رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبدالعزيز الحمادي

كاتب وصحفي

مساحة إعلانية

مقالات

1053

عبدالعزيز الحمادي

ممارسات دخيلة على المجتمع

25 مايو 2025 , 02:00ص

ظاهرة الاحتفال باستقبال المواليد الجدد أصبحت مزعجة ومدهشة في آن واحد، هذه العادة الدخيلة على المجتمع تنتشر بين الناس وفي أوساط المجتمع بشكل كبير ولافت رغم التحذيرات والنصائح التي يقدمها أصحاب الفضيلة العلماء الذين يرون أن مثل هذه المناسبة الدخيلة، هي إسراف وتبذير وبذخ لا داعي له، وهي من صور الإسراف المنهي عنه في ديننا الإسلامي الحنيف، وكذلك النصائح الطبية التي يقدمها الأطباء وأهل الاختصاص بضرر مثل هذه الممارسات على المواليد الجدد وعلى أمهاتهم.

ورغم ذلك لا يزال البعض يبتكر كل يوم أسلوبا جديدا لهذه المناسبات السيئة التي أصبحت محلات تجارية تقوم بالترويج لها وبأفكار متعددة ولا متناهية سعيا لجذب المزيد من العملاء من الأمهات اللاتي يقمن بعمل هذه الحفلات التي أصبحت كابوسا على البعض بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وبالرجوع إلى الأب خاصة الذي لديه أبناء في المدارس وعليه التزامات كثيرة لا حصر لها خاصة إذا كان راتبه بالكاد يغطي احتياجات البيت ومتطلباته اليومية المختلفة هذا إلى جانب بعض الأقساط التي لا يخلو منها بيت أو رسوم الدراسة وغيرها من الرسوم التي تثقل كاهله، لمثل هذا الأب وأمثاله من أين لهم أن يظلوا يتابعون المناسبات التي لا تنتهي علما أن هذه المناسبات لا تقتصر على فئة دون أخرى فقط، بل هي ظاهرة تعم الجميع وأصبح التنافس فيها مزعجا للغاية؟.

وبالتالي من أين لأصحاب الدخل المحدود تكاليف مصروفات مثل هذه المناسبات التي لا تتوقف، ومنها مناسبات الأعياد التي شرعها الله والتي يلتزم أرباب الأسر فيها بتوفير كل متطلباتها رغم ثقلها لأنها أعياد شرعها الله ولا بد من الفرح بها وإدخال السعادة على كافة أفراد الأسرة، لكن أن تأتي مناسبات أخرى تكون ثقيلة على رب الأسرة فهذا الذي يجب أن يتم التوقف عنده من الجميع والعمل على الحد من هذه المظاهر المؤذية التي يأتي ضررها من أنها تنتشر انتشار النار في الهشيم بين كثير من النساء تحديدا ولا يتوقفن، لأن كل واحدة للأسف تريد أن تكون مثل غيرها وتسير في هذا المسار وإن اختلفت الظروف فلكل ظروفه وخصوصيته وقدرته المالية، فالبعض قد من الله عليه ولديه القدرة على الإنفاق دون التأثير على ميزانية الأسرة والبعض ليس لديه تلك السعة في المال، وبالتالي يجب ألا يحمل رب الأسرة ومن خلفه أسرته، فوق طاقتهم لمجرد التقليد الأعمى لممارسات لا قيمة لها ولا داعي يستوجب أن تصبح واجبا على الناس.

في الماضي كانت الأسر تحتفل بالمواليد عبر التهنئة المتواضعة والاجتماع على العقيقة وانتهى الأمر، أما الآن فقد أصبح هناك ترتيب وإعداد لمثل هذه الحفلات وأصبحت شركات تقوم بتنفيذ هذه الحفلات وبأعمال تشعر المتابع لها أن الموضوع يتعلق بمناسبة كبرى تستدعي كل هذا التنظيم والاستقبال.

مساحة إعلانية