رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

غادة عايش خضر

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

405

غادة عايش خضر

عنوان مجهول!

28 مارس 2025 , 01:00ص

 

على مشارف حزيران، رَكبت سيارة أَعطبتها الأحداث الجسام، لا تستطيع السير إلى الأمام، ماذا أفعل ؟؟

لا أريد النزول، حقيقةً لا أملك غيرها، وصدقاً لا قدرة لى وتبديلها، ولكن..... وددتُ تغيير بعض المهام المناطة بها، الرجوع للخلف والعودة عبر الزمن نحو الماضي، وإن كان الطريق وعراً، على جانبيه حُفَر كثيرة، و ردم أَكثر، في أوسطه تراكمات كبيرة، وفي أَخره رُكام، فاق كل الأوزان، أَنظرُ من نافذة الوئام، كبروجُكتر يعرض صورا للأنام، متسلسلة فقط بضغطة إبهام......

واختصرت ما يقارب المؤبد، المنتهي الصلاحية دون أَكفان، واجتزت حدود الوصل والفصل، وصولاً إلى نقطةٍ بجوار محيط زاوية في مثلث متوازى الأضلاع، مستقر دون إقلاع، يقع على حافة مرج، حفيف أشجاره، لحن الحياة دون إيقاع، فهل آن الأوان للمغادر لِيُغادر، يرحل بعيداً ويسافر !!!!!

رحلة طويلة أَمُر على كل عامٍ مضى مرور الكرام.... اتجول ما بين فصولهِ وأشهره، ولكل منها ذكريات وحنين وآلاااام.....

ولكن...هل سأجد العنوان ؟؟، عنوان الذات، المصير، بما أوتى من فرحٍ، حُزنٍ، قهر و أشجان، إلا الندم لا وقت ولا متسع له في حياتي ولا مكان......

وتستمر عملية البحث ما بين نعم ولا ولربما، أُدقق ملياً في يا ليت ولعل وعسى....

أقف على أعتاب المعادلة الصعبة وأسئلة الاستفهام..

وأخيراً أجابني القدر، وقد ظل السؤال عالقاً دون اجابة عشرون عام.....

ربما العنوان كان في صورة تذكارية، تجمع صنوفا من البشرية، شاهد علي تاريخ ما ولحظة مصيرية، دقائق التفكير فيما كان وما سيكون، ورمت أحمالها على رب الكون،

أو على أطراف أوراق منسية، أرشيف على رفٍ في المكتبة العُمْرِية، مُداولات، محاكمات، لا عدل فيها ولا شرعية......

أتوقع أن العنوان كان فى كومَةِ رمال ومصطبة خزفية تدور حولها الأيام البهية، تبحث عن شئ ما، عن جسدٍ كان الأحن، لملم ذاتي وصار لها بيت وسكن، رسم الأمال وأضحى لها طبيباً ومَتْن، طَببَ وطَبطَب وقت المِحَن، وعجبي وعجب لذاك وذاك وأَصل المِهن...

يُخَيل لي بأن العنوان كان فى دفتر الذكريات، بين سطوره كَم من أرقام، صور، أََسماء وحكايات، وصف مشاعر، أحاسيس مرهفة، وما أجمل نبوغ المراهقات......

على ما يبدو كان في كتب السياسة، قراءة التاريخ وتحليل قرارات الساسة، كمن يبحث عن جواهر الفكرِ ما بين حفنة رمل والماسه......

وتصمت الروح..... الرحلة قد انتهت، دون الوصول الى العنوان المطلوب، فقد كان معلوما تاه مع السنين وبات مجهولا مسلوبا، عدت وسيارتي إلى الحاضر، استمع الى نبضِ، بنات أفكاري وعقلِ، ومسيرة جبر الخواطر.....

مساحة إعلانية