رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قد يبدو من الصعب الآن - وفي هذه المرحلة تحديداً من تاريخ الأمة - أن يشرح معلّم لطلّابه أو يتحدّث أبٌ لأولاده عن تلك الصفات الحميدة التي كان يتحلّى بها العرب - قديماً - من الشجاعة والكرامة والشهامة والنخوة والمروءة والأمانة والصدق، ذلك لأنها ربّما لم تعد موجودة في قاموس الكثيرين منهم وبالتحديد عند الحكّام العرب ورجال السياسة الذين تخلّوا عنها واستبدلوها بالجبن والخوف والذلَ والخضوع والخنوع في تعاملاتهم مع أعداء الأمة وبالخيانة والكذب في تعاملاتهم مع شعوبهم!
إن الذي يتابع ردود فعل الحكّام العرب تجاه قضايا الأمة المصيرية في السابق كان لابد أن يتملّكه الغضب وهو يستمع لنشرات الأخبار ويقرأ في عناوين الصحف وهي تغصّ بكلمات مثل: نشجب، ندين ونستنكر! في الوقت الذي كان فيه الشارع يغلي من الغضب والشعوب تثور نصرة لإخوانهم المسلمين في بلاد الإسلام، ومنذ ذلك الحين والشعوب قد (غسلت يدها) من هؤلاء الحكّام الذين على كثرة عددهم وزخم المواكب والوفود التي كانوا يتباهون بها في مؤتمراتهم..على الرغم من ذلك كلّه – للأسف – لم يكونوا أصحاب تأثير ولا قيادة في معظم قضاياهم ناهيك عن القضايا الدولية الكبرى، بل إنهم أصبحوا (علكاً) تلوكه ألسنة كل من يعرف بالسياسة ومن لايعرف بها، بل وأصبح اليوم من الغريب العجيب أنك ترى الحكّام لا يتخذون قرارات حاسمة تجاه قضايا أمنية من شأنها أن تهزّ عروشهم وتزلزل حكمهم كقضية احتلال ايران للعراق من خلال المالكي ومرتزقته ولليمن من خلال الحوثي وأتباعه، فاليوم اختفت حتّى كلمات الشجب والإدانة والاستنكار حتى أصبحنا لا نجد حتى التلميح بأن هناك خطراً قادماً ينبغي الحذر منه، بل على العكس وجدنا تناقضاً في التعامل مع الإسلاميين وتصعيداً للعداء لهم بل وإدراج المنظمات والجماعات الإسلامية السنيّة إلى قائمة الإرهاب بينما الأحزاب الطائفية الشيعية لا يجرؤ أحد على نعتها بأي صفة لا تليق حتى لا يغضب الإيرانيّون والأمريكان معاً بعد عملية (زواج المتعة) التي (تمتّع) فيها (المفاعل النووي الإيراني) بـ (القواعد العسكرية الأمريكية) في الخليج مما نتج عنها ولادة مصلحة مشتركة وتحالف قوي بين الإيرانيين والأمريكان ضد دول الخليج العربي بل والعالم العربي والإسلامي بأكمله.
إن من الغريب فعلاً أن نجد العرب الذين عُرفوا بالشجاعة والقوة يصلون إلى هذه الدرجة من الخوف والجبن بحيث تراهم يذعنون لأوامر الأمريكان ويرتعدون من تهديدات ايران التي باتت تلهو في دول الخليج من خلال خلاياها وأتباعها كما يلهو اللاعب المحترف بكرة القدم! بل إن من الغريب أيضاً أن نجد العرب الذين عرفوا بالكرامة والمروءة والشهامة يصلون إلى هذه الدرجة من الذلّ والهوان والنذالة وهم يرون حرائرهم وأخواتهم المسلمات يغتصبن وتنتهك أعراضهن في إيران (قضية ريحانة وغيرها من نساء أهل السنة) وفي سجون المالكي في العراق وفي أرض الشام على يد قوات المجرم بشار الأسد ناهيك عن نساء المسلمين في سجون الصهاينة وفي بورما وميرمار وأفريقيا وسائر بلاد العالم حيث بات العرب بلا شهامة ولا أخلاق تحرّك فيهم شيئاً من بقايا الصفات الحميدة التي كانوا يتحلّون بها في جاهليتهم قبل الإسلام، ولا عجب أن يحدث ذلك في جاهلية جديدة أبعدتهم عن دينهم الذي أعزّهم وارتقى بأخلاقهم الحميدة بينما هذّب وشذّب أخلاقهم الدنيئة بعد بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام الذي بعث فيهم ليتمم مكارم الأخلاق، فها هي أخلاقهم تعود إلى جاهليتها بل وإلى ما دون تلك الجاهلية الأولى لبعدهم عن الإسلام وهوانهم على الناس أجمعين.
إن جمال عبدالناصر الذي كان يتغنّى بالعروبة والقوميّة والاشتراكية وغيرها من شعارات الجاهلية وكان يضحك فيها على الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط بقوله (سنرمي إسرائيل في البحر!) بينما في واقع الأمر لم يفعل شيئاً تجاهها بل سطّر بخطبه الفارغة صفحة من صفحات الذلّ والهوان العربي الذي كان يتغنّى بقوميّته الجاهلية بعيداً عن الإسلام حيث اتضح أنه لم يرم بإسرائيل ولكنه (رمى بالمصريين في السجون) وفرد عضلاته على الجماعات الإسلامية وعلى أعضاء جماعة الإخوان وعموم الملتزمين بدينهم! ولهذا فقد كان خدعة صوّرها الإعلام المضلل بأنه (بطل قومي!) بينما هو في واقع الأمر وبال على قومه وعلى وطنه وعلى أمته، وها هي الأيام تلد لنا أمثاله ممن يفردون عضلاتهم على شعوبهم وعلى الجماعات الإسلامية والمصلحين لأوطانهم بينما يتقازمون أمام الصهاينة والأمريكان والإيرانيين صاغرين مذعنين!
إن مشهد الخوف الذي كان يتملّك المسلمين في فترة الضعف والهزيمة النفسية قبل وصول التتار مما جعل الجندي التتري يأمر المجموعة من المسلمين بأن ينتظروا في مكانهم ريثما يجلب (السكين) ليذبحهم! به ثم يعود ليجدهم في مكانهم الذي تركهم فيه دون أدنى مقاومة أو حركة! هذا المشهد قد تكرر في زمن الهالك جمال عبدالناصر عندما أبعد الناس عن دينهم حتى دبّ الذعر في الجنود المصريين تاركين الدبابات وهي تشتغل دون إعطابها غنيمة سهلة للصهاينة! وقد يتكرر في زمننا هذا عندما يأتي الأمريكان والإيرانيون معاً بأسلحتهم إلى كل دول الخليج (بعد أن يسيطروا على اليمن) دون أن يتحرّك أحد من مكانه..في انتظار القتل!
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
4593
| 26 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات لا تحتمل التأجيل ولا المجاملة، لحظات تبدو كأنها قادمة من عمق الذاكرة لتذكره بأن الحياة، مهما تزينت بضحكاتها، تحمل في جيبها دائمًا بذرة الفقد. كنتُ أظن أني تعلّمت لغة الغياب بما يكفي، وأنني امتلكت مناعة ما أمام رحيل الأصدقاء، لكن موتًا آخر جاء هذه المرة أكثر اقترابًا، أكثر إيغالًا في هشاشتي، حتى شعرتُ أن المرآة التي أطل منها على وجهي اليوم ليست إلا ظلًّا لامرأة كانت بالأمس بجانبي. قبل أيام قليلة رحلت صديقتي النبيلة لطيفة الثويني، بعد صراع طويل مع المرض، صراع لم يكن سوى امتحان صعب لجسدها الواهن وإرادتها الصلبة. كانت تقاتل الألم بابتسامة، كأنها تقول لنا جميعًا: لا تسمحوا للوجع أن يسرقكم من أنفسكم. لكن ماذا نفعل حين ينسحب أحدهم فجأة من حياتنا تاركًا وراءه فراغًا يشبه هوة بلا قاع؟ كيف يتهيأ القلب لاستيعاب فكرة أن الصوت الذي كان يجيب مكالماتنا لم يعد موجودًا؟ وأن الضحكة التي كانت تفكّك تعقيدات أيامنا قد صمتت إلى الأبد؟ الموت ليس حدثًا يُحكى، بل تجربة تنغرس في الروح مثل سكين بطيئة، تجبرنا على إعادة النظر في أبسط تفاصيل حياتنا. مع كل رحيل، يتقلص مدى الأمان من حولنا. نشعر أن الموت، ذلك الكائن المتربّص، لم يعد بعيدًا في تخوم الزمن، بل صار يتجوّل بالقرب منا، يختبر خطواتنا، ويتحرّى أعمارنا التي تتقارب مع أعمار الراحلين. وحين يكون الراحل صديقًا يشبهنا في العمر، ويشاركنا تفاصيل جيل واحد، تصبح المسافة بيننا وبين الفناء أقصر وأكثر قسوة. لم يعد الموت حكاية كبار السن، ولا خبرًا يخص آخرين، بل صار جارًا يتلصص علينا من نافذة الجسد والذاكرة. صديقتي الراحلة كانت تمتلك تلك القدرة النادرة على أن تراك من الداخل، وأن تمنحك شعورًا بأنك مفهوم بلا حاجة لتبرير أو تفسير. لهذا بدا غيابها ثقيلاً، ليس لأنها تركت مقعدًا فارغًا وحسب، بل لأنها حملت معها تلك المساحة الآمنة التي يصعب أن تجد بديلًا لها. أفكر الآن في كل ما تركته خلفها من أسئلة. لماذا نُفاجأ بالموت كل مرة وكأنها الأولى؟ أليس من المفترض أن نكون قد اعتدنا حضوره؟ ومع ذلك يظل الموت غريبًا في كل مرة، جديدًا في صدمته، جارحًا في اختباره، وكأنه يفتح جرحًا لم يلتئم أبدًا. هل نحن من نرفض التصالح معه، أم أنه هو الذي يتقن فنّ المداهمة حتى لو كان متوقعًا؟ ما يوجعني أكثر أن رحيلها كان درسًا لا يمكن تجاهله: أن العمر ليس سوى اتفاق مؤقت بين المرء وجسده، وأن الألفة مع الحياة قد تنكسر في لحظة. كل ابتسامة جمعتها بنا، وكل كلمة قالتها في محاولة لتهوين وجعها، تتحول الآن إلى شاهد على شجاعة نادرة. رحيلها يفضح ضعفنا أمام المرض، لكنه في الوقت ذاته يكشف جمال قدرتها على الصمود حتى اللحظة الأخيرة. إنها واحدة من تلك الأرواح التي تترك أثرًا أبعد من وجودها الجسدي. صارت بعد موتها أكثر حضورًا مما كانت عليه في حياتها. حضور من نوع مختلف، يحاورنا في صمت، ويذكّرنا بأن المحبة الحقيقية لا تموت، بل تعيد ترتيب نفسها في قلوبنا. وربما لهذا نشعر أن الغياب ليس غيابًا كاملًا، بل انتقالًا إلى شكل آخر من الوجود، وجود نراه في الذكريات، في نبرة الصوت التي لا تغيب، في اللمسة التي لا تزال عالقة في الذاكرة. أكتب عن لطيفة رحمها الله اليوم ليس لأحكي حكاية موتها، بل لأواجه موتي القادم. كلما فقدت صديقًا أدركت أن حياتي ليست طويلة كما كنت أتوهم، وأنني أسير في الطريق ذاته، بخطوات متفاوتة، لكن النهاية تظل مشتركة. وما بين بداية ونهاية، ليس أمامي إلا أن أعيش بشجاعة، أن أتمسك بالبوح كما كانت تفعل، وأن أبتسم رغم الألم كما كانت تبتسم. نعم.. الحياة ليست سوى فرصة قصيرة لتبادل المحبة، وأن أجمل ما يبقى بعدنا ليس عدد سنواتنا، بل نوع الأثر الذي نتركه في أرواح من أحببنا. هكذا فقط يمكن أن يتحول الموت من وحشة جارحة إلى معنى يفتح فينا شرفة أمل، حتى ونحن نغالب الفقد الثقيل. مثواك الجنة يا صديقتي.
4278
| 29 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
4095
| 25 سبتمبر 2025