اقتربت المهلة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، لتعديل أوضاع المركبات التي انتهت تراخيصها وتجاوزت المدة القانونية، من الانتهاء. ولم يتبق إلا 3 أيام...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
نواصل لقاء ضيف مجلس الشرق الوالد أحمد بن إبراهيم الهيل، الذي فتح خزانة أسرار الزمن الجميل ليحكي قصة كفاحه وأسفاره على متن السفن الشراعية وما تعرض له من صعوبات منذ خروجهم من مدينة الخور بدولة قطر الى منطقة سيمبارنغا في زنجبار وذلك من أجل جلب الأخشاب والتي تمتاز بها المنطقة ويستمرون أكثر من شهرين لتحضير الأخشاب والعودة ثانية مرورا بجزيرة سقطرى، كما يتحدث عن رحلته من الخور الى البصرة عبر الكويت وما تعرضت له سفينتهم التي كان قائدها (سليمان الخور) الملقب من قبل أهل الكويت (بساحر البحر) لمهارته في معرفة طرق البحر، ويعرج بنا للتحدث عن كيفية نقل البترول من مدينة عبدان الى صلالة وعدن ويتحدث عن مواقف عديدة في حياته يسردها عبر الجزء الثاني من مجلس الشرق. المبنى التراثي بجوار البراحة غير معروف من بناه! أتذكر براحة الجوهر والتي تقع بالقرب من السمادة الكبيرة بجوار بيت ودكان غانم بن شاهين وبيت محمد بن خليفة المطل على البراحة، وتقام فيها المناسبات الوطنية، وبخاصة الرزيف (العرضة) التي تقام أيام الأعياد ومناسبة أفراح الزواج حيث تبدأ الفرقة بمشاركة أهل الخور المشي من البراحة حتى بيت المعرس في أجواء رائعة جميلة، كما يقع مجلس الجوهر بالقرب من البراحة ولديهم فرقة شعبية رجالية تحيي المناسبات، وقد كانت السيدات تحضر مناسبة الأعياد، ويجلسن في المبني التراثي بالقرب من مكان العرضة، ويقع المبنى التراثي شرقي البراحة وهو مبنى كبير في تلك الفترة له باب كبير مقوس، وتحيط به أقواس على المبنى من كل الجهات، وأحجارها تختلف عن الحجر العادي، والمبنى مربع وفيه حفرة كبيرة وكذلك وجدوا مدافع قديمة أثرية ترجع للحامية التركية التي كانت موجودة في الخور في حقبة العثمانيين، ولم يعرف تاريخ هذا المبنى التراثي القديم الذي صمم على طراز تركي ومبني من الأحجار الخاصة بطريقة هندسية جميلة وموقعه مميز وكان يقع بالقرب من مدخل الخور الشمالي القريب من (البري) برج الخور، وقد تم بناء ثمانية أبراج في مدينة الخور تقريبا كما يقولون لحمايتها من القراصنة وقطاع الطرق. اليامي أكبر معمر في الخور يعتبر عوض بن بخيت اليامي أكبر وأشهر معمر في مدينة الخور، فقد توفي وعمره قرابة (135) سنة تقريباً، فقد عمل في البحر والغوص على اللؤلؤ لمدة 65 عاماً تقريباً، رافق الطواش الوجيه عبدالله بن علي المسند، وكان غيصاً ماهراً، يقال إنه عمل فيما بعد نوخذا في عدد من سفن الغوص على اللؤلؤ، تزوج أربع مرات، ولديه من هذه الزيجات ابنة واحدة، وقد أنجبت إحدى زوجاته ولداً أسماه بخيت لكنه فارق الحياة وعمره سنتان، كان (رحمه الله) طويلا حيث يبلغ طوله 220 سم، ووزنه 115 كجم، وطول إصبعه الصغير في قدمه اليمنى 5 سم، وإصبعه الكبير في يده اليمنى 15 سم، وطول قدمه 28 سم، ودائرة عنقه 58 سم، ومحيط وسطه يبلغ متراً وثلاثين سم، كان رجلا قوي البنية وطويلا وعريض المنكبين، وله قصص عديدة وقد ساهم في القيام بأعمال الخير، وهو في سن الثانية والعشرين شارك في حرب الزبارة ضمن جنود الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني (المؤسس). كما اشتهر علي أنه بناء ماهر، وقد بُني في عام 1940 م مسجد في الخور سمي باسمه وما زال مسجد عوض اليامي موجوداً في مدينة الخور، وقد قام ببناء أغلب بيوت الخور في تلك الحقبة الجميلة، وقام اليامي كذلك ببناء (البري) البحري الذي في مدخل الخور القريب من الحالة والنوف، كما كان طبيبا شعبيا يعالج بالكيّ بالنار ويعطي الأعشاب الطبية للمرضى، وكان محبوباً من أهالي الخور، توفي عوض اليامي إلى رحمة الله في 3 ذو الحجة 1401هـ الموافق 1981م بمدينة الخور. قلاليف الخور قديما أتذكر أيضاً كان كذلك هناك قلاليف في الخور في الفترة التي عشت فيها بالخور وهم علي القلاف، ومبارك القلاف، وعبدالله بودهوم، وعيسى بوجسوم، وماجد القلاف، وسعد ومحمد القعاطري وأبوهم خميس القعاطري وكانوا يسكنون بجانب بيت الحمدان، وكانوا يقومون بإصلاح وقلافة السفن في مدينة الخور ويقومون ببعض أعمال النجارة، وصناعة البلبول الذي يلعبون فيه الألعاب الشعبية القديمة. ماجد القلاف كان يصنع وينقش على المقابس في فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، كان هناك حرفيون قطريون في أغلب المهن ولديهم موهبة بالفطرة، وكان ماجد القلاف رحمه الله بجانب براعته في القلافة والنجارة، فقد برع وأبدع في صناعة المقابس من الجبس ويرسم عليها نقوشا فنية إبداعية، وكان يحضر مادة (اليلو) الجبس التي تصنع منها المقابس من البحر من القصار بالقرب من مركز الشرطة، وكذلك من منطقة ساحل (صفى الطوق)، ويقوم بتقطيع المادة ثم يحملها في جفير كبير مصنوع من الخوص، وبعد تجفيفها يقوم بنحت ونقش المقبس، ثم يقوم ببيعها على من يريد اقتناء المقابس وبعد ما وصلت السيارات للخور كان يرسل المقابس للبيع في الدوحة، وماجد القلاف بطبعه فنان فتجد الرسوم والنقش على أبواب بيته بالصبغ الملون يختلف عن بيوت الآخرين. كما جاء بعده محمد بن أحمد المحري (رحمه الله) من منطقة شرق، فهو يقوم بنفس العمل وينقل مادة (اليلو) من منطقة صفى الطوق، وكان ماهراً في النقش والنحت، وهو مبدع وموهبة بالفطرة، وكان يبيع المقبس بثمن رمزي رغم أنه يتعب في صناعته ويستغرق وقتا طويلا في إنجاز عمله. مدينة البصرة أذكر دخلت البحر مع والدي وكان عمري صغيراً حوالي ثماني سنوات، والهدف هو تعليمي أسرار مهنة العمل في البحر والسفر عبر السفن الشراعية وذلك لإحضار البضائع من خارج قطر وبيعها، وكان والدي يملك عدة سفن، وكان ربان السفينة وقائدها هو (سليمان الهيل) الذي لقبه الكويتيون بساحر البحر لمعرفته وخبرته بطرق البحر وأسراره وكذلك معرفة مواقع الهيرات، وأذكر ذهبنا الى الكويت ومن الكويت الى البصرة وتستغرق الرحلة عبر السفن الشراعية للكويت أربعة أيام اذا كان الهواء دابر (كوس) ولكن اذا هبت رياح الشمال تستغرق أكثر من 15 يوماً، وكنا نذهب من الكويت للبصرة مع رئيس العشيرة الذي كان يرشدنا ويحمينا من قطاع الطرق حتى وصولنا للبصرة التي تتميز بكثرة النخيل ونحتاج للوصول من الكويت للبصرة أربعة أيام لأن شط العرب كبير وتدخل المراكب للبصرة، وكنا نجلس في البصرة أكثر من شهر من أجل تجهيز التمر والمواد الغذائية التي نحتاجها، وكانت البصرة هي سلة غذاء الخليجيين. هجوم القراصنة حوادث ومواقف عديدة حصلت لنا وأروي لكم هذه الحادثة، قبل وصول الجالبوت للبصرة رست في شط العرب وبندرنا هناك، وأذكر كان معنا من البحارة من الخور محمود العوضي ويوسف وأحمد البنعيد، وخلفان، وعيسى بوعبود البنعيد، وبوعليوي ومال الله وغيرهم، وكانت الحراسة في تلك الليلة على محمود العوضي وزميل له، وجاء القراصنة أو قطاع الطرق وتسللوا إلى السفينة عبر حبل (الباوره) وللأسف من التعب نام الحراس وفجأة هجموا على السفينة وذلك بحثاً عن الأموال وقاموا بتفتيش البحارة، ونزلوا للخن وكان عمي جاسم نائماً، ولم يلب طلبهم وطعنوه بالخنجر مرتين حاول مقاومتهم ولكن لم يستطع وهرب منهم ونزل للبحر وظنوا أنه مجروح بطعنتين وسيموت ولن يصل لشاطئ البحر، ولكن بقدرة الله قام بالسباحة حتى وصل لشاطئ البحر، وبالبحث عنه وجدوه على الشاطئ، وتمت معالجته في المستشفى ونجا من الموت بأعجوبة وبلطف الله. حفلة زهور حسين وحضيري بوعزيز أتذكر كانت البصرة تعج بالنشاط والحيوية ومزدهرة في تلك الحقبة الزمنية وفيها وسائل ترفيه عديدة مثل السينما والمسرح والحفلات الفنية التي تقام ليلا كما شاهدنا السيارات وأشجار النخيل في كل مكان، وبالفعل في تلك الفترة ينطبق عليها المثل الشعبي القائل (اللي ما يروح البصرة يموت حسرة)، وحضرنا حفلة لنستمتع بغناء الفنان حضيري بوعزيز وكان مطرباً مشهوراً في تلك الفترة، ومعه المطربة زهور حسين وكانت أشهر من النار على العلم في الطرب والغناء العراقي، وكانت حفلة رائعة واستمتعنا بليلة جميلة خير من ألف ليلة، ثم رجعنا الى الجالبوت وهناك نمنا نوماً عميقاً. نتزود بالمياه من فشت الديبل وأثناء ذهابنا الى القطيف أو الكويت أو البحرين كنا نتزود بالمياه من فشت الديبل، حيث كان هناك نبع ماء في البحر في رأس الفشت وتم بناء فوهة النبع لتعريف الناس به وكذلك للتزود بالمياه بعدة طرق، وأذكر كنا نقوم بوضع سفرة على فوهة النبع لكي يصل الماء الى الدرامات لملئها بالماء الصالح للشرب، وكانت كل السفن التي تمر بجانبه تتزود بالماء منه. تزويد هل الغوص بالتمر بعد عودتنا من البصرة نكون محملين بالتمر والمواد الغذائية، وقبل وصولنا للخور نقوم بالمرور على أصحاب السفن (النواخذه) في الهيرات ومناطق الغوص مثل بلهمبار وأم الشيف وكذلك نِيوة علي ونيوة حشف بالقرب من ايران، ونقوم بتزويد أصحاب السفن (النواخذه) المتواجدين من عدة دول بالتمر ونبيعه عليهم ونستلم فلوسنا نقداً، كما كانت السفن الكويتية تأتي للخور وتبيع المواد الغذائية وكذلك السفن الايرانية التي كانت تبيع الغنم وكذلك الخضار والفاكهة. مشاهدة فيلم عنتر من شغف الوالد الكبير بالفارس عنترة بن شداد حيث كان الوالد مغرما ببطولاته وكان لديه كتاب يروي قصص عنتر وكان يقرأ عليه دائماً أثناء ذهابنا في السفر البحار محمد بن عبدالله وكان يستمع لها باهتمام، وعندما وصلنا للبحرين وسمع والدي بوجود فيلم عنتر بن شداد يعرض في سينما القصيبي وهي أقدم سينما في البحرين، طلب منا الذهاب لمشاهدة الفيلم، وهناك شاهدنا الفيلم واستمتعنا بشخصية عنترة بن شداد كان ذلك في فترة الأربعينات من القرن الماضي، وكنا نشرب مرطبات تسمى (النامليت بوتيله)، وكان سعر تذكرة الدخول للسينما روبيتين. من الخور إلى سيمبا رنغا لقد ذهبنا من الخور إلى عدة دول منها باكستان والهند وسواحل عمان وايران وعدن وسقطرى وممباسا وسواحل أفريقيا حتى وصلنا الى سيمبا رنغا في زنجبار، وكان القائد والربان النوخذه (سليمان الهيل)، كنا نبيعهم التمر، ونشتري منهم الخشب وبخاصة من ليموه والى سيمبا رنغا، وأفضل وأجود الأخشاب كانت تأتي من (سيمبا رنغا)، وكنا ننتظر حوالي شهر تقريباً حتى نستلم الطلب، البداية تتم بتقطيع الأخشاب المطلوبة ثم يتم سحبها عبر النهر وارسالها لنا، بعد ذلك يتم تجفيفها وتقطيعها وتأخذ مدة طويلة، ونعود من زنجبار محملين بالأخشاب والدنجل والبامبو الذي تصنع منها (الخطرات) التي تستعمل لتجديف السفن الصغيرة، وتشتهر دار السلام بزنجبار التي كان يحكمها السلاطين العرب من سلطنة عمان بحركة تجارية مزدهرة وتشتهر بالقرنفل والبهارات والشاي، وترى الطابع العربي طاغيا على عادات وتقاليد أهلها وفي مبانيها وحضارتها، والذهاب والعودة تأتي في موسم واحد لأن السفن كانت تعتمد على الأشرعة ويسمى بموسم الوسمي، وإذا تأخرت عنه تجلس حوالي ستة شهور تقريباً!. جزيرة سقطرى ذهبنا من الخور إلى جزيرة سقطرى مروراً بسلطنة عمان واستغرقت رحلتنا حوالي (6) أيام، وهناك بعنا التمر، واشترينا منهم السمن الأبيض بأسعار زهيدة، وتكثر في الجزيرة الأغنام ولها مسميات خاصة، كما تكثر في الجزيرة أسماك التونة الكبيرة، وبها أجود أنواع الأسماك، كما تتميز بوجود شجرة دم الأخوين المشهورة التي تفرز مادة حمراء تشبه الدم وهي ذات فائدة، كما أنها تشتهر بأجود أنواع العسل، وأهلها طيبون وكرماء. نقل البترول اتفق والدي مع المسؤولين الانجليز عن النفط في عبدان بإيران بنقل شحنة من النفط معبأة في براميل تصل حمولتها حوالي (1500) برميل إلى مدينة عدن وصلالة بمنطقة ظفار، واتفق على مبلغ نقل البراميل بسعر (2) روبيتين عن كل برميل ووافق والدي على ذلك، وانطلقت سفينتنا الجالبوت بأشرعتها وعلم قطر يرفرف بلونه الأدعم متوجهة إلى الجهة المقصودة بعد أن تخطينا مضيق هرمز، دخلنا بحر عمان الذي يكثر فيه القراصنة ولكننا كنا حذرين منهم، كما كان لدينا تصريح من الانجليز بنقل البترول ورخصة للجالبوت موضوعة في علبة، خاصة أن هناك سفنا ومركبا انجليزيا يجوب المنطقة للتفتيش عن المهربين، وقد نزلنا الحمولة الأولى في مدينة صلالة ومكثنا فيها مدة يومين، ثم توجهنا إلى مدينة عدن التي كانت مزدهرة وشوارعها منظمة ومبانيها جميلة وبها مستشفيات وسينمات ومحلات تجارية في تلك الفترة وكانت تحت الانتداب البريطاني، وكان ميناؤها يعج بالحركة والنشاط، وأثناء عودتنا من عدن عرجنا الى رأس الخيمة وأخذنا منها (العوم) سمك صغير مجفف، وكذلك الفحم وعدنا الى مدينة الخور. حادث جزيرة زعاب أتذكر حادثة جزيرة زعاب برأس الخيمة، فقد هبت رياح شديدة وانقلبت الجالبوت التي يملكها والدي رأساً على عقب لأنها كانت تسير بالأشرعة، وغرقت السفينة وتعلق الركاب بها حتى وصلت للجزيرة وقد نجا جميع البحارة، وهناك تم تعديلها واصلاح السفينة وتفريغها من مياه البحر واصلاح الشراع، ثم عاد الجميع سالمين الى أهلنا في الخور. الغواصة الألمانية أتذكر أثناء الحرب العالمية الثانية كانت هناك غواصة ألمانية متواجدة بالقرب من المياه الإقليمية العمانية، وكان بوم الكويتي وسنبوك الخال محملين بالبضائع قادمين من الهند، وعندما لمحتهم الغواصة الألمانية حذرتهم ولكنهم ربما لم يسمعوا التحذير، وقامت الغواصة بضرب البوم الكويتي الكبير وأغرقته، ثم اتجهت الى سنبوك الخال وأغرقته، وقام بعض البحارة بركوب القوارب الصغيرة حتى وصلوا الى ميناء مطرح بمسقط ومنهم من مات غرقاً. شركة النفط ومحطة الكهرباء بعد ظهور اللؤلؤ الصناعي في اليابان وكساد اللؤلؤ الطبيعي وترك والدي العمل في مهنة البحر، توجهت للعمل في شركة نفط قطر بدخان، وشغلوني في منطقة ام باب وكانت هناك أعمال للشركة وكنت أتقاضى (75) ريالا شهرياً، وكنا نضخ البترول الى ميناء امسعيد للتصدير، ثم نقلت الى ام سعيد وعملت في الشركة حوالي خمس سنوات، بعدها تحولت للعمل في محطة الكهرباء بالدوحة، وكنت في البداية قارئ عداد وكنت أعرف جميع البيوت ثم تطورت في العمل وتمت ترقيتي الى مشرف كهرباء، وأذكر كانت هناك ماكينتان تعملان بالديزل تقومان بتزويد الدوحة بالطاقة الكهربائية في تلك الفترة بمنطقة مشيرب، وقد سمي شارع الكهرباء عليها لقربه من محطة توليد الكهرباء. وأشكر جريدة (الشرق) على هذا اللقاء الذي قدمت فيه بعض ذكرياتي.
7007
| 19 يناير 2023
ضيف مجلس الشرق هو رجل عصامي مكافح عاش أحداث فترة الثلاثينيات من القرن الماضي سافر بواسطة السفن الخشبية ذات الأشرعة التي كانت تمخر عباب البحر لعدة دول فمن مدينة الخور انطلق متوجهاً للكويت والبصرة وعبدان وساحل فارس، حتى وصل الى مسقط، ومنها الى صلالة وعدن وسقطرى ومنها السيمبا رنغا بزنجبار صادف العديد من المواقف الصعبة، حكاية ابن الخور، أحمد بن إبراهيم الهيل، وهو من مواليد 1931، يرويها لمجلس (الشرق) ويتحدث عن تفاصيل تنشر لأول مرة عن مدينة الخور جميلة الجميلات التي ولد ونشأ وترعرع فيها، ويتذكر مظاهر الحياة البسيطة فيها وكيف كان الناس يحبون بعضهم، وكيف كانت مركزاً تجارياً مزدهراً في تلك الحقبة الجميلة من الزمن الجميل، رجل أنعم الله عليه بذاكرة قوية تختزل الكثير من ذكريات الماضي ويسرد خيوط حكاية تلك الحقبة من الزمن الجميل بكل تفاصيلها، ويمتلك مخزونا كبيراً من الذكريات يرويها عبر مجلس الشرق. ولادتي في مدينة الخور أنا من مواليد مدينة الخور وذلك في عام 1931، مرضت والدتي بعد الولادة مباشرة فقامت بارضاعي والاهتمام بي (دولة بنت عوض بن بخيت اليامي) ابنة أكبر معمر قطري عاش في مدينة الخور فقد جاوز عمره (130) عاماً عند وفاته بمدينة الخور. وأعتبر مدينة الخور جميلة الجميلات مسقط رأسي ومكان ولادتي والتي أتردد دائماً على زيارتها وأشتم فيها رائحة عبق الماضي الجميل، قضيت فيها أحلى أيام طفولتي وشبابي وترعرعت في حضنها الدافئ، وتعلّمت واكتسبت خبرة من أهلها الطيبين، وأتذكر أيامي الجميلة التي قضيتها فيها مع أقراني كنا نلهو ونلعب الألعاب الشعبية القديمة، مثل البلبول وكان يسويه لنا ماجد القلاف، ونلعب (التيله) وكان أشهر وأحسن لاعب في تلك الفترة هو حمد بن صقر المريخي، وكنا نحبل بالفخ وذلك لصيد الطيور بأنواعها مثل المدقي والأصرد والمخضرم والصعو والسلاحي وبوبريقش والقحافي والفقاق والسمّن وغيرها، وكنا نسبح في (عين حليتان) وماؤها البارد الصافي في فصل الصيف. درست عن المطاوعة الحرمي والمحري لقد درست القرآن الكريم عند المطوّع (ملا جابر الحرمي أخ علي بن محمد الحرمي في مدينة الخور، وتعلمنا على يديه حفظ القرآن الكريم، وأذكر كان معي الدكتور محمد بن علي الحرمي أول طبيب جراح قطري، وكذلك عند المرحوم راشد بن علي المحري المهندي الذي علمنا الكتابة والقراءة واستفدنا من تعليمه، وكنا ندفع مبالغ رمزية تسمى الخميسيه نسبة ليوم الخميس، والمبالغ زهيده جدا وكانت من صغار العملة الهندية المتداولة في دول الخليج (غران، آنه، آنتين، وست آنات وهكذا. النساء يردن الماء من أم سويه أيام زمان كانت المياه العذبة تجلب من منطقة (أم سويه)، وكانت النساء في الخور هن الذين يردن المياه، وكانوا يملؤون (اليود) وهي القربة التي توضع فيها المياه ثم يضعنها على ظهور الحمير محملين بكميات كبيرة لاستعمالها في الشرب والطبخ لأنها مياه عذبة، أما غسيل الأواني والملابس فتستخدم مياه ( الجليب) أو (الجواجب) الموجودة على سيف الخور مياهها (خريج)، وكانت المياه تخزن في جرة كبيرة يطلق عليها (ليحله) وهي مصنوعة من الفخار، أما الحِب فهو مصنوع من الفخار أيضاً، وكن حجمه صغيرا ويوضع على خشبة مرتفعة ويوضع في الظل وبخاصة ظل الليوان في مكان مفتوح ليضربه الهواء في صيف وذلك لتبريد المياه، وهناك نوعان من الحب اللي طينته بيضاء وهو يأتي من العراق فهو يبرّد أكثر، واللي طينته حمراء تبريده أقل. صيد الغزلان أتذكر راشد بن حمرور وهو من أهالي الخور وكان راعياً للغنم ويصيد الغزلان بالقرب من عين حليتان بالخور، وكان يأخذ معه الكلب أثناء الصيد، وكذلك يحمل بندقية اسمها (بوصمعه ) وكذلك لديه بندقية أخرى اسمها (ميدر)، وطلبنا منه لحم غزال، وذهب إلى بيته، وبعد نصف ساعة تقريباً جاء محملا بغزالين على ظهره حيث كان من صيد ذلك اليوم، وكنا عند القصاب إسماعيل الذي يقصب اللحم مرة وحدة في الأسبوع، وقام بذبح وبتقطيع الغزلان وقام بن حمرور ببيع اللحم حسب طلب كل زبون، واشترينا منه، وكذلك قام البعض بشراء لحم الغزلان اللذيذ، كانت الخيرات في قطر كثيرة قبل أن تصل لها السيارات. التمر من القطيف كانت سفن والدي تأتي محملّة بالتمر والمواد الغذائية من مدينة القطيف بالسعودية الى الخور مباشرة وتبيعه على الناس، وكان يوضع التمر في (قلّه ) تزن تقريبا (مَن) الذي يساوي حوالي أربعة عشرة ربعة، وكذلك يوضع التمر في يالوق وهو أكبر من القلّة، وهما مصنوعتان من خوص النخيل، ولكن مذاق تمر العراق أحلى ولذيذ جدا ويفضله كثير من الناس ويزداد الطلب عليه. عمارتا الهيل وبومطوي أذكر كانت مدينة الخور مزدهرة بالحركة التجارية إبان حقبة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، وكانت سفن الخليج تأتي مباشرة الى مدينة الخور، وكان مدير الجمارك يسمى ( قاسمي) قاسم فخرو وله بيت كبير يقع في منطقة الخريس في الخور واستخدم بعد ذلك في الخمسينيات كروضة أو تمهيدي للتعليم. مدابس تخزين التمر كانت هناك عدة بلوط في مدينة الخور ترسو بجانبها السفن في فترة المد، وكذلك كانت هناك عمارتان إحداهما تسمى عمارة الهيل وتقع بالقرب من بلط الهيل، وتضم العمارة تقريبا أربع أو خمس غرف وهي عبارة عن مخازن ومستودعات خصصت لتخزين المواد التي يحتاجها البحارة وأهل الغوص ولوازم السفن، وغرفة لتخزين التمر، ولدينا عدة مدابس بالخور لتخزين التمر، وغرفة لوضع وتخزين أشرعة سفننا لأننا في تلك الفترة كنا نعتمد على الشراع وليس المكائن ولدينا عدة سفن، وغرفة مخصصة لتخزين الأخشاب والدنجل والمنقرور ولوازم مواد البناء، وغرفة للمواد الغذائية وغرفة لتخزين سمك العوم (نوع من السمك الصغير المجفف )، وغيرها من احتياجات أهل الخور ولها باب رئيسي وهي ملك التاجر حسن بن جاسم الهيل الذي توفيّ في مدينة القطيف بالسعودية في ثلاثينيات القرن الماضي. وفي منطقة شرق الخور تقع عمارة ( بومطوي) عند بلط حسن بومطوي وبها غرف عديدة خصصت كمخازن، كما يمتلك دكاناً قرب البلط مطل على البحر وكان لدى بومطوي وهو من الميسورين في تلك الحقبة عدة سفن خشبية للغوص ويمتلك بيتا كبيرا يتكون من طابقين ولديه مدابس للتمر، بعد ذلك انتقل الى الدوحة بعد كساد فترة الغوص على اللؤلؤ واستخدم الأهالي البلط لصيد السمك بطريقة الحداق. بحر الخور يصير حلو ! من الذكريات الجميلة أنه إذا نزلت أمطار الخير في الماضي بغزارة كانت وديان العقدة تهد على (الجلته) التي كان لها سور مبني من الاسمنت لحجز مياه الامطار ولها فتحات لتسريب بعض مياه الأمطار للبحر ومن شدة قوة السيول انهدم السد وذهبت المياه للبحر، وكانت مياه الأمطار تختلط مع مياه البحر وتصل لمنطقة الفرجية عند مدخل الخور ويصير ماء البحر حلو وتكثر فيه الروبيان. الذياب والضباع أتذكر عندما تغيب الشمس تكثر الحيوانات المفترسة مثل الذياب والضباع، وقد رأيت ذلك بأم عيني عندما كنت أباري المسكر، وكانت منتشرة بكثرة حول مدينة الخور لأن البيئة كانت في تلك الفترة تسمح لهم وذلك لوجود حفر كبيرة وبعض المغارات والمقاطع التي تختفي فيها تلك الحيوانات، ولم تكن هناك أصوات آليات في تلك الحقبة تزعجهم. طيور القطا المهاجرة كانت (عين حليتان) من العيون المشهورة بمدينة الخور وماؤها نصف مالح والنصف الآخر حلو وكان الأهالي يسبحون ويستحمون فيها أثناء فصل الصيف، وكذلك كانت النسوة تغسل ملابس البيت كله وأيضاً كن يسبحن في حليته المخصصة للسيدات والأطفال، كما كان للعين مجرى مائي يصب في البحر يطلق عليه (الساب) وتكثر بجانبه الطيور المهاجرة، وبخاصة طيور (القطا) التي تأتي بأعداد كبيرة جداً لشرب الماء، وأثناء طيرانها تغطي سماء مدينة الخور من كثافتها. وكما يقال أن عين حليتان أحد المعالم المشهورة اكتشفت من قبل بعض رجال المهاندة القادمين من (لخوير) على مطاياهم وذلك بحثاً عن إيجاد منطقة للسكن تتميّز بوجود الماء والخضرة والبحر، ووجدوا العين مغطاة بجلد سميك ويتسرب منه الماء، وعندما اكتشفوا طعم الماء فرحوا بذلك، وجاءت القبيلة وسكنت في الخور واتخذته موطناً لها وأطلقوا عليه خور المهاندة، ويقال إن المياه كانت تأتي من عروق مائية من ناحية الجلته، وهناك من يقول بأن نيزك نزل من السماء للأرض وأوجد تلك العين. صناعة السفن كما أذكر خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي كانت السفن تصنع في مدينة الخور بوسطة القلاليف وأذكر كان هناك القلاف خميس القعاطري وسعد القعاطري الذي كان مشهوراً بالقلافة مع أفراد اسرته، وكانوا يجلسون عدة شهور من أجل تكملة صناعة السفن، وكانوا يصنعون السفينة من البيص حتى يكملونها وكانت لديهم مهارات عالية في صناعة السفن القلافة، وقد صنعت عدة سفن في الخور وبخاصة من نوعية الجلبوت وكان هناك قلاليف من البحارنه يأتون من الدوحة وعمل السفن، وكان الناس يأتون لمشاهدة القلاليف وفي وقت الفطور يتناولون معهم فطورهم المكون من بلاليط وبيض وقهوة وشاي وتمر. سكن بن عساف أتذكر كان حسن بن عساف الفضاله يسكن في مدينة الخور، وكان يمتلك سنبوك كبير، وكان كثير السفر ويجوب البحار ويذهب لبيع البضائع في كل مكان، وعند العودة لمدينة الخور يأتي كذلك محملا بالبضائع، وبعد فترة رحل مع أهله للكويت ليستقر هناك فيها، وباع بيته اللي في مدينة الخور الى التاجر (محمد حسين ) بمبلغ ثلاثين روبية، كان ذلك في فترة بداية الأربعينيات من القرن الماضي. الخريس سوقاً تجارياً بعد زيادة عدد السكان في الخور فتح بعض التجار دكاكين لهم في منطقة الخريس بمدينة الخور وأصبح سوقاً تجارياً يعج بالحركة والنشاط يبدأ يومه منذ الصباح الباكر وحتى قبل المغرب حيث كانت المحلات تقفل أبوابها بسبب عدم وجود الكهرباء، كانت هناك محلات تجارية للمواد الغذائية وغيرها من المواد الاستهلاكية وما يتعلق باحتياجات أهل البحر وأصحاب السفن، هناك دكان عبدالرحمن دامان ودكان باكر الهيدوس ودكان محمد عبدالله هيدوس الملقب (بالزبيري) ودكان محمود العوضي ومخبز الخور الوحيد وكان صاحبه رجب أحمد، ثم جاء في أواخر الخمسينيات علي الخباز، وكان يباع في الخريس السمك وفي بعض الأحيان اللحم وغيره، وكانت تفد للخور مجموعة من أهل البادية يبيعون اليقط والدهن وبعض الماشية، وأحياناً يشترون منهم التجار وفي الستينيات جاءت سيارات الشام الكبيرة محملة ببضائع سورية مختلفة وارده من بلاد الشام. جمارك في الخور !! أتذكر كانت هناك في الخور (جمارك) وكان المسؤول عنها هو محمد قاسمي، وكانت تفرض ضرائب ورسوم على السفن التي تدخل الخور محملة بالبضائع، كانت تجبى من قبل مسؤولين بالدولة، ولا تفرض على سفن البحارة والصيادين المحليين من أهالي الخور، كانت هناك محاولة فرض رسوم على سفن الغوص ولكنهم وقفوا لهم أصحاب السفن بالمرصاد ولم يدفعوا تلك الرسوم !!. الأمانات تحفظ عند التجار كانت الأمانات في تلك الحقبة توضع عند التجار ليحفظوها، وتسجل في دفتر خاص يسمى (دفتر الأمانات )، وأنا أحتفظ بنسخة من تلك الدفاتر، كذلك توضع في بيوت التجار داخل صناديق خشبية يطلق عليها (المشتخته)، وبعض الناس كانت تضعها في جرات فخارية وتدفنها تحت في الغرفة. بناؤون الخور مشهورون أذكر كان في الخور بناؤون قطريون مشهورون مثل علي بن ناصر الفضالة وعوض بن بخيت اليامي، وبارود، وكانوا هم أساتذة ولديهم عمال يشتغلون باليومية، وقد قاموا ببناء أغلب بيوت الخور والمساجد، وكانوا يأتون بالحجارة من مقاطع الخور وكذلك يستخرجون الفروش من البحر، والرمل متواجد بجانب سواحل البحر. الغسيّ أشهر نهام يقال إن أشهر (نهام ) في مدينة الخور هو ( عبدالله الغسيّ ) وكان صاحب صوت جميل ولد في الخور وعاش فيها ثم في حقبة خمسينيات القرن الماضي سافر للبحرين مع ياقوت طلباً للرزق، ثم عاد في أواخر الستينيات واستقر بمدينة الخور، وكان من فناني الفرق الشعبية بمدينة الخور، وهناك كانت أيضاً فرق للفنون الشعبية وأذكر البعض منهم ممن تختزله ذكرتي وهم دهام بن رماي وفرقة الغسيّ وياقوت، والغمري، وسالمين بن جوهر وغيرهم. السفن تنقل أهالي الخور للدوحة كانت في تلك الحقبة الجميلة وسيلة المواصلات من الخور للدوحة هي المطايا، وكذلك السفن الخشبية الصغيرة، كما كانت تنقل المؤن واحتياجات أهالي المنطقة، وكذلك عندما فتحت شركة البترول أبوابها كانت السفن الخشبية هي التي تنقل العمال الى الدوحة يوم الجمعة ومنها الى مدينة دخان، والعودة يوم الخميس، وكانت عملية مرهقة للعاملين في دخان، وكان أصحاب السفن يأخذون مبالغ رمزية على كل عامل إلى أن جاءت السيارات متأخرة وبدأت تحل محل السفن في نقل العمال الى دخان وامسيعيد. انتظرونا لنتابع الجزء الثاني مع الوالد أحمد الهيل في عدد الخميس القادم.
5282
| 12 يناير 2023
مساحة إعلانية
اقتربت المهلة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، لتعديل أوضاع المركبات التي انتهت تراخيصها وتجاوزت المدة القانونية، من الانتهاء. ولم يتبق إلا 3 أيام...
18551
| 24 أكتوبر 2025
أعلن المجلس الأعلى للقضاء عن مزادين للمركبات والعقاراتعبر تطبيق مزادات المحاكم، يوم الأحد 26 أكتوبر 2025. وأوضح عبر حسابه بمنصة إكس، اليوم الخميس،...
15236
| 23 أكتوبر 2025
أعلنت وزارة الصحة عن إغلاق 3 منشآت غذائية لمدد متباينة تتراوح بين 7 أيام و21 يوماًلمخالفة القانون رقم 8 لسنة 1990 بشأن تنظيم...
10800
| 23 أكتوبر 2025
تواصل الخطوط الجوية القطرية توفير العروض على أسعار التذاكر للمسافرين على الدرجة السياحية على رحلاتها خلال الفترة المقبلة إلى عدد من الوجهات العربية...
7840
| 24 أكتوبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
نفذت وزارة التجارة والصناعة حملة تفتيشية موسعة استهدفت محلات بيع الذهب في مختلف مناطق الدولة، وذلك استجابة لتزايد الشكاوى الواردة من المستهلكين بشأن...
7008
| 23 أكتوبر 2025
أكد المهندس عبد الرحمن اليافعي، استشاري هندسي أول، أن دولة قطر تعد سباقة في حماية الأفراد المتواجدين في الفضاء الرقمي، فقد أصدرت دولة...
6900
| 25 أكتوبر 2025
وزارة التجارة والصناعة تُعلن عن إغلاق شركة تجارية، وذلك لعدم الالتزام بأحكام المادة رقم (7) من القانون رقم (8) لسنة 2008 بشأن حماية...
3982
| 23 أكتوبر 2025