رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم فلامرزي

 كاتِـبٌ وَإِعْـلاميٌّ قَـطَـرِيٌّ

مساحة إعلانية

مقالات

1360

إبراهيم فلامرزي

حملةُ الأكاذيبِ - النتائجُ الإيجابيةُ

30 مايو 2017 , 12:07ص

ليل الثلاثاءِ الماضي، كانتْ قلوبُنا، نحنُ القطريينَ، كقلوبِ معظمِ المسلمينَ، مُنشغلةً بأفراحِها لقُربِ استضافةِ شهرِ رمضانَ المُبارك لنا في عالمٍ من الإيمانِ والعملِ الصالحِ، ولم نفكرْ، حينها، بأنَّ قلوبَ آخرينَ تستعدُّ لاستقبالِهِ بأكاذيبَ ضد بلادنا، يشعلونَ بها نيرانَ فتنةٍ جديدةٍ في جسدِ أمتينا العربيةِ والإسلاميةِ المُثخنِ بالجراحِ. لكن اللهَ تعالى جعلَ من أكاذيبِهم سبباً لإثباتِ أمورٍ تُثلجُ قلوبَ قومٍ مؤمنينَ.

فرغم ضراوةِ الحملةِ، كانت إيجابياتُها أكثرَ وأكبرَ منْ سلبياتِها. ولنقرأْ ذلك في نقاطٍ:

1) بيَّنَتِ الحملةُ غيرةَ الشعبِ القطريِّ على وطنِهِ، والتفافَهُ حولَ قائدِهِ؛ سموِّ الأميرِ المُفدى. فكانت التغريداتُ، ومنشوراتُ الفيس بوك، ومحادثاتُ الواتس أب، وسواها من وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، تزدهي بحبِّ قطرَ، وتُخاطبُ سموَّهُ بثقةٍ في حكمتِهِ بعباراتٍ تؤكدُ حقيقةً واضحةً تُخبرُ الدنيا أنَّ قطرَ وقائدَها وشعبَها كلٌّ واحدٌ. وهذا الأمرُ جعلَ الحملةَ تفقدُ قوةَ اندفاعتِها الأولى، فتراجعَ مُرَوِّجوها إلى جُحورِهم الموبوءةِ بالكذبِ والفتنةِ وانعدامِ الأخلاقِ.

2) لاحظَ الجميعُ القدراتِ الهائلةَ لوزارةِ الخارجيةِ في التعاملِ معَ الأزمةِ وإدارتِها بدبلوماسيةٍ رفيعةٍ، ودونَ ضجيجٍ إعلاميٍّ. وهو جانبٌ بالغُ الأهميةِ في التأكيدِ على أمرينِ؛ الأولُ: أنَّ بلادَنا دولةُ مؤسساتٍ حقاً. والثاني: أنَّ الوزارةَ تملكُ رصيداً ضخماً من الخبراتِ التراكميةِ في العملِ الدبلوماسيِّ، وهو ما بدا واضحاً في تصريحاتِ سعادةِ وزيرِ الخارجيةِ، وجهودِ المسؤولينَ في الوزارةِ، والحراكِ المُتَزنِ للتواصلِ معَ الأشقاءِ والأصدقاءِ لتبيينِ الحقائقَ كما هي، وليس كما حاول المُغرضونَ المُرجفونَ أنْ يقولوا.

3) تَبَيَّنَ للجميعِ أمرٌ مهمٌّ جداً هو مكانةُ قطرَ وقائدِها وشعبِها في نفوس الأشقاءِ العربِ، وخاصةٍ أشقاءنا في بيتِنا الخليجيِّ. فطوالَ الأيامِ الماضيةِ، كنتُ أتابعُ بدقةٍ ما يُنْشَرُ في وسائلِ التواصلِ العربيةِ والخليجيةِ، فلاحظتُ أنَّنا بدأنا نجني ثمارَا إنسانيةِ وإسلاميةِ وعروبةِ سياساتِ بلادِنا، والرمزيةِ الأخلاقيةِ العاليةِ لسموِّ الأميرِ في العقلِ الجمعيِّ لشعوبِ أمتِنا العربيةِ، وذلك من خلالِ تأكيدِ كثيرٍ مما قرأتُهُ على الثقةِ بصدقِ ما صرحتْ به بلادُنا، رسمياً وشعبياً، وتكذيبِ ما ردَّدَهُ الإعلامُ الرخيصُ.

4) استطاعتْ بلادُنا الحبيبةُ، بقيادةِ سموِّ الأميرِ، أنْ تخاطبَ العالمَ بلغةِ تَحَضُّرِها ومَدَنيتِها. فصرَّحَتْ، منذُ الوهلةِ الأولى، أنَّها ستلجأُ للقانونِ الدَّوليِّ في سعيها للكشفِ عن حقيقةِ جريمةِ الاختراقِ الإلكترونيِّ لوكالةِ الأنباءِ القطريةِ، والملاحقةِ القانونيةِ لكلِّ الذين خططوا لها، وشاركوا فيها، وحَرَّضوا عليها. وكم هو رائعٌ أنْ تكونَ بلادُنا بهذا السموِّ الحضاريِّ، لكنَّ الأروعَ هو الاحترامُ البالغُ لها ولقيادتِها من المجتمعِ الدَّوليِّ حين أكدت دولٌ كثيرةٌ على استعدادِها للمشاركةِ بلجنةِ التحقيقِ. فهكذا تُدارُ الأزماتُ، وبهذا يكونُ العملُ الجادُّ مثمراً.

5) شعبُنا القطريُّ، أثبتَ رُقيَّهُ، ونُبْلَ أخلاقِهِ، ووعيَهُ السياسيَّ الرفيعَ، في وسائلِ التواصل الاجتماعيِّ. فلم نجد في معظمِ ما نشرَهُ إلا تعبيراً عن مشاعرِهِ بالانتماءِ الراسخِ للبيتِ الخليجيِّ، وإيمانِهِ بوحدةِ المصيرِ الخليجيِّ. وكان لذلك أثر عظيم في مساندةِ أشقائنا لنا في مواجهةِ حملةُ الأكاذيبَ عَبْرَ إنشاءِ وُسُومٍ (Hashtags) عَبَّروا في تغريداتِهِم فيها على مشاعرَ محبةٍ وتضامنٍ مع قطرَ الغاليةِ وسموِّ أميرِها وشعبِها.

كلمةٌ أخيرةٌ:

قطرُ تبني مواقفها على الحقِّ والعدالةِ، وترتكزُ في سياساتها الخارجية على تحقيقِ المصالحِ العليا لدول وشعوبِ مجلسِ التعاونِ الخليجيِّ، وأمتينا العربيةِ والإسلاميةِ، وهذه حقيقةٌ مُطْلَقَةٌ تَمحقُ أكاذيبَ المُغرضينَ، وتُخمدُ نيرانَ فتنةِ المُرجفينَ.

مساحة إعلانية