رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

خالد الحروب

خالد الحروب

مساحة إعلانية

مقالات

633

خالد الحروب

بين دفء "قانا الجليل" ... ووحشية داعش

25 أغسطس 2014 , 01:11ص

الإعلام العربي وغير العربي مهووس هذه الأيام بملاحقة الدم الذي يريقه الإرهاب الداعشي وتغذية الثقافة الداعشية الكامنة هنا وهناك في هوامش البنى الثقافية والاجتماعية والتربوية في مجتمعاتنا، وذات الإعلام لا ينتبه إلى ما يحدث بعيدا عن ميدان الذبح، وقريباً من قلوب الناس العاديين، وعيشهم المشترك، فعلى الضد من المناخ الطائفي والإبادي، والتعصب الديني القاتل الذي ينشر أشباح الموت حول الجميع، تعيد قرى "الناصرة" مدينة فلسطين والمسيح في سفح الجليل تقديم نموذجها الإنساني البديع في العيش المشترك، هنا وعلى بعد عتبتين من السماء عاش مسيحيون ومسلمون بمحبة وإخاء في المدينة التي شهدت معجزات المسيح وطفولته وقيامته، وشهدت قدوم الفتح الإسلامي وانتصاراته وجاورت حطين وشملها صلاح الدين بعباءته.

في قرية "كفر كنا"، والتي تُعرف بـ "قانا الجليل" والتي شهدت معجزة المسيح الأولى بحسب الرواية الإنجيلية حيث حول الماء خمراً، أعلن رئيس البلدية مُجاهد عوواودة بناء عمارة ستحتوي على مسجد وكنيسة ومتنزه لتعبر عن الإخاء والعيش المشترك في القرية وجوارها الناصري، يقول رئيس البلدية، وبحسب التغطية التي وردت في "القدس العربي" وتُشكر عليها: "إن إنجاز هذا الصرح الرمزي الإسلامي ـ المسيحي سيبدأ الشهر المقبل (سبتمبر) بعد أن رُصدت ميزانية له، وخصصت قطعة أرض بمساحة ثمانية دونمات. ويوضح عوواودة أن فكرة المشروع انطلقت من "المتاهة" التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط ككل، وتتجلى بأبشع صورها الآن بتنظيم "داعش" الذي يهدد الحضارة الإسلامية أكثر من كل أعدائها عبر التاريخ...(و) والمشروع المشحون برمزية كبيرة (يبعث) رسالة أمل مفادها أن هناك حكماء على هذه الأرض يستطيعون تصحيح المسار والانطلاق معا نحو فجر عربي جديد مسلمين ومسيحيين نابع من مبدأ راسخ "لكم دينكم ولي ديني" وكل الأديان لله.. في "كفر كنا" تقاسم المسلمون والمسيحيون الرغيف والهم الواحد والأمل الواحد وجمعتهم التجربة الحلوة المرة وهم على هذا الدرب سائرون".

يعيد لنا عوواودة في فكرته المبدعة والجميلة بعضا من ذاتنا المهدورة يوميا على شاشات التلفزة والممزقة في الصراعات الطائفية التي لم يعد بإمكان أحد أن يستوعبها. ما تستوعبه الفكرة الناصرية والجليلية الجليلة وتنادي به بالفم الملآن أن ليس ثمة بديل عن العيش المشترك سوى الإراقة المتبادلة للدماء... وإلى الأبد! هذا هو درس التاريخ في كل مكان وزمان. حيثما تتواجد جماعات تنتمي لإثنيات وأديان وأصول مختلفة تواجدت الصراعات والحروب وسفك الدم. والنتيجة الواحدة واليتيمة بعد كل صراع هي أن على الجميع أن يجد معادلة ما مقبولة تضمن العيش للجميع. بعد المرور بكل التجارب التي دفع البشر أكلافا باهظة لتعلم دروسها. انتقل الفهم البشري من نزعة الإبادة والإقصاء إلى نزعة قبول الآخر والتعايش معه. وإزاحة الفروقات والاختلافات إلى الهوامش مع احترامها. والتركيز على ما هو يومي وحياتي ومشترك.

في منطقتنا العربية اليوم نحن نقف على مفترق طرق مخيف: إما الانجرار إلى الخلف نحو نزعة الإبادة والإقصاء وبالتالي الانخراط في "حرب الكل ضد الكل" والتي سوف لا تبقى ولا تذر ويخرج منها الجميع. بعد سنوات إن لم تكن عقود. خاسرا ومدميا ومدمراً. وأما التيقظ من المآل الرهيب للحروب الدينية والتمسك بخيار العيش المشترك والتنازلات المتبادلة. ويتفرع مفترق الطرق ذاك إلى صراعات دينية واثنية لا يمكن حصرها: إبادة مسيحية على يد الداعشيين. صراع سني ـ شيعي طاحن ومدمر. صراع عربي ـ كردي. صراع سني ـ علوي. صراع درزي ـ سني ـ مسيحي. هذا كله من دون أن نشير إلى العنصرية الابادية الصهيونية التي سعرت في قلب المنطقة صراع إسلامي ـ يهودي نقض قرون التعايش التي عرفتها المنطقة بين اليهود والمسلمين. من المغرب إلى البحرين مرورا بفلسطين والعراق والشام.

في الجانب المشرق وفي الرد على الجرائم الداعشية ضد مسيحيي العراق ومسلميه قرأت مقالة جميلة تم تداولها في بعض وسائل الإعلام الاجتماعي من كاتب فلسطيني مسيحي رأيت أن اقتبس منه. ولو مطولاً. بعض الفقرات التي تعبر أروع تعبير عن جوهر العيش المشترك الذي شهدته المنطقة عندما كان الجميع يتعامل مع الدين والطقوس بصفتها مسلكيات تعزز الإخاء والحياة العفوية. وليس بصفتها سيوفا تقطع رؤوس المخالفين.

يتساءل الدكتور جمال سلسع في مقالته أو بالأحرى ندائه الحار والمرير "هل أحمل جذوري العربية على كتفي وأرحل عن دياري؟ لأن مسيحيتي ثقافتها عربية إسلامية؟ لن أرحل كمسيحي من بلدي لأن مسيحيتي ثقافتها إسلامية وأين "العهدة العمرية" يا أشقائي المسلمين؟ أين احكل دمع المثنى بن حرثة الشيباني النصراني قائد جيوش النصارى في دولة الغساسنة الذي تخلى عن الرومان النصارى. وسار مع سعد بن أبي وقاص بجيشه، وشارك في الفتوحات الإسلامية؟ كيف ألملم معلقاتي الشعرية العربية الإبداعية عن حائط عروبتي الثقافية ومازال عمرو بن كلثوم يردد بحضارته وجيشه الكبير.. كيف أنزع عن جلدي ميراث أجدادي وارتك هوائي الذي لا هواء غيره؟ ومدينتي التي في حاراتها طفولتي، وفي شوارعها رفاق مدرستي، ولما كبرنا نسجنا معا مواقفنا القومية العربية، ضد كل محتل ومستعمر، وعلق أعواد المشانق أجدادي في بلاد الشام على يد جمال باشا السفاح من أجل حرية الأرض العربية؟ لماذا لم يقرأ الآخرون حضوري الوطني عندما كانت راية الإسلام التي رفعها الأتراك تدوس لواء الاسكندرون العربي. في حين كانت شوارع الشام بمسلميها ومسيحييها تخرج بمظاهرات لم يشهد لها التاريخ مثيلاً. ومن كنائس الشام وأجراس المشرق. بعد أن أقفل الأتراك كل جوامع الشام لمنع التظاهرات ضد استلاب لواء الاسكندرون. حيث تحولت كل الكنائس إلى جوامع، ووقف خطيب المسلمين في محراب المسيح يلقي خطبة الجمعة، وصعد المؤذن إلى قبة الناقوس يرفع الآذان، فلماذا تغلق العيون أمام هذا التاريخ؟ ولماذا تصم الآذان عن صوت عروبة آت من أعماق التاريخ؟"

اقرأ المزيد

alsharq صراخ يجرح القلوب الصغيرة

تعد الأسرة البيئة الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتلقى منها أولى خبراته الاجتماعية والنفسية. ويتأثر الطفل بدرجة كبيرة... اقرأ المزيد

408

| 10 أكتوبر 2025

alsharq ضيم المرض يمه

‏لديَّ هواية قراءة الشعر العراقي وأحببت أن أشارككم تجربتي في وضع أبيات باللهجة العراقية أشتكي فيها ضيم المرض... اقرأ المزيد

204

| 10 أكتوبر 2025

alsharq القضية تعرض شكواها في المحاكم الدولية

(سافرت القضيةَ تَعرضُ شكواها في رُدهةِ المحاكم الدولية، وكانت الجمعيةَ قد خَصصت الجلسةَ للبحث في قضيّةِ القضيّةَ، وجاءَ... اقرأ المزيد

63

| 10 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية