رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

مساحة إعلانية

مقالات

606

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

ماتت الضمائر

24 يوليو 2025 , 04:15ص

 في اللغة العربية الضمائر «تُعرف بشكل عام على أنها اسم لما وضع لمتكلم أو لمخاطب أو لغائب، وقد تكون بارزة أي: لها صورة في اللفظ، وقد تكون مُستترة أي: ليس لها صورة في اللفظ». ولكن هذه الضمائر ماتت وإن كانت موجودة في صفحات الكتب ويتداولها الناس، ضمائر المتكلم، وضمائر المخاطب، وضمائر الغائب، وحتى الضمائر في اللغة الإنجليزية «الضمائر الشخصية (المفردة والجمع) والضمائر الملكية (التملك)، وضمائر الإشارة، وضمائر الانعكاس والضمائر النسبية»، ماتت جميعها ولا حراك لها.

فلا تحدثونا عن الضمير الغائب فأصبح غائباً للأبد، ولا عن الضمير المنفصل، فإنه انفصل عن واقع ومشاهد ومآسي ما يحدث في غزة العزة والرجولة، ولا عن الضمير المتصل في محل نصب، فأدعياء الإنسانية في محل نصب مستمر، ولا عن الضمير المستتر، فأصبح الأدعياء ضميرا مكشوفا للجميع غير مستتر مجاهر بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان سلبية وصفات ذميمة، بما يصنعه الإنسان بأخيه الإنسان من سوء، وخاصة إذا كان هذا الإنسان مسلماً.

ألا ما أقبح إنسانية هذا القرن التي تعيش بدون ضمائر، ماتت مبادئها، ولُفّت أخلاقها بأثواب، ودفنت قيمها، وذبحت كلمة الإنسانية وسالت دماؤها على مرأى ومسمع من العالم، لقد أصبحت الحياة ومشاهدها بدون ضمائر، وتم تمزيق الضمائر فأصبحت أشلاء. وخير دليل ما يحدث الآن وفي كل ثانية في غزة هاشم، أرض العزة والجهاد من تجويع مبرمج وحصار نكد، وقتل متعمد وتشريد وبطش شديد، وتسوية البيوت والمساجد والمستشفيات والمدارس، بل وحتى الخيام التي تؤويهم تطايرت، من قبل قوى ظالمة نازية فاشية عديمة الإنسانية داعمة منزوعة الرحمة والإحسان، ووحوش صهيونية قطاع طرق جرذان الأرض، تنهتك حرمة الإنسان في غزة وعلى كل تراب من فلسطين الأرض المباركة أياً كان تواجده هذا الإنسان الفلسطيني على أرضه.

أبداً. لن نقول ما أحوجنا إلى إيقاظ الضمير! ولن نطلق كلمات تقودنا إلى إحياء الضمير. ولن نتفوه أبداً بأننا إلى حاجة لتنبيه الضمير، ولن نرفع حملة لإحياء الضمير؛ فالضمائر كلها ماتت- إلا ما رحم الله- وصدق الشيخ محمد الغزالي رحمه الله حين قال «الويل لأمة يقودها التافهون، ويُخَزَى فيها القادرون».

ومضة

بيعت الضمائر بثمن بخس في زمن تعري وتردي أدعياء الدفاع عن الإنسانية. فقد ماتت الضمائر.

اقرأ المزيد

alsharq إسرائيل والغياب العربي.. متى تفقد مقومات البقاء؟

منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، ظلّت مسألة بقائه واستمراره محل نقاش واسع في الأوساط السياسية والفكرية. فإسرائيل،... اقرأ المزيد

132

| 23 سبتمبر 2025

alsharq الحياة بأقصاها

ليست الدنيا ما يهلك الإنسان. والدليل هو أن هناك الكثير من الناس الذين يفترض بهم أن يكونوا تعساء... اقرأ المزيد

216

| 23 سبتمبر 2025

alsharq ما لا يتزحزح فينا

كلّما تبدّلت الوجوه وتسارعت الخطى، شعرتُ بأن العالم يُعاد ترتيبه بلا توقف، كأنّنا نعيش داخل لوحة لا تجفّ... اقرأ المزيد

282

| 23 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية