهم يركزون على ملابسات الجريمة وليس على هويته. يجب ألا يخاف الناس من الإسلام، فهو آخر ما يجب أن يخافوا منه. إذا فهموا الإسلام حقًا، فسيدركون أنه ليس تهديدًا، بل قوة تدعو إلى الخير والعدل. أعتقد أن محاربة الإسلاموفوبيا هي قضية عدالة. - شهر القرآن •نحن في شهر رمضان ماذا تمثل لك هذه العبادة وكيف تستشعرين روحانيته؟ كان قراري اعتناق الإسلام في الأيام الأخيرة من رمضان، قبل 18 عامًا، وكان اختيارًا واعيًا ومؤثرًا في حياتي. وهذا مهم جدًا لأن له مغزى عميقا لأن القران أنزل على الرسول أثناء أحد اعتكافاته، أول آية تلقاها الرسول كانت “اقْرَأْ” وهذا مهم جدًا بالنسبة لي لأنني أعتقد أن “اقْرَأْ” تعني أننا يجب أن نقرأ كل شيء، ليس فقط ما هو مكتوب على الورق لذا يجب علينا أن نقرأ حياتنا، يجب أن نقرأ التاريخ، يجب أن نقرأ الخلق. “بِسْمِ رَبِّكَ” تعني أن كل شيء مرتبط بخلق الله، وفي نفس الوقت هذا أمر محوري لأنه يعلمنا أن الحضارة الإسلامية في بدايتها كانت حضارة حيوية. التأمل في رمضان مهم جدًا لأنه يمنحنا الفرصة للعودة إلى ذواتنا، ولمواجهة حدودنا وتحديها بطريقة ما. لرمضان بعدًا فرديًا، لكنه يحمل أيضًا بعدًا جماعيًا. كأن الله ينادي الأمة مرة أخرى لتكون قوية ومتحدة من خلال تجربة شخصية تضيء العالم من جديد. - مساهمة روحية للمجتمع •أنت لم تدخلي الإسلام فقط بل اخترت التعريف بالاسلام من خلال الترجمة والدعوة والنشاط الفكري لماذا اخترت هذا التوجه وهل هو طريق سهل خاصة في العالم الغربي؟ لدي حوالي 100 كتاب بين ترجمة لكتب إسلامية والكتابة عن سيرة النبوة وحياة القديس فرانسيس، وفولمر، وأبوبكر. كما كتبت عن حياة المجتمعات غير المسلمة في العالم الإسلامي منذ بداية الإسلام في المدينة المنورة وحتى نهاية الخلافة العثمانية. في الواقع، لم أتخيل يومًا أنني سأصبح مسلمة. لكن الأمر حدث بطريقة غير متوقعة تمامًا. لأنني وجدت في الإسلام جمالًا هائلًا وغنى فكريًا وروحيًا عظيمًا. وعندما أرى أن الإسلام يُساء فهمه بشكل مؤلم باستمرار، وأن الإسلاموفوبيا تُستخدم لتجريد المسلمين من إنسانيتهم بهدف تبرير العنف ضدهم وسلب حقوقهم، أشعر أن هذا مسؤولية لا يمكنني تجاهلها. - محمد الإنسان •صدر لك بالإيطالية كتاب «محمد رسول الله». ما الزاوية التي ركزت عليها في السيرة النبوية الجانب الانساني أو الديني وهل تعتقدين ان الغرب يعرفون جيدا الرسول محمدا؟ في كتابي محمد رسول الله، حاولت أن أقدم النبي باعتباره إنسانًا قبل أن يكون نبيًا. كان يبحث عن الحقيقة، وكان يشعر أحيانًا بالقيود والقلق، وهذا ما يجعله أكثر إنسانية. لقد عانى مما يعانيه البشر: فقد أحب زوجته وفقدها، فقد أقاربه، وتحمل مسؤولية ضخمة، لا أعتقد أن الغرب يفهمون هذا تمامًا، لأنهم يقرؤون سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال نظرة دينية متأثرة بالإنجيل. والمشكلة أن المسيحيين فقدوا الاتصال بالعهد القديم، وبالتالي فقدوا المعنى العميق لحياة النبي موسى عليه السلام، ما يجعلهم غير قادرين على فهم محمد بنفس السياق. - عمر وعائشة •من جميع الصحابة اخترت «عمر بن الخطاب أمير المؤمنين» لتكتبي عنه أولا.. ما اللافت والاستثنائي في شخصيته؟ لدي ارتباط خاص بشخصية عمر بن الخطاب، لأنه من الشخصيات القليلة التي نعرف كيف كان قبل الإسلام وكيف أصبح بعده. إذا درسنا حياة عمر بعمق سنرى أن تحوله أكثر تعقيدًا وأكثر درامية، وهذا ما يجعل قصته استثنائية. لقد حمل السيف ضد النبي، لكنه تغير تماما بعد الإسلام و كان دائمًا مستعدًا للتساؤل والتفكير. •لماذا اخترت السيدة عائشة دون بقية نساء الرسول موضوعًا لكتابك القادم؟ لأنني أعتقد أن الناس بحاجة إلى معرفة حقيقتها. كانت امرأة مذهلة بكل المقاييس شخصيتها قوية للغاية، وكان لها دور محوري في حياة النبي وفي تاريخ الإسلام. كان الصحابة يأتون إليها يسألونها ويستشيرونها. كانت تقية، ذكية، ومستقلة. حتى إنها كانت تناقش النبي أحيانًا. وعندما سُئل النبي: “من أحب الناس إليك؟” قال بوضوح: “عائشة”. لو كان يعتبر النساء مجرد تابعين، لما قال ذلك. لكنه لم يقل اسمًا عامًا، بل قال: “عائشة”، أي أنها شخص مميز بحد ذاتها، وليس فقط لكونها امرأة.

1214

| 02 مارس 2025

ثقافة وفنون alsharq
خولة مرتضوي: المكتبة العربية تعاني ندرة في الإنتاج العلمي لفهم الصورة الذهنية للمرأة

مرتضوي لـالشرق: المرأة صارت حديث الإعلام ومادته ومضمونه الباحثة أبرزت دور إسلام ويب في تصحيح صورة المرأة المسلمة فرغت الكاتبة والباحثة الأكاديمية خولة مرتضوي من إعداد دراسة تعنى بدور الإعلام الإسلامي الإلكتروني في تصحيح صورة المرأة المسلمة، انتهت خلالها إلى أنه رغم أن آلاف اللقاءات التليفزيونية والصحفية التي تجرى مع المفكرين والعلماء ورجال الدين للحديث عن واقع المرأة المسلمة، إلا أن هذه الجهود تبقى خجولة إذا ما قورنت بحجم التلبيس الإعلامي والثقافي الذي يقوم به أعداء الإسلام ليحافظوا على ما رسموه من صور نمطية سالبة تعكس صورة المرأة وكل جوانب التشريع الإسلامي بشكل فج بعيد عن الحقيقة. وشددت على ضرورة الحاجة إلى تجديد الخطاب الإسلامي الديني، والاستفادة من قدرات التقانة الجديد المتمثلة بالإعلام الجديد لنحقق فيه هدف الصحوة الإسلامية المنشود، وتبديد كل ما علق بهذا الدين جراء التيارات الغربية المتواترة عليه. ورأت أن الدور المضاد للإعلام الإسلامي اتسم بالخجل والضعف الشديد، ابتداء مما يتم تقديمه فِي وسائل الإعلام التقليدية من إذاعة وتليفزيون وصحافة، انتهاءً بما يتم إعداده ونشره من مضامين مُختلفة في أرخبيل وسائل الإعلام الإلكتروني الجديدة. وأرجعت خولة مرتضوي في تصريحاتها لـالشرق سبب اختيارها لهذه الدراسة إلى أنه لا يخلو فضاء تستنشق فيه رائحة الإعلام الحر أو حتى المنغلق إلا ويفوح بروائح عطر أنثى، كما لا يوجد فضاء إعلامي إلا ويفوح بروائح إناث متعددة، فالمرأة باتت حديث الإعلام ومادته ومضمونه، وحديثي لا يقتصر عن المرأة المقدمة أو المذيعة بل يشمل المرأة بشكل عام كصورة منطبعة في أذهان الجمهور المستقبل لوسائل الإعلام الجماهيرية. وتهتم الدراسة بدور الإعلام الإسلامي الإلكتروني في تصحيح صورة المرأة المسلِمة، فبالرغم مِن أن المكتبة العربية والإسلامية تعج بآلاف من الكتب التي تناولت بالبحث والدراسة والتحليل وضع المرأة في الإسلام، إلا أن هناك شحاً كبيراً في الإنتاجَات العلمية المؤصلة التي ناقشت وحللت: الصورة الذهنية السلبية للمرأة المسلمة التي يصدرها الغرب بكل وسائله وآلاته في كل مكان، وسبل التصدي لها وعلاجها. وحاولت الباحثة اكتشاف جانباً من مظاهر الجور التي تلبسها الإسلام بشكلٍ عام والمرأة المسلمة بشكل خاص في وسائِل الإعلام الغربية، مبينة دور موقع الشبكة الإسلامية (إسلام ويب)، وهو موقِع إلكتروني إسلامي، في تصحيح صورة المرأة المسلمة. وتعرضت الدراسة في فصولها الثلاثة لعدداً من المفاهيم والإشكاليات البحثية، وهي: مفهوم الإعلام الإسلامي، خصائص الإعلام الإسلامي ومناهجه وأساليبه، نشأة وتطور وتصنيف المواقع الإسلامية الإلكترونية، وضع المرأة قبل الإسلام، وضع المرأة في الإسلام، صورة المرأة المسلمة في الإعلام الغربي، دور وسائل الإعلام الإسلامي الإلكترونية في تصحيح صورة المرأة المسلمة، المرأة في موقِع الشبكة الإسلامية (إسلام ويب)، قراءة وصفية تحليلية في دور موقِع الشبكة الإسلامية (إسلام ويب) في تصحيح صُورة المرأة المسلمة. أهمية الإعلام الإلكتروني خلصت نتيجة الدراسة إلى عدد من النتائج والتوصيات أهمها، أن المسلمين، أفراداً ومؤسسات، عليهم الاستفادة من وسائل الإعلام الإلكتروني من خلال ما يتميز بِه من خصائص تتفوق على الإعلام التقليدِي من: كونية، تفاعلية، لا تزامنية، مشاركة وانتشار، وغيرها من الميزات، وذلك بهدف تقديم وتجلِية وتشكيل الصورة الذهنية الصحيحة الشاملة للدين الإسلامي ولأتباعه؛ مبنية على الحقائق والوقائع، وبعيدة كل البعد عن التشويه والكذب والتضلِيل، والإِسهام في تحقيق فهم أفضل للدين وأهله في ذهنية ووجدان أتباع مختلف الديانات والأيدولوجيات.

2682

| 19 أغسطس 2018

محليات alsharq
دعاة الأوقاف يتحدثون عن دور المرأة في التربية بـ"لقاء الثلاثاء"

يتواصل لقاء الثلاثاء الدعوي الذي تنظمه إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، غداً، تحت عنوان" المرأة ودورها في التربية الإيمانية" وذلك بسبعة عشر مسجداً جامعاً على مستوى الدولة. حيث يتحدث فضيلة الشيخ موافي عزب بجامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه (مدينة خليفة) والشيخ شقر جمعة الشهواني بجامع محمد بن عبد الرحمن الزمان (السلطة الجديدة) وفريد الهنداوي بجامع أحمد بن راشد المريخي (مدينة خليفة) والشيخ سالم محمد هلال بجامع مسفر بن ناصر الشهواني (الشحانية) والشيخ / عبد الكريم الحوصلي بجامع سعد ماجد آل سعد (المعمورة) والشيخ هلال سعيد مبروك بجامع قنبر الأنصاري (الوكــرة) والشيخ صادق محمد سليم بجامع مجمع بروة(السيلية) والشيخ راضي الإسلام الشهال بجامع موزة الشامسي (معيذر الجنوبي)، والشيخ ناصر الجعشاني بجامع الشيخ فيصل بن فهد بن جاسم آل ثاني (أم صلال محمد).

338

| 20 مارس 2017

تقارير وحوارات alsharq
بشرى ناصر أول مسلمة تتولى منصب مديرة مدرسة حكومية ببريطانيا

بشرى ناصر.. أول مسلمة تتسلم منصب مديرة مدرسة بريطانية حكومية ثانوية في أنحاء المملكة المتحدة، طوال 20 عاما، وحصلت على العديد من الجوائز والأوسمة، كان آخرها وسام "التميز" من قبل الأمير "تشارلز" ولي العهد البريطاني، كما حصلت على 4 جوائز أخرى من عدد من الهيئات والمؤسسات والجامعات البريطانية تقديرا لجهودها العلمية المتميزة في مجال التعليم والتربية، كرمت ضمن قائمة أفضل 10 شخصيات نسائية مسلمة على مستوى بريطانيا في التميز والتي أطلقتها جريدة "التايمز" البريطانية، وقد اختارها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "توني بلير" كي تكون مستشارته الخاصة في أعقاب تفجيرات 7 يوليو في قطارات لندن عام 2005. التقت الشرق بأول مسلمة تتولى منصب مديرة مدرسة على مستوى المملكة المتحدة "بشرى ناصر" أثناء الاحتفاء بها خلال مؤتمر"الإسلام والمرأة" الذي انعقد في المركز الثقافي الإسلامي في لندن، للوقوف على مسارات عملها كمديرة لمدرسة ثانوية وأيضا للتعرف على أهم المحطات التي عبرتها خلال حياتها العملية. نموذج للمسلمة وفي حوارها مع "الشرق" قالت "بشرى ناصر": كان المشوار العملي قبل 25 عاما مضت وتحديدا في عام 1993، به العديد من التحديات التي تفوق تحديات أي عمل آخر حيث إنني أول مسلمة تتولى منصب مديرة مدرسة بريطانية حكومية ثانوية وهي مدرسة " plashet" الثانوية للبنات، الواقعة في بلدية "نيوهام" شرق لندن، وهذا في حد ذاته عقبة قد لا يتقبلها الكثيرون، وأضافت قائلة "إن دوري في مجال التعليم أوجد لدي قواعد ثابتة في التعامل مع الآخر، فكان يجب على أن أكون النموذج الجيد للمسلمة في مجتمع ذي ثقافة مختلفة، وهذا أضاف إلي عبئا آخر بجانب عبء العمل ذاته، والحمد لله استطعت أن أغير بعض الصور الذهنية السيئة عن المسلمين إلى الأفضل، وذلك في محيط المدرسة التي أعمل بها، بين الطالبات اللاتي يصل عددهم 1355 طالبة وبين أولياء الأمور والجيران والمؤسسات البريطانية التي تتعامل معها المدرسة التي أعمل بها مديرة. وسام الشرف وعن أهم المحطات التي عبرتها خلال عملها كمديرة مدرسة بريطانية في لندن، قالت "بشرى ناصر":"أول تقدير حصلت عليه كان في عام 2003 حيث تشرفت باختياري لأكون حاملة وسام الشرف الملكي للإمبراطورية البريطانية " CBE " وقد سلمه لي ولي العهد البريطاني الأمير "تشارلز"، وأعقب ذلك بعامين أي في عام 2005 حصولي على جائزة أفضل امرأة آسيوية متخصصة، وأيضًا ترأست جمعية المدرسين المسلمين من الفترة من عام 2000 وحتى عام 2005. استرسلت "بشرى ناصر" في حديثها إلى الشرق قائلة إن جامعة "ايست لندن" منحتها الدكتوراه الفخرية في عام 2006، كما أن كلية "كوين ماري" البريطانية منحتها عضوية الزمالة في عام 2007. وفي عام 2009 اختيرت "بشرى ناصر" ضمن قائمة أفضل النساء المسلمات في بريطانيا تحت قطاع حقوق الإنسان والمساواة، وفي عام 2012 توجت لتكون مديرة العام للمدارس الحكومية البريطانية وهي تمثل أهم جائزة يحصل عليها العاملون في مجال التعليم واسمها جائزة " TES". وأشارت في حوارها مع الشرق إلى أنها الآن تعمل متطوعة مع مؤسسة "موزاييك" الخيرية في قطاع التعليم، إلى جانب أنها أصدرت كتابا اسمه "كسر قيود الصورة النمطية" خصصت فيها الحديث عن معايير التعامل مع الآخر وضرورة فتح قنوات الحوار للتعرف على الآخر دون الاعتماد على خلفيات نمطية خاطئة يتم تداولها بين الناس. وعن تقبل الناس والطالبات وأولياء الأمور لها لكونها مسلمة، ذكرت "بشرى ناصر" أن البداية كانت صعبة لكن العزيمة والتحدي للتعريف بقدراتي، وسعت لي الطريق وأتاحت لي فرصا جيدة لإثبات ذاتي وقدراتي أمام الجميع، مضيفة أن النجاح بالنسبة لها هو إقناع الناس بقدراتي وشخصيتي، ومحو الخوف من الدين في علاقاتي بالجميع. ووجهت "بشرى ناصر" كلمة إلى كل فتاة وامرأة مسلمة تعيش في المجتمعات الغربية قائلة:"عليك أن تقدمي نفسك بشكل أفضل وتستطيعين التفوق والوصول إلى ما تتمنيه مع الاحتفاظ بثوابت دينك وثقافتك".

1225

| 09 مارس 2017

محليات alsharq
القرضاوي: الإسلام حرَّم على المسلمة أن تتزوَّج غير مسلم

الكتاب: فقه الأسرة وقضايا المرأة المؤلف: د. يوسف القرضاوي الحلقة: الحلقة الخامسة والعشرون الأسرة أساس المجتمع، وهي اللبنة الأولى من لبناته، التي إن صلحت صلح المجتمع كله، وإن فسدت فسد المجتمع كله، وعلى أساس قوة الأسرة وتماسكها، يقوم تماسك المجتمع وقوته؛ لذا فقد أولى الإسلام الأسرة رعايته وعنايته. وقد جعل القرآن تكوين الأسر هو سنة الله في الخلق، قال عز وجل: "وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ" (سورة النحل:72). بل جعل الله نظام الأسرة، بأن يكون لكل من الرجل والمرأة زوجٌ يأنس به ويأنس إليه، ويشعر معه بالسكن النفسي والمودة والرحمة، آية من آيات الله، قال سبحانه: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"(سورة الروم:21). فالحياة الأسرية في الإسلام وعلاقة كل من الزوجين تجاه الآخر، ليست شركة مالية تقوم على المصالح المادية البحتة، بل هي حياة تعاونية يتكامل فيها الزوجان، ويتحمَّلان مسؤولية إمداد المجتمع بنسل يعيش في كنف أسرة تسودها المحبة والمودَّة، ولا يظلم أحد طرفيها الآخر، بل يدفع كل واحد منهما عن شريكه الظلم والأذى، ويحنو عليه. وفلسفة الإسلام الاجتماعية تقوم على أن الزواج بين الرجل والمرأة هو أساس الأسرة، لذا يحث الإسلام عليه، وييسر أسبابه، ويزيل العوائق الاقتصادية من طريقه، بالتربية والتشريع معا، ويرفض التقاليد الزائفة، التي تصعبه وتؤخِّره، من غلاء مهور، ومبالغة في الهدايا والولائم وأحفال الأعراس، وإسراف في التأثيث واللباس والزينة، ومكاثرة يبغضها الله ورسوله في سائر النفقات. ويحث على اختيار الدين والخلق في اختيار كلٍّ من الزوجين: "فاظفر بذات الدين تربت يداك". "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرض وفساد عريض". وهو — إذ يُيَسِّر أسباب الحلال — يسدُّ أبواب الحرام، والمثيرات إليه، من الخلاعة والتبرُّج، والكلمة والصورة، والقصة والدراما، وغيرها، ولا سيما في أدوات الإعلام، التي تكاد تدخل كل بيت، وتصل إلى كل عين وأذن. وهو يقيم العلاقة الأسرية بين الزوجين على السكون والمودة والرحمة بينهما، وعلى تبادل الحقوق والواجبات والمعاشرة بالمعروف، "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً"، (البقرة: 19). "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، (البقرة: 228). ويجيز الطلاق عند تعذُّر الوفاق، كعملية جراحية لا بد منها، بعد إخفاق وسائل الإصلاح والتحكيم، الذي أمر به الإسلام أمراً محكماً صريحاً، وإن أهمله المسلمون تطبيقاً: "وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً"، (النساء: 35) لا يجوز الزواج من الكتابية في عصرنا إلا لحاجة ملحَّة، ومن هنا نعلم أن الزواج من غير المسلمات في عصرنا — وخصوصا الأجنبيات — ينبغي أن يُمنع سدًّا للذريعة إلى ألوان شتى من الضرر والفساد، ودرء المفسدة مقدَّم على جلب المصلحة، ولا يسوغ القول بجوازه إلا لضرورة قاهرة أو حاجة ملحَّة، والضرورة تقدر بقدرها، كما قعَّد الفقهاء. ولا ننسى هنا أن نذكِّر أنه مهما ترخَّص المترخِّصون في الزواج من غير المسلمة، فإن مما لا خلاف عليه أن الزواج من المسلمة أولى وأفضل من جهات عدة، فلا شك أن توافق الزوجين من الناحية الدينية أعون على الحياة السعيدة، بل كلما توافقا فكريًّا ومذهبيًّا كان أفضل. وأكثر من ذلك أن الإسلام لا يكتفي بمجرد الزواج من أية مسلمة، بل يرغب كل الترغيب في الزواج من المسلمة المتدينة، فهي أحرص على مرضاة الله، وأرعى لحق الزوج، وأقدر على حفظ نفسها وماله وولده، ولهذا قال الرسول، في الحديث الصحيح: "فاظفر بذات الدين تربت يداك". حرمة زواج المسلمة من غير المسلم: إذا كان الإسلام قد أباح للمسلم أن يتزوج من امرأة كتابية، بالقيود التي ذكرناها، فإنه حرَّم على المسلمة أن تتزوَّج غير مسلم، كتابيًّا أو غير كتابي، ولا يحل لها ذلك بحال. وقد ذكرنا قوله تعالى: {وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا}[البقرة:221]. وقال في شأن المؤمنات المهاجرات: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}[الممتحنة:10]. ولم يرد نص باستثناء أهل الكتاب من هذا الحكم، فالحرمة مُجمَع عليها بين المسلمين. الحكمة من تحريم زواج المسلمة من غير المسلم: وإنما أجاز الإسلام للمسلم أن يتزوج يهودية أو نصرانية، ولم يُجز للمسلمة أن تتزوَّج بأحدهما؛ لأن الرجل هو رَبُّ البيت، والقوَّام على المرأة، والمسؤول عنها. والإسلام قد ضمن للزوجة الكتابية في ظل الزوج المسلم حرية عقيدتها، وصان لها بتشريعاته وإرشاداته حقوقَها وحرمتها. ولكن دينًا آخر كالنصرانية أو اليهودية لم يضمن للزوجة المخالِفة في الدين أي حرية، ولم يَصُن لها حقها، فكيف يغامر الإسلام بمستقبل بناته، ويرمي بهن في أيدي من لا يرقبون في دينهن إلًّا ولا ذِمَّة؟! وأساس هذا: أن الزوج لا بد أن يحترم عقيدة زوجته؛ ضمانًا لحسن العشرة بينهما، والمسلم يؤمن بأصل اليهودية والنصرانية دينين سماويين — بغض النظر عما حُرِّف منهما — ويؤمن بالتوراة والإنجيل كِتَابَيْن في الأصل من عند الله، ويؤمن بموسى وعيسى رسولَيْن من عند الله من أولي العزم من الرسل. فالمرأة الكتابية تعيش في كَنَف رجل، يحترم أصل دينها وكتابها ونبيها، بل لا يتحقق إيمانه إلا بذلك. أما اليهودي أو النصراني، فلا يعترف أدنى اعتراف بالإسلام، ولا بكتاب الإسلام، ولا برسول الإسلام. فكيف يمكن أن تعيش في ظلِّه امرأة مسلمة يطالبها دينها بشعائر وعبادات، وفروض وواجبات، ويشرع لها أشياء، ويحرم عليها أشياء؟! من المستحيل أن تبقى للمسلمة حرية عقيدتها، وتتمكن مـن رعاية دينها، والرجل القوَّام عليها يجحده كل الجحود!! ولا سيما أن الإسلام يطلب من كل مسلم ومسلمة مطالب كثيرة، كالصلوات اليومية الخمس، وصيام رمضان، وزكاة المال والفطر، وحج البيت، بالإضافة إلى الواجبات الاجتماعية الكثيرة. ومن هنا كان الإسلام منطقيًّا مع نفسه، حين حرَّم على الرجل المسلم أن يتزوج وثنية مشركة؛ لأن الإسلام ينكر الشرك والوثنية كل الإنكار، فكيف يتحقق بينهما السكون والمودة والرحمة؟! بطلان زواج المسلمة من شيوعي: إذا كان الإسلام لم يُجِز للمسلمة أن تتزوج بأحد من أهل الكتاب — نصراني أو يهودي — مع أن الكتابي مؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر في الجملة، فكيف يجيز أن تتزوج رجلًا لا يدين بألوهية ولا نبوة ولا قيامة ولا حساب؟ إن الشيوعي الذي عُرفت شيوعيته يعتبر في حكم الإسلام مارقًا مرتدًّا زنديقًا، فلا يجوز بحال أن يقبل أبٌ مسلم زواجَه من ابنته، ولا أن تقبل فتاة مسلمة زواجها منه وهي ترضى بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، وبالقرآن إمامًا. وإذا كان متزوجًا من مسلمة وجب أن يُفرَّق بينه وبينها، وأن يحال بينه وبين أولاده، حتى لا يُضِلَّهم، ويُفسِد عليهم دينهم. وإذا مات هذا مصرًّا على مذهبه، فليس بجائز أن يُغَسَّل، أو يصلَّى عليه، أو يدفن في مقابر المسلمين. وبالجملة يجب أن تطبق عليه في الدنيا أحكام المرتدِّين والزنادقة في شريعة الإسلام، وما ينتظره من عقاب الله في الآخرة أشد وأخزى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة: 217]. زواج المسلمة من البهائي وإذا كان زواج المسلم من بهائية باطلًا بلا شك، فإن زواج المسلمة من رجل بهائي باطل من باب أولى، إذ لم تجز الشريعة للمسلمة أن تتزوج الكتابي، فكيف بمن لا كتاب له؟ ولهذا لا يجوز أن تقوم حياة زوجية بين مسلم وبهائية أو بين مسلمة وبهائي، لا ابتداء ولا بقاء، وهو زواج باطل، ويجب التفريق بينهما حتمًا. وهذا ما جرت عليه المحاكم الشرعية في مصر في أكثر من واقعة، وللأستاذ المستشار علي علي منصور حكم في قضية من هذا النوع قضى فيه بالتفريق، بناء على حيثيات شرعية فقهية موثَّقة، وقد نُشر في رسالة مستقلة، فجزاه الله خيرًا. الشروط المقترنة بعقد الزواج مثلما عُني فقهاء الإسلام بتفصيل الشروط في البيوع والمعاملات المالية، ما يعتبر منها وما لا يعتبر، وما يفسد العقد وما لا يفسده، حرصًا على مصلحة المتعاقدين، ورفعًا للضرر والحرج عنهما، ورغبة في استقرار التعامل بين الناس — عُنوا كذلك بأحكام الشروط في عقد الزواج، لما له من أهمية وقدسية، ولما يترتب عليه من آثار هي أعمق وأعظم من آثار بيع دابة، أو إجارة مسكن، أو نحوهما، آثار في حياة الزوجين، وحياة أسرتيهما، وحياة المجتمع كله. ولهذا قال الرسول: "إن أحق الشروط أن يوفَّى به، ما استحللتم به الفروج". وقت اعتبار الشرط: والمعتبر من الشروط ما كان في صلب العقد، أو اتفقا عليه قبله، أما إذا وقع الشرط بعد لزوم العقد، فالوفاء به غير لازم. الشروط المقترنة بعقد الزواج قسمان ما يشترطه أحد الزوجين على الآخر مما له فيه غرض صحيح، ولا ينافي مقتضى العقد. وهو لازم للزوج لا يملك فكَّه، كما إذا اشترطت الزوجة — أو وليها — عليه ألا يخرجها من دارها أو بلدها، أو ألا يتزوج عليها، أو ألا يفرِّق بينها وبين أولادها من غيره، أو بينها وبين أبويها، أو أن ترضع ولدها من غيره.. أو نحو ذلك؛ لأن لها في هذه الشروط قصدًا صحيحًا، فوجب اعتباره؛ لأن الشارع أمر بالوفاء بالعقود والعهود والشروط أمرًا عامًّا، فيتناول كل ما ذُكِر، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}[المائدة:1]. وفي الحديث: "أحق الشروط أن توفُّوا به ما استحللتم به الفروج". وفي الحديث الآخر: "المسلمون على شروطهم". ووقع في عهد عمر رضي الله عنه: أن رجلًا تزوَّج امرأة وشرط لها دارها، ثم أراد نقلها، فخاصمه أهلها إلى عمر، فقال: لها شرطُها. فقال الرجل: إذن يُطَلِقْنَنا!! يعني: النساء. فقال عمر: مقاطع الحقوق عند الشروط. فإذا لم يفِ الزوج للزوجة بما شرط، فلها أن تفسخ العقد على التراخي؛ لأنه شرط لازم في عقد، فثبت حق الفسخ بفواته، ولا يسقط حقها في الفسخ إلا بما يدل على رضاها: من قول صريح، أو تمكين له من نفسها، مع علمها بعدم وفائه بالشرط، لما في التمكين مع العلم من الدلالة على الرضا. وباعتبار الشريعة الإسلامية لهذه الشروط التي للمرأة قصد صحيح فيها، يكون الإسلام قد وقف إلى جانب المرأة، ومكَّنها أن تأخذ لنفسها من الضمانات ما تراه في مصلحتها، وألزم الرجل بالوفاء، وإلا كان لها الخيار في الفسخ.

11343

| 29 يونيو 2016

محليات alsharq
عيد الخيرية تدرب وتأهل 70 داعية ألبانية

في إطار اهتمامها بدعم المرأة المسلمة في أوروبا، أطلقت عيد الخيرية اليوم الجمعة 18 مارس، برنامجها الدعوي التأهيلي الثاني هذا العام للفرع النسائي في قلب القارة الأوروبية، الذي يستهدف دعم وتدريب وتأهيل 70 داعية ألبانية في جمهورية ألبانيا. وأوضحت أمينة معرفيه المدير العام للفرع النسائي بعيد الخيرية رئيس الوفد، أن ملتقى لبنات يقام تحت شعار "بناء الكفاءات لتأهيل الداعيات" بالتعاون مع مركز المرأة للتنمية والثقافة بألبانيا، ويضم وفد المؤسسة داعيات متخصصات. وقالت معرفيه إن ملتقى لبنات يضم العديد من الفعاليات والبرامج الدعوية المبنية على أسس أكاديمية دعوية فاعلة لتنمية المعرفة وصقل مهارات الداعيات الألبانيات، حيث يشتمل البرنامج جانبين، الأول الجانب الأكاديمي ويضم الفقه، أصول الدعوة، الحديث والعقيدة، والقرآن الكريم، والثاني الجانب المهاري ويضم دورات تدريبية، ورش تعريفية، محاضرات، ومهارات تطويرية. وبينت معرفيه إن البرنامج يضم بالإضافة إلى البرنامج التدريبي التأهيلي، زيارة لعدد من المنظمات والمؤسسات الخيرية الألبانية ذات الصلة بدعم الأنشطة الخيرية والثقافية النسائية لبحث سبل التعاون والتنسيق بينها وبين الفرع النسائي بعيد الخيرية فيما يعود على العمل الدعوي والدعاة بالخير والفائدة. يشار إلى أن هذا هو البرنامج الدعوي الثاني لعيد النسائي في أوروبا خلال هذا العام، بعد المشاركة قبل أسبوعين في الأسبوع الثقافي الذي أقامته عيد الخيرية للطلاب القطريين بالجامعات البريطانية، حيث قدمت الداعية أمينة معرفيه المدير العام للفرع النسائي عدد من البرامج والدورات التربوية والدعوية لدعم الطالبات القطريات المغتربات في كوفنتري ببريطانيا. وكان الفرع النسائي قد أقام العام الماضي برنامجين دعويين في دول أوروبا لدعم وتأهيل الداعيات هناك، أحدهما كان في ألبانيا أيضا، والآخر هو ملتقى آفاق لتطوير العمل الدعوي المؤسسي في دول البلقان، الذي أقيم في مدينة سراييفو بجمهورية البوسنة والهرسك.

590

| 17 مارس 2016

دين ودنيا alsharq
من الكتاب والسنة.. الحكم الشرعي في الحجاب

إن حجاب المرأة المسلمة فرض على كل من بلغت سن التكليف، وهي السن التي ترى فيها الأنثى الحيض، وهذا الحكم ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، فالكتاب، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}، [الأحزاب: 59]. وقال تعالى في سورة النور: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ}، [النور: 31]. والمراد بالخمار في الآية هو غطاء شعر الرأس، وهذا نص من القرآن صريح، ودلالته لا تقبل التأويل لمعنى آخر. وأما الحديث فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا، وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ»، رواه أبو داود. ويقول صلوات الله وسلامه عليه: «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ حَائِضٍ - من بلغت سن المحيض- إِلَّا بِخِمَارٍ»، رواه الخمسة إلا النسائي. وقد أجمعت الأمة الإسلامية سلفًا وخلفًا على وجوب الحجاب، وهذا من المعلوم من الدين بالضرورة، والحجاب لا يعد من قبيل العلامات التي تميز المسلمين عن غيرهم، بل هو من قبيل الفرض اللازم الذي هو جزء من الدين.

136305

| 19 أبريل 2015