رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام حمود

ابتسام حمود

مساحة إعلانية

مقالات

502

ابتسام حمود

Countdown 2015!

30 نوفمبر 2015 , 02:24ص

من اليوم سنعيش آخر الأيام من عام 2015 وكأننا بالأمس استقبلنا هذا العام المحزن!

منذ اليوم سنودع راحلاً وسنستقبل زائراً سيغدو بعد فترة قليلة راحلاً، لن نذكر منه سوى ما تركه فينا من ألم وحزن وحسرة، على وطن عربي كبير لا يطلق فرقعات الفرح فيه إلا بانتحار الثواني الأخيرة من عام مضى، وحياة ثوان أخرى تطلق صيحاتها الأولى لعام مولود جديد!

ما الذي تركه عام 2015 فينا؟!.. بل ما الذي يمكن أن يجعلنا حزينين على فراقه سوى أنه سيشهد على كبر أعمارنا وعظم أفعالنا وصغر مواقفنا وخزي خططنا العربية التي حيكت ضد بعضنا البعض؟!..

بالنسبة لي وكمواطنة عربية من حقي أن اسأل: بأي شعور يمكنني أن أودع ميتاً وأستقبل آخر مهددا هو أيضا بالموت، إن لم نسعفه بقبلة حياة نرجو منها الحياة له لا الموت البطيء؟!. بم يمكنني أن أذكر عام 2015 إلا بأنه عام تغيرت فيه (الثورة السورية) إلى مسرح لقتال دولي على داعش، ووقوف نظام بشار مع القوات الدولية وكأنه لم يكن حتى الأمس هو القاتل الفاجر الذي قامت الثورة للانقلاب عليه وسقوطه؟!.. بم يمكنني أن أذكر هذا العام إلا بأنه عام احتلال اليمن من قبل محتلين حوثيين نشروا تشيعهم وأفكارهم المنحرفة، وأساليبهم القائمة على الخطف والترهيب وفرض تعاليم دينهم الجديد بالسلاح والتهديد؟!..كيف يمكنني أن أبتسم مودعة هذه السنة ومصر التي عاشت منذ عام 2011 أياماً عصيبة بين شهيد راحل ومعتقل سجين لإسقاط نظام مبارك؛ تعود لنفس ساحات الدم والظلم، ويخرج مبارك وعصابته براءة ويحبس الظالمون الأبرياء، وتُدفن شرعية جاءت عن طريق صندوق الانتخابات تحت ستار الانقلاب الذي تعيش مصر تحت ظلاله السوداء أسوأ أيامها للأسف؟!..أي عام هذا الذي لم نفرح فيه يوماً ولم ننم فيه جيداً، وبتنا مثل الصائم الذي يجهل متى يفطر ومتى يكمل صومه، إن كان في كل حالاته منتقض الوضوء مشكوكاً في دينه وملته؟!.

هذه هي الأيام الأخيرة التي لن تعود بنفس اسم العائلة 2015، لكن يمكن لسنة 2016 أن تتبناه في يومها الأخير ويعاد نفس الحديث الحزين هذا ولكن بمرارة أكبر!..ومع هذا فأنا لست سوداوية البصر ولا ميتة البصيرة لأجد ماحولي مخضباً باللون الأسود، ولكني لا أجد حولي مقدمات لأستنير بها وأغير مستقبلي إلى اللون الرمادي، باعتبار أن اللون الوردي سيكون مبالغة لا أجرؤ على الخوض فيها!.

هذه هي الأيام الأخيرة التي ستجمع الملايين ليباشروا في ثوانيها الأخيرة العد التنازلي لها، وسيهتفون 10 9 8... 3 2 1، ويطلقون صيحاتهم المجنونة التي سيعقبها العناق والقبل والتمنيات بأن يكون عام خير ووئام وفرحة وسلام!.. فهل سيكون كذلك على أهل غزة الذين يكدحون تحت احتلال قاس وحصار ماض منذ عام 2007 لم تكسره التعهدات ولا الوساطات ولا حتى الوعود بأن ما مضى مات وانقضى؟!.. هل سيكون كذلك لأهل سوريا الذين أعجب كم بقي منهم ليعيشوا فرحة نجاح ثورتهم التي حولها إعلامنا العربي إلى مجرد خلافات بين حكومة ومعارضة؟!.

هل سيصبح كذلك لليمن الذي يمضي عامه الأول تحت احتلال حوثي لا عهد له ولا أمان ولا ذمة؟!. هل هو بهذا الشكل لأهل ليبيا الذين فرحنا بنجاح ثورتهم ونبكي حاضرهم ولا نستطيع أن نستقرئ مستقبلهم؟!.

هذه هي الأيام الأخيرة... اضحكوا!

فاصلة أخيرة:

لدى الغرب احتفالاتهم بالسنوات الميلادية، ولدينا احتفالات باحتفالاتهم!.. هذه هي فرحة الغرب بخيبة العرب!

مساحة إعلانية