أكد السيد مبارك بن عبد العزيز آل خليفة-المدير العام للمؤسسة القطرية لرعاية المسنين- إن فعالية "خطوتك بركة" جاءت بهدف تعزيز دور الصحة الجسدية في استقرار الحالة النفسية لكبار السن، وأنها جاءت لتحقيق هدف دمجهم في المجتمع مع كافة فعالياته وأفراده، الأمر الذي يسهم في فك العزلة عنهم ويشعرهم بوجودهم وبمشاركة المجتمع لهم في فعالياتهم ومشاركة الأبناء والأطفال لهم في أنشطتهم الأمر الذي يسعدهم كثيراً لا سيما وأن تغيير الأمكنة لهم وزيارتهم لأمكان مختلفة فيها ترويح لهم وتغيير يبهجهم، وكل ذلك يصب في تحسين البيئة التي نسعى لتوفيرها لهم تحقيقاً لرؤية وأهداف المؤسسة الرامية بدورها لتحقيق الحياة الكريمة والآمنة لكبار السن بالدولة. وجاء حديث السيد آل خليفه على هامش فعالية "خطوتك بركة" التي نظمتها المؤسسة القطرية لرعاية المسنين "إحسان" تزامناً مع اليوم العالمي للصحة، بمشاركة كبار السن بالمؤسسة فضلا إلى مجموعة من كبار السن من خارج المؤسسة، ومجموعة من كبار السن من مجمع البيوت الآمنة بمعيذر بالإضافة لكبار السن بمستشفى الرميلة، ونظمت الفعالية بمجمع اللاند مارك التجاري وذلك بهدف تعزيز الصحة النفسية لكبار السن من خلال ممارسة رياضة المشي، حيث بدأت الفعالية بمسير جماعي لكبار السن ومجموعة من مسؤولي وموظفي إحسان وعلى رأسهم السيد مبارك بن عبد العزيز آل خليفة -المدير العام لإحسان-، بالإضافة لمجموعة من موظفي الجهات المشاركة بالفعالية بجانب مجموعة من الأطفال ومتطوعي مجموعة "لمسات حانية" التطوعية التابعة لمركز قطر للعمل التطوعي. وطاف المسير بأنحاء المجمع ثم اختتمت الفعالية باجتماع المسنين في أحد المطاعم ، حيث تم فتح حوار يهدف إلى تحفيز المسنين على ممارسة رياضة المشي، وذلك للحفاظ على صحتهم النفسية، وترسيخ قيمة طلب الاستشارة قبل وقوع أي مشكلة انطلاقاً من كون أن "الوقاية خير من العلاج"، ثم انتهت الفعالية بتناول وجبة صحية لتعزيز قيمة الغذاء الصحي للمحافظة على السلامة الجسدية والنفسية لكبار السن. وفي هذا الإطار شدَّدت الدكتورة منــار محمود الغمراوي -الاستشاري النفسي بمكتب المدير العام لإحسان- على أنه تم اختيار رياضة المشي للمسنين لما لها من فوائد جمة على تحقيق السلامة النفسية لكبار السن، وذلك لكون أن الروح والجسد كل متكامل ووجهان لا ينفصلان لصحة وسلامة الفرد، وباعتبار أن المشي من أنواع الرياضة البسيطة التي يستطيع غالبية كبار السن ممارستها سواء من خلال مساعدة أو بأنفسهم، مؤكدةً بأن كبير السن يحتاج إلى 150 دقيقة على الأقل أسبوعيا من النشاط البدني ليحقق التوازن النفسي والسلامة النفسية، وأضافت بأن ممارسة المشي تساعد على زيادة إنتاج بعض المواد الكيميائية مع تعزيز تأثيرها داخل الجسم لزيادة الشعور بالسعادة مثل الإندورفين والسيروتونين والدوبامين، وأن ممارسة المشي بجانب ذلك تساعد على صرف الانتباه عن المشاعر السلبية التي قد تواجه كبار السن خلال اليوم، فعند ممارسة المشي تتدفق المواد الكيميائية التي تعمل على الشعور بالسعادة، مما يساعد على الإحساس بالراحة، وكذلك فإن ممارسة المشي مع مجموعة تساعد على تعزيز العلاقات الاجتماعية، ومشاركة اللحظات السعيدة، مما يساهم في التخلص من التوتر والإجهاد، وهذا ما لاحظناه على كبار السن من آبائنا وأمهاتنا عند ممارستهم للمشي حول المجمع في جماعة فقد شعروا بسعادة غامرة، وأضافت د. الغمراوي أنه تم إختيار تنظيم الفعالية تزامناً مع يوم الصحة العالمي ليتم تذكير الجميع بأن رياضة المشي هي عنوان الجسد السليم والروح المطمئنة، مؤكدةً بأنه وأثناء المشي تفرز أجسامنا الهرمونات التي تساعدنا في التعامل مع القلق والمشاعر الاكتئابية والتي يتعرض لها المسنون بشكل كبير نتيجة للتغيرات العمرية والنفسية الاجتماعية التي تطرأ عليهم، بجانب أنه وأثناء المشي تتحسن الدورة الدموية في الدماغ، مما ينشط عمليات التفكير،وتتحسن بالتالي المقدرات الذهنية، كما ثبت أن المشي المنتظم يحسن الابتكار والخيال، وقد ثبت علمياً أن رياضة المشي تساعد في الحد من تدهور القدرات الذهنية ومرض الزهايمر بين كبار السن.

اعترف السيد مبارك آل خليفة ـ المدير العام للمؤسسة القطرية لرعاية المسنين "إحسان" ـ بجوانب القصور تجاه فئة المسنين، قائلاً: "إننا بالمؤسسة القطرية لرعاية المسنين مهما قدمنا لفئة كبار السن، نظل مقصرين، معللا أنَّ الاحتياج كبير في ظل الأعداد المتزايده لكبار السن، حيث استنادا لآخر إحصائية يتضح أن هناك 29 ألف مسن ومسنة ثلثهم من القطريين، وهذه الفئة تحتاج إلى خدمات نوعية بناء على دعم الدولة، وبناء على الحاجة التي تتطلبها فئة كبار السن. وكشف آل خليفة عن نية المؤسسة افتتاح أفرع لها في مناطق الدولة المختلفة للوصول لكافة المسنين، بغرض توفير الرعاية النهارية لهم، مع الإبقاء على مبنى النزلاء الحالي لاستقبال حالات الإيواء، مؤكدا أنَّ هذه من الأفكار التي تعمل عليها المؤسسة بجهد وجد وسترى النور قريبا. ورأى السيد آل خليفة في حوار خاص لـ"الشرق" أهمية دمج دار العجزة في مستشفى الرميلة والمؤسسة القطرية لرعاية المسنين تحت مظلة واحدة لتنظيم العمل الموجه لكبار السن من جهة، ولمحو اللغط الذي عادة ما يقع فيه أغلب شرائح المجتمع في ما يتعلق بخدمات واختصاصات دارة العجزة في الرميلة، والمؤسسة القطرية لرعاية المسنين. إيواء المسنين المعنفين وأكدَّ آل خليفة أنَّ المؤسسة القطرية لرعاية المسنين معنية بإيواء حالات المسنين التي تتعرض للعنف أو لممارسات غير سوية من قبل ذويهم، والتي يتم اكتشافها من خلال فرق الرعاية المنزلية، موضحا أنه لم يتم اكتشاف أي من الحالات، لافتا إلى أنَّ وزارة الداخلية قد تحدثت سابقا عن أعداد محدودة، معلناً خطة المؤسسة نحو طرح خدمة استشارات نفسية وأخرى قانونية لفئة المسنين، إلى جانب تدشين خط ساخن لتلقي شكاوى واستفسارات كبار السن، حيث سيكون هناك خط مباشر من أرقام بسيطة وسهلة الحفظ لدى كبير السن، موضحا أنه ـ الخط الساخن ـ من المشاريع التي تعمل عليها "إحسان" مع الجهات المعنية. وكشف آل خليفة عن أنَّ المؤسسة بصدد إنشاء عيادة أسنان في مبنى النزلاء، مؤكدا جاهزية المشروع، ومشددا على أهميته مستندا في حديثه إلى الدراسات التي تربط ما بين أمراض كبار السن وأمراض اللثة والأسنان التي تؤثر على كبير السن جسمانيا ونفسياً. وأضاف آل خليفة قائلاً "إنَّ إنشاء عيادة الأسنان أسهل من إنشاء وحدة الزهايمر التي سبق وتم الإعلان عنها عبر صحيفتكم، إلا أنَّ وحدة الزهايمر نحن عاكفون على إنشائها من خلال التواصل مع الأطباء والمختصين، سيما وأنَّه لا توجد نماذج سابقة نستند إليها، إلا أنَّ تجاوب الجمهور معنا في الأسبوع التوعوي لمرض الزهايمر الذي نظمته المؤسسة، يعتبر دافعا لمواصلة الأمر نحو تأسيس هذه الوحدة لتوفير أكبر كم من المعلومات التي تخدم المسنين بالدرجة الأولى، وتخدم القائمين على رعايتهم".