رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
"اتحاد العلماء" يستنكر محاولة اغتيال عائض القرني

استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، محاولة الاغتيال التي تعرض لها الداعية السعودي، عائض القرني في الفلبين أمس وأسفرت عن إصابته وعدد من مرافقيه. و قال الأمين العام للاتحاد، علي القرة داغي في بيان إن "حادث الاغتيال إرهابي وإجرامي". ودعا داغي، حكومة الفلبين إلى "توفير الحماية والرعاية للشيخ القرني في المستشفى المتواجد به، وسرعة الكشف عن تفاصيل هذه الجريمة، وملاحقة مرتكبيها، ومن وراءهم ومحاكمتهم". وكان القرني، أصيب امس، مع عدد من مرافقيه، في عملية إطلاق نار، بالفلبين، وذلك بعد فراغه من محاضرة ألقاها، في مدينة زامبوانجا. وقال مسؤول فلبيني، إنه تم قتل المهاجم، وأن التحقيقات جارية لمعرفة هويته، مؤكدا أن "الشيخ بخير ويتعافى وأنه لا يزال بالمستشفى".

327

| 01 مارس 2016

محليات alsharq
"اتحاد العلماء" يدعو لإطلاق سراح الصحفي محمد القيق

طالب فضيلة الشيخ الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العالم الحر ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان عالمياً بسرعة التدخل والضغط على سلطة الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين لإطلاق سراح فوري غير مشروط للصحفي محمد القيق والذي اختطفته قوات الاحتلال من بيته في رام الله بالضفة الغربية المحتلة في 21 نوفمبر 2015م .كما استنكر القره داغي التعذيب الكبير الذي يتعرض له "القيق" المعتقل إدارياً من قبل الاحتلال الصهيوني، مطالباً العالم بسرعة التحرك لإنقاذه وإنقاذ جميع الأسرى من هذا الظلم الواقع عليهم، وبخاصة أنه أضرب عن الطعام منذ 25 نوفمبر الماضي وحتى اليوم، وقد تدهورت صحته إلى مستوى خطير..وحمّل الشيخ القره داغي الاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة عن حياة الصحفي محمد القيق والذي يعمل مراسلاً لقناة المجد الفضائية، والمعتقل إدارياً بلا أي وجه حق في سجن العفولة شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة. واختتم القره داغي تصريحه مستغرباً صمت العالم وعجزه أمام محاولات طمس الحقيقة، والحيلولة دون إيصالها للجماهير حول العالم، وذلك عبر استهداف الصحفيين والإعلاميين إما بالقتل، أو الخطف، أو الاعتقال والتعذيب، وبغيرها من وسائل الاستهداف التي يمارسها الاحتلال الصهيوني، وسلطات الانقلابات العسكرية حول العالم، وبعض الأنظمة المستبدة الفاسدة، وهي أفعال يرفضها الشرع الإسلامي الحنيف والشرائع السماوية وكذلك القانون والأعراف الدولية.

361

| 28 يناير 2016

محليات alsharq
القرة داغي: التضحيات من أجل الحرية واجب شرعاً

اعتبر د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن ما يجري في عالمنا اليوم هو ذاته ما أتى على الأمم السابقة من صراع طائفي وتكالب الأمم علينا. وأكد أن ما يحدث الآن مؤامرة لا تقل خطورة عن الماسونية العالمية قبل سقوط الدولة العثمانية، وقبل توزيع ما يسمى باتفاقية "سايكس بيكو" التي منحت اليهود أرض فلسطين المباركة، والتي مزقت رقعة العالم الإسلامي. ولفت إلى أن المؤامرة عادت ومعها الدول الكبرى من خلال مشروعين؛ دولي خارجي بتخطيط الأعداء، وداخلي باستغلال أفراد الأمة؛ ليكونوا أداة تنفيذ لمخططاتهم القذرة؛ لتحقيق ما يسمونه بالفوضى الخلاقة لهم، وما حدث في تركيا وجاكرتا بالأمس القريب، وما يحدث في البلاد الإسلامية خير مثال يفضح مخططهم التآمري. سبب مآسي الأمة وقال في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب: إن ما يحدث للأمة الإسلامية والعربية اليوم من المآسي والمصائب يعود إلى أنفس أفرادها، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} يُنفذ المشروع الدولي والإقليمي بأيدي المسلمين، حيث يزعمون أنه بمجرد أن يفجر نفسه ويحصد أرواح الأبرياء ستكون في استقباله على أبواب جنات عدن اثنتان وسبعون حورية؛ لتزفه إلى نعيم الجنان. وأضاف: "ما كانت الدعوة بهذه الطريقة، ولم ينتشر الدين بهذا الأسلوب، ولم يروِ التاريخ عن أي خليفة إسلامي في أي حقبة من أيامه أنه أرسل أحد أتباعه ليفجر نفسه، ويرهب الناس، إذ الإسلام دين الرحمة ونبينا صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" رحمة للإنسان والحيوان والجماد، لكل شيء. للجهاد شروط وأبان فقه الجهاد قائلا: الجهاد في ديننا له شروط وأركان وضوابط، كأي ركن من أركان الدين، وليس لأحد أن يشرع لنفسه ما يحلو له بغية تحقيق مصالح الأعداء.. أمتنا مليار وسبعمائة مليون نسمة لا تملك لنفسها أمراً ولا نهياً، بل يقرر كل شيء لها وعنها، حتى في مجال الإغاثة، وذكر أن ما يحدث في "مضايا" وسورية كلها من تجويع وقتل، وما يحصل في العراق من تدمير للمساجد وقتل على الهوية يقوم به مدعو الإسلام، يستخدمهم العدو لتحقيق مآربه في الأمة الإسلامية. خيرية الأمة وكان فضيلته قد بدأ خطبته قائلاً: "أراد الله تعالى لهذه الأمة أن تكون خير أمة أخرجت للناس، وكلفها سبحانه وتعالى بتعمير الأرض كلها على منهج الله تعالى ومنهج العدل والقسط؛ لتكون هذه الأمة شاهدة على الأمم السابقة، شهادة شمولية حضارية، قائمة على العلم والعدل، وتطبيق العدل بين العباد، إذ إن العباد إذا لم يكن معهم الوحي ونور الله تعالى فإنهم يظلمون وينزعون إلى آرائهم وشهواتهم؛ لذلك أمر الله تعالى هذه الأمة أمراً ملزماً حتى تبقى خير أمة أخرجت للناس بأربعة أشياء في غاية الأهمية، أهمها الوحي والهداية". وذكر أن الالتزام الكامل بالوحي المتمثل بالقرآن الكريم والسنة الشريفة، هو النور وهو العصمة وهو الهداية، ثم أمرها الله تعالى بالاستفادة من العقل ومقتضياته من التدبر والتفكر والتذكر، وكل ما ينتجه العقل، كما أمرها الله تعالى أيضاً أن تستفيد مما آتى الإنسان من الحواس الخمس؛ ليرى العالم ويرى التقدم والتأخر، وكذلك يسمع ما هو خير، فيحلل ويتدبر، وغير ذلك مما لكل حاسة من وظيفة قائمة بذاتها. القرآن يبني الحضارات وأشار إلى أمر رابع وركز عليه، حتى خصص الله تعالى له ثلث القرآن الكريم؛ لأهميته في بناء الحضارات وبقاء الأمم؛ وليرسم للأمة الإسلامية طريق حضارتها، وسبيل نهضتها، ومعارج رقيها من خلال نماذج التاريخ، هذا الجانب هو ذاكرة التاريخ: القصص وأحوال الأمم السابقة، وأحوال الأنبياء والمرسلين، والدعاة والمصلحين، وأحوال الطغاة والمفسدين، وأحوال الملوك والمماليك، وأحوال الأفراد والشعوب، وقصص الناجحين والفاشلين، وحالات السعادة التي نعمت بها الأمم السابقة، ومراحل الشقاء التي أتت عليها، في تاريخها الطويل المفصل الذي أتى على الإنسانية، سجل القرآن الكريم كل هذا من خلال آيات مفصلة تتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأمر الأمة الإسلامية أن تضع كل ذلك نصب أعينها؛ لتهب من ثباتها، ولتسلك سبل الرقي ذللاً، حتى سجل القرآن الكريم ما نطقت به شفاههم من كلمات الكفر، وما دار بينهم من نقاش؛ ليصبح بذلك التقرير القرآني -إن صح التعبير- أصح تقرير وأدق تقرير على مر العصور. العبرة من الاعتبار ورأى فضيلته أن الحكمة من كل ذلك هي ما أخبر به الله تعالى في قوله "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب" والعبرة: من الاعتبار،وتعني العظة، ولكن العبرة في التعبير القرآني هو القياس، كما قال حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما.. فالهدف من سرد تلك القصص أن نقيس أحوالنا على أحوال الأمم السابقة خيراً وشراً، نجاحاً وفشلاً، تقدماً وتأخراً، حضارةً وتخلفاً، في كل مجالات الحياة، فحين يروي القرآن الكريم قصة نبي أو رسول، إنما يأمرنا بأن نتحلى بصفاته التي امتاز بها، التي أدت إلى سعادته وفوزه في الدنيا والآخرة، ويحضنا على التمسك بتلك الصفات التي تؤسس للنجاح وتشق طريق الفلاح.

1776

| 16 يناير 2016

عربي ودولي alsharq
"علماء المسلمين" يطالب بتدخل عاجل لانقاذ سكان مضايا

وجه فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي، الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رسالة مفتوحة الى رؤساء الدول والمنظمات الأممية، طالبهم بالتدخل العاجل لإنقاذ سكان مضايا. كما طالب الاتحاد في رسالة، "تلقت الشرق نسخة منها" ، أصحاب المال بالتبرع بسخاء، وأصحاب القلم والفكر الدفاع عنهم بكل ما أوتوا. وشدد الاتحاد، على ضرورة المبادرة لفك الحصار عن المخيم، حتى تصل إليه المواد الغذائية، والأدوية الضرورية، لإنقاذ المحاصرين فيه، لأن ما يحدث في المخيم جريمة كبرى بحق الانسانية. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد أن سكان بلدة مضايا في محافظة دمشق يموتون جوعا تحت حصار القوات الحكومية السورية المدعومة من ميليشيا حزب الله اللبنانية. وقال المرصد السوري إنه يوجد 40 ألف شخص في مضايا بينهم 20 ألفا فروا من الزبداني، مضيفاً أن مئات الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد. من جانبها، قالت الأمم المتحدة إن الحكومة السورية وافقت على دخول مساعدات لبلدة مضايا بعد تزايد المخاوف من حدوث مجاعة. وكشفت الأمم المتحدة في بيان إنها تجهز لنقل مساعدات إنسانية في الأيام المقبلة للبلدة التي تحاصرها قوات موالية للحكومة وأيضا لبلدتين شيعيتين تحاصرهما المعارضة في محافظة إدلب.

308

| 07 يناير 2016

اقتصاد alsharq
القرة داغي: الفساد المالي والإداري وباء انتشر في عالمنا الإسلامي

اعتبر د. علي محي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحادثة التي وقعت في فرنسا مرفوضة في ميزان الشرع، ولا يجوز قتل الإنسان إلا من حاول قتلك، أو من خلال جهاد شرعي دفاعاً عن الوطن كما هو الحال في فلسطين. وقالي في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب، إنه ما عدا ذلك لا يجوز أن يقتل الإنسان نفسا بريئة مهما كانت والله سبحانه وتعالى يقول (إنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً). ولفت إلى أن اثنتي عشرة آية تنزل للدفاع عن الحق وتبرئة يهودي مظلوم بعد اتهامه من قبل المسلمين وعاتب الله الرسول وقال (ولا تكن للخائنين خصيما) والخائنين هنا المسلمين الذين حاولوا أن يشهدوا شهادة الزور في القضية.. وذكّر د. القرة داغي بأن أمتنا في اضطراب شديد واختلت الموازين وأمام ما يحدث بسبب المظالم التي تقع عندنا يختل ميزانه وهذا لا يجوز للمسلم أن تختل عنده الموازين.. وقال إن المسلم يجب أن يمشي على الصراط المستقيم، فكثير من الناس حينما وقعت الواقعة في فرنسا، قالوا إن فرنسا كان وكان، ولكن الإسلام يفرق بين المجرم القاتل الذي فعل ويستحق، وبين الشعب، ولا تزر وازرة وزر أخرى، ديننا دين العدل ولو على أنفسنا لذلك لابد أن يكون ميزاننا ميزان الحق ولا يجوز أن يكون عندنا ازدواجية. وما حدث اضر بالإسلام والمسلمين ومنهج الإسلام في أنك تقلل من الأعداء لا أن تكثره ولذلك وقف المسلمون مع الروم حينما غلبوا على الفرس واغتمو وحزنوا حينما غلبوا. نداء للشباب ووجّه "القرة داغي" كلمة للشباب مفادها "الطريق إلى الجنة ليس بقتل الأنفس البريئة، ولا يمكن أن تستقبلهم حور عين بل تستقبلهم زبانية جهنم وأنا لا أشك أن قيادات هذه الجماعات مخترقة، وأكبر دليل على ذلك أن العالم كله يقول نحن ضد داعش ولم يفعلوا شيئاً، بينما الأكراد بعدد بسيط طهّروا كوباني من داعش وطهّروا سنجار منهم أيضاً فلماذا يصعب على العالم كله تطهير المناطق الأخرى من داعش".. وأضاف "اعتقد أنه ستظل داعش باقية إلى أن تستكمل جميع المؤامرات ضد الإسلام وإلى أن يأتي المسلمون ويتفقون مع اليهود والنصارى ضد قضيتنا الأولى. الفساد والإفساد وقال في مطلع خطبته إن هناك مرضين خطيرين، انتشرا في جسد هذه الأمة، وبين الأفراد، فأنهكها فالمرض الأول مثل السرطان ينتشر في جسد الإنسان إذا لم يعالجه مبكراً، وهو مرض الفساد، والمرض الثاني المعنوي بمثابة الإيدز أو السل وهو مرض معد قاتل خطير، وهو مرض الإفساد في الأرض، والإفساد بين الناس، وفي جميع مجالات الحياة، ولذلك سماه الرسول صلى الله عليه وسلم بالحالقة.. وأوضح أن الإسلام والشرائع كلها جاءت لإصلاح هذين المرضين القاتلين الخطيرين، الفساد الذاتي والإفساد للآخرين.. هذا المرضان يعرقلان تماما حركة الحياة والحضارة والتقدم مهما كانت الأمة غنية ومهما كانت الثروات كبيرة. فساد الدين وقال إن الفساد الداخلي يشمل فساد الدين حينما يكون الإنسان يسير على عقيدة غير صحيحة، وعلى تصور غير صحيح من إلحاد والشرك والضلاليات، حيث سمى الله ذلك فساداً (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَة إِلَّا الله لَفَسَدَتَا) وهذا الفساد يكون حينما يكون الدين غير سليم حتى لو كان لديه دين، ولو كان لديه جزء من العقيدة، ولكن حينما لا تكون العقيدة صحيحة ولا يكون الالتزام بالدين وفق ما أراده الله سبحانه وتعالى دون الإفراط والتفريط، يؤدي ذلك إلى فساد كبير بل يُستغل الدين للإفساد وقتل الناس وللتفجير بين الناس دون وجه حق. فساد المنهج وأضاف "القرة داغي" يشمل الفساد أيضا الفساد في المنهج: والله خلق الإنسان ليكون عابدا لله عبودية خالصة له، ثم يقوم بوظيفته الكبرى ورسالته الأساسية بعد الشعائر، أن يعمر الكون، وتعمير الكون أي منهج الحياة، وصناعة الحياة، وليست صناعة الموت، (وَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) أي الإنسان مطالب بتعمير الأرض، وحينما يغير هذا المنهج ويغير منهج الحياة إلى منهج صناعة الموت ومنهج التعمير إلى التدمير هنا جاء الفساد والإفساد للأفراد والمجتمع.. وتابع: يشمل أيضاً الفساد في نفس الإنسان حينما تكون النفس قائمة على الأهواء (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ) لذلك بيّن الله أن الله هو الذي بيّن الحق وليست الأهواء والشهوات وحظوظ النفس، وما أنزل الله الرسل وما أنزل الكتب إلا لوضع الإنسان والأمة على منهج الحق، البعيد عن الأهواء والشهوات وحظوظ النفس. وحينما يكون الفساد في النفس تكون النفس قائمة على الأهواء وحينئد لا يكون هناك معايير ولا يكون هناك ضبط وإنما تختل الموازين وتخترب الحياة وتضطرب أمور الإنسان، بل تضطرب أمور الكون كله. فساد القلب والعقل وأشار إلى الفساد في القلب الذي يكون محباً لله ولعباده وللناس، إلا الذين ظلموا، حتى الذين ظل يدعو لهم ويُصلحهم ولا يدّمرهم، فصلاح القلب وسلامته هو الأساس في هذا الدين (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ).. واختتم بقوله: حينما يصبح قلب الإنسان فاسداً، في قلوبهم يظهر النفاق والشقاق والمشاكل والكذب، ولا يمكن أن تستقيم الحياة مع كون قلب الإنسان مريضا (إن في جسد الإنسان مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله).. ويشمل أيضا الفساد في العقل وهو أخطر نوع من أنواع الفساد، لأن العقل هو الذي يفكر، ويسير الإنسان بقدر الله وبأمر الله وبسنة الله، فقد أعطى الله للإنسان الحرية والإرادة والقدرة والعلم وكثيرا من الصفات العظيمة، والذي يسير هذه الصفات نحو الخير والشر هو العقل، فإذا كان العقل سليما وإذا كان محبا للخير فإنه يوجه هذه الصفات كلها نحو الخير، وبالعكس إذا كان العقل فاسداً أو مفسداً حينئذ يوجه الناس نحو الشر.

678

| 20 نوفمبر 2015

اقتصاد alsharq
اتحاد علماء المسلمين يواصل دوراته الاقتصادية بالدوحة

يواصل المركز الرئيس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تنظيم الدورة تدريبية بعنوان "أسس وتطبيقات الاقتصاد والصيرفة الإسلامية" والتي يقدمها أ. د. علي القره داغي - أستاذ وخبير الاقتصاد والصيرفة الإسلامية والأمين العام للاتحاد - وذلك على مدار 3 أيام بعدد 9 ساعات تدريبية أيام السبت الموافقة 14، 21، 28 نوفمبر 2015 في الدوحة. وتتناول الدورة التدريبية عدو محاور أبرزها الملكية وضوابطها، ومقاصد المعاملات الإسلامية، والمصارف الإسلامية وضوابطها، والفروق بين البنوك الإسلامية والبنوك الربوية، والعقود وأنواعها، ومنتجات البنوك الإسلامية ومشروعيتها (ومنها الإجارة - المضاربة - التورق - الاستصناع -البورصة - الصكوك - الشراكة وأنواعها). وسوف تتواصل غداً أعمال هذه الدورة التي لقيت إقبالاً كثيفاً في أولى مراحلها الأسبوع الماضي.

469

| 20 نوفمبر 2015

محليات alsharq
القرة داغي: "عاشوراء" يحيي الأمل في نفوس المسلمين بالنصر المبين

دعا د. علي محيي الدين القرة داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية للاستفادة من درس يوم عاشوراء الذي استشهد فيه سبط رسول الله والألم يزال بالدعاء وليس ببدع ما أنزل الله بها من سلطان. وقال إننا أهل السنة نصلي ونسلم على آل النبي ونقدرهم أكثر من غيرنا وهي عقيدتنا وليست قضية سياسية. واعتبر فضيلته، في خطبة الجمعة امس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب، ان أهم عنصر يركز عليه الاستعمار هو قضية اليأس وأن المسلمين لا يستطيعون أن يعودوا إلى قوتهم ولا ينتصرون ولا ينجح مشروع إسلامي وان يوم عاشوراء يدعونا للأمل في نصر الأمة ولفت إلى أن يوم عاشوراء يوم عظيم يربط هذه الامة بجميع الامم الصالحة المضحية في سبيل الله. تكفير سنة وروى حديثا صحيحا يقول فيه الرسول الكريم: "إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) والكفارة تكون لذنوب صغيرة ولا يشمل حقوق العباد. وقال النووي رحمه الله: يكفر كل الذنوب الصغائر وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر. ويقول عبدالله بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: "ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر — يعني رمضان — ". وفي لفظ: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء..". صيام اختياري وقال إنه أمامنا ثلاثة خيارات لصيام عاشوراء ولا تشددوا في أنفسكم فلكم أن تصوموا عاشوراء أو أن تصوموا يوما قبلها كما أراد الرسول حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام القابل — إن شاء الله — صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم". أو أن يصوم يوما قبله ويوما بعده وذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً، أو بعده يوماً". سبل النصر وكان فضيلته بدأ خطبته بالقول إن تدبر القرآن وأشار إلى أن الله يريد أن يبين لنا حكم التاريخ وعبر الماضي كل ذلك من اجل توجيه العقل إلى تنظيم هذه العبر والقضايا وتقسيمها عبر طريقين سالكين هما طريق الحق والعدل والخير والفلاح والطريق الثاني هو طريق الشر والمضرة والظلم والعدوان. وأضاف "عندما يروي القرآن هذه القصص على هاتين الطريقتين ويضع هذه الكمية الكبيرة من المعلومات التي لا يمكن للإنسان أن يطلع عليها كليا، يضعها أمام الإنسان المسلم حتى يكون على علم بما حدث في التاريخ وما كانت النتائج لهذه الحركة المستمرة للإنسانية الطويلة. وقال إن الخالق يضعنا أمام التاريخ والذي توصل إليه العلم الحديث من خلال علم الاجتماع وأن يستفيدوا من هذه السنن في الارض لأن سنن الارض تتكرر عندما تتكرر الضوابط والشروط. وجدد القول "إن الله يريد أن يضعنا على طريق النجاح والعدل أما الذين يريدون الشهوات من شياطين الإنس والجن هم الذين يريدون أن ننحرف عن التاريخ وننحرف عن مسيرتنا وعن جادة الحق والنصر والعزة والكرامة والفلاح. عاشوراء وربط العبادات بمسيرة الأنبياء وقال إن قصة يوم عاشوراء هي جزء من الحركة التاريخية العظيمة وهي ربط بالعبادات بهذه المسيرة العظيمة لقادتها الانبياء والصالحين (إن هذه أمتكم أمة واحدة) فأمتنا هي أمة الأنبياء والشهداء والصالحين وهي التي مهدت للإنسانية جمعاء طريق العلم والتقدم. وأوضح أن الرسول كان يصوم عاشوراء كما كانت قريش تفعل على ديانة سيدنا ابراهيم ولكن ليس بهذا الربط وليس ببيان هذه الجادة وحينما جاء إلى المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه". وفي رواية: "فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه". وفي رواية أخرى: "فنحن نصومه تعظيماً له". وقال إن هذا اليوم كان واجبا على المسلمين أن يصومونه إلى أن فرض الله صيام شهر رمضان فحينئذ اصبح صيام عاشوراء سنة لمن أراد صيامه. يوم عظيم وذكر أن يوم عاشوراء يوم عظيم يربط هذه الامة بجميع الامم الصالحة المضحية في سبيل الله ونصومه شكرا لله لأن انتصار الامم السابقة انتصار لنا فالأمم واحدة. ولفت إلى أن أعداء الإسلام في عالمنا الإسلامي والمتشدقون بالديمقراطية يلتقون مع تيارات متناقضة ومضللة وضالة وصهاينة ويفرحون لإفشال أي مشروع إسلامي فكيف بنا ألا نفرح بأي نصر للإسلام والمسلمين في أي مكان وأن يبذلوا جهودهم لإبقاء هذه الجهود والمشاريع في خدمة الإنسانية؟ اليأس هدفا استعماريا وأشار إلى أن اليأس أهم عنصر يركز عليه الاستعمار ويرى أن المسلمين لا يستطيعون أن يعودوا إلى قوتهم ولا ينتصرون ولا ينجح مشروعهم الإسلامي.. وقال إن الكل يعمل على ايصال المسلمين إلى اليأس. وأضاف القرة داغي: يوم عاشوراء يعيد الامل بالنصر في نفوس المؤمنين، يوم عاشوراء استشهد فيه سبط رسول الله والألم يزال بالدعاء وليس ببدع ما أنزل الله بها من سلطان.

589

| 23 أكتوبر 2015

عربي ودولي alsharq
القره داغي ضمن الـ 500 شخصية الأكثر تأثيرا بالعالم الإسلامي

أعلن الموقع الرسمي للمركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية التابع لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في عمّان أن فضيلة الدكتور علي القره داغي جاء ضمن قائمة تضم 500 شخصية الأكثر تأثيرا في العالم الإسلامي، في كتاب أصدره المركز في الأردن. ويهدف الكتاب، الذي حمل عنوان " 500 شخصية مسلمة الأكثر تأثيراً في العالم لعام 2016"، إلى التعريف بأهمية الأسماء المتداولة في العالم الإسلامي، حيث يقوم برصدها في مختلف المجالات: السياسة، والدين، والمرأة، والإعلام. يذكر ان فضيلة الاستاذ الدكتور علي محي الدين القره داغي هو الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. رئيس مجلس الاستشاري الاعلى للتقريب بين المذاهب التابع لأسيسكو التابع لمنظمة التعاون الاسلامي . نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث. أستاذ ورئيــس قسم الفقه والأصول بكلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية بجامعة قطر (سابقاً) .وهو حاصل على جائزة الدولة التقديرية التي تمنحها وزارة الثقافة والفنون والتراث للمتميزين.. وهو ايضا رئيس مجلس أمناء جامعة التنمية البشرية في كردستان العراق . رئيس الرابطة الاسلامية الكردية رئيس أو عضو تنفيذي لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية لعدد من البنوك الإسلامية ، وشركات التأمين الإسلامي داخل قطر منها الاسلامية القطرية للتأمين ، وخارج قطر ، منها بنك دبي الإسلامي ، وبنك المستثمرون بالبحرين ، والأولى للاستثمار بالكويت . وهوعضو المجلس الشرعي ، هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الاسلامية .. مؤسس هيئة الرحمة الإنسانية باسكندنافيا .عضو مؤسس في مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية بدولة قطر . عضو في الجمعية العمومية لجمعية قطر الخيرية ومستشارها الشرعي . عضو وأمين سرّ مجلس كلية الشريعة والقانون، وعضو في كثير من لجانها ومقرر الندوة العلمية، وعضو مجلة مركز بحوث السنة والسيرة، عضواللجنة التحضيرية للمؤتمرات والندوات . خبير بمجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدّة . خبير بالمجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة . خبير بالهيئة العالمية للزكاة المشرف على كلية المصارف الإسلامية في جامعة لوتاه المفتوحة على الانترنت . عضو اللجنة الأكاديمية الاستشارية للمركز الإسلامي التابع لجامعة أكسفورد .عضو مجلس الأمناء والمجلس التنفيذي للجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ ببنغلاديش. وفضيلته حاصل على الدكتوراه في الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف في مجال العقود والمعاملات المالية، عام 1985م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطبع الرسالة وتبادلها بين جامعات العالم .ماجستير في الفقه المقارن من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف عام 1980م بتقدير امتياز .بكالوريوس في الشريعة الإسلامية ببغداد عام 1975م بتقدير امتياز ، والأول على دفعته .شهادة الإجازة العلمية في العلوم الإسلامية على أيدي المشايخ عام 1970 م . خريج المعهد الإسلامي عام 1969م ، والأول على إقليمه.. قد شهد له معظم علماء العصر : بفقهه وموسوعيته ، وعمقه ، ودقته ، وتعمقه في فقه المعاملات والاقتصاد الإسلامي ، وجمعه بين الدراسات القديمة حيث تخرج على أيدي عدد من العلماء الموسوعيين ، ولا سيما في نطاق الاقتصاد الإسلامي والقضايا المعاصرة.

1446

| 09 أكتوبر 2015

محليات alsharq
د.القره داغي : القدس أولى قضايا المسلمين تستحق التضحية بالنفس والمال

أشاد فضيلة الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمواقف قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا مع الحق في فلسطين، وقال إن هذه الوقفة وحدها لا تكفي لأن القضية أكبر من ذلك، فالعالم الذي يصيره الصهاينة كلهم يقفون معه، ودعا إلى وقفة حقيقية من خلال مؤتمر حقيقي لا مؤتمر إعلامي حتى تضع الأمة خطوطا واضحة لتحرير القدس.وقال خلال خطبة الجمعة إن الله أكرم هذه الأمة بكثير من الفضائل والميزات حتى تزداد قربا منه سبحانه وتعالى، وحتى تكون هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس.وزاد "أكرمنا الله بهذه الأيام العشر التي كما ورد في الأحاديث الصحيحة "ما من أيام يكون العمل الصالح فيها أفضل من هذه الأيام"، وعلينا أن نتقرب إلى الله أولاً بإخلاص النية والتوبة إليه بتغيير ما في دواخلنا نحو الأحسن "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وأن نتقرب إلى الله أيضا بالحفاظ على الصلوات وإقامتها بالجماعة وباستمرار الذكر وانشغال القلب بالله لا بغيره.الأضاحي سنةوأضاف: تختم هذه الأيام باليوم العاشر الذي فيه الأضاحي، وبها يتم الحج في أهم أركانه الأساسية أي بعد الوقوف بعرفة وطواف الإفاضة، وبالنسبة لغير الحجاج أفضل الأعمال عند الله هذه الأضاحي التي سنها رب العالمين لسيدنا إبراهيم، ثم بعد ذلك أصبحت سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث ضحى بكبشين أقرنين أملحين، وكذلك جعلها سمة عظيمة، بل عند بعض الفقهاء واجبا كبيرا على كل من هو قادر على الذبح في هذا اليوم، ودعا إلى الثقة بوكالة الجمعيات الخيرية لنقل الأضاحي للخارج، وقال إن الحاجة بالخارج تجعل أجرها أعظم عند الله.درس الأضحية ورأى فضيلته أن أهم درس من الأضحية، هو أنها ذكرى لأهم أضحية يقدمها الإنسان لله سبحانه وتعالى وشرح قصة تضحية سيدنا إبراهيم وقال إنها الأساس من الأضحية بأن نأخذ منه الاستعداد للتضحية والفداء، ولفت إلى أن الأمة صارت منشغلة بالجزئيات وتركت الكليات وشدد على أن قضيتنا اليوم هي قضية القدس وقضية الأقصى التي أصبحت في خطر كبير ونحن ننشغل بهذه الأمور.خطط يهوديةوأشار إلى أن اليهود يخططون منذ فترة لهدم الأقصى، وتبدأ الخطة بحفر الأنفاق بزعم الوصول إلى ما يسمونه الهيكل، وهو الهيكل المزعوم لسيدنا سليمان لا يدل عليه أي دليل تاريخي أثري على أنه هناك هيكل في هذا المكان الذي فيه المسجد الأقصى، ولكنهم يدَّعون ذلك وبدأوا ذلك من خلال حفريات كبيرة جدا وكاد المسجد الأقصى أن ينهار، في حين يكتفي المسلمون بالتنديد، لذلك قال أحد الصهاينة لأحد الشيوخ حينما قبض عليه كم ينفق العرب والمسلمون على القدس، فقال الشيخ نحن نجمع 5 ملايين أو أكثر، فقال الصهيوني نحن خصصنا لتهويد القدس سنويا خمسة مليارات من الدولارات، بل إن صهيونيا خصص في سنة واحدة 13 مليار دولار لبناء المستوطنات. مسؤولية الحكاموقال: إن الحكام مسؤوليتهم كبيرة أمام الله، كذلك بقية مكونات الأمة، العلماء عليهم أن يصدعوا بالحق وأن يبينوا الحق وأن يحرضوا الناس على أداء هذا الواجب، وكذلك الأغنياء يجب عليهم أن يدفعوا من أموالهم، جهاد بالمال والنفس، والإعلاميون عليهم جهاد الكلمة، وكل بقدره عليهم واجبات نحو هذه القضية، وهي ليست قضية بسيطة، بل هي قضية قبلتنا الأولى.

361

| 18 سبتمبر 2015

محليات alsharq
د.القره داغي: الأمة الإسلامية بحاجة ماسة للم الشمل لمواجهة تحدياتها

حمّل فضيلة د. علي محيي الدين القره داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الامة الاسلامية المسؤولية في ما يجري للمسلمين اللاجئين في أوروبا خاصة ما نقلته احدى المنظمات الخيرية الاسلامية بأن هناك 3000 طفل وصلوا هناك ولم يبق معهم لا أم ولا أب حيث دفعت أمواج البحر بابائهم وأمهاتهم وهم بقوا على قيد الحياة وهؤلاء يوزعون لمن اراد أن يتبناهم.وقال إن هذه مسؤولية امام الله عن جوعهم وسفرهم وهلاكهم ولو أننا وفرنا لهم الاماكن الآمنة هل كانوا يغادرون.واشار في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب إلى ان سكان اوروبا كانوا يعيشون في ظلام دامس وخرجوا من جاهلية القرون الوسطى إلى هذه الحضارة والقوة بعد أن أخذوا بالأسباب والوحدة هم يتحدون ونحن نزداد تفرقا كما أنهم هم يأخذون بأسباب العلم الحقيقي والشامل.نحن بحاجة للوحدةوأضاف "ما أحوجنا أن نعود بهذا المعنى الشامل وبهذا المعنى الجامع الذي يجمعنا بإخواننا المضطهدين المستضعفين حينما نراهم على حدود هذه المناطق.. فلتكن عودتنا عودة شاملة وليست للمساجد فقط رغم أهميتها فالمساجد تربينا حتى نكون متواصلين مع الناس (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).وقال إن المساجد يجب أن تربينا وتعلمنا كيف نعيش مع العالم وكيف تكون سلوكياتنا مع العالم.. وبشأن قضية الاقصى قال إن الصهاينة اليوم يفعلون اعمالا غربية الآن يمنعون المسلمين من دخول المسجد الأقصى ويفسحون المجال لليهود ولكن يبقى القدس قدسا إسلاميا ولن يقسم.حياة الأمةوقال فضيلته إن الله سبحانه وتعالى اراد لهذه الأمة أن تحيا حياة إسلامية دائمة لذلك يذكرها الله سبحانه وتعالى ويضع لهم هذه الفرص ليكونوا دائما قريبين منه سبحانه وتعالى وهذا القرب يجب أن يكون قربا حقيقيا وعودة حقيقية إلى الله تعالى ولا سيما في أيام المحن.فقد بيّن الله أن الأمم السابقة ولا سيما اليهود ابتعدوا عن منهج الله سبحانه وتعالى والله يؤدبهم بتأديبات شديدة ويبتليهم ليعودوا إلى الله العودة الحقيقية ولكنهم ما كانوا يفعلون، فبين الله ذلك فقال (أفلا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين) والعدد لا مفهوم له أي قد يكون أكثر من اثنتين ثم لا يتوبون أي لا يرجعون إلى الله سبحانه وتعالى ولا إلى كتابهم ليعودوا إليه عودة حقيقية بل كانوا يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض كما نفعله اليوم نعود إلى الشعائر ولا نعود إلى ما فرض الله علينا من الواجبات ومن ترك حظوظ النفس ومن الوحدة ومن كل ما يقتضيه النصر، (لا يتوبون ولا يذكرون) أي لا يتوبون.بماذا اُكرم المسلمون؟وقال إن الله أكرمنا بأمرين: الأمر الأول: الوحي الصحيح كأنه اليوم أنزل بأنه يجب أن تعودوا إلى هذا الوحي وإلى القرآن الكريم وتستفيدون منه سبب فرقتكم وخذلانكم وهزيمتكم واسباب ما اصابكم من المصائب والشدائد، والأمر الثاني: هي نعمة التجارب ونعمة الحكم وقد أرسل الله رسوله إليهم ليعلمهم الكتاب والحكمة، والحكمة هي التجارب السابقة هي العقل السليم والفطرة السليمة.وأعرب عن أمله في انتصار الأمة وعودتها هذه الايام العودة الحقيقية الفعلية، وأن يكتب لهم النصر في سوريا واليمن والعراق ومصر وفي كل مكان بإذن الله تعالى وما ذلك على الله ببعيد.

483

| 12 سبتمبر 2015

محليات alsharq
القره داغي: معالجة التطرف بالوسطية

قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي إنه لا يمكن معالجة الفكر الإسلامي المتطرف بفكر علماني، وإنما عبر الفكر الوسطي. وأوضح القره داغي أن "المنهجية التربوية لنشر الفكر الوسطي، لابد أن تشترك بها وزارات التعليم في الدول الإسلامية، حيث لها دور في تقوية الإنسان المعتدل منذ مرحلة التعليم في رياض الأطفال" مشيرا إلى وجود مشكلتين في هذا المجال وهي "تطرف العلمانيين وهو ما يعتبر تفريطا، ومشكلة إفراط المتدينين". كما وجه الأمين العام، ثلاث رسائل عبر "الأناضول"، أولها إلى المسؤولين السياسيين في الحكومة والمعارضة (في تركيا)، بأن "يتبنوا الفكر المعتدل وأن يعالجو قضايا التطرف من خلال المعالجات العلمية والحوار البنّاء وثاني الرسائل هي إلى شؤون الديانة في تركيا التي "لم تقصّر بدورها، وهي مع قضايا الأمة"، حسب تعبيره، طالبا منها المزيد من الدراسات والتحليلات والكتابات بمختلف اللغات، وتوزيعها بهدف الإفادة منها. فيما وجه الرسالة الثالثة للمسلمين عامة بضرورة "الاتحاد والبقاء بعيدا عن القومية والحزبية، من خلال الحرية والديمقراطية والحقوق، ونبذ التضييق".

275

| 29 يوليو 2015

رمضان 1436 alsharq
القرة داغي: العالم العربي فقد توازنه الشرعي لعدم وجود مرجعية حقيقية

الكتاب : فقه التعامل عن الإساءة إلى المقدسات الإسلامية دراسة شرعية وتأصيلية وقانونية في ضوء فقه المواطنة مزودة ببرنامج شرعي للأقليات المسلمة في بلاد الغرب وعامة المسلمين المؤلف: د. علي محي الدين القرة داغي الحلقة : السادسة عشر إذا كان القول: الإرهاب لا دين له، فإنه لا يجوز تحميل هذا الإرهاب للإسلام، كما لا يجوز تحميل الإرهاب الذي يقوم به بعض أصحاب الأديان لتلك الأديان أنفسها.. وإذا كنا نتحدث عن الإفراط والتفريط والتشدد في الشرق الإسلامي، فإنه وجدت في الغرب مجموعة من الأعمال المتمثلة في الرسوم المسيئة والأفلام والمسرحيات والمقالات التي نالت من مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين.. سوف نتناول في هذا البحث المبادئ والقواعد العامة والأحكام المتعلقة بالأقليات الإسلامية.. والمبادئ والقواعد العامة المستنبطة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، حيث يعتبر قدوة للأقليات، ومن المهاجرين للحبشة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم. فقه المواطنة باعتباره مدخلاً للتعايش ومنطلقاً للاندماج الإيجابي. ثم نتحدث عن فقه التعامل مع الآخر عند الاساءة إلى المقدسات الإسلامية حيث نبين المبادئ العامة الحاكمة فيه، حق الإنسان في حرية التعبير، موضحاً أسباب الاندفاع البعض نحو الاساءة، ثم بيان الموقف الشرعي (التأصيل الشرعي) بالنسبة للمسلم الذي يعيش في البلاد غير الإسلامية، والواجب الشرعي للأقلية المسلمة نحو الاساءات الموجهة للمقدسات، وواجب الدول والعالم الإسلامي نحوها، وضرورة وجود خطة استراتيجية هادئة وهادفة لمنع الازدراء بالأديان. المواطنة في عالمنا الإسلامي المعاصر كان المسلمون يعيشون في ظل دولة واحدة في معظم الأحيان بدءاً بالخلافة الراشدة إلى الحرب العالمية الأولى واتفاقية سايكس بيكو التي مزقت المسلمين على أساس القوميات، ومع ذلك لم تتعامل معها إلاّ بمعيار مصالح المستعمرين المحتلين.. ولكن الإشكال الأكبر هو أن روح الفرقة والبغضاء قد انتشرت بين معظم المسلمين فوقعت الصراعات والحروب بين القوميات التي كان من المفروض أن يجمعها الإسلام، وأن تتعامل مع بعضها بروح الحب والولاء والعدل والانصاف بدل الحرب والظلم والاعتساف. والأدهى من ذلك أن القومية الواحدة لم تجمع أفرادها بل إن العداء بين جناحي حزبي البعث القومي العربي الاشتراكي في سوريا والعراق كاد أن يكون أشد من العداء للصهاينة. كما أن حقوق المواطنة انحصرت داخل دولة الاقليم دون النظر إلى القومية الموجودة خارجها. وباختصار شديد فإن معظم العالم الإسلامي، وبخاصة العالم العربي قد فقد توازنه الشرعي والحضاري في ظل عدم وجود مرجعية حقيقية له، فلا هو طبّق الإسلام كما ينبغي، كما أنه لم يطبق مقتضيات المواطنة كما هو الحال في الغرب، والله المستعان. المبحث الثاني: فقه التعامل مع الآخر عند الاساءة إلى المقدسات، ويتضمن ستة مطالب، هي: المطلب الأول: الاساءة إلى المقدسات في ظل حق الإنسان في حرية التعبير( كرامة الانسان): تمهيد في التعريف بالإساءة إلى المقدسات الإسلامية: المقصود بالاساءة إليها: تعمّد توجيه ما يؤذي قولاً أو فعلاً أو إشارة إلى الرموز والثوابت الإسلامية سواء كانت بالوسائل التقليدية، أو الحديثة من الأفلام، والمسرحيات، والتمثيليات، والرسوم الكاريكاتورية المسيئة التي يُفهم منها الاستهزاء الواضح والازدراء. بين الاساءة والاستهزاء والازدراء، وبين النقد البنّاء: لا شك أن هناك فروقاً جوهرية بين النقد البنّاء الذي يريد صاحبه التعبير عن رأيه حول عقيدة، أو فكرة للمناقشة والتحاور للوصول إلى الحق، فهذا مسموح به وداخل ضمن حق حرية التعبير عن الرأي، وبين القيام بالاستهزاء أو الاحتقار والازدراء، أو الاساءة المتعمدة نحو دين من الأديان، أو شخص من الأشخاص. فإن مما لا شك فيه — كما سبق — أن الاساءة والازدراء، والاستهزاء ممنوعة (حتى في المواثيق الدولية والدساتير) أن توجه نحو الأشخاص الأحياء، فلم لا تكون ممنوعة للرموز الدينية والمقدسات الإسلامية فنحن لا نريد أكثر من منع الازدراء والاحتقار، والاستهزاء والاساءة نحو تلك المقدسات، وتبقى دائرة الحرية في النقد البنّاء حتى ولو كان هذا النقد مخالفاً للإسلام، فقد سجّل القرآن الكريم كل ما وجه إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والأنبياء عليهم السلام، بل إلى ذات الله العليّة من أقوال المعاندين والمستكبرين، وردّ عليهم رداً جميلاً. حقوق الإنسان (كرامة الإنسان) في الإسلام: دون الخوض في المعاني اللغوية لكلمة "حقوق الإنسان" التي اشتهرت في الدساتير، والوثائق الدولية، والتي تعني تمتع الإنسان بجميع حقوقه الدينية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، فإن الإسلام قد سبق ذلك من خلال ما سماه "كرامة الإنسان"، التي هي أشمل من حقوق الإنسان لأن المقصود بها هنا: هو تكريم الله تعالى للانسان خَلقاً وشكلاً حيث خلقه الله تعالى على أحسن تقويم، وقدرة وإرادة واختياراً وحرية، حيث منحه الله تعالى العقل، والارادة والاختيار في حدود ما رسم له، حيث تجمع ذلك في قوله تعالى: (ولقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) ونلاحظ أن الله تعالى منح هذا التكريم لكل إنسان مهما كان دينه، حيث قال (لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)، ولم يقل (ولقد كرمنا المؤمنين) فقط، وأما إذا آمن به واستمع إليه وأطاعه فإن له تكريماً أكثر على إيمانه وعمله الصالح فقال تعالى: (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) وقال تعالى: (أولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) وقال تعالى: (أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ . فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ). مظاهر هذا التكريم الرباني للإنسان: وقبل أن أتحدث عن مظاهر التكريم في الاسلام أود أن أوضح أن الإنسان وبخاصة الفقير والمستضعف فرداً وشعباً لم يكن له اعتبار واحترام لدى معظم الحضارات السابقة، بل عانى الكثير والكثير من ويلات الإذلال والكبت والتعذيب، وهدر كرامته وعدم احترام عقله وفكره وحريته وإرادته، حتى صرح بذلك ميثاق هيئة الأمم المتحدة التي نشأت عام 1945 بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث جاء في ديباجته: (نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب التي في خلال جيل واحد قد جلبت على الانسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان، وبكرامة الفرد وقدره...)، ثم أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من شهر كانون الأول عام 1948 حيث ذكرت المادة الأولى منه خلاصة ما قاله عمر رضي الله عنه قبل عدة قرون: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) فنصت المادة الأولى منه على أنه: (يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة وفي الحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً، وعليهم أن يعاملوا بعضهم بروح الإخاء) ثم ذكر الاعلان في بقية مواده الثلاثين حقوق الانسان الأساسية من الحرية الشخصية، وحرية الفكر والرأي، ومنع التعذيب والاعتداء، وحرية الملكية الخاصة، وحرية الخصوصية في الحياة، والمنزل، وعدم التمييز بين المواطنين بسبب العنصر، أو اللون، أو الدين أو غير ذلك، وحقوق الزواج، والأمومة، والطفولة، وحق العمل، ومجانية التعليم، والعيش المناسب...الخ.

301

| 02 يوليو 2015

رمضان 1436 alsharq
القرة داغي: المواطنة في الفكر الإسلامي تتطلب حب الوطن

الإسلام يريد من المسلم أن يكون صاحب عقيدة حقة فعّالة مؤثرة إيجابياً ودافعة لفعل الخير والإحسان إذا كان القول: الإرهاب لا دين له ، فإنه لا يجوز تحميل هذا الإرهاب للإسلام ، كما لا يجوز تحميل الإرهاب الذي يقوم به بعض أصحاب الأديان على تلك الأديان أنفسها.. وإذا كنا نتحدث عن الإفراط والتفريط والتشدد في الشرق الإسلامي ، فإنه وجدت في الغرب مجموعة من الأعمال المتمثلة في الرسوم المسيئة والأفلام والمسرحيات والمقالات التي نالت من مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين .. سوف نتناول في هذا البحث المبادئ والقواعد العامة والأحكام المتعلقة بالأقليات الإسلامية .. والمبادئ والقواعد العامة المستنبطة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، حيث يعتبر قدوة للأقليات ، ومن المهاجرين في حبشة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم . فقه المواطنة باعتباره مدخلاً للتعايش ومنطلقاً للاندماج الإيجابي. ثم نتحدث عن فقه التعامل مع الآخر عند الاساءة إلى المقدسات الإسلامية حيث نبين المبادئ العامة الحاكمة فيه ، حق الإنسان في حرية التعبير ، موضحاً أسباب اندفاع البعض نحو الاساءة ، ثم بيان الموقف الشرعي (التأصيل الشرعي) بالنسبة للمسلم الذي يعيش في البلاد غير الإسلامية ، والواجب الشرعي للأقلية المسلمة نحو الاساءات الموجهة للمقدسات ، وواجب الدول والعالم الإسلامي نحوها ، وضرورة وجود خطة استراتيجية هادئة وهادفة لمنع الازدراء بالأديان. إن الإسلام يريد من المسلم أن يكون صاحب عقيدة حقة فعّالة مؤثرة إيجابياً ودافعة لفعل الخير والإحسان لكل من يحسن إليه ، وأنه ملتزم بعقيدة وشريعة بالدفاع عن دينه وأرضه ووطنه وعن جميع من يستحق الدفاع عنه حتى من الحيوانات والبيئة. وأن المواطنة في الفكر الإسلامي تتطلب - بعد الولاء للعقيدة - حب وطنه ، وحب مواطنيه ، وبذل كل ما في جهده لخدمة وطنه ورفعة شأنه ، والاسهام الايجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن والارتقاء به ، والدفاع عنه بكل الوسائل المطلوبة.. الوثيقة أول دستور يعطي حق المواطنة للآخر وقد تشكلت أول دولة إسلامية في المدينة المنورة فقامت على قاعدة المؤاخاة بين المسلمين من المهاجرين والأنصار، وانهم أمة واحدة من دون الناس ، وأنهم كجسد واحد ، وان يدهم واحدة ضد من عاداهم ، وعلى قاعدة العدل والمواطنة والحقوق والواجبات المتقابلة لغير المسلمين الذين يتكونون من اليهود (أهل الكتاب) ومن المشركين الذين لم يسلموا ، حيث كتب الرسول صلى الله عليه وسلم صحيفة ووثيقة يتعلق عدد كبير من بنودها بحقوق اليهود وغيرهم من المشركين تضم حوالي 47 بنداً منها : 1- أن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم ، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض من دون الناس. 2- وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم . 3- وأن سلم المسلمين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلاّ على سواء وعدل بينهم. 4- وأن كل غازية غزت معنا يعقب بعضهم بعضا. 5- وأنه مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله ، وإلى محمد. 6- وأن يهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين. 7- وأن على يهود نفقتهم ، وعلى المسلمين نفقتهم ، وان بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة ، وان بينهم النصح والنصيحة ، والبرّ دون الإثم. 8- وانه لا يأثم امرؤ بحليفه ، وإن النصر للمظلوم. 9- وأنه لا تجار حرمة إلاّ بإذن أهلها. 10- وأن ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبرّه. 11- وأن بينهم النصر من دهم يثرب. 12- وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ، ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه وإنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإن لهم على المؤمنين إلاّ من حارب في الدين. 13- على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم. 14- وأن يهود الأوس مواليهم وانفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة ، وإن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلاّ على نفسه ، وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة ، وأبرّه. 15- وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم ، وانه من خرج آمن ، ومن قعد آمن بالمدينة إلاّ من ظلم وأثم ، وإن الله جار لمن برّ واتقى..... . كما أكدت الوثيقة على الحرية الدينية بكل وضوح فنصت على أن للمسلمين دينهم ، ولليهود دينهم ، وحتى حينما حاول بعض الأنصار أن يجبروا بعض أبناء عشيرتهم الذين تهودوا على العودة إلى الإسلام أنزل الله تعالى : (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ) حيث نصت إحدى مواد الصحيفة على ان : (لليهود دينهم ، وللمسلمين دينهم : مواليهم وانفسهم إلاّ من ظلم نفسه وأثم فإنه لا يوتغ إلاّ نفسه...) كما اكدت الوثيقة على المسؤولية الشخصية تأكيداً لقوله تعالى : (ولا تزر وازرة وزر أخرى). غير أن اليهود لم يحافظوا على هذه الوثيقة ومحتواها ، ونقضوا عهودهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابهم ما أصابهم بظلمهم ونقضهم العهود . خلاصة ما في الوثيقة نستخلص من بنود الوثيقة مجموعة كبيرة من الأحكام والمبادئ العامة ، ونذكر هنا أهمها : أ- الاعتراف بحقوق أهل الكتاب على أساس المواطنة في يثرب حيث جعلتهم مع المسلمين أمة أي في المواطنة والسياسة والدفاع والنصرة للوطن الذي يضم الجميع. ب- الاعتراف بالتعددية الدينية الشاملة لليهود والنصارى والمشركين. ج- الالتزام بالنصرة المتبادلة بين الأمتين المختلفتين في العقيدة ، وهما : أمة المسلمين ، وأمة اليهود على أساس المواطنة ، والشراكة في الحقوق والواجبات أمام هذا الوطن . فهذا الالتزام التزام نحو الوطن وليس نحو الدين ، لأن دين كل واحد منهما مختلف عن الآخر ، وهنا يظهر مفهوم (المواطنة) بكل وضوح وحقوقها ، ومسؤولياتها ، ولذلك ينبغي أن يكون تعاملنا اليوم مع غير المسلمين على أساس المواطنة ، فلهم دينهم ولنا دين. د- المساواة في الحقوق والواجبات في حق منح الجوار والأمان إلاّ للمحاربين المشركين. هـ - حرية التدين للجميع . و- الحفاظ على الحقوق ورعايتها وعدم السماح لأحد بالاعتداء عليها. ز- المسؤولية شخصية ، ولكن على الجماعة مسؤولية حماية ما في الوثيقة ، ومنع كل من تسول له نفسه انتهاكها ، وعدم منح الجوار (الحماية) للأعداء (قريش) وبذلك روعيت المسؤولية الجماعية أيضاً . ح- تحديد الوطن ، حيث حدد في الوثيقة ( يثرب). ط - أن الحقوق هبة من الله تعالى ، وليس لأحد انتهاكها وهذه ميزة للحقوق في الاسلام ، ولذلك لا يجوز للمسلم أن ينتهك حقوق الآخر حتى لو لم يكن ملتزماً بها. ي - الحقوق في الاسلام متقابلة بالمسؤوليات ، كما أنها حقوق مقدسة يجب الدفاع عنها ، وذلك من خلال تأكيد الوثيقة على التعاون ضد الظلم والطغيان والفساد ، وعلى حماية المستضعفين.

489

| 01 يوليو 2015

دين ودنيا alsharq
"القرة داغي": يجب على المسلم المهاجر أن يتعلم من سيدنا يوسف

نواصل قراءة كتاب "فقه التعامل عند الإساءة إلى المقدسات الإسلامية".. (دراسة شرعية تأصيلية وقانونية في ضوء فقه المواطنة مزودة ببرنامج شرعي للأقليات الإسلامية في بلاد الغرب وعامة المسلمين) للدكتور علي محيي الدين القرة داغي. ونسرد المواقف المستفادة من قصة يوسف، كان الملك صافي الذهن والبصيرة صالحاً في دنياه، وفضل مصلحة شعبه، ولم ينس فضل العلم والعلماء، فمع أن يوسف عليه السلام فسّر رؤياه، وأعطى صديقه (مندوب الملك) كل تفاصيل رؤيا الملك فقال له: (تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ) لكنه أبى إلاّ أن يطلبه لمقابلته، فلو كان ذلك في عصرنا لربما أسنده الملك إلى نفسه، ولم يسند الفضل إلى هذا الغريب المتهم المسجون إذ كيف يتنازل لعبد غريب فيسند إليه الفضل، فكم نرى اليوم أفكاراً عظيمة يأخذها الوزير من أحد مستشاريه من الخلف فيسنده إلى نفسه؟. ولما رفض يوسف طلب الملك بالذهاب إليه إلاّ بعد التحقيق مع هؤلاء النسوة اللاتي تسببن في إدخاله السجن، لم تأخذ الملك عزة بالإثم فاستجاب له، وقام بالتحقيق، وظهرت براءة يوسف تماماً. ثم طلبه الملك بعد ذلك ليعطيه منصباً استشارياً كبيراً فقال: (ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) ولكن عندما كلّمه تبيّن له أن يوسف عليه السلام على مقدرة عالية في التنظير والتحليل والتنفيذ، فلذلك قال له بعدما كلمه: (إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ) أي أن لك حق التمكين في أي وظيفة سيادية تنفيذية، بما لك من العلم والأمانة، وحينئذ بيّن يوسف بنفسه الوظيفة المناسبة له فقال: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) وهي في الحقيقة وظيفة أربع وزارات اليوم: وزارة المالية، وزارة الزراعة، وزارة الاقتصاد والتجارة، ووزارة الشؤون الاجتماعية والتموين. ومن جانب آخر فإن ذكر الله تعالى رؤيا الملك ـ وهو كافر ـ وأنها كانت رؤيا حق يدل على أن الكافر قد تجد لديه الصفاء والنقاء، فيرى رؤيا قد تكون صادقة. 7- الأقلية لها الحق أن تتقلد الوظائف العليا، والوزارات، والمشاركات السياسية ونحوها ـ كما سبق ـ آنفاً. 8- المسلم مكلف بصناعة الحياة في كل مكان، وليس صناعة الموت والدمار، فقد قام سيدنا يوسف فعلا بصناعة حياة عظيمة لشعب لم يكن مسلماً وأنقذهم من المجاعة والموت المحدق بهم، حيث قدم لهم أعظم أفكاره، بل أعطاهم من بركات الوحي والإلهام والنبوءة ما أنقذهم بها حقا بفضل الله تعالى. فالأقلية المسلمة عليهم واجب أمام أوطانهم، في تقديم جميع الابتكارات والعلوم، والخدمات لإنقاذه وتطويره، وهذا ما فعله يوسف عليه السلام حيث أنقذ مصر وما حولها من كارثة ومجاعة ربما كانت تقضي على معظمها، وتدمرها، من خلال تقديم علومه وابتكاراته وتخطيطه وقيامه فعلاً بتنفيذ هذه المهمة العظيمة . 9- عدم نسيان الوطن الأم، وإبقاء الحب والعاطفة له مع تقديم الخدمات إلى أهله أيضاً، بقدر الإمكان وهذا ما فعله يوسف عليه السلام حيث ساعد إخوانه وأحسن إليهم بالعطاء والمواد الغذائية ثم طلب من أبويه وإخوانه أن يدخلوا مصر مكرمين معززين آمنين: (وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ). 10- نسيان إساءات أهل بلده إن حدثت، والعيش بعيداً عن دائرة الثأر والماضي. فعلى المسلم المهاجر أن ينسى إساءات بلده (حكاماً أو محكومين) إن وجدت بعدما وفقه الله تعالى في وطنه الثاني، فلا يعيش بعقلية الثأر والانتقام، ولا يحمل معه سلبيات وطنه، فقد تغير وطنه، إذن عليه أن يغير نفسه نحو الأحسن، وهذا ما فعله يوسف مع إخوانه الذين أرادوا قتله، ثم دبروا حادثة البئر، التي أدت إلى استرقاقه وبيعه، والمصائب التي هددت نفسه، وعرضه وشرفه، ثم لم يكتفوا بذلك، بل ظلت أحقادهم مجسدة في نفوسهم، بدليل أنهم حينما أخرج صواع الملك من رحل شقيق يوسف نطقوا بهذا الحقد الدفين، وكذبوا: (قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ) فهذا الكذب إن دل على شيء فإنما يدل على بقاء حقدهم الأسود، واستمرار حسدهم وكراهيتهم ليوسف وافترائهم عليه. ومع كل ذلك لم يقابل يوسف عليه السلام حتى يأخذ ما هو حق له، بل حتى في جوابه عليهم لم يصفهم بأنهم أشرار، بل وصف مكانهم بالشر: (قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَم بِمَا تَصِفُونَ) حتى كان بإمكان يوسف أن ينتهز الفرصة ليفرض عليهم إثبات هذه السرقة أو العقاب على تهمتهم دون دليل، ولكنه ترك كل ذلك. وحينما انكشفت الحقائق وانجلت السحب، وأحسّ إخوته بالخجل عاملهم نفسياً ومادياً بأرقى وأجمل، وأرق معاملة، فقال: (قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) . أولاً - برر فعلهم بالجهل وليس بسوء القصد والطوية مع علمه بذلك (قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ). ثانياً - بدأ بذكر نعم الله تعالى عليه دون ذكر ما أصابه من سوء فقال: (أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) وفي هذا تخفيف كبير على نفسيتهم فكأنه يفهم أن ما فعلتم بي ترتب عليه خير كثير لي من التمكين في أرض مصر. ثالثاً - قد بدأ بقوله: (لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) أي لا لوم ولا عتاب مني عليكم، مع أن المقام مقام المغفرة من الذنب العظيم، وفي هذا تخفيف نفسي عليهم أي أن المسألة بسيطة فلا لوم ولا عتاب. رابعاً - قوله: (يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ) يدل على حرصه وحبه لهم حيث دعا لهم، وأن الأمر عند الله أنني أدعو بالمغفرة لكم، وبما أن الله أرحم الراحمين فهو يغفر لكم . خامساً- إن في قوله: (وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) إشارة إلى أنني قد رحمتكم فكيف أرحم الراحمين لا يرحمكم؟

442

| 22 يونيو 2015

محليات alsharq
القرة داغي: يجب على الأقلية المسلمة أن تدعو بالحكمة والموعظة الحسنة

الكتاب : فقه التعامل عن الإساءة إلى المقدسات الإسلامية دراسة شرعية وتأصيلية وقانونية في ضوء فقه المواطنة مزودة ببرنامج شرعي للأقليات المسلمة في بلاد الغرب وعامة المسلمين المؤلف: د. علي محي الدين القرة داغي الحلقة : الخامسة سوف نتناول في هذا البحث المبادئ والقواعد العامة والأحكام المتعلقة بالأقليات الإسلامية .. والمبادئ والقواعد العامة المستنبطة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، حيث يعتبر قدوة للأقليات ، ومن المهاجرين في حبشة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم . فقه المواطنة باعتباره مدخلاً للتعايش ومنطلقاً للاندماج الإيجابي . ثم نتحدث عن فقه التعامل مع الآخر عند الاساءة إلى المقدسات الإسلامية حيث نبين المبادئ العامة الحاكمة فيه ، حق الإنسان في حرية التعبير ، موضحاً أسباب اندفاع البعض نحو الاساءة ، ثم بيان الموقف الشرعي (التأصيل الشرعي) بالنسبة للمسلم الذي يعيش في البلاد غير الإسلامية ، والواجب الشرعي للأقلية المسلمة نحو الاساءات الموجهة للمقدسات ، وواجب الدول والعالم الإسلامي نحوها ، وضرورة وجود خطة استراتيجية هادئة وهادفة لمنع الازدراء بالأديان. من أهم الاستنباطات في فقه الاقليات عدم الظلم لأهل البلد حتى لو وقع من بعضهم أومن حكامهم ودولهم ظلم للمهاجر أو الأقلية، أو للدول الاسلامية بالاستعمار، فالظلم لا يقابل بظلم محض قال يوسف بعد محاولة زوجة العزيز معه (إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) . وفي ذلك رد قوي على بعض المسلمين المهاجرين الذي يبررون الاعتداء على أموال الدول الأوروبية أو الأمريكية بأنها كانت دولاً استعمارية أخذت أموال المسلمين ، وبالتالي فما يأخذونه هو جزاء ما فعلته ، فهذا فهم سقيم مخالف للشرع لذلك فالرد أن هذا ظلم لأدلة كثيرة منها ما ذكرناه ، ومنها قوله تعالى : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) ومنها أن هؤلاء المهاجرين لا يمثلون المسلمين المظلومين بالاستعمار . 4- التوطين ، وحب الوطن الذي عاش فيه ، فالملاحظ أن سيدنا يوسف عليه السلام لما ضيق عليه الخناق من هؤلاء النسوة لم يقل : الهجرة ، أو الخروج أحب إليّ مما يدعونني إليه ، بل قال : (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) وهذا دليل على أنه استوطن مصر ، وأحبها وآثر السجن فيها على الخروج منها ، وأكثر من ذلك طالب أن يجعله الملك على خزائن الأرض ليخدم شعب مصر ، بل أتى بوالديه واخوانه جميعاً إلى مصر ليستوطنوا فيها مع أنها لم تكن تدين بدين إبراهيم(عليه السلام) . 5- القيام بواجب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، فلم يترك سيدنا يوسف عليه السلام واجب الدعوة إلى الله على الرغم من ظروف صعبة أحاطت به ، من حيث كونه قد اشترى ـ ظلماً ـ فأصبح عبدا وبالتالي ضعفه الاجتماعي في البداية ، كما لم يترك دعوته حتى في السجن ، بل استثمر وجوده في السجن فنجح نجاحاً كبيراً ، إذا دخل معه السجن فتيان رأيا رؤيا ، فقبل أن يفسر لهما رؤياهما ذكرهما بالآيات التي أكرمه الله تعالى من معرفة أشياء لا تأتي إلاّ من قبل الله تعالى ، ثم بين لهما دين إبراهيم القائم على توحيد الله تعالى ، وعدم الاشراك به وعلى الحنيفية السمحة ، كما بين لهما اخطورة الشرك ، وان هؤلاء الشركاء المعبودين ـ من دون الله تعالى لا قيمة لهم ، ولا سلطان ، وان الأمر والحكم كله لله تعالى ، ثم فسّر لهما رؤياهما. وهكذا الأمر بالنسبة للأقلية المسلمة فيجب عليها أن تدعو إلى الله تعالى وتعرّف بالإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن ، لأن الدعوة إلى الله تعالى واجبة على الجميع ، كل حسب علمه وقدرته ، ولو كان بتبليغ آية ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( بلغوا عني ولو آية ) بل إن الله تعالى حصر الفلاح فيمن يدعو إلى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقال تعالى : (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ). 6- غير المسلمين (الكفار) ليسوا سواء ، فمنهم العادل الطيب الصالح في التعامل الدنيوي ، ومنهم من يقبل المسلم ليحكم في بلده ، فيقلده الوظائف المؤثرة ، ومنهم دون ذلك ، ولذلك لا يجوز أن يكون الحكم فيهم سواء. فعزيز مصر كانت لديه الطيبة في التعامل والعدل فقال لامرأته منذ البداية : (لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ) وانه لما رأى يوسف وزوجته يستبقان الباب ، وشهد شاهد من أهله قال : (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا) وقال لزوجته : (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ) فلم يصدق زوجته عندما قالت : (مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) بل إنه وبخها وسمى عملها كيداً ، كما قص القرآن الكريم : (فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ) . والحق أن هذا الموقف لو تكرر اليوم أمام أحد الجبابرة والظلمة من الحكام لجعل من يوسف ضحية لانقاذ شرفه ، والحكم عليه بالاعدام ، أو العذاب الأليم ، ويصدق زوجته أمام شخص غريب ، في حين أن عزيز مصر لم تأخذه العزة بالاثم ، ولم يصدق زوجته الحسناء ، بل استمع إلى الشاهد ، وصدقه ، وبنى عليه وحكم على زوجته بأنها من الخاطئين ، ووصف عملها بالمكيدة العظيمة ، واعتذرليوسف ونصحه فقال : (أَعْرِضْ عَنْ هَذَا) . وكذلك كان الملك صافي الذهن والبصيرة صالحاً في دنياه ، وفضل مصلحة شعبه ، ولم ينس فضل العلم والعلماء ، فمع أن يوسف عليه السلام فسّر رؤياه ، وأعطى صديقه ( مندوب الملك ) كل تفاصيل رؤيا الملك فقال له : (تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ) لكنه أبى إلاّ أن يطلبه لمقابلته ، فلو كان ذلك في عصرنا لربما أسنده الملك إلى نفسه ، ولم يسند الفضل الى هذا الغريب المتهم المسجون إذ كيف يتنازل لعبد غريب فيسند إليه الفضل ، فكم نرى اليوم أفكاراً عظيمة يأخذها الوزير من أحد مستشاريه من الخلف فيسنده إلى نفسه .

291

| 21 يونيو 2015

رمضان 1436 alsharq
القرة داغي: قصة يوسف تنطبق على أوضاع المسلمين في الغرب

الدوحة- الشرق الكتاب : فقه التعامل عن الإساءة إلى المقدسات الإسلامية دراسة شرعية وتأصيلية وقانونية في ضوء فقه المواطنة مزودة ببرنامج شرعي للأقليات المسلمة في بلاد الغرب وعامة المسلمين المؤلف: د. علي محي الدين القرة داغي الحلقة : الرابعة سوف نتناول في هذا البحث المبادئ والقواعد العامة والأحكام المتعلقة بالأقليات الإسلامية .. والمبادئ والقواعد العامة المستنبطة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، حيث يعتبر قدوة للأقليات ، ومن المهاجرين في حبشة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم . فقه المواطنة باعتباره مدخلاً للتعايش ومنطلقاً للاندماج الإيجابي . ثم نتحدث عن فقه التعامل مع الآخر عند الاساءة إلى المقدسات الإسلامية حيث نبين المبادئ العامة الحاكمة فيه ، حق الإنسان في حرية التعبير ، موضحاً أسباب اندفاع البعض نحو الاساءة ، ثم بيان الموقف الشرعي (التأصيل الشرعي) بالنسبة للمسلم الذي يعيش في البلاد غير الإسلامية ، والواجب الشرعي للأقلية المسلمة نحو الاساءات الموجهة للمقدسات ، وواجب الدول والعالم الإسلامي نحوها ، وضرورة وجود خطة استراتيجية هادئة وهادفة لمنع الازدراء بالأديان. القدوة في التعامل من خلال: أولاً - قصة يوسف عليه السلام ، ودلالاتها (قدوة للأقليات المسلمة) : إن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته بالاقتداء والاهتداء بما ذكره القرآن الكريم للأنبياء والمرسلين، فقال تعالى بعدما ذكرهم : "أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ" وقال تعالى في سورة الأنبياء بعدما ذكر عدداً من الأنبياء مخاطباً رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته : "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" ودلت الآيات والأحاديث على أن رسالة الإسلام واحدة ، وممتدة من سيدنا آدم عليه السلام إلى أن ختمت وأكملت برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال تعالى : "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ" وقال تعالى : "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً" وبالتالي فما أسنده القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة إلى الأنبياء والمرسلين، هو حق وثابت وقدوة وشرع لنا؛ إلاّ إذا دلّ دليل صحيح على نسخه ، وهذا رأي المحققين من العلماء . * أوضاع المسلمين إن قصة يوسف عليه السلام تكاد تنطبق تماماً على أوضاع المسلمين في الغرب ، فقد خرج سيدنا يوسف عليه السلام مضطهداً من إخوانه الذين قالوا "اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ" ، ومعظم من جاء إلى أوروبا ، او أمريكا جاؤوا مضطهدين في بلادهم إما سياسياً أو اقتصادياً ، وقلة منهم جاء للتعلم ولم يرجع. وحتى الظروف الصعبة التي مرت بسيدنا يوسف داخل مصر من الخدمات الصعبة كادت أن تكون متوافرة لدى بعض الأقلية، ونحن هنا نذكر أهم الاستنباطات المتعلقة بالأقلية المسلمة لتكون قدوة لهم، وهي: 1- فقد عاش يوسف عليه السلام في مصر محافظاً على دينه وعقيدته وأخلاقه ، ولم ينزلق - بفضل الله تعالى- نحو الشهوات على الرغم من الضغوط الشديدة من امرأة العزيز ، ونسوة أخريات ، حتى بلغ الأمر إلى ما ذكره القرآن الكريم : "... وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ" . وقد ضحى في سبيل الحفاظ على أخلاقه بكثير من المميزات ، بل سجن على ذلك عدة سنوات. وهو أن على الأقلية المسلمة أن تأخذ القدوة من يوسف عليه السلام في أن يكون همها الأكبر الحفاظ على دينها ، وعقيدتها ، وأخلاقها ، وأخلاق الأجيال اللاحقة من خلال الأخذ بكل الأسباب المادية والمعنوية ، والآليات التربوية والعملية الممكنة لتحقيق هذا الهدف ، وهنا يظهر دور الثبات والحفاظ على الهوية والأفراد ، وإلاّ فلا قيمة لأي هدف دنيوي مهما كان كبيراً وعظيماً إذا ترتب عليه ضياع الدين والأخلاق ، وهذا ما صرح به سيدنا يوسف فقال : "رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي" وذكر السجن مطلقاً حتى يفهم منه أن السجن حتى ولو طال كل العمر أحب وأفضل من الوقوع في معصية تؤدي إلى غضب الله تعالى ، فما بالك بوقوع الكفر ، والانصهار ، والذوبان للشخص نفسه ، أو للجيل اللاحق . 2- الوفاء لكل من أحسن إليه حتى ولو كان كافراً، حيث إن عزيز مصر حينما اشترى يوسف عليه السلام قال لامرأته : "أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا". فلم ينس يوسف هذا الجميل منه ، لذلك كان أحد الدوافع في عدم الاستجابة لطلب زوجته ـ بعد خوفه من الله ـ حيث قال : "إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ" حيث أرجع الضمير بعض المفسرين إلى عزيز مصر بقرينة الحال ، حتى لو رجع الضمير إلى الله تعالى، فإن تكملة الآية تدل على ذلك فقال : "إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ". 3- عدم الظلم لأهل البلد حتى لو وقع من بعضهم أو من حكامهم ودولهم ظلم للمهاجر أو الأقلية، أو للدول الإسلامية بالاستعمار، فالظلم لا يقابل بظلم محض قال يوسف بعد محاولة زوجة العزيز معه "إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ".

1984

| 20 يونيو 2015

دين ودنيا alsharq
في الإسلام أحكام لا تنفذ ولا يجب تطبيقها إلاّ في ظل دولة إسلامية

الكتاب : فقه التعامل عن الإساءة إلى المقدسات الإسلامية دراسة شرعية وتأصيلية وقانونية في ضوء فقه المواطنة مزودة ببرنامج شرعي للأقليات المسلمة في بلاد الغرب وعامة المسلمين المؤلف: د. علي محي الدين القرة داغي الحلقة : الثالثة سوف نتناول في هذا البحث المبادئ والقواعد العامة والأحكام المتعلقة بالأقليات الإسلامية .. والمبادئ والقواعد العامة المستنبطة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، حيث يعتبر قدوة للأقليات ، ومن المهاجرين في حبشة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم . فقه المواطنة باعتباره مدخلاً للتعايش ومنطلقاً للاندماج الإيجابي . ثم نتحدث عن فقه التعامل مع الآخر عند الاساءة إلى المقدسات الإسلامية حيث نبين المبادئ العامة الحاكمة فيه ، حق الإنسان في حرية التعبير ، موضحاً أسباب اندفاع البعض نحو الاساءة ، ثم بيان الموقف الشرعي (التأصيل الشرعي) بالنسبة للمسلم الذي يعيش في البلاد غير الإسلامية ، والواجب الشرعي للأقلية المسلمة نحو الاساءات الموجهة للمقدسات ، وواجب الدول والعالم الإسلامي نحوها ، وضرورة وجود خطة استراتيجية هادئة وهادفة لمنع الازدراء بالأديان. الإسلام يعترف بمجموعة من دوائر الارتباط والوشائج وإن كان قد جعل وشيجة العقيدة والاخوة الإيمانية هي الأساس ، حيث يريد من خلال التوسع في هذه الدوائر إيجاد أرضيات مشتركة للتقارب والتعايش والتعاون ، والدعوة ، وتلك الدوائر هي: أ ـ دائرة الإنسانية حيث الجميع من آدم وحواء ولذلك يجيء الخطاب بـ : يا أيها الناس. ب ـ دائرة القومية ، حيث عبر القرآن عنها بالاخوة أيضاً ـ كما سبق ـ . ج ـ دائرة أهل الكتاب د ـ وأخيراً دائرة الباحثين عن الحق مطلقاً. 9- ان إعلان الإسلام الجهاد في أول آية تنزل فيه ؛ لأجل الحرية الدينية ، والمعابد مطلقاً لا بدّ أن يأخذ حيزاً كبيراً في التعامل ، حيث يقول الله تعالى : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ) . 10- ان في تركيز الإسلام ـ على أن الجهاد في سبيل الله ليس القتال فقط ، بل القتال هو آخر المطاف بشروطه وضوابطه ـ إعطاءً لفرص أخرى من الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، ونحوها. 11- ان مقاصد الشريعة في الاختلاف هو التعارف ، وليس الصراع ، والتناحر بنص القرآن الكريم فقال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) . 12- إن المبدأ العام الذي أوجبه الله تعالى للتعامل مع غير المسلمين هو ما ذكره القرآن الكريم في الآيات الثلاث الآتية : (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) حيث تؤكد على ما يأتي : أ- ان الإسلام يتطلع إلى إزالة العداوة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين ، وأسبابها ، حتى تعم المودة ، والتعايش والأمن والأمان. ب- أن الذين لم يقوموا بالاعتداء وعدم الإخراج والقتال ضد المسلمين فهؤلاء يتعامل معهم على أساس الاحسان والعدل. ج- وأن الإسلام لا يعلن الحرب إلاّ على مَنْ أعلنوا الحرب والقتال ضد المسلمين وتآمروا على المسلمين فأخرجوهم من ديارهم بمكة ، فهؤلاء لا يجوز نصرتهم والولاء لهم. الأحكام العامة المرتبطة بفقه الأقليات المسلمة: وأما الأحكام العامة المرتبطة بفقه الأقليات المسلمة فهي : 1- إن الأصل في جميع التكاليف الشرعية هو شمولها لجميع المكلفين إذا توافرت شروط التكليف في الحكم الشرعي ، وشروط التكليف ، والتنزيل ، والتنفيذ ، وتحقيق المناط هي التي تجعل دائرة الحكم الشرعي واسعة أو ضيقة ، أو غير موجودة . 2- إن الأحكام التكليفية سواء كانت للأكثرية أم الأقلية منوطة بالقدرة والاستطاعة التي تتاثر بالزمان والمكان والظروف والأحوال ، فقد قال الله تعالى : (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) وقد تكرر محتوى هذه الآية في القرآن الكريم ، وفصلتها السنة النبوية المطهرة. 3- إن علاقة الأقلية الإسلامية بدولتها وبالمؤسسات والمجتمع تقوم على أساس حقوق المواطنة التي تنشأ من العقود التي رضي بها المسلم ، ومن النظام الذي قبله ، والقوانين والتشريعات السائدة ، وبالتالي فيجب عليه أن يؤدي ما عليه من حقوق مشروعة ، كما قبل أواستفاد مما له من حقوق منذ دخوله تلك البلاد أو وجوده الأصلي فيها - وسيأتي تفصيل لذلك - 4- إن قاعدة التيسير ورفع الحرج والمشقة ومراعاة حالات الضرورة والحاجة للأفراد ، والجماعة من المبادئ العامة القطعية التي تواترت عليها نصوص الكتاب والسنة ، وعليها الاجماع. 5- إن في الإسلام أحكاماً لا يتحقق تطبيقها ، بل ولا يجب تطبيقها إلاّ في ظل دولة إسلامية مثل قضايا الحدود والعقوبات المقررة في الإسلام. 6- إن من مقاصد الشريعة أمن الجماعة والمجتمع والحفاظ عليه بالاضافة إلى أمن الفرد في نفسه وعرضه ، وبالتالي يجب أن يكون هذا المقصد دائماً أمام نظرنا في كل حكم ، أو نشاط إسلامي ، بل إن حاجيات الجماعة ، والمجتمع تنزل منزلة الضرورة ، فلتقرأ ما ذكره إمام الحرمين : الجويني : 7- إن الأصول العامة للفقه الإسلامي هي : (الكتاب ، والسنة ، والاجماع ، والقياس ، وشرع من قبلنا ، والمصالح المرسلة ، والاستحسان ، والعرف) هي الحاكمة في فقه الأقليات أيضاً ، ولكن مع ربطها بالمقاصد العامة للشريعة وفقه المآلات وسد الذرائع ، والتدقيق في تحقيق المناط ، وشروط التنفيذ ، وفقه التنزيل ، ورعاية القواعد العامة والمبادئ العامة الخاصة بالتيسير ورفع الحرج ، ورعاية الفتوى بتغير المكان والزمان والأعراف ، ونحو ذلك.

667

| 19 يونيو 2015

محليات alsharq
القرة داغي:الحوار هو الأصل وليس الصراع والمؤمن مطالب بالحكمة (2)

كتاب "فقه التعامل عند الإساءة إلى المقدسات الإسلامية" للدكتور علي القرة داغي الحلقة الثانية مقدمة: إذا كان القول: الإرهاب لا دين له، فإنه لا يجوز تحميل هذا الإرهاب للإسلام، كما لا يجوز تحميل الإرهاب الذي يقوم به بعض أصحاب الأديان على تلك الأديان أنفسها.. وإذا كنا نتحدث عن الإفراط والتفريط والتشدد في الشرق الإسلامي، فإنه وجدت في الغرب مجموعة من الأعمال المتمثلة في الرسوم المسيئة والأفلام والمسرحيات والمقالات التي نالت من مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين.. سوف نتناول في هذا البحث المبادئ والقواعد العامة والأحكام المتعلقة بالأقليات الإسلامية..والمبادئ والقواعد العامة المستنبطة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، حيث يعتبر قدوة للأقليات، ومن المهاجرين في الحبشة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم. فقه المواطنة باعتباره مدخلاً للتعايش ومنطلقاً للاندماج الإيجابي. ثم نتحدث عن فقه التعامل مع الآخر عند الإساءة إلى المقدسات الإسلامية حيث نبين المبادئ العامة الحاكمة فيه، حق الإنسان في حرية التعبير، موضحاً أسباب اندفاع البعض نحو الإساءة، ثم بيان الموقف الشرعي (التأصيل الشرعي) بالنسبة للمسلم الذي يعيش في البلاد غير الإسلامية، والواجب الشرعي للأقلية المسلمة نحو الإساءات الموجهة للمقدسات، وواجب الدول والعالم الإسلامي نحوها، وضرورة وجود خطة استراتيجية هادئة وهادفة لمنع الازدراء بالأديان. المبادئ والقواعد المتعلقة بفقه الأقليات المسلمة وأما المبادئ والقواعد المتعلقة بفقه الأقليات المسلمة فتقوم على ما يأتي: 1 — مبدأ التعايش السلمي على أساس العدل والمساواة في الحقوق والواجبات، والاعتراف بالآخر. 2 — مبدأ التعاون على البر والتقوى فقال تعالى:"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، حيث أمر الله تعالى بالتعاون مع الجميع ما دام محل التعاون البر والإحسان ومصالح الإنسان. 3 — قاعدة المشتركات الكثيرة بين المسلم وغيره من أصحاب الديانات المساوية (وحتى غيرها) من حيث أصل الخلقة،وأن الجميع من آدم وآدم من تراب فقال تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ.."، فأبو الإنسانية (آدم) واحد، وأمها (حواء) واحدة، وربهم واحد،وخالقهم واحد،وأن كل إنسان فيه روح وهي نفخة من روح الله،وبالتالي فلا يجوز الاعتداء عليه في روحه ونفسه، وماله وعرضه. 4 — القبول بالاختلافات الفكرية والدينية باعتبارها من سنن الله تعالى فقال تعالى: "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ" ولذلك يجب التعايش مع الآخر بسلام وأمان. 5 — الاعتراف بكرامة الإنسان وحقوقه، ومن أهمها حريته في اختيار الدين قال تعالى: "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر". 6 — مبدأ أن الحوار هو الأصل، وليس الصراع، والمؤمن مطالب أولاً بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن قال تعالى:"ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن"،وبالتالي فيجب حل جميع المشاكل بالحوار الأحسن ما دام ذلك ممكناً. 7 — عدم جواز تعميم الحكم على الآخرين، فمن أعظم الوسائل المقربة أن القرآن الكريم ترك مجالاً كثيراً للحوار والتعايش مع الآخرين، حيث لم يحكم عليهم حكماً عاماً في سوء التعامل أو عدم الصلاح، وعدم الأمانة، فمثلاً قال تعالى: "لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ" وقال تعالى: "وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" وقال تعالى: "وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" فهذه الآيات تهيئ الأجواء المناسبة للتعايش والتحاور، والتعاون. 8 — توسيع دائرة المشاركة بين المسلمين (نحن) وغيرهم (الآخر) لتشمل الجميع حتى الملحدين، فإذا كان الإسلام أعطى هذه المساحة الكبيرة المشتركة للعلاقة بين المسلمين (نحن) وأصحاب الديانات السماوية (اليهود والنصارى)، فإن هذا لا يعني أن الإسلام أعلن الحرب مطلقاً على غيرهم من الملحدين أو المشركين، والوثنيين، ونحوهم، بل إنني أستطيع القول: إن سياسة الإسلام هي توسيع دائرة التعايش لتشمل الجميع ما عدا المعتدين. ومن هذا الباب فإن الله تعالى يدعو جميع المخالفين بمن فيهم الملحدون والوثنيون والدهريون...، إلى قاعدة مشتركة بين بني البشر جميعاً، وهي البحث عن الحقيقة فقال تعالى: "وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ قُل لّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ". فهذه الآية الكريمة دعوة صريحة للجميع بدون استثناء للبحث عن معرفة الحقيقة والهداية، والباطل، والضلالة، ولذلك لم يحكم القرآن عند الجدال بأن الإسلام هو الصحيح (مع أنه كذلك)، ولا على باطل المشركين وشركياتهم بأنه ضلالة (مع أنه كذلك) بل ترك الباب للحوار والنقاش. ومن بديع هذا الأسلوب المعجز أنه دعا الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام إلى وصف ما عندهم من الحق بفرضية وصف الإجرام، ووصف ما عند الكفرة بالفعل العادي حتى لو كان باطلاً وإجراماً؛ لأنهم هم الذين يتحملون مسؤوليتهم، في حين لم يستعمل هذا الوصف بالمقابل للمقابل للدلالة على أن المحاور يجب عليه أن يحترم ما لدى الآخر، فلا يحكم عليه في البداية، وفي اعتقادي أن هذه الآية تعتبر أعظم قاعدة وأوسعها وأرقها وأعذبها، وأحكمها وأشملها في باب الحوار والتعايش.

264

| 18 يونيو 2015

محليات alsharq
إنشاء مقر دائم لبنك الموراد الوراثية النباتية والحيوانية

تحت رعاية سعادة السيد أحمد بن عامر الحميدي وزير البيئة، نظّمت إدارة البحوث الزراعية بالوزارة ندوة تعريفية حول الحصول على الموارد الوراثية وتبادل المنافع الناشئة عن استخدامها، اليوم الثلاثاء، بفندق ومنتجع شرق. شارك في الندوة كل من السيد مسعود جارالله المري مدير إدارة البحوث الزراعية والأستاذ الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والدكتورة حمدة السليطي الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والعلوم والثقافة ودكتورة كلثم الغانم مدير مركز العلوم الإنسانية والاجتماعية. كما شارك في الندوة 120 مُختصّاً من مختلف مؤسسات الدولة متضمنة جهات حكومية ومراكز الأبحاث والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني وشركات القطاع الخاص والجمعيات المهنية والمنشئات الصناعية الكبرى في الدولة. وأكد سعادة السيد أحمد بن عامر الحميدي وزير البيئة خلال افتتاحه فعاليات الندوة، أن الوزارة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه تسعى إلى بذل كافة الجهود من أجل حماية بيئتنا القطرية وصون مواردها الطبيعية ومواكبة التحولات والتطورات العالمية في المجالات البيئية والزراعية المختلفة وذلك لتحقيق الغايات البيئية والزراعية المستهدفة لرؤية قطر الوطنية 2030. إستراتيجية وطنية وقال سعادته إن وزارة البيئة عنصر أساسي في الاستراتيجية الوطنية أحد الركائز الأربع لرؤية قطر، مُشيراً إلى أن وزارة البيئة تقوم وفقاً لاختصاصاتها بتحقيق جملة من الأهداف في مقدمتها حماية البيئة وتوازنها الطبيعي من خلال تنمية شاملة ومستدامة لمصلحة الأجيال القادمة وذلك وفقاً لرؤيتها التي تنص على "حماية البيئة القطرية وتنميتها من خلال تكامل السياسات والنظم التي تحقق الإتقان في الأداء، وبناء القدرات وتعزيز الوعي والشراكة المجتمعية وصولا للاستدامة البيئية". وزير البيئة يلقي كلمته وأضاف أن ذلك يتم من خلال المحافظة على الموارد الوراثية وتنميتها وتحقيق الأمن الغذائي وإعداد مشروعات القوانين وإيجاد الحلول المناسبة لكافة المشاكل البيئية والزراعية ومتابعة تنفيذها وتدريب الكوادر القطرية على كيفية الاطلاع برسالة حماية البيئة، فضلاً عن الاهتمام بالتوعية البيئية. وأوضح أنه انطلاقاً من مسئولية الوزارة تجاه البيئة وتحقيقا لرؤيتها ورسالتها وأهدافها السامية تتبنى الوزارة العديد من المشاريع والبرامج الزراعية والبيئية التي تهدف إلى حماية البيئة القطرية وتنمية واستدامة مواردها الوراثية التي تعتبر ثروات للأجيال القادمة. وأن ما حققته الوزارة ما هو إلا ترجمة لتوجيهات قيادتنا الرشيدة التي تولي البيئة اهتماماً كبيراً حتى غدى الأمن الغذائي للدولة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنمية. مشروعات تنموية وقال سعادة وزير البيئة إن دولة قطر حقّقت مؤخراً العديد من المشروعات التنموية والزراعية والبحثية الكبرى وقد راعت هذه التنمية كل الاعتبارات البيئية قبل أن تراعي الاعتبارات الاقتصادية، وذلك تحقيقاً لأقصى درجات الازدهار والرفاهية وجودة الحياة لسكان دولة قطر وهو ما يحقق رؤية قطر 2030، لافتاً إلى أن ما تم تحقيقه في مجال صون الموارد الوراثية سوف يظل أدنى من طموحاتنا بمواصلة العمل في هذا المجال. وتابع "إن وزارة البيئة تتطلع دائماً لمشاركة كل فرد في المجتمع في تحقيق الأمن الغذائي والمحافظة على الثروات والموارد الطبيعية، وللقطاع الخاص دوراً كبيراً في المحافظة على بيئتنا ودعم سبل تنميتها، وذلك تحت رسالة وزارة البيئة "حماية بيئتنا واستدامتها مسؤولية الجميع". المسؤولون المشاركون خلال الندوة ومن جانبه تطرق مسعود المري مدير إدارة البحوث الزراعية في كلمته الافتتاحية إلى الإنجازات التي قامت بها وزارة البيئة ممثلة في إدارة البحوث الزراعية لتحقيق الرؤية الوطنية 2030، مُتضمّنة البنية المؤسسية وتنمية قدرات الموارد البشرية الوطنية والمشاريع واقتراح التشريعات والقوانين. كما سرد في حديثه تطور التعامل مع الموارد الوراثية في المحافل الدولية. وأكد أن دولة قطر حقّقت إنجازات عديدة في مجال المحافظة على الموارد الوراثية ومنها صدور العديد من القوانين والتشريعات منها قانون استغلال وحماية الثروات المائية الحية في قطر وقانون بشأن منع الإضرار بالبيئة النباتية ومكوناتها وقانون بشأن منع تجريف الأراضي الزراعية ورمال الشواطئ وقانون بتنظيم صيد الحيوانات والطيور والزواحف البرية وقانون بشأن حماية البيئة وقانون بشأن حماية الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعي. قوانين لحماية البيئة وأفاد مسعود المري أن من بين هذه القوانين أيضاً قانون تنظيم الإتجار بالكائنات الفطرية المهددة بالإنقراض وتعديل وتحديث قانون رقم (30) لسنة 2002 بشأن حماية البيئة وتعديل وتحديث قانون رقم (19) لسنة 2004 بشأن حماية الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية ومشروع قانون المحافظة على الموارد الوراثية النباتية (قانون خليجي بمبادرة قطرية). وأشار إلى أن دولة قطر وقّعت على العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي والمتعلقة بالموارد الوراثية على سبيل المثال هيئة الموارد الوراثية للأغذية والزراعة والمعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة وبروتوكول ناغويا واتفاقية التنوع البيولوجي والاتفاقية الدولية للتجارة في الأصناف الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض (سايتس) واتفاقية مكافحة التصحر. وزير البيئة يكرم الدكتور علي داغي وأضاف أن الوزارة لديها قسم للموارد الوراثية مجهز بوحدات لحفظ الموارد الوراثية ومعامل خاصة باختبارات حيوية البذور وسيكون هذا القسم نواة للبنك الوراثي للموارد الوراثية النباتية والحيوانية والميكروبية، حيث تم توثيق 2800 عينة نباتية لدى معشبة القسم وتم تسجيل 96 عينة نباتية لدى معشبة الحديقة الملكية البريطانية. كما يوجد أيضاً بنك وراثي حقلي في محطة أبحاث روضة الفرس بهدف حفظ الأنواع الهامة والنادرة والمهددة بالانقراض (غاف، غضا، رمث، رغل، عوسج، أصخبر)، وغيرها وقاعدة بيانات للموارد الوراثية النباتية. وأوضح أن الخطة المستقبلية للوزارة تتضمن إنشاء مقر دائم للبنك الوراثي للموارد الوراثية النباتية والحيوانية والميكروبية، وبنك حقلي للنخيل في المسحبية وإنشاء قاعدة بيانات للموارد الوراثية الحيوانية بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية وإنشاء قاعدة بيانات للموارد الوراثية الميكروبية. وبَين أن المشاريع الدراسية والبحثية المتعلقة بالمحافظة على الموارد الوراثية تشمل مشروع حصر وتصنيف الموارد الوراثية النباتية ومشروع حصر وتصنيف الموارد الوراثية الحيوانية ومشروع دليل اجراءات توثيق الموارد الوراثية المحلية ومشروع رسم خرائط التنوع الميكروبي بالبيئة البحرية لدولة قطر. كما شملت المشاريع مشروع إكثار الموارد الوراثية النباتية المهددة بالانقراض من خلال تقنيات الزراعة النسيجية ومشروع فك الشفرة الوراثية لحيوان المها العربي وتحديد البصمة الوراثية ومشروع البصمة الوراثية للأسماك الاقتصادية بدولة قطر. اما المشاريع المستقبلية أوضح المري أنها تتضمن مشروع البصمة الوراثية لسلالات الإبل المحلية ومشروع البصمة الوراثية لسلالات الأغنام والماعز المحلية. وقام سعادة السيد أحمد بن عامر الحميدي وزير البيئة في ختام الندوة بتكريم العديد من الشخصيات الوطنية والدولية و مؤسسات المجتمع المدني والشركات الخاصة التيأسهمت في المحافظة على الموارد الوراثية للدولة والمعارف التقليدية والتراثية المرتبطة بها.

504

| 02 يونيو 2015

تقارير وحوارات alsharq
دعاة: إعدام مرسي مصيبة.. والقضاء المصري "لعبة"

هاجم مشايخ ودعاة قرار القضاء المصري اليوم بإعدام الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وإحالته إلى المفتي للنظر، إلى جانب عدد من قيادات الإخوان الذين كانوا في السلطة خلال عهده. واعتبروا ان هذا القرار أشبه بالمسرحية القضائية التي إعتاد المصريون والعرب عليها، مذكرين بأن من يُظلم في محكمة الخَلق لن يُظلم في محكمة الخالق. الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور القرة داغي، وصف القرار بالمصيبة، لأن القضاء المصري برأيه تحول للعبة بيد الساسة. وقال داغي في تغريدة له على "تويتر": "سيكون مرسي أول رئيس مصري يُحكم عليه بالإعدام، فالرؤساء السابقون لم يستحقوا الإعدام أبداً؛ فهم لم يسرقوا المليارات ولم يقتلوا الآلاف". رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، وهو احد المحكومين بالقضايا التي أصدرها القضاء المصري اليوم، اكتفى بالقول: "تعقيبي على مهزلة اليوم على قناة الجزيرة مباشر الساعة 6.30م". أما الداعية السعودي الدكتور سلمان العودة، فقد عقب على القرار عبر "تويتر" فقال إن إعدام مرسي: إذا خان الأمين وكاتباه وقاضي الأرض داهن في القضاءِ فويلٌ ثم ويلٌ ثم ويلٌ لقاضي الأرض من قاضي السماءِ".

411

| 16 مايو 2015