رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
76 ألف طالب أجنبي يعانون ويلات الحرب في أوكرانيا.. كيف سيتم إجلاؤهم ومن ينقذ مستقبلهم الدراسي؟

منذ أن كانت جزءًا من الاتحاد السوفييتي وحتى الآن ظلت أوكرانيا وجهة جذب للطلاب الأجانب، فميزها دومًا استثمارها في الكبير في التعليم العالي ومحاولتها إبان الاتحاد السوفييتي لاستقطاب الطلاب من الدول الأفريقية التي نالت استقلالها حديثًا. وحسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية فإن هؤلاء الطلاب الأجانب ينظرون للجامعات الأوكرانية على أنها بوابة الدخول إلى سوق العمل الأوروبية، فبرامجها الأكاديمية سعرها مناسب وتأشيرتها سهلة الاستخراج، بالإضافة إلى إمكانية حصولهم على الإقامة الدائمة. ووبحسب بيانات حكومية صدرت في عام 2020، استقبلت أوكرانيا 76 ألف طالب أجنبي، تركوا دراستهم بعد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي تسببت في هجرة ضخمة للمدنيين بمن فيهم الطلاب. ويحتل الطلاب الهنود المركز الأول من الطلاب الأجانب فعددهم تجاوز العشرين ألف طالب يدرسون الطب والهندسة وإدارة الأعمال ووجودهم يشكل جزءاً هاماً من اقتصاد البلاد، لكنهم أصبحوا يجهلون مصير دراستهم. باتريك إيسوغونوم، الذي يعمل في منظمة تساعد الطلاب من غرب أفريقيا الراغبين في الدراسة بأوكرانيا يقول: تحظى الشهادات الأكاديمية الأوكرانية باعتراف واسع، وتوفر تعليما رفيع المستوى، فالعديد من الطلاب يرغبون في دراسة الطب في أوكرانيا نظرا لما توفره الدولة من مستوى جيد للتجهيزات الطبية. وبحسب بيانات الاتحاد الأوروبي، تمكن أكثر من عشرة آلاف طالب أفريقي من الفرار من أوكرانيا، والوصول للدول المجاورة، وتحدثت تقارير صحافية عن أن الطلاب الأجانب تلقوا معاملة عنصرية عند الحدود فيما منعهم مسؤولون أوكرانيون من عبور الحدود، وقتل طالب هندي أثناء خروجه لشراء الطعام حسبما أكدت الخارجية الهندية. ووجه طلاب انتقادات للجامعات الملتحقين بها جراء رفضها التحول لنظام الدراسة عن بعد قبل العملية العسكرية الروسية، فبحسب ماري وهي طالبة بالسنة الأخيرة بكلية الطب فإن الجامعة تجاهلت دعواتنا ومخاوفنا لأكثر من شهر، مضيفة أنها وزملاؤها توسلوا للجامعة بأن تسمح لهم بالمغادرة، ولكنهم، بحسب ماري، تم إبلاغهم بأنهم سيُغرموا إذا ما فوتوا محاضرات، وهي سياسة ثابتة في بعض الجامعات الأوكرانية، لذا لم يكن أمامنا خيار، وآل بماري الأمر إلى أنها علقت بمنطقة سومي قرب الحدود الروسية وهي مدينة تتعرض لهجوم متواصل. واعترفت الجامعة التي درست فيها ماري بأنها لم تعتقد أن روسيا ستغزو فعلا بلادهم، ولكنها نفت معاقبة الطلاب الذين قرروا المغادرة قبل الغزو، كما أن الجامعة تحولت إلى التعليم عبر الإنترنت في اليوم الذي سبق الغزو. وتسعى الحكومات الأفريقية لإجلاء مواطنيها من البلاد، مع تنظيم بعض الرحلات الجوية للعودة إلى الوطن لأولئك الذين يعبرون الحدود، وكانت غانا أول دولة أفريقية تستعيد مجموعة من طلابها في أوكرانيا يوم الثلاثاء الماضي، كما قالت نيجيريا إنها ستحذو حذوها وستعرض رحلات جوية للراغبين في العودة، عبر رومانيا والمجر وبولندا. وأطلقت الحكومة الأوكرانية خطاً ساخناً للطوارئ للأفارقة والآسيويين الفارين، بحسب وزير الخارجية ديميترو كوليبا، والذي قال في تغريدة على تويتر، إن السلطات تعمل بشكل مكثف لضمان سلامة ومرور الطلاب الأفارقة والآسيويين. ومن بين 3 آلاف طالب مصري يدرسون في أوكرانيا عاد 453 طالبًا منهم، فيما لا يزال مصير الباقين مجهولًا فيما نصحت السفارة المصرية في أوكرانيا مواطنيها بالتوجه إلى الحدود الأوكرانية مع رومانيا وبولندا وسلوفاكيا والمجر والتواصل مع أرقام الطوارئ لتنسيق الانتقال إلى عواصم تلك الدول وتقول وزارة الخارجية المصرية إنها مستمرة في عمليات إجراء المصريين من بولندا بالتنسيق بين السفارة المصرية والسلطات البولندية، حيث يتم ترتيب تنقلاتهم وتسكينهم في الفنادق قبل إجلائهم. وأبدى طلاب مصريون عادوا لمصر خشيتهم من عدم اعتراف مؤسسات التعليم المصرية بشهاداتهم الجامعية الأوكرانية ما يعني عدم تمكنهم من استكمال دراستهم. وقبل يومين وصلت أولى رحلات الطلاب الجزائريين للعاصمة الجزائرية على متنها 76 جزائريا قادمين من رومانيا بعد تمكنهم من اجتياز الحدود، لكن وكالة أنباء الأناضول نقلت عن أحد العائدين قوله إن العديد من الرعايا ما زالوا عالقين في العاصمة الأوكرانية كييف، ولم يتمكنوا من الانتقال إلى الحدود الغربية للبلاد. ووفق السفارة الأوكرانية في الجزائر يوجد نحو 1200 طالب جزائري في جامعات البلد الأوروبي، إضافة إلى عدد من المقيمين (غير معروف). ويعكس عدم التمكن من الحصول على معلومات كافية صعوبة تحديد البلدان الأفريقية والأسيوية لأوضاع مواطنيها خلال هذه الحرب، إذ لا توجد سجلات رسمية ببيانات المواطنين لدى سفارات تلك الدول ما سيزيد صعوبة إجلائهم.

2330

| 05 مارس 2022

عربي ودولي alsharq
عنصرية وشتائم وضرب.. طلاب عرب يكشفون عن معاناتهم في الحرب الأوكرانية

في اجتماع لوزراء داخليته، في بروكسل، حذَر الاتحاد الأوروبي من أن الاقتتال في أوكرانيا قد يؤدي إلى موجة نزوح كبير، يقدر عددها بـ 7 ملايين طالب للجوء. الأمر الذي وصفه المفوض الأوروبي المكلف إدارة الأزمات يانيس ليناريتش، بأن أوروبا تشهد ما قد يصبح أكبر أزمة إنسانية في قارتنا الأوروبية منذ أعوام عديدة. ومع اندلاع الحرب في أوكرانيا، وجد نحو 10 آلاف طالب عربي أنفسهم عالقين وسط نزاع لا ناقة لهم فيه ولا جمل، يواجهون فيه القصف الشرس والاشتباكات العنيفة. بينهم عديد من المغاربة، الذين يحتلون المركز الثاني كأكبر جالية طلابية أجنبية في أوكرانيا، إضافة إلى الجزائريين والمصريين والتونسيين واللبنانيين وجنسيات عربية أخرى، وفقا لـTRT عربي. ونقل الطلاب العرب في أوكرانيا معاناتهم بسبب القصف المستمر ومحاولة عبور الحدود سعيًا إلى الوصول لأوطانهم. وقال سمير عياد لـالجزيرة مباشر إنه عالق هو وزملاء له من جنسيات عربية مختلفة في محطة قطار مدينة خاركيف. عدد المغاربة الموجودين في أوكرانيا يصل إلى 20 ألفا تمكن بعضهم من المغادرة وأفاد أنهم يرغبون في الوصول إلى إحدى المدن الحدودية مع رومانيا أو بولندا لمغادرة البلاد الواقعة تحت القصف الروسي منذ الخميس الماضي. ممرات خاصة للأوكرانيين وقال عياد إنه وزملاؤه يتعرضون للتمييز، إذ تعطي السلطات الأوكرانية الأولوية للمواطنين وتفصل بينهم وبين الأجانب، فتوفر ممرات خاصة للمواطنين وأخرى للأطفال ثم الأجانب من باقي الجنسيات؛ وفقا للجزيرة مباشر. وتحدث الطالب اللبناني عن تقصير السفارات في تدبير الوضع، وقال إنه لم يتواصل معه أحد من المسؤولين، موضحًا أن الطلاب يعتمدون على أنفسهم للنجاة. وأفاد عياد في اتصال هاتفي للجزيرة أن كل وسائل النقل معطلة عدا القطارات التي يأتي أحدها على رأس كل 4 ساعات، وتوقع وجود حوالي 500 أجنبي في المحطة. ووصف سمير عياد الوضع الأمني في خاركيف بأنه كان خطيرًا جدا، إذ منعته قوات الجيش الأوكراني من مغادرة المنزل، ثم أصبح أقل خطورة لاحقا مع استمرار دويّ الرصاص. السلطات تمطرنا بالشتائم والضرب ومن الحدود مع بولندا، نقل الطالب المغربي أحمد رجات للجزيرة مباشر الوضع، مفيدًا أن بعض الأشخاص يمكث هناك منذ 5 أيام في انتظار المغادرة. وتحدث رجات عن عنصرية السلطات الأوكرانية في التفريق بين مواطنيها والأجانب، وأفاد باستخدمها العنف في العديد من المرات مع تزايد ضغط أعداد الوافدين. ووصف الطالب الوضع بأنه كارثي، قائلا إن اكتظاظ النازحين من كل الجنسيات أدى إلى إصابات في صفوفهم بسبب عنف السلطات، لكن الوضع الأمني الآن مستقر. وأوضح رجات أن السلطات جعلت مواطنيها في الصفوف الأمامية، وأنهم عبروا الحدود عبر حافلات، في حين يتقدم الأجانب سيرًا على الأقدام تحت وابل من شتائم السلطات الأوكرانية. وأفاد أحمد أنه قدِم إلى الحدود البولندية عبر القطار من خاركيف بعد تحذير من السلطات بمغادرة كل المدن القريبة من الحدود الروسية. وأضاف أنه هو وزملاؤه بعد نزولهم من القطار استقلوا سيارة أجرة تقاضى سائقها 100 دولار على الشخص في مسافة لا تتجاوز 75 كيلومترًا، ثم تابعوا السير مشيًا مسافة تقارب 45 كيلومترا. وقال الطالب إن عدد المغاربة الموجودين في أوكرانيا يصل إلى 20 ألفا تمكن بعضهم من المغادرة، ولا يزال كثير منهم على الحدود مع نازحين أوكرانيين وآخرين من جنسيات أخرى قدرهم بالملايين. مؤونتنا تنفد وقالت الطالبة التونسية إن آلاف الأوكرانيين والأجانب عالقون في عدد من المركبات التي لم تتمكن من وصول الحدود بعد، وأضافت أنها قدِمت من مدينة تبعد عن الحدود البولندية بـ1200 كيلومتر، وأن سفرها استغرق 3 أيام. وأضافت أنها هي وأصدقاؤها استعدوا بأخذ كميات كبيرة من الطعام والماء، لكنهم لم يتوقعوا المكوث كل هذا الوقت في الطريق، وأن مؤونتهم بدأت تنفد.

4438

| 01 مارس 2022