رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علي محمد اليافعي

علي محمد اليافعي

مساحة إعلانية

مقالات

19924

علي محمد اليافعي

اغتنام الفرص

25 يوليو 2014 , 01:18ص

يقول الشاعر الحكيم: وعاجزُ الرأي مضياعٌ لفرصتِه حتى إذا فات أمرٌ عاتبَ القدرا

نعم ذلك هو فعل العاجز المتكاسل، الذي يتوانى عن السعي، ويتراخى في العمل، ولا يريد أن ينهضَ بالأعباء، ولا أن ينبري للأسباب، ثم يقعد يعاتب أو يلوم القدر، إذا فاتته فرصةُ ما كان يرجوه ويأمله، وربما يلجُّ في لغة عتبه ولومه، وفي حالة نفسه، فيصل إلى التسخّط والتبرم والضجر، وإلى كل ما لا يعود عليه إلا بالسوء والوبال، وازدياد حالة الصراع النفسيّ لديه، قلقاً واضطراباً، ولو عقل ذلك الإنسان العاجز المتكاسل وأنصف، ما عاتب أحداً سوى نفسِه، ولكن بلغة التعلم والتبصّر، دونما عنفٍ وجلدٍ للذات، ودون تقريعٍ وتأنيب؛ لأن كل ذلك لا يجدي نفعاً، بعد فوات ما قد كان، حتى يأخذَ لنفسه العبرة، ويعِيَ الدرس جيداً، فيما سيعرض عليه في مستقبل الأيام من فرص، فلا يدع الفرصة تضيع من بين يديه، إن لاحت له وسنحت، لأنها لن تكون متاحةً له على الدوام، بل ينبغي له التفكير والتدبير، ثم المبادرةُ والمسارعة، والانطلاق بعزيمة وثبات، نحو ما يطلب ويروم، قال الشاعر:

إذا هبّتْ رياحكَ فاغتنمها فإنّ لكلِ خافقةٍ سكونُ

الآفة الكبرى التي أفسدت على الإنسان همته، وعطلت قوته، هي آفة التسويف، ولا تسل كم هي متفشيةٌ في حياة الناس، بصورة لا يستطيع أحدٌ إنكارها، ولا إخفاء آثارها، وقد أخرت قضاء الحوائج، وضيعت أداء المصالح، حتى أدت إلى تراجع مستوى الإنتاج، على مستوى الأفراد والمجتمعات في الأمة، بل ووقفت كحاجز منيع، دون الإنجاز والتقدم، وكأنما أصاب الأيدي داءٌ عضالٌ شلَّ حركتها، فلم تعد قادرة على العمل والعطاء.

إذا كانت الحكمة المعروفة تقول: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد. أرى الأوجب أن يقال: لا تؤجل عمل الساعة إلى الساعة، في كافة شؤوننا وأعمالنا، المرتبطة بحياتنا، الدنيوية والأخروية.

يا ويحنا، ألم يأتنا من كلام رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، وبلغنا عنه:(بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنىً مُطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مُفْنداً، أو موتاً مجْهِزاً، أو الدجال؟ فشرُّ غائبٍ ينتظر، أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر)، أليس هذا الحديث دعوةً للمبادرة بالعمل، من غير تلكؤ تأجيل، وإبطاء تسويف؟.

وجاءنا من كلام الصحابة ما فيه معتبرٌ ومزدجر لنا من قول ابن عمر، رضي الله عنه: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك.

أيضمن أحدٌ لنفسه أنْ يعيشَ إلى يوم غدٍ حتى يُرجئ إليه أداء الواجب، الذي يستقضيه أداءه اليوم؟ هيهاتَ هيهاتَ، إنما للإنسان اللحظة التي يعيشها، ويتردد في صدره أنفاسها، وليس يملك الغد المنظور، فقد يأتي وهو في اللحد مقبور. ورحم الله من تحيّن الفرص وانتهزها، قال أبو العتاهية:

كم من مؤخِّرِ غايةٍ قد أمكنتْ لغدٍ وليس غدٌ له بمُواتِ

حتى إذا فاتت وفات طِلابها ذَهَبتْ عليها نفسُه حسراتِ

تأتي المكارهُ حين تأتي جُملةً وأرى السرورَ يجيءُ في الفلتاتِ

ولمحمود سامي البارودي، في هذا المعنى أيضاً:

بادر الفرصةَ واحذرْ فواتها فبلوغُ العزِ في نيل الفرصْ

واغتنمْ عُمرك إبّان الصِبا فهو إنْ زاد مع الشيبِ نَقص

وابتدرْ مَسعاك واعلم أنْ مَن بادرَ الصيدَ مع الفجرِ قَنَصْ

اقرأ المزيد

alsharq اذكروا غزةَ فإنها أمانة

تعلمون بأنني أتصفح بشكل يومي موقع صحيفة الشرق بل وأستمتع وأنا أتصفحه لتنوعه واهتمامه بأدق الأمور وأصغرها، وهذا... اقرأ المزيد

66

| 20 أكتوبر 2025

alsharq وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت سنتر»، خيارًا ترفيهيًا أو موضة مؤقتة، بل أصبحت جزءًا من... اقرأ المزيد

93

| 20 أكتوبر 2025

alsharq جمهور التفاهة!

لم نكن لنتخيل أن الغباء له هذا الحضور الطاغي بيننا، وأن التفاهة تملك هذا العدد الهائل من الأنصار.... اقرأ المزيد

81

| 20 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية