رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم عبد المجيد

كاتب وروائي مصري

مساحة إعلانية

مقالات

996

إبراهيم عبد المجيد

قصة قد أكتبها عن الجنيه المصري

22 أغسطس 2024 , 02:00ص

الصدفة جعلتني أشاهد في التلفزيون فيلمين تم فيهما ذكر المليون جنيه كآخر ما يطمح إليه الفرد. الفيلم الأول وهو فيلم «مليون جنيه» تمثيل نعيمة عاكف وكوكبة رائعة من الممثلين. محبتي لنعيمة عاكف تجعلني أجلس أمامها حتى الآن إذا عرفت بعرض فيلم لها. الفيلم كوميدي من إخراج زوجها حسين فوزي عام 1953 يترك فيه كبير العائلة مليون جنيه للورثة على تعددهم. غيرت المليون جنيه حياة الورثة ودراما وكوميديا ليس مجالها هنا، لكن ما فعله المليون جنيه بعد توزيعها عليهم جعلهم أغنياء يصرفون ببذخ وحفلات وغير ذلك. بعد يومين وبالصدفة أيضا رأيت فيلم «اللص» لفاروق الفيشاوي ونجلاء فتحي الذي أخرجه سعد عرفة عام 1990. الصراع على المليون جنيه وكيف فاز بها اللص فاروق الفيشاوي، وماذا فعل بها من بذخ على العشرات من الناس والعائلات. الفارق أربعون سنة تقريبا بين الفيلمين. تذكرت حال المليون جنيه الآن في مصر. صارت الشقة في حي شعبي تصل إلى خمسة ملايين. وفي الإسكان الاقتصادي للدولة تتجاوز المليونين. أما في الكامباوندات فتصل إلى عشرة ملايين، وكما افتخر رئيس الوزراء ففي مدينة العلمين الجديدة يصل سعر الشقة التي مساحتها تسعون مترا إلى ثلاثة عشر مليون جنيه، وهو كما قال سعر مناسب جدا للطبقة المتوسطة. عن أي طبقة متوسطة يتحدث رئيس الوزراء؟ لا أحد يعرف. شهدت الطبقة الوسطى والفقيرة خروجا كبيرا من مصر في منتصف السبعينات إلى دول الخليج العربي، وعادت لتشتري الشقق التي لا يزيد سعرها في الثمانينات عن خمسة عشر ألف جنيه. ارتفعت الأسعار شيئا فشيا لكنها حتى عام 2013 لم يكن الميلون جنيه ضمن حسابات أسعار الشقق إلا نادرا. انهيار سعر الجنيه أدى إلى ارتفاع أسعار مواد البناء حقا، لكن ليس لكي يحدث هذا الجنون. وكما تفعل الحكومة يفعل القطاع الخاص. لم لا؟ صارت أسعار الشقق لا يحكمها أي منطق، وفي كل يوم نسمع عن شاليهات في الساحل الشمالي مثلا يصل سعرها إلى سبعين مليون جنيه تباع في دقائق. هذا البيع في دقائق يجعل الحكومة تتصور أن الشعب قادر، ولا تسأل نفسها عن مرتبات العاملين وهل يمكن أن تساعد في ذلك. حتى السفر إلى الخليج لم يعد بكثافة الماضي ولا يصل إلى خمسة بالمائة منه. لو سألت الدولة نفسها ستعرف أن هذه الأموال إما أجنبية لأشقاء عرب أو لمصريين لا تتجاوز نسبتهم خمسة عشرة بالمائة من الشعب. فيلم نعيمة عاكف أضحكني وفيلم فاروق الفيشاوي حرك في السؤال عن الجنيه الذي انخفض إلى درجة أنه لم يعد موجودا. تذكرت المشروعات الأيقونية كما يُقال التي تقوم بها الدولة في مدن جديدة مثل العاصمة الإدارية، وآخرها مشروع بناء برج أيقوني جديد كما ذكر الدكتور محمد أبو الغار على صفحته في الفيسبوك نقلا عن مجلة النيوز ويك، بتكلفة بليون دولار- أي مليار- يرتفع إلى خمسين طابقا. العاصمة التي تم بناء أيقونات فيها مثل البرج الأيقوني المعادل لبرج دبي والجامع الأيقوني والكنيسة الأيقونية وغير ذلك ولا تزال خالية إلا من موظفين يذهبون إلى أعمالهم ويعودون. ما جرى للجنيه المصري قصة قد أكتبها أتخيله فيها يجلس بالليل وحده في الميادين يبكي وكلما سأله أحد لماذا تبكي يا حاج؟ يقول بهدلتوني وقللتم قيمتي بين العملات الأجنبية ببناء الكباري والمدن الخالية، وبعتم المصانع، وصار الشحاذ إذا أعطيته جنيها يلقيه في وجهك، أنا الذي كنت يوما أساوي ثلاثة دولارات يا مصريين!.

اقرأ المزيد

alsharq غزة.. والحلم خبزة

في مقابلة في إحدى القنوات الإخبارية ظهرت الأم الشابة التي تتحدث بألم وأسى عن الحالة التي وصلوا إليها... اقرأ المزيد

39

| 01 أكتوبر 2025

alsharq استدعاء إرث العدالة في زمن المؤسسات الحديثة

في رحاب معهد الدراسات الجنائية التابع للنيابة العامة في دولة قطر، خضتُ تجربة جميلة وجديرة بالتوثيق، إذ قدّمت،... اقرأ المزيد

33

| 01 أكتوبر 2025

alsharq ذوو الاحتياجات والدعم المطلوب

في إطار الاهتمام المتنامي الذي توليه الدولة لفئة التدخل المبكر ورعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، جاءت خطوة... اقرأ المزيد

33

| 01 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية