رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
من الأمور التي تتطور وتستحق الاهتمام خلال الأشهر القادمة تقارير الهيئات الدولية الشهرية التي تراقب وتُحلل توجهات السوق ، وجاء تقرير سكرتارية منظمة الأوبك لشهر أبريل 2015 والذي أكد على أمور أبرزها تعافي وارتفاع الطلب العالمي من 91.3 مليون برميل يومياً في عام 2014 إلى 92.45 مليون برميل يومياً خلال عام 2015 ، أي زياده تدور حول 1.15 مليون برميل يومياً وهو مؤشر جيد على تأثير هبوط أسعار النفط على أداء الاقتصاد العالمي ومعدل تنامي الطلب العالمي على النفط ، الأمر الثاني هو أن إجمالي إنتاج النفط الأمريكي يبقى عند 13.6 مليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من عام 2015 وهو أيضاً مؤشر إيجابي في صالح توازن السوق ودعم الأسعار كذلك فإن في الربع الأخير من عام 2015 يثبت عند متوسط الإنتاج في عام 2014 من دون تغيير وهو أيضاً مؤشر إيجابي لتأثير الأسعار على إنتاج النفط الأمريكي ، كذلك يشير التقرير إلى أن الطلب العالمي على نفط الأوبك يشهد ارتفاعاً خلال الربع الثالث من عام 2015 عند 30.3 مليون برميل يومياً و 30.7 مليون برميل يومياً خلال الربع الرابع من عام 2015.
لكن الأمر لا يخلو من المحاذير خصوصاً في ظل تعافي إنتاج النفط في ليبيا والعراق وارتفاع النفط السعودي بالإضافة إلى موعد عودة النفط الإيراني إلى السوق النفطية وهو ما سيؤثر على تسعير النفط الخام بشكل عام وفي أسواق الشرق بشكل خاص، فإن المخاطر مازالت حول ارتفاع المعروض وهو تحد يواجه السوق خصوصا أنه من داخل المنظمة وليس من خارجها ولكن أوبك نجحت في السابق ولا يوجد سبب من إمكانية تحقيق النجاح مرة أخرى لأنه يمثل أمنا استراتيجيا لأعضاء المنظمة بلا استثناء، وتبقى التطورات الجيوسياسية العامل الرئيسي في استمرار دعم أسعار النفط وعدم تركيز السوق على ارتفاع المخزون أو ارتفاع إنتاج أوبك خلال شهر مارس بـ 800 ألف برميل يومياً ، كما أن قيام المضاربين بتعزيز مراكزهم في الأسواق الآجلة أسهم في دعم أسعار النفط.
أما تقرير وكالة الطاقة الدولية لشهر أبريل يشير إلى ارتفاع الطلب العالمي على النفط من 92.5 مليون برميل يومياً في عام 2014 إلى 93.6 مليون برميل يومياً في عام 2015 أي زيادة مقدارها 1.1 مليون برميل يومياً، وهذه الزيادة تأتي من أسواق بعينها آسيا قريبا من 740 ألف برميل يومياً، منطقة الشرق الأوسط 160 ألف برميل يومياً، إفريقيا 170 ألف برميل يومياً.
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم حيث تستهلك ١٩ مليون برميل يوميا في ٢٠١٤ أو ما يعادل ٢١٪ من استهلاك العالم ، كما يرى بنك دويتشي أنها تمثل ثاني سوق بالنسبة للإسهام في ارتفاع الطلب العالمي على النفط خلال عام ٢٠١٥، فقد سجل الاستهلاك الأمريكي زيادة كبيرة خلال الربع الأول من عام ٢٠١٥، فقد ارتفع بمقدار ٨٠٠ ألف برميل يوميا مقارنة بالفترة ذاتها من عام ٢٠١٤ ، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب الأمريكي على النفط من 19.04 مليون برميل يومياً خلال عام 2014 إلى 19.25 مليون برميل يومياً خلال عام 2015 ، أي زياده مقدارها 210 ألف برميل يومياً ، كما أن ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي لشهر أبريل 2015 إلى 95.9 من 93 في شهر مارس 2015 يمثل تحسنا كبيرا يصب لصالح تعافي الاقتصاد الأمريكي.
تعتبر السوق الأمريكي من أكبر المستفيدين من هبوط أسعار النفط بسبب أمرين (١) أكبر مستهلك للنفط في العالم (٢) نسبة الضرائب على أسعار المنتجات المحلية أقل مقارنة بأسواق أخرى وبالتالي هبوط الأسعار ينعكس على المستهلك النهائي، ولكن مع ارتفاع تدريجي متوقع لأسعار النفط الخام خلال النصف الثاني فإن ذلك سيقيد الزيادة في تنامي الاستهلاك الأمريكي من المنتجات البترولية نسبياً.
كما أن البيت الاستشاري يتوقع انخفاضا في إجمالي إنتاج النفط وسوائل الغاز في الولايات المتحدة الأمريكية من 12.5 مليون برميل يوميا خلال الربع الثاني من عام 2015 ، 12.4 مليون برميل يومياً في الربع الثالث من عام 2015 ، إلى 12.3 مليون برميل يومياً خلال الربع الرابع من عام 2015، وهو أمر إيجابي لصالح السوق وتأثير هبوط أسعار النفط على إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية ، كما يتوقع التقرير ارتفاعا في الطلب على نفط الأوبك من 28.3 مليون برميل يومياً خلال الربع الثاني من عام 2015 إلى 29.8 مليون برميل يومياً خلال الربع الثالث من عام 2015 إلى 30.3 مليون برميل يومياً خلال الربع الرابع من عام 2015 ، وهو أيضاً يعني أن عام 2015 لم يكن كما كانت تتوقعه سوق النفط من أن الأسعار ستهبط دون 30 دولارا للبرميل والأسباب في ذلك عديدة ذكرنا بعضها ومن بينها أيضا انخفاض في قيمة صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى.
الرئيس التنفيذي لشركة بي بي يعتقد أنه لا يتوقع تعافيا سريعا للأسعار خلال الأشهر القادمة أو في الأفق ولكنه واثق أن شركة بي بي تستطيع التأقلم مع مستويات أسعار النفط الحالية لفترة طويلة، وأنه بالنظر إلى قوة الدولار فإنه بالإمكان اعتبار سعر المائة دولار للبرميل على أساس أنه حالياً في حدود الثمانين دولارا للبرميل.
الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية يتوقع أن تظل أسعار نفط خام برنت خلال عام 2015 تدور حول 60 دولارا للبرميل، وأن السوق قد تأقلم مع اعتبارات عودة إيران للسوق النفطية، وأنه يتوقع عودة بطيئة للنفط الإيراني للسوق النفطية أما عودة كاملة للسوق النفطية بمعنى رفع الإنتاج بمليون برميل يوميا لن يكون قبل ثلاث سنوات تقريباً.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8853
| 09 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم. فمن تحت الركام خرج الناس كأنهم يوقظون الحياة التي خُيّل إلى العالم أنها ماتت. عادوا أفراداً وجماعات، يحملون المكان في قلوبهم قبل أن يحملوا أمتعتهم. رأى العالم مشهدًا لم يتوقعه: رجال يكنسون الغبار عن العتبات، نساء يغسلن الحجارة بماء بحر غزة، وأطفال يركضون بين الخراب يبحثون عن كرة ضائعة أو بين الركام عن كتاب لم يحترق بعد. خلال ساعات معدودة، تحول الخراب إلى حركة، والموت إلى عمل، والدمار إلى إرادة. كان المشهد إعجازًا إنسانيًا بكل المقاييس، كأن غزة بأسرها خرجت من القبر وقالت: «ها أنا عدتُ إلى الحياة». تجاوز عدد الشهداء ستين ألفًا، والجراح تزيد على مائة وأربعين ألفًا، والبيوت المدمرة بالآلاف، لكن من نجا لم ينتظر المعونات، ولم ينتظر أعذار من خذلوه وتخاذلوا عنه، ولم يرفع راية الاستسلام. عاد الناس إلى بقايا منازلهم يرممونها بأيديهم العارية، وكأن الحجارة تُقبّل أيديهم وتقول: أنتم الحجارة بصمودكم لا أنا. عادوا يزرعون في قلب الخراب بذور الأمل والحياة. ذلك الزحف نحو النهوض أدهش العالم، كما أذهله من قبل صمودهم تحت دمار شارك فيه العالم كله ضدهم. ما رآه الآخرون “عودة”، رآه أهل غزة انتصارًا واسترجاعًا للحق السليب. في اللغة العربية، التي تُحسن التفريق بين المعاني، الفوز غير النصر. الفوز هو النجاة، أن تخرج من النار سليم الروح وإن احترق الجسد، أن تُنقذ كرامتك ولو فقدت بيتك. أما الانتصار فهو الغلبة، أن تتفوق على خصمك وتفرض عليه إرادتك. الفوز خلاص للنفس، والانتصار قهر للعدو. وغزة، بميزان اللغة والحق، (فازت لأنها نجت، وانتصرت لأنها ثبتت). لم تملك الطائرات ولا الدبابات، ولا الإمدادات ولا التحالفات، بل لم تملك شيئًا البتة سوى الإيمان بأن الأرض لا تموت ما دام فيها قلب ينبض. فمن ترابها خُلِقوا، وهم الأرض، وهم الركام، وهم الحطام، وها هم عادوا كأمواج تتلاطم يسابقون الزمن لغد أفضل. غزة لم ترفع سلاحًا أقوى من الصبر، ولا راية أعلى من الأمل. قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”. فانتصارها كان بالله فقط، لا بعتاد البشر. لقد خسر العدو كثيرًا مما ظنّه نصرًا. خسر صورته أمام العالم، فصار علم فلسطين ودبكة غزة يلفّان الأرض شرقًا وغربًا. صار كلُّ حر في العالم غزاويًّا؛ مهما اختلف لونه ودينه ومذهبه أو لغته. وصار لغزة جوازُ سفرٍ لا تصدره حكومة ولا سلطة، اسمه الانتصار. يحمله كل حر وشريف لايلزم حمله إذنٌ رسمي ولا طلبٌ دبلوماسي. أصبحت غزة موجودة تنبض في شوارع أشهر المدن، وفي أكبر الملاعب والمحافل، وفي اشهر المنصات الإعلامية تأثيرًا. خسر العدو قدرته على تبرير المشهد، وذهل من تبدل الأدوار وانقلاب الموازين التي خسرها عليها عقوداً من السردية وامولاً لا حد لها ؛ فالدفة لم تعد بيده، والسفينة يقودها أحرار العالم. وذلك نصر الله، حين يشاء أن ينصر، فلله جنود السماوات والأرض. أما غزة، ففازت لأنها عادت، والعود ذاته فوز. فازت لأن الصمود فيها أرغم السياسة، ولأن الناس فيها اختاروا البناء على البكاء، والعمل على العويل، والأمل على اليأس. والله إنه لمشهدُ نصر وفتح مبين. من فاز؟ ومن انتصر؟ والله إنهم فازوا حين لم يستسلموا، وانتصروا حين لم يخضعوا رغم خذلان العالم لهم، حُرموا حتى من الماء، فلم يهاجروا، أُريد تهجيرهم، فلم يغادروا، أُحرقت بيوتهم، فلم ينكسروا، حوصرت مقاومتهم، فلم يتراجعوا، أرادوا إسكاتهم، فلم يصمتوا. لم… ولم… ولم… إلى ما لا نهاية من الثبات والعزيمة. فهل ما زلت تسأل من فاز ومن انتصر؟
5496
| 14 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا صحفيًا لا وجود فيه للصحافة؟ منصة أنيقة، شعارات لامعة، كاميرات معلّقة على الحائط، لكن لا قلم يكتب، ولا ميكروفون يحمل شعار صحيفة، ولا حتى سؤال واحد يوقظ الوعي! تتحدث الجهة المنظمة، تصفق لنفسها، وتغادر القاعة وكأنها أقنعت العالم بينما لم يسمعها أحد أصلًا! لماذا إذن يُسمّى «مؤتمرًا صحفيًا»؟ هل لأنهم اعتادوا أن يضعوا الكلمة فقط في الدعوة دون أن يدركوا معناها؟ أم لأن المواجهة الحقيقية مع الصحفيين باتت تزعج من تعودوا على الكلام الآمن، والتصفيق المضمون؟ أين الصحافة من المشهد؟ الصحافة الحقيقية ليست ديكورًا خلف المنصّة. الصحافة سؤالٌ، وجرأة، وضمير يسائل، لا يصفّق. فحين تغيب الأسئلة، يغيب العقل الجمعي، ويغيب معها جوهر المؤتمر ذاته. ما معنى أن تُقصى الميكروفونات ويُستبدل الحوار ببيانٍ مكتوب؟ منذ متى تحوّل «المؤتمر الصحفي» إلى إعلان تجاري مغلّف بالكلمات؟ ومنذ متى أصبحت الصورة أهم من المضمون؟ الخوف من السؤال. أزمة ثقة أم غياب وعي؟ الخوف من السؤال هو أول مظاهر الضعف في أي مؤسسة. المسؤول الذي يتهرب من الإجابة يعلن – دون أن يدري – فقره في الفكرة، وضعفه في الإقناع. في السياسة والإعلام، الشفافية لا تُمنح، بل تُختبر أمام الميكروفون، لا خلف العدسة. لماذا نخشى الصحفي؟ هل لأننا لا نملك إجابة؟ أم لأننا نخشى أن يكتشف الناس غيابها؟ الحقيقة الغائبة خلف العدسة ما يجري اليوم من «مؤتمرات بلا صحافة» هو تشويه للمفهوم ذاته. فالمؤتمر الصحفي لم يُخلق لتلميع الصورة، بل لكشف الحقيقة. هو مساحة مواجهة بين الكلمة والمسؤول، بين الفعل والتبرير. حين تتحول المنصّة إلى monologue - حديث ذاتي- تفقد الرسالة معناها. فما قيمة خطاب بلا جمهور؟ وما معنى شفافية لا تُختبر؟ في الختام.. المؤتمر بلا صحفيين، كالوطن بلا مواطنين، والصوت بلا صدى. من أراد الظهور، فليجرب الوقوف أمام سؤال صادق. ومن أراد الاحترام فليتحدث أمام من يملك الجرأة على أن يسأله: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟
4998
| 13 أكتوبر 2025