حذرت شركة وقود من المنتجات غير الأصلية لأسطوانات شفاف لضمان السلامة. ودعت الشركة في منشور عبر حسابها بمنصة اكس، إلى استخدم الملحقات الأصلية...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
■ أسلمت في رمضان قبل 18 عاما وكان اختيارا واعيا ومؤثرا
■ جميع عيوب العالم يتم إلصاقها بالمسلمين وكأن الآخرين ملائكة
■ لم أكن أفكر في الإسلام على أنه مشكلة أو قضية كما فعل الغرب
■ لفترة طويلة لم يأتِ العالم الإسلامي بأفكار جديدة مستمدة من القرآن
■ في رمضان ينادي الله الأمة مرة أخرى لتكون قوية ومتحدة
■ السيدة عائشة كانت امرأة مذهلة بكل المقاييس
■ الإسلام ليس تهديدا للآخرين بل قوة تدعو إلى الخير والعدل
■ واجه الرسول مهمة بالغة الصعوبة لكنه قَبِل مشيئة الله بالكامل
■ قدمت أكثر من 100 كتاب للتعريف بالإسلام ورموزه المنيرة
■ أرتدي الحجاب لأعلن لمجتمعي الإيطالي أننا اخترنا دينا مختلفا
■ نحن أمة وسط لا يمكننا أن نكون متطرفين لا سياسيا ولا دينيا
■ لم أكن أتخيل أن القرآن يُلهم الفكر الفلسفي
■ الدين لم يضع الرجال في المقدمة بل هم من وضعوا أنفسهم
■ الأنبياء عبر التاريخ سعوا إلى تحرير المرأة ومنحها مكانتها
■ نمارس فهما للدين يعتمد على تأويلات تعود إلى قرون مضت
■ الإسلاموفوبيا تُستخدم لتبرير العنف ضد المسلمين وسلب حقوقهم
■ مركز المجادلة مبادرة في غاية الأهمية بالنسبة للمرأة
في مجتمعاتنا المسلمة، يولد معظمنا مسلمين بالوراثة، فننمو على تعاليمه دون أن نخوض رحلة البحث عن معانيه العميقة. البعض يتأمل ويتدبر، والبعض يكتفي بالممارسات، بينما آخرون يغفلون عن جوهر الرسالة، متناسين أن الإيمان ليس مجرد انتماء، بل تجربة ووعي. ولكن ماذا يحدث عندما يختار شخص الإسلام عن قناعة، بعد رحلة فكرية طويلة وتأمل عميق؟ كيف يمكن لمن نشأ خارج هذه الدائرة أن يصل إلى الإيمان بطريقة أكثر وعياً من كثيرين ولدوا فيه؟.
الدكتورة صبرينة لاي، المفكرة والكاتبة الإيطالية، نموذج استثنائي لهذا البحث العميق. لم تأتِ إلى الإسلام من باب العادة أو الموروث، بل عبر دروب الفلسفة والتساؤلات الوجودية. دخلت الدين من بوابة الشك، وعرفت الله من خلال اليقين. لفت انتباهها في القرآن أن الإنسان خليفة في الأرض، وأن التقوى ليست خوفًا يقيد الحرية، بل وعي مستمر بالله يمنح الشجاعة والإقدام. وجدت أن الصبر ليس مجرد تحمل سلبي، بل هو إصرار ومثابرة لتحقيق الخير.
وسط الصورة النمطية التي يروجها الغرب عن الإسلام، اكتشفت صبرينة لاي أن هذا الدين هو بوابة للحرية والانعتاق الروحي، وأن أول كلمة نزلت في القرآن "اقرأ" ليست مجرد دعوة للقراءة، بل دعوة لفتح آفاق الفكر والتأمل في الكون. أدركت أن الإسلام ليس دينًا جديدًا، بل الامتداد الطبيعي لما أوحى الله به إلى البشر عبر العصور، وصولًا إلى الرسالة الخاتمة.
رحلتها الفكرية والفلسفية جعلتها ترى الإسلام ليس كدين فحسب، بل كطريق لفهم الإنسان والوجود، فكيف كان هذا التحول؟ وما الذي قادها من الشك إلى اليقين؟ هذا ما سنكتشفه في حوارنا معها.
صبرينة لاي المفكرة الإيطالية والمترجمة وخبيرة في الحوار بين الثقافات المتحصلة على الدكتوراه في الفلسفة اليونانية القديمة. لم تختر الاسلام كدين فقط، بل ساهمت في التعريف بأسمى معانيه عبر أكثر من مائة كتاب حيث ترجمت حوالي 75 كتابًا إلى الإيطالية، بما في ذلك ترجمات كاملة لصحيح البخاري، صحيح مسلم، والأدب المفرد، كما ألفت صابرين عشرة كتب، من بينها سيرة واسعة الانتشار للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وسيرة للخليفة عمر بن الخطاب باللغة الإيطالية وكتاب عن الخليفة الأول أبي بكر كما قامت بترجمة عدد من الأعمال الإسلامية الكلاسيكية إلى الإيطالية، منها ترجمة القرآن لعبدالله يوسف علي وكتاب "إعادة بناء الفكر الديني في الإسلام" لمحمد إقبال.
من خلال مركز "تواصل الدولي للنشر والبحث والحوار" بروما الذي تديره، تبذل هي وزملاؤها جهودا حثيثة لإعادة بناء خطاب إسلامي متجذر في مفاهيم التسامح والمعرفة والأصالة، بهدف وضع الإسلام ضمن الفضاء العام متعدد الثقافات في أوروبا على اعتباره دين الحب العالمي والرحمة والعدالة. تجربة صبرينة لاي في اعتناق الإسلام والدفاع عنه والتعريف بجماله وقدسية معانيه تحيلنا الى تجربة ملهمة وشخصية استثنائية. إليكم تفاصيل عن تجربتها في هذا الحوار.
وإلى تفاصيل الحوار:-
• هل يمكن أن نعرف قصة اكتشافك للدين الإسلامي وكيف أخذت قرار اعتناق الإسلام؟
كانت رحلة طويلة والدافع الأساسي فكري درست الفلسفة وفي مرحلة الدكتوراه، أتيحت لي الفرصة لقراءة بعض أعمال محمد إقبال، شاعر ومفكر عظيم من شبه القارة الهندية، وقد منحتني أعماله الفرصة لأول مرة لدخول عالم الفكر الإسلامي، وكان أمرا صعبًا جدًا خاصة أني من بيئة كاثوليكية، لم أكن أفكر في الإسلام على أنه مشكلة أو قضية كما فعل بعض الغربيين بعد أحداث 11 سبتمبر، كنت مفتونة بالطريقة التي كان إقبال قادرًا بها على قراءة القرآن وربطه ببعض المبادئ المهمة للفكر الغربي. فكرت في اعتناق الإسلام لمدة ثلاث سنوات، كنت أمارس بعض العبادات أصوم رمضان وأقرأ القرآن باستمرار وأتأمل في معانيه. أعتقد أنني كنت مسلمة حتى قبل أن أعلن ذلك.
- القرآن والفلسفة
• بذكرك لـ"إقبال" لقد قمت بترجمة كتابه "إعادة بناء الفكر الديني في الإسلام"، إلى الإيطالية، وأبرزت العلاقات الفكرية بين الفلسفة الغربية والوحي القرآني. أنت كذلك تعرفت من خلال الفلسفة على القرآن وهو تدرج فكري غير تقليدي.. لو تطلعيننا على حيثيات هذا المسار؟
فتحت لي كتب محمد إقبال أفقًا جديدًا تمامًا، كان أمرًا ساحرًا للغاية، لم أكن أتخيل أن القرآن يمكن أن يُلهم الفكر الفلسفي. لأنني كنت غارقة في الفكرة المسبقة بأن الإسلام مجرد دين مرتبط بالثقافة العربية، ولم يكن يُنظر إليه على أنه مجال يمكن أن يكون فيه حوار أو تبادل فكري، بل أكثر من ذلك، يمكنه أن يُلهم حتى الفكر الغربي. وهكذا بدأت تدريجيًا في التعرف على حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى المدى الطويل قررت اعتناق الإسلام.
- بعد الشهادة
• ما موقف عائلتك ومحيطك الإيطالي من إشهار إسلامك وكيف تقبل ارتداءك الحجاب؟
عائلتي قبلت اختياري فورًا، واعتبرته معجزة ربما لأنهم رأوا أنني كمسلمة أصبحت أكثر استقرارًا لأنني نشأت في بيئة غربية منفتحة جدًا لكننا لا نملك الاستقرار لذلك أعتقد أن والديَّ كانا دائمًا فضوليين جدًا كانا يريدان دائمًا استكشاف العالم، لكن دائمًا في إطار أوروبا. أما أنا، فعندما بلغت سن الرشد، بدأت فورًا بالسفر إلى الخارج. ذهبت إلى ألمانيا، لفترة من الوقت، ورأوني في حالة من عدم الاستقرار. ثم تزوجت رجلاً مسلما طيبًا جدًا، نحن معا منذ 20 عامًا.
الحجاب مسألة كبيرة، وما زالت تُشكل تحديًا حتى اليوم لأن بعض الناس يأتون بأحكام مسبقة لذلك لا أركز كثيرًا على هذا الأمر. لكنني أعتقد أن الإيمان أهم من مسألة التغطية. إذا ارتديت الحجاب ولكن لم تكن لديك صفات المسلم، فما الفائدة؟ لكن في الغرب، يأخذ الأمر بعدًا آخر، وهو بعد الشهادة. فنحن نشهد بأننا مسلمون نريد أن نكون ظاهرين كمسلمين. وهذا ما أشاركه مع الكثير من أصدقائي، وهم إيطاليون مسلمون، لذا فالأمر ليس مجرد مسألة احتشام، بل هو شيء نريد أن نشهد به، بأننا جزء من المجتمع، وأننا اخترنا دينًا مختلفًا عن ذلك الذي وُلدنا ونشأنا فيه.
- أن تولد مسلمًا وأن تختار الإسلام
• بناء على تجربتك، ما الفرق بين أن تولد مسلمًا وأن تختار الإسلام؟ هل كان طريقك للاختيار صعبا؟
أعتقد أنه عندما تنشأ في دين معين، فإنك تمتص الثقافة التي ترافق ذلك الدين. وهذا ينطبق أيضًا على الكاثوليكية، عندما انتقلت إلى ألمانيا رأيت أن المسيحيين اللوثريين والكاثوليك، لديهم ثقافة وطريقة مختلفة في عيش المسيحية. في البداية، لم أستطع التكيف مع ذلك كان الأمر صعبًا جدًا. وأعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على اختيار الإسلام فأنت تأتي بتجربة مختلفة تمامًا إذ لم تنشأ في بلد مسلم هناك الكثير من الأشياء التي تفتقدها، لكن في الوقت نفسه، يُطلب منك أن تبتكر تقاليدك الخاصة لتتمكن من التأقلم في مجتمعك وخلق توازن بين متطلبات الإسلام والممارسات الثقافية. يجب أن نكون منفتحين على كل الجوانب، لكن متجذرين في ذواتنا حيث إن الإسلام يدعوك إلى إقامة علاقة شخصية مع الله خالصة روحية وعميقة جدًا.
- البعد الروحي
• كيف غيرك الإسلام؟ ما الممارسات والقيم التي أثّرت في شخصيتك وحياتك أكثر؟
لقد غيّرني الإسلام كثيرًا، لأنه جعلني أقدّر الروحانية، وهو شيء كنت قد فقدته تدريجيًا رغم أنني لم أفقد الإيمان أبدًا لكني فقدت الشعور الروحي لم أكن أعرف كيف أتصل بروحي وبالإله. كنت أميل إلى الشكل المتطرف من الفكر العقلي خاصة عندما تدرس الفلسفة، فأول ما تفعله الفلسفة الغربية هو هدم الإيمان. وفي مجتمع علماني لا يوجد تعبير عن الدين في الحياة العامة، يكون الدين في بُعد آخر والمشكلة الحقيقية ليست في هذا البُعد، بل في النسبية الأخلاقية وغياب المبادئ الثابتة فكل شيء يُنظر إليه من منظور المنفعة وهذه في الأساس هي عقلية العالم الغربي.
- الإسلام واستقلالية العقل
• رغم أن الغرب في أغلب أطروحاتهم يتهمون الدين الإسلامي بالانغلاق أنت تجيدين أن الإسلام ساهم في تحريرك؟
الاسلام يجعل الإنسان أكثر استقلالية لأنه لا يسعى إلى جعله تابعًا بل يدفعه ليكون مستقلًا فهو يشجع على المعرفة وحرية التفكير والمسؤولية الفردية. وهذه من أهم القيم لأنه عندما تكون مسلمًا، فأنت إنسان حقيقي يتحمل مسؤولية حياته ومجتمعه. لا يمكنك أن تقول “هذا الأمر لا يعنيني”، لأن المسؤولية الأخلاقية هي مسؤوليتك وحدك. كل إنسان هو خليفة الله في هذا العالم، وكخليفة عليه مسؤوليات. ومن خلال أركان الإسلام الخمسة، يُقاد المؤمن تدريجيًا إلى إدراك هذه الحقيقة. وفي الوقت نفسه، يتعلم كيف يطبق مبادئ الإسلام في حياته اليومية، وهو أمر مثير للاهتمام. حتى من ليس مسلمًا، عندما يُعرض عليه شرح للقيم المستمدة من السنة النبوية والقرآن، سيجد أنها قابلة للتطبيق حتى في مجتمع علماني أو ملحد. وهذا أحد الجوانب القوية في الإسلام، لأنه دين الفطرة. ولهذا السبب يقول البعض إنه لا ينبغي تسميته “دينًا” بالمعنى الغربي للكلمة، لأنها كلمة ذات جذور وثنية، بل يجب أن يُطلق عليه “دينٌ”، لأنه نظام حياة يشمل قوانين تحكم كل شيء، من الإنسان إلى الطبيعة. وهذا ما يسمح بتجاوز الثنائية التقليدية بين الدين والمجتمع العلماني.
- وضع المرأة المسلمة
• كيف ترين وضع المرأة المسلمة في العالم العربي؟ هناك من يقول إن الإسلام يفضل الرجال على النساء وليس هناك مساواة بينهما؟
أعتقد أن كل دين أو كل طريقة تم بها ممارسة الدين عبر التاريخ، كانت خاضعة لهيمنة الذكور. لكن هذا ليس لأن الدين نفسه يضع الرجال في المقدمة، بل لأن الرجال هم من وضعوا أنفسهم في مركز الدين، كما يفعلون في كل شيء آخر. المشكلة أن الأنبياء عبر التاريخ سعوا إلى تحرير المرأة ومنحها مكانتها، ولكن عبر القرون، تم تهميش هذا الدور. في الإنجيل، نجد أن النساء كن من تلاميذ عيسى - عليه السلام - لكن تم تهميش دور المرأة في المسيحية، وأصبحت مضطهدة. لم يتحقق تحرير المرأة إلا بعد أن بدأ الناس ينكرون الدين. وهذا ليس بسبب تعاليم الأنبياء، بل بسبب الطريقة التي فرض بها المجتمع هيمنة الرجال. الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- كان منفتحًا، وكان يتبادل الحديث والمشورة مع النساء. كيف عرفنا السنة؟ عن طريق السيدة عائشة - رضي الله عنها. وهذا يعني أنه كان يناقشها، ويبادلها وجهات النظر. أول من دعمه كان زوجته خديجة - رضي الله عنها. عندما نزل عليه الوحي لأول مرة في غار حراء، عاد الرسول إلى خديجة وهو يرتجف، لكن من الذي وقف إلى جانبه ومنحه القوة؟ كانت زوجته خديجة. هذه الحقيقة لا يعترف بها بعض الرجال، أو ربما يخشون الاعتراف بها.
- المجادلة لتعزيز الهوية
• كيف تجدين مبادرة "المجادلة" التي أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر الهادفة لتعزيز الهوية الإسلامية للنساء من خلال ايجاد مساحة للتعبد والتعلم، وللتطوير والإرشاد واستنباط الحلول من داخل الإسلام؟
أعتقد أنها مبادرة في غاية الأهمية، لأن صوت المرأة ليس مجرد قضية إسلامية، بل مشكلة تعاني منها جميع الأديان والمجتمعات عبر التاريخ. هناك مستوى من الوعي يسمح للمرأة بأن تتعلم وتبادر وتناقش القضايا وتكوّن روابط قوية، وأن يكون لها صوت حقيقي. لأن العالم الذي نعيش فيه لم يكن يومًا مثاليًا أو عادلًا تمامًا تجاه المرأة. على مر التاريخ، لكي تكون المرأة جزءًا من مجتمع يهيمن عليه الرجال، كان عليها أن تتبنى أسوأ صفات الذكورة وتبالغ في التعبير عنها.
- استلهام القيم الجوهرية
• قمت بترجمة العديد من كتب العلوم الإسلامية الحديث، والمؤلفات الصوفية وتفسير القرآن إلى اللغة الإيطالية هل تعتقدين أن هناك فرقًا بين القرآن وكيفية تفسيره وكيف يطبق تعاليمه المسلمون؟
نعم، لأن عددا من المسلمين يمارسون فهمًا للدين يعتمد على تأويلات تعود إلى قرون مضت. لفترة طويلة، لم يأتِ العالم الإسلامي بأفكار جديدة مستمدة مباشرة من القرآن، مما جعل بعض الأفكار والممارسات تبدو وكأنها لا تنتمي إلى العصر الحالي، أو أنها فقدت معناها الحقيقي. ما يجب علينا فعله هو استلهام القيم الجوهرية من القرآن ومن حياة النبي ﷺ، وإحياؤها وجعلها مشعة من جديد. القرآن يعلمنا التقوى، وما أعظم التقوى! الإسلام هو طريق للخضوع، لكنه ليس بمعنى الضعف، بل قوة تجعل الإنسان يسلّم أمره لله عن وعي وإدراك. التقوى، في جوهرها، تعني أن تكون دائم الشعور بحضور الله، أن تكون مستعدًا لتحمل مسؤولياتك في هذا العالم.
ما أجده مثيرًا في الإسلام هو أن التقوى ليست خوفًا يدفعك إلى السلبية، بل هي وعي مستمر بالله، يجعلك تتصرف بشجاعة، وتتحمل مسؤوليتك في هذه الحياة وفقًا لقيم دينك. وهنا يأتي أيضًا مفهوم الصبر، الذي لا يعني مجرد التحمل السلبي، بل هو مثابرة وإصرار على تحقيق الخير. أعتقد أننا فقدنا هذا الفهم العميق للدين، وأصبحنا ننظر إليه بطريقة ضيقة جدًا، بينما الإسلام في جوهره يعلمك أن تكون قويًا، صبورًا، متيقظًا لوجود الله، وأن تنتقل باستمرار من مجرد الإيمان إلى الإحسان، وهو بحد ذاته جهاد داخلي مستمر. هناك من يستخدم السنة النبوية لتبرير بعض الممارسات التي لا أعتقد أنها تنتمي حقًا إلى سنة النبي ﷺ.
- أمة وسط
• في الوقت الذي يواجه الاسلام هجوما من الخارج وتضاربا من الداخل.. ما هي حسب رأيك نقاط الاسناد التي يجب ان يركز عليها العالم الإسلامي لتعزيز قيمه الدينية والأخلاقية؟
القرآن يقدم لنا مبادئ ثابتة لا يمكن لأحد أن ينكرها، لكن لا أحد يستطيع أن يطبقها كاملة في حياته، لأننا بشر، لدينا حدود وضعف، ونتعرض لمتغيرات نفسية واجتماعية. لكن ذلك النور موجود، ويجب أن نستلهم منه بقدر ما نستطيع. نحن أمة وسط، لا يمكننا أن نكون متطرفين لا سياسيًا ولا دينيًا. المسلم الحقيقي هو إنسان متوازن، وإذا رأينا تأويلًا للإسلام يتعارض مع الفطرة الإنسانية، فلا يمكن أن يكون هذا هو الإسلام الصحيح.
نحن أمة الشهادة، علينا أن نكون وسطًا بين الأمم، ونشهد على العالم، كما يشهد الرسول ﷺ علينا. إذا أغلقناعلى أنفسنا فإننا نفقد دورنا. لأن الأمة، كما فهمها النبي ﷺ وصحابته، هي كيان مفتوح يمكن للجميع الانتماء إليه. يجب أن يشعر كل شخص بأنه مرحّب به، فالأخوة في الإسلام، سواء بين الرجال أو النساء، هي جزء لا يتجزأ من العقيدة.
- قوة تدعو إلى الخير
• يتعرض الاسلام الى حملة شرسة في العالم الغربي و يعاني المسلمون من ظاهرة الإسلاموفوبيا. ما أسباب هذه الحملة وما الحلول حسب رأيك؟
نعم جميع عيوب العالم يتم إلصاقها بالمسلمين وكأن الآخرين ملائكة يمشون على سطح البحر دون أن تمس أقدامهم الماء! المسلمون، في نظرهم، متشابهون، يفكرون بنفس الطريقة، وهم تجسيد لكل ما هو سيئ. لكن هذا غير صحيح. قد يبدو لك الأمر مختلفًا من الخارج، حيث ترى في المجتمعات الغربية حضورًا أكبر للمرأة، لكن لا يزال هناك عدد كبير من النساء يعشن في ظروف قاسية جدًا، دون أي دعم اقتصادي يجعل منهن مستقلات.
في إيطاليا، بشكل يومي تقريبًا امرأة تُقتل أو تختفي بسبب العنف. لكن الضحايا ليسوا من المجتمع المسلم، وليسوا من العرب كما تروج له بعض وسائل الإعلام الغربية في الغرب، عندما يكون الجاني عربيًا أومسلمًا، فإنهم يسلطون الضوء على هويته ودينه، بينما إذا كان القاتل أوروبيًا، فإنهم يركزون على ملابسات الجريمة وليس على هويته. يجب ألا يخاف الناس من الإسلام، فهو آخر ما يجب أن يخافوا منه. إذا فهموا الإسلام حقًا، فسيدركون أنه ليس تهديدًا، بل قوة تدعو إلى الخير والعدل. أعتقد أن محاربة الإسلاموفوبيا هي قضية عدالة.
- شهر القرآن
• نحن في شهر رمضان ماذا تمثل لك هذه العبادة وكيف تستشعرين روحانيته؟
كان قراري اعتناق الإسلام في الأيام الأخيرة من رمضان، قبل 18 عامًا، وكان اختيارًا واعيًا ومؤثرًا في حياتي. وهذا مهم جدًا لأن له مغزى عميقا لأن القران أنزل على الرسول أثناء أحد اعتكافاته، أول آية تلقاها الرسول كانت “اقْرَأْ” وهذا مهم جدًا بالنسبة لي لأنني أعتقد أن “اقْرَأْ” تعني أننا يجب أن نقرأ كل شيء، ليس فقط ما هو مكتوب على الورق لذا يجب علينا أن نقرأ حياتنا، يجب أن نقرأ التاريخ، يجب أن نقرأ الخلق. “بِسْمِ رَبِّكَ” تعني أن كل شيء مرتبط بخلق الله، وفي نفس الوقت هذا أمر محوري لأنه يعلمنا أن الحضارة الإسلامية في بدايتها كانت حضارة حيوية. التأمل في رمضان مهم جدًا لأنه يمنحنا الفرصة للعودة إلى ذواتنا، ولمواجهة حدودنا وتحديها بطريقة ما. لرمضان بعدًا فرديًا، لكنه يحمل أيضًا بعدًا جماعيًا. كأن الله ينادي الأمة مرة أخرى لتكون قوية ومتحدة من خلال تجربة شخصية تضيء العالم من جديد.
- مساهمة روحية للمجتمع
• أنت لم تدخلي الإسلام فقط بل اخترت التعريف بالاسلام من خلال الترجمة والدعوة والنشاط الفكري لماذا اخترت هذا التوجه وهل هو طريق سهل خاصة في العالم الغربي؟
لدي حوالي 100 كتاب بين ترجمة لكتب إسلامية والكتابة عن سيرة النبوة وحياة القديس فرانسيس، وفولمر، وأبوبكر. كما كتبت عن حياة المجتمعات غير المسلمة في العالم الإسلامي منذ بداية الإسلام في المدينة المنورة وحتى نهاية الخلافة العثمانية. في الواقع، لم أتخيل يومًا أنني سأصبح مسلمة. لكن الأمر حدث بطريقة غير متوقعة تمامًا. لأنني وجدت في الإسلام جمالًا هائلًا وغنى فكريًا وروحيًا عظيمًا. وعندما أرى أن الإسلام يُساء فهمه بشكل مؤلم باستمرار، وأن الإسلاموفوبيا تُستخدم لتجريد المسلمين من إنسانيتهم بهدف تبرير العنف ضدهم وسلب حقوقهم، أشعر أن هذا مسؤولية لا يمكنني تجاهلها.
- محمد الإنسان
• صدر لك بالإيطالية كتاب «محمد رسول الله». ما الزاوية التي ركزت عليها في السيرة النبوية الجانب الانساني أو الديني وهل تعتقدين ان الغرب يعرفون جيدا الرسول محمدا؟
في كتابي محمد رسول الله، حاولت أن أقدم النبي باعتباره إنسانًا قبل أن يكون نبيًا. كان يبحث عن الحقيقة، وكان يشعر أحيانًا بالقيود والقلق، وهذا ما يجعله أكثر إنسانية. لقد عانى مما يعانيه البشر: فقد أحب زوجته وفقدها، فقد أقاربه، وتحمل مسؤولية ضخمة، لا أعتقد أن الغرب يفهمون هذا تمامًا، لأنهم يقرؤون سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال نظرة دينية متأثرة بالإنجيل. والمشكلة أن المسيحيين فقدوا الاتصال بالعهد القديم، وبالتالي فقدوا المعنى العميق لحياة النبي موسى عليه السلام، ما يجعلهم غير قادرين على فهم محمد بنفس السياق.
- عمر وعائشة
• من جميع الصحابة اخترت «عمر بن الخطاب أمير المؤمنين» لتكتبي عنه أولا.. ما اللافت والاستثنائي في شخصيته؟
لدي ارتباط خاص بشخصية عمر بن الخطاب، لأنه من الشخصيات القليلة التي نعرف كيف كان قبل الإسلام وكيف أصبح بعده. إذا درسنا حياة عمر بعمق سنرى أن تحوله أكثر تعقيدًا وأكثر درامية، وهذا ما يجعل قصته استثنائية. لقد حمل السيف ضد النبي، لكنه تغير تماما بعد الإسلام و كان دائمًا مستعدًا للتساؤل والتفكير.
• لماذا اخترت السيدة عائشة دون بقية نساء الرسول موضوعًا لكتابك القادم؟
لأنني أعتقد أن الناس بحاجة إلى معرفة حقيقتها. كانت امرأة مذهلة بكل المقاييس شخصيتها قوية للغاية، وكان لها دور محوري في حياة النبي وفي تاريخ الإسلام. كان الصحابة يأتون إليها يسألونها ويستشيرونها. كانت تقية، ذكية، ومستقلة. حتى إنها كانت تناقش النبي أحيانًا. وعندما سُئل النبي: “من أحب الناس إليك؟” قال بوضوح: “عائشة”. لو كان يعتبر النساء مجرد تابعين، لما قال ذلك. لكنه لم يقل اسمًا عامًا، بل قال: “عائشة”، أي أنها شخص مميز بحد ذاتها، وليس فقط لكونها امرأة.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حذرت شركة وقود من المنتجات غير الأصلية لأسطوانات شفاف لضمان السلامة. ودعت الشركة في منشور عبر حسابها بمنصة اكس، إلى استخدم الملحقات الأصلية...
47166
| 07 سبتمبر 2025
أعلن وزارة الداخلية أن دوي الانفجارات الذي سمع في أنحاء متفرقة من مدينة الدوحة عصر اليوم الثلاثاء كان نتيجة استهداف إسرائيلي لمقرات سكنية...
17776
| 09 سبتمبر 2025
أعلنت دار التقويم القطري أنه بمشيئة الله تعالى سوف تشهد سماء دولة قطر ظاهرة الخسوف الكلي للقمر، وذلك مساء غد الأحد 15 من...
6922
| 07 سبتمبر 2025
تدين دولة قطر بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة...
6604
| 09 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أعلن جهاز قطر للاستثمار عن استثماره مبلغ مليار دولار أمريكي في شركة PsiQuantum، وهي شركة حوسبة كمية تقوم حاليا ببناء أول جهاز حاسوب...
146
| 10 سبتمبر 2025
وزارة التجارة والصناعة تُعلن عن إغلاق شركة، لمدة أسبوع واحد، وذلك لعدم الالتزام بأحكام المادتين رقم (7) و (11) من القانون رقم (8)...
5818
| 10 سبتمبر 2025
أعلنت مجمع شركات المناعي عن نتائج اجتماع الجمعية العامة غير العادية الذي عقد الاثنين الماضي حيث تمت المصادقة على الآتي: الموافقة على توصية...
102
| 10 سبتمبر 2025
أعلن QNB عن تنظيمه يوم التوظيف المفتوح، تأكيداً على التزامه بدعم خطط التقطير، وتوفير فرص عمل متميزة للكفاءات الوطنية في القطاع المصرفي والمالي،...
166
| 10 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
وزارة التجارة والصناعة تُعلن عن إغلاق شركة، لمدة أسبوع واحد، وذلك لعدم الالتزام بأحكام المادتين رقم (7) و (11) من القانون رقم (8)...
5818
| 10 سبتمبر 2025
أعلنت وزارة التجارة والصناعة عن إغلاق شركة لمدة شهر وذلك لعدم الالتزام بأحكام المادة رقم (16) من القانون رقم (8) لسنة 2008 بشأن...
5180
| 09 سبتمبر 2025
الدوحة - موقع الشرق أعلنت وزارة الداخلية أنه في إطار المتابعة المستمرة لمستجدات الاستهداف الإسرائيلي، وفي ضوء قيام الجهات الأمنية المختصة بعملها الميداني...
4884
| 10 سبتمبر 2025