أعربت إدارة نادي الغرافة الرياضي عن استيائها من مستوى الحوار الذي دار بين محلل قناة الكأس وممثل النادي، معتبرة أنه لم يكن بمستوى...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
قال فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث إن الواجب على المسلمين هو الابتعاد عن كل الشبهات، وعن الأموال المختلطة، ولكن إذا وقعت، وحصل المسلم عليها فيجب عليه التخلص من النسب المحرمة.. ودعا فضيلته في معرض إجابته على سؤال يتكرر جاءه مؤخرا بشأن الأرباح المختلطة لبعض الشركات كل من أخذ بفتوى جواز تنقية أرباح الأسهم المختلطة أن يلتزم بالشروط والضوابط التي وضعتها الفتوى ً، ومن أهمها التخلص من نسبة الحرام والشبهات في كل ربح حصل له سواء كان ربحاً تشغيلياً (وهو الربح الموزع سنوياً) أم ربحاً ناتجاً عن البيع والشراء والمضاربات وذلك لأن السهم يمثل حصة شائعة من موجودات الشركة، وأن هذا الجزء المحرم إن كان ناتجاً عن فائدة، فهذا واضح في وجوب التخلص منه، وإن كان ناتجاً من البيع والشراء، فيجب التخلص بقدره كذلك، لأنه ناتج عن هذا الجزء المحرم، أو أنه يقابله.. وقال فضيلته: إن تنقية الأموال والأسهم المختلطة من الحرام واجبة عند جماهير الفقهاء من السلف والخلف.وأوضح أن لتطهير وتنقية الأرباح المحققة من أسهم الشركات المختلطة طريقتين: الطريقة الأولى: تنقية الربح كله سواء كان الموزع نقداً أم أسهماً مجانية أم للربح الحاصل / المتحقق بسبب البيع والشراء. وقد ذكرنا لهذه الطريقة النسبة التي سميناها (نسبة التنقية من الربح). الطريقة الثانية: تنقية السهم نفسه سنوياً حتى لا يبقى شيء من الحرام أو الشبهة فيه، حيث ذكرنا لهذه التنقية (تنقية السهم نفسه)، وهذه الطريقة سهلة جداً حيث يقوم المساهم بضرب عدد أسهمه في النسب. وفي نهاية تصريحاته وجه نداءه إلى أصحاب الأسهم المختلطة التي فيها شبهة أن يتقوا الله ويتقوا الشبهات (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) وأن يتجهوا نحو المال الطيب الحلال والأسهم الحلال المحض..
502
| 25 أبريل 2015
أدان الدكتور علي القره داغي - الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - استهداف الأئمة والخطباء المسلمين السنة في البصرة وغيرها على يد ميليشيات طائفية . ووصف القرة داغي الهجوم الذي وقع منذ أيام قليلة بمناطق بالبصرة وأبو الخصيب والزبير بالعراق بـ"السافر والخطير وغير الوطني ، بعد أن خلف وراءه عشرات الشهداء جميعهم من أهل القرآن الكريم من الأئمة والخطباء السنة . ودعا القره داغي في بيانه "جميع فصائل العراق إلى التوحد لمواجهة جميع المشاريع الخارجية التي لم ولن تريد الخير للعراق أبداً ". وبين أنه "لا يمكن التصدي لها إلا بتوحيد الجهود الوطنية والابتعاد عن إثارة الفتن الطائفية والنعرات القبلية التي لن تزيد العراق إلا تمزقاً وتفتتاً وضياعاً "، داعياً المرجعيات الدينية إلى القيام بدورها في حفظ النفس العراقية والقيام بالدور الديني الأساسي للعلماء في التصدي للفتن وليس السكوت عنها أو الصمت تجاهها . كما طالب الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين السلطات العراقية بالقيام بدورها في حماية المواطنين جميعاً سواء بسواء وعدم الانحياز لفئة على حساب فئة ، والإسراع في التحقيقات للكشف عن ملابسات هذا الحادث الأليم ومعاقبة مرتكبيه وجميع الجهات التي تقف خلفه . واعتبر القره داغي في بيانه ما حدث بأنه خسارة كبيرة للعراق بأن يتم قتل شيوخ أجلاء يعلمون الناس الخير ، وبهذه الطريقة البشعة ، واحتسبهم شهداء عند الله تعالى . وارفق البيان أسماء 21 شخصا قال أنهم من بين الشهداء من جراء هذه الجريمة النكراء ، وهم: 1- الشيخ يوسف الحسان - إمام وخطيب جامع البصرة . 2- الشيخ نادر الربيعي - إمام وخطيب جامع العشرة البشرة بالجنة 3- الشيخ وفيق الحمداني - إمام وخطيب جامع الكواز 4- الشيخ خالد السعدون - إمام وخطيب جامع أسامة بن زيد . 5- الشيخ عبد الصمد الهجول - إمام وخطيب جامع القدس . 6- الشيخ عبد السلام كريديس - إمام وخطيب جامع الصفر . 7- الشيخ خليل الشاهين - إمام وخطيب مسجد خور الزبير . 8- الشيخ ياسين ساير الكبيسي - إمام وخطيب جامع سفوان . 9- الشيخ ناصر كطامي - إمام وخطيب جامع الهارثة . 10- الشيخ عبد الواحد طه الشاهين - جامع العبايجي . 11- الشيخ خليل جابر السالم - إمام وخطيب جامع الخضيري . 12- الشيخ أمجد رمضان طه الرمضاني - إمام وخطيب جامع الأمن الداخلي سابقاً . 13- الشيخ عمار نادر - إمام وخطيب الحسنين . 14- الشيخ أسعد ناصر - عويسيان / أبي الخصيب . 15- الشيخ ناطق ياسين - إمام وخطيب السيبيليات / أبو الخصيب ، وعضو مجلس بلدي . 16- الشيخ عبد الكريم مصطفى - إمام وخطيب جامع التقوى . 17- الحاج علي حسن علي - إمام وخطيب ، وعضو مجلس محافظة . 18- الشيخ عبد الكريم الدوسري - إمام وخطيب جامع العوهلي ، وعضو مجلس محافظة . 19- الشيخ يوسف الراشد - إمام وخطيب جامع الزبير بن العوام . 20- الشيخ إبراهيم شاكر - إمام وخطيب جامع البسام . 21- الشيخ أحمد موسى - إمام وخطيب جامع أسامة بن زيد
936
| 04 يناير 2015
أفتى فضيلة الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بجواز دفع خمسة جمال متوسطة، أو عشرة آلاف ريال قطري، للفقراء، أو لتحرير فلسطين بدل تحرير الرقبة، جاء ذلك في أحدث فتاواه الموثقة توثيقاً علمياً فريداً، أجاب فيها على قضايا هامة في سياق عتق الرقبة وشكلها المعاصر وقدم اجتهادا جديدا في هذا الجانب.. قال فضيلته: تردنا في كل رمضان منذ سنوات طوال أسئلة حول كفارة مَنْ واقعَ زوجته في نهار رمضان وهو صائم، حيث الحديث الصحيح المشهور واضح في أن عليه أولاً عتق رقبة ، فإن لم يجد فصيام ستين يوماً، وكذلك السؤال عن كفارة القتل الخطأ، ونحوها. ومن المعلوم أنه في ظل عدم وجود الرقبة تبدأ المرحلة الثانية وهي صعبة جداً، وهي صيام ستين يوماً، ومن هنا يبحث الناس عن بعض المخارج والحيل، وهو عتق رقبة موهومة في موريتانيا أو في بعض الدول الأفريقية. ولما بحثت هذا الموضوع وجدت أن جميع الدول في العالم قد اتفقت على إلغاء نظام الرقيق منذ النصف الثاني من القرن العشرين، وأن وجود الرقيق أو بيعه محظور في جميع القوانين المعاصرة بما فيها موريتانيا، ونحوها، وتأكدت من خلال الثقات أن هذه الأموال تعطى لرؤساء القبائل أو القرى فيأكلونها ظلماً وعدواناً. ومن الجانب الفقهي أن مقصد الشارع من تحرير الرقبة هو إحياء عبد من عباد الله بالحرية في مقابل الاعتداء على حقه تعالى، فالجانب المالي فيه واضح، كما أن الجانب الإنساني أيضاً واضح، لهذا وللأسباب الآتية لم أكن مرتاحاً لما يفعله البعض من الذهاب إلى أفريقيا، كما أن الانتقال إلى صيام ستين يوماً لا يخلو من حرج ولا سيما لمن لديه المال، بل لا ينسجم مع وجود المال والقدرة على العطاء، فالنصوص الشرعية في الكفارات قيدت الانتقال من تحرير الرقبة إلى الصيام بعدم وجود المال الكافي لدى الشخص، فكيف يتم انتقاله إلى غير المال ولديه المال؟ وأضاف: إن مما أؤمن به إيماناً جازماً أن كل كلمات القرآن الكريم وتشريعاته خالدة، فلا يمكن أن تكون تشريعاته زمنية تنتهي بزمن معين، وإنما هي دائمة وخالدة إلى يوم القيامة فقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) وقال تعالى: (وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ). ومن هذا الإيمان انطلقت نحو فهم بعض التشريعات الواردة بشأن عتق الرقبة الواجب عند قتل المؤمن خطأ فقال تعالى: (وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ..) وفي حالة الظهار حيث يقول: (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). وتابع: كما أن عتق الرقبة هو أحد الخيارات الثلاثة في كفارة الأيمان فقال تعالى: (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وكذلك يجب عتق الرقبة في كفارة المعاشرة الجنسية للصائم في نهار رمضان، كما ورد في ذلك الحديث الصحيح المشهور. وهنا يرد سؤال: كيف ذكرت هذه الأحكام المتعلقة بتحرير الرقبة (أي العبد) وهذا النظام قد انتهى منذ منتصف القرن العشرين؟ والجواب عن ذلك هو: أولاً - أن نظام الرّق لم ينشئه الإسلام، بل عالجه بجميع الوسائل، فضيّق منافذه، بل أغلقها بتدرج، ولكنه فتح المخارج والوسائل الكثيرة التي تؤدي إلى إنهائه. ثانياً - أن الله تعالى يعلم علم اليقين أن نظام الرق يلغى، فقال تعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ولذلك استعمل كلمة قابلة لتجديد معناها وهي كلمة (رقبة) في الآيات التي تربط بعض الأحكام بها ، ولم يستعمل لفظ (الرق) مثلاً الذي هو نص في المملوك، أو لفظ (العبد) وذلك لأن لفظ (رقبة) في الآيات الثلاث، والرقاب في آيات البقرة والتوبة بخصوص الزكاة والصدقات ليس نصاً في الرق بإجماع أهل اللغة، بل هي حقيقة في العنق، واستعملها القرآن فيه فقال تعالى: (فَضَرْبَ الرِّقَابِ)، وأن تسمية العبد المملوك بالرقبة هو من باب المجاز المرسل من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، والسبب في هذه التسمية هو أن المملوك قد أذلت رقبته معنوياً بالرق، ومادياً بكثرة الحمل والعمل. ومن هنا فإن اللغة تسمح في الفصيح الصريح إطلاق (الرقبة) على غير المملوك ممن أذلت رقابهم مثل الأسير، ونحوه، وهذا مروي عن بعض العلماء، فقد ذكر الفخر الرازي أن بعض العلماء أدخلوا في معنى (وفي الرقاب) فداء الأسارى، وكذلك ذكر ابن عطية، والنيسابوري، والشوكاني، والزمخشري، أن معانيها: فك الأسرى وأدخل بعض المعاصرين الشعوب المحتلة مثل فلسطين في هذا المصرف أيضاً فقال الشيخ رشيد رضا: (ويجب أن يراعى… أن لسهم فك الرقاب مصرفاً في تحرير الشعوب المستعمرة من الاستعباد إذا لم يكن له مصرف تحرير الأفراد…، ووافقه في ذلك الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت، وأكد على أن رق الأفراد إذا كان قد انقرض فإنه قد حل محله الآن رق هو أشد منه خطراً على الإنسانية، وهو استرقاق الشعوب في أفكارها، وفي أموالها وسلطانها بقوة ظالمة غاشمة "وإذن فما أجدر هذا الرق بالمكافحة والعمل على التخلص منه، ورفع ذله عن الشعوب، لا بمال الصدقات فقط بل بكل الأموال والأرواح وبذلك نعرف مقدار مسئولية أغنياء المسلمين عن معونة الشعوب الإسلامية). ثالثاً - إن هذه الأحكام كلها في دائرة التعليل، إذ أنها ليست من العبادات المحضة (الشعائر) القائمة على التوقف، وبالتالي نستطيع أن نستخرج العلة منها من خلال مسالك العلة، وبخاصة السبر والتقسيم، وتحقيق المناط. رابعاً - إن لنا سابقة اتفق فيها الفقهاء على جواز دفع البدل من العبد ، وذلك في قصة إسقاط الجنين بفعل امرأة أخرى - كما سيأتي - . الحكم الشرعي وأدلته: قلنا: إنه يجوز في جميع الكفارات التي نص فيها على أنها تحرير رقبة: أن يدفع بدلها خمسة جمال، أو قيمتها، وأن خمس جمال يمكن أيضاً تقديرها بنصف عشر الدية الكاملة وهي عشرة آلاف ريـال قطري أو سعودي اليوم، وهي قَدَراً اليوم قيمة خمسة جمال متوسطة الحال. وذلك للأدلة الآتية: أولاً - ما ورد، وما اتفق عليه في بدل الغرّة: 1- فقد ورد فيها الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في صحيحه الحديث رقم 25759، ومسلم في صحيحه الحديث رقم 1681، بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن امرأتين رمت إحداهما الأخرى بحجر، فطرحت جنينها ، فقضى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بغرّة: عبد أو وليدة ..). 2- وبناء على هذا الحديث الصحيح وغيره فقد اتفق الفقهاء على أن الواجب في إجهاض الجنين الذي ينفصل ميتاً وهو غرّة، وهي عبد، أو جارية صغيرة. 3- واتفقوا أيضاً على أن البديل عن الغرّة في حالة فقدانها حسّاً: بأن لم توجد فعلاً - كما في زمننا-، أو شرعاً: بأن وجدت بأكثر من ثمن مثلها فحينئذ يجب بدلها وهي عشر دية الأم، أو نصف عشر الدية الكاملة، وهي خمس إبل، أو خمسون ديناراً من الذهب أي مثقالاً وهو يعادل 215 غراما ونصف غرام من الذهب، أو ستمائة درهم من الفضة أي 1785 غراماً من الفضة. وقد رأى جمع من الفقهاء من السلف الصالح على أن الأصل المعتمد هو التقدير بالجمل، وبالتالي فإن قيمة خمسة جمال متوسطة اليوم في حدود عشرة آلاف ريـال قطري أو سعودي، وهي قيمة نصف عشر الدية الكاملة في عصرنا الحاضر ومن هنا فالحل هنا محل اتفاق، وهو دفع خمسة من الابل، ولا مانع شرعاً عند الكثيرين من دفع قيمتها وهي عشرة آلاف ريـال قطري أي 2740 دولاراً، وهذا أصل قوي صالح للقياس عليه. ثانياً - دفع القيمة في الكفارات والصدقات: حيث ذهب جمع من العلماء سلفاً، وجمهور المعاصرين إلى جواز دفع صدقة الفطر وبقية أنواع الزكاة، والكفارات بالقيمة - على تفصيل فيما بينهم - ، فذهب الحنفية، والبخاري، وأشهب من المالكية، (وهو مروي عن عمر بن عبدالعزيز، والحسن البصري، وسفيان الثوري) إلى جواز دفع قيمة الزكاة الواجبة مطلقاً إلى المستحقين، ويكون الدفع بها أفضل إذا كانت القيمة تحقق مصالح الفقراء أكثر من العين، وهذا رأي شيخ الاسلام ابن تيمية، وكذلك رجحه ابن رشد، وقال بعد ذكر الخلاف داخل المذهب المالكي: (الإجزاء أظهر) وصوبه ابن يونس أيضاً في شرح الرسالة لابن ناجي قولاً لأشهب وابن القاسم وقال: إن إخراج القيمة مطلقاً جائز، وقيل بعكسه، وهناك رواية عن أحمد بجواز دفع القيمة في الزكوات ما عدا الفطرة. ويعود هذا الخلاف إلى التكييف الفقهي للزكاة هل هي عبادة محضة أم أنها حق مالي فرضه الله تعالى على العباد لسدّ خلة المستحقين؟. فالذين أجازوا دفع القيمة قالوا: إنها - مع كونها عبادة - حق مالي معقول المعنى، وبالتالي ينظر إلى علته ومقاصده. وهو الراجح لقوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) حيث بيّن الله تعالى العلة والحكمة منها وهي تطهير قلوب الأغنياء من الجشع ونحوه، وقلوب الفقراء من الحقد ونحوه، وتزكيتهم أي تنميتهم وسد حاجتهم ، والارتقاء بهم ، بالاضافة إلى أن القيمة النقدية لا تخرج عن دائرة (الأموال) التي أمر الله تعالى بدفع نسبة منها إلى المستحقين، وهذا ما فهمه الصحابة، حيث أخذ معاذ في اليمن الألبسة التي كان أهل المدينة بحاجة إليها مكان صدقتهم، فقال: (ائتوني بخميس، أو لبيس آخذه منكم مكان الصدقة، فإنه أهون عليكم، وخير للمهاجرين بالمدينة)، لذلك رجح هذا القول البخاري وغيره من المحدثين، حتى قال ابن رشد: (وافق البخاري في هذه المسألة الحنفية مع كثرة مخالفته لهم، ولكن قاده إلى ذلك الدليل). وقصدي من سرد هذه الأقوال والأدلة بإيجاز هو أن دفع القيمة حتى في الزكاة بجميع أنواعها وارد من السلف، وقوي الحجة والبرهان، فإذا كان الأمر كذلك فيها فيكون دفع القيمة في الكفارات أقوى وأولى والله أعلم، بالاضافة إلى أن دفع القيمة في الكفارات قول لبعض أهل العلم. ثالثاً - ويدل على جواز دفع القيمة في صدقة الفطر ما ورد في أحاديث صحيحة أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قوّموا صاعاً من تمر أو شعير المنصوصين فيها بنصف صاع من القمح ، منها: أ- ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما بسندهم عن ابن عمر قال : ( فرض النبي صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر - أو قال : رمضان - على الذكر والأنثى والحرّ والمملوك : صاعاً من تمر ، أو شعير ، فَعدلَ الناس به نصف صاع من بُرّ...) ورواه الترمذي بلفظ : ( فعدل الناس إلى نصف صاع من بُرّ ) وقال : ( حسن صحيح ) وراه مسلم بلفظ : ( قال ابن عمر : فجعل الناس عدله - أي عدل الصاع من تمر أو شعير - : مُدّين من حنطة) قال الطحاوي : ( إنما يريد عبدالله بن عمر من قوله : ( جعل الناس عدله ) أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جوز تعديلهم في مثل هذا الأمر ، ويجب الوقوف عند قولهم لعلمهم موارد النصوص ووقوفهم على المراد) وهذه الآثار الصحيحة تدل على إجماع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على تقويم صاع من تمر ، أو شعير بنصف صاع من القمح ، وما ذلك إلاّ من اعتبار القيمة وعدها معياراً لهذه المعادلة . ثم إنه لا يضر هذا الاجماع ما روى أن أبا سعيد الخدري لم يوافق معاوية في تعديل صاع من تمر أو شعير بنصف صاع من البُرّ ، وذلك لأن الإمام الطحاوي أجاب عن ذلك بجوابين : الجواب الأول : أن أبا سعيد قد روى عنه من رأيه ما يوافق ذلك . الجواب الثاني : أن اعتراضه على ( المُقوَّم ) - بفتح الواو المشددة- ليس على القيمة حيث قال الطحاوي في رواية عياض عنه : ( تلك قيمة معاوية لا أقبلها ، ولا أعمل بها ، لأنه في ذلك لم ينكر القيمة ، وإنما أنكر المقوم). ثم إن حديث معاوية صحيح في هذا التعديل دليل على أن علماء الصحابة ونحوهم قد رضوا به ، ما عدا أبا سعيد الذي اعترض على المقوّم ، وليس القيمة. ب- ما روي عن عمر وعلي أنهما قاما بعدل نصف صاع من البُرّ بصاع من تمر ، أو شعير ، قال الطحاوي : ( فإنه قد روي عن عمر مثل ذلك ، حيث عدل نصف صاع من بُرّ بصاع من شعير في كفارة اليمين ) ثم قال : (وروى مثله عن علي) فقد روى أبو داود بسنده عن ابن عمر قال : ( كان الناس يخرجون صدقة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من شعير ...الخ قال : فلما كان عمر رضي الله عنه وكثرت الحنطة جعل عمر نصف صاع حنطة ، مكان صاع من تلك الأشياء). رابعاً- ومن جانب آخر فإن جميع النصوص الشرعية التي ذكرت انتقال الشخص الذي وجب عليه تحرير رقبة في الكفارات إلى الصيام قيدت هذا الانتقال بعدم استطاعته المالية ، ففي كفارة القتل الخطأ يقول تعالى بعد ذكر الحكم الأصلي وهو تحرير رقبة : ( فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ) ، وفي كفارة الأيمان يقول تعالى : (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، وفي كفارة الظهار يقول تعالى : (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ، وكذلك الحديث الصحيح في كفارة مَنْ واقع زوجته في نهار رمضان . وبناءً على هذه النصوص الواضحات فإن الانتقال إلى قيمة الرقبة وهي محددة بالإجماع بخمسة جمال أولى وأوضح وأقوى من الانتقال إلى الصيام ؛ لأنه انتقال إلى البدل المباشر. وبناء على كل ما أمكن ذكره هنا من الأدلة في هذه الفتوى فقد ظهر لي ظهوراً بيّناً : جواز دفع قيمة ( الرقبة ) في جميع الكفارات ، وهي كفارة القتل الخطأ (بالإجماع ، والعمد على خلاف) ، وكفارة الظّهار ، وكفارة المعاشرة الجنسية في نهار رمضان ، ونحوها من الكفارات التي يجب فيها تحرير رقبة . وأن تحديد قيمة العبد قد تم بالإجماع في قتل الجنين بخمسة جمال متوسطة الحال ، أو بنصف عشر الدية الكاملة وهي من الإبل أيضاً خمس ، ومن الذهب خمسون مثقالاً أي 215 غراماً ونصف غرام من الذهب ، ومن الفضة ستمائة درهم وتعادل 1785 غراماً من الفضة. فتلك هي الأصول للديات ، لكن معظم العلماء على أن الأصل الذي يرجع إليه هو الإبل ، لأنها من السلع المهمة الضرورية ، أو الحاجية ، وبناءً على ذلك نُقدّر بها ، وهي خمسة جمال متوسطة ، وقيمتها في حدود عشرة آلاف ريـال قطري أو سعودي ، وحتى لو قدّرنا الدية بالنقود اليوم ، فأكثر الديات المعتمدة لا تزيد عن مائتي ألف ريـال ، وأن نصف عشرها هي عشرة آلاف ريـال ، وهي تعادل 2740 دولاراً ، ولمن أراد الاحتياط فليدفع أكثر . فنحن هنا اعتمدنا على خمسة جمال واعتبرناها الأصل - كما هو رأي الجمهور- وبالتالي فمن أراد أن يدفعها في هذه الكفارات فقد برئت ذمته - بإذن الله تعالى - ومن أراد أن يدفع قيمتها فهو كذلك مع ملاحظة أن القيمة النقدية التي ذكرتها هي السائدة في دول الخليج ومعظم الدول العربية ، ولو وجبت كفارة على شخص في بلد تكون الجمال الخمسة أقل - كما في استراليا وأفغانستان- أو أكثر فإن الواجب الشرعي هو أداء تلك القيمة إلاّ لمن أراد الزيادة ( فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ) هذا ما أردت بيانه تيسيراً على الناس ورفعاً للحرج ، ودفعاً للتحايل ، وتحقيقاً للمقاصد مع رعاية الأدلة الجزئية ، وإحساساً مني بحاجة الناس إلى مثل هذه الفتوى. راجياً أن يكرمني ربي بالأجرين ، وأن يعصمني من الخطأ والخطيئة في العقيدة والقول والعمل.
3813
| 27 ديسمبر 2014
أبان د . علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن التربية العظيمة والتربية الفردية لتأكيد معنى الهجرة لها علاقة كبيرة جدا بكيان الأمة وبتحقق الأمة، لأن من أهم شروط تحقق الأمة ثقة بعضهم ببعض وحب بعضهم لبعض واحترام بعضهم البعض وعدم تخوين بعضهم لبعض. وأوضح أن أعداء الإسلام استطاعوا أن ينالوا منا بهذه الصورة التي نراها اليوم، ووصلنا إلى مرحلة لا أحد يهتم بالآخر .. واستشهد في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب بما حدث في سوريا، من مأساة العصر والقرن، وقال لا أعتقد أن قرنا من القرون شهد ما شهده هذا القرن من القتل المستمر والانتهاكات والتدمير، ونحن مشغولين بجهاد الفرق الإسلامية بعضها ببعض . وقال إن الفرق الإسلامية لم ترب التربية التي يريدها الرسول صلى الله عليه وسلم ومع الأسف الشديد فأول ما بدأ هؤلاء المتشددون بدأوا بمشاكل مع جبهة النصرة والجيش الحر والآخرين وقتلوا من بعضهم البعض الآلاف! ..من أحب الجهاد فأرض الله واسعة ولماذا تقتل أخاك! ولما التفرق! اجتمعوا على جبهة واحدة! فالرسول لم يقل من أمنهم المؤمنون بل قال من أمنه الناس كلهم . المسلمون والأعداء وأشار إلى أمر مهم حين قال: لذا لا أشك، بأنه دبر شيء لهذه الأمة من خلال هؤلاء، بحيث يكون همّ الناس درء مشاكل المسلمين، وأن يستعين المسلمون بالكفرة والأعداء والطامعين لأجل حمايتهم من المسلمين أنفسهم، فهذه الأمور لن تأتي بعشية أو ضحاها، بل تأتي من خلال تخطيط الأعداء، فلو التزمنا نحن بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنه لا أحد من المؤمنين يضر بالآخر ولا أحد من المسلمين يضر الآخر لا بلسانه أو يديه لكان هناك الوئام ..لقد وصل الأمر إلى أن الـ(لاءات) السابقة ضد إسرائيل أصبحت: نعم ونعم لإسرائيل، حتى وصل الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو إلى أن يقول: أكثر ما استفدنا من حربنا في غزة، أنه كسبنا الكثير من قادة العرب وأنهم على تواصل معهم ما عدا قطر وتركيا وربما بعض الدول الأخرى . متى تثور الأمة وقال: اليوم قضية فلسطين، التي عاش عليها معظم الحكام في الـ 50 سنة الماضية، وعملوا الانقلابات، وقادوا الناس، وفرضوا على الناس أنظمتهم، أصبحوا اليوم يتآمرون ضدها، وضد من يقف مع القضية من الإخوة في حماس والجهاد الإسلامي وغيرهم ..وقضية الأقصى والقدس التي هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والأرض المباركة والتي دائما نقرأها في القرآن ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) ..وفي لقاء لي مع بعض العجم قالوا نستحي أن نقرأ هذه الآية ويفعل بهذا المسجد ما يفعل ونحن ساكتون وصامتون...متى تثور هذه الأمة! ومتى تتحرك إذا لم تتحرك للقدس! متى يتحرك الحكام والجامعة العربية! وحتى لم نسمع لا تنديد ولا تشجيب وكأن حتى هذا أصبح ممنوعاً. وأكد فضيلته على أن القضية تتقطع لها القلوب: أن تصل أمة مليار و700 مليون نسمة، والعرب 350 مليون نسمة، إلى هذه المرحلة، والأموال تصرف ضد كل توجه يخدم القضية الفلسطينية والقدس، نحن سنسأل عنها يوم القيامة، وكل يسأل عنه، وقال العلماء بالإجماع إذا احتل جزء واحد من أراضي الإسلام، وليس القدس، وليست الأقصى أو الأرض المباركة في فلسطين، وإنما أي أرض إذا احتلت من قبل الكفار يجب على أهل المنطقة الجهاد فرض عين، ثم على أهل المنطقة الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، إلى أن تعم الأمة ويصبحوا آثمين جميعا إلى أن يحرروا هذا الجزء من الأرض. . ورأى أن القضية في غاية من الخطورة، أن تصل الأمة إلى الخمود وعدم الإحساس بالمسؤولية، بل أن يصل الأمر إلى المؤامرة حتى في قضية القدس وأن يبقى معبر رفح مغلقا وأن تدمر هذه المنطقة التي كان يحلم بها الإسرائيليون في أيام السادات ومبارك، فالمنطقة التي دمرت الآن بعمق 300 متر وبأيدي الجيش المصري وجعلها منطقة عازلة كانت بغية الأعداء والصهاينة وقد تحققت لهم.
323
| 07 نوفمبر 2014
استنكر د . علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الوضع الذي تمر به الأمة الإسلامية، وقال إن الناس أصبحوا صامتين، حتى الإدانة لم نجدها من أصحاب الفضيلة المشايخ الذين يقولون إن الحوثيين عقيدتهم باطلة. وحذر فضيلته من الوضع وقال إن أموال المسلمين تصرف بهذا الشكل والناس في صمت واليوم الحوثيون على مقربة من حدود جميع دول الخليج، فأين قولهم الحق وأين تحذيرهم وأين بياناتهم بالحكمة والموعظة الحسنة وليس بأمر آخر؛ لأن وظيفة العلماء هي الدعوة الى الله بالحكمة، ولكن مع قول الحق. وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب إنه من نتائج الولاء لغير الله ولغير المسلمين يعتمد الطغاة على قوتهم وعلى جبروتهم وعلى تنفيذ مخططات الأعداء، وحينئذ يكثر الظلم لأنه لا يهمهم الشعوب ولم تعد أصوات الشعوب مهمة، رغم أن رضا الناس في نظر الشريعة مطلوب. وأشار إلى دعاء سيدنا إبراهيم قدوتنا: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين)، والمعنى: يا رب اجعل لي ذكرا حسنا بين الناس الذين يأتون بعدي، فذكر الناس ورضا الناس ومحبة الناس من علامات الخير، ولا سيما بين الحكام وبين المحكومين، فإذا كان الله يريد بحاكم خيرا أحبه شعبه واختار له بطانة صالحة، وإذا كان الحاكم شرا أو شريرا، فإنه حينئذ يترك له المجال من سننه ويختار من الظلمة بطانة سيئة ليؤذي شعبه وأمته. وذكر أن القضايا التي وصل الغرب إليها موجودة بتأصيل شرعي في رضاء الناس وأصواتهم في شريعتنا بشكل أخلاقي وديني أفضل وأكبر مما لدى هؤلاء، لذلك يجب على المؤمن أن يسعى إلى إرضاء أخيه، ويجب أن يسعى لإرضاء الموظفين تحته ويجب على الموظفين أيضا أن يبحثوا وأن يسعوا إلى إرضاء مديرهم بالحق، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ورأى د. القرة داغي أن ما يحدث في العالم الإسلامي هو جزء من هذه المشكلة والمصائب الكبيرة التي ظهرت بدأت بالمظالم في العراق والصومال ومصر، وما دولة حكمت فيها الطواغيت والدكتاتوريون إلا حينما تركوا تفرقت وتمزقت هذه الدولة وهؤلاء يريدون كما يقول الشاعر العربي "إذا ظمئت فلا نزل القطر"، وفي اليمن يتآمر الرئيس السابق بعد حكمه 30 سنة مع حصانة على هذا الشعب المسكين ونصف الشعب يعيش تحت خط الفقر، ولكن هذا هو طبيعة الظالم المستبد فلا أريكم إلا ما أرى. وفي بنغلاديش بدأوا بالإسلاميين السلميين قبل الربيع العربي، فجماعة إسلامية معتدلة خدمت البلد وشاركوا في الحكم وبينهم حكام ووزراء وغير ذلك، إذا بهم تأتي الأوامر وتقضي على هذه الجماعة قبل سنتين وتضرب في الميادين وقتلوا بالآلا ف مثل ما حدث في رابعة العدوية والنهضة. وذكر أن الحرب على الإسلام قد بدأت حينما أعلن بوش الابن أن هذه الحرب المقدسة بعد أحداث سبتمبر، ولا أشك في أن فيه أيادي الصهاينة، فبدأوا في بنغلاديش بضرب الجماعة وقتلوا منهم وسجنوا كثيرا منهم، وكان من أكبرهم عمرا الأستاذ غلام أعظم، وهو مفسر ومفكر وعالم وعمره ذاك الوقت 89 سنة، فحكموا عليه بالإعدام ثم بالرحمة حكموا عليه 90 سنة وكان عمره 90 سنة ..الرجل بقى وخدم الإسلام ويسجن بتهمة في عام 1972 لمشاركته في الدعوة إلى توحيد باكستان الغربية الشرقية، فحكم بتسعين سنة وتوفي بالأمس واليوم نصلي عليه بتضرع صلاة الغائب وندعو له أن يرحمه الله وأن يدخله الفردوس الأعلى وأن ينصر المظلومين في كل مكان.
436
| 24 أكتوبر 2014
أكد د. علي محي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن تحقيق الأخوة الإسلامية، تكون باجتماع المسلمين جميعاً بكل أجناسهم وبكل فئاتهم. وقال إن قادة الحج كانوا يتناقشون في قضايا الأمة، والعلماء كانوا يجتمعون أيضاً كما يقول ابن كثير إنه في أيام الشيخ عبد القادر الجيلاني وحينما احتل القدس الشريف كان العلماء يتفقون في مشارق الأرض ومغاربها ليلتقوا في مكة لبحث إنقاذ بيت المقدس والمسجد الأقصى، وهذا هو المطلوب أن يجتمع القادة والشعوب ليتباحثوا وخاصة في أوقات المنى في قضايا الأمة ومستقبلها. الإخوة هي الأساس وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة -رضي الله عنها- بفريق كليب إن هذه الأخوة هي الأساس في الدين، وعلى أساسها بنيت الدولة الإسلامية الأولى، ولذلك أعداء المسلمين يحاولون بشتى الوسائل أن يمزقوا الأخوة الإيمانية مرة باسم القومية ومرة باسم الطائفية أو العنصرية أو العلمانية وغير العلمانية، والمؤامرات لا تنتهي، كماقال: قال الله -تعالى- (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال). ودعا فضيلته إلى التوكل الله والاتحاد ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ) وهو الواقع ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فالذين يقتلون بأيدي المسلمين يعادل أضعافا مضاعفة ما يقتل بأيدي غير المسلمين فكم استشهد في غزة ومئات الآلاف استشهد في الشام وكذلك في العراق، والفتنة في ليبيا، وكلها بأموال المسلمين وأموال الله التي هو نعمة فجعلوه نقمة، والصهوينية ماضية في مشاريعها في تهويد القدس وتدمير أرضنا، لذاك المطلوب اليوم من المسلمين أن يتحدوا وأن يتعاونوا على البر والتقوى. النفوس تشتاق للحج وأشار د القرة داغي إلى أنه كلما قرب وقت الحج ازداد حنين المسلمين والمسلمات إلى البيت العتيق، تطبيقاً واستجابة لدعاء سيدنا إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، إذ يقول (واجعل أفئدة الناس تهوي إليهم) وتتجه إلى هذا البيت، وتحن إليه وتتمنى أن تتشرف بزيارته والطواف حوله وأن يتحقق له أو لها الحج أو العمرة، وذكر أن الحج الذي تهوي إليه النفوس جعله الله -سبحانه وتعالى- من أحد أهم أركان هذا الدين وربطه بمجموعة من المقاصد والغايات، التي يجب أن تتحقق فيمن يريد الحج ومن سبق له الحج أو العمرة، من هذه الغايات تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى وإلتزام بأوامره ونواهيه والخضوع له خضوعاً كاملاً. وذكر أن قضية التقوى في الحج من أهم الغايات والمقاصد التي يريدها الله- سبحانه وتعالى- أن يتحقق في الحج، يقول الله -سبحانه وتعالى-(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ويقول سبحانه في مسائل الحج والذبح والهدي والأضاحي (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ)، فالذي يصلي إلى الله ليست هذه اللحوم ولا هذه الدماء التي تراق وإنما المقصود هو أن يتحقق في نفوس الناس التقوى والخوف من الله ومراقبته-سبحانه وتعالى- في كل الأعمال والتصرفات والحركات. وأضاف: لذلك ربط الله هذه التقوى بعدم فعل المنكرات حتى بعدم فعل المكروهات، فمن كانت لديه هذه التقوى وهو يراقب الله ويعلم أن الله يراه ويراقبه على كل صغيرة وكبيرة فكيف يستطيع أن يفعل المنكرات، حيث يقول الله- سبحانه وتعالى- (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) علامات الحج المبرور وأكد فضيلته على أن من لم يتغير حاله بل تغير إلى الأسوأ، ويكذب ويغش ويأكل أموال الناس، فهذا حج شكلي، وليس حجاً مبرورا الذي يريده الله -سبجانه وتعالى، ومن لم يمتنع عن الجدال في الحج وآذى إخوانه في الحج فقد أفسد حجه، أكد أنه ليس هناك زاد أفضل من زاد التقوى (واتقون يا أولي الألباب). إذاً أهم مقاصد الحج هو تحقيق هذه العبودية وتحقيق هذه الرقابة والتقوى في داخل النفوس، وتبقى معك بعد الحج، ويستغرب ممن يقدم على فعل المنكرات وهو يعلم بأن الله يرى، فتقوية هذا الجانب هو وقاية من الذنوب، وسمي بالتقوى لأنه فيه وقاية من الذنوب، وإذا وقاك هذا من الذنوب فيقيك من نار جهنم، لذك سماه الله التقوى: أي الوقاية من المنكرات للوقاية من النار بإذن الله- تعالى-، ثم بين الله -سبحانه- بعد هذه الغاية القصوى مجموعة كبيرة من المقاصد والحكم والغايات التي تتحقق للإنسان المسلم. الحج يساوي الجميع وأضاف أن للحج حكمة أخرى من قال: هي المساواة بين الناس، فلا فرق في الحج بين غني وفقير وأمير ومأمور وحاكم ومحكوم فكلهم في لباس واحد وكلهم يؤدون بنفس الطريقة، قال الرسول في أيام الشريق وفي خطبة الوداع إن أباكم واحد، وكلكم من آدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأسود على أبيض ولا لأبيض على أسود إلى آخره، ومقصد آخر من مقاصد الحج: تحقيق التربية المتوازنة بين الدنيا والآخرة، وليس هناك تعارض بين تقواك وذكرك وعبادتك وربانيتك وبين انشغالك بالدنيا بالخير والمباح، لذلك قال الله ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) وباتفاق المفسرين المقصود هنا التجارة، تجارة الحلال وليس استغلال الناس.
419
| 19 سبتمبر 2014
وجّه الدكتور علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التحية والدعاء إلى جمهورية تركيا ودولة قطر على دورهما البارز والإيجابي المساند لقضية فلسطين وحقوق شعبها، وكذلك كافة قضايا الأمة العادلة. وثمّن موقف تركيا من إعلانها حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس أعلامها تنديداً بالعدوان الصهيوني على غزة، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني الأبي الصامد. ووصف القره داغي تصريحات وزير خارجية الكيان الصهيوني أفيجدور ليبرمان ضد دولة قطر وقناة الجزيرة، بالعدائية والمنحرفة والتحريضية، والتي يجب أن يتم ملاحقته ومحاكمته عليها. وأكد القره داغي أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين استقبل باستهجان كامل، تصريحات وزير خارجية الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين الحبيبة، والتي حرض فيها ضد دولة قطر، واصفاً إياها بأوصاف هي في الحقيقة شرف لها بأن تقف مع الحق الفلسطيني العام، والقضايا العادلة لأمتنا العربية والإسلامية، كما حرض ليبرمان ضد قناة الجزيرة الفضائية، ما يعد ضوءاً أخضر لاستهداف القناة وطواقمها، وهو ما تم بالفعل اليوم الأربعاء بإطلاق الرصاص عليهم دون حدوث إصابات بفضل الله تعالى. استنكر القره داغي تلك التصريحات التي وصفها بـ"غير المسؤولة"، واعتبرها خرقاً للقانون الدولي، وتحريضاً صريحاً على العنف، والقتل، ما يستدعي الملاحقة والمحاكمة الدولية لقادة الكيان الصهيوني، واعتباره كياناً معادياً للإنسانية، ومعادياً للإعلام الحر، وساعياً لطمس الحقائق عن العالم. طالب القره داغي باحترام الإعلام الحر، وكافة العاملين في المجال الصحفي والإعلامي بشكل عام، وعلى المستوى العالمي، وخاصة على أرض فلسطين المكلومة. ودعا القره داغي إلى فتح تحقيق دولي في التصريحات الإسرائيلية العدائية ضد دول كتركيا وقطر، وضد شخصيات وقيادات عربية وإسلامية بارزة، مثل الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وضد كيانات إعلامية حرة فاعلة، مثل قناة الجزيرة الفضائية، إضافة إلى التحقيقات التي يجب فتحها عن جرائم الصهاينة ضد الإنسانية في حروبهم كافة، وفي حربهم الجارية الآن على غزة واستهدافهم المدنيين وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ، واستهداف المستشفيات ودور ذوي القدرات الخاصة، وهدم المنازل وتهجير المواطنين الفلسطينيين. وفي ختام تصريحه، أكد القره داغي على مطالبته العالم الحر بأن يتصدى للتجاوزات الإعلامية من قبل إعلام الكيان الصهيوني، والذي يحرض ضد الفلسطينيين والمسلمين، ليل نهار، ومعه بعض وسائل الإعلام العربية، التي فاقت في تحريضها إعلام المحتل.
273
| 23 يوليو 2014
عدم الصراحة مشكلة يجب أن نعترف بها لنعالجها فتلك مشكلة كبرى تقف سداً منيعاً للتقارب الحقيقي ، وحاجزاً حصيناً ، يجب أن نعترف بها ، للعلاج وليس للإثارة ، يذكر فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه : مبادئ في الحوار والتقريب بين المذاهب الإسلامية : (ومن مبادئ الحوار الإسلامي الإسلامي أن يصارح بعضنا بعضا بالمشاكل القائمة، والمسائل المعلقة، والعوائق المانعة، ومحاولة التغلب عليها بالحكمة والتدرج والتعاون المفروض شرعا بين المسلمين بعضهم وبعض. فليس من الحكمة أن نخفي كل شيء، أو نسكت عنه، أو نؤجله وندعه معلقا دون أن نجرؤ على إثارته أو الكلام فيه؛ فهذا لا يحل مشكلة، ولا يقدم علاجا، أو يقرب بين الفريقين خطوة واحدة) وبناءً على ذلك فيجب علينا أن نبرز بين العلماء أصول الخلاف ومسائله المهمة بين أهل العلم ويتم التحاور الجاد للعلاج المناسب ، وليس للإفحام والإلزام . ومن هنا فالخلاف بين السنة والشيعة ليس في الفروع الفقهية التي يعدّ الخلاف فيها من الخلاف المشروع والتنوع والثراء ، ولا في القضايا السياسية العامة مثل قضية فلسطين – ما عدا قضية سورية المختلف فيها – وإنما الخلاف في الأصول وفي المواقف الأساسية من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ، والخلافة والإمامة والوصاية والعصمة ، فمثلاً ان الإيمان بالإمامة ركن من أركان الدين لدى الشيعة ، وليس ركناً ولا شرطاً عند أهل السنة والإباضية والزيدية ، وبناءً على ذلك فهل الذي يؤمن بها يكون كافراً مثلاً ؟. فهذه الأمور يجب أن نضع لها حدوداً وخطوطاً بالحكمة والحوار بالتي هي أحسن حتى لا تؤدي إلى إثارة الفتنة . يجب علينا – نحن العلماء – أن نكون صرحاء حكماء لنه بدون الصراحة لا تحل المشكلة ، وبدون الحكمة لا يكون العلاج صحيحاً وناجعاً ، بل إن إخفاء الحقائق يضر بالتقارب ولا يخدم القضية بشيء ، كما أن التسرع والتعجل وعدم الحكمة في العلاج سيكون ضرره أكثر من نفعه . إن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة قد شددت في نطاق التكفير ، ولم تسمح بإطلاق كلمة الكفر إلاّ لمن أنكر شيئاً من الثوابت القطعيات التي علمت من الدين بالضرورة ، وإلاّ باء الكفر على من أطلقه ، وذلك لأن إطلاق الكفر على الأفراد والجماعات يعتبر من أخطر أدوات التدمير لبنيان التقارب بين المسلمين وفرقهم ومن أشدها فتكاً بالوحدة الإسلامية المنشودة ، واكثرها أثراً في إبقاء الأمة ممزقة مفرقة مهمشة مشغولاً بعضها ببعض . ومن الجانب العلمي والعملي فإن الحكم بالتكفير لأهل القبلة يجب أن يخضع لتحقيق القضاة الذين يبحثون عن الأدلة ، وليس من عمل الدعاة الذي من المفروض ان يبحثوا عما يجمع الأمة ولم شملها لا أن يفرقها او يمزقها ، ولذلك تصدى الأستاذ خسن الهضيبي ( المرشد الأسبق للإخوان ) لشباب جماعة التكفير والهجرة - وهم مع الأستاذ كانوا في السجن - فكتب كتابه الشهير ( نحن دعاة لا قضاة ) . ويجب علينا التعاون في الأمور المتفق عليها ، والتسامح فيما اختلف فيه : حيث صاغ الشيخ محمد رشيد هذه القاعدة الذهبية بلفظ ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه) . ولا يجوز أن يمنع الخلاف الإنصاف وهذه القاعدة دلت عليها آيات كثيرة منها قولته تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ولذلك يجب على كل جماعة أن تذكر أيضاً محاسن الجماعة الأخرى وإيجابياتها . كما يجب عدم النقل عن الآخر إلاّ ببيّنة : حيث لا يجوز النقل عن الآخر إلاّ ببينة ومن مصادرهم المعتمدة لدى جمهورهم ، وذلك لأن معظم المشاكل تأتي من نقل رأي أو مذهب من غير مصادره المعتمدة . ومن المهم ترويض النفس وتدريبها على قبول الرأي الآخر: وهذا من أهم الوسائل التي تمنع الفتن والشرور ، وتجعل الإنسان لا يثور ولا يُثار .
534
| 21 يوليو 2014
وقفت الجلسة الحوارية الثامنة من برنامج "وأمنهم من خوف" الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على قضية " خطاب الكراهية " وموقف الإسلام منه والدور المطلوب لمواجهة مثل هذا الخطاب . واستضافت الجلسة الحوارية الشيخ الدكتور علي القرة داغي الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والدكتور نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" كما شارك فيها وحضرها عدد من العلماء والدعاة . وركزت الجلسة على بحث مفهوم خطاب الكراهية والمفاهيم ذات الصلة من " اسلام فوبيا" " إزدراء الأديان" ودور الإعلام والتعليم والقانون الدولي في تطويق مثل هذا الخطاب وسبل تغليب التسامح والتعايش على الكراهية في المجتمعات المسلمة . وقال الشيخ علي القرة داغي إن مفهوم خطاب الكراهية ما يتبلور من أقوال أو إشارات أو سلوكيات عبر أو سيلة تهدف إلى ازدراء الأخر والانتقاص منه وتؤدي إلى أضرر مادية أو معنوية .مؤكدا أن الإسلام دين السلام الرحمة والهداية يرفض رفضا قاطعا مثل هذا الخطاب الذي يولد الحقد والكراهية ويذكي الصراعات بين البشر . وأوضح أن القرآن الكريم فرق بين خطابين : الكلمة الطيبة " أصلها ثابت وفرعها في السماء" والكلمة الخبيثة " كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار".وقال إن الإسلام عالج خطاب الكراهية عندما أكد كرامة الإنسان وأن البشر سواسية وأن كل إنسان فيه نفخ من روح الله ..مستعرضا الآيات والأحاديت التي دلت على ذلك. مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بدوره ركز الدكتور نهاد عوض على إبراز تجربة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" في التعامل مع خطاب الكراهية في الولايات المتحدة وظاهرة الإسلام فوبيا والدور المطلوب من المسلمين لمواجهة هذه الظاهرة . وأشار إلى أن هناك مؤسسات في الولايات المتحدة رغم محدوديتها مهمتها تشويه الإسلام وتعزيز ظاهرة إسلام فوبيا ..وقال إن هذه المؤسسات انفقت 119 مليون دولار بين عامي 2008 و2011 لإنتاج مواد وحملات لتشويه الإسلام. ولفت إلى أن مجلس " كير" يتعامل مع الحملات والمنتجات التي تشوه الإسلام في الولايات المتحدة بأسلوب علمي مدروس ينطلق من تعاليم الإسلام وخلق الرسول صلى الله عليه وسلم والدستور الأمريكي الذي كفل الحريات . وذكر الدكتور نهاد عوض ان لدى المجلس وحدة متخصصة لرصد كافة الحملات والإصدارات والمقالات التي تسيء إلى الإسلام وتدرس الردود المناسبة لكل حالة دون تسرع أو انفعال قد يؤدي إلى نتائج سلبية تحقق مبتغى من يستهدف هذا الدين العظيم . وتابع " ندرس في كير كل حالة على حدة من حالات الإساءة للإسلام ونقيم المصلحة المتوقعة من الرد أو عدم الرد لأن بعض ما ينتج وينشر عن الإسلام ورسول الإسلام هدفه السخرية والشهرة وليش شيء أخر". وفي هذا السياق دعا الشيخ القرة داغي إلى دور فاعل للعلماء والمؤسسات الإسلامية ووسائل الإعلام في دراسة كيفية الرد على خطاب الكراهية ..مؤكدا أن الردود الانفعالية غير المدروسة تأتي بنتائج سلبية على الإسلام والمسلمين. الحساسية الدينية وأرجع الشيخ الدكتور القرة داغي الخوف من الإسلام إلى عدة أسباب ذكر منها الحساسية الدينية من قبل الأديان الأخرى والصراع الاقتصادي والمادي والاستشراق والترويج لصراع الحضارات والجهل المطبق بالإسلام في المجتمع الغربي . وحول الجهل بالإسلام كأحد أسباب الإسلام فوبيا أشار الدكتور نهاد عوض إلى أن ثلثي المجتمع الأمريكي لايعرفون شيئا عن الإسلام وانطباعاتهم عن الديني الإسلامي مستقاة من وسائل الإعلام التي غالبا ما تشوه هذا الدين . ولفت إلى بعض الجهود التي قام بها المجلس للتعريف بالإسلام من خلال الكتب والإصدارات المختلفة التي تم توزيعها على ألاف المكتبات في الولايات المتحدة استجابة لعشرات الألاف من الأمريكيين الذين أبدوا رغبتهم في التعرف على هذا الدين بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر. وقدم الدكتور جواد الجوهري أستاذ القانون الدولي بجامعة اكسفورد بروكس في مداخلته خلال الجلسة رؤيته حول خطاب الكراهية في الولايات المتحدة مفرقا بين تيارين هناك هما المحافظون والمتحررون (اليسار واليمين) ..وقال " في إطار هذين التيارين يمكن قراءة ودراسة خطاب الكراهية ضد الإسلام ودوافعه في الولايات المتحدة ". وعن الأسباب الداخلية ودور بعض المسلمين في الإساءة للإسلام أقر الدكتور القرة داغي أن تصرفات بعض المسلمين أساءت للإسلام وأهله وعززت كراهية الغرب لهذا الدين العظيم ..مشيرا في هذا السياق إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتفجيرات اخرى طالت دولا غربيا أخرى. الإعلام الإسلامي كما أكد أن غياب الدعوة إلى الله وخلو الساحة من الإعلام الإسلامي الحضاري الذي يخاطب الغرب بلغتهم ساهم في جهل الغربيين بالإسلام ..وقال " إن المسلمين بحاجة إلى تفعيل الجانب الإعلامي من خلال قنوات فضائية ومواقع الكترونية تخاطب الغرب بلغته لإيصال رسالة الإسلام الناصعة وشرح حقيقة هذا الدين الذي يدعو إلى السلام والتعايش بين البشر أجمعين . وفي السياق ذاته كشف المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية عن مساعي المجلس لإطلاق قناة فضائية" إسلامية" لإيصال رسالة الإسلام الصحيحة النقية للمجتمع الامريكي ..وعزا تأخر إطلاقها إلى قلة الإمكانات المادية "رغم توفر الكادر البشري المدرب والمؤهل" . وحول تجريم الخطاب الديني في القوانين الدولية لفت الدكتور القرة داغي إلى أن هناك قوانين تحرم الإساءة للأديان لكن الإشكالية تكمن في تفسير الدول لنصوص القانون وغياب التعريف الدولي الواضح لبعض المصطلحات في هذا المجال. وقال إن الواجب على المسلمين الإضطلاع بدورها في هذا المجال القانوني ..منوها بدور وزارة العدل القطرية التي تقدمت بمشروع "القانون العربي الاسترشادي لمنع إزدراء الأديان" . من جانبه قال الدكتور حسن العلمي عضو رابطة علماء المغرب إن الغرب يكيل بمكيالين فمن ناحية يسمح بالإساءة للإسلام تحت مبرر حرية الرأي بينما يطالب المسلمين بمنع خطاب الكراهية . وأكد أن الإسلام يجرم خطاب الكراهية " لكن غير العقلاء والسفهاء من المسلمين أساءوا لهذا الدين في أقوالهم وسلوكياتهم". وعن الحوار بين أتباع الأديان ودور ذلك في الحد من خطاب الكراهية نوه الدكتور القرة داغي إلى أهمية ذلك لكنه نبه إلى أن مثل هذه الحوارات حبيسة الفنادق ومقتصرة على النخب وبعض المؤسسات . وطالب الدكتور القرة داغي والدكتور نهاد عوض بتوسيع دائرة الحوار وإشراك كافة المكونات المؤثرة في المجتمعات من مفكرين وشخصيات دينية ومؤسسات وتحويله إلى ثقافة وممارسة حتى يؤتي ثماره . خطاب الكراهية وفي سياق متصل حذر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من خطاب الكراهية بين المسلمين أنفسهم وقال إن هذا أشد خطرا من خطاب الكراهية لدى الأخر ..منبها إلى ان خطاب الكراهية بين المسلمين أدى إلى القتل والإقصاء والدمار ..داعيا إلى الرشد والعقل والرجوع الى المسار الصحيح . بدوره دعا الدكتور نهاد عوض المسلمين إلى أن يعيشوا الإسلام بصفائه ونقائه وأن يتمثلوا قيم السلام والحرية والرحمة فيه وحسن الظن بالأخرين واعتبر ذلك أول خطوة في سبيل دحض الافتراءات ضد الدين الإسلامي. يشار إلى أن برنامج "وآمنهم من خوف" يتضمن تسع جلسات حوارية تناقش قضايا الأمن الثقافي من منظور إسلامي، وما يرتبط بها من مواضيع مثل واقع الخطاب الديني الإسلامي، والتعليم الديني الإسلامي، وسبل مكافحة خطاب الكراهية، والتطرف وموقف الإسلام منه والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي ومسألة العيش المشترك والعلاقات المجتمعية، وأهمية العبادة وقيمة الزمن في حياة المسلم. وحرصت الوزارة على استضافة نخبة من العلماء والمفكرين من داخل قطر وخارجها لمناقشة هذه القضايا المهمة للأمة الإسلامية وفق منهج وسطي معتدل ورؤية تأصيلية هادفة، كما تفسح مجال الحوار البناء وفتح باب الحور سواء للحاضرين تلك الجلسات من الدعاة والمفكرين أو من خلال حسابات البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر".
1763
| 09 يوليو 2014
الكتاب: الوحدة الإسلامية مبدءأً ثابتاً والخلافات المذهبية تنوعاً وثراءً المؤلف: د. علي محيى الدين القره داغي الحلقة الثانية عشرة يعتبر هذا الكتاب ميثاقا للوحدة بين شعوب ودول العالم الإسلامي، إذ يرصد فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رئيس المجلس الأعلى الاستشاري للتقريب بين المذاهب الإسلامية "إيسسكو"، في تلك الدراسة (الوحدة الإسلامية مبدءاً ثابتاً، والخلافات المذهبية تنوعاً وإثراءً: ميثاق للعمل الإسلامي الموحد)، والتي قدمت إلى المنظمة العالمية الإيسسكو، وهي المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لدول العالم الإسلامي، عناصر هذا الميثاق من خلال تفعيل القواعد والمبادئ التي تحكم العلاقة بين المسلمين.. وهي التي فصلها في هذه الدراسة القيمة. إن الإسلام كما هو دين التوحيد في العقيدة، فهو كذلك دين توحيد الأمة، فهو دين كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة. بل إن الإسلام ينطلق من توحيد الله المعبود بحق إلى توحيد العابدين، فقال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، ولذلك وحد قبلتهم وأركان دينهم، ومرجعيتهم (الكتاب والسنة) وأمرهم بالاعتصام بحبل الله تعالى، فقال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، بل سمى الله تعالى الفرقة كفراً ـ وإن كان كفراً دون كفر ـ حينما حاول بعض اليهود إثارة النعرة الجاهلية بين الأوس والخزرج، فنزل قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)، وكذلك سمى الرسول صلى الله عليه الفرقة كفراً في حجة الوداع، فقال: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض). اعتماد مبدأ الحوار حلاً وحيداً للمشاكل الداخلية: إذا نظرنا وتدبرنا في القرآن الكريم لوجدناه يولي عناية قصوى بالحوار، وكأنه كتاب حوار من الطراز الأول، وأنه أعطانا قدوة في القمة، فذكر حوار الله تعالى مع الملائكة في جعل آدم خليفة في الأرض، ثم في حواره تعالى مع الشيطان، ثم في حوار الأنبياء مع الطغاة والمستكبرين ومع أقوامهم، ولذلك أمرنا الله تعالى أن يكون حوارنا بالحكمة والموعظة، فقال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ). فالحوار هو الحل الوحيد للاختلافات بين المسلمين، لأنه لا يجوز القتال بينهم، ولا الشجار ولا الحقد والبغضاء، كما تدل على ذلك عشرات الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة. اعتماد حسن الظن بدل التكفير والتفسيق: إن الأدلة الشرعية المتظافرة في الكتاب والسنة لتدل دلالة صريحة على وجوب حسن الظن بالمسلمين، وحرمة الظن السيئ، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)، كما أنها تدل على القبول بالظاهر، وأن الله يتولى السرائر. وبناءً على ذلك فقد أجمعت الأمة على حرمة التكفير واللعن لمن هو من أهل القبلة من المسلمين إلاّ إذا رؤي منه كفر بواح صريح، حتى قيل من المشرك المقاتل في ساحة الوغى نطقه بالشهادة حتى ولو كان في مقام الخوف، وعلى ذلك أحاديث صحيحة ووقائع من السنة صريحة. ولذلك لا يجوز التكفير للمسلمين أو التفسيق، وأن هذا الحكم ليس للأفراد وإنما هو للقضاء الذي يعتمد على الوقائع والبينات، فكما قال الشيخ حسن الهضيبي في كتابه القيم (دعاة لا قضاة). اعتماد مبدأ الرفق واللين والسلم والسلام بين المسلمين، ونبذ العنف والإرهاب، والترويع لهم. وهذه القاعدة من القواعد الذهبية التي أجمع عليها السلف، ودلت عليها نصوص من الكتاب والسنة ذكرنا بعضها عند الحديث عن قاعدة الأخوة الإيمانية، ونهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن أي ترويع حتى ولو كان بإبراز نصل رمح. البحث عن المشتركات بدل المفرقات، وعن الثوابت الجامعة بدل الفروع، وضرورة قبول الآخر من خلال الاعتراف بالتعددية: إن معظم المشاكل تأتي من خلال عدم اعتراف بعضنا ببعض إذا وجد اختلافا وحينئذ يؤدي إلى النبذ والافتراق، ثم القتال والشقاق، في حين أن المفروض أن يعترف بعضنا ببعض من خلال الاعتراف بالتعددية المشروعة، فحضارتنا الإسلامية وسعت تعددية في الفكر وحتى في بعض مجالات العقيدة، كما أنها وسع صدرها تماماً للاختلافات الفقهية والمدارس المتنوعة دون حرج، حتى يكون الشيء الواحد حلالاً محضاً لدى مدرسة فقهية، وحراماً محضاً وباطلاً لدى مدرسة أخرى، إذاً لماذا لا نقبل بالتعددية السياسية والفكرية في ظل الثوابت المقررة؟. فالأمة الإسلامية اليوم هي أحوج ما تكون إلى البحث عن المشتركات فيما بينها، وهي كثيرة جداً، فجميع المذاهب والطوائف الإسلامية تشترك في أصول العقيدة من الإيمان وأركانه الأساسية، من (الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله تعالى)، والأركان الخمسة للإسلام من (الشهادتين، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج)، وفي التوجه إلى قبلة واحدة، وإلى اعتماد مصحف واحد دون الخلاف عليه، وفي العدو المشترك والمصالح المشتركة، حيث إنهم جميعاً يتفقون على أن الصهيونية والصليبية والعلمانية والإلحاد والتحلل الجنسي أشد أعدائهم، وأنهم يعتبرون قضايا الأمة الرئيسية (كفلسطين والقدس) القضية التي هم جميعاً مستعدون للتضحية في سبيلها، وأنهم جميعاً يعرفون حق المعرفة أن أعداءهم لا يفرقون فيما بينهم، وهذا هو التقرير الأخير الصادر من معهد راند الإستراتيجي الذي له دور كبير في صياغة القرار الأمريكي، ينص على أن جميع المسلمين (التقليديين، والأصوليين، والليبراليين، والصوفية، والشيعة والسنة....) لا يعتمد عليهم، ولا ينبغي للسياسة الأمريكية أن تتحالف معهم إلاّ تكتيكاً للقضاء من خلالهم على جماعة أخطر، فقد جعلهم كلهم في سلة واحدة، ثم اقترح إسلاماً جديداً سماه الإسلام الديمقراطي المدني الذي يقبل بجميع القيم الغربية وضرب المثل لهذا الإسلام الجديد بأفكار مصطفى كمال أتاتورك الذي فرض العلمانية الإلحادية، وحارب الإسلام، ومنع الأذان باللغة العربية، وأعدم كثيراً من الدعاة أو حاكمهم. هذا هو الإسلام الذي يقبله المشروع الصهيوني، واليمين الأمريكي المتصهين.
347
| 09 يوليو 2014
الكتاب: الوحدة الإسلامية مبدءأً ثابتاً والخلافات المذهبية تنوعاً وثراءً المؤلف: د. علي محيى الدين القره داغي الحلقة : التاسعة يعتبر هذا الكتاب ميثاقا للوحدة بين شعوب ودول العالم الإسلامي،إذ يرصد فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رئيس المجلس الأعلى الاستشاري للتقريب بين المذاهب الإسلامية "إيسسكو" في تلك الدراسة (الوحدة الإسلامية مبدءاً ثابتاً، والخلافات المذهبية تنوعاً وإثراءً: ميثاق للعمل الإسلامي الموحد) والتي قدمت إلى المنظمة العالمية الإيسسكو وهي المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لدول العالم الإسلامي عناصر هذا الميثاق من خلال تفعيل القواعد والمبادئ التي تحكم العلاقة بين المسلمين.. وهي التي فصلها في هذه الدراسة القيمة.. قال فضيلته: وبهذه النصوص وغيرها في تكفير من لا يؤمن بإمامة هؤلاء الأئمة الأطهار تكون حائلاً آخر وحاجزاً للتقارب الحقيقي إلاّ على المصالح المشتركة التي تقتضيها حالة الأمة في جميع الأحوال، ولكن من باب الأمانة فإن التكفير لأهل السنة ليس مذهب جميع الإمامية، وبخاصة المعاصرون الذين يدعون التقريب، ومهما يكن فلا بدّ من العلاج إذا أردنا التقارب، والوحدة. وننقل هنا أيضاً ما ذكره آية الله محمد رضا المظفر في الفصل الثالث الخاص بالإمامة، حيث قال: (عقيدتنا في الإمامة: نعتقد أن الإمامة نعتقد: أنّ الإمامة أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلاّ بالاعتقاد بها، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربّين مهما عظموا وكبروا، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوّة) وقال: (كما نعتقد: أنّها كالنبوَّة لطف من الله تعالى؛ فلا بدَّ أن يكون في كل عصر إمام هادٍ يخلف النبي في وظائفه...، وله ما للنبي من الولاية العامّة على الناس،... وعلى هذا، فالإمامة استمرار للنبوّة،... فلذلك نقول: إنّ الإمامة لا تكون إلاّ بالنص من الله تعالى على لسان النبي أو لسان الإمام الذي قبله، وليست هي بالاختيار، والانتخاب من الناس.. وعليه لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفروض الطاعة، منصوب من الله تعالى؛ سواء أبى البشر أم لم يأبوا). عصمة الإمام: إن الإمام في عقيدة الإمامية كالنبي فيجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها ما بطن من سن الطفولة إلى الموت عمداً أو سهواً). صفات الإمام وعلمه: يقول علماءهم: (نعتقد أن الإمام كالنبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون أفضل الناس في صفات الكمال،.. وأمّا علمه؛ فهو يتلقّى المعارف والأحكام الإلهية وجميع المعلومات من طريق النبي أو الإمام من قبله، وإذا استجدّ شيء لابدَّ أن يعلمه من طريق الإلهام بالقوة القدسية التي أودعها الله تعالى فيه، فإنْ توجّه إلى شيء وشاء أن يعلمه على وجهه الحقيقي، لا يخطىَ فيه ولا يشتبه). وجماهير الشيعة الإمامية لا يعتقدون في الأئمة ما يعتقده الغلاة والحلوليون، بل عقيدتهم أنهم بشر مثلنا، ولكن عباد مكرمون معصومون، وأن عددهم اثنا عشر إماماً خاتمهم أبو القاسم محمد بن الحسن المهدي الذي ولد في 256هـ الذي يعتبرونه الإمام الغائب المنتظر الحجة. ونحن هنا لسنا بصدد مناقشة هذه العقائد، وإنما يهمنا أن هذا الخلاف في العقيدة وأصولها داخل المذهب، ولا يترتب عليه كفر المخالف، لأن الظاهر من هذا الخلاف العقدي أن من لم يؤمن بالإمامة، وبالعصمة، والوصاية فليس مؤمن لدى الشيعة؟ وهذه النتيجة هي أخطر الآثار، ولذلك يجب أن نعالج هذه الأمور أو الأصول العقدية بمنتهى الحكمة والحذر، والله المستعان. وكذلك الإشكال في المواقف الخاصة بهم نحو الخلفاء والراشدين الثلاثة (ما عدا علياً رضي الله عنهم) وجمع من الصحابة، مثل: أبي هريرة، وخالد رضي الله عنهم جميعاً، ونحو أمهات المؤمنين، وبخاصة السيدة عائشة وحفصة رضي الله عنهن جميعاً. ولذلك يجب أن تعالج هذه المواقف بالحكمة من الطرفين. وحدة أمتنا فريضة شرعية وضرورة ومصلحة ملحة للنهضة والتنمية الشاملة: يعتبر من ثوابت هذا الدين وقواطعه وجوب الاتحاد والوحدة والترابط بين المسلمين، وحرمة التفرق والتمزق فيما بينهم، فاتحاد الأمة فريضة شرعية يفرضها الدين الحنيف وضرورة واقعية يفرضها الواقع الذي نعيشه، حيث أصبحت بسبب تفرقها وتمزقها ضعيفة مهددة في وجودها وكيانها وسيادتها طمع فيها الطامعون، وغلب على معظمها المستعمرون والحاقدون، ولاسيَّما عالمنا اليوم الذي تكتلت فيه القوى وأصبح الإسلام الهدف الأساس لها. ولا نجد ديناً ولا نظاماً أولى عنايته بالاتحاد وخطورة التفرق مثل الإسلام حيث توالت الآيات الكثيرة والأحاديث المتضافرة على وجوب التعاون والاتحاد، وحرمة التفرق والاختلاف. فمنها قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون، ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم). وقد نزلت هذه الآيات في الأوس والخزرج في الإسلام بعد أن بذل شاس بن قيس اليهودي جهداً كبيراً في إثارة ثغرات جاهلية بينهم، حيث أرسل شاباً يهودياً يذكرهم بيوم بعاث، فأنشدهم الأبيات فتذكروا، فتنازعوا وتفاخروا حتى كاد القتال أن ينشب بينهم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فقال: (يا معشر المسلمين الله الله فقال: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ أبعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم من الكفر، وألف بينكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفاراً؟) فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم لهم فألقوا السلاح، وبكوا، وعانق الرجال بعضهم بعضاً ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس، فأنزل الله تعالى هذه الآيات التي تبدأ بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون....).
421
| 06 يوليو 2014
الكتاب: الوحدة الإسلامية مبدءأً ثابتاً والخلافات المذهبية تنوعاً وثراءً المؤلف: د. علي محيى الدين القره داغي الحلقة : الثامنة يترتب على كون المسلمين إخوة كجسد واحد أن لا يظلم بعضهم بعضاً، ويراعي حقوق أخيه الذي هو بمثابة جزء منه فلا يظلمه ولا يخونه ولا يغشه ولا يحسده ولا يبغضه، ولا يخذله ولا يحقره، ولا يعتدي عليه، لا على ماله، ولا على عرضه، ولا على نفسه وأعضائه، ولا يهجره، بل ينصره، ويحب له ما يحب لنفسه، وينصحه ويزوره، ويعوده، ويستر على عوراته ولا يفضحه، بل يقضي حوائجه، ويشفع له، ويقوم بالإصلاح فيما بينه وبين الآخر. وقد ورد بكل ذلك آيات وأحاديث نذكر هنا بعض الأحاديث الثابتة في هذا المجال: أ) عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه، على وجهه في نار جهنم). ب) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة). ج) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه، التقوى ههنا بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم). د) وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم: لا يظلمه ولا يحقره، ولا يخذله التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه). هـ) وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). و) وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً أرأيت إن كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: (تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره). ز) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس). وفي رواية لمسلم: (حق المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه). ح) وعن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونهانا عن خواتيم أو تختم بالذهب، وعن شرب بالفضة، وعن المياثر الحمر، وعن القسي، وعن لبس الحرير والاستبرق والديباج). ط) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلاّ ستره الله يوم القيامة). ي) وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة ان يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه). ك) وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلاّ نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه). ل) وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال: (اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما أحبّ). م) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل سُلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين الاثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة).
760
| 05 يوليو 2014
يعتبر هذا الكتاب ميثاقا للوحدة بين شعوب ودول العالم الإسلامي،إذ يرصد فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رئيس المجلس الأعلى الاستشاري للتقريب بين المذاهب الإسلامية "إيسسكو" في تلك الدراسة (الوحدة الإسلامية مبدءاً ثابتاً، والخلافات المذهبية تنوعاً وإثراءً: ميثاق للعمل الإسلامي الموحد) والتي قدمت إلى المنظمة العالمية الإيسسكو وهي المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لدول العالم الإسلامي عناصر هذا الميثاق من خلال تفعيل القواعد والمبادئ التي تحكم العلاقة بين المسلمين.. وهي التي فصلها في هذه الدراسة القيمة.. قال فضيلته: يقول تعالى: (يا أيها الذين امنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون.....). دلت هذه الآيات على ما يأتي: 1 ـ أن أعداء الإسلام يبذلون كل جهودهم لتفريق الأمة الإسلامية وأنهم وراء ذلك وبالأخص الصهاينة والصليبيون، والاستعمار الذي رفع شعار (فرق تسد). 2 ـ أن اتباع هؤلاء الأعداء وطاعتهم في ذلك كفر (يردوكم بعد إيمانكم كافرين) وهذا أعظم هجوم على التفرق وبالأخص إذا كان بسبب التبعية لأهل الكفر حيث سماه الله تعالى كفراً. 3 ـ هناك علامة تعجب واستغراب لمن يتفرق عن الجماعة المسلمة ويكفر مع وجود القرآن الكريم، والرسول في حال حياته، وسنته في حالة موته، وهذا يعني أن سبيل هذه الأمة هو الاتباع للكتاب والسنة المطهرة، وأن طريق الوحدة ميسور إذا توافرت الإرادة والعزيمة، حيث إن أسباب وحدة المسلمين ما زالت قائمة. 4 ـ أهمية التقوى والإخلاص والتجرد عن الأهواء وخطورة التعصب والعصبية القومية، والقبلية والطائفية والمذهبية في إيجاد الاختلاف المذموم والتفرق المشئوم فهذه هي الأمراض القاتلة التي فتكت بالأمة، ونخرت في عظامها. 5 ـ العناية القصوى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإصلاح الناس وفعل الخير، والدعوة إليه، ونشر الإحسان والتكافل بين المسلمين، فهذه وسائل عظيمة لحماية الأمة وجمعها على الطريق المستقيم والهداية والفلاح. 6 ـ أهمية الاعتصام بحبل الله المتين، والانشغال بالدعوة والجهاد لتوحيد الأمة، حيث وردت بذلك آيات كثيرة: منها قوله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون). ومنها قوله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم). وأما السنة النبوية فمنها ما رواه الشيخان بسندهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية). ومنها ما رواه الشيخان أيضاً عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام). والأحاديث في ذلك أكثر من أن نذكرها هنا. وكما أن الوحدة فريضة شرعية فهي كذلك ضرورة ومصلحة ملحة لتحقيق النهضة والتنمية الشاملة، والحضارة والتقدم، بالإضافة إلى أنها تمنع الأعداء من الاعتداء على الأمة، وتحرمهم من سلب أموالها ونهب خيراتها، ولذلك فالأمم المتحضرة تتجه طوعًا نحو الوحدة بدافع المصالح كما هو الحال في أوروبا، وقد ساعدتها الوحدة الاقتصادية حيث لو تكن هذه الوحدة، والتعاون البناء لسقطت، أو أفلست بعض دولها مثل اليونان وغيرها. بين الوحدة على الثوابت، والاختلاف المشروع والتفرق المذموم: إن الوحدة الإسلامية على الثوابت هي الأصل والمبدأ العام، ولكنها لا تمنع من وجود اختلافات في دائرة الفروع والاجتهادات (المتغيرات)، ومن المعلوم في هذا الدين أن من سنن الله تعالى اختلاف الناس في العقائد والأفكار والتصورات والشعائر والمشاعر ولذلك أرسل الرسل والأنبياء، فهي سنة دائمة فقال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)، وبيّن الله تعالى في آية أخرى أن هذا الاختلاف يجب على المؤمنين أن يوجهوه توجيهاً إيجابياً نحو الخير والتسابق نحو الخيرات فقال تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)، كما بين القرآن الكريم بأن الاختلاف سنة قاضية فقال تعالى: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) فالآية واضحة في دلالتها وصريحة في مضمنوها بأن الاختلاف واقع لا محالة، وهو مقتضى ما خلق الله تعالى الإنسان عليه ومنحه الإرادة والاختيار، ثم ما يكون عليه مآله من حيث الجنة والنار، ولذلك ذكر بعد هاتين الآيتين أن الله تعالى أنزال الكتاب وأرسل الرسل لبيان الحق والباطل، والخير والشر، والنفع والضرر، والمصلحة والمفسدة، فقال تعالى: (وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) ثم أكد ذلك في آيات كثيرة منها قوله تعالى: (فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) وقوله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا). ثم إن الاختلاف أيضاً وارد حتى داخل الأمة الواحدة ولكن يجب أن لا يكون الاختلاف في الثوابت وأن لا يؤدي إلى الاقتتال والتفرق المذموم وإلى تفرقة الأمة شيعاً وأحزاباً يبغض بعضها بعضاً ليصل إلى الاقتتال الداخلي. هذا هو الاختلاف المذموم الذي يخالف الثوابت والقواطع وهو الخلاف الذي يكون في أصول الدين وثوابته، أو الذي يوجب البغضاء والمنكر والتفرقة. أما الخلاف المشروع فهو الخلاف في الفروع، لا من الأصول، وفي الوسائل لا في المقاصد وفي الآليات لا في الغايات، وفي تنوع السبل إلى الخير لا في الأهداف العامة للشريعة، وفي المناهج العملية، والآليات والأولويات لا في المرجعية والمنهجية العلمية العامة. فهذا الاختلاف مقبول ومشروع طبيعي جداً، وهو من الدين وليس خارجاً منه، لأن الدين الإسلامي ـ كما سبق ـ يستوعبه من خلال نصوصه المرنة ومبادئه العامة.
2761
| 02 يوليو 2014
يعتبر هذا الكتاب ميثاقا للوحدة بين شعوب ودول العالم الإسلامي ،إذ يرصد فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رئيس المجلس الأعلى الاستشاري للتقريب بين المذاهب الإسلامية " إيسسكو" في تلك الدراسة (الوحدة الإسلامية مبدءاً ثابتاً ، والخلافات المذهبية تنوعاً وإثراءً :ميثاق للعمل الإسلامي الموحد) والتي قدمت إلى المنظمة العالمية الإيسسكو وهي المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لدول العالم الإسلامي عناصر هذا الميثاق من خلال تفعيل القواعد والمبادئ التي تحكم العلاقة بين المسلمين.. وهي التي فصلها في هذه الدراسة القيمة.. قال فضيلته تفعيل " الأمة الواحدة " فقد أكد القرآن الكريم على أن هذه الأمة أمة واحدة ، وأنها أمة وسط شهيدة على العالم ، وأنها خير أمة أخرجت لمنفعة الناس ، وتحقيق الخير للناس ، وأنها أمة أخرجها الله تعالى بقدرته ورحمته . إن هذه الوحدة لن تتحقق دون حقوق وواجبات ، وجهود وتضحيات . إن مما لاشك فيه أننا إذا أردنا أن ننجح إقامة علاقة متوازنة محترمة مع غير المسلمين والحوار معهم ، فلا بدّ أن نقوي ونؤصل العلاقة بين المسلمين بعضهم مع بعض على مختلف مذاهبهم وطوائفهم التقليدية ، وعلى مختلف الجماعات الفكرية الحالية من الإخوان والسلفية ، والتبليغ ونحوها . التكتل والأمة الواحدة فإذا لم نجتمع نحن المسلمين على مجموعة من الثوابت ولم يتسامح ، أو يعذر بعضنا البعض في المتغيرات الاجتهادية المختلف فيها فحينئذٍ لا يكون لنا وزن وقوة في الحديث مع الآخر، والحوار معه ، وهذا ما يتشدق به ممثلو الكنائس والأديان الأخرى ، حيث يحاولون توزيع الإسلام وتقسيمه حسب المذاهب والطوائف والجماعات ،بل والأشخاص فيقولون : الإسلام السني والإسلام الشيعي ، والإسلام الأصولي والإسلام التقليدي ، والإسلام الحداثي والإسلامي الديمقراطي ، والإسلام الإخواني ، و الإسلام السلفي ، والإسلام التبليغي وهكذا . فقد بين الله تعالى أن غير المسلمين يواجهون المسلمين كتلة واحدة ،وملة واحدة ، ولذلك يجب أن يواجهوهم كذلك صفاً واحداً بولاء واحد ، فقال تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ) وهذه حقيقة تكررت في التأريخ القديم والمعاصر ، فقد اتفق اليهود ـ وهم أهل الكتاب ـ مع المشركين الجاهليين الوثنيين في غزوة الأحزاب للقضاء على الرسول صلى الله عليه وسلم ودولته الفتية ، حتى شهدوا أن هؤلاء الوثنيين أهدى من المسلمين ، حتى يزيلوا الحواجز الفكرية بين الغزاة ، حيث سجل الله تعالى هذه الشهادة الزور فقال تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً ) . وحدة المسلمين فريضة وفي التأريخ الحديث تنازل الفاتيكان عن أهم عقيدة ظل النصارى يؤمنون بها طوال القرون الماضية ، وهي أن اليهود هم الذين قتلوا المسيح عليه السلام ، حيث برأ اليهود في ع ام 1965 عن دم المسيح تميهداً للوحدة ، وتعاون الشعوب المسيحية مع اليهود في حربها ضد الغرب والمسلمين ، بل ظهرت المسيحية المتصهينة التي هي أخطر من الصهاينة أنفسهم في حربهم ضد الاسلام والمسلمين . فالوحدة بين المسلمين فريضة شرعية من أهم الفرائض ، وضرورة عقلية وواقعية يفرضها واقعنا القائم على العولمة السياسية والعملقة الاقتصادية والحقيقة نحن المسلمين أمام أن نكون أمة وسطاً قادرة على حماية نفسها ودينها وسيادتها وثرواتها ، وحينئذ ليس أمامنا إلاّ طريق الوحدة بأي ثمن كان ، وبأية طريقة مناسبة ، فقد نبدأ بالتعاون الفعال الجاد للوصول إلى الوحدة الاندماجية ، وإلاّ فيكون مصيرنا ( ألا نكون ) حقاً وفعلاً وأثراً ، والله المستعان . لماذا الذات المتحدة قبل البحث عن مؤامرات الخارج : إن منهج الإسلام منهج واقعي حكيم يعالج الموضوع عن جذوره ، ولذلك حينما تحدث عن بعض هزائم المسلمين في عصر الرسالة أسند أسبابها إليهم أنفسهم ، فلم يحولها إلى الغير ولم يجعل الغير شماعة لتعليق كل المصائب ، فقال تعالى : (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) . وهذا لا يعني إغفال الجانب الآخر وإنما المقصود أن الأمة لو أخذت بأسباب القوة ، والنهضة والحضارة والتقدم والابداع لكانت هي الأولى والأجدر بتحقيق الحضارة والقوة والنصر على أعدائها ، ولكن حينما لم تأخذ بسنن الله تعالى في الكون من حيث الانتصار والقوة ، أصابها ما أصابها . وعلى ضوء ذلك لا طريق لنا لتحقيق ذلك إلاّ من خلال تفعيل القواعد والمبادئ التي تحكم العلاقة بين المسلمين وهي : القاعدة الأولى : تفعيل الولاء والنصرة للمؤمنين : إن هذه القاعدة تعني أن يكون ولاء المؤمن لله تعالى ولرسوله ثم للمؤمنين وجماعتهم ، فقال تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) وقال : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) . والمقصود بولاء المؤمن للمؤمنين وجماعتهم هو أن يكون حبه لهم ، بأن يحب نصرهم على غيرهم ، ولا يؤثر غيرهم عليهم ، وأن يكون نصرته لهم عند حاجتهم إليه ، فالولاء : هو الحب والتعاون ، والنصرة ، والاتحاد والوقوف مع المؤمنين وقوفاً ثابتاً راسخاً.
349
| 30 يونيو 2014
حصل فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على درع التكريم من مؤتمر الشراكة بين المؤسسات الذي انعقد في دولة الكويت وعلى مدار يومي 6، 7 مايو الجاري وذلك بعد إلقائه محاضرة بعنوان " الشراكة في العمل الإنساني من منظور الشريعة الإسلامية – دراسة علمية تأصيلية ". يذكر أن المؤتمر الدولي يضم ممثلين عن الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي والهيئة العالمية الخيرية وكذلك ممثلي الجمعيات والمنظمات والمؤسسات غير الربحية والخيرية وذلك لبحث تأصيل الشراكة وأهميتها بين المؤسسات الإنسانية والخيرية وبينها وبين القطاع العام والخاص لمواجهة التحديات العالمية مثل الجوع والفقر واللجوء وغيرهم من التحديات الأخرى، كما يتطرق المؤتمر لبيان دور الكويت في المجال الإنساني إضافة إلى باقي الدول الأخرى . وقد تقدم القرة داغي للمؤتمر ببحثين علميين أولهما عن " الشراكة في العمل الإنساني من منظور الشريعة الإسلامية – دراسة شرعية تأصيلية "، والثاني عن " استثمار الوقف وطرقه القديمة والحديثة " . ويدور البحث الأول والذي ستتم مناقشته في الجلسة الأولى من المؤتمر حول التأصيل الشرعي للشراكة بين المؤسسات الخيرية بعضها البعض وبينها وبين القطاعين العام والخاص، حيث أشار البحث إلى أن معظم آيات القرآن الكريم تدور حول الخير والخيرات، والبر والحسنات والإحسان، والصدقات، والرحمة والرحمات، وأراد الله تعالى أن يشمل هذا الخير جميع البشر، وأن تعم الرحمة جميع العالمين من الإنس والجن، والحيوان، والجماد، والسموات والأرضيين. واعتبر البحث أن رسالة المسلمين هي توصيل الرحمة بمعناها الشامل إلى العالم أجمع، وتعميم هذا الخير بكل الوسائل ليعيش الإنسان في خير وبركات وأمن وأمان. كما تناول البحث غفلة المسلمين فترة من الزمن عن هذا الدور العظيم، فاستثمر أصحاب الدعوات الباطلة هذا الفراغ فبدؤا بنشر ضلالاتهم عن طريق الخيرات والأموال، وحاولوا تغيير العقائد والأديان عن طريق الفقر، والجهل والمرض، فأعطوا المال للفقراء حتى يتضرروا أو يخرجوا من الإسلام الصحيح، وعلموا الأطفال في المدارس ليكونوا دعاة إلى الباطل في بلاد الإسلام، وعالجوا المرضى واستغلوا ضعفهم وحاجتهم. المؤسسات الخيرية ثم تنبه إلى ذلك المسلمون بإنشاء مؤسسات وجمعيات خيرية لحماية المسلمين، وإغاثة الملهوفين.غير أن هذه المؤسسات والجمعيات الخيرية تحتاج إلى مزيد من التنظير، والتأصيل والتوجيه، والتخطيط، والريادة، والقيادة، والقدوة، لتنطلق من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة البناء، وليكون لها دورها في التنمية والنهضة المنشودة، وليعود لها دورها في تحقيق الحضارة، كما كان للوقف دوره العظيم في حضارتنا الإسلامية حتى نستطيع القول بأن الحضارة الإسلامية هي هبة الوقف ـ بعد الله تعالى ـ فكل ما سجله تاريخنا الإسلامي من كتاتيب ومحاضر، ومدارس، وجامعات، ومستشفيات، وجسور وقناطر، وخانات ونحوها، كان للوقف دور عظيم فيها . ويركز البحث على تأصيل الشراكة والتعاون البناء بين جميع المؤسسات الخيرية والإنسانية في العالم أجمع، وبناء جسور التواصل بين جميع مَن يريد التعاون على الخير من أصحاب الأديان والثقافات، والشعوب، وذلك لأن المعاناة أصبحت عالمية، وبالتالي تحتاج إلى تعاون عالمي، ولأن حجم المآسي كبير جداً، يتطلب جهود الجميع، ولأن حجم المصائب ضخم جداً يتطلب التعاون على توزيع الأدوار حتى يصل الخير إلى جميع من يستحقه. ويذكر أن القره داغي سوف يتناول في مداخلته الثانية بالمؤتمر دور الوقف في التنمية المستدامة ومعالجة قضايا الفقر بصورة أكثر استقراراً.
423
| 07 مايو 2014
قال د.علي محي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الشعوب اختارت الحركات الإسلامية لفشل القوميين والعلمانيين في قيادة الأوطان وتحقيق مصالحها ووقف في حوار له لقناة تي آر تي التركية على أهم المتغيرات والتحليلات بخصوص الأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية وقام بتوضيح موقف الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين من هذه الأحداث وتفاعله معها . وأشاد القرة داغي بحجم الجهود التي يبذلها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في جميع أنحاء العالم. ولفت إلى أن الاتحاد انطلق لإسداء النصح والإرشاد لأولياء الأمر كما يقدمها للشعوب حيث أسهم الاتحاد في حل العديد من القضايا منها قضية الإصلاح بين القرغيز والاوزبك 2010 م وكذلك الإصلاح بين الحكومة الداغسانية والمعارضين كما أن له أنشطة وامتدادات داخل قارة إفريقيا، من أهم ثمرات هذه الجهود إسلام أكثر من 15 ألف شخص من ذوى الاعتبار خلال العامين الآخرين .. ووجه القرة داغي رسالة لكل العقلاء في العالم العربي والإسلامي وبالأخص تركيا للانتباه لهذه المخططات وإعلاء مصلحة الأوطان بعيدا عن التحزب والأنانية .. وفي قضية المشهد العربي في ظل ثورات الربيع العربي..قال فضيلته بهذا الشأن، إننا يجب أن نكون واقعيين ومدركين للحقائق من حولنا ..فقد فشل العلمانيون والقوميون في قيادة الشعوب العربية والإسلامية خلال التسعين عاما الماضية بل وازدادت الأوضاع سوءا في ظل تمكنهم من السلطة في هذه المجتمعات وانهارت قضايا الأمة وتوسعت الخسائر وليس أدل من ذلك على قضية القدس وفلسطين وكذلك مستوى المعيشة في هذه الشعوب ..ومن ثم كانت الثورات العربية بداية بتونس وانتقالا إلى مصر التي أزعجت الغربيين بشكل كبير لأنهم يدركون أن نهضة الشعوب تقوم بالأساس على الحرية . لا انطلاقة بلا حرية وأكد أن الشعوب إّذا وجدت الحرية كانت الانطلاقة نحو النهضة ولذلك ساعدوا على الانقلاب عليها سريعا وإزاحة أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطى حر وراهنوا على انهيار مصر وسقوطها فى مستنقع الحرب الأهلية ولولا لطف الله ثم حكمة قادة الحركات الإسلامية في مصر لوقعنا في الفخ ولصرنا إلى مالا يحمد عقباه. وحول رأي فضيلته فيما يسمى بتيارات الإسلام السياسي وحركتها داخل المجتمعات واختيار الشعوب لهم بالانتخابات أشار فضيلته إلى أن مصطلح الإسلام السياسي هو مصطلح غربي فى الاساس روجه القوميون والعلمانيون لأن الإسلام كل لا يتجزأ والسياسة هي جزء من الإسلام. وقد اختارت الشعوب هذه الحركات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمين نظرا لسببين: فشل القوميين والعلمانيين في قيادة الأوطان وتحقيق مصالحها ، الصحوات الإسلامية التي عمت الشعوب العربية والإسلامية في الآونة الأخيرة. وبين أنه قد حيكت المؤامرات لإزاحة هذه الحركات عن السلطة التي اختارتها الشعوب عن طريق التضليل والتزوير ويكفي أنهم صوروا خروج الملايين على حكم الرئيس المنتخب في مصر ووفقا للحقائق بكل المقاييس لم يتجاوز عدد من خرجوا عن المليون بأفضل الحالات. متطلبات نصرة المسلمين وحول ما يحدث للأقليات المسلمة في العديد من الدول وخصوصا ميانمار وإفريقيا الوسطى..أشار فضيلته إلى تحرك الاتحاد بكل الاتجاهات وإرسال رسائل للمعنيين وعلى رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة وكذلك الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وإصدار بيان شديد اللهجة ولكن وللأسف كانت الاستجابة ضعيفة جدا سواء في حالة مسلمي الروهينجا بميانمار أو المسلمين بإفريقيا الوسطى وهذا يعد تواطؤا مفضوحا من كل المعنيين ومنظمات حقوق الإنسان العالمية ونحن نعلم أنهم لو كانوا يهودا أو نصارى لتحركت كل المنظمات الدولية لإنقاذهم . وتوجه فضيلته بالنهاية بنداء ورسالة إلى الحكومات العربية والإسلامية بضرورة سرعة التحرك واتخاذ المواقف لنصرة الشعوب المسلمة لأن المعركة لن تتوقف عند أحد ولكنها ستمتد للجميع . وأخيرا كان تعليق فضيلته حول ما يحدث بالقدس ومحاولات التهويد وإقامة المستوطنات حول المسجد الأقصى فقال إننا في اشد الأيام سوءا لأننا وللأسف نجد من بني جلدتنا من يساعد اليهود على تنفيذ مخططاتهم وما حصار غزة وإغلاق المعابر ووصف منظمة حماس بالإرهاب ما هي إلا أدوات لمساعدة العدو الصهيوني في تنفيذ مخططه ..ولكن عسى الله عز وجل من وراء هذه الأزمة أن يفضح المجرمين ويكشف حيلهم وتلاعبهم بإرادة الشعوب حتى ينقي الصف وليميز الله الخبيث من الطيب.
340
| 04 أبريل 2014
إستقبل فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور علي محي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في مقر الاتحاد بالدوحة وفدا وزاريا ماليزيا برئاسة نائب كبير الوزراء بولاية كلانطن الماليزية. وأجرى الوفد مباحثات هامة حول آفاق التعاون بين الاتحاد والولاية الإسلامية الماليزية. وقال القرة داغي للوفد بعد أن أبدى اعتزازه بعلماء ماليزيا إن الحكام لايقومون الآن بواجبهم المطلوبة إسلاميا مما عزز دور العلماء ، وأشار إلى أن من أهم ادوار العلماء الآن هو المصالحة بين الحكام والشعوب والعلماء، فإذا لم يقوموا بهذا الواجب تمزقت الأمة وتفرقت. وأضاف: ان المعركة الآن هي ضرب الإسلام بالإسلام مشيرا إلى مايجري من تأييد بعض من يحسبون على العلماء في مصر للانقلابيين والظالمين، وكما يحدث في تركيا أيضا. وركز الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين على أن العلماء هم قلب الأمة النابض لجسد الأمة وعليهم أن يوصلوا الإسلام لكل الناس مشيرا الى ان العلماء الحقيقيين عليهم الا يعرفوا النوم انطلاقا من دورهم الكبير في هذه الفترة التي تمر بها الامة الاسلامية. ورحب القرة داغي بعلماء ماليزيا والولاية للانضمام للاتحاد، وذكر ان الاتحاد به اكثر من خمس وستين جمعية حاصلة على عضويته إضافة إلى عضوية معظم الاتحادات الإسلامية، مشيرا إلى أن الاتحاد العالمي هو اكبر المنظمات التي تجمع العلماء ولها مصداقية ومرجعية عالية.
412
| 24 مارس 2014
مساحة إعلانية
أعربت إدارة نادي الغرافة الرياضي عن استيائها من مستوى الحوار الذي دار بين محلل قناة الكأس وممثل النادي، معتبرة أنه لم يكن بمستوى...
18306
| 31 أكتوبر 2025
توضح الهيئة العامة للجمارك أنواعالأمتعة والمتعلقات الشخصية والهدايا التي ترد بصحبة المسافرين والمعفاة من الجمارك. وتذكر جمارك قطر عبر موقعها الإلكتروني المواد المصرح...
8642
| 01 نوفمبر 2025
أعلنت قطر للطاقة، اليوم الجمعة، أسعار الوقود في دولة قطر لشهر نوفمبر المقبل 2025، حيث شهدت انخفاضا في أسعار الجازولين 91 ممتاز، وسعر...
8608
| 31 أكتوبر 2025
أصدر الديوان الأميري البيان التالي: انتقلت إلى رحمة الله تعالى اليوم السبت 1 نوفمبر 2025 الشيخة مريم بنت عبدالله العطية، حرم المغفور له...
7056
| 01 نوفمبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
بعث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، برقية تعزية إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن...
4350
| 31 أكتوبر 2025
■العالم يشهد تحولات تتطلب مراجعة شاملة لعمل الجزيرة ■ نحن اليوم على عتبة فصل جديد في مسيرة شبكة الجزيرة الإعلامية ■ الجزيرة رسخت...
3606
| 02 نوفمبر 2025
تضم نسخة شهر نوفمبر 2025 من رزنامة قطر باقة متنوعة من البطولات الرياضية العالمية، والمعارض الكبرى، والعروض الحية، والمهرجانات المجتمعية. فمن بطولة كأس...
1888
| 02 نوفمبر 2025