حذرت دراسة أمريكية حديثة، من الإفراط في تناول الدهون المشبعة ضمن النظام الغذائي، لأنها تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب. وأوضح الباحثون بجامعة هارفارد، أن الدهون المشبعة تتواجد بكثرة في اللحوم الحمراء والألبان كاملة الدسم، والزبدة وشحم الخنزير، وزيت النخيل، ونشروا نتائج دراستهم اليوم الخميس، في المجلة الطبية البريطانية. وحلل الباحثون بيانات أكثر من 73 ألف امرأة وما يزيد عن 42 ألف رجل، في الفترة من 1984 -2012، وكانوا يجرون استبيانًا عن النظام الغذائي للمشاركين وعلاقته بالصحة كل 4 أعوام. ووجدوا أن الإفراط في استهلاك الأطعمة التي تحتوى على الدهون المشبعة، كان مرتبطًا مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 24%. ولذلك، طالبوا أن لا تزيد نسبة الأطعمة التي تحتوى على هذه الدهون عن 10% من مجموع السعرات الحرارية خلال اليوم، وأن يتم استبدالها بنظام غذائي صحي شامل يتضمن الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة وزيوت الطبخ النباتية الغنية بالدهون غير المشبعة، والمكسرات، والبقوليات والأسماك ومنتجات الألبان قليلة الدسم. وبحسب الدراسة، يمكن العثور على الدهون غير المشبعة، بكثرة فى فول الصويا، وزيت عباد الشمس، وجبن التوفو، والمكسرات، والبذور، والأسماك الدهنية. وتأتى الوجبات السريعة والبطاطس المقلية والحلوى والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة، على رأس الأطعمة والمشروبات الغنية بالدهون المشبعة والسكريات، بالإضافة إلى اللحوم الحمراء ودهون الألبان والزبدة وشحم الخنزير. وكانت دراسة أمريكية، حذرت من أن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات، لا تؤثر على مدى الإصابة بالسمنة وأمراض القلب وحسب؛ بل تؤثر على حصول الأشخاص على نوم هادئ.

يعتقد كثير من الأشخاص أن الزبدة ضارة للصحة لاحتوائها على كميات كبيرة من "الدهون المشبعة"، وتناولها يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. وأجرى علماء الطب في الولايات المتحدة الأمريكية دراسة حديثة حول أمراض القلب، وتمكنوا من استنتاج يلقي بالظلال على ادعاء أن تناول الزيوت النباتية بدلا من الزبدة يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. فطوال سنوات عديدة كان العلماء ينصحون بتناول الزيوت النباتية "الصحية والمفيدة" الغنية بحمض اللينولييك (Linoleic acid) مثل زيت الذرة وزيت فول الصويا وزيت بذر الكتان وزيت دوار الشمس، التي تساهم في تخفيض مستوى الكولستيرول في الدم بديلا عن الزبدة. لكن الدراسة الأخيرة التي أجراها فريق علماء أمريكيين تثير الشكوك حول صحة النصيحة باستبدال الدهون الحيوانية الأصل بتلك النباتية، إذ أنهم لم يعثروا على ارتباط واضح بين تناول أحماض أوميجا 3 الدهنية وتقليص خطر الإصابة بالأمراض القلبية. فقد اتضح أن النظام الغذائي الغني بالدهون غير المشبعة يخفض فعلا مستوى الكولستيرول بشكل ملحوظ غير أنه لم يخفض معدل الوفيات بين من يعاني من أمراض القلب والشرايين.

هل تعلم أن إضافة قليل من الزبد إلى مشروب قهوتك في الصباح الباكر يعزز قدراتك العقلية وينشط الدماغ والذاكرة، هذا الأسلوب الحياتي الجديد انتشر بسرعة في الولايات المتحدة الأمريكية، واتجه أخيراً إلى بريطانيا. وتعتمد هذه الطريقة على خلط ملعقتين صغيرتين من الزبدة إلى فنجان القهوة للحصول على مذاق أطلق عليه اسم "fat black" أو "paleo coffee" من قبل مخترعها ديف أسبراي الذي اكتشف فائدتها أثناء رحلته إلى هضبة التبت في الصين المعروفة باسم "سقف العالم" أو "القطب الثالث للكرة الأرضية. ويقول ديف إن هذا النوع من القهوة المضاف إليها الزبد يمنح للشخص طاقة وحيوية ونشاطاً لمدة 6 ساعات، ويمكن التخلص من الدهون الناتجة عن تناول الزبدة خلال اليوم، كما أنه يحسن الوظائف الإدراكية للدماغ، بحسب صحيفة دايلي ميل البريطانية. ويرى ديف أن دهون الزبدة صحية للغاية عند تناولها في بداية الصباح، فهي تمد الجسم بالطاقة اللازمة خلال اليوم، ولا تساعد على زيادة الوزن، في المقابل لم يستسغ البعض مذاق القهوة الدهنية، ووصفوها بأنها غنية بالدهون وسطحها "زيتي"، بل تسببت لهم في الشعور بالمرض وعدم الراحة. كما تشير دراسات علمية سابقة إلى أن الزبدة بها نسبة عالية من الدهون، مما يتسبب في ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وبالتالي ينتج عنه زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والسمنة.

ظهر كتاب جديد مثير للجدل عن النظام الغذائي الأمثل تصدر قوائم الكتب الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة الأمريكية هذا الأسبوع. وفي الكتاب الجديد "مفاجأة الدهون الكبرى The Big Fat Surprise" تُفند نينا تايشولتز، المؤلفة والصحفية الأمريكية أسطورة الغذاء التي تقول أن الدهون المشبعة تعتبر سيئة للجسم، وتتسبب في زيادة الوزن. الكتاب الأكثر مبيعا يأتي متزامنا مع بحث جديد يشكك في الاعتقاد الطويل أن أمراض القلب والأوعية الدموية ترتبط بارتفاع الدهون وكمية الكولسترول. وتقول نينا في كتابها: "على مدى عقود، قيل لنا أن أفضل نظام غذائي محتمل يجب أن يتضمن تقليص الدهون وخاصة الدهون المشبعة، وإذا فشلنا في الحصول على صحة أفضل أو جسم أنحف، فالسبب يجب أن يكون لأننا لم نحاول بجهد كاف". وتضيف: "ولكن كيف سيكون الحال إذا عرفنا أن النظام الغذائي منخفض الدهون هو في حد ذاته المشكلة؟ الأطعمة التي كثيرا ما ننكرها على أنفسنا مثل الجبن الدسم وشرائح اللحم من الممكن أن تكون هي نفسها مفتاح حل أوبئة السمنة، والسكري، وأمراض القلب". وذكرت نينا في كتابها وثائق عديدة كيف أن الستين عاما الماضية من اتباع النصائح بالطعام القليل الدسم قد تسببت في نتائج غير منضبطة على جميع البشر، مع عواقب وخيمة على صحة الإنسان. وتحدثت الصحفية إلى جريدة وول ستريت جورنال قائلة: "لم يوجد من قبل أي دليل قوي لفكرة أن الدهون المشبعة تسبب الأمراض، نحن نعتقد فقط أن هذا هو الحال بسبب سياسات التغذية على مدى النصف قرن الماضي التي لم تخرج عن مسارها، والتي امتزجت بكثير من العلوم السيئة، والسياسة، والتحيز". هذا ويعج المجلد الجديد للكاتبة بالملاحظات و الشهادات، التي استندت إلى بحوث تغذية استمرت عقودا من الزمن، وتسع سنوات من التحقيقات من جانبها، وكانت التجربة مستوحاة من رحلتها الخاصة كناقدة ومحللة في عالم الغذاء. وتشرح نينا لصحيفة "صنداي تايمز" أن تناولها الأطباق الغنية بالدسم لعدة سنوات، تسبب في أنها فقدت بالفعل 5 كيلوجرامات من وزنها، كما تحسنت مستويات الكولسترول لديها. وتقول نينا: "الافتراض الأصلي كان أن الدهون المشبعة ترفع من مستويات الكوليسترول مما يرفع من مخاطر الأزمات القلبية، وهذا ليس صحيحا، الدهون المشبعة بالفعل تتسبب في رفع مستوى الكولسترول، ولكن مستوى الكوليسترول الكلي في الجسم ليس مؤشرا جيدا على خطر الإصابة بالنوبة القلبية، كما أن الجسم لديه متطلبات من الكولسترول، وهو يحتاج أيضا للدهون المشبعة من أجل اتمام وظائف محددة". كما تدعي الكاتبة أن الحليب الكامل الدسم أفضل من الحليب منزوع الدسم، لأن الدهون داخله تساعد على امتصاص الفيتامينات A و D، بالإضافة إلى ذلك، فالدهون تعمل على خفض نسبة السكر، حيث أن المصنعين للحليب منزوع الدسم يستبدلون الدهون في الحليب بالكربوهيدرات.