رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
للزواج الشرعي شروط وأركان إن تحققت كان الزواج صحيحا منها إذن وحضور ولي الأمر. وبتوثيق العقد بالمحكمة الشرعية حفظ وضمان لحقوق الطرفين وحل للمشاكل لاحقا. وقليل من يتزوج زواجا شرعيا مكتمل الأركان دون توثيقه بالمحكمة الشرعية لأسباب كثيرة خاصة بهم، لكن أن تتزوج المرأة لو أضطرت دون توثيق لعقدها ففيه ضياع لحقوقها، كما أنها لا تستطيع ولا أهلها إن ملكت ورقة أن تثبتها بالمحكمة إلا بوجود الزوج، فكيف إن رفض الزوج ذلك، أو تركها معلقه!؟ وفي حالة حملها فأي مستشفى سيستقبلها دون ورقة زواج رسمية!؟ وكيف ستثبت لأي جهة أنها متزوجة وهي لا تملك عقد زواج رسمي!؟ وأخيرا كم تزوج مثل هذا الرجل بهذه الطريقة وكم طلق!؟
موضوعنا اليوم هو ما بدأ يظهر وإن مازال مستوراً وهو الزواج "بدون إذن ولي الأمر وعلمه"، وقد يكون لتأثير المسلسلات - لا الدين - دور كبير فيبيح الرجل لنفسه ويقنع من يريد الارتباط بها بأن للثيب أن تزوج نفسها بنفسها دون إذن ولي أمرها فيأخذ بمذهب أبي حنيفة وهو متشدد لمذهب آخر، وإن كان على دين حق فسيعلم أن جمهور الفقهاء أجمعوا على بطلانه خلافاً للإمام أبي حنيفة رحمه الله، ومذهب الجمهور هو الأصح لقوة أدلته(إسلام ويب)، فعن عائشة قالت:"أيُما إمرأةٍ نكحت بغير إذن مواليها؛ فنكاحها باطل (ثلاث مرات)..."، وعن ابن الزبير: أن عمر أتي بنكاح لم يشهد عليه إلا رجل وامرأة فقال هذا نكاح السر ولا أجيزه، ولو كنت تقدمت فيه لرُجمت. وعن ابن عبّاس مرفوعا:"البغايا اللواتي يزوجن أنفسهن." فكيف لامرأة تزوج رجل نفسها دون إذن وليها وعلمه وبحضر شهود ومأذون غير رسمي!؟
مع الانفتاح وقلة الوازع الديني والتوجية الأسري والخوف من المحرم أبا/أخا قد نرى تجرؤ بعض النساء (بكر/ثيب) بالاقتران دون علم ولي الامر وليس عدم رضاه فقط، فهي لم تفكر برأي الدين في مثل هذا الارتباط وإنما ساقتها عاطفتها فنست كرامة محارمها وسمعتهم بل لم تُفكر بالتبعات السلبية التي ستحدث بعد هذا الارتباط الباطل. وقد سمعنا من قريب بقصة مبتعثة عربية في بلاد الغرب زوجت نفسها دون علم ولي أمرها.
وأعتقد والله أعلم أن من يفعل مثل هذا الأمر من المتزوجين قد كان قبلا يمارس علاقات بالحرام ثم تاب فاتخذ هذا النوع من الارتباط الذي أبطله جمهور الفقهاء ليرتبط ويفك وقتما شاء فتكون له هذه كتلك لكنه يراها حلالا وهو باطل.
للأسف أنقلب حال المسلمين في آخر الزمان فأصبح بعض المتزوجين المعددين-لا يعلم أحد بزواجهم- يسترقون الحلال سرقة كالحرامي، والعصاة يجاهرون بتعدد علاقاتهم بالحرام، وحجتهم حتى لا يخترب بيتهم. فوالله إن الأسلام لم يأت بأمر ليخرب البيوت، ولكن لأن الرجل لم يعد رجلا، أنقلب الحال ليصبح ضده.
فلترفض المرأة العفيفة إرتباطا يجعلها والزانية "البغي" في نفس الفعل فتكون لعبة في يد الرجال. فبعقد شرعي رسمي بموافقة ولي أمرك ترتفع كرامتك وتضمنين حقوقك، ومن لا يزوجها ولي أمرها يزوجها القاضي، فالحلال لابد أن يكون في النور، والمعاصي هي التي يجب أن تكون بالخفاء متستره بالظلام. وما يسقط من قيمة الرجل ليس التعدد الحلال المعلن ولكن ما يسقطه هو اختلاسه لبنات المسلمين بزواج دون ولي الأمر فيستغل عاطفتها وحاجتها للعفه فيأخذها لفترة بسيطة ثم يتركها إن وجد غيرها.
همسة لكل امرأة/فتاة: لا يستغلكِ رجلا فتخسرين نفسك/أهلك، ولا تقبلي إلا بزواج شرعي رسمي "بحضور ولي أمرك". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها، فإن الزانية هي التي تزوج نفسها"، وقال صلى الله عليه وسلم :"لا نكاح إلا بولي".
همسه لكل من يجعل نفسه مأذونا: وهو غير مأذون بذلك من الجهات الرسمية فيفرح بتزويج نساء مستضعفات من رجال لا يعرف عنهم غير أشكالهم وما يخرج له من جيوبهم! فلتعلم أن العقد باااطل، فاتقِ الله ولا تقبل أن تزوج امرأة دون أذن وليها فإنك لن تقبل أن تتزوج إبنتك/أختك دون علمك.
همسة لكل رجل:
أمر لا تقبله وقد يثير غضبك إن علمت أن ابنتك/أختك فعلته دون رضاك، فلا تقبل أن تفعله أنت ببنات المسلمين؟!
دمتم في حفظ الله ورعايته
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8850
| 09 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم. فمن تحت الركام خرج الناس كأنهم يوقظون الحياة التي خُيّل إلى العالم أنها ماتت. عادوا أفراداً وجماعات، يحملون المكان في قلوبهم قبل أن يحملوا أمتعتهم. رأى العالم مشهدًا لم يتوقعه: رجال يكنسون الغبار عن العتبات، نساء يغسلن الحجارة بماء بحر غزة، وأطفال يركضون بين الخراب يبحثون عن كرة ضائعة أو بين الركام عن كتاب لم يحترق بعد. خلال ساعات معدودة، تحول الخراب إلى حركة، والموت إلى عمل، والدمار إلى إرادة. كان المشهد إعجازًا إنسانيًا بكل المقاييس، كأن غزة بأسرها خرجت من القبر وقالت: «ها أنا عدتُ إلى الحياة». تجاوز عدد الشهداء ستين ألفًا، والجراح تزيد على مائة وأربعين ألفًا، والبيوت المدمرة بالآلاف، لكن من نجا لم ينتظر المعونات، ولم ينتظر أعذار من خذلوه وتخاذلوا عنه، ولم يرفع راية الاستسلام. عاد الناس إلى بقايا منازلهم يرممونها بأيديهم العارية، وكأن الحجارة تُقبّل أيديهم وتقول: أنتم الحجارة بصمودكم لا أنا. عادوا يزرعون في قلب الخراب بذور الأمل والحياة. ذلك الزحف نحو النهوض أدهش العالم، كما أذهله من قبل صمودهم تحت دمار شارك فيه العالم كله ضدهم. ما رآه الآخرون “عودة”، رآه أهل غزة انتصارًا واسترجاعًا للحق السليب. في اللغة العربية، التي تُحسن التفريق بين المعاني، الفوز غير النصر. الفوز هو النجاة، أن تخرج من النار سليم الروح وإن احترق الجسد، أن تُنقذ كرامتك ولو فقدت بيتك. أما الانتصار فهو الغلبة، أن تتفوق على خصمك وتفرض عليه إرادتك. الفوز خلاص للنفس، والانتصار قهر للعدو. وغزة، بميزان اللغة والحق، (فازت لأنها نجت، وانتصرت لأنها ثبتت). لم تملك الطائرات ولا الدبابات، ولا الإمدادات ولا التحالفات، بل لم تملك شيئًا البتة سوى الإيمان بأن الأرض لا تموت ما دام فيها قلب ينبض. فمن ترابها خُلِقوا، وهم الأرض، وهم الركام، وهم الحطام، وها هم عادوا كأمواج تتلاطم يسابقون الزمن لغد أفضل. غزة لم ترفع سلاحًا أقوى من الصبر، ولا راية أعلى من الأمل. قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”. فانتصارها كان بالله فقط، لا بعتاد البشر. لقد خسر العدو كثيرًا مما ظنّه نصرًا. خسر صورته أمام العالم، فصار علم فلسطين ودبكة غزة يلفّان الأرض شرقًا وغربًا. صار كلُّ حر في العالم غزاويًّا؛ مهما اختلف لونه ودينه ومذهبه أو لغته. وصار لغزة جوازُ سفرٍ لا تصدره حكومة ولا سلطة، اسمه الانتصار. يحمله كل حر وشريف لايلزم حمله إذنٌ رسمي ولا طلبٌ دبلوماسي. أصبحت غزة موجودة تنبض في شوارع أشهر المدن، وفي أكبر الملاعب والمحافل، وفي اشهر المنصات الإعلامية تأثيرًا. خسر العدو قدرته على تبرير المشهد، وذهل من تبدل الأدوار وانقلاب الموازين التي خسرها عليها عقوداً من السردية وامولاً لا حد لها ؛ فالدفة لم تعد بيده، والسفينة يقودها أحرار العالم. وذلك نصر الله، حين يشاء أن ينصر، فلله جنود السماوات والأرض. أما غزة، ففازت لأنها عادت، والعود ذاته فوز. فازت لأن الصمود فيها أرغم السياسة، ولأن الناس فيها اختاروا البناء على البكاء، والعمل على العويل، والأمل على اليأس. والله إنه لمشهدُ نصر وفتح مبين. من فاز؟ ومن انتصر؟ والله إنهم فازوا حين لم يستسلموا، وانتصروا حين لم يخضعوا رغم خذلان العالم لهم، حُرموا حتى من الماء، فلم يهاجروا، أُريد تهجيرهم، فلم يغادروا، أُحرقت بيوتهم، فلم ينكسروا، حوصرت مقاومتهم، فلم يتراجعوا، أرادوا إسكاتهم، فلم يصمتوا. لم… ولم… ولم… إلى ما لا نهاية من الثبات والعزيمة. فهل ما زلت تسأل من فاز ومن انتصر؟
5268
| 14 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا صحفيًا لا وجود فيه للصحافة؟ منصة أنيقة، شعارات لامعة، كاميرات معلّقة على الحائط، لكن لا قلم يكتب، ولا ميكروفون يحمل شعار صحيفة، ولا حتى سؤال واحد يوقظ الوعي! تتحدث الجهة المنظمة، تصفق لنفسها، وتغادر القاعة وكأنها أقنعت العالم بينما لم يسمعها أحد أصلًا! لماذا إذن يُسمّى «مؤتمرًا صحفيًا»؟ هل لأنهم اعتادوا أن يضعوا الكلمة فقط في الدعوة دون أن يدركوا معناها؟ أم لأن المواجهة الحقيقية مع الصحفيين باتت تزعج من تعودوا على الكلام الآمن، والتصفيق المضمون؟ أين الصحافة من المشهد؟ الصحافة الحقيقية ليست ديكورًا خلف المنصّة. الصحافة سؤالٌ، وجرأة، وضمير يسائل، لا يصفّق. فحين تغيب الأسئلة، يغيب العقل الجمعي، ويغيب معها جوهر المؤتمر ذاته. ما معنى أن تُقصى الميكروفونات ويُستبدل الحوار ببيانٍ مكتوب؟ منذ متى تحوّل «المؤتمر الصحفي» إلى إعلان تجاري مغلّف بالكلمات؟ ومنذ متى أصبحت الصورة أهم من المضمون؟ الخوف من السؤال. أزمة ثقة أم غياب وعي؟ الخوف من السؤال هو أول مظاهر الضعف في أي مؤسسة. المسؤول الذي يتهرب من الإجابة يعلن – دون أن يدري – فقره في الفكرة، وضعفه في الإقناع. في السياسة والإعلام، الشفافية لا تُمنح، بل تُختبر أمام الميكروفون، لا خلف العدسة. لماذا نخشى الصحفي؟ هل لأننا لا نملك إجابة؟ أم لأننا نخشى أن يكتشف الناس غيابها؟ الحقيقة الغائبة خلف العدسة ما يجري اليوم من «مؤتمرات بلا صحافة» هو تشويه للمفهوم ذاته. فالمؤتمر الصحفي لم يُخلق لتلميع الصورة، بل لكشف الحقيقة. هو مساحة مواجهة بين الكلمة والمسؤول، بين الفعل والتبرير. حين تتحول المنصّة إلى monologue - حديث ذاتي- تفقد الرسالة معناها. فما قيمة خطاب بلا جمهور؟ وما معنى شفافية لا تُختبر؟ في الختام.. المؤتمر بلا صحفيين، كالوطن بلا مواطنين، والصوت بلا صدى. من أراد الظهور، فليجرب الوقوف أمام سؤال صادق. ومن أراد الاحترام فليتحدث أمام من يملك الجرأة على أن يسأله: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟
4992
| 13 أكتوبر 2025