رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. ياسر محجوب الحسين

  [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

902

د. ياسر محجوب الحسين

قطر ودارفور من الرابح؟

21 مايو 2011 , 12:00ص

كانت زيارة الزميل جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية للخرطوم في الأيام الماضية مناسبة لإلقاء الضوء على دور قطر الإقليمي وما يثار حوله ربما حسد من عند أنفسهم.. ما يهمنا ملف قضية دارفور الذي تقبض عليه قطر كالقابض على الجمر لتعقيده والتقاطعات التي تحيط به.. اليوم الفرصة سانحة لإحداث اختراق كبير في الملف بعد التغيير الذي تم في مصر وكذلك الذي يجري في ليبيا (Under process) عسى الله أن يفتح على ثوارها فتحا مبينا.. مصر في العهد السابق وليبيا وقفتا حجر عثرة أمام أي إنجاز في ملف دارفور العصي.

هنا في الدوحة تحاول قطر رسم لوحة سودانية مستخدمة ألوانا رئيسية بهيجة، إنها ألوان السلام والتفاؤل والانشراح.. ألا ليت شعري لا يكفي على الإطلاق أن نقول لقطر شكراً على وساطتك الخيرة وتبرعك السخي غير المسبوق للتنمية في دارفور.. مليار دولار تعني الكثير، إنه اقتران القول بالعمل.. إن كانت قطر تسعى لسمعة وأضواء إعلامية كان يكفيها أن تقرع قناتها "الجزيرة" على الحدث وتملأ الدنيا صخبا وضجيجا.. لاشك أن دارفور تحتاج لأموال طائلة لإنجاز التنمية وكنس آثار عبث الحركات المسلحة.. كلنا كنا نتمنى وليس كل ما يتمناه المرء يدركه أن تتوحد حركات دارفور وأن تتمكن من الاتفاق على سقف تفاوضي واحد حتى يوقع اتفاق واحد شامل ونغلق هذا الملف نهائيا.. هذا لم يحدث ولم تتوفر الإرادة اللازمة حتى الآن للحركات لإنهاء معاناة أهلها في دارفور.. إنهاء هذا الملف ليس الرابح فيه الدبلوماسية القطرية، وإنما الرابح الأكبر هو الشعب السوداني والمواطنون في دارفور.. إن إيقاف طلقة واحدة مكسب كبير وخطوة مهمة في طريق السلام الشائك.. الساحة السياسية في السودان كبيرة ومتسعة بحيث يمكنها استيعاب كل القوى السياسية دون استثناء.

عندما تُذكر قطر وأميرها يُذكر على الفور اتساع الأفق السياسي والدبلوماسية الفذة.. في قطر حلت الرؤية مكان نمطية الدولة العظمى بخيلها ورجالها بترسانتها العسكرية والنووية.. إذن فنحن أمام مفاهيم جديدة للدولة الكبرى المتفاعلة مع القضايا الساخنة.. الإصلاحات الراهنة في قطر كانت من أفكار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني فلم يكن هناك من تظاهر أو مطالبة بالإصلاح أو بالمشاركة السياسية مما دعا البعض ليتساءل: هل يمكن لبلد تقليدي مثل قطر أن تتبنى الإصلاح بقرار صادر من القمة إلى القاعدة؟ ولأن سلطة الأمير في دول الخليج مطلقة دائما ومن النادر تقديم مبررات لقراراته التي لا يمكن إعادة النظر فيها.. فإن أولئك البعض يستغرب حدوث تحولات هيكلية وسياسية تفضي إلى نظام سياسي مبتكر كما هو الحال في قطر.

من النادر جدا أن يظهر أمير قطر في قناة الجزيرة.. نحن نذكر جيدا إبان أحداث غزة المؤلمة عندما نقلت (الجزيرة) خطابا للشيخ حمد بن خليفة حول أحداث غزة، وهو خطاب ثوري بالنظر إلى طبيعة الأنظمة الخليجية المحافظة التي تؤثر السلامة.. (ثورية) خطاب أمير قطر ظهرت من خلال التعابير والمصطلحات التي جاءت في الخطاب هذا من حيث المضمون، أما من حيث الشكل والإخراج فقد ظهرت (ثورية) الخطاب في التوقيت والبث عبر (الجزيرة) على طريقة بيان رقم (1).. (الجزيرة) زراع إعلامية واسعة الانتشار ونافذة التأثير على الرأي العام عربيا ودوليا.. الأمير أشاد بلهجة (ثورية) بصمود أهل غزة قائلا:"أهلنا في قطاع غزة يتصدون للعدوان بصدور عارية ويسطرون بدمائهم صفحات مشرقة تشرف الأمة بأسرها". نعم هذا خطاب لم نعهده في دولة خليجية. وحرص الأمير على إبلاغ رسالة أخرى بشأن القمة الطارئة التي تبنتها قطر وأثارت انقسامات حادة بين الزعماء العرب، قائلا: "إن عقد القمة هو أقل ما تتوقعه الشعوب منا، وكان رأينا وما زال أنه بوسعنا أن نفعل شيئا وأن الإشكال لا يكمن في القمة بل في إرادتنا التي نأتي بها إلى القمة".

ربما يحرج بعض الكتاب الصحفيين في ظل المد الثوري في المنطقة والحنق على الحكام دون استثناء من قول كلمة حق في حاكم من الحكام وإلا يوصف بالتملق و(مسح الجوخ)، لكننا لا نبال في قول ما نعتقده صوابا في حق أمير قطر ونقول للأمير نحن عندما نقصد قطر لحاجة فنحن على ثقة أننا نقصد معترفا بقدر السودان وأهله وسيبقى سراج الوصل أزهر بيننا لأنكم ساعون لاجتراح كل حل تندفع به غوائل الفتنة ونذر الشّر في دارفور.. ليبقيك الله أيها الأمير في عزّة ومنعة من شعبك وبلدك.

مساحة إعلانية