رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جاسم إبراهيم فخرو

مساحة إعلانية

مقالات

513

جاسم إبراهيم فخرو

سوق توصيل الطعام في قطر بين النمو والانفلات السعري

24 يوليو 2025 , 03:36ص

شهد سوق توصيل الطعام في قطر نموًا غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، مدفوعًا بالتطورات التقنية وتغير أنماط الحياة بعد جائحة كوفيد-19. ووفقًا لمنصة Statista، ارتفعت قيمة السوق من 763 مليون ريال قطري في عام 2020 إلى 5.2 مليار ريال في عام 2024، بنسبة نمو هائلة بلغت 751٪. وتشير التوقعات إلى بلوغه 5.73 مليار ريال هذا العام، و9.4 مليار ريال بحلول 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 13.11٪ 

لكنّ هذا الازدهار الاقتصادي من زاوية السوق والتقنية، يقابله قلق متزايد من جانب المستهلكين، في ظل تصاعد الأسعار بشكل لافت وغير مبرر. فقد أصبحت كثير من الوجبات اليومية تُباع بأسعار تتجاوز المنطق في بعض المطاعم، إذ تُعرض فطيرة الزعتر بـ 19 ريالًا، وفطيرة الجبن بـ 20 ريالًا، وسندويش الجاباتي بـ 9 ريالات، بينما تصل أسعار الوجبات العادية الى 60 ريالًا، وتُعرض الذبيحة الواحدة بما يصل إلى 1900 ريال قطري.

هذا الانفلات السعري بات يشكّل عبئًا يوميًا على الأسر، ولا يمكن تبريره دائمًا بكلفة التوصيل أو جودة الطعام. فبينما يُقال إن السوق حر، لا يجوز أن يُترك بلا سقف، خاصة حين يتعلق الأمر بالضروريات.

وهنا يبرز دور وزارة التجارة والصناعة، لا في مراقبة المخالفات الشكلية فقط، بل في وضع ضوابط مرنة للأسعار، ومراقبة مستوى التضخم الاستهلاكي، وضمان توازن السوق بين العرض والطلب من جهة، والقدرة الشرائية من جهة أخرى.

فحماية المستهلك لا تعني فقط ضبط الغش وإغلاق المطاعم، بل تشمل منع الاستغلال، وتنظيم الأسعار، ومساءلة المبالغة التجارية.

ختامًا، النمو الاقتصادي لا يُقاس بالأرقام وحدها، بل بقدرته على تحسين الحياة اليومية للناس. فلنحافظ على السوق… ولكن ليكن سوقًا متوازنًا، لا عبئًا على المواطن، بل عونًا له.

فهل من مجيب ؟!

مساحة إعلانية