رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
وصلت إلي رسالة من إحدى أخواتنا من المواطنات وهي زوجة ثانية، وقد طرحت بعض التساؤلات وبعض الاستغراب وحلولا قد تكون مُنصفة، وأعرض لكم رسالتها والتي قُمت باختصارها، ولكنها لا زالت في غالبها حروف تلك المواطنة والتي تتحدث بوضوح عن معاناة تمسها وتمس شريحة كبيرة من المواطنات "زوجة ثانية " في مجتمعنا.
الكثير من القطريات زوجات لمعددين قطريين، فهم يعانون من الظلم الواقع عليهن والسبب أنهن وافقن على شرع الله وهوالزواج من معدد، ولكل واحدة من هذه الزوجات اضطرت للزواج ولظروف وأسباب خاصة، فلماذا نُحرم نحن كزوجات مواطنات من حق السكن الذي توفره الدولة للزوج عند إتمام زواجه من الزوجة الأولى.
المادة الأولى من الدستور القطري تتحدث بأن دولة قطر دينها الإسلام والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي لتشريعاتها.
إن الدين الإسلامي أباح التعدد، ووضع له شروطا وضوابط وهي الاستطاعة، ولولا دعم الدولة لما استطاع الشباب توفير السكن، إن الدولة حالياً توفر السكن الحكومي للزوج وتقوم أيضاً بإعطاء المواطن منحة الأرض وقيمة اقتراض تُستقطع لاحقاً من الراتب للسداد إلى أن يتم تملك العقار بعد انقضاء الفترة القانونية التي حددها القانون.
ولولا الدعم الذي تقدمه الدولة مشكورة لما استطاعت فئة كبيرة من الشباب الإقدام على الزواج وتكوين أُسرة مستقرة ومتساوية بالعدل الاجتماعي.
إن المرأة القطرية يجب أن يحفظ لها القانون حقها في الاستقرار والأمن والأمان السكني والنفسي لها ولأبنائها، سواءً كانت زوجة أولى أم زوجة ثانية، فهي قطرية وأبناؤها مواطنون لا يختلفون عن أبناء الزوجة القطرية الأولى في الحقوق والواجبات.
وحسب القانون الحالي، فإن الدولة تقدم المساعدة للزوج بتوفير السكن عند الزواج الأول فقط، وكأن باقي زوجات الرجل القطري غيرقطريات وغير مستحقات لسكن عائلي يوفر لهن ولأبنائهن الاستقرار النفسي والاجتماعي.
عندما تسأل إذا كان الشاب لا يستطيع توفير سكن هل تسقط عنه الاستطاعه للزواج؟!
هل له حق الزواج أم يبقى أعزب!؟
سؤال آخر.. ما هوالذنب الذي اقترفته القطرية التي وافقت على الزواج من معدد؟
جميعنا يعلم أن هذا الأمر هو نصيب وقدر من الله عز وجل، ثانيا، إن المجتمع مع الأسف هو من يقرر متى تتزوج الفتاة وذلك وفقا للعادات والتقاليد والتي ترى أن وصول الفتاة لسن معينة وجب لها الزواج، وبإطلاق عبارة:
(هذه كبرت ففرصها في الزواج ضئيلة)، وليتحكم المجتمع بفكره في تحديد من يكون الزوج من فئة الرجال المصنفة، وذلك بالمنظور الضيق للمرأة، وذلك من عمر المرأة والزوج المناسب للزواج من شاب إن كانت شابة ومن معدد أوأرمل ومطلق إذا كانت كبيرة في السن أو مطلقة أو أرملة.
وهناك أسباب أُخرى قد تكون شخصية وهيّ الغريزة والعاطفة وهي من تجعل المرأة تُقبل على الزواج من معدد إن تأخرت بالزواج وهي الغريزة التي أوجدها الله عز وجل في قلب كُل أنثى وهي غريزة الأمومة.
ما ذنب الزوجة الثانية أن نجعلها تعاني وتظلم من القوانين، وذلك بحرمانها وحرمان أطفالها من سكن يكون لها أمناً وأماناً، سقف تشعر تحته بالحماية وطرد شبح الخوف من المجهول في عدم توفر سكن خاص لها ولأبنائها.
حاليآ الزوج المعدد القطري لا يستحق إلا سكنا حكوميا واحدا توفره له الدولة وعلاوة اجتماعية لفئة متزوج للزوجة الأولى، ولا يُنظر في توفير سكن حكومي للزوجة الثانية.
إن أغلب زوجات المعددين يقطنون في بيوت بالإيجار أو في ملاحق صغيرة، إما في منزل أهلها أو في منزل الزوجة الأولى أو في غرفة في منزل عائلة الزوج.
وعلى المدى البعيد للزواج من الثانية وبالقوانين الحالية والظروف المُحيطة بالعائلة الثانية وتوسعها في زيادة حجم تلك العائلة، فإن هذه المساكن تسبب شرخا في العلاقة الزوجية واستقرار الأسرة نفسياً واجتماعياً، وتسبب نوعا من الفروقات في الأسرة الواحدة، وبين أبناء الزوجة الأولى وأبناء الزوجة الثانية، وأخطر ما في هذا الأمر عندما تبدأ المقارنة بين الأبناء، والذي يتكون معه السؤال، والذي يتفاقم ويزداد حجمه في قلوبهم يوماً بعد يوم؛ لماذا (هم لديهم ويملكون ونحن ليس لدينا ولا نملك، لماذا هم أفضل منا ونحن أقل منهم على الرغم من أننا أخوة)!
أنا مواطنة قطرية زوجة ثانية لمواطن قطري أنا وأبنائي نسكن في سكن بالإيجار بسبب تلك القوانين التي تُعين الزوج في المنزل الأول دون المنزل الثاني، فهل هذا هو الاستقرار؟.. وهل هذه هي القوانين التي تُساهم في الاستقرار العائلي للأُسر القطرية؟.
علاوة على ذلك، المعاناة التي يعاني منها المستأجر القطري في الحصول على سكن للإيجار بقيمة مادية مناسبة، بالإضافة إلى عدول بعض المؤجرين التأجير للقطريين لعلمهم بأن المؤجر القطري لن يستطيع إخراج المُستأجر القطري من منزل الإيجار وبالأخص عند التزامه بالدفوعات الشهرية.
أصبحنا في أُمنية أن لا يتم تملك مساكن الدولة، وأن تبقى هذه المساكن للسكن فقط، لا تُملك ولا تُرث يحيا فيها المستحقون بكرامة وعزة إلى أن يتوفاهم الله، ويستحق أبناؤهم سكنا خاصا فيهم متى ما استحقوا الحصول عليه، وتبقى الأرض لله ونحن عابرون عليها لن ناخذ مساحتها وبناءها وترابها معنا للقبور، نريد فقط العيش الكريم إلى أن نعود إلى خالقنا سبحانه وتعالى.
أخيراً
إن السكن احتياج أساسي واجتماعي عند تأسيس أسرة لتكون تلك الأُسرة أسرة فاعلة ومُنتجة مُستقرة، فنتمنى
أن تكون هُناك قوانين تخدم تلك الأُسر وتلك العائلات، وفق ضوابط وشروط حتى لا يتم التلاعب بها واستغلال تلك القوانين.
bosuodaa@
مع ظهور المسرح الكوميدى أو التجاري في بعض العواصم ظهرت الثنائيات مثل بديع خيري ونجيب الريحاني وأبو سعود... اقرأ المزيد
39
| 13 أكتوبر 2025
مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مواقع ومناطق مأهولة في قطاع غزة، بعد سريان وقف إطلاق النار، بوساطة... اقرأ المزيد
159
| 12 أكتوبر 2025
في مشهد درامي يعكس تحوّلاً تاريخيًا في مسار الصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني، أعلنت حركة حماس التوصل إلى... اقرأ المزيد
117
| 12 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8715
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
6912
| 06 أكتوبر 2025
في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها الوطنية، يقف الأرشيف القطري أمام تحدٍّ كبيرٍ بين نار الإهمال الورقي وجدار الحوسبة المغلقة. فبين رفوف مملوءة بالوثائق القديمة، وخوادم رقمية لا يعرف طريقها الباحثون، تضيع أحيانًا ملامح تاريخنا الذي يستحق أن يُروى كما يجب وتتعثر محاولات الذكاء الاصطناعي في استيعاب هويتنا وتاريخنا بالشكل الصحيح. فلا يمكن لأي دولة أن تبني مستقبلها دون أن تحفظ ماضيها. لكن جزءًا كبيراً من الأرشيف القطري ما زال يعيش في الظل، متناثرًا بين المؤسسات، بلا تصنيف موحّد أو نظام حديث للبحث والاسترجاع. الكثير من الوثائق التاريخية المهمة محفوظة في أدراج المؤسسات، أو ضمن أنظمة إلكترونية لا يستطيع الباحث الوصول إليها بسهولة. هذا الواقع يجعل من الصعب تحويل الأرشيف إلى مصدر مفتوح للمعرفة الوطنية، ويهدد باندثار تفاصيل دقيقة من تاريخ قطر الحديث. في المقابل، تمتلك الدولة الإمكانيات والكوادر التي تؤهلها لإطلاق مشروع وطني شامل للأرشفة الذكية، يعتمد على الذكاء الاصطناعي في فهرسة الوثائق، وتحليل الصور القديمة، وربط الأحداث بالأزمنة والأماكن. فبهذه الخطوة يمكن تحويل الأرشيف إلى ذاكرة رقمية حيّة، متاحة للباحثين والجمهور والطلبة بسهولة وموثوقية. فبعض الوثائق تُحفظ بلا فهرسة دقيقة، وأخرى تُخزَّن في أنظمة مغلقة تمنع الوصول إليها إلا بإجراءاتٍ معقدة. والنتيجة: ذاكرة وطنية غنية، لكنها مقيّدة. الذكاء الاصطناعي... فرصة الإنقاذ، فالذكاء الاصطناعي فرصة نادرة لإحياء الأرشيف الوطني. فالتقنيات الحديثة اليوم قادرة على قراءة الوثائق القديمة، وتحليل النصوص، والتعرّف على الصور والمخطوطات، وربط الأحداث ببعضها زمنياً وجغرافياً. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحوّل ملايين الصفحات التاريخية إلى ذاكرة رقمية ذكية، متاحة للباحثين والطلاب والإعلاميين بضغطة زر. غير أن المشكلة لا تتوقف عند الأرشيف، بل تمتد إلى الفضاء الرقمي. فعلى الرغم من التطور الكبير في البنية التحتية التقنية، إلا أن الإنترنت لا يزال يفتقر إلى محتوى قطري كافٍ ومنظم في مجالات التاريخ والثقافة والمجتمع. وحين يحاول الذكاء الاصطناعي تحليل الواقع القطري، يجد أمامه فراغًا معرفيًا كبيرًا، لأن المعلومة ببساطة غير متاحة أو غير قابلة للقراءة الآلية. الذكاء الاصطناعي لا يخلق المعرفة من العدم، بل يتعلم منها. وعندما تكون المعلومات المحلية غائبة، تكون الصورة التي يقدمها عن قطر مشوشة وغير مكتملة، ما يقلل من فرص إبراز الهوية القطرية رقمياً أمام العالم. فراغ رقمي في عالم متخم بالمعلومات.....حين يكتب الباحث أو الصحفي أو حتى الذكاء الاصطناعي عن موضوع يتعلق بتاريخ قطر، أو بأحد رموزها الثقافية أو أحداثها القديمة، يجد أمامه فراغًا معلوماتيًا واسعًا. مثالنا الواقعي كان عند سؤالنا لإحدى منصات الذكاء الاصطناعي عن رأيه بكأس العالم قطر2022 كان رأيه سلبياً نظراً لاعتماده بشكل كبير على المعلومات والحملات الغربية المحرضة وذلك لافتقار المنصات الوطنية والعربية للمعلومات الدقيقة والصحيحة فكثير من الأرشيفات محفوظة داخل المؤسسات ولا تُتاح للعامة، والمواقع الحكومية تفتقر أحيانًا إلى أرشفة رقمية مفتوحة أو واجهات بحث متطورة، فيما تبقى المواد المحلية مشتتة بين ملفات PDF مغلقة أو صور لا يمكن تحليلها والنتيجة: كمٌّ هائل من المعرفة غير قابل للقراءة الآلية، وبالتالي خارج نطاق استفادة الذكاء الاصطناعي منها. المسؤولية الوطنية والمجتمعية تتطلب اليوم ليس فقط مشروعاً تقنياً، بل مشروعاً وطنياً شاملًا للأرشفة الذكية، تشارك فيه الوزارات والجامعات والمراكز البحثية والإعلامية. كما يجب إطلاق حملات توعوية ومجتمعية تزرع في الأجيال الجديدة فكرة أن الأرشيف ليس مجرد أوراق قديمة، بل هو هوية وطنية وسرد إنساني لا يُقدّر بثمن. فالحفاظ على الأرشيف هو حفاظ على الذاكرة، والذاكرة هي التي تصنع الوعي بالماضي والرؤية للمستقبل، يجب أن تتعاون الوزارات، والجامعات، والمراكز الثقافية والإعلامية والصحف الرسمية والمكتبات الوطنية في نشر محتواها وأرشيفها رقمياً، بلغتين على الأقل، مع الالتزام بمعايير التوثيق والشفافية. كما يمكن إطلاق حملات مجتمعية لتشجيع المواطنين على المساهمة في حفظ التاريخ المحلي، من صور ومذكرات ووثائق، ضمن منصات رقمية وطنية. قد يكون الطريق طويلاً، لكن البداية تبدأ بقرار: أن نفتح الأبواب أمام المعرفة، وأن نثق بأن التاريخ حين يُفتح للعقول، يزدهر أكثر. الأرشيف القطري لا يستحق أن يُدفن في الأنظمة المغلقة، بل أن يُعاد تقديمه للعالم كصفحات مضيئة من قصة قطر... فحين نفتح الأرشيف ونغذي الإنترنت بالمحتوى المحلي الموثق، نصنع جسرًا بين الماضي والمستقبل، ونمنح الذكاء الاصطناعي القدرة على رواية قصة قطر كما يجب أن تُروى. فالذاكرة الوطنية ليست مجرد وثائق، بل هويةٌ حيّة تُكتب كل يوم... وتُروى للأجيال القادمة.
2325
| 07 أكتوبر 2025