رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
فى البداية عزيزى القارئ فإننى أعتذر عن مقدمة هذا المقال والتى قد تبدو طويلة نسبيا .. إلا أننى أجد ذلك ضروريا لتوضيح ما نهدف إليه .. وأتمنى أن توافقنى الرأى فى النهاية .. وهذا هو ما يعنينى ويهم أى كاتب بالدرجة الأولى .. فقد إتفق كل من يعمل بالسياسة - أو يهتم بها على الأقل - أن الحزب السياسى يُعرًف بأنه مجموعة منظمة من الأفراد يمتلكون أهداف وآراء سياسية متشابهة ويهدفون إلى التأثير فى السياسات العامة لدولهم من أجل الهدف الأهم – بالنسبة لهم بطبيعة الحال – وهو فوز مرشحهم أو مرشحيهم بالمناصب التمثيلية .
ومن المتعارف عليه أيضا فى الدول الديموقراطية أن الأحزاب السياسية تلعب الدور الأهم فى تشكيل النظم الحاكمة والتى تعبر عن الإحتياجات الأساسية والتحديات السياسية لمجموعة من البشر تتولى حكم البلاد لعدد محدد من السنوات يقابلها مجموعة أخرى تلعب دور المعارضة وتتطلع إلى تنحية المجموعة الأولى عن الحكم لتحل محلها وفق برامج وآليات تختلف من بلد إلى آخر .
ومن المتعارف عليه بالإضافة إلى ما سبق أن يكون لكل حزب مقر يجتمع فيه الأعضاء الذين يشكلون من بينهم أمانة أو مجلسا لرسم سياسة الحزب والعمل على تنفيذها .. كما يصدر كل حزب جريدة - أو على الأقل نشرة - تعبر عن سياساته ووجهات نظر أعضائه .
كل هذا كان سائداً فى العالم كله ولكن الأمور تبدلت بعد الثورة التكنولوجية والإتصالات والمعلومات التى شهدناها فى السنوات الأخيرة حتى أصبحنا نعيش فى عصر " السوشيال ميديا " والذى أصبح فيه لكل إنسان – كما قلنا فى مقال سابق – إذاعة خاصة وشاشة متفردة ومكانا ينطلق منه إلى آفاق عالم فسيح .. ولا نريد أن نكرر ما يقال عن تحول العالم إلى قرية صغيرة تسكنها جميع الأجناس والألوان ويذخر بكل اللغات ولكننا نتساءل عن تأثير ذلك على الحياة السياسية والأحزاب بعد أن أصبح لكل إنسان وسيلته الخاصة للتعبير عن الآراء ووجهات النظر بعيدا عن أى رقابة .. وأصبح بإمكانه أن يدخل ضمن مجموعة من مستخدمى الميديا تسمى جروب group " " يكون بمثابة حزب خاص بهؤلاء الأشخاص بعيدا عن الأطر التقليدية بكل ما تعج به من مشاكل وأزمات مزمنة باتت معروفة للكافة .. بل أكثر من ذلك يمكن لأى إنسان أن يشكل جروبا خاصا به دون أن يبرح مكانه أمام شاشة الكمبيوتر أو اللاب توب أو حتى التليفون المحمول .. وكل ما عليه هو أن يضغط على لوحة المفاتيح موجها دعوة للأصدقاء للإنضمام إليه .. ومن يقبل منهم يشكل منهم جروب يكون بمثابة حزب خاص بهذه الجماعة من الأصدقاء أو الجروب .
ولكن هل لهذه المجموعات على السوشيال ميديا أو الوسائل التكنولوجية الحديثة – وغالبا ما يكونون من الشباب – تأثير على الحياة السياسية فى مختلف الدول ؟ أو بمعنى آخر .. هل لها تأثير على الأحزاب وأنشطتها فى المجالات المختلفة ؟
وللإجابة الدقيقة على هذا السؤال يجب أن نتريث لنرى ما الذى يمكن أن تقوم به هذه المجموعات .. أو " الأحزاب الفضائية " .. أو " الأحزاب الإفتراضية " .. أو ما قامت به حتى الآن .. وما مدى تأثير ذلك على الأفراد وبالتالى على رغبتهم فى الإنضمام للأحزاب التقليدية .. أو استمرارهم فى عضوية هذه الأحزاب لمن كان عضوا فيها .
ولا شك أن هذه المجموعات نجحت بشكل ملحوظ فى الآتى :
- إستقطاب أو " تجنيد "عدد كبير من الأنصار .
- القدرة اللامحدودة على الحشد والتعبئة وتوجيه الرأى لمساندة قضية أو العكس .. وهو ما يمكن لاحقا أن يكون له تأثير عام وهو ما يُطلق عليه " الرأى العام " .
- تجديد الكثير من الأفكار الشبابية .. وتوجيه الشباب للتعبير عن الآراء ووجهات النظر المختلفة بعيدا عن أى رقابة أو سلطة يمكن أن تحول دون ذلك .
- الدفاع عن حقوق الأقليات من مختلف الأجناس والطبقات الإجتماعية والفئات المختلفة .
- إيجاد قنوات لنقل الآراء والقضايا المختلفة من المواطنين إلى الحكومات وأصحاب السلطة فى البلاد .
ومن وجهة النظر الأخرى نجد أن هذه " الأحزاب الفضائية أو الإفتراضية " ينقصها جوانب عديدة مما يمكن أن تقوم به الأحزاب التقليدية نظرا لأن الأعضاء يكونون من دول مختلفة وليست دولة واحدة .. لعل أهمها ما يأتى :
- الفوضى الفكرية نتيجة إختلافات الثقافات والأعراف الإجتماعية .
- عدم توافر رؤية شاملة للتعبير والإصلاح حيث أن ما يصلح لدولة معينة قد لا يصلح لدول أخرى .
- عدم إمكانية الحشد لإنتخاب أعضاء فى المجالس أو للتمثيل أو النيابة بشكل عام .
- إستحالة القيام بأى أنشطة إجتماعية للأسباب السالفة الذكر.
وتأسيساً على ما سبق فإن الدرس الذى يمكننا أن نخرج به أن تلك الأحزاب الإفتراضية توفر فرصة لا مثيل لها للتعبير عن الرأى والإتصال بآخرين فى بلاد مختلفة أو فى ذات البلد وفى نفس الوقت قد تكون سببا فى تقاعس الأفراد عن الإنخراط فى الأحزاب التقليدية مما قد يضعف الإقبال عليها أو يُحد منه وهو ما سينتج عنه ضعف هذه الأحزاب عن ذى قبل ولكنها لن تكون بديلة لها .
وإلى موضوع جديد ومقالنا القادم بحول الله .
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست مجرد مهارة إضافية، بل ضرورة تمس حياة كل فرد وإذا كان العالم بأسره يتجه نحو تنويع اقتصادي يخفف من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، فإن قطر – بما تمتلكه من رؤية استراتيجية – تدرك أن الاستدامة الاقتصادية تبدأ من المدارس القطرية ومن وعي الطلاب القطريين. هنا، يتحول التعليم من أداة محلية إلى بوابة عالمية، ويصبح الوعي المالي وسيلة لإلغاء الحدود الفكرية وبناء أجيال قادرة على محاكاة العالم لا الاكتفاء بالمحلية. التعليم المالي كاستثمار في الاستدامة الاقتصادية القطرية: عندما يتعلم الطالب القطري إدارة أمواله، فهو لا يضمن استقراره الشخصي فقط، بل يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. فالوعي المالي يساهم في تقليل الديون وزيادة الادخار والاستثمار. لذا فإن إدماج هذا التعليم يجعل من الطالب القطري مواطنا عالمي التفكير، مشاركا في الاقتصاد العالمي وقادرا على دعم قطر لتنويع الاقتصاد. كيف يمكن دمج الثقافة المالية في المناهج القطرية؟ لكي لا يبقى الوعي المالي مجرد شعار، يجب أن يكون إدماجه في التعليم واقعًا ملموسًا ومحاكيًا للعالمية ومن المقترحات: للمدارس القطرية: • حصص مبسطة تدرّب الطلاب على إدارة المصروف الشخصي والميزانية الصغيرة. • محاكاة «المتجر الافتراضي القطري» أو «المحفظة الاستثمارية المدرسية». للجامعات القطرية: • مقررات إلزامية في «الإدارة المالية الشخصية» و»مبادئ الاستثمار». • منصات محاكاة للتداول بالأسهم والعملات الافتراضية، تجعل الطالب يعيش تجربة عالمية من داخل قاعة قطرية. • مسابقات ريادة الأعمال التي تدمج بين الفكر الاقتصادي والابتكار، وتبني «وعيًا قطريًا عالميًا» في آن واحد. من التجارب الدولية الملهمة: - تجربة الولايات المتحدة الأمريكية: تطبيق إلزامي للتعليم المالي في بعض الولايات أدى إلى انخفاض الديون الطلابية بنسبة 15%. تجربة سنغافورة: دمجت الوعي المالي منذ الابتدائية عبر مناهج عملية تحاكي الأسواق المصغرة - تجربة المملكة المتحدة: إدراج التربية المالية إلزاميًا في الثانوية منذ 2014، ورفع مستوى إدارة الميزانيات الشخصية للطلاب بنسبة 60%. تجربة استراليا من خلال مبادرة (MONEY SMART) حسنت وعي الطلاب المالي بنسبة 35%. هذه النماذج تبيّن أن قطر قادرة على أن تكون رائدة عربيًا إذا نقلت التجارب العالمية إلى المدارس القطرية وصياغتها بما يناسب الوعي القطري المرتبط بهوية عالمية. ختاما.. المعرفة المالية في المناهج القطرية ليست مجرد خطوة تعليمية، بل خيار استراتيجي يفتح أبواب الاستدامة الاقتصادية ويصنع وعيًا مجتمعيًا يتجاوز حدود الجغرافيا، قطر اليوم تملك فرصة لتقود المنطقة في هذا المجال عبر تعليم مالي حديث، يحاكي التجارب العالمية، ويجعل من الطالب القطري أنموذجًا لمواطن عالمي التفكير، محلي الجذور، عالمي الأفق فالعالمية تبدأ من إلغاء الحدود الفكرية، ومن إدراك أن التعليم ليس فقط للحاضر، بل لصناعة مستقبل اقتصادي مستدام.
2055
| 22 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير القذائف، يعلو صوت الإنسانية من غزة ليقول: “نحن هنا… ما زلنا نحلم”، إنها معاناة تُدوّنها الجدران المهدمة والبيوت التي غابت عنها الضحكات، لكن بقي فيها صدى الأمل. أهل غزة يواجهون الألم بالثبات، والدمار بالصبر، والفقدان بالإيمان بأن الغد سيكون أفضل. ورغم أن المعاناة تحاصرهم من كل جانب، فإنهم يرسلون أصواتهم إلى العالم ليُذكّرونا أن الإنسانية لا تعرف حدودًا، وأن الظلم لا يمكن أن يخمد شعلة الحياة. إن بناء الأوطان لا يكون بالقوة وحدها، بل بالعلم والمعرفة، وبالأمل الذي يُنير دروب المظلومين، فكما يقف أبناء غزة اليوم متحدّين رغم قسوة الظروف، فإن غدهم سيُصنع بالعلم الذي يفتح الأبواب، وبالأمل الذي يزرع في قلوبهم شجرة حياة جديدة. وبالأمل والعلم… تُبنى الأوطان ويُصنع غد أفضل، لتبقى غزة رمزًا للصمود، ورسالة أملٍ تتجاوز الألم. “صوت بين الركام” في أحد أزقة غزة الضيقة، جلست ليان الطفلة ذات التسعة أعوام بين أنقاض بيتها المهدّم. كانت تمسك بكتابٍ نجح والدها في إخراجه من تحت الركام، وقال لها وهو يربت على كتفها: “البيوت تُبنى من جديد يا ليان، لكن العقول لا تُهدم… والعلم هو ما سيبني غدك وغد وطنك.” نظرت ليان إلى السماء الملبّدة بالدخان، ثم ابتسمت رغم دمعة علقت بعينيها: “سأدرس يا أبي… حتى لو قرأت على ضوء شمعة، وحتى لو جلست بين الحجارة». مرّت ساعات، وكان الليل ثقيلاً، لكن صوت ليان وهي تقرأ دروسها وسط الخراب كان يعلو على صمت الدمار. سمعها الجيران وقال أحدهم: “انظروا… حتى بين الركام، يولد الأمل». وهكذا، في قلب غزة الجريحة، تعلّمنا أن الأوطان لا تُبنى فقط بالحجارة، بل بالأمل الذي يسكن القلوب، وبالعلم الذي يصنع الغد الأفضل. تلك قصة خيالية، أما القصة الحقيقية فهي للمعلمة إسراء أبو مصطفى فصل بديل على أنقاض بيتها • بعد أن دمّر القصف منزل المعلمة إسراء أبو مصطفى في خان يونس، قررت ألا تسمح للدمار أن يُبيد تعليم الأطفال. • قامت بتأسيس فصل دراسي مؤقت، تحت خيمة، على ركام بيتها، تجمع فيه الأطفال من الروضة إلى الصف السادس. • الطلاب يأتون ليلاً ونهارًا رغم الدمار من حولهم، ليحافظوا على روتينهم الدراسي وشعورهم بأن الحياة تستمر، وأنّ التعليم ليس رفاهية بل حقّ يجب أن يُمارَس. كلمة ختامية حين يتكسّر الحجر وتنهار الجدران، يبقى العلم هو الجدار الأخير الذي يحمي الإنسان من السقوط. في غزة، بين الركام والدخان، لا تُطفأ شمعة الأمل، ولا ينطفئ صوت المعرفة. ليان الصغيرة التي تقرأ على ضوء شمعة، والمعلمة إسراء التي حوّلت أنقاض بيتها إلى فصل دراسي، هما صورتان ناصعتان لوطنٍ ينهض رغم الجراح. إن الرسالة التي يبعثها أبناء غزة إلى العالم واضحة: قد يدمّر العدوان البيوت، لكنه لا يستطيع أن يدمّر العقول. وقد يسلبون الأرض، لكنهم لن يسلبوا الحلم. فالعلم هو السلاح الأقوى، والأمل هو الزاد الأبقى. ومع كل طفل يفتح كتابًا، وكل معلم يصرّ على التعليم، تُزرع بذرة لغدٍ أفضل، تُبنى به الأوطان وتنتصر به الحياة أخيرا.. “قد تهدم القنابل البيوت، لكنها لا تهدم العقول. في غزة، يولد الأمل من بين الركام، ويصنع العلم غدًا لا يُهزم.
684
| 23 سبتمبر 2025
من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام مسرحية تعرض بلا انقطاع، تتغير فيها الأدوار والسيناريوهات بسرعة بينما يبقى الديكور - التعليم - ثابتاً كأنه حجر لا يتزحزح. لكن تبقى حقيقة أن التعليم ليس ديكورا بل صناعة بحد ذاته. صناعة فكر، صناعة قناعات، وصناعة مهارات، بل صناعة مستقبل كامل. فهل وعى المسؤولون أن التعليم يُدار كصناعة إستراتيجية، أم ما زالوا يتعاملون معه كأنّه مطبعة كتب وشهادات اجتياز؟ صناعة التعليم الغائبة التعليم يفترض أن يكون مصنعًا للعقول، مختبرًا للقادة، ومسرحًا للتفكير النقدي. لكنه غالبًا يُختزل إلى دروس جامدة، جغرافيا بلا سياق سياسي، تاريخ يتوقف عند معركة كأن العالم بعدها تجمّد. وما هي النتيجة؟ (صناعة متوقفة لا تُنتج سوى شهادات) في وقت يتطلب العالم صناعةً للوعي، وصناعةً للمواطنة، وصناعةً للقدرة على اتخاذ القرار. (التعليم إن لم يُفهم كعملية إنتاج متكاملة سيظل يكرر نفسه بلا أثر حقيقي). هل فكَّر صنّاع القرار في التعليم؟ ربما… لكن التفكير ظلّ محصورًا في «إنتاج الكتاب» لا في «إنتاج الإنسان». بينما المطلوب هو تحويل التعليم إلى صناعة شاملة تُنتج عقلًا محللًا للأحداث، متفهمًا للمصالح، وصاحب موقف واعٍ. الطالب يجب أن يتخرج وهو يعرف أن السياسة ليست نشرات أخبار، بل مسرح يشارك فيه بقوة عقله ومهاراته. أما أن نظل نحشو المناهج بحقائق جامدة، فهذا يعني أننا نصنع جمهورًا صامتًا ينتمي (لتشارلي تشابلين) لا قادة فاعلين. المسرح السياسي لا ينتظر السياسة تتحرك بسرعة الضوء، تحالفات تنهار، اقتصادات تهتز، وحروب تُشعل العالم في ساعات. التعليم هنا إذا لم يُدار كصناعة ديناميكية سيبقى ينتج «خريجين بلا أدوات»، مجرد جمهور يصفق لأي مشهد هابط. صناعة التعليم تعني أن نصنع عقلًا يقظًا، قادرًا على النقد، وإعادة التوجيه، والابتكار. إنها ليست مجرد صناعة كتب، بل صناعة أدوات لفهم العالم، وصناعة وعي يحصّن الأجيال ضد التضليل. دروس من تجارب عالمية - رواندا: بعد الإبادة حوّلت التعليم إلى صناعة للمصالحة الوطنية وبناء السلام، فنجحت في إعادة الثقة بين مكونات المجتمع. - ألمانيا: جعلت التعليم مصنعًا للديمقراطية بعد أن كان مصنعًا للدعاية النازية، فبنت جيلًا لا يكرر أخطاء الماضي. - تونس: أدخلت صناعة الوعي المدني والحريات العامة في التعليم بعد الثورة، مما فتح الباب أمام جيل يناقش ويشارك بدل أن يكتفي بالصمت. مقترحات وحلول 1. إدراج مادة «صناعة الأزمات وإدارتها»: بدلًا من تلقين الطالب قصائد عن الطيور، تمنحه أدوات لمواجهة العواصف السياسية. 2. مختبرات محاكاة سياسية في المدارس: صناعة قادة الغد تبدأ من صناعة مشاهد تجريبية تُدرّب الطالب على اتخاذ موقف. 3. ربط العلوم بالسياسة: الكيمياء تصنع التفاعلات، والسياسة تصنع التحالفات. فلماذا لا نصنع عقلًا يقرأ الاثنين معًا ويفهم المعادلات المخفية؟ 4. تأهيل المعلمين كصنّاع وعي: كيف يُنتج المصنع جودة إن لم يكن المهندس مدرَّبًا؟ المعلم هنا هو المهندس الحقيقي لخط الإنتاج العقلي. كلمة أخيرة صناعة التعليم هي أعقد الصناعات وأخطرها. فهي لا تقتصر على صناعة الفكر، بل تمتد إلى صناعة القيم، وصناعة القناعات، وصناعة المهارات. أما ترك التعليم مجرد تكرار، فهو كإعادة عرض مسرحية قديمة على جمهور غادر القاعة منذ زمن. والسؤال: هل نريد أن نكون متفرجين في مسرح السياسة، أم صُنّاعًا لوعي جديد قادر على إعادة كتابة السيناريو وإخراج عرض يليق بمستقبلنا؟
675
| 18 سبتمبر 2025