رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. علي عفيفي علي غازي

مساحة إعلانية

مقالات

555

د. علي عفيفي علي غازي

يوسف المناعي.. خطاط دار الكتب القطرية

29 أغسطس 2025 , 04:29ص

عرف جيل الرواد القطريين مواهب متعددة، إذ التحقوا بالمدارس في فترة النهضة، فتعلموا القراءة والكتابة والخط العربي، وأبدعوا في مجالات مختلفة، ومن هذا الجيل المبدع يوسف بن خليفة المناعي، المولود في الدوحة عام 1954، حيث قضى طفولته بفريج عبد العزيز، ثم تخرج من الثانوية عام 1974، والتحق بالعمل في الإسكان الحكومي في الفترة (1974- 1981)، ثم التحق للعمل بدار الكتب (1981- 2004)، حيث عمل في البداية في التصوير الميكروفيلمي، ثم انتقل إلى قسم المخطوطات، حيث تدرب على حفظ وترميم المخطوطات على يدي محمد المرغني، الذي كان يعمل حينئذ في ترميم المخطوطات بالدار، وتمرن على يديه ثلاث سنوات، فلما تقاعد المرغني؛ لبلوغه السن القانونية، أصبح المناعي هو المسؤول عن قسم ترميم المخطوطات، حفظ وترميم، وأظهر براعة في هذا العمل، وتفوق فيه وأبدع بشهادة العاملين في دار الكتب حينئذ. 

ولأنه يهوى القراءة، ويجيد الخط العربي، لهذا رأى أن أفضل مكان يعمل فيه هو دار الكتب القطرية، فهوايته منذ الصغر هي الخط العربي، إذ عشق الخط العربي منذ طفولته، منذ أن شب على الطوق، والتحق بالمدرسة الابتدائية حيث غرس فيه مدرسوه حُب الخط العربي، وخاصة أستاذه علي بن أحمد بن سيف، إذ كان من مجودي الخط، ولهذا كان يُحضر له كراسات الخط، ويشجعه على أن يقوم بالنسخ والتدريب فيها، وهنا تحسن في الخط والإملاء، وتماهت حياته مع سيرة الحرف، ثم بعد أن تخرج من الثانوية التحق بدورة في الإمارات بمعهد الخط العربي والفن الإسلامي في أبو ظبي، حيث درس الخط العربي وحسنه وجوده، وتعرف على قواعد كتابته على يدي الخطاط العراقي علي ندا الدوري، مؤسس معاهد الخط العربي في الإمارات، ثم التحق بدورات أخرى نظمتها وزارة الثقافة في تسعينيات القرن العشرين، درس فيها قواعد الخط العربي، وتأثر بطريقة الخطاط العراقي هاشم البغدادي في الكتابة ورسم الحرف، واطلع على بعض كتابات الخطاط المصري سيد إبراهيم، وتركت تأثيرها في كتاباته.

قام، فترة عمله في دار الكتب، والتي امتدت لأكثر من عقدين، بترميم الكثير من المخطوطات، وبعد الانتهاء من الترميم كان يوقع عليها، كما أكمل حروف بعض المصاحف كانت بعض حروفها مفقودة أو غير واضحة، فكانت إحدى مهامه هي استكمال النواقص، وذلك بإكمال الكلمات والحروف المفقودة، كما كتب بخط يده بعض عناوين الكتب على أغلفتها بعد ترميمها وتجليدها، حيث كان يقوم بالتجليد عبد الله المطوع.

وشهد بكفاءته في الترميم والخط العربي مديرو دار الكتب القطرية، الذين عمل معهم، حيث كان مدير الدار عندما التحق بها محمد حمد النصر حتى عام 1998، ثم حسن السليطي حتى عام 2000، ثم عبد الله الأنصاري حتى تقاعد المناعي في عام 2004؛ لبلوغه السن القانونية للتقاعد.

وتتميز كتاباته بحُسن الخط، إذ اطلعت على كتابات له بخط الرقعة، تضمنت تشكيلا وتوريقا، وميزانا بين الكتلة والفراغ، تؤكد على أنه مميز في كتاباته، وأنه تعلم الخط على يدي خطاط، حتى وإن لم يُجَز فيه.

مساحة إعلانية