أعلنت وزارة الداخلية أن إدارة الأمن الوقائي تمكنت من تحديد هوية جميع المتورطين في واقعة ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
حذر فضيلة الداعية الشيخ عبدالله السادة في خطبة الجمعة، من مخاطر "القتل" وما يترتّب عليه من مفاسد عظيمة، مبيناً أن خطورة القتل وسفك الدم الحرام هو الذي جعل الملائكة عليهم السلام، يذّكّرون بأن استخلاف الإنسان في الأرض يترتّب عليه الإفساد فيها وسفك الدماء. وقال فضيلته في خطبة الجمعة، اليوم، بجامع مريم بنت عبدالله بالدفنة: إن القتل بغير حقّ يدخل في الإفساد في الأرض، لكن خصّه الملائكة -عليهم السلام -بالذّكر، لعلمهم بعظيم أمره عند الله ـ تعالى ـ وقد قصّ الله ـ تعالى ـ علينا في القرآن الكريم نبأ أوّل دم بشريّ سفك على الأرض ظلمًا وعدوانًا، بسبب حسد ابن آدم لأخيه: "قال لأقتلنّك" فنفّذ بعد وعيده: "فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين"، ولفت إلى أنّ في القرآن الكريم تعدادًا لأنواع من الذّنوب والموبقات؛ كالشّرك والرّبا والزّنا والخمر والعقوق والقطيعة وغيرها، لكنّي لا أعلم أنّه ذكر في القرآن قصّة بداية ذنب عمله ابن آدم، ولا بيان أوّل من باشره سوى القتل؛ فإنّ الله ـ تعالى ـ ذكره في قصّة مؤثّرة؛ ليردع عنه من قرأها وسمعها. وأضاف: "ثمّ ذيّلت هذه القصّة العظيمة بحكم خطير، يفيد بأنّ من استحلّ قتل نفس واحدة بغير حقّ، فإنّما هو مستحلٌّ لقتل البشر كلّهم: "أنّه من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعًا". وذكر الخطيب أن استحلال قتل النّاس، والاستهانة بأرواحهم، والولوغ في دمائهم، ينشأ عن الجهل بعاقبة ذلك عند الله تعالى، وعن ظلم في النّفس، وكبر وعلوّ على النّاس، يرى القاتل فيها نفسه فوق المقتول، وحينئذ فإنّه لو استحلّ دماء شعوب بأكملها؛ فإنّ قلبه لا يتحرّك، ولا تطرف عينه، ولا تلومه نفسه، كأنّه يرى أنّ هؤلاء البشر ما خلقوا إلاّ ليستعبدهم، أو يحقّق مراده منهم أو يقتلهم، ولأجل ما في النّفس البشريّة من الظّلم والعدوان، والتّعطّش لسفك الدّماء عند القدرة على ذلك. النصوص حاسمة وبيّن أن نصوص الكتاب والسّنّة جاءت حاسمةً قويّةً مرهبةً من القتل، تَعِد من استحلّ الدّماء المعصومة فسفكها، أو استهان بها فأعان على قتلها، تَعِده بأشدّ الوعيد وأعنفه.. وعدّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قتل نفس بغير حقّ من أكبر الكبائر، ومن السّبع الموبقات، الّتي توبق صاحبها، وفي حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دمًا حرامًا"، قال ابن الجوزيّ، رحمه الله تعالى: "المعنى: أنّه في أيّ ذنب وقع كان له في الدّين والشّرع مخرجٌ، إلّا القتل؛ فإنّ أمره صعبٌ، ويؤيّده حديث عبادة بن الصّامت - رضي الله عنه ـ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "من قتل مؤمنًا فاغتبط بقتله، لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً". قتل النفس فساد وكثيرٌ من المفسدين في الأرض، المستعلين على الخلق، يعدون النّاس بالقتل، ويفاخرون بسفكهم لدمائهم ظلمًا وعدوانًا، فويلٌ لهم على اغتباطهم بذلك.. فسفك دم مسلم أعظم عند الله تعالى من الدّنيا كلّها؛ لمكانة المؤمن عند ربّه عز وجل، ولِهوان الدّنيا عليه سبحانه، قال عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: "لَزوال الدّنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم"، فويلٌ لمن استهان بدم امرئ مسلم فسفكه بغير حقّ، ويلٌ له من يوم عبوس قمطرير، يقف فيه بين يدي الله ـ تعالى ـ حين يَقضي في أمر الدّماء، وهي أعظم المظالم بين النّاس، ويبدأ بها في الفصل بينهم يوم القيامة؛ كما في حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النّبيّ ـ صلى الله عليه وسلم: "أوّل ما يقضى بين النّاس يوم القيامة، في الدّماء".
5674
| 27 مايو 2016
قال فضيلة الشيخ عبدالله السادة: إن الإسلام يحث على أحسن الخلق، وأجمل الصفات، وأنبل القيم، كما يدعو ايضا إلى نبذ كل ما هو مذموم من الطباع والعادات. وأشار في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بمسجد مريم بنت عبدالله بالدحيل، الى أنه من الصفات التي ذمها الإسلام صفة الأثَرة، وهي تعني الاستبداد وحب التملك والأنانية، وهي ضرب من ضروب الشح والبخل، وسبب لمنع ما أمر الله من الإنفاق والبذل، واكد ان النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الشُّح أيما تحذيرٍ، لأنه صفة مذمومة وداء خطير، إذ قال — عليه الصلاة والسلام —: ((إياكم والشح؛ فإن الشح أهلك من كان قبلكم))، وكما قال رب العزة في كتابه العزيز: ((ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)، ونبه الخطيب الى انه كلما كان الإنسان أكثر أثرةً، كان أكثر بعداً عن الله عز وجل، كيف لا؟! وقد أمره بالجود والإنفاق بسخاءٍ، بينما شح هذا الإنسان أبعده عن البذل والعطاء. ما جاء في الأثر واوضح انه قد جاء في الأثر: ((السخي قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد عن النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار))، وحذر من أن الأثرة مرض نفسي ووباء، إذا فشا بين أفراد المجتمع؛ انتشرت بينهم البغضاء، وصار بينهم الكره والحقد، والتدابر والحسد. موضحا انه يجعل أفراد المجتمع لا هم لهم سوى الحصول على مصالحهم الشخصية، فيحصل التنازع بين بني الإنسان. واشار الى انه ما أقبح أن يتصف الإنسان بالأثرة وحب الذات، وما أجمل أن يسعى للتخلص منها بأفضل الصفات.. وزاد خطيب مسجد مريم بنت عبدالله بالقول: إن الإنسان بطبيعة فطرته يميل إلى الصفات الحسنة، ويبتعد عن الصفات التي تكسبه المذمة، وبين أن الإسلام جاء ليحقق أسمى الفضائل لنفس الإنسان، ليحيا الجميع حياة الاستقرار والاطمئنان، ويعيشوا عيشة السلامة والأمان. وذكر أنه من الصفات التي حث عليها الإسلام صفة الإيثار، موضحا ان الإيثار معناه تقديم الغير على النفس في الحظوظ الدنيوية، رغبةً في نيل رضا رب البرية،. الإيثار.. صفحة حميدة وأشار إلى أن الإيثار فضيلة أخلاقية نبيلة، وصفة حميدة جليلة، لا يتحلى بها إلا أصحاب القلوب الكبيرة، والهمم العالية، والعزائم الثابتة، لكنه يحتاج لتحقيقه إلى صبر واحتمال، وبذلٍ وكرم على أي حال، موضحا انه ما أعظم أن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه، وما أجمل أن يشاركه في كل أحواله، ويواسيه بما استطاع من ماله، والأعظم من ذلك أن يؤثر الإنسان غيره بالشيء، وهو أحوج ما يكون إليه، وأن يبذل له من ماله ووقته وجهده ما لا يبذله لنفسه التي بين جنبيه. واستشهد الخطيب بقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).. وقال الشيخ السادة: المؤثِر هو الذي يجوعُ ليشبع أخاه، ويظمأ ليرويه، ويسد له خلته، ويقضي له حاجته، ولو بقي طاوياً محتاجاً، فهذا والله ذو حظٍ عظيم، وخلقٍ كريم، له في مراتب الإيمان المرتبة العظمى، والدرجة الكبرى، بل ينال أعلى درجات البر، كيف لا؟! والله سبحانه وتعالى يقول: ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم). التقي والسخي وأضاف: لقد فرق بعض العلماء بين التقي والسخي والجواد، فالذي يؤثر حب الله ورضاه على حب الدنيا هو التقي، والذي يسهل عليه العطاء ولا يؤلمه البذل والإيثار هو السخي، وإن كان ممن يعطون الأكثر ويبقون لأنفسهم فذاك جواد. وأكد أن مفهوم الإيثار لا يقتصر على المؤاثرة في الأشياء المادية، بل الإيثار أنواع ودرجات، وأعلى درجات الإيثار هو إيثار مرضاة الله على أهواء النفس ورغباتها، داعيا الى تأمل قصة موسى ـ عليه السلام ـ مع سحرة فرعون، وكيف ظهرت لهم معجزة موسى ـ عليه السلام ـ إذ تحولت العصا بقدرة الله إلى ثعبانٍ، فأقروا بالحق والإيمان، وأن موسى ـ عليه السلام ـ نبي مرسل من الواحد الديان: ((قالوا آمنا برب هارون وموسى)) فهددهم فرعون بأشد العذاب، إذ قال لهم كما حكى عنه القرآن الكريم: ((لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلافٍ ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى)). ونبه فضيلته إلى أن السحرة آثروا رضا الله عز وجل: ((قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا، فاقض ما أنت قاضٍ إنما تقضي هذه الحياة الدنيا).. ولفت الى ان في إيثار الغير على النفس من حظوظ الدنيا، حيث ضرب لنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثَلاً عالياً، وخلقاً أصيلاً، إذ كان ـ عليه الصلاة والسلام — يؤثر غيره على نفسه بما هو محتاج إليه، ويجود بكل ما عنده ولا يبخل عليه، فإن لم يكن عنده ما يجود به اقترضه ورده، وإن تعذر عليه أمله ووعده.
1865
| 22 أبريل 2016
أكد فضيلة الشيخ عبدالله السادة أَنَّ اللهَ عز وجل قد فَرَضَ على عباده الفَرَائِضَ وشَرَعَ العِبَادَاتِ طَهَارةً لِلنُّفُوسِ وتَزكِيَةً لِلسُّلُوكِ، وتَنْقِيَةً لِلسَّرَائِرِ وتَرْبِيَةً لِلضَّمَائِرِ. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بمسجد مريم بنت عبدالله بالدفنة: إن هذه الفَرَائِضَ والعِبَادَاتِ نَافِعَةٌ مَقبُولَةٌ مَا أَثْمَرَتْ هَذِهِ الثِّمَارَ الطَّيِّبَةَ، وتَجَلَّتْ مَظَاهِرُهَا فِي الإِنْسانِ بِحُسنِ التَّرْبِيَةِ، وذكر أنه الله عز وجل يُعِزُّ مَنْ أَحْسَنَ أَدَاءَها، فَيَصْعَدُ إِلَيه تَعَالى الطَّيِّبُ مِنْ أَقْوَالِها، ويَرفَعُ سُبْحَانَهُ الصَّالِحَ مِنْ أَعمَالِهَا، قَالَ تَعَالى: "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ" واوضح أن اللهُ تعالى يَقْبَلُ العَمَلَ إِذَا سَلِمَ مِنَ المُبْطِلاتِ، وعُوفِيَ مِنَ المُفْسِدَاتِ، واستَوفَى شُروطَ العِبَاداتِ، لِيَبقَى ذَلِك العَمَلُ مُمْتَدّاً أَثَرُهُ مُدَّخَراً لِصَاحِبهِ بَعْدَ المَمَاتِ. ونبّه إلى أنه يتعين عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَحْذَرَ أَشَدَّ الحَذَرِ مِنْ إِفْسَادِ عَمَلِهِ بِكُلِّ مَا مِنْ شَأْنِهِ التَّأْثِيرُ عَلَى صِحَّتِه، أَو إِذْهَابُ أَجْرِهِ وثَوَابِهِ، حَتَّى لا يَخِيبَ جَمِيلُ أَمَلِهِ، فَيَخْسَرَ الخَسَارَةَ الكُبْرَى التِي قَالَ اللهُ عَنْهَا: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً). واضاف: َمَا أَثْقَلَها مِنْ حَسْرَةٍ ومَا أَشَدَّهُ مِنْ أَلَمٍ حِينَ يَكُونُ العَمَلُ شَرّاً مِنْ عَدَمِهِ، فَيَجُرُّ عَلَى صَاحبِهِ شَقاءَهُ وطُولَ نَدَمِهِ، مُحذّراً من أنه مِمَّا يُحْبِطُ أَعْمَالَ العَامِلِينَ ويُخَيِّبُ سَعْيَ السَّاعِينَ، سُوءَ العَلاقَةِ بِاللهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وخَللَ التَّوحِيدِ لِخَالِقِ السَّمَاواتِ والأَرَضِين. ونوّه إلى أن َالكَافِرُ بِنِعْمَةِ الله،ِ الجَاحِدُ لِفَضْلِهِ، المُشْرِكُ لَهُ فِي العِبادَةِ سِوَاهُ، عَمَلُهُ مَرْدودٌ، وسَعيُهُ غَيْرُ مَحْمُودٍ، لا يَجُرُّ لَهُ شَيئاً مِنَ الثَّوابِ، ولا يَقِيهِ مِنْ أَليمِ العِقَابِ،لافتا إلى قول المولى عز وجل في كتابه العزيز: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) صور الكفر بالله ونبّه الشيخ السادة إلى عدد من صور الكفر بالله، مشيراً إلى أن من هذه الصور، اعتقادَ النَّفْعِ أَو الضُّرِّ مِنْ غَيْرِ رَبِّ العَالَمِينَ، قائلاً إنه كَمَا يُحبَطُ العَمَلُ بِالشِّرْكِ الأَكْبَرِ، فّإِنَّهُ يُحْبَطُ بِالشِّرْكِ الأَصغَرِ الذِي هو الرِّياءُ. وبيّن أن الرياء: هو أَنْ يَطلُبَ العَبْدُ بِعَمَلِهِ ثَنَاءَ النَّاسِ ومَدْحَهَم وذِكْرَهُم، محذرا من أن َاللهُ سُبْحَانَهُ لا يَقْبَلُ إِلاَّ مَا كَانَ خَالِصاً لِوَجْههِ، مُفْرِداً لَهُ سُبْحَانَهُ فِي قَصْدِهِ، قَالَ تَعَالى: (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ). ولفت إلى أنه مِنْ حُسْنِ العَلاقَةِ بِاللهِ التِي يَزكُو بِها العَمَلُ ويُرْفَعُ، هو الإِحْسَانُ الذِي عَرَّفَهُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم - بِقَولِهِ: (أَنْ تَعْبَدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَراهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)، موضحاً أن َمَنِ استَوَتْ عَلَى الصَّلاحِ عَلانِيَتُهُ وسِرُّه، وخَفَاؤُهُ وجَهْرُهُ، قَبِلَ اللهُ عَمَلَهُ، وحَقَّقَ لَهُ أَمَلَهُ، ومَنْ كَانَ بِخِلافِ ذَلِكَ كَانَ لَهُ غَيْرُ ذَلِكَ. وأشار خطيب مسجد مريم بنت عبدالله إلى أن مِنْ مُبْطِلاتِ الأَعمَالِ كذلك الاعتِدَاءُ عَلَى الآخَرِينَ وهَضْمُ حُقُوقِهم، وسَلْبُ إِرَادَتِهم، واحِتقَارُ آرَائِهم، ومُصَادَرَةُ حُرَّيَاتِهم، مُنبّهاً إلى أنَّ ذَلِك يُضْعِفُ تَمَاسُكَ المُجْتَمَعِ وتَرَابُطَ أَبنائِهِ، فَقَد حَرَّمَ الإِسلاَمُ أَنْ يَفْرِضَ الإِنسَانُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ لِزَعَامَتِهم أو تَقَدُّمِهُم، احتِرَاماً لِرَغَبَاتِهِمْ مَا دَامَتْ قَائِمَةً عَلَى أَسَاسٍ صَحِيحٍ، فَعَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((ثَلاثَةٌ لا تُجَاوِزُ صَلاتُهم آذَانَهم: وذَكَرَ مِنْهُم: مَنْ أَمَّ قَوماً وهُم لَهُ كَارِهُون)). مبطلات الأعمال ومضى الشيخ السادة في شرح مبطلات العمل فقال أنه َكمَا يَبْطُلُ العَمَلُ بالاعتِدَاءِ عَلَى إِرَادَةِ الآخَرِينَ، فَإِنَّهُ يَبْطُلُ بِغَيْرِ ذَلِك مِنْ صُوَرِ الظُّلْمِ والعُدْوَانِ، والتَّجَنِّي عَلَى بَنِي الإِنْسَانِ، فَالأَخْلاقُ السَيِّئَةُ والسُّلُوكِيَّاتُ المُشِينَةُ تَأْكُلُ الخَيْرَاتِ، وتَجْعَلُ صَاحِبَهَا مُفْلِساً مِنَ الحَسَناتِ، بَلْ تُحَمِّلُهُ مِنْ غَيْرِهِ الأَوزَارَ والسَّيِّئاتِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ — رَضِيَ اللهُ عَنهُ — أَنَّ رَسُولَ اللهِ — صلى الله عليه وسلم — قَالَ: ((أَتَدْرونَ مَنِ المُفْلِس؟ قَالوا: المُفْلِسُ فَينَا مَنْ لا دِرْهمَ لَهُ ولا مَتَاع؛ قَالَ: إِنَّ المُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَومَ القِيَامَةِ بِصَلاةٍ وصِيَامٍ وزَكَاةٍ، ويَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وقَذَفَ هَذَا، وأَكَلَ مَالَ هَذَا، وسَفَكَ دَمَ هَذَا، وضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وهَذَا مِنْ حَسَناتِهِ، فِإِنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضي مَا عَلَيه أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُم فَطُرِحَتْ عَلَيهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّار)). إِيذَاءَ النَّاسِ وشدد الخطيب على انَّ إِيذَاءَ النَّاسِ مُحْبِطٌ لِلعَمَلِ حَتَّى ولَو كَانَ نَتِيجَةً لِفَضْلٍ أَحْسَنَ بِهِ فَاعِلُهُ، أو أَثَراً لِخَيْرٍ فَعَلَهُ قَائِلُهُ، مشيراً إلى أن مِنْ ذَلِكَ المَنُّ والأذى الَّلذَانِ يَعقُبَانِ الإنفَاقَ، لِمَا فِيهِمَا عَلَى نَفْسِ الفَقِيرِ مِنَ الأذِيَّةِ والإرْهَاقِ، قَالَ تَعَالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)). وأكد أن اللهُ حَرَّمَ المَنَّ والأَذَى تَصفيَةً لِسَرائِرِ المُؤمِنينَ، ومُرَاعَاةً لِمَشَاعِرِ الفُقَراءِ والمُحتَاجِينَ، الَّذِينَ انكَسَرَتْ نُفُوسُهم بِالفَقْرِ، وأَصَابَهم مِنَ الفَاقَةِ الأَلَمُ والضَّررُ، فَشَاءَ اللهُ أَنْ لا يَجْمَعَ لَهُم بَلاءَيْنِ: بَلاءَ الفَقْرِ وبَلاءَ المَنِّ والأَذَى، لأنَّ المَنَّ يَذْهَبُ بِلَذَّةِ الصَّدَقَةِ ورِقّةِ العَطَاءِ، ويَحْرِمُ صَاحِبَهُ مِنَ الثَّوابِ وحُسْنِ الجَزَاءِ.
1175
| 16 يناير 2016
شدد الشيخ عبدالله بن إبراهيم السادة على فضل وثواب المداومة على ذكر الله عز وجل، داعيا للإكثار منه في كل الأوقات، طمعا في الحسنات وأملا في محو السيئات.. ووصف الذكر بأنه "أفضل الطاعات وأجل القربات" وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع مريم بنت عبدالله بالدفنه: عِنْدَمَا نَقْرَأُ القُرآنَ الكَرِيمَ نَجِدُ عِنَايَةً كَبِيرةً بِذِكْرِ اللهِ، وَحَثًّا وَاضِحًا لِلْمُسلِمِينَ أَينَمَا كَانُوا عَلى أَنْ تَكُونَ لُغَتُهُمْ فِي كُلِّ حَرَكَةٍ وَسُكُونٍ هِيَ ذِكْرَ اللهِ، إِنَّ النَّهَارَ الوَاسِعَ المُمتَدَّ مُنْذُ شُروقِ الشَّمْسِ إِلَى غُرُوبِهَا يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ أَنْ يَبدؤوا فيهِ بِذِكْرِهِ، وَأَنْ يَخْتِمُوهُ بِذِكْرِهِ، فَيَقُولُ سُبْحَانَه: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) وَعِنْدَمَا تَلْبَسُ الأَرْضُ ثَوبَهَا الأَسْوَدَ وَيُخَيِّمُ اللَّيْلُ عَلَى أَرْجَائِهَا المُمتَدَّةِ وَتَبْدُو الحَيَاةُ هَادِئَةً سَاكِنَةً يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ أَنْ يَعْمُرُوا اللَّيلَ بِالذِّكْرِ وَالتَّسْبِيحِ فَيَقُولُ سُبْحَانَهُ: (وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى). الذكر يحي الضمائر ولفت إلى أن َالنَّظَرَ في رُقْعَةِ السَّمَاءِ المَبْسُوطَةِ وَمَا فِيهَا مِنْ كَوَاكِبَ وَنُجُومٍ وَمَجَرَّاتٍ، وَالنَّظَرَ في أَنْحَاءِ الأَرْضِ وَمَا أَودَعَ اللهُ فِيهَا مِنْ زُرُوعٍ وَثِمَارٍ وَخَيْرَاتٍ، مَدْعَاةٌ إِلَى ذِكْرِ اللهِ، بَلْ يَلْزَمُ المُؤْمِنَ وَهُوَ يَنْظُرُ في هَذِهِ الآيَاتِ العَظِيمَةِ أَنْ يَنْطَلِقَ لِسَانُهُ بِذِكْرِ اللهِ، يَقُولُ سُبْحَانَهُ: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). وأوضح أن َّ ذِكْرَ اللهِ تَدفَعُ إِلَيْهِ الفِطْرَةُ السَّلِيمَةُ وَالعَقلُ النَّظِيفُ؛ لأَنَّ كُلَّ مَا فِي هَذَا الكَونِ وَكُلَّ مَا فِي الإِنْسَانِ مِنْ خَلْقٍ وَتَكْوِينٍ وَمَا سُخِّرَ لَهُ فِي الأَرضِ مِنْ مَخلُوقَاتٍ دَافِعٌ إِلَى ذِكْرِ اللهِ. أَلاَ مَا أَحرَانَا أَنْ نَستَعْرِضَ بَعْضَ صُوَرِ الذِّكْرِ وَآثَارِهِ فِي حَيَاتِنَا؛ حَتَّى تَصفُوَ النُّفُوسُ وَتَحْيَا الضَّمَائِرُ بِالعَيشِ مَعَ ذِكْرِ اللهِ. وقال: مَعَ انْبِلاجِ الفَجْرِ وَتَبَدُّدِ الظَّلامِ يَبْدَأُ النَّاسُ فِي الحَرَكَةِ وَيَستَعِدُّونَ فِي نَشَاطٍ وَهِمَّةٍ لأَدَاءِ فَرِيضَةِ الفَجْرِ. إِنَّ الجِسْمَ الهَاجِعَ قَدْ أَخَذَ قِسْطَهُ مِنَ النَّومِ، وَمَعَ افْتِتَاحِ العَيْنِ يُقَدِّمُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الإِنْسَانِ هَذِهِ الكَلِمَاتِ: (الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيهِ النُّشُورُ) وعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا استَيقَظَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَعَافَانِي فِي جَسَدِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ) إِنَّ هَذِهِ الكَلِمَاتِ الطَّيِّبَةَ الَّتِي يَذْكُرُ بِهَا الإِنْسَانُ رَبَّهُ، لَيْسَتْ وَظِيفَتُهَا حَلَّ عُقَدِ الشَّيطَانِ فَقَطْ، بَلْ يَكْسِبُ الإِنْسَانُ بِفَضلِهَا أُجُورًا عَظِيمَةً، كَذلِكَ تَمْسَحُ عَنْهُ ذُنُوبًا كَثِيرَةً أُخْرَى، وَفِي هَذَا فَضلٌ كَبِيرٌ لا يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَتَهَاوَنَ فِيهِ، فَعَنْ عَائِشَةَ أم المُؤْمِنِينَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (مَا مِنْ عبد يَقُولُ عِنْدَ رَدِّ اللهِ تَعَالَى رُوحَهُ عَلَيْهِ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، إِلاَّ غَفَرَ اللهُ تَعَالَى لَهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ). طمأنينة للقلوب وأشار السادة إلى أن هَذِهِ الكَلِمَاتِ الطَّيِّبَةَ تَشْرَحُ النَّفْسَ، وَتَطْبَعُ عَلَى القَلْبِ طُمَأْنِينَةً كَبِيرَةً؛ فَيَعُودُ إِلَى الإِنْسَانِ النَّشَاطُ وَالحَيَوِيَّةُ، لِيُصْبِحَ َكَأَنَّهُ قَدْ خَرَجَ مِنْ تَمْرِينٍ رِيَاضِيٍّ صَحِيحٍ، وَالعَجِيبُ أَنَّ قُوى الطَّبِيعَةِ قَدْ سُخِّرَتْ لِتُكْسِبَ هَذَا الإِنْسَانَ النَّشِيطَ مَزِيدًا مِنَ القُوَّةِ وَالحَيَوِيَّةِ، فَقَدْ ذَكَرَ الأَطِبَّاءُ أَنَّ مَسَامَاتِ جِسْمِ الإِنْسَانِ وَقْتَ الفَجْرِ تَبْدَأُ فِي التَّفَتُّحِ؛ لِتَلْتَقِطَ فِي تِلْكَ اللَّحَظَاتِ الجَمِيلَةِ غَازَ الأُوزُونِ، وَهُوَ غَازٌ مُنَشِّطٌ لِلْجِسْمِ ومُقَوٍّ لِلْعَضَلاتِ وَشَارِحٌ لِلنَّفْسِ، وَلا يَكُونُ إِلاَّ فِي وَقْتِ الفَجْرِ، وَلا يَتَحَقَّقُ إِلاَّ لإِنْسَانٍ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّحَظَاتِ بِهِمَّةٍ وَانْشِرَاحٍ دَاخِلِيٍّ، وَذَلِكَ هُوَ مَا يُحَقِّقُهُ ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). الذكر رفيق للمسلم وذكر خطيب جامع مريم بالدفنة أن السنة النبوية جَاءَت مُعَلِّمَةً المُسلِمَ أَنْ يَتَّخِذَ ذِكْرَ اللهِ تَعَالَى رَفِيقًا لَهُ فِي تَحَرُّكِهِ وَسُكُونِهِ، وَقِيَامِهِ وَنَومِهِ، وَلِبَاسِهِ وَمَطْعَمِهِ وَمَشْرَبِهِ، وَخُرُوجِهِ وَدُخُولِهِ، وَرُكُوبِهِ وَهُبُوطِهِ، وَفِي كُلِّ مُفْرَدَةٍ مِنْ مُفْرَدَاتِ حَيَاتِهِ. وأشار إلى أنَّ المُسلِمَ عِنْدَمَا يُقَرِّرُ الخُرُوجَ مِنَ البَيْتِ وَيَتَّجِهُ إِلَى المَسْجِدِ أَوْ العَمَلِ أَوْ أَيِّ مَكَانٍ آخَرَ عَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ خُطوَاتِهِ الأُولَى بِـ (بِاسْمِ اللهِ)، حَتَّى يَحْصُلَ عَلَى رِعَايَةٍ تَامَّةٍ مِنَ اللهِ، مِنْ لَدُنْ خُرُوجِهِ إِلَى أَنْ يَعُودَ إِلَى أَهلِهِ وَأَولادِهِ، فَمِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَقُولَ المُسلِمُ إِذَا خَرَجَ مِنَ البَيْتِ: (بِاسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ).
1377
| 25 سبتمبر 2015
أكد فضيلة الشيخ عبدالله السادة أنَّ الشَّبابِ لهم دور كبير فِي المجتمعِ، مشيرا إلى أن هذا الجيل الصَّاعد هو مصدرُ قوةِ المجتمعِ وعنوانُ مجدِهِ وعطائِهِ .وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بمسجد مريم بنت عبدالله بالدفنة إن هؤلاء الشباب لو كانوا مُدْركين لمسؤولياتِهِم مضطلِعين بأعباءِ رسالتِهِم لكانوا جديرين بأنْ يُحَقِّقوا لمجتمعِهِم كلَّ مَا يصبُو إليهِ مِنْ خيرٍ وسعادةٍ منوها إلى القول المأثور " حياةُ الأُممِ بشبابِهَا" .وأشار الشيخ السادة إلى أن الرَسُول الكريم صلى الله عليه وسلم قد استثمر طاقاتِ الشبابِ فِي العملِ التطوعيِّ يومَ أنْ دعاهُمْ إلَى بناءِ المسجدِ النَّبويِّ الشَّريفِ فلبَّى صَّحابته صلى الله عليه وسلم الدعوةَ بِهمَّةٍ وعزيمةٍ، فدعَا لهمْ الرسولُ اللهِ بقولِهِ: "اللَّهُمَّ إِنَّ الأَجْرَ أَجْرُ الآخِرَة فَارْحَمِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَة" . أفضلُ المراحلوبين الخطيب أنَّ مرحلةَ الشَّبابِ هِيَ أفضلُ مراحلِ العطاءِ والبذلِ والإنْتاجِ داعيا إلى ضرورة استثمارها بِمَا يعودُ بالنَّفعِ والفائدةِ علينَا وعلَى مجتمعِنَا وقال إن مِنَ المجالاتِ التِي يمكن أن نستثمرُ فيهَا هذهِ الطاقاتِ .. مجالُ العملِ التطوعيِّ، الَّذِي يُجسِّدُ عمليًّا مبدأَ التكافلِ الاجتماعيِّ الَّذي أكَّدَ عليه دينُنَا الحنيفُ في قوله تعالَى :( وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ). وزاد بالقول: العملُ التطوعيُّ هوَ ذلكَ العملُ الَّذِي يقدِّمُهُ الشابُّ لمجتمعِهِ بدافعٍ منْهُ بِلاَ مقابلٍ يبتغِي بذلكَ وجهَ اللهِ تعالَى، موضحا أنه يشملُ كلَّ المجالاتِ الخيريةِ وكلَّ معروفٍ يقدمُهُ لأقاربِهِ ولجيرانِهِ ولمجتمعِهِ، لافتا إلى قوله سبحانَهُ وتعالَى في محكم التنزيل :( وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وقَول رسوله صلى الله عليه وسلم : ”كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ“.وأكد خطيب مسجد مريم بنت عبدالله أنَّ العمل التَّطوعيّ له أهمية كبيرة تؤثِّرُ بشكلٍ إيجابيٍّ فِي حياةِ الفردِ والأسرةِ والمجتمعِ ومِنْ تلكَ الإيجابياتِ والآثارِ تحسينُ المستوَى الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ، والحفاظُ على القيمِ الإسلاميةِ، واستثمارُ أوقاتِ الفراغِ، وتحويلُ طاقاتِ الشباب إلَى قدراتٍ عاملةٍ ومنتجةٍ، منوها بقوله جل وعلا " وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ".مجالاتِ العملِ التطوعيّوعدد الشيخ السادة مجالاتِ العملِ التطوعيِّ فقال إنها كثيرةٌ ، مشيرا إلى أن مِنْ أهمِّهَا مساعدةُ المحتاجينَ والفقراءِ مِنَ الأهلِ والجيرانِ، والوقوفُ بجانبِ المتضررينَ، مؤكدا أن هذَا هو مَا دعَا إليهِ الإسلامُ ورغَّبَ فيهِ وحثَّ عليهِ ورتَّبَ علَى القيامِ بهِ الثَّوابَ العظيمَ.ولفت إلى أن أحبّ الأعمالِ إلَى اللهِ تعالَى هو إدخالُ السرورِ إلَى قلبِ المسلمِ مشيرا إلى حديث عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه قالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ، قَالَ :”إِدْخَالُكَ السُّرُورَ عَلَى مُؤْمِنٍ أَشْبَعْتَ جَوْعَتَهُ، أَوْ كَسَوْتَ عُرْيَهُ، أَوْ قَضَيْتَ لَهُ حَاجَةً.وأوضح الخطيب أن ربّنَا تباركَ وتعالَى يُحِبُّ نفعَ الناسِ وخدمَتَهُمْ حيث قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :”عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ“. فَقَالُوا: يَا نَبِي اللَّهِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ ، قَالَ: ”يَعْمَلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ“ قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، قَالَ: ”يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ“ قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ . قَالَ: ”فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَةٌ“. إدخال السروروحث الشيخ السادة على المبادرة بخدمة الناس وإدخال السرور عليهم قائلا: ليتحَسَّسْ أحدُنَا جارَهُ أَوْ قريبَهُ، إذَا كانَ فِي حاجةٍ إلَى مساعدةٍ فليمدُدْ لَهُ يدَ العونِ، وليسارِعْ إلَى فعلِ الخيراتِ، ولندرِكْ جميعًا أنَّ الأقربينَ أولَى بالمعروفِ. وأضاف: لَوْ تفقد كل واحد منا أقاربه الفقراء ما وجد فقير في المجتمع. مشددا على أن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حثَّ على هذهِ الأعمالِ الَّتي تُحقِّقُ التَّعاونَ والتَّراحمَ بينَ أفرادِ المجتمعِ فقالَ صلى الله عليه وسلم : ”الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.“ الخطبة الثانية وفي الخطبة الثانية جدد الشيخ السادة دعوته للشباب بالمشاركة فِي العملِ التَّطوعيِّ لاستثمار أوقاتَ فراغِهِمْ فيه بِمَا يعودُ عليهمْ وعلَى مجتمعِهِمْ بالخيرِ والسَّعادةِ والطمأنينةِ، ويُترجمونَ مشاعرَ الولاءِ والانتماءِ للوطنِ ويكتسِبُونَ محبَّةَ النَّاسِ واحترامَهُمْ ويفوزونَ بالنَّعيمِ المُقيمِ.ولفت إلى قوله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) وفِي ختام خطبته توجه بالشكر إلى القائمينَ علَى رعايةِ الشبابِ وتوجيهِهِمْ لخدمةِ الوطنِ .
1223
| 14 أغسطس 2015
قال فضيلة الشيخ عبدالله السادة إِنَّ تَحْقِيقَ حَيَاةٍ سَعِيدَةٍ مِلْؤُهَا الأَمْنُ وَالاِسْتِقْرَارُ، بَاطِنُهَا التَّرَاحُمُ وَظَاهِرُهَا الاِعْتِزَازُ وَالاِنْتِصَارُ؛ لاَ يَكُونُ إِلاَّ بِامْتِثَالِ شِرْعَةِ الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ، فَفِي تَغْيِيبِ تِلْكَ التَّشْرِيعَاتِ الْمُبَارَكَةِ يَعِيشُ النَّاسُ أَحْوَالاً مُضْطَرِبَةً، وَيُقَاسُونَ أَلْوَاناً مِنَ الذُّلِّ وَالْكَآبَةِ، فَالْعَمَلُ لاَ يَتِمُّ، وَالْحَضَارَةُ لاَ تَزْدَهِرُ، وَالْمُجْتَمَعُ لاَ يَرْتَقِي، وَالأَمْرَاضُ تَسْتَعْصِي وَتَتَوَرَّمُ، وَقُلُوبُ النَّاصِحِينَ الْمُشْفِقِينَ تَتَصَدَّعُ وَتَتَأَلَّمُ، وَهَذِهِ سُنَّةُ اللهِ فِي الْمُعْرِضِينَ عَنْ هَدْيِهِ الْمُحْكَمِ: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً".. وذكر السادة في خطبة الجمعة، أنَّ حَاجَةَ الْمُجْتَمَعَاتِ إِلَى الأَمْنِ وَالاِسْتِقْرَارِ ضَرُورِيَّةٌ، لاَ تَقِلُّ عَنْ حَاجَتِهَا لِلطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَكَثِيراً مَا يَقْرِنُ الْقُرْآنُ بَيْنَ هَاتَيْنِ النِّعْمَتَيْنِ، كَمَا قَالَ جَلَّ جَلاَلَهُ: "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ". وأضاف: "وَلَمَّا كَانَ الأَمْنُ وَالاِسْتِقْرَارُ أَسَاسَ كُلِّ دَعْوَةٍ سَدِيدَةٍ، وَأَصْلَ كُلِّ دَوْلَةٍ قَوِيَّةٍ رَشِيدَةٍ؛ دَعَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِهَذَا الدُّعَاءِ: " رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ"، بَلْ إِنَّ اللهَ تَعَالَى امْتَنَّ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ بِحُصُولِ الأَمْنِ وَالاِسْتِقْرَارِ فِيهَا، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً"، وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ" أَيْ: مِنَ الْعَذَابِ وَالْمَوْتِ وَانْقِطَاعِ النَّعِيمِ، وَلَوْلاَ حُصُولُ هَذَا الأَمْنِ لَمْ يَلْتَذُّوا بِالْجَنَّةِ.. وَعَلَى نَقِيضِ ذَلِكَ جَهنَّمُ، فَقَدْ عُوقِبَ أَهْلُهَا بِفِقْدَانِ الأَمْنِ، وَبِالْمَصِيرِ الْمُظْلِمِ، وَالْمُسْتَقَرِّ الأَسْوَأِ، "إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً". عاقبة فقد الأمن وأكد السادة أِنَّ كُلَّ بَلَدٍ يَفْقِدُ الأَمْنَ وَالاِسْتِقْرَارَ بِأَنْوَاعِهِ الْمُتَعَدِّدَةِ؛ دِينِيّاً كَانَ أَوْ سِيَاسِيّاً، اقْتِصَادِيّاً كَانَ أَوِ اجْتِمَاعِيّاً، تَضْطَّرِبُ أَحْوَالُهُ، وَيُفَارِقُهُ أَهْلُهُ مُخَلِّفِينَ وَرَاءَهُمْ كُلَّ غَالٍ وَنَفِيسٍ، يَنْشُدُونَ بَلَداً يَنْعَمُ بِالأَمْنِ وَالاِسْتِقْرَارِ؛ لأَنَّهُ لاَ قِيمَةَ لِلأَمْوَالِ وَالدُّورِ إِذَا فُقِدَ رُكْنُهَا الرَّكِينُ؛ وَهُوَ الأَمْنُ، وَلَكَمْ تَجَرَّعَتِ الْبَشَرِيَّةُ الذُّلَّ وَالْفِتَنَ، وَتَاهُوا فِي أَوْدِيَةِ الْبَلاَيَا وَالْمِحَنِ؛ حِينَ تَخَلَّوْا عَنْ أَسْبَابِ الأَمْنِ، وَاسْتَهَانُوا بِنِعْمَةِ الاِسْتِقْرَارِ. ولفت إلى أن القرآن الكريم سَجَّلَ شَيْئاً مِنْ أَحْوَالِهِمْ لِنَتَّعِظَ وَنَعْتَبِرَ، "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ، وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ، فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً".. "وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ". وذكر أن لِلأَمْنِ وَالاِسْتِقْرَارِ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ أَسْبَاباً مُهِمَّةً، وَطُرُقاً تَنْتَشِلُ أَصْحَابَهَا مِنَ الْحَضِيضِ وَالْمَذَمَّةِ، وَتَعْلُو بِهِمْ إِلَى الشُّمُوخِ وَالسُّؤْدَدِ وَالْقِمَّةِ، فَالأُمَّةُ الَّتِي تَقْوَى وَتَسُودُ هِيَ الَّتِي تَعْمَلُ بِلاَ كَسَلٍ وَرُكُودٍ، وَفِي تَأْصِيلِ هَذَا الْمَعَنْى الْجَلِيلِ تَضَافَرَتِ النُّصُوصُ الشَّرْعِيَّةُ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: طهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"، وَيَقُولُ جَلَّ ذِكْرُهُ: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا"، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجِزْ" صدق رسول الله.. وقال الخطيب إِنَّ مِنْ أَسْبابِ الأَمْنِ وَطُرُقِ الاِسْتِقْرَارِ، اجْتِمَاعَ الْقُلُوبِ عَلَى الْوَحْيِ الْمُحْكَمِ؛ مِنْ كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، فَتَتَوَحَّدُ الْكَلِمَةُ وَالأَهْدَافُ، وَيَسُودُ الْعَدْلُ وَالإِنْصَافُ، فَلاَ تَعَصُّبَ إِلاَّ لِلْحَقِّ، وَلاَ تَعَامُلَ إِلاَّ بِصِدْقٍ، فِي بُعْدٍ عَنِ الْعَصَبِيَّاتِ الضَّيِّقَةِ، وَمُوغِرَاتِ الصُّدُورِ الْمُفرِّقَةِ، يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ".. تشديد على جهاد المنافقين وذكر أيضا أن مِنْ أَسْبَابِ الأَمْنِ وَالاِسْتِقْرَارِ عَدَمُ التَّهَاوُنِ فِي جِهَادِ الْمُنَافِقِينَ وَالْكُفَّارِ، كَمَا أَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"، فَفِي تَرْكِ الْجِهَادِ تَعْرِيضُ الأُمَّةِ بِأَسْرِهَا لِلْهَلاَكِ، فَلاَ عُلُوَّ لِلإِسْلاَمِ إِلاَّ بِقُوَّةٍ تَحْمِيهِ، وَظُهُورٍ يُرَغِّبُ لِلدُّخُولِ فِيهِ، وَمِنْ ذَلِكَ تَوَعَّدُ اللهِ الأُمَّةَ بِالاِسْتِبْدَالِ، إِنْ هِيَ تَخَلَّتْ عَنْ هَذِهِ الْفَرِيضَةِ الْعَظِيمَةِ، سَوَاءٌ كَانَ بِالنَّفْسِ أَمْ بِالْمَالِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ فِي الْجِهَادِ بِالنَّفْسِ: "إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ، وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".. وأِشار إلى أن مِنْ طُرُقِ الأَمْنِ وَالاِسْتِقْرَارِ إِقَامَةُ الْحُدُودِ الشَّرْعِيَّةِ، فَقَدْ فَرَضَهَا اللهُ تَعَالَى لِمَصَالِحَ مَعْلُومَةٍ، لاَ تَكَادُ تَخْفَى عَلَى ذِي عَقْلٍ وَإِنْصَافٍ، فَفِي إِقَامَتِهَا حِفْظٌ لِلأُصُولِ الْمُهِمَّةِ: الدِّينِ، وَالنَّفْسِ، وَالنَّسْلِ وَالْعِرْضِ، وَالْعَقْلِ، وَالْمَالِ، وفِي تَضْيِيعِهَا إِشَاعَةٌ لِلْجَرَائِمِ وَالْفَوَاحِشِ، وَمَهْمَا اخْتَرَعَ الْبَشَرُ مِنْ عُقُوبَاتٍ، فَلَنْ تَصِلَ إِلَى الْمَقْصُودِ الَّذِي أَرَادَهُ الشَّارِعُ مِنَ الأَمْنِ وَالرَّخَاءِ، وَقَدْ شَبَّهَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَاءِ الَّذِي هُوَ سَبَبُ الْحَيَاةِ وَالْخِصْبِ، فَقَالَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: "حَدٌّ يُعْمَلُ بِهِ فِي الأَرْضِ خَيْرٌ لأَِهْلِ الأَرْضِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا". العدل أساس الأمن وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الأَمْنِ وَالاِسْتِقْرَارِ: إِقَامَةُ الْعَدْلِ بَيْنَ الرَّعِيَّةِ، وَالْحُكْمُ بِالإِنْصَافِ وَالسَّوِيَّةِ، لاَ عَلَى مُقْتَضَى الْجَاهِ وَالأَهْوَاءِ الرَّدِيَّةِ، فَيُؤْخَذُ الْحَقُّ مِنَ الْقَوِيِّ وَالضَّعِيفِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ أَقْسَمَ فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا"، وَاخْتَصَمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَليُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مَعَ يَهُودِيٍّ فِي دِرْعٍ، فَحَكَمَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي بِالدِّرْعِ لِلْيَهُودِيِّ لِعَدَمِ وُجُودِ البَيِّنَةِ عِنْدَ الْمُدَّعِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ!! وَأَخَذَ الْيَهُودِيُّ الدِّرْعَ، وَمَضَى وَهُوَ لاَ يَكَادُ يُصَدِّقُ نَفْسَهُ! ثُمَّ عَادَ بَعْدَ خَطَوَاتٍ لِيَقُولَ: يَا لَلَّهِ!! أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُقَاضِينِي إِلَى قَاضِيهِ فَيَقْضِي عَلَيْهِ؟ إِنَّ هَذِهِ أَخْلاَقُ أَنْبِيَاءٍ! أَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ! الدِّرْعُ دِرْعُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، سَقَطَتْ مِنْ بَعِيرِكَ الأَوْرَقِ فَأَخَذْتُهَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: "أَمَا إِذْ أَسْلَمْتَ فَهِيَ لَكَ". الإسلام نظم الحياة وأوضح فضيلته أن الإِسْلاَمَ بِتَشْرِيعَاتِهِ الْمُحْكَمَةِ، سَنَّ مِنَ الأَحْكَامِ وَالآدَابِ مَا يَجْعَلُ حَيَاةَ النَّاسِ مُنْتَظِمَةً، فَعَرَّفَ الْمُكَلَّفَ مَا عَلَيْهِ مِنْ وَاجِبَاتٍ، وَدَلَّهُ عَلَى مَا لَهُ مِنْ حُقُوقٍ، سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ بَيْنَ الرَّاعِي وَالرَّعِيَّةِ، أَوِ الزَّوْجِ وَزَوْجَتِهِ، أَوِ الْوَالِدِ وَأَوْلاَدِهِ، أَوِ الْجَارِ وَجِيرَانِهِ، أَوِ الْمُعَلِّمِ وَتَلاَمِيذِهِ، ثُمَّ جَعَلَ التَّعَامُلَ عَلَى أَسَاسٍ مِنَ الإِيمَانِ وَالتَّقْوَى، فَغَدَا الْمُؤْمِنُ هُوَ الَّذِي يَأْمَنُهُ النَّاسُ، وَالْمُسْلِمُ هُوَ الَّذِي يَسْلَمُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، فَيَعِيشُ الْمُجْتَمَعُ الْمُسْلِمُ أَمْناً اجْتِمَاعِيّاً وَأَخْلاَقِيّاً لاَ نَظِيرَ لَهُمَا.. وأكد السادة أَنَّ الإِسْلاَمَ حَقَّقَ الأَمْنَ وَالاِسْتِقْرَارَ لِغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ؛ مِمَّنْ عَاشُوا فِي كَنَفِهِ وَتَحْتَ وَلاَيَتِهِ، فَحِينَ انْسَحَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ مِنْ حِمْصَ، بَعْدَ أَنْ فَرَضَ عَلَيْهَا الْجِزْيَةَ، بَكَى النَّصَارَى فِي حِمْصَ، وَقَالُوا: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَنْتُمْ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنَ الرُّومِ، وَإِنْ كَانُوا عَلَى دِينِنَا، أَنْتُمْ أَوْفَى لَنَا، وَأَرْأَفُ بِنَا، وَأَكَفُّ عَنْ ظُلْمِنَا، وَأَحْسَنُ وِلاَيَةً عَلَيْنَا، وَلَكِنَّهُمْ (أَيِ: الرُّومَ) غَلَبُونَا عَلَى أَمْرِنَا، وَعَلَى مَنَازِلِنَا!! وقال الشيخ: إِنَّ تَشْرِيعَاتِ الإِسْلاَمِ تَعَدَّتْ بَنِي الإِنْسَانِ؛ حَتَّى أَضْفَتِ الأَمَانَ عَلَى النَّبَاتِ وَالْحَيَوَانِ، فَحَرَّمَتْ إِتْلاَفَ النَّبَاتِ دُونَ سَبَبٍ سَائِغٍ، وَمَنَعَتْ إِيذَاءَ الْحَيَوَانِ وَقَتْلَهُ دُونَ حَاجَةٍ ظَاهِرَةٍ، وَمِنْ ذَلِكَ: الصَّيْدُ الْجَائِرُ لِلطَّيْرِ وَسَائِرِ الْحَيَوَانِ؛ الَّذِي يُؤَثِّرُ سَلْباً عَلَى الْبِيئَةِ، ثُمَّ يَنْعَكِسُ ذَلِكَ عَلَى الإِنْسَانِ، فَالشَّرْعُ بِقَاعِدَتِهِ الْعَامَّةِ حَرَّمَ الضَّرَرَ كُلَّهُ، سَوَاءٌ كَانَ وَاقِعاً عَلَى الإِنْسَانِ، أَوْ عَلَى النَّبَاتِ وَسَائِرِ الْحَيَوَانِ، فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ"، وَلاَ يُسْتَثْنَى شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ إِلاَّ لِسَبَبٍ سَائِغٍ وَمَقْصُودٍ صَحِيحٍ؛ فَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ، قَالَ: "مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَقْتُلُ عُصْفُوراً فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا إِلاَّ سَأَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: "حَقُّهَا أَنْ يَذْبَحَهَا فَيَأْكُلَهَا وَلاَ يَقْطَعْ رَأْسَهَا فَيَرْمِي بِهِ". العدل طوق النجاة واختتم السادة بالقول: "إِنَّهُ لاَ حَيَاةَ لِهَذِهِ الأُمَّةِ، وَلاَ نَجَاةَ لَهَا فِي عُصُورِهَا الْمُتَأَخِّرَةِ، إِلاَّ بِالتَّمَسُّكِ بِأَسْبَابِ الَْعَدْلِ وَالرَّحْمَةِ، وَالْقُوَّةِ وَالْمَهَابَةِ، فَفِي ظِلِّهَا تَنْعَمُ بِالأَمْنِ وَالاِسْتِقْرَارِ، فَإِنْ فَرَّطَتْ فِي شَيْءٍ مِنْهَا، وَقَعَ نَقِيضُ ذَلِكَ، فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: "إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ"، وَعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: "يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا"، فَقَالَ قَائِلٌ: أوَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ"، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: "حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ"..!! فَالْعَمَلَ الْعَمَلَ مَعْشَرَ الأَنَامِ، وَالْعَوْدَةَ الْعَوْدَةَ لِعِزِّ الإِسْلاَمِ، كَمَا كَانَ أَسْلاَفُنَا فِي سَالِفِ الأَيَّامِ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ للْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ والمسلمات.
1325
| 24 يوليو 2015
يتواصل مساء غد برنامج لقاء الثلاثاء الدعوي الذي تنظمه وتشرف عليه إدارة الدعوة الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، حيث يتناول الدعاة مساء الغد بثمانية عشر مسجدا جامعا على مستوى الدولة ، قضية حفظ الإسلام للمرأة وكيف أنها في الإسلام جوهرة تحفظ وتصان عن الأعين والأيدي فهي عزيزة بالتزامها بحجابها بطاعتها لربها. وسيتحدث فضيلة الشيخ د. مفرج الدوسري بجامع عمر بن الخطابt (مدينة خليفة ) م.س (700) ، وفضيلة الشيخ مــوافـــي عـــزب بجامع مسفر بن ناصر الشهواني م. س (1155) الشحانية ، وفضيلة الشيخ هلال سعيد مبروك بجامع مجمع بروة م. س (232) (على طريق الوكـــــرة ) ، وفضيلة الشيخ د. أحمد الفرجابي بجامع أحمد بن راشد المريخي م.س (240) ( مدينة خليفة )، وفضيلة الشيخ قائد الصرحة بجامع محمد بن عبد الرحمن الزمان ( السلطة الجديدة) م.س (60) . وفضيلة الشيخ فريد الهنداوي بجامع عبد الله عبد الغني وإخوانه ( النجمة) م.س(108) ، وفضيلة الشيخ سالم محمد هلال بجامع عبد الله بن عبد الله العطية ( المرة الغربية) م.س (685) ، وفضيلة الشيخ د. عادل حسن الحرازي بجامع عبد العزيز بن جاسم آل ثاني م.س (954) ( الريان الجديد) وفضيلة الشيخ صادق محمد سليم بجامع عبد اللطيف بن عبد الرحمن المانع م. س (1230) (العزيزية) ، وفضيلة الشيخ عبد الله العامري بجامع ابن تيمية م .س ( 857 ) (بني هاجر) . وفضيلة الشيخ سعيد مصطفى بجامع مجمع بروة ستي م. س ( 304) أبوهامور – مسيمير ، وفضيلة الشيخ د. ضيف الله عمر سالم بجامع زينب بنت جحش رضي الله عنها (الخور) م. س (999) ، وفضيلة الشيخ راضي الإسلام الشهال بجامع سعد ماجد آل سعد م.س ( 46 ) ( المعمورة ). كما يتحدث فضيلة الشيخ محمد فرج خضر بمركز معاذ بن جبل الدعوي( السيلية الشمالية) م.س (41) ، وفضيلة الشيخ بدرالدين محمد عثمان بجامع مجمع بروة (السيلية) م س (244) ، وفضيلة الشيخ د. أحمد المحمدي بجامع عبد الرحمن آل ثاني (بجوار دوار الفروسية)م.س (1234) ، وفضيلة الشيخ يوســف أبو الـمـحاســن بجامع الشيخ فيصل بن فهد بن جاسم آل ثاني م. س(1129) (أم صلال محمد) ، وفضيلة الشيخ د. فهد عبد العالم بجامع منيرة بنت سلطان بن ناصر السويدي م. س (862) (الدفنة).
488
| 30 مارس 2015
يتحدث دعاة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعد صلاة العشاء مساء غداً، الثلاثاء، عن مكانة الصلاة في الإسلام وإعمار بيوت الله تعالى، وفضل صلاة الجماعة في بث روح التكافل والتعاون وأثرها في صفاء الروح وسمو الأخلاق وذلك ضمن لقاء الثلاثاء الذي تنظمه إدارة الدعوة والإرشاد الديني بـ 18 مسجداً في مختلف أنحاء الدولة. وتأتي محاضرات الغد لتؤكد على الركن الثاني من أركان الإسلام وهو ركن لا ينقطع بحال من الأحوال عن المسلم ولا يجوز تركه أو تأخيره عن وقته لقول الله تعالى (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً)، ولمكانتها فقد فرضها الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم في السموات العلى ليلة الإسراء والمعراج. وتنطلق محاضرات ودروس الثلاثاء مع فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي بعنوان "مكانة الصلاة وأهمية صلاة الجماعة " بجامع سعد ماجد آل سعد م.س (46) بالمعمورة. ويتحدث فضيلة الشيخ د. هاشم المشهداني عن أهمية الصلاة ومكانتها بعنوان "الصلاة منهاج حياة" بجامع مجمع بروة ستي م. س ( 304) أبوهامور – مسيمير، ويقدم فضيلة الشيخ عبد الله إبراهيم السادة درساً بعنوان "الصلاة الصلاة" بجامع عبد الله بن عبد الله العطية (المرة الغربية) م.س (685) . وتحت عنوان "الصلاة أمان في الأرض" يتحدث فضيلة الشيخ د. أحمد الفرجابي بجامع عمر بن الخطاب ( مدينة خليفة) م.س (700)، وفضيلة الشيخ سعيد مصطفى "الصلاة صلة فلا تقطعها" جامع زينب بنت جحش (الخور) م. س (999)، وفضيلة الشيخ عبد الله العامري "أهمية الصلاة في الإسلام" بمركز معاذ بن جبل الدعوي( السيلية الشمالية) م.س (41). ويتحدث فضيلة الشيخ مختار بن العربي مؤمن "الصلاة مفتاح النجاة" بجامع محمد بن عبد الرحمن الزمان (السلطة الجديدة) م.س (60)، وفضيلة الشيخ قائد الصرحة "حي على الصلاة" بجامع عبد الله عبد الغني وإخوانه (النجمة) م.س(108)، وفضيلة الشيخ د. مهدي ديريه أحمد "أهمية الصلاة" بجامع أحمد بن راشد المريخي م.س (240) (مدينة خليفة). وبجامع عبد العزيز بن جاسم آل ثاني م.س (954) (الريان الجديد) يتحدث فضيلة الشيخ فريد الهنداوي تحت عنوان "حي على الصلاة"، أمّا فضيلة الشيخ صادق محمد سليم فيتحدث عن "مكانة الصلاة وأهمية صلاة الجماعة" بجامع عبد اللطيف بن عبد الرحمن المانع م. س (1230) (العزيزية)، وفضيلة الشيخ د. ضيف الله عمر سالم عن " الصلاة عمود الدين" جامع ابن تيمية م .س (857) (بني هاجر). وفضيلة الشيخ موافي عزب عن "الوصية الخاتمة" جامع مسفر بن ناصر الشهواني م. س (1155) الشحانية، ويقدم فضيلة الشيخ هلال سعيد مبروك درسا بعنوان {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} جامع مجمع بروة م. س (232) (على طريق الوكـــــرة). ويتناول فضيلة الشيخ سالم محمد هلال في درسه "مكانة الصلاة وأهمية صلاة الجماعة " بجامع مجمع بروة( السيليه) م . س (244). ويتحدث فضيلة الشيخ د. أحمد المحمدي عن "العهد الذي بيننا وبينهم" جامع عبد الرحمن بن محمد آل عبد الرحمن آل ثاني (بجوار دوار الفروسية)م.س (1234)، كما يتحدث فضيلة الشيخ محمد فرج خضر عن "من صحت صلاته صحت حياته" بجامع الشيخ فيصل بن فهد بن جاسم آل ثاني م. س(1129) (أم صلال محمد)، وفضيلة الشيخ بدر الدين محمد عثمان "إلا صلاتي ما أخليها" جامع منيرة بنت سلطان بن ناصر السويدي م. س (862) (الدفنة). والدعوة عامة للجمهور الكريم لحضور هذه الدروس بمساجد قطر العامرة في 18 منطقة ومدينة ضمن التوزيع الجغرافي للمراكز الدعوية التابعة لإدارة الدعوة بالوزارة.
589
| 17 نوفمبر 2014
حذر فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم السادة من الْفُرْقَةَ وَتَجَنَّبُ الاِخْتِلاَفَ فِي الدِّينِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ). وقال في خطبة الجمعة اليوم بجامع الأمام محمد بن عبدالوهاب: لَقَدْ أَكْرَمَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِهَذَا الدِّينِ، وَشَرَّفَنَا بِهِ مِنْ بَيْنِ الْعَالَمِينَ، فَهُوَ أُسُّ وَحْدَتِنَا، وَأَصْلُ عِزَّتِنَا، وَيَنْبُوعُ نَهْضَتِنَا، فَلَقَدْ عَلَّمَنَا اللهُ بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ، وَهَدَانَا بِهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَكَثَّرَنَا بِهِ بَعْدَ الْقِلَّةِ، وَأَعَزَّنَا بِهِ بَعْدَ الذِّلَّةِ، بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنِ الْعَرَبُ قَبْلَ الإِسْلاَمِ يَعْرِفُونَ لِلتَّوْحِيدِ دَلِيلاً، وَلاَ لِلْوَحْدَةِ سَبِيلاً، فَجَمَعَ الإِسْلاَمُ عَلَى التَّوْحِيدِ شَمْلَهُمْ، وَوَحَّدَ عَلَى الْحَقِّ رَايَتَهُمْ حَتَّى أَضْحَوْا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، كَمَا وَصَفَهَا رَبُّها سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِقَوْلِهِ: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ([آل عمران:110]. الإسلام يريد الوحدة وأوضح الشيخ السادة أن الإسلام يُرِيدُنَا أَنْ نَكُونَ أُمَّةً وَاحِدَةً، فِي ظِلِّ رَايَةِ حَقٍّ وَاحِدَةٍ، لاَ عَصَبِيَّةَ تُفَرِّقُنَا، وَلاَ عُنْصُرِيَّةَ تُمَزِّقُنَا، وَلاَ أَهْوَاءَ تَزِيغُ بِنَا، وَلاَ اخْتِلاَفَاتِ تَذْهَبُ بِقُوَّتِنَا، نَسْتَلْهِمُ مِنْ كِتَابِ رَبِّنَا وَمِنْ سُنَّةِ نَبِيِّنَا أَسَاسَ الْوَحْدَةِ وَصِدْقَ الاِنْتِمَاءِ، وَمِنْ سِيرَةِ سَلَفِنَا وَتَارِيخِ أَجْدَادِنَا نَسْتَضِيءُ دُرُوبَ الْعِزَّةِ وَالإِخَاءِ، وَفِي ظِلِّ رَايَةِ الدِّينِ نَعِيشُ التَّوْحِيدَ وَالإِيمَانَ، تِلْكَ الرَّايَةِ الَّتِي انْضَوَى تَحْتَهَا بِلاَلٌ الْحَبَشِيُّ وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَصُهَيْبٌ الرُّومِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَانْضَوَى تَحْتَهَا كُلُّ عَرَبِيٍّ رَضِيَ بِاللهِ رَبّاً وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً، فَالْتَقَوْا عَلَى كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ، وَذَابَتْ بَيْنَهُمْ فَوَارِقُ الْجِنْسِ وَالْوَطَنِ، وَاضْمَحَلَّتْ نَوَازِعُ الْعَصَبِيَّاتِ وَالْفِتَنِ، وَحَلَّتْ رَابِطَةُ الإِسْلاَمِ مَحَلَّ رَابِطَةِ الدَّمِ وَالْعَشِيرَةِ، فَكَانَ لِسَانُ حَالِ أَحَدِهِمْ إِذَا سُئِلَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَبِي الإِسْلاَمُ لاَ أَبَ لِي سِوَاهُ إِذَا افْتَخَروُا بِقَيْسٍ أَوْ تَمِيمِ. فَلِلَّهِ دَرُّ الإِسْلاَمِ إِذْ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ عَرَبِيٍّ وَعَجَمِيٍّ، وَلاَ بَيْنَ أَبْيَضَ وَأَسْوَدَ، وَلاَ بَيْنَ سَيِّدٍ وَمَسُودٍ إِلاَّ بِالتَّقْوَىِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). وزاد القول "لَقَدْ قَاتَلُوا أَعْدَاءَهُمْ عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَقَارَعُوا خُصُومَهُمْ وَكَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ رُصَّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ، رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ، فُرْسَانٌ بِالنَّهَارِ، وَكَأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَنَاهُمْ بِقَوْلِهِ: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ)، وَفِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً» وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ وَرَحِمَ اللهُ مَنْ قَالَ فِيهِمْ: قَوْمٌ إِذَا مَا ابْتُلُوا فَالصَّبْرُ شِيمَتُهُمْ أَوْ أُسْدِيَتْ نِعْمَةٌ أَلْفَيْتَهُمْ شَكَرُوا يَرَاهُمُ الْخَصْمُ آسَاداً إِذَا غَـضِبُوا شُمُّ الأُنُوفِ فَلاَ كِـبْرٌ وَلاَ بَطَرُ وحدة المسلمين فرض وأكد أن الْحِفَاظَ عَلَى وَحْدَةِ الْمُسْلِمِينَ فَرْضٌ شَرْعِيٌّ، وَوَاجِبٌ حَتْمِيٌّ، لاَ يَجُوزُ التَّفْرِيطُ فِيهِ بِحَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ ؛ إِذِ الاِجْتِمَاعُ عَلَى الْحَقِّ وَسِيلَةٌ لِقُوَّةِ الأُمَّةِ وَتَمَاسُكِهَا، وَأَدَاةٌ لِحِفْظِ كِيَانِهَا وَدَفْعِ شَرِّ أَعْدَائِهَا، وَهُوَ اسْتِجَابَةٌ لأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالاِعْتِصَامِ بِدِينِهِ، وَالنَّهْيِ عَنِ التَّفَرُّقِ فِيهِ، إِذْ يَقُولُ الْحَقُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)؛ فَالْمُسْلِمُونَ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا اشْتَكَى بَعْضُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ، قَالَ النَّبِيُّ:«مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى». شروط التقدم وقال إنه لاَ يُمْكِنُ لأُمَّةِ الإِسْلاَمِ أَنْ تَقُومَ بِدَوْرِهَا فِي الْحَيَاةِ، وَتَسِيرَ فِي رَكْبِ الأُمَمِ فِي النُّهُوضِ وَالْبِنَاءِ إِلاَّ إِذَا كَانَتْ وَحْدَةُ شَعْبِهَا قَائِمَةً، وَصُفُوفُهَا مُتَلاَحِمَةً. أَلاَ وَإِنَّ مِنْ أَهَمِّ مَا يَحْفَظُ لِلأُمَّةِ قُوَّتَهَا، وَيُبْقِي لَهَا وَحْدَتَهَا: التَّمَسُّكَ بِدِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، كِتَاباً وَسُنَّةً، عِلْماً وَعَمَلاً، فَهْماً وَسُلُوكاً، آداباً وَأَخْلاَقاً، وَالتَّعَاوُنَ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانِ، وَنَبْذَ التَّعَاوُنِ عَلَى الإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْعُدْوَانِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ([المائدة:2]. وَمِنْ أَقْوَى الرَّوَابِطِ وَأَوْثَقِ الْعُرَى: الشُّعُورُ بِالأُخُوَّةِ الإِسْلاَمِيَّةِ وَمُرَاعَاةُ حُقُوقِهَا، وَتَرْسِيخُ مَعَانِيهَا فِي الْقُلُوبِ وَالْعُقُولِ، وَمُمَارَسَتُهَا وَاقِعاً بَيْنَ أَفْرَادِ الشَّعْبِ الْمُسْلِمِ. وَقَدْ أَكَّدَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الأُخُوَّةَ فِي غَيْرِ مَا آيَةٍ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ وَأَثْنَى عَلَى أَهْلِهَا، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[التوبة:71]. وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]. وَلاَ يَخْفَى مَا لِلإِصْلاَحِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَثَرٍ عَظِيمٍ فِي إِزَالَةِ الشَّحْنَاءِ وَالْعَدَاوَاتِ، وَتَطْهِيرِ الْمُجْتَمَعِ مِنْ أَوْضَارِ الشِّقَاقِ وَالنِّزَاعَاتِ، وَإِقَامَةِ مُجْتَمَعٍٍ سَلِيمٍ مُعَافىً مِنَ الْعِلَلِ الْبَاطِنَةِ، وَالأَدْوَاءِ الظَّاهِرَةِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ([الحجرات:9 — 10]. إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ: وَعَلَى الْمُجْتَمَعِ الْمُسْلِمِ أَنْ يَتَعَامَلَ بِأَخْلاَقِ الإِسْلاَمِ التَّيِ تَهْدِي إِلَى الْفَضِيلَةِ، وَيَبْتَعِدَ عَنِ الأَخْلاَقِ السَّيِّئَةِ الَّتِي تَقُودُ إِلَى الرَّذِيلَةِ؛ لِيَعِيشَ الْمُجْتَمَعُ أَعْلَى دَرَجَاتِ الذَّوْقِ وَالرُّقِيِّ وَالتَّلاَؤُمِ، وَيُرْسِيَ دَعَائِمَ الْحَضَارِةِ وَالاِتِّحَادِ وَالتَّلاَحُمِ؛ يَقُولُ الْحَقُّ جَلَّ وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ). وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاَقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاَقُهُمْ ذَهَبُوا أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ. لا ملل ولا نِحل واختتم بالقول "إنَّ اللهَ أَمَرَنَا أَنْ نَكُونَ أُمَّةً وَاحِدَةً، وَنَهَانَا عَنْ أَنْ نَتَفَرَّقَ إِلَى مِلَلٍ وَنِحَلٍ؛ إِيثَاراً لِسَلاَمَةِ الدِّينِ، وَإِبْقَاءً لِوَحْدَةِ الْمُسْلِمِينَ؛ حَيْثُ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) وَإِنَّ مِنْ أَخْبَثِ أَسْلِحَةِ أَعْدَائِنَا الْيَوْمَ مُحَاوَلَتَهُمْ إِلْهَاءَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ وَاجِبَاتِهِمْ وَشَغْلَهُمْ بِبَعْضِهِمْ، وَإِثَارَةَ الْفِتَنِ وَالْعَصَبِيَّاتِ، وَإِذْكَاءَ نَارِ الْفُرْقَةِ وَالاِنْقِسَامَاتِ، وَمِنْ هُنَا كَانَ وَاجِباً عَلَى جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَيَقَّظُوا لِمَا يُدَبِّرُهُ لَهُمُ الأَعْدَاءُ مِنَ الْمَكَايِدِ وَالْمُؤَامَرَاتِ، وَلِمَا يَحِيكُونَهُ مِنَ الدَّسَائِسِ وَإِثَارَةِ النَّعَرَاتِ، وَأَنْ يَحْفَظُوا وَحْدَتُهُمُ الإِيمَانِيَّةَ، وَيَتَمَسَّكُوا بِأُخُوَّتِهِمُ الإِسْلاَمِيَّةِ. قَالَ النَّبِيُّ: «لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً،الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ: لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ،...كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» وذكر أن وَحْدَةَ الأُمَّةِ عَلَى الْحَقِّ وَالْفَضِيلَةِ أَمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِنَا، لاَ يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يُفَرِّطَ فِيهَا، وَنَحْنُ مَسْؤُولُونَ عَنْهَا أَمَامَ اللهِ: أَحَفِظْنَا أَمْ ضَيَّعْنَا؟ فَعَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ بِجِدٍّ وَإِخْلاَصٍ؛ لِلْحِفَاظِ عَلَيْهَا وَالذَّوْدِ عَنْهَا، فَنَحْنُ فِي سَفِينَةٍ وَاحِدَةٍ إِنْ غَرِقَتْ هَلَكْنَا جَمِيعاً، وَإِنْ نَجَتْ نَجَوْنَا جَمِيعاً، وَلْنَكُنْ يَداً عَلَى مَنْ سِوَانَا؛ فَرَبُّـنَا وَاحِدٌ، وَدِينُنَا وَاحِدٌ، وَكِتَابُـنَا وَاحِدٌ،
1531
| 19 سبتمبر 2014
يطلق فرع الوكرة التابع لمؤسسة عيد الخيرية مساء غد الأربعاء المحاضرة الأولى "يا باغي الخير أقبل" ضمن سلسة محاضرات ((أقبلت يا رمضان))، التي ينظمها الفرع طوال شهر شعبان ويقدمها نخبة من الدعاة القطريين يوم الأربعاء من كل أسبوع بجامع صهيب الرومي بالوكرة بعد صلاة العشاء. وأوضح عبدالعزيز حاجي مدير فرع الوكرة بعيد الخيرية أن سلسلة محاضرات الدعاة القطريين أقبلت يا رمضان تستهدف الاستعداد والتجهيز لاستقبال شهر رمضان المبارك بإيمان وهمة عالية وإقبال على الطاعات وفعل الصالحات. وكان نبينا عليه الصلاة والسلام أكثر ما يصوم في شهر شعبان الذي يغفل عنه كثير من الناس, والصواب أنه لابد من تكثيف العبادات والطاعات خلال شهر شعبان حتى يستقبل المسلم شهر رمضان وهو في أتم استعداد للصيام والقيام ولكسب الحسنات. ويحاضر مساء اليوم الغد في باكورة سلسلة أقبلت يا رمضان الشيخ عبدالله السادة تحت عنوان يا باغي الخير أقبل ها قد أقبل رمضان فهبت على القلوب نفحات نسيم القرب، وسعى للمهجورين بالصلح، ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعفو، وللمستوجبين النار بالعتق. كما يحاضر الأربعاء القادم تحت عنوان حال السلف في رمضان حتى نتأسى بهم في حرصهم على فعل الطاعات وعمل الصالحات والقربات من قراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة والبر والصلاة والقيام يبتغون بها وجه الله ورضاه.
397
| 03 يونيو 2014
يتحدث دعاة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مساء غدا الثلاثاء عن "الإيمان باليوم الآخر" وأثره الإيجابي في النفس البشرية و دوره في عمل الخيرات وترك المنكرات والإقبال على الطاعات للوصول إلى مرتبة المتقين, وذلك في لقاء الثلاثاء الذي تنظمه إدارة الدعوة والإرشاد الديني في 18 مسجدا بمختلف أنحاء الدولة. وتنطلق لقاءات الثلاثاء مع فضيلة الشيخ عبد الله إبراهيم السادة في درس بعنوان " صفات الجنة وأهلها" بجامع عبد الله بن عبد الله العطية ( المرة الغربية) م.س (685) ، ويتحدث فضيلة الشيخ عبد الله عمر البكري عن { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } بجامع الشيخ فيصل بن فهد بن جاسم آل ثاني م. س(1129) (أم صلال محمد)، ويتحدث فضيلة الشيخ د. هاشم بن محمد المشهداني عن " أركان الإيمان" بجامع عبد اللطيف بن عبد الرحمن المانع م. س (1230) (العزيزية). كما يتحدث فضيلة الشيخ فريد الهنداوي عن { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } بجامع عمر بن الخطاب t ( مدينة خليفة ) م.س (700) ، ويتناول فضيلة الشيخ أحمد محمد زياد عن " الإيمان باليوم الآخر" بجامع زينب بنت جحش (الخور) م. س (999) ، ويتحدث فضيلة الشيخ د. عادل حسن الحرازي عن " الإيمان باليوم الآخر" بمركز معاذ بن جبل الدعوي( السيلية الشمالية) م.س (41) , إذافة إلى المساجد الأخرى في أنحاء الدولة.
415
| 02 يونيو 2014
مساحة إعلانية
أعلنت وزارة الداخلية أن إدارة الأمن الوقائي تمكنت من تحديد هوية جميع المتورطين في واقعة ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من...
30994
| 29 أكتوبر 2025
أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، تحويل الدراسة في جميع المدارس الحكومية والخاصة إلى نظام التعلم عن بُعد يوم الثلاثاء الموافق 4 نوفمبر...
10302
| 30 أكتوبر 2025
فرض البنك المركزي المصري غرامة مالية قياسية بقيمة 1 مليار جنيه (21 مليون دولار) على بنك أبوظبي الأول مصر، بسبب إصدار تسهيلات ائتمانية...
6092
| 29 أكتوبر 2025
أعلنت السوق الحرة القطرية عن افتتاح أول متجر في الشرق الأوسط لعلامة بوب مارت (POP MART) العالمية المتخصصة في المقتنيات ومنتجات أسلوب الحياة،...
5922
| 29 أكتوبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أعلنت قطر للطاقة، اليوم الجمعة، أسعار الوقود في دولة قطر لشهر نوفمبر المقبل 2025، حيث شهدت انخفاضا في أسعار الجازولين 91 ممتاز، وسعر...
3524
| 31 أكتوبر 2025
أعلن المجلس الأعلى للقضاء عن تنظيم مزاد العقارات القضائي يوم الأحد 2 نوفمبر 2025. وأوضح المجلس عبر حسابه بمنصة اكس، أن إدارة الإخلاءات...
2558
| 30 أكتوبر 2025
أصدر سعادة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزير الرياضة والشباب القرار رقم (163) لسنة 2025 بتسجيل وإشهار هيئة رياضية بمسمى نادي لوسيل...
2304
| 30 أكتوبر 2025