رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حصة الفهيدة

مساحة إعلانية

مقالات

57

حصة الفهيدة

قطر وخزاعة.. وساطة التاريخ وامتحان الحاضر

26 سبتمبر 2025 , 12:51ص

في زمنٍ مضطرب تتشابك فيه المصالح وتتصاعد فيه النزاعات، برزت قطر كوسيط إقليمي ودولي بارز، تحمل على عاتقها مسؤولية تقريب وجهات النظر بين الخصوم، والسعي لإطفاء نيران الحروب. لكن ما جرى مؤخرًا في الدوحة من استهداف إسرائيلي لقيادات من حركة حماس، وضعها أمام امتحان صعب، إذ تعرضت سيادتها للاختراق، وأُريد لها أن تُدفع ثمن وساطتها. هذا المشهد، على قسوته وحداثته، يُعيدنا إلى موقفٍ مشابه في التاريخ الإسلامي، حين لعبت قبيلة خزاعة دور الوسيط والحليف الأمين للنبي محمد ﷺ، في وجه قريش وحلفائها. فقد كانت خزاعة من أمهات القبائل في الجزيرة العربية وصلة وصل بين الطرفين، ولما اعتُدي عليها من قِبل بني بكر بدعم من قريش، لجأت إلى رسول الله ﷺ، فكان ذلك الاعتداء سببًا مباشرًا في فتح مكة.

أوجه التشابه بين قطر وخزاعة: 1. الموقع والوساطة: خزاعة لم تكن أكبر القبائل، لكنها بحكم موقعها وعلاقاتها كانت «الجسر» بين النبي ﷺ وقريش. قطر كذلك ليست الدولة الأكبر مساحة أو عددًا، لكنها بصوتها ومكانتها الدبلوماسية صارت «جسر الحوار» في المنطقة.

2. التعرض للاستهداف بسبب الوساطة: خزاعة دفعت ثمن تحالفها ووساطتها حين اعتدي عليها ظلمًا.

وقطر اليوم تدفع ثمن حيادها ووساطتها باستهداف أرضها، رغم أن دورها يُفترض أن يُحترم ويُصان.

3. الانعطاف التاريخي: اعتداء قريش على خزاعة كان نقطة تحوّل تاريخية فتحت باب النصر للنبي ﷺ. وربما يكون ما حدث في الدوحة نقطة تحول في مسار العلاقات الدولية.

الدروس المستفادة: الوسيط ليس ضعيفًا: خزاعة برغم حجمها لم تكن مهمشة، بل كانت مؤثرة، حتى جعلت موقفها يُغيّر مسار الأحداث. وكذلك قطر، عليها أن تُثبت أن الوسيط ليس سهل الاستهداف ولا مجرد أداة. الاعتداء يولّد التحالفات: اعتداء قريش على خزاعة دفع المسلمين للتحرك بجدية. واليوم، الاعتداء على قطر يجب أن يكون سببًا لتكاتف عربي وإسلامي يحمي سيادة الدول.

التاريخ يعيد نفسه: كما كان ظلم خزاعة سببًا لفتح مكة، سيكون استهداف قطر سببًا لفتح آفاق جديدة نحو وحدة الموقف العربي والإسلامي.

الحلول المقترحة للوطن الغالي قطر (كعبة المضيوم):

1. تعزيز التحالفات: تحويل القمة العربية الإسلامية الطارئة إلى موقف عملي، يُؤسس لعهد جديد من حماية متبادلة بين الدول.

2. تحويل الاستهداف إلى قوة:  إبراز قطر كرمز للصمود الدبلوماسي، وعدم السماح بجرّها لمربّع الصراع المباشر.

3. الاستثمار في الأمن الوطني:  رفع مستوى الاستعدادات الأمنية والاستخباراتية، كي لا يتكرر خرق السيادة.

4. الاستمرار في الوساطة:  التمسك بدورها الإنساني والوسيط، لأن الانسحاب يعني انتصار المعتدي، بينما الثبات يرسّخ مكانة الدولة.

الخاتمة:

لقد وقفت خزاعة في وجه الظلم فكانت مفتاحًا لفتحٍ تاريخي غيّر وجه الجزيرة العربية. واليوم، تقف قطر في موقف مشابه، تتعرض للاستهداف لأنها اختارت أن تكون صوت السلام وسط ضجيج الحروب. والتاريخ يخبرنا أن المواقف العادلة وإن كانت مكلفة، فإنها في النهاية تصنع النصر وتُخلِّد الذكر.

اقرأ المزيد

alsharq بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على... اقرأ المزيد

1569

| 26 سبتمبر 2025

alsharq عندما يبلغ الحلم سبعينا

أن تقضي أكثر من سبعين عاماً في هذه الحياة ليس مجرد مرور للزمن، بل هي رحلة مليئة بالتجارب،... اقرأ المزيد

162

| 26 سبتمبر 2025

alsharq الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة، تتراوح بين الصدمات النفسية، والانقسامات المجتمعية، وانهيار البنى الثقافية والاجتماعية.... اقرأ المزيد

468

| 26 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية