رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
التوقعات العالمية بزيادة الطلب على الطاقة خلال العشر سنوات القادمة تجعل الدول المنتجة للنفط أمام تحديات نراها ماثلة أمامنا، وأبرزها الطلب المتنامي على النفط والغاز من الدول الصناعية والناشئة، والتجاذبات السياسية بمنطقة الشرق الأوسط التي أثرت بشكل مباشر على إنتاجيات الطاقة، وتداعيات الربيع العربي والخطط الرامية إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية ومالية.
يشكل النفط مصدراً أساسياً لأكثر من "80%" من إجمالي الطلب عليه، وأنّ المكانة الإستراتيجية للدول المنتجة في السوق العالمية تضعها أمام مسؤوليات استيعاب حجم التوسع الصناعي، ويصف تقرير "شل" العالمية هذه التحديات بأنها التحدي الحاسم لتوفير الطاقة في ظل الزيادة السكانية وارتفاع مستويات المعيشة، وتفاقم حدة التعقيدات المناخية وتعاظم المخاطر البيئية ومشتقات الصناعة.
ويبحث خبراء الطاقة في المجتمع الدولي وضع آليات للتعامل مع تذبذب أسعار النفط، ومحاولة التأقلم مع الظروف السياسية للحفاظ على مستويات إنتاجية مستقرة، وتجنيب المؤسسات الاقتصادية مخاطر نقص النفط أو التقليل من الإنتاج.
ورغم النظرة التفاؤلية التي ترسمها التقارير الدولية عن النمو الإيجابي لمؤشرات النفط والطاقة مقارنة بعدم الرضا عن مؤشرات القطاع المالي في العالم، إلا أنّ الإحصاءات المعلنة لإنتاجيات الطاقة لم تخفف من حدة المخاوف بسبب توقعات بحدوث أزمة مالية كالتي حدثت في 2008.
ومما يرفع حدة المخاوف ظهور مشكلات اقتصادية ومالية وبيئية مثل التغير المناخي وتأثيره السلبي على الصناعة، وعجز الموازنات المحلية عن الإيفاء بمتطلبات التنمية، وتفاقم ديون اليورو، دون أن تجد اجتماعات الدول الأوروبية المنهارة أي طريق للخروج من الهوة، وهناك المطالبات الاجتماعية بتحسين مستويات المعيشة، والتأمينات الاجتماعية والبطالة وانتشار الأمراض، واتساع الفجوة بين الاقتصاد وثورة المعلومات، وعدم التناغم بين الأسواق المتقدمة والناشئة وعدم تحقيق مؤشرات متقدمة للتنمية بسبب الديون والاضطرابات السياسية في المنطقة.
في رأيي أنّ سبب عدم الربط بين مؤشرات النمو في إنتاجيات الطاقة وبين الوضع الاقتصادي القائم هو عدم قراءة البيانات الإحصائية بتأن، وعدم القدرة على إجراء التحليلات التي تربط المؤشرات بواقع متغير يعيش حراكاً في شتى المجالات، حيث تخطط كل المشاريع في الميدان دون خريطة طريق تحدد ملامحها وتستشرف مستقبلها أو مدى حاجة المجتمع إليها إذ لا تلبث أن تتهاوى بعد خروجها من المخططات إلى السطح.
لو نظرنا إلى التقارير الدولية المتعلقة بالطاقة نرى مدى ارتفاع مؤشرات النمو فيها، وهذا يقدم صورة متفائلة عن بيئة المشاريع أو الخطط المستقبلية التي من الممكن أن تقوم عليها أنشطة غير تقليدية.
من مؤشرات التفاؤل ما يشير إليه تقرير وكالة الطاقة الدولية أنّ الطلب على النفط سيرتفع من "88،3" مليون برميل في 2010 إلى "95" مليون برميل في 2016، وأنه ما بين أعوام "2008 و2035" سيزيد الطلب على النفط بنسبة "60%" خاصة منطقة الشرق الأوسط والدول الناشئة، ويشير تقرير منظمة "الأوبك" أيضاً أنه حتى 2035 سترتفع التكاليف الإنشائية والتشغيلية في قطاع الطاقة بالشرق الأوسط، مما سيرفع من معدل البيع إلى ما فوق "130" دولاراً خلال 2025.
ويعني أيضاً أنه سيزيد الطلب على الأيدي العاملة والكوادر الفنية المؤهلة لإدارة قطاع الطاقة بكافة أنشطته، فالعنصر البشري سيكون محور التنمية في هذا القطاع تحديداً.
ورغم ارتفاع فائض الإيرادات في الموازنات المحلية بالدول المصدرة للنفط، ووصولها لمرحلة الصدارة، وسعي الكثير من الحكومات إلى الاستفادة من هذه الفوائض في ضخ المزيد من النفقات في المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية، إلا أنّ هذه الخطوات لم تقلل من البطالة أو الفجوة بين الاقتصاد والظروف المعيشية، ولا يزال الشرق الأوسط ينفق موازنات ضخمة على البنية التحتية والتعليم والصحة والبيئة، كما أنّ بعض شركات القطاع الصناعي لا تزال تعمل بصورة تقليدية ولم ترق الأبحاث في مجالات الطاقة الشمسية والمتجددة إلى مستوى التفعيل.
وإذا كان تقرير البنك الدولي يتوقع أن تشهد المنطقة طفرة نوعية أشبه بطفرة الثمانينيات النفطية، فإنّ التحديات لا تزال قائمة، وكما ذكرت تعتبر متغيرات المناخ والتقلبات السياسية من المعوقات نحو إحداث تنمية فاعلة، ومن هنا يرى البنك الدولي أنّ الدول بدأت تحويل الإيرادات النفطية إلى عوامل اقتصادية محفزة من خلال الموازنات وتفعيل الاستثمار في الصناديق السيادية لتجنب المخاطر.
وأستشهد هنا بدولة قطر لكونها لاعباً إستراتيجياً في سوق الطاقة ومؤثراً في صناعة القرار العالمي، فقد أشار تقرير "شل" لأبحاث الطاقة إلى أنّ قطر بدأت تحويل الطاقة إلى سوائل والتي يتنامى الطلب عليها في الأسواق الآسيوية والدول الصناعية، وتسعى جاهدة لابتكار طرق حديثة لاستغلال الغاز وتسييله، وهذا يعزز الاستثمارات في هذا الجانب.
ويؤكد تقرير لـ"قنا" أنّ صناعة الغاز في قطر حققت قفزة كبرى في قطاع الطاقة، وأنّ جدوى استغلال الغاز في مشاريع للتسييل أو مد خطوط تشغيلية إلى الدول المجاورة أو فتح أسواق تصديرية إلى الدول الآسيوية تزداد أهمية بمرور الوقت، وفي أن تكون حلاً بديلاً لتقنيات الوقود التقليدي.
أما التقلبات المناخية فقد سعت الدولة بخطى حثيثة من خلال قمة المناخ التي ستعقد بالدوحة إلى صياغة رؤية عالمية مشتركة حول التغير المناخي بهدف التقليل من الإضرار الذي تسببه الصناعات، وتسعى أيضاً مع خبراء دوليين إلى رسم منهجية حول آليات التعامل مع الإنتاجيات الصناعية خلال السنوات القادمة لتوفير موازنات هائلة ترصد للمعالجات والتلوثات البيئية.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
5130
| 26 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات لا تحتمل التأجيل ولا المجاملة، لحظات تبدو كأنها قادمة من عمق الذاكرة لتذكره بأن الحياة، مهما تزينت بضحكاتها، تحمل في جيبها دائمًا بذرة الفقد. كنتُ أظن أني تعلّمت لغة الغياب بما يكفي، وأنني امتلكت مناعة ما أمام رحيل الأصدقاء، لكن موتًا آخر جاء هذه المرة أكثر اقترابًا، أكثر إيغالًا في هشاشتي، حتى شعرتُ أن المرآة التي أطل منها على وجهي اليوم ليست إلا ظلًّا لامرأة كانت بالأمس بجانبي. قبل أيام قليلة رحلت صديقتي النبيلة لطيفة الثويني، بعد صراع طويل مع المرض، صراع لم يكن سوى امتحان صعب لجسدها الواهن وإرادتها الصلبة. كانت تقاتل الألم بابتسامة، كأنها تقول لنا جميعًا: لا تسمحوا للوجع أن يسرقكم من أنفسكم. لكن ماذا نفعل حين ينسحب أحدهم فجأة من حياتنا تاركًا وراءه فراغًا يشبه هوة بلا قاع؟ كيف يتهيأ القلب لاستيعاب فكرة أن الصوت الذي كان يجيب مكالماتنا لم يعد موجودًا؟ وأن الضحكة التي كانت تفكّك تعقيدات أيامنا قد صمتت إلى الأبد؟ الموت ليس حدثًا يُحكى، بل تجربة تنغرس في الروح مثل سكين بطيئة، تجبرنا على إعادة النظر في أبسط تفاصيل حياتنا. مع كل رحيل، يتقلص مدى الأمان من حولنا. نشعر أن الموت، ذلك الكائن المتربّص، لم يعد بعيدًا في تخوم الزمن، بل صار يتجوّل بالقرب منا، يختبر خطواتنا، ويتحرّى أعمارنا التي تتقارب مع أعمار الراحلين. وحين يكون الراحل صديقًا يشبهنا في العمر، ويشاركنا تفاصيل جيل واحد، تصبح المسافة بيننا وبين الفناء أقصر وأكثر قسوة. لم يعد الموت حكاية كبار السن، ولا خبرًا يخص آخرين، بل صار جارًا يتلصص علينا من نافذة الجسد والذاكرة. صديقتي الراحلة كانت تمتلك تلك القدرة النادرة على أن تراك من الداخل، وأن تمنحك شعورًا بأنك مفهوم بلا حاجة لتبرير أو تفسير. لهذا بدا غيابها ثقيلاً، ليس لأنها تركت مقعدًا فارغًا وحسب، بل لأنها حملت معها تلك المساحة الآمنة التي يصعب أن تجد بديلًا لها. أفكر الآن في كل ما تركته خلفها من أسئلة. لماذا نُفاجأ بالموت كل مرة وكأنها الأولى؟ أليس من المفترض أن نكون قد اعتدنا حضوره؟ ومع ذلك يظل الموت غريبًا في كل مرة، جديدًا في صدمته، جارحًا في اختباره، وكأنه يفتح جرحًا لم يلتئم أبدًا. هل نحن من نرفض التصالح معه، أم أنه هو الذي يتقن فنّ المداهمة حتى لو كان متوقعًا؟ ما يوجعني أكثر أن رحيلها كان درسًا لا يمكن تجاهله: أن العمر ليس سوى اتفاق مؤقت بين المرء وجسده، وأن الألفة مع الحياة قد تنكسر في لحظة. كل ابتسامة جمعتها بنا، وكل كلمة قالتها في محاولة لتهوين وجعها، تتحول الآن إلى شاهد على شجاعة نادرة. رحيلها يفضح ضعفنا أمام المرض، لكنه في الوقت ذاته يكشف جمال قدرتها على الصمود حتى اللحظة الأخيرة. إنها واحدة من تلك الأرواح التي تترك أثرًا أبعد من وجودها الجسدي. صارت بعد موتها أكثر حضورًا مما كانت عليه في حياتها. حضور من نوع مختلف، يحاورنا في صمت، ويذكّرنا بأن المحبة الحقيقية لا تموت، بل تعيد ترتيب نفسها في قلوبنا. وربما لهذا نشعر أن الغياب ليس غيابًا كاملًا، بل انتقالًا إلى شكل آخر من الوجود، وجود نراه في الذكريات، في نبرة الصوت التي لا تغيب، في اللمسة التي لا تزال عالقة في الذاكرة. أكتب عن لطيفة رحمها الله اليوم ليس لأحكي حكاية موتها، بل لأواجه موتي القادم. كلما فقدت صديقًا أدركت أن حياتي ليست طويلة كما كنت أتوهم، وأنني أسير في الطريق ذاته، بخطوات متفاوتة، لكن النهاية تظل مشتركة. وما بين بداية ونهاية، ليس أمامي إلا أن أعيش بشجاعة، أن أتمسك بالبوح كما كانت تفعل، وأن أبتسم رغم الألم كما كانت تبتسم. نعم.. الحياة ليست سوى فرصة قصيرة لتبادل المحبة، وأن أجمل ما يبقى بعدنا ليس عدد سنواتنا، بل نوع الأثر الذي نتركه في أرواح من أحببنا. هكذا فقط يمكن أن يتحول الموت من وحشة جارحة إلى معنى يفتح فينا شرفة أمل، حتى ونحن نغالب الفقد الثقيل. مثواك الجنة يا صديقتي.
4392
| 29 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
4236
| 25 سبتمبر 2025