رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
خلفت الحروب والمجاعات والفيضانات وغيرها من الكوارث أعدادًا لم نشهدها من قبل من الأطفال اللاجئين. فإحصائيات اليونيسف قد أشارت أن عدد الأطفال اللاجئين عالميًا والمسجلين تحت ولاية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ازداد من 4 ملايين إلى حوالي 10 ملايين خلال الفترة ما بين 2005 و2020، إلا أن الوضع قد ازداد سوءًا بشكل ملحوظ في الفترة ما بين 2010 و2020 إذ ارتفعت نسبة الأطفال اللاجئين لــ 116 %.
ومع الأسف، وها نحن الآن في عام 2022، ازداد الوضع سوءًا مع اندلاع واستمرار الحرب في أوكرانيا. فأضف إلى الخسائر الجسدية والنفسية الناجمة عن هذه الحرب، الخسائر الكارثية الناتجة عن حرمان الأطفال من التعليم. إذ حرم ما يقرب من 7.5 مليون طفل في أوكرانيا من التعليم بسبب تعرض حوالي 22 مدرسة للهجوم يوميًا.
حماية حق الأطفال اللاجئين
تعد إعادة إدماج الأطفال اللاجئين في المجتمع وحماية حقهم في الحصول على التعليم من حقوق الأطفال الأساسية. ولكن ومع الأسف، لم يعد بإمكان الكثير من الأطفال الحصول على التعليم بسبب شح الموارد، وعوائق اللغة، وعدم المعرفة بمتطلبات امتحانات القبول، والتمويل الضعيف، وسوء الأوضاع التي يعيشون فيها. وبالرغم من النداءات التي تطالب بالمساعدة وتدعو إلى اتخاذ التزام عالمي لمنح هؤلاء الأطفال فرصة ثانية - إلا أن هؤلاء الأطفال ما زالوا يعانون في الحصول على الأسس الضرورية للتعلم.
دور مؤسسة التعليم فوق الجميع
في دولة قطر، وقع صندوق قطر للتنمية (QFFD) بالتعاون مع مؤسسة "التعليم فوق الجميع" اتفاقيات لتوفير تعليم جيد للأطفال غير الملتحقين بالمدارس، من خلال برنامج "EAA Educate a Child"، والذي يهدف إلى توفير التعليم لأكثر من 1.6 مليون طفل وشاب، من خلال تطوير المناهج التعليمية وتحسين التقنيات والأساليب التعليمية وتعزيز البنى التحتية للمدارس والفصول الدراسية وغيرها. ويغطي هذا البرنامج حاليًا الصومال وسيراليون وتنزانيا وباكستان وجنوب السودان وهايتي. والجدير بالذكر أن ليس كل الأطفال الذين يدعمهم هذا البرنامج هم من اللاجئين، بل أيضًا من الفئات التي يتعثر عليها الوصول للتعليم - غالبًا بسبب عوامل مثل الفقر المدقع والصراعات وتغير المناخ.
شراكة كامبريدج للتعليم
ونحن في شراكة كامبريدج للتعليم " Cambridge Partnership for Education"، عملنا بشكل وثيق مع اليونيسف لتطوير برنامج تعليمي لأطفال لاجئي روهينغا في بنغلاديش، ويهدف هذا البرنامج إلى مساعدتهم على الاندماج في نظام التعليم الوطني عندما يصبح هذا الأمر ممكنًا. كما تعمل كامبريدج أيضًا على المساعدة في إنجاز نفس المهمة في أوروبا من خلال دراسة المناهج الأوكرانية ومعادلتها مع أنظمة التعليم في البلدان التي تستقبل اللاجئين مبتدئين العمل بمادة الرياضيات. وهذه المعلومات سيتم تقديمها للمعلمين لمساعدتهم على معرفة المستوى الدراسي للطلاب الأوكرانيين مقارنة بطلابهم.
نحن بحاجة إلى المزيد من هذه المبادرات إذا ما أردنا إعطاء الأطفال اللاجئين والمستضعفين أفضل الفرص لتحقيق ما يستحقونه من مستقبل مشرق. ولكن يجب على المجتمع الدولي، بما يتضمن ذلك من شركات وحكومات وجهات مانحة أن تتضامن مع بعضها البعض لتقديم مبادرات تعليمية طويلة الأمد تستند على الأدلة وعلى دعم المعلمين.
تمكين الطلاب للتحول إلى منهج تعليمي مناسب
تعتبر الصحة الجسدية والنفسية للأطفال النازحين من أكثر القضايا إلحاحًا. فقد فر الكثير من هؤلاء الأطفال من منازلهم دون مرافق، وهذا قد يجعلهم عرضة للصدمات النفسية والأمراض. لا شك بأن حماية الطفل تأتي بالمرتبة الأولى. وأن وضعهم الصحي والنفسي هو أيضًا من المتطلبات الرئيسية لمواصلة التعليم وتأهيلهم وإعدادهم للمستقبل.
فلن يتمكن الأطفال من التعلم حتى لو وُفرت لهم المدارس والمصادر إذا لم تُلب احتياجاتهم الأساسية كالشعور بالأمان والراحة النفسية. وهذا أيضًا ينطبق على المدرسين الذين يحتاجون إلى الدعم لتعليم الأطفال الذين تعرضوا للصدمات النفسية. من هنا تحرص Cambridge English على إنشاء مجتمعات عبر الإنترنت للمعلمين الأوكرانيين، وتوفير الدعم اليومي للمدرسين الذين يمارسون مهنتهم وسط المخاطر والظروف الصعبة.
وحتى في حال تلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال، فإن اللاجئين في الوقت الحالي يعانون من قلة المصادر التعليمية عالية الجودة، بما في ذلك الكتب المدرسية والمصادر الإلكترونية والامتحانات التي تدعم تطورهم. ومن هنا يجب ضمان حصول الطلاب الذين يعيشون وسط الصراعات، على كتب مدرسية مصممة بطريقة جيدة ودقيقة.
ومن أجل إدماج هؤلاء الأطفال في المجتمع، فإنهم بحاجة إلى مصادر تعليمية تزرع فيهم بذور الأمل وترسم خارطة واضحة لمستقبل مستقر. فماذا لو تم تخطيط الدروس والمواد التعليمية بأسلوب يشجع على التعاون ويحث الأطفال على معالجة عدد من القضايا مثل الاستدامة البيئية أو الفهم الثقافي أو حل النزاعات؟ لهذا قامت كامبريدج بالتعاون مع اليونيسف بدراسة إمكانية إدراج بناء السلام في منهج الرياضيات في جنوب السودان - حيث لم يعش الأطفال هناك إلا العنف الشديد.
التعليم لبناء السلام
هناك استنكار وغضب عالمي بشأن معاناة الأطفال، لكن التعاطف وحده لا يكفي، إذ يكمن الحل في التعاون على مستويات أعلى لتمكين هؤلاء الأطفال من الانتقال بسلاسة والانضمام إلى صفوف الطلاب. وهذا التعاون يجب أن تتشارك فيه كافة القطاعات دون استثناء.
وفي منتدى الدوحة، ناقش المفوض السامي لشؤون اللاجئين "فيليبو غراندي" أهمية التعليم للمهجرين بسبب النزاع ودوره في الترضية والحوار.
ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فأمام اللاجئين فرصة على المدى الطويل لاكتساب مهارات في مجالات عدة مثل القيادة والمناصرة والوساطة وحل النزاعات، والتي يمكن أن يكون لها أثر كبير في المساهمة في إعادة بناء مجتمعاتهم إذا عادوا إلى أوطانهم. إن استمرار الأطفال اللاجئين في التعليم هو السبيل الوحيد لبناء السلام وبناء مجتمعات متماسكة في المستقبل.
المدير الإداري - شراكة كامبريدج للتعليم
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
17373
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
9450
| 10 نوفمبر 2025
في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال وتحفيز الاستثمار تبنّت دولة قطر نموذجًا قانونيًا لمنح فرص الإقامة للأجانب بضوابط قانونية محددة، أبرزها ما ورد في المادة (7) من قرار مجلس الوزراء رقم (28) لسنة 2020 والذي ينظم منح الإقامة للأجانب من خلال التملك العقاري في قطر، فقد فتحت الباب أمام غير القطريين للحصول على الإقامة عبر تملك العقارات أو الانتفاع بها، وفق شروط دقيقة. ويأتي هذا التوجه ضمن سياسة الدولة في تشجيع الاستثمار العقاري، وضخ المزيد من الاستثمارات في السوق العقارية المحلية، ويساهم في تحقيق رؤية قطر التنموية التي تسعى لجعل البلاد وجهة إقليمية رائدة للاستثمار والعيش الكريم. من شروط الحصول على الإقامة العقارية في دولة قطر لملاك العقارات غير القطريين، وأن يكون مؤهلاً للحصول على إقامة دائمة، كما وضع القانون شروطا واضحة ولابد من توافرها، بأن يشترط أن يقيم المستثمر داخل دولة قطر مدة لا تقل عن 90 يومًا في السنة، سواء كانت إقامة متصلة أو متقطعة حتى تستمر الإقامة في سريانها، ولاسيما أن تكون قيمة العقار لا تقل 730 ألف ريال قطري ويتم تقييم العقار وفقًا للقيمة السوقية المعتمدة من إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل ولا يقتصر ذلك فقط على قيمة الشراء المتفق عليه بين الطرفين، وإضافة على ذلك إذا بلغت قيمة العقار 3 ملايين و650 ألف ريال قطري أو أكثر فإن المالك المنتفع به يُمنح امتيازات إضافية لحاملي الإقامة الدائمة وتشمل التعليم الحكومي والرعاية الصحية وبعض التسهيلات الاستثمارية، وتظهر هذه الشروط ضمان جدية المستثمر. ويشدد القانون على أهمية إقامة مالك العقار في الدولة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من كل عام متصلة أو متواصلة، ويُقصد من هذا الشرط ضمان ارتباط حامل الإقامة العقارية فعليًا بدولة قطر، وعدم الاقتصار على التملك من الخارج دون تواجد فعلي، وفي الحالات الاستثنائية التي يتعذر فيها على المالك تحقيق شرط الـ90 يومًا بسبب ظروف قاهرة أو ضرورات خاصة تتيح اللوائح إمكانية تقديم طلب استثناء أو عذر رسمي للجهات المعنية، على سبيل المثال يمكن للمالك التقدم بطلب “تصريح عودة مقيم” لدى وزارة الداخلية إذا اضطر للبقاء خارج قطر مدة طويلة تتجاوز المسموح به، وذلك حفاظًا على صلاحية إقامته، يمنح تصريح العودة للمقيم فرصة عدم إسقاط إقامته عند تجاوز المدة المحددة للبقاء خارج البلاد والتي تكون عادة 6 أشهر كحد أقصى للإقامة العادية، حيث يتم توضيح أسباب الغياب وتقديم المستندات الداعمة للحصول على موافقة استثنائية، وبهذا الإجراء القانوني يمكن للمالك الحفاظ على إقامة العقار الخاصة به رغم عدم استيفائه شرط 90 يومًا في السنة في بعض الحالات الاستثنائية، شريطة موافقة الجهات الرسمية المختصة على العذر المقدم وفق الأصول القانونية. وفي سياق تحديد قيمة العقار المعتمد لهذا الغرض، أوضح القانون أن المرجعية تكون للقيمة السوقية التي تعتمدها إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل، وليس فقط سعر الشراء المُعلن، بمعنى آخر تحتسب أهلية العقار لمنح الإقامة بناءً على تقييم رسمي يعكس القيمة السوقية الحقيقية للعقار، هذا الإجراء يهدف إلى ضمان النزاهة وعدم التحايل في تقدير قيمة العقارات المطلوبة للحصول على الإقامة، وفي حال اختلف التقييم الرسمي عن سعر الشراء بشكل يؤثر على استيفاء شرط الحد الأدنى للقيمة، يمكن للمستثمر العقاري التقدم بطلب اعتراض أو إعادة تقييم لدى الجهات المختصة، لتصحيح أي تفاوت محتمل في تقدير قيمة العقار، وتتم عملية الاعتراض عبر تقديم المستندات والبيانات اللازمة لإعادة تقييم العقار من قبل إدارة التسجيل العقاري، حرصًا على أن يحصل المالك على حقه في التقييم العادل الذي يؤهله للإقامة العقارية إذا انطبقت الشروط. أما في حال قيام المالك ببيع العقار الذي منح بموجبه الإقامة، فإن رخصة الإقامة العقارية المرتبطة بهذا العقار تصبح مهددة بالإلغاء تلقائيًا لزوال سبب منحها، ولتفادي فقدان الإقامة فورًا حددت السلطات مهلة زمنية تمنح للمالك السابق من تاريخ بيع العقار، وذلك ليقوم خلالها إما بشراء عقار بديل يستوفي الشروط أو بتغيير وضع إقامته إلى كفالة أخرى مشروعة، وتبلغ مدة المهلة الممنوحة 3 أشهر من تاريخ بيع العقار، فإذا تمكن خلالها من شراء عقار بديل للقيمة المحددة 730 ألف ريال قطري على الأقل ونقل ملكيته باسمه، يستطيع حينها نقل الإقامة العقارية إلى العقار الجديد والاستمرار بالتمتع بها دون انقطاع، أما إذا انقضت المهلة دون شراء عقار جديد للشروط أو ترتيب كفالة إقامة بديلة مثل الانتقال لكفالة عمل، فإن الإقامة العقارية تُلغى بانتهاء تلك المهلة لانتهاء سبب استحقاقها، هذا التنظيم يمنح المستثمر الجاد فرصة لإعادة ترتيب أوضاعه دون إخلال فوري باستقراره في البلاد، وفي الوقت ذاته يضمن عدم بقاء الإقامة بدون أساس قانوني مستمر. الجدير بالذكر أن القانون نفسه ميّز امتيازات إضافية للمستثمرين العقاريين الذين تبلغ قيمة ممتلكاتهم العقارية حدًا أعلى، فبحسب المادة (7) سالفة الذكر، إذا وصلت القيمة السوقية للعقار الذي يمتلكه الأجنبي إلى 3,650,000 ريال قطري أو أكثر ما يعادل مليون دولار أمريكي تقريبًا، فإن مالك العقار يحظى بامتيازات إقامة دائمة مماثلة لتلك التي يتمتع بها حامل بطاقة الإقامة الدائمة، وتشمل هذه الامتيازات التعليم والصحة المجانية في المؤسسات الحكومية لأفراد أسرته، إضافة إلى تسهيلات في مجال الاستثمار والمعاملات التجارية، وبذلك يعد حافزًا كبيرًا للمستثمرين الراغبين في مزايا طويلة الأمد.
9447
| 13 نوفمبر 2025