رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
محمد ماهر عقل لـالشرق: "في سبع سنين" كسر الصمت وأكد الدور التنويري للجزيرة

*فكرة الفيلم عرضت في عام 2016 وأخذت وقتاً طويلاً في النقاش صورنا 25 ساعة وأجرينا أكثر من 120 مقابلة مع شباب انتماءاتهم مختلفة بوصلتنا القضايا الاجتماعية التي يتحاشى العالم العربي الحديث عنها أثار فيلم في سبع سنين الذي أنتجته قناة الجزيرة وبثته على شاشتها أخيرا جدلا واسعا في الشارع العربي، فاختلف الناس حوله بين مهاجم ومدافع، واحتدم النقاش في منابر المفكرين والباحثين، وطفت على السطح تجاذبات فكرية وايديولوجية ما كان لها أن توجد لولا جرأة الجزيرة ومبادرتها الشجاعة في كشف التحولات الفكرية التي حدثت في مصر خلال سبع سنوات من ثورة يناير. الفيلم يعتبر قفزة نوعية حققتها قناة الجزيرة في مجال البرامج الوثائقية، كما يعتبر في جانبه الموضوعي مغامرة محسوبة النتائج لما يحمله الفيلم من جرأة في تناول مشكلات وظواهر مسكوت عنها في مجتمعنا العربي. لمزيد من تسليط الضوء على الفيلم، التقت الشرق الإعلامي محمد ماهر عقل معد ومقدم وثائقي في سبع سنين، فكان الحوار التالي: * كيف تصف ما يدور حول الفيلم من نقاش وجدال في مواقع التواصل الاجتماعي؟ **كنا نتوقع أن يحدث الفيلم جدالا وهو أمر صحي، وربما جزء من تقييم الجمهور لنجاح أي عمل إعلامي هو مدى قدرته على إثارة نقاش حقيقي يفضي إلى معالجة بشكل أو بآخر لأمور مسكوت عنها، وربما لا تتحلى معظم وسائل الإعلام في العالم العربي بالجرأة على طرق هذه المشكلات وإثارة النقاش حولها، لذلك كان متوقعا أن يكون هناك هجوم بدا واضحا في خطابات بعض رجال الدين وبعض الدعاة الذين كانوا مستاءين من الجرأة التي تحدث بها الفيلم، وهناك من اتهموا الجزيرة بأنها تروج للإلحاد، وآخرون من الدعاة والمفكرين هاجموا من هاجموا الفيلم، وقالوا إن هذه ظواهر، ورأوا أن الخطاب الديني لم يكن على مستوى المسؤولية في التعامل مع هذا النوع من القضايا، وقد يكون البعض رأى أن الإعلان عنها بهذا الوضوح انتقاص من الخطاب الديني أو محاولة إعلان فشله في التعامل مع مثل هذه الظواهر الموجودة في المجتمع. على الجانب الآخر، رأى البعض أننا تعاطفنا مع المسلحين، ورأى البعض الآخر أننا كنا نتعاطى بشكل فيه ندية وهجوم على الشباب الذين أعلنوا أن لديهم مواقف ضد الدين، وأننا كنا نتعامل بشيء من الهدوء والحميمية مع الشباب الذين تحولوا إلى العنف والعمل المسلح، وكلا الاتهامين يبرئان ساحتنا. * هل حقا كنت هادئا في حديثك مع من تحولوا إلى العمل المسلح أم أن انطباع فئة من الناس كان خاطئا؟ **لم أر أن هناك هدوءا بل هو نقاش حقيقي، وفي أول النقاش كانت هناك جزئية متعلقة بإحدى النقاط التي انتقدت فيها وهي أن علامات الدهشة كانت تبدو عليّ في لحظة من اللحظات، وقد كانت دهشة بالفعل. دهشة من جرأة الشباب الذين كانوا واضحين ومتسقين مع ذواتهم، وكانوا صادقين جدا في كل كلمة قالوها، وكانت لحظة مفصلية بالنسبة إليهم أن يعلنوا عن قناعاتهم أمام المجتمع وربما هذه من بين الأشياء التي انكسرت بعد الثورة، واستمرت الجرأة في كسر كل السلطات التي سيطرت على الناس، فكانت لحظة انكشاف حقيقية لقطاع كبير من الشباب من كل الأطياف. يبدو واضحا في الأفق أن هناك تراجعا في المجال السياسي، لكن في ما يتعلق بمجال الأفكار والحريات ومجال المجتمع حتى هذه اللحظة يمكن القول إن الثورة مازالت متقدة وتتحرك بعنفوان شديد لكن هذا الحراك غير ظاهر للسطح. *تحدثت قبل بث الفيلم عن الدوافع التي تحكم التحول الفكري لقطاع من الشباب، ثم تطرقت إليها بعد عرض الفيلم في برنامج الحصاد على قناة الجزيرة. ما الدوافع الحقيقية وراء اختيار ظواهر اجتماعية مسكوت عنها وطرحها في شكل عمل وثائقي؟ **أنا موظف في الجزيرة، والفكرة عرضت في عام 2016 وأخذت وقتا طويلا في النقاش. كان هناك قلق من أن هذا نوعا جديدا من الأفلام سيكون مثيرا للجدل، وسيجلب إلينا المتاعب. الجزيرة فعّالة بشكل كبير في الملف السياسي وفي ملف الأحداث والقضايا السياسية، وقد يكون الملف الاجتماعي خافتا أو غير مطروق بشكل كاف. نحن دافعنا عن الفكرة، والإدارة ناقشتها، وطوال الفترة التي كنا نشتغل فيها على الفكرة ذاتها، كان النقاش مستمرا على مدار عام كامل، لكن يُحسب للجزيرة أنها قررت أن تخوض هذه المغامرة وأن تكسر الصمت على هذا النوع من القضايا التي تمس 60 في المائة من الشباب في العالم العربي، وتمس عمق المجتمعات العربية. نحن فتحنا الباب وهوجمنا كثيرا، وهذا ثمن طبيعي لعمل صحفي مهني حقيقي يحاول أن يقترب من مشاكل الناس. * لماذا اخترت أن يكون عنوان العمل في سبع سنين؟ **العنوان له علاقة بالسنوات السبع التي تلت الثورة المصرية. هل هناك ظواهر وتحولات أخرى؟ نعم هناك ظواهر وتحولات أخرى. نحن صورنا 25 ساعة في هذا الفيلم وأجرينا أكثر من 120 مقابلة مع شباب وبنات انتماءاتهم مختلفة سواء من هذا الجانب الذي تحول إلى الإلحاد أو الجانب الآخر الذي تحول إلى العمل المسلح. خلال سبع سنوات بدا واضحا أن هناك ظاهرتين محل نقاش حقيقي ليس فقط على مستوى الإعلام أو في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن أيضا في مراكز الأبحاث المهتمة بما يحدث داخل المجتمع خاصة بعد ثورات الربيع العربي، وهو حدث استثنائي جعل مراكز الأبحاث تهتم بدراسة حركة المجتمع في هذه المرحلة، وكان الاهتمام بهاتين الظاهرتين على وجه التحديد، وهذا ما دفعنا لكي نتحرك في الدوافع وراء انتقال شاب كان يقضي إجازته الصيفية في مارينا في الساحل الشمالي في مصر إلى شخص يحمل سلاحا، أو شخص نشأ في المحاضن الإسلامية ثم يتحول إلى الإلحاد. كان أمرا يدعو إلى التساؤل وهو استثناء ونحن نناقش الاستثناء. هناك مجال آخر شخصي داخلي وهذا ما حاول الفيلم رصده بجانب المسار الآخر وهو تفاعل الشباب مع المجال العام ومدى تأثرهم به وتأثيره في نفوسهم. *ما التحديات التي واجهها فريق العمل، وما الإطار الذي كان يتحرك فيه البحث عن النماذج المطلوبة؟ **تحديات كثيرة أهمها الوصول إلى الأشخاص الذين عاشوا تحولا حقيقيا، والأشخاص الذين عندهم جرأة للحديث عن هذه التحولات، والأشخاص الذين لديهم قدرة على السرد. نحن أتينا بشباب من الإخوان ومن السلفيين ومن الذين لديهم تدين شعبي. كنا نحاول أن نرى المدى الذي وصل إليه هذا التحول في المدارس الإسلامية الرئيسية الموجودة في مصر. كان هناك تحد في البحث عن الجانب الآخر خاصة أننا بحثنا عنه في ميدان المعركة في سوريا. هناك آلاف المقاتلين من جنسيات مختلفة من العالم العربي ومن خارجه، وكنا نبحث عن الشباب المصري تحديدا، وعمن لديه القدرة على سرد قصته الحقيقية. كان أمرا مرهقا في صناعة الفيلم. *هل كان من السهل تقديم هذا العمل على شاشة الجزيرة فيتقبله الناس؟ **الجزيرة هي القناة الوحيدة التي بإمكانها أن تطرق البابين معا، بينما قنوات أخرى تفرد مساحة لجانب دون الجانب الآخر، وكان الناس يسألوننا: هل أنتم متأكدون من أن هذا الفيلم لقناة الجزيرة؟ وهل القناة ستتحمل جرأة هذا العمل بدون تجميل أو اجتزاء؟ نحن على مدى عام كامل راهنا ونجحنا، والجزيرة عودت جمهورها على أن تكون رائدة في الكثير من الأمور، وهذا هو خط الجزيرة عموما، والفيلم يأتي في إطار الدور التنويري الذي تقوم به، ونجاح العمل يحسب لها. *هل سنشاهد جزءاً آخر للفيلم أم هناك عمل آخر أكثر إثارة وجرأة؟ **نحن بصدد دراسة الأفكار مع إدارة قناة الجزيرة، ومثل هذه الأمور بحاجة إلى دراسة وبحث معمق للوصول إلى الموضوع المناسب. نحن نطرق قضية مهمة وبوصلتنا الشباب في العالم العربي، والقضايا الاجتماعية التي يتحاشى العالم العربي الحديث عنها.

5949

| 10 فبراير 2019

عربي ودولي alsharq
سيناريوهات متفائلة وأخرى دموية لمستقبل المنطقة العربية

في ظل التحديات الإقليمية وعدم الاستقرار السياسي "نادي الإعلام" يطرح القضية الأكثر إثارة لمستقبل الشرق الأوسطأسامة حمدان: استمرار القمع أدى لفقدان الثقة بشعارات السلميةشفيق الغبرا: تقلص الخيارات السلمية وضبابية المستقبل ينذران بالعنف علي الشاوي: لابد من التفريق بين التطرف والمرجعية الدينيةالمولى: غالبية منفذي العمليات الإرهابية خريجو معتقلات تعسفيةفي عنفوان الإنتصارات التي انتشت بها الشعوب العربية، بالربيع السياسي السلمي في أغلبه 2011، وإنسلال خيط رفيع من الأمل، كان هناك على الطرف الآخر أزمات محورية تنخر في النخاع المجتمعي للجماهير التي خلعت الأنظمة الحاكمة وقتها.في ظل هذا تجلت تحديات صعبة، لازال أبرزها يتصل بتصاعد الإرهاب الحامل لشعارات متطرفة، ما أدى إلى استغلال الأنظمة القديمة للحالة الراهنة، لتعيد عقارب الثورة للوراء بحد وصف متابعين، بالإضافة لرجوع الحالة القمعية للواجهة من جديد بعد أن كانت الرئة العربية على مقربة من الارتقاء فوق سطح السلطة المستبدة.ويفترض أنه في هذه اللحظة الحرجة تبدلت أيدلوجية الشباب الثائر إلى فقدان الثقة بشعارات السلمية، بعد انحصار الاختيارات، بين الإستسلام للوضع المعاش أو الدخول في صراع انتزاع الحق السياسي بالقوة. د. شفيق الغبرا خلال حديثه لنادي الإعلام "نادي الإعلام" حمل هذه الحالة والاحتمالات ليستطلع آراء مجموعة من المختصين، والذين حضروا الأسبوع الماضي مؤتمراً نظمته جامعة قطر حول التوجهات الفكرية في سياسة الشرق الأوسط، وننقل لكم الإجابة الكاشفة لجانب من وجه مستقبل المنطقة العربية، فهل ستتحول فعلاً الجماهير الثورية إلى العنف بعد فشل السلمية؟ وهل هناك مؤشرات حقيقية للانفجار؟ في البداية توجهنا بالسؤال إلى أسامة حمدان القيادي بحركة «حماس» ومسؤول العلاقات الخارجية فيها، والذي اعتبر الثورات المسلحة ردة فعل على تقليص السلطات الحاكمة لاختيارات الحل أمام شعوبها، وفشلها كذلك في توفير بديل مناسب وحقيقي ينتشلها من الظرف الراهن البائس على حد وصفه.وقال إن عدم التفريق بين العنف ومقاومة الاستبداد ووضع الجميع في مربع واحد وصب العقاب عليهم جميعاً بالتساوي، تشعل حالة من العدوان الشعبي على الجميع، وهذا ما يتصل بالصدام الذي يحتدم بين المجتمع والدولة، وبين الفرد والجماعة. فلا يمكن أن نسأل لماذا تحولت الجماهير للعنف، ونغفل محاسبة السلطات القمعية التي جعلت العنف السبيل الوحيد للخلاص من المشهد الحالي، وأضاف: استمرار القمع أدى لفقدان الثقة بشعارات السلمية.القهر لا يولد إلا العنفعلى نفس الافتراض أكد أ.د شفيق الغبرا أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، بأن تقلص الخيارات السلمية وانعدام المستقبل أمام الأعداد الكبيرة للشباب الذين فقدوا الأمل بشعارات السلمية، ينذران بتوجه الحشود الغاضبة للنهج العنيف، كحتمية تاريخية وبشرية، إذا لم تتح الفرصة أمام هذه القوة الحاشدة لتحديد مصيرها ورسم مستقبلها الذي ضاع بين قمع السلطة والشعارات الكاذبة للجماعات التي ادعت امتلاكها للحل الجذري. ويعيد علي الشاوي أستاذ علم الاجتماع بجامعة قطر أسباب تطرف الشباب إلى الجماعات المتطرفة في المنطقة، ويقول إنها تتظاهر بالمذهب الأخلاقي الديني ولكنها تضمر المبدأ الميكافيلي في التعامل -الغاية تبرر الوسيلة -، مضيفاً أن هذه الجماعات تحمل الشباب على الاستشهاد والذهاب إلى الفردوس كما يدعون وتجلس هي لتراقب المشهد من بعيد.على الطرف الآخر هناك أحزاب أخرى لها مرجعية تحترم وتستوعب الجميع وتريد بالفعل الإصلاح، ولكنها تُجَرم، وتخلط بالجماعات الأخرى الإرهابية، ويزج بأعضائها في المعتقلات مع حاملي الفكر المنحرف، وهناك تحدث عملية التحول الجذري السلبي خلال انعزال الشباب الطموح الواعي مع المنحرفين فكرياً في جو يسوده الإحباط والنقمة والظلم.وينصح الشاوي بضرورة التفريق بين التطرف والمرجعية الدينية، لأن الخلط الذي يحدث في المعتقلات يحول الشباب "العادي" إلى انتحاريين.سعود المولى الباحث والمتخصص بالفكر والفلسفة الإسلامية وعلم الاجتماع في العالم العربي والانثروبولوجية الدينية، يؤكد من خلال دراساته أن غالبية الذين قاموا بتفجيرات إرهابية وعمليات قتل وتدمير عشوائية، في أوروبا والمشرق الإسلامي، كانوا خريجين للمعتقلات الشرق أوسطية، هؤلاء الشباب في الأغلب اعتقلوا تعسفياً بدون وجه حق.ويشير إلى أن هذه الأعداد الكبيرة خرجت من المعتقلات تريد الانتقام من الظلم الوجودي، فالأزمة لا تتعلق بالأصولية الإسلامية كما يشاع، بل إن الدراسات التي أجريت على عينات من هؤلاء الانتحاريين كشفت أن نمط حياتهم منفتح إلى حد كبير، فتجدهم يذهبون إلى الملاهي الليلية ولديهم علاقات نسائية كثيرة، وفي العادة غير ملتزمين دينياً إن صح التعبير، ولكنهم يجدون في الجماعات الإرهابية الحاملة للشعار الإسلامي باباً مفتوحاً لنزعتهم الانتقامية، ويشدد المولى على أن هذه النتائج حصاد لمجموعة من الأبحاث الأكاديمية الهامة في أدبيات علم الاجتماع.فرانز فانون الفيلسوف الاجتماعي يذكر في كتابه "معذبو الأرض" أن الشعب الذي ظلوا يقولون له إنه لا يمكن أن يفهم غير لغة القسوة، يحزم أمره الآن على أن يعبر عن نفسه بلغة القوة".ويكتب الدكتور مصطفى حجازي في كتابه "مدخل إلى سيكلوجية الإنسان المقهور" إنه "يصل المجتمع المتخلف بالضرورة في مرحلة من مراحل تطوره إلى العنف، بعد فترة شيوع العلاقات الاضطهادية. وهنا يتوجه إلى العنف ضد القوى المسؤولة عن القهر. يتضح للشعب المقهور أن العنف المسلح هو السبيل الوحيد كي يعبر عن نفسه وعن حقه في الوجود". أسامة حمدان القيادي بحركة حماس الإعلام أكسجين الأزمةويعتبر الدكتور نور الدين ميلادي أستاذ الإعلام والاتصال الجماهيري بجامعة قطر، أن وسائل الإعلام العربية والغربية هي التي ضخمت صورة الجماعات الإرهابية وجماعات التغيير الرديكالي المسلح، فجعلت منها نموذجا للرجل المخلص الذي يمتلك الحل الفوري، وبهذا ضخت الأكسجين في الجماعات المتطرفة التي تضخمت صورتها الذهنية لدى الشباب المحبط. لم يسر الدكتور عبدالخالق عبدالله الأستاذ الزائر للعلوم السياسية بجامعة لندن على نهج الآراء السابقة ليقول: من الخطأ التعميم بأن الشباب العربي ميال للعنف، فالجسم الرئيسي للشباب العربي بين 60 إلى 70 % منهم مستقيم ومعتدل ولا يميل للعنف، فالشباب العربي تعرض لاختبارات عنيفة، كان يمكن أن ينتهج العنف خلالها، مع وجود ما نسبته 36% من العاطلين والمحبطين. قبل اشتعال أحداث الربيع العربي والذي يعتبر حدثا شبابيا من الطراز الأول، ولكنه كان سلميا وتنويريا بدرجة كبيرة، فالتعميم بأن الشباب العربي سيتجه للعنف هو خطأ، بشهادة التاريخ.أي أن الدكتور عبدالخالق يتمسك ويراهن على أن زيادة الوعي الشبابي ستجنبه الصدامات الدموية المستقبلية.

551

| 25 ديسمبر 2016

محليات alsharq
كتاب لرصد العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والتحولات السياسية فى المنطقة

* الكتاب أصدره مركز الدراسات الدولية والاقليمية في جورجتاون أظهر انتقال صدى الانتفاضات العربية من المحيط إلى الخليج عبر وسائل تجاوزت استعمال رسائل "تويتر"، كما تجاوزت أيضا مظاهر الاحتجاج في الساحات العامة، وجود حاجةٍ ماسةٍ لتحليلٍ أعمق لتلك الظاهرة على ضوء العلاقة المعقدة والتشابك الحاصل بين تطور التكنولوجيات الرقمية والسياسات الإقليمية. في هذا الصدد، أصدر مركز الدراسات الدولية والاقليمية التابع لجامعة جورجتاون في قطر كتاباً جديداً، يهدف من خلاله الباحثون إلى تعميق فهم هذه اللحظة الفاصلة في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر. ويركز الكتاب الذي يحمل عنوان"رصاص ونشرات : وسائل الإعلام والسياسة في أعقاب الانتفاضات العربية"، على العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والتحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة منذ بداية الانتفاضات العربية عام 2011. وقد جاء هذا الإصدار، الذي نشرته دار الكتب لجامعة أكسفورد هيرست، تتويجاً لسنواتٍ من البحوث قام بها مركز الدراسات الدولية والاقليمية في إطار مبادرته البحثية "السياسة والإعلام في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي". قام بتحرير كتاب "رصاص ونشرات" كلا من الدكتور محمد زياني الأستاذ في جامعة جورجتاون في قطر والأستاذة سوزي ميرغني من مركز الدراسات الدولية والاقليمية. وقد تبنى الكتاب مقاربةً متعددة التخصصات لهذا الموضوع، حيث ينظر إلى الأحداث والتطورات والآثار المترتبة عليها في العديد من الدول مثل تونس وليبيا ومصر وسوريا والبحرين. ويناقش الكتاب الدور الذي لعبته وسائل الإعلام التقليدية والجديدة في العالم العربي المتغير، مع إعطاء اهتمامٍ خاصٍ للتحول الذي طرأ على علاقات القوة بين الحكومات ومواطنيها. ويقول الدكتور زياني، أستاذ النظرية النقدية ومدير برنامج الإعلام والسياسة في جامعة جورجتاون في قطر: "مع تزايد الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أصبح الشرق الأوسط أكثر ارتباطاً من أي وقتٍ مضى، وأضحى الناس أكثر اطلاعاً والمواطنون أكثر تمكيناً، إلا أنه في الوقت نفسه صارت العلاقات بين وسائل الإعلام والسياسة أكثر تعقيداً". وأضاف: "يعطي هذا الكتاب نظرةً ثاقبةً، ليس فقط حول الدور المثير للجدل الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي خلال الانتفاضات العربية، ولكن أيضاً حول إعادة تشكيل الحياة العامة، وإعادة صياغة متغيرات القوة، وتجديد مضمون الوعي السياسي داخل فضاء معلوماتي تعرض للتغيير." تحد مقنع وفي معرض تعليقها على الكتاب، قالت الدكتورة كارين ويلكنز، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة تكساس، أوستن: "إن هذا الكتاب يقدم تحدياً مقنعاً لعلماء الاتصال الذين وضعوا افتراضات ساذجة حول الآليات السياسية والاستراتيجيات المتعارف عليها إعلاميا". وقالت الأستاذة سوزي ميرغني، مدير ورئيس تحرير منشورات مركز الدراسات الدولية والاقليمية: " لقد أوضح العديد من المساهمين في هذا الكتاب أن الفاصل بين الإعلام القديم والإعلام الجديد هو حاجز زائف". وأردفت قائلة: " تستخدم كلا من السلطات الحكومية والجماهير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات منذ فترة طويلة كأدوات إما لإسكات صوت المعارضة أو لتضخيمه. وخلال الأشهر القليلة الأولى من الانتفاضات الجماهيرية، أدى استخدام ذلك العدد الهائل من المتظاهرين لجميع وسائل الإعلام المتاحة، سواء التقليدية منها أو ما يسمى بالإعلام الجديد، إلى تغيير في موازين القوى ". وللعلم، فإن "رصاص ونشرات" هو أحدث إصدار لمركز الدراسات الدولية والاقليمية في شراكة مع دار كتب جامعة أكسفورد هيرست، ويتوقع نشر كتاب آخر في وقت لاحق هذا العام. وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب السابق الذي أصدره مركز الدراسات الدولية والاقليمية تحت عنوان "الجماهير المتصلة والخلاف الرقمي: سياسة الحياة اليومية في تونس"، كان قد ألفه الدكتور زياني وفاز بالجائزة العالمية لأفضل كتاب حول الاتصال والتغيير الاجتماعي لعام 2016 من قبل المنظمة الدولية للاتصالات.

935

| 31 أغسطس 2016

تقارير وحوارات alsharq
مشاركون بندوة "الجزيرة للدراسات": الشعوب العربية صبورة ولكن ليست مطية

تشابهت الثورات العربية في بداياتها تشابهًا كبيرًا لكن مع مرور الوقت اختلفت مساراتها فحقق بعضها إنجازات متفاوتة مثل النموذج التونسي، بينما تعثَّر بعضها الآخر فانزلق إلى ما يشبه الحرب الأهلية في كلٍّ من اليمن وليبيا وسوريا، أو انتكس إلى نظام استبدادي أشد ضراوة من أنظمة ما قبل الثورة مثلما هي الحال في مصر... هذا ما أكده الخبراء والمحللين السياسيين وناشطين خلال مشاركتهم في ندوة مركز الجزيرة للدراسات التي أقيمت مساء اليوم في الدوحة، وتم خلالها مناقشة إنجازات الثورات العربية وإخفاقاتها في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد، كما بحثت كُلفة الثورة المضادة وما تسببت فيه من تعطيل لمسار التحول السلمي والانتقال إلى الديمقراطية في العالم العربي.وتحدث في الندوة كل من؛ الدكتور عدنان منصّر، مدير الديوان الرئاسي والناطق الرسمي لرئاسية الجمهورية التونسية سابقًا، والدكتور عبد الوهاب الأفندي أستاذ العلوم السياسية ورئيس برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية في معهد الدوحة، والدكتور عوض البرعصي، رئيس المنظمة الليبية للسياسات والاستراتيجيات، ونائب رئيس الوزراء الليبي الأسبق، ونيفين ملك، الناشطة الحقوقية وعضو الهيئة العليا لحزب الوسط المصري سابقًا، والدكتور وسيم القرشي،المتحدث الرسمي للجنة التنظيمية لشباب الثورة اليمنية 2011.منّصر: الثورة التونسية هي الشمعة المضيئة في الربيع العربيبداية تحدث الدكتور عدنان منصّر مدير الديوان الرئاسي والناطق الرسمي لرئاسية الجمهورية التونسية سابقًا، عن الثورة التونسية وما مرت به مراحل تخللتها نجاحات وإخفاقات، فضلاً عن استشرافه لمستقبلها، فقال: لايمكن الحكم كلياً على أي ثورة بعد مرور خمس سنوات على بدايتها، فالثورات هي حركات تسعى للتغيير في جذور المجتمع، ولكننا سنتناولها من الناحية التقييمية، فإذا نظرنا إلى الحالة التونسية نجد انها الشمعة الوحيدة التي ما زالت مضيئة في الربيع العربي، رغم صمود باقي الثورات في وجه لتحديات والصعوبات، وسعيها للعودة مرة أخرى للمسار الديمقراطي الصحيح.وأضاف منّصر: من أهم مكتسبات الثورة التونسية هو الدستور الذي أقره غالبية الشعب، وهو نتاج معركة سياسية اتفقنا فيها على تقديم الأمور الهامة على تلك الأقل أهمية، وأسسنا لنظام توالي الحكم، وفق قواعد رئيسية لا يمكن أحد تجاوزها، أو أن يسطو بأي شكل من الأشكال على مكتسبات الثورة المجيدة.وأوضح منّصر أن الدستور التونسي ميّز الفئات الفقيرة والتي كانت مهمشة ووضع أسس من شأنها أن تدعم وحدة الوطن، وتقضي على الفصل بين أبنائه على أساس المناطق الجغرافية، فلم يعد هناك ميزة للمناطق الساحلية عن تلك المناطق الداخلية التي عانت من التهميش في فترات سابقة.وقال منّصر في معرض حديثه عن الدستور التونسي: الباب السابع من الدستور يرسي أسس وقواعد الحكم المحلي والمشاركة السياسية، وهو مكسب حقيقي للشعب التونسي، حيث يحد من الفساد ويقطع الطريق أمام استبداد أي سلطة وسعيها للسيطرة على مقدرات الوطن.الدستور عادل ولكن ليس بالدستور فقط تحيا الأمموأردف قائلاً: تونس تعتبر واحة الديمقراطية في الوطن العربي ،لكنها تعاني من وضع اقتصادي سيء ونتيجة لذلك يتعاظم الخوف من أن يعصف ذلك بما تم إنجازه من حريات دستورية، والخوف كل الخوف من أن تستغل قوى الإرهاب والتطرف تلك العثرة الاقتصادية ومن ثم تخرج الأمور عن السيطرة.ولفت إلى أن عدم مكافحة الفساد يفقد أبناء الشعب التونسي نحو 100 ألف وظيفة سنوياً، وهذا يمنع أي تنمية حقيقة لموارد الدولة، وقال: إذا تم القضاء على الفساد لما كنا في حاجة إلى المساعدات الخارجية، وحقيقة هذا يسبب الكثير من الاحباط لدى فئة الشباب، فهناك قوى تهدف إلى اخماد روح الثورة في نفوسهم، وهذا مؤشر خطير، حيث يجب أن يقتنع الشباب بأنها معركتهم الأساسية نحو مستقبل أفضل ، وألا يتخلوا عنها مهما حدث.وتابع الدكتور عدنان منصّر: ما ينقصنا في تونس، تلك القوة التي تمنحنا ما يكفي من الإرداة لتجاوز هذه التحديات، أي أننا نحتاج لشحنات كبيرة من الأمل والطاقة التي تساعدنا على مواصلة أهدافنا والعبور لبر الأمان.النفاق الغربيواختتم حديثه قائلاً: هناك الكثير من النفاق الغربي تجاه تونس، أي أن العديد من الدول الكبرى، تستغل حاجتنا لمساعدات خارجية، أو جدولة لبعض الديون، أو استثمارات أجنبية داخل تونس، لتفرض علينا شروطاً مجحفة تضر أكثر مما تنفع، وهذا عكس ما يظهرونه من دعم أمام الكاميرات وفي المؤتمرات، وهنا أنا أدعو أبناء الشعب التونسي أن يعولوا على أنفسهم فقط، وأن لا ينتظروا مساعدة من الآخرين".ملك: الشعوب العربية صبورة ولكن ليست مطيةمن جانبها قالت السيدة نيفين ملك، الناشطة الحقوقية، وعضو الهيئة العليا لحزب الوسط المصري سابقًا، إنه بالرغم من كل التحديات والصعوبات التي تواجه ثورات الربيع العربي إلا أنها مازالت صامدة في وجه من يريد القضاء عليها، معتبرة أن الشعوب العربية صبورة إلى أبعد حد لكنها ليست مطية لأي نظام.وأشارت الناشطة الحقوقية إلى أن الثورات العربية هي قاعدية بامتياز، أي أن من قام بها فئات المجتمع ككل، وليست قوى سياسية أو حزبية معينة، عكس تلك الحركات العسكرية التي تقوم بها قيادات أو مليشيات مسلحة.وقالت في معرض حديثها عن الثورة المصرية، أن الشعب المصري عانى من اقصاءات وتهميش لفئات عريضة من أبنائه، وأضافت: النظام العسكري يدعي المدنية في حين أنه يتغلغل في جذور المجتمع منذ 1952، ونحن نعيش كمواطنين درجة ثانية في ظل الأنظمة الحالية.وتحدث عن دور الإعلام المصري في ذلك، فأردفت: الإعلام الحكومي والخاص شاركا في تعزيز ثقافة إقصاء الآخر واستباحة حريته ودمه، وفرض الأمر الواقع على المصريين، والدعوة إلى الفرقة والتعصب، وهو ما ساهم في انتاج عملية سياسية مشوهة كالبرلمان القادم الذي لعبت المخابرات دوراً أساسياً في تكوينه.وتمنت نيفين ملك، أن تشهد الفترة المقبلة حراكاً سياسياً تشارك وتمثل فيه قطاعات المجتمع، مشيرة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام الشعب المصري للتعبير عن توجهاته، ومن المتزقع أن يكون لها دور أكثر أهمية في أي حراك مستقبلي.البرعصي : الصراع في ليبيا ينحصر على الشرعية والمال والسلطةومن جانبه قال الدكتور عوض البرعصي رئيس المنظمة الليبية للسياسات والاستراتيجيات ونائب رئيس الوزراء الليبي الأسبق أن الثورة الليبية التي اندلعت في 17 فبراير من العام 2011 كان لها عدة خصائص أهمها أن الثوار استطاعوا أن يحرروا عدة مدن بعد أربعة أيام من حمل السلاح ضد نظام القذافي، بالإضافة إلى أن الثورة الليبية هي الوحيدة التي حدث فيها تدخل عسكري من قبل قوات التحالف (الناتو) وهذا ما لم يحدث في سوريا ولا اليمن ولا غيرهما.وأوضح البرعصي أن سقوط نظام القذافي أحدث فراغاً كبيراً في كل المؤسسات الحكومية الليبية، وذلك يعود لعدة عوامل منها الضعف في الركائز الأساسية للمؤسسات، وانتشار الفساد والمركزية الشديدة التي كان يطبقها حكم االقذافي المستبد.وأكد أن ثورة 17 فبراير وبعد مرور 5 سنوات على انطلاقتها تمكنت من تحقيق عدة نجاحات، تتلخص باعتراف العالم بها ودعمها في المحافل الدولية، بالإضافة إلى أنها حافظت على مكتسبات ومطالب الثوار، حيث تمثل ذلك بعدم عودة النظام القديم والرفض الكامل لتشكيل ديكتاتور جديد يحكم ليبيا، التي ناضلت لتحقيق حريتها وقدمت الكثير للحفاظ على كرامتها.اخفاقات الثورة الليبيةأما بخصوص الإخفاقات التي حدثت طوال الأعوام الخمسة للثورة الليبية فقد لخصها البرعصي في عدة نقاط :- لم تستطيع الثورة تقديم مشروع توافقي يرضي مختلف الفرقاء الليبيين، مما أدى إلى الدخول في صراعات تعاني منها ليبيا إلى الآن.- عدم قدرة الدولة في دمج المسلحين الذين قاتلوا نصرة للثورة داخل نطاقها، بل على العكس فقد تم التنكر لكثير منهم، مما أدى إلى انتشار السلاح والفوضى والجماعات الإرهابية.- لم تتمكن الحكومات التي تعاقبت بعد نجاح الثورة في تقديم حلول ناجعة للتخلص من المركزية، مما تسبب في اتساع التهميش وزيادة المناطق التي تعاني من الفقر وعدم تقديم الخدمات الضرورية لها.واختتم البرعصي حديثه بالتنويه على أن الصراع في ليبيا اليوم ينحصر على الشرعية والمال والسلطة، وهذا ما يزيد من الانقسام الحاد الذي يدفع ثمنه الشعب الليبي وحده.القرشي : الشعب اليمني يطالب بجيش يمثل كل أطياف المجتمعالدكتور وسيم القرشي المتحدث الرسمي للجنة التنظيمية لشباب الثورة اليمنية 2011 يرى أن غالبية المفكرين والمراقبين الذين يتحدثون عن الثورات، دائماً يأخذون دور المتفاجئين، فنراهم يقولون نحن تفاجئنا من اندلاع الثورات في العالم العربي ،ونحن مندهشون من قيام الثورات المضادة لها، قائلاً: "هم دائما " متفاجئون " مع أن الواقع الذي يعيشه المواطن العربي في كل مكان يفسر ويبرر اندلاع الثورات وهذا شيء منطقي لا يستدعي الاندهاش والاستغراب.وأضاف القرشي أننا في اليمن كنا نتصور أن التواجد في الساحات لمدة 15 يوم سيسقط النظام ويقتلعه من جذوره، ولكن هذا التصور كان خاطئاً تماماً، فهذه الأنظمة الفاسدة متجذرة منذ سنوات طويلة، وإسقاطها يتطلب منا جهد كبير وعمل ضخم يستدعي تكاتف كل فئات المجتمع بشكل راقي وسلمي.وأوضح أن الثورة اليمنية استطاعت إسقاط علي عبد الله صالح ولكنها لم تتمكن من اقتلاع نظامه الفاسد، وهذا ما أدى إلى نشوب حروب دموية تسبب فيها الانقلابيين، حيث وقفنا أمامهم عاجزين لأننا لم نفكر بوعي ورؤية واضحة للمستقبل.ولم يستغرب الدكتور القرشي اندماج جماعة الحوثي مع الحرس الجمهوري في اليمن، مؤكداً بأن العلاقة كانت بينهم قائمة منذ زمن بعيد وهم الآن يقاتلون من أجل مصالح واحدة وأهداف واحدة.واختتم القرشي حديثه قائلاً " الشعب اليمني اليوم يطالب بجيش يمثل كل أطياف المجتمع وفق أسس صحيحة لا تتدخل فيها العوامل الأسرية ولا القبلية ولا الطائفية". الشجاعة.. أهم ما يميز ثورات الربيع العربيأما الدكتور عبد الوهاب الأفندي أستاذ العلوم السياسية، رئيس برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية في معهد الدوحة، فتحدث عن فترة ما قبل ثورات الربيع العربي، فقال: رغم توقعات الجميع قبل بداية الربيع العربي، بأن الانفجار الثوري قد اقترب، وربما ينتج هذا الانفجار حالة مشابهة للحالة الصومالية على سبيل المثال، إلا أنه حدث انفجاراً جميلاً، رسخ مبادئ الحرية والديمقرطاية على الغرم من العثرات التي واجهته، وكشف عن ما يمكن للشعوب العربية أن تحدثه من تغيير في المنطقة.وأضاف الأفندي: القوات العربية لم تقم بها فقط الفئات المهمشة أو المنهزمة، بل قام بها الشاباب المتعلم المثقف الواعي، كما هو في حالة الثورة العربية والتونسية، أو قام بها فئات مختلفة من الشعب كما هو الحال في ليبيا وسوريا واليمن.وأردف الأفندي: أهم ما يميز تلك الثورات، هو شجاعة من أشعلوها وقاموا بها، فهم كانوا على علم بمدى قوة وبطش الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة، وما يمكن ان يلقوه من قتل وتشريد إلا انهم ارتضوا المواجهة والدفاع عن حاضرهم ومستقبلهم، وهذا الأمر أحدث تغييراً جذريا في حياة الشعوب الثائرة، ولن تعود إلى سابق عهدها مهما حدث.وحذر أستاذ العلوم السياسية، من ان استمرار الأنطمة الفاسدة في سدة الحكم، يهدد مستقبل المنطقة، وقال: هناك أخطاء وقع فيها الثوار فمثلا في الحالة الليبية على الرغم من وجود قيادة للثورة إلا أن بعض المزايدين استغلوا الانسجام الحاصل بين الليبيين وأثاروا الفتن، فضلاً عن المليشيات المسلحة التي تكونت واستعملت العنف والإرهاب.وقال الأفندي في ختام حديثه ان ما حدث من أخطاء ارتكبها الثوار واستغلتها بعض القوى الداخلية والخارجية هو ما أحدث التناحر الحالي بين فئات المجتمع، وأشار إلى أن الحل في استعادة وحدة الشعب الليبي، والبعد عن التمسك بالأخطاء السابقة ومحاولة التوفيق بين مطالب مختلف الفئات، ولم الشمل الليبي، فالأقوى هو من يسعى للتوافق وحل المشكلات التي تواجه الوطن.وينظِّم مركز الجزيرة للدراسات سلسلة ندوات على مدى أربعة اسابيع، في أيام الثلاثاء من كل اسبوع، في شهر يناير، بعنوان «خمسة أعوام على انطلاق الربيع العربي: إنجازات وإخفاقات وسيناريوهات مستقبلية»، وتهدف إلى الوقوف على إنجازات وإخفاقات تلك الثورات، والبحث في أدوار الفاعلين المحليين والإقليميين والدوليين، واستشراف مساراتها ومآلاتها بعد مرور خمسة أعوام.يشارك في هذه الندوات نخبة من المفكرين والباحثين والسياسيين من بلدان عربية مختلفة، وتُعقد أيام الثلاثاء (5 ـ 12 ـ 19 ـ 26) من شهر يناير (كانون الثاني) من الساعة 6 إلى 8 مساءً بمسرح مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير، وتُبثُّ على قناة الجزيرة مباشر.

885

| 05 يناير 2016

تقارير وحوارات alsharq
د.التميمي: قيام محور قطري - سعودي - تركي سيخفف من غلواء الثورات المضادة

كشف الدكتور عزام التميمي مدير معهد الفكر الإسلامي في حواره لـ "بوابة الشرق" أن النظام المصري والسلطة الفلسطينية هما من يمنعان رفع الحصار عن غزة، بل وأوقفوا جميع الإجراءات التى كانت سترفع الحصار بعد العدوان الأخير خوفاً من إحتساب ذلك نصراً لحركة حماس .وتوقع التميمي ان إسرائيل في طريقها لتجاوز النظام المصري بعد أن اعلنت عن موافقتها إنشاء ميناء بحري وربما جوي في المستقبل، وانها في الايام المقبلة ستقبل بهدنة طويلة المدى مع حركة حماس . الدكتور عزام التميمي يتحدث لـ "بوابة الشرق"وشبه التميمي الوضع المصري بما حدث في تشيلي عام 73 بعد ان اطاح الجيش هناك برئيس منتخب، لكنه توقع ان يعود الشعب المصري الى رشده ويدرك ان ما حدث كان خطئاً .واعتبر التميمي ان العالم الغربي وايران قد ربحا من الاتفاق الاخير الخاص بالملف النووي، وان الغرب لم يعترض على النفوذ الايراني في سوريا والعراق .واشاد بالتغيرات التى حدثت في السعودية وخاصة فيما يتعلق بزيارة خالد مشعل لها، وإعادة النظر في العلاقة مع ابوظبي ورفض كل مطالب النظام المصري والى نص الحوار ... كونك فلسطيني لماذا الى الان لم يرفع الحصار عن غزة برغم ان هناك اتفاقا بعد العدوان الاخير على رفعه؟لان هناك قوتين اقليميتين لا تريدان للحصار أن يرفع،وهما النظام المصري والسلطة الفلسطينية، فبعد الحرب الاخيرة كانت هناك سلسلة من الاجراءات تؤدي لرفع الحصار، ولكن للاسف توجه النظام في مصر الذى استعدى حماس وغزة، وكذلك السلطة التى تعتبر رفع الحصار نوعا من الانتصار لحماس، وتعزيزا لمكانتها، حالا دون رفعه .وانا اعتبر العامل الاسرائيلي في الحصار عاملا ثانويا، بمعنى ان اسرائيل كان يمكن ان تضطر لرفع الحصار، لولا ان العامل العربي كان مساندا لها .حماس والنظام المصري تقول ان النظام المصري هو الذى يمنع رفع الحصار ومع ذلك نجد قيادات حماس لا توجه النقد له وكأنها في حالة رضى عما يحدث؟قيادات حماس تمارس دور السياسي، الذى لا يريد أن يفاقم من الازمة، فلو انتقد قياديو حماس النظام المصري بشكل مباشر لربما زاد هذا من الحصار، ومزيد من العقوبات، بحق أهل غزة، وما ألحظه ان قادة حماس يحاولون مد الجسور مع النظام المصري، ومع ذلك فان النظام المصري غير مقبل على ذلك .ولماذا السلطة الفلسطينية تمنع رفع الحصار عن غزة ؟لانها تريد أن تعود لحكم غزة، وهى تخشى إن رفع الحصار عن غزة الا تستعيد السيطرة عليها،فهى تستخدم الحصار للضغط على القطاع .كما ان السلطة الفلسطينية، تعتبر أن رفع الحصار سيرفع من شعبية حماس ويزيد من أسهمها، والسلطة بالطبع تعتبر حماس خصما، ومنافسا ومن ثم لاتريد لها ان تنتصر .لكن حماس في العدوان الاخير اعلنت رفضها توقيع أي اتفاق الا بعد رفع الحصار .. ثم بعدها وقعت ولم يرفع الحصار؟قلت لك من قبل ان حماس تمارس دور السياسي، والسياسي يتعامل مع الواقع، ولا يتعامل مع الاحلام، فالسياسي النزيه والوطني المخلص يعرف حدود ما يمكن أن ينزل اليه ولا يتجاوزه، ففيما عدا قضية الاعتراف بإسرائيل هناك اجتهادات، فيمكن أن يرى أن من مصلحته الا يصعّد، وفي ظرف آخر يمكن له أن تصعد .فعندما حدثت الحرب الاخيرة كان الكيان العربي للاسف يقف لصالح الكيان الصهيوني، وكلهم، إلا القليل جدا، كانوا يهدفون لتأديب حركة حماس وتقليم أظافرها، حتى لو أدى ذلك لتدمير قطاع غزة، لكن النتائج جاءت مخيبة لآمالهم فقد صمد اهل القطاع امام القوة الاسرائيلية العاتية الامر الذى ادى لرغبة عند الطرفين "حماس – إسرائيل" بالتهدئة لان المقابل هو التدمير عند الطرفين، وبالفعل حصلت التهدئة وبشروط، هذه الشروط كان الضامن لها الطرف المصري نظرياً، ولكن عمليا للاسف النظام في مصر دخل في حملة تشويه ضد حماس واتهمها بالارهاب، واعتبرغزة تهدد الامن القومي المصري، فما كان من الممكن ان يظل ضامنا للاتفاق، لذا فقد مات الاتفاق . لولا مساندة الأنظمة العربية لأرغمت أسرائيل على رفع الحصار غزة.. النظام المصري والسلطة الفلسطينية يمنعان رفع الحصار عن القطاع.. أصوات داخل اسرائيل توافق على انشاء ميناء بحري في غزة وهدنة طويلة الاجل وبرغم ذلك فقد ادى هذا الامر لنوع من التهدئة بين الطرف الاسرائيلي والفلسطيني متمثلا في حركة حماس دون تنفيذ أي من بنود الاتفاق نظرا لغياب الضامن الا وهو الطرف المصري .والان ونظرا للتغيرات الاقليمية في المنطقة، اصبح لاسرائيل رغبة جدية في العودة لاستئناف المفاوضات حول هدنة متوسطة او طويلة الاجل، بل والاكثر من ذلك أن هناك اصواتا داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية توافق من حيث المبدأ على إنشاء ميناء بحري وربما ايضا ميناء جوي، وفي يقيني لو كان الوضع في مصر غير الذى عليه الان او مساندا لغزة لحصلت غزة على اتفاق طويل المدى . وهل تتوقع أن تتجاوز إسرائيل النظام المصري وترفع الحصار؟أنا اسمع من بعض المصادر بأن الاسرائيليين يريدون تجاوز النظام المصري لان مصلحتهم في ما يظنه بعضهم تستوجب تهدئة طويلة المدى مع غزة، وتنفيذ فكرة السماح بالميناء البحري والتىهىبالاساس تجاوز النظام المصري، كما أن هناك حركة نشطة ما بين قطاع غزة والكيان الصهيوني من خلال عدة معابر، وهذا بالطبع خلافا لرغبة الجانب المصري .الوضع المصري ما نظرتك كمحلل سياسي للوضع المصري؟الوضع المصري الحالي يشبه لحد كبير ما حدث في تشيلي عام 1973عندما حصل هناك تحول ديمقراطي، وجيء برئيس منتخب لم يعجب الجيش، ولم يعجب رجال الاعمال، ولاالإعلام، فتحالفوا مع السي اى ايه واسقطوه، ونصّبوا بينوشيه رئيسا، والذى حكم بالنار والحديد وأذل شعب تشيلي وقتل منهم الآلاف، ثم بعد ذلك عاد الشعب الى رشده واستعاد وعيه، بعد أن كانت شيلي شبيهة بالوضع المصري من حيث حالة الاستقطاب والانقسام الحاد ما بين من يري ان هذا الرئيس المنتخب سيضر بمصالحة ومن يرى ان بينوشيه هو الاحق بالرئاسة وهو الفرصة الوحيدة للنهوض .وان أرى ان المشكلة الان في مصر ليست مع انقلاب عسكري انقلب على نظام ديمقراطي، وليست مع طبقة فاسدة تآمرت على خيار الشعب،وانما المشكلة الحقيقية مع قطاع كبير من الشعب المصري والذى صفق للانقلاب عندما وقع، ولم يكن يعي خطورة ما كان يجرى، وهذا ما يجعلنا نقول ان الامر يحتاج لوقت حتى يستعيد الناس توجههم الحقيقي، ولكى يدركوا أن هذه الانقلابات العسكرية لا تأتى بخير، وانا شخصيا متفائل واعتقد أن الامر مجرد وقت، وسيزول هذا الانقلاب وستستأنف مصر نهضتها، من خلال مسار ديمقراطي صحيح .الدعم الإسرائيلي لكن الكثير يقول ان الانقلاب لن يسقط على المدى القريب نظرا لوجود داعم قوي له الا وهو إسرائيل ؟دعم إسرائيل لا يكفي لاستمرار الانقلاب؟ وتثبيت النظام في مصر، فنظام مبارك كان مدعوما من إسرائيل واسقطه الشعب، كما أن إسرائيل وحدها لم تكن قادرة على إسقاط مرسي، او أي رئيس منتخب،فالذى اسقط الرئيس المنتخب ليست هى إسرائيل او أمريكا وانما المنظومة العربية التى خشيت من الربيع العربي، وهى التى موّلت ودعمت، فما كان من إسرائيل وأمريكا الا انهما رحبا، وانا لا اذيع سرا فمن خلال حواراتي مع مسؤولين إسرائيليين وامريكان انهما كانا على استعداد للتعامل مع نظام الاخوان في مصر، وكانوا على استعداد للتعامل مع الرئيس مرسي، وكانت إسرائيل تسعي لتوسيط دول اوروبية لفتح قناة حوار مع الرئيس مرسي، لان إسرائيل وأمريكا شعرت بان هذه الثورة جاءت بواقع جديد، لم يكن من مصلحتها أن تقف في وجهها، لكن الذى شجعهم للانقلاب عليها هو الموقف العربي، وموقف النخب التى خشيت من التحول الديمقراطي على مصالحها،وبالتالى لا ينبغى أن نلوم إسرائيل على كل ما يجرى في المنطقة . ما يحدث في مصر الان مشابه لماحدث في شيلي ابان حكم بينوشيه.. اوباما كان ينوى منذ اول يوم له في الرئاسة أن يحول إيران من عدو لصديق.. الغرب منع إيران من تطوير برنامجها النووي وخبراء اسرائيليون كانوا يشرفون على الاتفاق الملف النووي ننتقل الى الملف النووي..برأيك من الرابح في الاتفاقية الاخيرة هل هى ايران ام العالم الغربي؟كلاهما رابحان، فالغربيون ليسوا سذجاً كى يدخلوا في صفقة كهذه مع ايران، وايضا الايرانيون ليسوا كذلك، وربما الكثير لا يعلم أن سياسة اوباما من اليوم الاول الذى جاء فيه للرئاسة،هى تحويل إيران مع عدو الى محايد ان لم يكن صديقا وهذا من اليوم الاول .ولماذا هذا التوجه من قبل اوباما ناحية إيران ؟لانه يري إيران دولة كبيرة، ولها نفوذ إقليمي، ولها أذرع تمتد في لبنان وباكستان، وأفغانستان وآسيا الوسطى وأفريقيا،وبالتالىهى دولة ليست بسيطة،وبالتالى فان اوباما كان يخشى انه لو لم يتم التوصل لتسوية مع إيران فإن إسرائيل كانت ستجر العالم لحرب لا يرغب فيها، لان إسرائيل كانت تهدف للتصعيد مع إيران .وما الذى استفاده العالم الغربي وإيران من الاتفاق ؟إيران استفادت برفع الحظر الاقتصادي عنها، والغرب استفاد بمنع ايران من تطوير برنامجها النووي، وانا لا اصدق الدعاية الايرانية التى تقول ان إيران ستكون يدها مطلقة في البرنامج النووي، بل العكس هو الصحيح فلقد غلت يد إيران في برنامجها النووي بكل تأكيد وقد صرح بذلك الغربيون بان الاتفاقية كانت بالتشاور مع خبراء نوويين إسرائيليين، لتحديد ما هو مقبول وما هو غير مقبول بالنسبة للايرانيين، ايضا ايران تقول انه ليس من مصلحتها ان تقوم بتطوير برنامج نووي اذا بقيت العقوبات مفروضة عليها، وخاصة ان لديها حراكا شعبيا بدأ يضجر ويتذمر، ويشكو من الغلاء ومن الاوضاع المعيشية .العرب والإتفاق النوويوماذا عن رؤية العالم العربي وخاصة الخليجي من الاتفاق ؟ هناك وجهات نظر متضاربة، والسبب أن كثيرا من العرب بمن فيه الكثير من الاعلاميين للاسف، يتعاملون بعاطفة مع الاحداث، ولا يتعاملون من باب التحليل السياسي، وفهم حقيقة ما يجرى وتداعياته، فانهماذا كرهوا ايران كرهوا كل ما له علاقة بايران، والعكس صحيح، والسياسة لا تقوم على الحب والبغض، وانما تقوم على المصالح .وهل يتضمن الاتفاق جوانب وقضايا اخرى مثل تخلي ايران عن نظام الاسد مثلا او تراجع ايران عن تمددها في المنطقة؟انا أميل من وجهة نظري الى ان احد التنازلات الذي قدمه الغرب لايران هو السكوت عن نفوذها في سوريا وفي لبنان، وليس العكس، لان الغربيين كانت لهم اولويات في تفاوضهم، ومن خلال متابعتي لم أرَأي ضغوط على ايران اثناء المفاوضات لكى تقلص نفوذها في المنطقة، لان امريكا واسرائيل والغرب لديهم مصلحة في دور إيراني في سوريا وليس العكس.ماذا لدى الغرب من مصلحة في دور ايراني في سوريا ؟لسببين .. هما ان الغرب لايريد سقوط النظام السوري دون أن يتحقق بديل له مرضى عنه لديهم، ولا يحدد مصالح إسرائيل، وهذا ليس له علاقة بحب بشار او كرهه، لان الامر متعلق فقط بالمصالح. إيران تروج كذبا أن يدها مازالت مطلقة في البرنامج النووي بعد توقيع الاتفاق.. الغرب لم يضغط على ايران لتقليص نفوذها في سوريا والعراق وربما العكس صحيح.. "داعش" ظاهرة ناتجة عن حالة الإحباط التي أصابت العالم العربي بعد الانقلاب العسكري في مصرالسبب الثاني هو ظاهرة "داعش"وما يمكن ان يعتبر ضمن جوقتها ممن تعتبرهم امريكا تنظيمات ارهابية، وهذه التنظيمات يعتبر الغرب المقابل لها هو المد الشيعي وهذه موازنات يتعاملون معها .التغيرات في السعودية كيف تنظر للتغيرات الجديدة في السعودية وهل ستنعكس ذلك بشكل ايجابي على القضية الفلسطينية وباقى القضايا العربية؟لقد استبشر الكثير بالتغيرات التى حدثت في السعودية، بعد أن وصلت العلاقات العربية، وطريقة التعامل مع التمدد الايراني، لطريق مسدود قبيل وفاة الملك عبدالله ولكن للاسف جاءت مشكلة اليمن، التى استغرقت السعودية في شغل يومي، وربما هذا جعلها لاتتفرغ لقضايا اخرى ملحة، وهى محقة في ذلك، لان سيطرة الذراع العسكري لايران (الحوثي) على اليمن وهى الحديقة الخلفية للسعودية جعلها تتفرغ لهذا الامر وتصير المشكلة اليمنية اكثر الحاحا من المشاكل الاخرى .لكن بلاشك هناك مؤشرات إيجابية في هذه التغيرات ومنها ان هناك محورا قد تشكل لم يكن يخطر بالبال وهو محور (قطر –السعودية - تركيا) هذا المحور على الاقل يخفف من غلواء الثورات المضادة التى انهكت الجماهير العربية .من المؤشرات الايجابية ايضا الزيارة الاخيرة للاخ خالد مشعل للسعودية والتى تأخرت كثيرا نظرا للحدث اليمني،والتى تمخضت عن الافراج عن المعتقلين التابعين لحركة حماس في سجون السعودية.ايضا فإن التغيرات في السعودية جعلت المملكة لا تتوافق ابدا مع النظام الانقلابي في مصر مع كل ما يطلب، وفي كل ما يعمل، بل هناك تسريبات تشير الى ان المملكة حاولت ان تضغط لوقف بعض السياسات وخاصة ضد قطاع غزة .وايضا من المؤشرات اعادة النظر في التحالف بين ادارة ابوظبي والمملكة، لان هذا التحالف كانت له آثار سلبية على الربيع العربي والمنطقة .وماذا عن العلاقات الامريكية السعودية ؟اعتقد ان المملكة ستظل بالنسبة للامريكان حليفا مهما، وان كان هناك قلق بالنسبة للسعودية بشأن الاتفاق النووي، لكن اتصور على المدى البعيد ينبغي ان تفكر ادارة المملكة بالتصرف مع الايرانيين وغيرهم كند حكيم وحليم في نفس الوقت كما يفعل الاتراك مثلا .تنظيم الدولةكيف تنظر لظاهرة تنظيم الدولة "داعش" وتمدده في المنطقة ؟هذه الظاهرة كأي ظاهرة شبيهة في المجتمعات البشرية هى ناجمة عن حالة من الإحباط، فالعامل الاساسي هو العامل السياسي، وليس عاملا فكريا او ايدولوجيا كما يروج البعض، فالشاب العربي عندما يرى مسيرة سلمية للاصلاح "الربيع العربي" وتُستخدم القوة في مواجهتها، وبطشها، فان هذا الشاب يصبح فريسة للافكارالتى تقول له إن السلمية لا تجدي نفعاً وانه لابد من اللجوء للعنف حتى يتحقق ما يحال بينك وبينهم .وانا شخصيا اعتقد ان الانقلاب العسكري الذى جرى في مصر هو الذى جعل تنظيم كداعش والذى هو امتداد للقاعدة يظهر على السطح . لكن داعش ظهرت في العراق وسوريا ولم تظهر في مصر بعد الانقلاب؟ما حدث في مصر جعل المالكي يقتدي به مع العراقيين المعتصمين سلميا، وهو الذى ولد داعش مباشرة .والكل يعلم ان تنظيم القاعدة عندما بدأ الربيع العربي رحب به، وأيقن ان نظريته في التغيير كانت خاطئة، وان نموذج التغيير السلمي قد أحدث ما كان يرجوه بالعنف، لكن عندما اجهض الربيع العربي عادت رموز القاعدة وكثير من الشباب المتعطش للدماء للعنف مرة اخرى بدعوى ان السلمية لا تجدى نفعا .لكن الغرب يتفهم هذه الامور، ومع ذلك يدعم الانظمة القمعية التى تولد العنف ؟ إذا كنت تقصد صناع القرار السياسي في الغرب فهذا صحيح، لان هذه الحكومات تخشى من نجاح الديمقراطيات في العالم العربي حتى لا نعاملها بالند، لكنا الغرب ليس شيئاً واحدا، والشعوب تنظر الى الامر بوجهة نظر مختلفة عن حكوماتهم . الدكتور عزام التميميإذًا انت ترى عدم توافق بين السياسة الخارجية والداخلية للغرب ؟بالطبع نعم وهذه الجدلية الان تشغل العالم الغربي كثيرا ولقد دعيت لالقاء محاضرة في المخابرات البريطانية "MI5" في عام 2005،بعد تفجيرات الانفاق، وطلب منى ان القى محاضرة حول مفهوم الجهاد في الاسلام وهناك قلت لهم انكم يطلب منكم أن تحرسوا هذا البلد، ولكن الذين يطلبون منكم هذه المهمة هم الذين يتسببون بالكوارث لكم بما يمارسونه من سياسات، فاذا لم تتوافق السياسة الخارجية مع مفاهيم الديمقراطية والعدالة والحرية؛ فإن الخطر سيظل يهدد هذه البلاد وجهودكم ستكون بلا طائل .أخيرا هل كان بوجهة نظرك صعود التيار الاسلامي وتصدره للمشهد بعد ثورات الربيع العربي خطئاً ؟إطلاقا كيف يكون خطئاً ؟..، أنا اعجب من الذين يتعجلون الحكم على مفاصل تاريخية، فنحن امام مفصل تاريخي هى حياة الامة، وأعتبر أن قرار الاخوان المسلمون خوض التجربة في مصر مثلا قرار صائب، ومن المبكر جدا أن نحكم على التجربة الان، واعتقد ان ما قدمه الاخوان من سجن وقتل لاعضائهم هو ثمن لابد منه، فنحن الان ننسلخ من منظومة فاسدة، ظالمة، استبدادية حكمتنا لمدة قرنين من الزمن، لكى ننطلق لعصر جديد من النهضة والارادة .

603

| 31 يوليو 2015