رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الجادل بنت ناصر

الجادل بنت ناصر

مساحة إعلانية

مقالات

1664

الجادل بنت ناصر

الفرانكفونية ثقافة أم استعمار؟

26 مارس 2014 , 01:46ص

احتفلت قطر الأسبوع الفائت بـ "أسبوع الفرانكفونية"، الذي تضمّن إقامة العديد من الفعاليات والمحاضرات الفنية والثقافية، وعروض الأفلام والحفلات الموسيقية، كما تم عرض أفلام عبقري الكوميديا الحديثة "جاك تاتي" كأول مرة في الخليج، وكطالبة في اللغة الفرنسية كنت مهتمة بحضور ومعايشة الفعاليات.

والفرانكفونية تعني: الأشخاص والدول الناطقة بالفرنسية، ولأن اللغة أوسع من أن تُحصر في فن الكلام، فإنها ثقافة ونمط تفكير، بل تتوسع دائرتها لأن تكون سياسة تُدار بها الأمم.

إنّ تعلّم لغة أخرى بات ضرورة حتمية، للفرد والمجتمع على السواء، إنه بمثابة الجسر بين إنسان وآخر، والأفق الذي يُفتح على حضارات أخرى وثقافات مختلفة، أو لعله طريق المعرفة، ونور العلم، وفطنة وحنكة ومأمن من المكر أيضًا، ولكن على المتعلم عدم إغفال أنها وسيلة للمرونة في التفكير، والرغبة في التواصل، والعطاء من الجانبين، والأهم، عدم إهمال واحتقار اللغة الأم، أو طمس بعض المفردات في اللغة اليومية، واستبدالها بأخرى أعجمية، كنمط حياة جديدة، أو الشعور بالاستعلاء والرفعة.

وقد سمى الدكتور فتحي جمعة ذلك السلوك، في كتابه اللغة الباسلة "بالاستعجام" ويعني "إقحام الكلام الأعجمي بغير ضرورة، وهو مظهر من مظاهر الانهزام النفسي والشعور بالدونية الحضارية، إنها ظاهرة قبيحة كريهة" بل إنه المسخ اللغوي بلا شك.

ولعل ذلك الاختراق اللغوي أداة استعمار تحت غطاء ثقافي، بها تنحسر اللغة الأم، لتسكن في حاشية اللسان لغة أخرى، كما كان سيحدث للغة العبرية التي أوشكت على الموت، إذ لم تكن مستعملة في الخطاب اليومي، فكانت أن تحولت إلى لغة دينية تستخدم في الصلوات والتعبد فقط، إلى أن قامت إسرائيل، فأحيت اللغة من جديد لتصبح اللغة الرسمية، ولغة الخطاب والتعلم، إنهم آمنوا أن اللغة حضارة أمة، وقيام دولة، وفرض وجود على ساحة الوجود.

يقول الأستاذ والشاعر محمد الرفرافي: "الفرانكفونية كأداة للاستعمار هي استلاب ثقافي وليست ثقافة، وهي تختلف عن الفرانكفوفيلية (محبة الفرنسية) كانفتاح إرادي على لغة فولتير".

إن تعلم لغة أخرى في حد ذاته خطوة عبقرية وسياسة ذكية، بل إنها شرفة تطل بنا على العالم من حولنا، ولكن وجب علينا الاعتزاز بلغتنا العظيمة أولا، لغة القرآن والشعر والأدب، لغة الحضارات التي كانت وبادت في شبه الجزيرة، والأندلس، والعراق، والشام، إننا نعتز باللغات الأخرى حين إتقانها، إنها تدخل حياتنا وأيامنا وأحاديثنا، ولعلي أتساءل بإجابة كسيرة في جعبتي، أنه هل سيأتي اليوم الذي نرى فيه اللغة العربية على المسارح الغربية؟ هل ستُستخدم بقوة الحضور في الآداب العالمية، أم هل ستتدافع الألسنة الى تعلمها والتباهي بها، هل سيتملكهم شعور الاستعلاء حين إتقانها، أو هل سيعمد الشخص منهم الى إقحام مفرداتنا في لغتهم كما يحدث من حولنا؟ أم أنها ستنعى حظها كما يقول الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدته "اللغة العربية تنعى حظها":

أيهجرني قومي عفا الله عنهم

إلى لغة لم تتصل برُواةِ

سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى

لُعاب الأفاعي في مسيل فرات

اقرأ المزيد

alsharq الأبعاد العميقة.. بواقعية!

من أصعب ما نواجه هذه الأيام الاعتراف بالإشكاليات، حيث ندرك الصعوبات ونتجاهل الحلول لها. ونستيقن الأوضاع غير المرغوبة... اقرأ المزيد

132

| 09 ديسمبر 2025

alsharq نقلة جديدة في مسيرة الشراكة القطرية السعودية

شكلت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى المملكة العربية السعودية،... اقرأ المزيد

69

| 09 ديسمبر 2025

alsharq عالم مائع.. مع سبق التخريب والتصهيُن!

أكثر ما يخيف في متابعة الشأن الدولي المعاصر هي حالة الغفلة العجيبة التي يعيشها الناس شرقا وغربا عما... اقرأ المزيد

93

| 09 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية