رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أول الكلام : الشهرة شيء جميل جدا و ( كاذب كبير وأتحمل مسؤولية هذا الكلام ) من يقول بأنه دخل للمجال الإعلامي بأي شكل من الأشكال ( شاعر – ممثل – مذيع – مخرج – إلخ... ) ولا يسعى للشهرة، وكم هو أمر ممتع عندما تأتي إليك الشريحة البسيطة من الناس ليطلبوا توقيعك أو يريدون التصوير معك، وقد جربت هذا الإحساس ( ولو بشكل بسيط ) في أكثر من أمسية أو مهرجان أو برنامج تواجدت به، ومن المواقف التي تضحكني وأكثر من التعليق عليها عندما نذهب أنا وأبي ( الله يطول بعمره ) بأي مكان عام ويأتي إليه الناس للتحية وللسلام، فألتفت عليه عندما يذهبون قائلاً ( وبعدين يعني، عط الحر فرصة )، كما أن هناك موقف آخر حصل بيني وبين أخي الشاعر / مشعل دهيم بآخر دورة من دورات مهرجان أهل القصيد بمملكة البحرين، عندما وجدنا المعلق المخضرم ( خالد الحربان ) وركضنا سوياً للتصوير والحديث معه والسلام عليه وقلوبنا تقفز من الفرحة وكان بحق جميلاً جداً بردة فعله معنا وفرح كثيراً بنا، ولكن هناك نوعية من الناس وأنا سمعتها بأم ( أذني ) عندما يمر أي شخص يتمتع ولو بقدر قليل من الشهرة أمامهم يقولون ( أحقره لا تسلم عليه وتحسسه بقيمته ) أو عندما يصادفونه جالساً بالمطعم مثلاً يقولون ( لا تلتفت عليه وتكبر راسه علينا خله يولي )، فيا أعزائي أصحاب هذه النوعية من الجُمَلْ التي لا أعلم ماذا تستفيدون من إطلاقها ( عطو المشهور وجه ) لأنه يفرح كثيراً بتفاعل الجمهور معه بما يقدمه من أي عمل إعلامي وينتظر أن يحصد منكم ردود أفعالكم بأي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي سواء الشخصي أو الإلكتروني.
- منتصف الكلام : مجموعة من التعاريف البشرية حسب وجهة نظري، ( الناشط سياسي : رجل يبحث عن الضوء الإعلامي عن طريق السياسة ( ثقيل دم واجد ) يجعلك تظن بأن الحياة كئيبة جداً وأنه هو من سيلونها بألوان قوس قزح، وبالآخر يتضح لك بأنه يطمع بالترشيح للانتخابات البرلمانية أو كما نسميها عندنا انتخابات مجلس الأمة للوصول إلى كرسي العضوية – الناشطة سياسة : امرأة تتمتع بقدر كبير من القبح ( جيكرة ) لم يصل لها قطار الزواج أصلاً (عانس) ليس لديها أي هدف بهذه الحياة، تظهر لك دائماً بالمحطات الفضائية حتى تظن بأنك ستجدها كما يقال عندما تفتح ماء الحنفية – شيخ درجة عاشرة : تجده يظهر يومياً بالصحف منافساً أسماء الوفيات، وأخباره الصحفية تتركز دائما على زياراته المكوكية لأفراد الشعب أو أفضاله العظيمة عليهم أو تنشر قصائده ذات الشاعرية الجزلة إلى أن يتم الالتفات له من قبل المعنيين بالأمر فيقول ( أنا اختفيت.. أنا اختفيت.. أنا اختفيت ) – وزير الغفلة : هو من يأتي لكرسي الوزارة بأي تشكيل حكومي ليجلس لمدة 3 شهور فقط ويحصد لقب وزير سابق ويتمتع بمميزاته ( وياكثرهم عندنا ) وفي نهاية المطاف لا تتذكر حتى اسمه – جاك دورسي / مؤسس موقع تويتر : لو كان يفهم اللهجات المحلية لكل دولة من دول الوطن العربي لفكر مليون مرة قبل إضافة اللغة العربية لموقع تويتر.
- قبل الختام : انتهت عندنا انتخابات مجلس الأمة 2013 ونجح من نجح وسقط من سقط وهذا المشهد يعتبر ( كلاكيت أول مرة ) لأننا بالطبع ننتظر الانتخابات القادمة للمجلس المبطل رقم 1 لعام 2013 والذي يوافق المجلس المبطل رقم 3 لعام 2012 والذي يوافق المجلس المنحل ( مليون وخمسمائة وستين ألف وأربعمائة وتسع وثلاثين من عشرة بالمائة بعد الميلاد ) والذي لم يفهم هذا الرقم لا يسألني لأنني مثله لا أفهم ما الذي يحدث عندنا، ومن يريد أن يحذو حذونا فليتعظ، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
آخر الكلام : لا أعلم لماذا وددت أن أكتب هذه الجملة بهذا المقال وأعتذر لأنها المرة الأولى وبالطبع ستكون الأخيرة التي سأكتب بها أمراً شخصياً جداًّ بالنسبة لي ( أنا مواطن كويتي، أترزق الله بمملكة البحرين، أكتب مقالي بدولة قطر) انتهى.
من أجواء أهل القصيد:
أقول إن نمت يمكن لو يسير حلم برقادي - لقيت أن السهر كحل سوادٍ بالعيون يروع
وابد توي غفيت وما مداني قلت يا هادي - طرت لحظة فراقه بالمنام وقمت له مفزوع
أنادي وين رايح والغلا توه معك بادي - كذبت إلا غلاه بوسط قلبي ثابت ومطبوع
أنادي حي لكن لا حياه لمن له أنادي - صدى صوتي سمعته بس ما من صوت له مسموع
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله في ميادين العمل القانوني، حيث بدأت العديد من مكاتب المحاماة في مختلف الدول تستعين بتطبيقاته. غير أن هذه الاستعانة قد تثير، في بعض الأحيان، إشكالات قانونية حول مدى الاستخدام المنضبط لهذه التقنيات، ولا سيما عند الاعتماد على مخرجاتها دون التحقق من صحتها ودقتها، وهو ما تجلى بوضوح في حكم حديث صادر عن محكمة قطر الدولية، حيث تصدت فيه المحكمة لهذه المسألة للمرة الأولى في نطاق قضائها. فقد صدر مؤخراً حكم عن الدائرة الابتدائية بالمحكمة المدنية والتجارية لمركز قطر للمال، (المعروفة رسمياً باسم محكمة قطر الدولية)، في القضية رقم: [2025] QIC (F) 57 بتاريخ 9 نوفمبر 2025، بشأن الاستخدام غير المنضبط وسوء توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل القانوني. وقد ورد في حيثيات الحكم أن أحد المترافعين أمام المحكمة، وهو محامٍ يعمل لدى أحد مكاتب المحاماة المقيدة خارج دولة قطر، كما هو واضح في الحكم، قد استند في دفاعه إلى أحكام وسوابق قضائية نسبها إلى المحكمة المدنية والتجارية لمركز قطر للمال. غير أن المحكمة، وبعد أن باشرت فحص المستندات والتحقق من الوقائع، تبين لها أن تلك السوابق لا وجود لها في سجلاتها الرسمية، ولم تصدر عن أي من دوائرها، وأن ما استند إليه المترافع إنما كان من مخرجات غير دقيقة صادرة عن أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي المدمجة في أحد محركات البحث الإلكترونية المعروفة، والتي عرضت أحكاما وسوابق قضائية وهمية لا أصل لها في الواقع أو في القضاء.وقد بينت المحكمة في حيثيات حكمها أن السلوك الذي صدر عن المحامي، وإن بدا في ظاهره خطأ غير مقصود، إلا أنه في جوهره يرقى إلى السلوك العمدي لما انطوى عليه من تقديم معلومات غير صحيحة تمثل ازدراء للمحكمة. وقد أشارت المحكمة إلى أنه كان بوسع المحامي أن يتحقق من صحة السوابق والأحكام القضائية التي استند إليها لو أنه بذل العناية الواجبة والتزم بأدنى متطلبات التحقق المهني، لا سيما وأن جميع أحكام المحكمة متاحة ومتوفرة عبر موقعها الإلكتروني الرسمي. وانتهت المحكمة إلى أن ما صدر عن المحامي يُشكل مخالفة صريحة لأحكام المادة (35.2.5) من القواعد والإجراءات المتبعة أمام المحكمة المدنية والتجارية لمركز قطر للمال لسنة 2025، والتي نصت على أن إعطاء معلومات خاطئة أو مضللة يُعد مخالفة تستوجب المساءلة والجزاء. كما أوضحت المحكمة أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بوجه عام، في ميدان التقاضي هو أمر مرحب به لما يوفره من نفقات على أطراف الدعوى، ويُسهم في رفع كفاءة الأداء متى تم في إطاره المنضبط وتحت رقابة بشرية واعية. إذ إن الاعتماد عليه دون تحقق أو مراجعة دقيقة قد يفضي إلى نتائج غير محمودة. وقد أشارت المحكمة إلى أنها المرة الأولى التي يُستأنس فيها أمامها بأحكام منسوبة إليها لم تصدر عنها في الأصل، غير أنها أوضحت في الوقت ذاته أنّ مثل هذه الظاهرة قد ظهرت في عدد من الدول على خلفية التوسع في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال القانوني. وفي هذا الإطار، أشارت المحكمة إلى ما قضت به محكمة بولاية نيويورك في قضية Mata v. Avianca Inc (2023)، إذ تبين أن أحد المحامين قدم مذكرات قانونية اشتملت على أحكام وسوابق مختلقة تولدت عن استخدام غير دقيق لتقنيات الذكاء الاصطناعي. كما أشارت المحكمة إلى حكم آخر صادر عن محكمة بالمملكة المتحدة في قضية Ayinde v. Haringey (2025)، والذي أكد على وجوب المراجعة البشرية الدقيقة لأي نص قانوني أو سابقة قضائية يُنتجها الذكاء الاصطناعي قبل الاستناد إليها أمام القضاء، باعتبار ذلك التزاماً مهنياً وأخلاقياً لا يجوز التهاون فيه.كما لفتت المحكمة إلى أن ظواهر مماثلة قد لوحظت في بعض القضايا المنظورة أمام المحاكم في كندا وأستراليا، ويُظهر ذلك اتساع نطاق هذه الظاهرة وضرورة إحاطتها بضوابط مهنية دقيقة تكفل صون نزاهة الممارسة القانونية واستقلالها. وقد بينت المحكمة أنها بصدد إصدار توجيه إجرائي يقضي بأن الاستناد والإشارة إلى أي قضية أو مرجع أمام المحكمة في المستقبل دون التحقق من صحته أو من مصدره يُعد مخالفة تستوجب الجزاء، وقد يمتد أثرها إلى إعلان اسم المحامي ومكتبه في قرار المحكمة. وفي تقديرنا، يُعد هذا التوجه خطوة تُعزز مبادئ الشفافية، وتُكرس الانضباط المهني، وتُسهم في ردع أي ممارسات قد تمس بنزاهة الإجراءات القضائية وسلامة العمل القانوني. وفي الختام، نرى أن حكم محكمة قطر الدولية يُشكل رسالة مفادها أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، فإن أُحسن توظيفه كان عوناً في البحث والتحليل والاستدلال، أما إذا أُطلق دون رقابة أو وعي مهني، فقد يُقوض نزاهة التقاضي بين الخصوم ويُعد مساساً بمكانة المحكمة ووقارها.
2337
| 30 نوفمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة كأس العرب، حيث ستتحول الدوحة إلى قلب نابض بالإثارة والتشويق. الشوارع مزدانة بالأعلام، والطرق مكتظة بالجماهير المتجهة إلى الملاعب، كأن المدينة كلها أعدت نفسها ليوم يُكتب في التاريخ كعيد رياضي عربي كبير. لحظة البداية ليست مجرد صافرة، بل شرارة ستشعل الحماس في نفوس كل من يترقب الحدث، لتنطلق بطولة يُتوقع أن تكون من أقوى نسخها على الإطلاق. تجمع هذه البطولة المنتخبات العربية تحت مظلة واحدة، لتعيد للكرة العربية روحها التنافسية وتمنح الجماهير فرصة مشاهدة المواجهات مباشرة، حيث تتقاطع المهارات مع الإثارة في مباريات لا تخلو من المفاجآت. إنها فرصة لاختبار جاهزية المنتخبات وقياس مدى تطورها، وفتح الأبواب أمام مواهب جديدة لتسطع في سماء البطولة. كما أنها مناسبة لتأكيد قدرة قطر على تنظيم أحداث رياضية كبرى، وتقديم تجربة استثنائية للفرق والجماهير على حد سواء. ومع اقتراب لحظة الافتتاح، يدخل العنابي البطولة محملاً بآمال الشارع الرياضي القطري، الذي سيحضر بأعداد كبيرة ليكون جزءاً من لحظة تاريخية. الجماهير تنتظر أداءً متميزاً منذ البداية وروحاً عالية تليق بمنتخب يعتاد رفع سقف طموحاته على أرضه. الأماني واضحة: بداية قوية، ثبات نحو اللقب، وإظهار شخصية البطل منذ صافرة البداية. هذه البطولة ليست مجرد مشاركة، بل تحدٍ لإضافة إنجاز جديد لسجل المنتخب. الدعوة مفتوحة لكل الجماهير العربية للحضور والمساهمة في صناعة أجواء لا تُنسى، حيث تتحد الهتافات وتتوحد الأصوات العربية في المدرجات، لتصبح طاقة تجمع الشعوب رغم اختلاف الانتماءات الكروية. كلمة أخيرة: اليوم تبدأ الحكاية، ومعها تنطلق الإثارة. صفحة جديدة ستُكتب في تاريخ الكرة العربية، ومنافسة يُتوقع أن يكون كل يوم فيها أجمل من الذي قبله.
1122
| 01 ديسمبر 2025
في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات عبر المجالس والمنصّات دون تروٍّ أو ميزان، يعود الحديث النبوي ليوقظ الضمير الإنساني تحذيرًا وتنبيهًا: «إنّ العبد ليتكلّم بالكلمة، ما يتبيّن فيها، يهوِي بها في النار أبعدَ ما بين المشرق والمغرب». إنه ليس توصيفًا مبالغًا فيه، بل حقيقة تهزّ القلب؛ فالكلمة التي لا تستغرق ثانية قد تحدّد مصيرًا، وترسم طريقًا لا يلتفت إليه المتحدث إلا بعد فوات الأوان. وفي القرآن الكريم تتجاوز الكلمة كونها صوتًا عابرًا؛ فهي عمل محسوب، يُسجَّل في سجلّ العدل الإلهي بلا زيادة ولا نسيان: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18]. هذه النظرة القرآنية العميقة تجعل مسؤولية اللسان مسؤولية أخروية في المقام الأول. فالكلمة تكشف القلب قبل أن تُسمع الأذن. ويُصوّر القرآن حال المنافقين بوضوح حين قال: ﴿يَقُولُونَ بِأَفوَاهِهِم مَّا لَيسَ فِي قُلُوبِهِم﴾ [آل عمران: 167]. إنها إشارة إلى أن معيار الصلاح ليس كثرة الكلام، بل صدقه، ونقاؤه، وانسجامه مع ما في الصدر من تقوى. وإذا كان للكلمة هذا الثقل، فإنّ القرآن يدعو إلى تحويلها من مصدر أذى إلى منبع صلاح، فيأمر بقولٍ رفيق يهذّب العلاقات ويرفع الخلاف: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسنًا﴾ [البقرة: 83]، ويجعل الكلمة الطيبة شجرة وارفة الجذور والثمار: ﴿كَلِمَة طَيِّبَة كَشَجَرَة طَيِّبَةٍ أَصلُهَا ثَابِت وَفَرعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ﴾ [إبراهيم: 24]. فهي ليست مجرد تعبير، بل أثر باقٍ، وبركة ممتدّة، وصدقة جارية قد ترفع قائلها في الدنيا والآخرة. ويظلّ أخطر ما في الكلمة أنها تُقال أحيانًا بلا انتباه، فيقع صاحبها في الظلم أو السخرية أو الغيبة دون أن يشعر بثقل ما قال. ولعلّ هذا ما عناه الحديث الشريف: إنّ الهلاك لم يأتِ من خطاب طويل، ولا من نية متعمّدة، بل من «كلمة» لم يتوقف صاحبها لحظة ليتفكّر فيها. وهنا يظهر جوهر التربية القرآنية: أن يسبق التفكير النطق، وأن تُوزن الكلمات بميزان التقوى قبل أن تُرسل للناس. وفي عالم تتكاثر فيه المنابر وتتسع فيه دوائر البوح، يبقى درس القرآن ثابتًا: للكلمة طريقان؛ طريق يرفع إلى السماء، وطريق يورد موارد الهلاك. والمكلّف هو الإنسان وحده… بين لسانه وربّه.
639
| 28 نوفمبر 2025