شهدت السينما القطرية تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، نظراً للجهود المتصلة التي تبذلها مؤسسة الدوحة للأفلام وذلك بوضعها لخطط قصيرة وطويلة المدى من أجل تدريب وتأهيل الكوادر المحلية وتطوير البنى التحتية. وتضطلع مؤسسة الدوحة للأفلام التي أسستها الشيخة المياسة، بأدوار مهمة منها تمويل كافة الأفلام المميزة وصقل المواهب المدفونة في شتى ضروب السينما وإفساح المجال لها للظهور. كذلك تحفيز صناع السينما بالوصول إلى المنافسات الخارجية. إلا أن مراقبين يرون ألا تترك مؤسسة الدوحة للأفلام وحدها تتحمل تبعات هذا العبء الثقيل وعلى القطاعين الخاص والعام أن يشاركا في مساندة المؤسسة في دعمها للسينما. وبحسب متخصصين تحدثوا لـ (الشرق) شهدت السينما القطرية في 2022 نوعاً من المد والجذر وعزوا ذلك إلى عدة أسباب منها انشغال الجميع بالتحضير والاستعداد لبطولة كأس العالم التي نظمتها قطر مؤخراً، بينما رأى آخرون أن العام شهد حراكاً نوعياً وسط جيل صناع الأفلام الشباب. أما عن تطلعاتهم بشأن السينما القطرية في 2023 فقالوا إنهم يأملون في أن يكون هناك المزيد من الدعم والاتجاه إلى إنتاج أفلام قطرية خالصة تعبر عن ثقافة وتراث وهوية قطر. كما أجمع غالبيتهم أن العام الجديد سيشهد انطلاقة السينما القطرية ووصولها إلى منصات التتويج متى ما انضم القطاعان الخاص والعام لمؤسسة الدوحة للأفلام، بينما أكد آخرون أن هذا العام هو عام صناع السينما الشباب. المخرج أحمد البلوشي: يجب ابتداع شبكات خاصة بعرض الأفلام أكد المخرج السينمائي أحمد البلوشي أن السينما القطرية في 2022 شهدت حراكاً نوعياً في صناعة الأفلام خاصة وسط جيل صناع الأفلام الشباب الذين يجب الاهتمام بهم وتقديم الدعم المعنوي لهم قبل المادي، وفتح باب التوسع في السينما بدخول القطاعين العام والخاص في الإنتاج وعدم ترك مؤسسة الدوحة للأفلام لتحمل العبء وحدها في إنتاج الأفلام ودعم تجارب المبدعين والموهوبين، بدلاً من أن يضطروا لعرض أعمالهم عبر وسائل السوشيال ميديا. البلوشي لخص رؤيته للسينما القطرية في 2023 في شكل أمنيات أولها أن يشهد العام الجديد قيام مهرجان محلي للسينما يتم فيه عرض الأفلام القطرية فقط حتى يزداد الإنتاج السينمائي لدينا، كما سيوفر المهرجان منصة لصناع الأفلام الشباب الذين يتوقون لعرض أعمالهم عبر شاشة سينما احترافية بدلاً من عرضها عبر السوشيال ميديا، كذلك على القائمين على أمر السينما فتح الباب للقطاع العام والخاص بأن يشاركا في دفع حركة تطور وتقدم السينما من خلال ابتداع شبكات خاصة بعرض الأفلام أسوة بشاهد ونتفلكس. عندها سنرى الزيادة المطردة في أعداد صناع الأفلام والمخرجين وكتاب السيناريو والممثلين السينمائيين وكل ما هو متعلق بالسينما. المخرجة هند فخرو: سنشهد تقدماً كبيراً في قطاع السينما قالت المخرجة السينمائية هند فخرو إن السينما في 2022 شهدت نوعا من النشاط وإن كان ليس بقدر الطموح، فالسينما القطرية تمضي حثيثاً في التطور وبات وجود أفلامها في مهرجانات السينما الخارجية يشكل حضوره كمنافس قوي. وتحتاج السينما كغيرها من ضروب الفن إلى الدعم وتوفير الأدوات المساعدة في صناعة السينما، فمتى ما توفرت هذه المطلوبات توفر النجاح في السينما كماً وكيفاً وهذا بالتأكيد يصب في صالح كل فريق العمل من ناحية اكتساب الخبرة والدربة. وتوقعت أن يحدث في العام الجديد تطور كبير في صناعة السينما بقطر خاصة بعد نجاح قطر في تنظيم كأس العالم والذي جعل كل ضروب الفن أمام تحدٍّ خاصة في السينما. وقالت إن العام 2023 ستبدأ فيه استعداداتي لتصوير فيلمي الطويل (خلف الأبواب المغلقة) هذا الفيلم أتوقع أن يسلط الضوء على قطر بطريقة جديدة ويبين اهتمامها بصناع الأفلام وتقديم مستوى عالٍ من محتوى القصص في الخليج والعالم العربي. وأرى أن قطر سوف تشهد تقدما كبيرا جدا في قطاع السينما طالما أن مؤسسة الدوحة للأفلام لا تزال من أكبر الداعمين للسينما القطرية والعربية. ماجد الرميحي: السينما القطرية وصلت للعالمية خلال ثلاث سنوات أكد المخرج السينمائي ماجد الرميحي أن الحركة السينمائية القطرية وصلت خلال ثلاث سنوات تقريباً، إلى مرحلة من التطور لم تصله تاريخياً، ذلك بوصول العديد من المخرجين الشباب مثل أمل المفتاح والجوهرة آل ثاني إلى منصات عالمية لم يحدث من قبل، إضافة إنجاز فيلمي القصير ثم يحرقون البحر وتأهله للأوسكار. الرميحي قال إن الإنتاج السينمائي يحتاج إلى كثير جهد ودعم معنوي ومادي، فهذه المتطلبات متى توفرت كانت هناك سينما ناحجة، وقال إن مؤسسة الدوحة للأفلام هي الجهة الوحيدة الداعمة للحركة السينمائية متمنياً أن تنضم إليها شركات القطاع الخاص والعام في حمل العبء. وعن تطلعاته في 2023 أبان أنه يتطلع إلى ظهور فوج جديد ومتمكن من صناع الأفلام، كما يترقب زيادة في الإنتاج يكون إضافة للمشاريع المستمرة من صناع السينما العاملين بشكل مستمر. كما تمنى تدخل أكثر من مؤسسة لدعم الصناعة كما يحدث الآن في دول الجوار ومساندة القطاع العام والخاص في مواهبهم السينمائية. حسين الصايغ: نطالب بمهرجان للأفلام السينمائية القطرية قال الفنان حسين الصايغ إن السينما القطرية لم تكن بحجم الطموح في عام 2022 وبرر أن الأسباب تعود إلى انشغال الجميع وانخراطهم في التحضير لكأس العالم الذي جلب نجاحه لقطر مكاسب لا تحصى ولا تعد. الصايغ قال إن 2023 سيشهد ظهور أعمال نوعية في السينما، إذا ما كثفت الجهود في الارتقاء بالأعمال السينمائية القطرية بتقديم المزيد من الدعم المعنوي والمادي وهذا لا يتأتي إلا بتضافر الجهود من كافة المهتمين بالسينما، أيضاً اقترح على مؤسسة الدوحة للأفلام إقامة مهرجان لمسابقات الأفلام السينمائية القطرية حتى يكون هناك تطور بشكل عام بكل ما يخص صناعة الأفلام ولترى كل الأعمال السينمائية النور. خالد ربيعة: 2023 هو عام صناع السينما الشباب أكد الممثل خالد ربيعة أن النشاط السينمائي القطري في 2022لم يكن بالحجم المأمول، بسبب انشغال الجميع بمونديال كأس العالم، لكن مع ذلك كانت هناك بعض المحاولات من صناع الأفلام الشباب الذين يجتهدون في النهوض بالسينما القطرية والوصول بها إلى العالمية وحصد الجوائز. وقال إن عام 2023 يحمل في طياته بوادر نجاحات في السينما القطرية، متمنياً أن تمنح المساحات للسينما حتى تستطيع أن تحقق انتشارها داخلياً وخارجياً، مشيراً إلى أن العام الجديد هو عام صناع السينما الشباب متمنياً أن يشاركهم بالتمثيل في أفلامهم التي سينتجونها. وختم حديثه بأن السينما القطرية تحتاج إلى الكثير من الجهود حتى نستطيع الاستغناء عن الأفلام المعلبة التي تأتينا من الخارج. كما تحتاج السينما إلى توفير البنى التحتية وتدريب الكوادر الفنية الوطنية تحديداً حتى تكون لنا بصمتنا في كافة الأعمال. عبدالواحد محمد: نأمل إنتاج الأفلام الكوميدية والواقعية ألمح المخرج والممثل عبدالواحد محمد إلى أن السينما القطرية في عام 2022 لم تكن على قدر الطموح فصناعة السينما في قطر حسب قوله تحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل المتصل، إضافة للتدريب، فأغلب الكوادر العاملة في هذا الحقل تحتاج إلى تدريب وتأهيل حتى تستطيع أن تنتج أفلاما تنافس بها في المهرجانت الدولية. فآخر فيلم شاركت به ووصل للعالمية كان مع المخرجة هند فخرو في العام 2016 ووصل إلى الترشح بـ (مهرجان كان). عبدالواحد قال إنه يأمل أن تكون 2023 بداية إنتاج الأفلام القطرية التي تعكس الواقع القطري وثقافته وتراثه وتخاطب الجميع بدلاً من السعي وراء إنتاج الأفلام ذات الطابع الفلسفي الموجهة للنخبة فقط. كما نادى بإنتاج الأفلام الكوميدية والواقعية وأن يتم الالتفات للكوادر القطرية بتدريبهم عبر إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في كل الأفلام التي تنتجها مؤسسة الدوحة للأفلام ولو بأدوار مساعدة.

أعلنت مبادرة قطر تُبدع عن اكتمال استعداداتها لاستقبال الجمهور في أسبوع قطر تُبدع، الذي يُقام خلال الفترة من 23 إلى 29 أكتوبر احتفالًا بالفن والثقافة والموضة بالشراكة مع أودي والخطوط الجوية القطرية، ضمن مجموعة من الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية الثرية قبل انطلاق بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022. ويُقدّم أسبوع قطر تُبدع تجارب ثقافية متميّزة تشمل معارض فنية، وكشف النقاب عن تركيبات الفن العام، وعروض أزياء مدهشة، وجلسات نقاش عامة. وتعرض مبادرة قطر تُبدع، تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، المواهب المحلية والعالمية أمام الجمهور العالمي، وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر: أنشئت مبادرة قطر تُبدع لتكون نواةً للتجارب الثقافية الهادفة والأصلية من خلال رعاية المواهب الإبداعية من قطر والمنطقة ودعمها. وفي سبيل تحقيق ذلك، يسعدنا التعاون مع الأسماء الرائدة في مجال الفنون والأزياء لتقديم هذه التجربة الفريدة للجماهير في داخل دولة قطر وخارجها وتترك في الوقت نفسه بصمة بارزة على مختلف شرائح المجتمع في بلادنا بعد اختتام البطولة. وأضافت سعادتها: كما نفخر بتقديم مكتسبات بلادنا الفنية والثقافية والتراثية المتميزة للعالم في هذه المناسبة الاستثنائية، حيث تستضيف قطر أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في المنطقة العربية. بدوره قال السيد سعد الهديفي، المدير التنفيذي لمبادرة قطر تُبدع: يمثّل أسبوع قطر تُبدع نقطة انطلاق لبرنامجنا الحافل من الفعاليات والأنشطة الشيقة الموجّهة للجمهور من جميع الأعمار، التي تقام في أبرز الأماكن والمعالم في دولة قطر خلال الشهور المقبلة. ونحن نشكر جميع شركائنا من قطر والعالم على دعمهم لرسالة مبادرة قطر تُبدع الساعية لأن تكون منبرًا يعرض رؤى عميقة ووجهات نظر ثرية وأصواتا مبتكرة جديدة ضمن احتفاء مجتمعنا بالفنون والثقافة في الفترة التي تسبق انطلاق بطولة كأس العالم FIFA 2022. ويضم برنامج أسبوع قطر تُبدع افتتاح العديد من المعارض، منها معرض متحف لوسيل: حكايات عالم يجمعنا الذي سيفتتح يوم 24 أكتوبر في جاليري متاحف قطر - الرواق. بينما سيُفتتح معرض متحف مطاحن الفن 2030 يوم 24 أكتوبر في موقعين، هما مطاحن قطر، وبيت النجادة التراثي رقم 15. ويستضيف متحف الفن الإسلامي، معرض بغداد: قُرة العين يوم 26 أكتوبر، كما سيتم كشف النقاب عن عددٍ من الأعمال الفنية العامة بالدوحة. وفي 26 أكتوبر تقام النسخة الرابعة من جوائز مبادرة فاشن ترست العربية، وسيفتتح متحف قطر الوطني يوم 27 أكتوبر معرض حياة الترحال من منظور جديد، ويستمر حتى 14 يناير 2023. وسيقام عرض الأزياء المفتوح أمام الجمهور، في 28 أكتوبر بساحة الاحتفالات بالمدينة التعليمية. ويضم برنامج أسبوع قطر تُبدع سلسلة من الجلسات النقاشية رفيعة المستوى حول التفاعل بين الفن والمجتمع. ويختتم البرنامج بافتتاح معرض فالنتينو إلى الأبد، وذلك في مركز M7. وسيتمكن الزوار من الاستمتاع بالمعرض حتى يوم 1 أبريل المقبل.

أكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، أن الثقافة روح الشعوب، وأن لقطر دورا محوريا ثابتا في تعزيز هذه المقولة على مر العقود والسنوات، وذلك خلال ندوة فكرية نظمها نادي الكتاب العربي بجامعة جورجتاون في قطر بالتعاون مع معهد الدوحة للدراسات العليا ودار نشر جامعة حمد بن خليفة مساء أمس احتفاء بالطبعة الثانية من كتاب على قدر أهل العزم: سيرة فكرية. ونوه سعادته خلال كلمة افتتح بها الجلسة، بأن مناسبة كأس العالم FIFA قطر 2022، ليست مناسبة رياضية فحسب، بل تتخطاها لتكون عرسا حضاريا ضمن الدبلوماسية الثقافية التي لها تأثيرها الفعال في ترسيخ صورة بلاد ومجتمع وحضارة ما في أذهان الزائرين. لافتا إلى أن قطر تدرك أهمية هذا الرهان ودوره البنَّاء، داعيا إلى اغتنام هذه الفرصة كل من موقعه لكسب الرهانات المجاورة للنجاح الرياضي. يأتي هذا القول من منطلق فهمه للثقافة كونها حقل أسئلة لا حقل مختبرات فقط، وقال في هذا السياق: إن الثقافة التي لا تنتج الأسئلة هي ثقافة جامدة، مثل اللغات التي لا تطور نفسها فمصيرها الزوال. كما أن المثقف مدعو إلى بسط أسئلته دائما، فهو في كل مرحلة من مراحل التاريخ يعيش الصراع. وما الصراع غير مظهر من مظاهر تمسكه بالسؤال عن وضعه ودوره في مجتمعه وفي الحضارة الإنسانية. مضيفا: كثيرا ما قلت إنني مشغول بالأسئلة لأنها تجعلني يقظا لما يطرأ في حاضر مجتمعي وحضارتي من مشاغل وتحديات، وعندما طرحت عليَّ فكرة إعادة طباعة كتابي على قدر أهل العزم وجدت نفسي أمام أسئلة كثيرة، لا شك أنها خامرت أذهانكم أيضا، إذ هل من المناسب أن نعيد اليوم النقاش بشأن الموضوعات التي طرحتها في هذا الكتاب قبل سنوات، والحال أننا نعيش في وضع عالمي يشهد حربا ترتبت عليها أوضاع اقتصادية قاسية تجعل البشرية أمام شفير حرب عالمية ثالثة مع احتمال تكوين نظام عالمي جديد. وهل هناك مبررات فكرية جادة لإعادة طباعة الكتاب في الدوحة اليوم التي تستضيف أكبر حدث في العالم يجمع قوميات وأجناسا ومستويات اجتماعية واقتصادية متعددة؟ وما هي أهمية أن أقدم اليوم كتابي في المدينة التعليمية وفي واحدة من أبرز الجامعات في العالم؟ وأجاب قائلا: أعتقد أن الأسئلة المتعلقة بالثقافة والمعرفة تتلبس بالمثقف العربي مثلما تتحرك في حصون المعرفة. فالجامعة الرائدة هي الحصن الذي يرعى الأسئلة، والجامعيون في كل مجالات العلم يعملون بدافع السؤال في جميع أبحاثهم أيا كانت الظروف والسياقات. لذلك رحبت بهذه الندوة في هذا المكان وفي المرحلة الأخيرة من استعداداتنا للاستحقاق الدولي المطلوب منا وفي ظل الظروف الدولية الراهنة. كما أنني مؤمن بأن موضوعات الكتاب تستجيب لمتطلبات هذه المرحلة وتتفاعل معها، فقد انشغلت في كتابي بالمستقبل أكثر من انشغالي بالماضي والحاضر، فكانت قضاياه ابنة هذه المرحلة أيضا، وكم من كتاب يحمل أفكارا مستقبلية، حتى في تاريخنا العربي القديم. تجعله كلما نشر أكثر راهنية أحيانا من كتب أخرى وليدة مطابع زمانها، ذلك أن الفكر القائم على مساءلة القضايا الكبرى يظل حيا، ومثل ذلك كتابات العلامة ابن خلدون، كلما أعدنا قراءتها وجدناها معاصرة وتستجيب لأسئلتنا. دور الإعلام في الحدث الاستثنائي تطرق سعادة الدكتور حمد الكواري في كلمته إلى دور الإعلام من وجهة نظر تشاركية، في الحدث الرياضي الاستثنائي حيث قال إن: للإعلام دورا كبيرا في إبراز الأبعاد الثقافية لهذا الحدث الاستثنائي، فلا ينبغي أن تغطي الشجرة كامل الغابة، حيث تكون الرياضة وسيلة دبلوماسية ضمن موجهات الدبلوماسية الثقافية عامة، فالوعي بدقة هذه المرحلة يستدعي من الإعلام أن يستثمر كل الجوانب الثقافية التي تحول الحدث إلى قوة ناعمة. وحول دور المؤسسة التعليمية باعتباره رهانا متجددا قال سعادته: ليست المؤسسة المدرسية ومنها الجامعية معنية فحسب بتمثيل ما يسود في المجتمع من أفكار وعادات وسلوكيات موروثة، فما أراه فيها (والكلام التالي مقتبس من كتابه على قدر أهل العزم) هو أن قيمتها وعبقريتها تستمدهما من أنها تمثل قوة تغيير هائلة، إنها مختبر لصناعة المستقبل. مشيرا إلى أن استثمار هذه الصناعة من أهم الاستثمارات حيث تتحول الجامعة إلى قلب المجتمع النابض، وليس حصنا مسوّرا لا يرى منه الجامعي ما خلفه من هموم ومشاغل، ولا يرى فيه أبناء المجتمع ما يحد من تطلعهم إلى آفاق التقدم والنهضة. وأكد سعادته أن المؤسسة التعليمية بشتى أصنافها تلعب دورا مهما في تعزيز التنمية المستدامة، وتوليد الابتكار والمعرفة، ولكن للجامعة دورا استثنائيا لأنها مسؤولة عن تثقيف صناع القرار الذين يشكلون المستقبل. وأوضح أن ما يحتاجه المجتمع عندما تلعب الجامعة دورها الطلائعي، هو نوع جديد من المثقفين القادرين على منح قاعة الدرس والمختبر من نوافذ مفتوحة على المجتمع والعالم، وذلك يتعزز بتجنب الجامعي عوائق الخطاب الإيديولوجي أو الإثني أو اللغوي أو العرقي. فيغلب الخطاب الثقافي في كل تلك المقاربات العلمية والبحثية، ذلك الخطاب الذي ينهل من القيم العلمية للحضارة العربية الإسلامية، باعتبارها حاضنة للحوار الثقافي المتفاعل مع الحضارات الأخرى. وقال سعادة وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية مقتبسا قوله من كتابه المحتفى به إن الثقافة قضيتنا جميعا على الصعيد العالمي لنروي روايتنا المشتركة ونصنع أملا جديدا وحلما مشتركا أرحب للتعددية الثقافية القائمة على الحقيقة وإنقاذ الإنسان الكوني من يأسه من الأخوة الجامعة بين بني البشر. وأعقب كلمة سعادة الدكتور حمد الكواري نقاش مثمر، وأسئلة حارقة، وتطارح الحضور مجموعة من القضايا الجوهرية التي لها علاقة بكونية الإنسان، وباللغة العربية وبحث الحلول لتحصينها وحمايتها، وتعزيز حضورها ودورها في المجتمعات العربية، وتحديدا في قطر حاضنة التنوع الثقافي والحضاري، من خلال دور المؤسسات الجامعية، ومنها على وجه الخصوص جامعة جورجتاون في قطر. وفي ختام الندوة قام سعادة الدكتور حمد الكواري بالتوقيع على الطبعة الجديدة من الكتاب الصادر عن دار نشر جامعة حمد بن خليفة، وإهداء نسخ منه للحضور.

أعلن الملتقى القطري للمؤلفين عن حزمة من الفعاليات الثقافية المتنوعة خلال شهر رمضان المبارك، والتي سيقدمها عن بُعد، مستهدفاً إثراء المشهد الثقافي، ومواكبة حركة التأليف بين المبدعين، ونشر الإصدارات الثقافية المختلفة بين الجمهور، والتعريف بالعلماء والإبداعات الجديدة، ومنها الإصدارات الشبابية. وتتضمن هذه الفعاليات مبادرات، تبرز إسهامات علماء قطر، واستعراض إنجازاتهم عبر مساراتهم العلمية والفقهية، بالإضافة إلى التوقف عند شهر رمضان في زمن لوَّل، من خلال لقاءات مع المهتمين بالتراث والآثار، والمقارنة بين هذا الزمن، ورمضان في الوقت الحالي، بكل ما يشهده من متغيرات، وخاصة بعدما ألقت جائحة كورونا بآثارها على مختلف مناحي الحياة. وذكر الملتقى عبر حساباته الرقمية، أن من بين المبادرات التي سيقدمها خلال شهر رمضان المبارك مبادرة علماء قطر، وتستهدف المبادرة استعراض سير العلماء الأجلاء من دولة قطر، والذين كان لهم دور فاعل في المجتمع المحلي، وخلفوا أثراً في المشهد المحلي بمختلف مكوناته، وذلك بهدف التعريف بهم، وليكونوا نموذجاً للجيل الحالي. وسوف تسلط الحلقة الأولى من المبادرة الضوء على انجازات الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري، رحمه الله، وسيقدمها الكاتب الأستاذ سلطان دريع. وسيتم تقديم هذه المبادرة يوم الجمعة من كل أسبوع. ومن بين المبادرات التي سيقدمها الملتقى خلال الشهر المبارك أيضاً، مباردة سحور مع مؤلف، وسوف يتم تقديمها يوم الخميس من كل أسبوع، حيث سيتم خلالها استضافة مجموعة من الكتاب من مختلف دول العالم للحديث عن أجواء رمضان وعادات المسلمين في استقباله، سواء كانوا في داخل بلدانهم أو في بلاد المهجر. وسوف يقدم هذه المبادرة الباحث في التاريخ د. علي عفيفي علي غازي، وسوف يستضيف في أولى حلقاتها، الباحث في الآثار السيد خليفة السيد، والذي سيتناول رمضان في قطر قديماً. ومن بين الفعاليات الجديدة التي سيقدمها الملتقى خلال شهر رمضان المبارك، حوار العقل.. مناظرات شبابية، وستنطلق أولى الحلقات بعد غد، بعنوان الهدف من تأليف الكتب، ويقدمها كل من الكاتبين لينا العالي، وعيسى عبدالله، وفريقهما، وسيتم تقديم هذه المبادرة يوم الثلاثاء أسبوعياً. في غضون ذلك، استضاف الملتقى، د. محمد عناني نافع خلال مبادرة حوار مع التي يديرها د. علي عفيفي لمناقشة كتابه مقدمة في قراءات القرآن الكريم وجاءت هذه الجلسة ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، وتم بثها عبر قناة يوتيوب.