رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لاشك أن الذين يسبرون أغوار الأحداث في منطقتنا وخصوصا سوريا والعراق ومصر واليمن وليبيا، يدركون أن الاستعمار الحقيقي مازال مسيطرا, وإن اختلفت أساليبه فيها, فاليهودية الصهيونية - ولافرق بينهما – والصليبية, والشيوعية الخادمة الأمينة لليهود وكيان الصهاينة, والشيعة التي نصَّبت نفسها قديما وحديثا بفروعها المغالية لمآرب هؤلاء جميعا.. وكلهم يسعون إلى الهيمنة بخطط مدروسة لا تجعلهم يخسرون إلا النادر من جنودهم في هذه الحَلَبة الكبيرة – والنادر لا حكم له – وقل الشيء نفسه في مواردهم البشرية وبلادهم ومدنيّاتهم , بينما نستنزف نحن وحضارتنا إلى قاعٍ دموي لا يمكن أن يحلموا به حتى لو كان استعمارهم بجيوش جرّارة..
وهكذا، فإنهم يستعملون الطائرات دون طيار ويقصفون عن بُعد جوا وبحرا وحتى بَرّا فإنهم يَرمون من مكان قَصِيّ, وبالتالي فهم يتعظون من حروبهم السابقة ضدنا, ونبقى نحن الضحايا دائما بعشرات الآلاف بل مئات كما في سوريا ويُجرح أضعافهم بل يزيد, ويُسجن أضعافهم كذلك بل يزيد, ويُشرّد الملايين داخل البلاد أو في المواقع المجاورة أو أوربا, ويعانون من الآلام والمآسي بما لا يعلمه إلا الله, ومثلا فما معاناة أهلنا المدنيين في "مضايا" وريف دمشق في الغوطتين, وكذا في ديرالزور وغيرها... إلا نماذج بسيطة في ذلك. وكما قال نائب الأمين العام للشؤون الإنسانية: إن ثمة 400 ألف محاصر سوري, ولابد لكل أحد حتى من غير الأمم المتحدة - التي تقدم ما تستطيع - أن يعين لإنقاذهم من الموت المحقق!.
وإننا إذا ذهبنا نستكْنِهُ ما وراء الخبر فلا ريب أن اليهود المجرمين هم وراء ما يجري بالدرجة الأولى, وقد حدثنا الله: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) المائدة – 82. فهم أصل كل بلاء وأفعاهم تَتَلَوَّى في معاقل المسلمين عبر التاريخ, وطبعا فإنه يأخذ حُكمَهم من عمل أعمالهم حتى لو كان عربيا أو مسلما أو متأسلما أعجميا, أما رأينا في حرب غزة الأخيرة كيف أن بعض حكام العربان وعرّابي اليهود قد كانوا أنكى منهم دعما ماديا ومعنويا! وهل أسقط الخلافة الإسلامية إلا اليهود؟ أَمَا كان اليهود المؤسسين الأوائل للشيوعية, ورأينا تعاون أحزابها في سوريا والعراق ومصر. وعرفنا أنها كانت في خدمة الصهيونية التي جمعت سَرَطانَيْ الرأسمالية وهذه الشيوعية معاً, وهل ننسى نفوذ اليهود في أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا, وأن أمريكا خصوصا أصبحت الألعوبة الخاضعة كيفما تهوى إسرائيل, وأن حوالي مليون يهودي روسي اليوم فيها يعملون لترسيخها على الدوام, وأن "بوتين" عندما زار الهيكل مؤخرا صرح: بأن علائقنا مع اليهود لا يستطيع أحد أن يقطعها! وأن أول كلمة قالها "النتنياهو لبوتين" في موسكو قُبَيل التدخل الروسي في سوريا: اطمئن فإن الأسد لن يذهب ! طبعا لأنه وأبوه الوحيدان اللذان لن يستغني عنهما اليهود والغرب الصليبي لتنفيذ المؤامرات وتحقيق المصالح وحماية إسرائيل في المقام الأول. أمَا أسهم كليهما في ضرب الفلسطينيين وخصوصا في تل الزعتر بلبنان مع أنهم حَمَوا حزب الكتائب المسيحي يومها!, وكان العماد "مشيل عون" ضدهم ثم أصبح معهم طوع بنان الأسد الابن. أتدرون لماذا؟ لأن العَمّ سام لا يريد إلا ذلك,وقد عرف كل منهما الآخر بالمظاهر فكان عون يقول: إذا أردت زيارة سوريا أرسل لي بشار طائرة خاصة لِتُقلَّني مع أسرتي! وهكذا يا سادة دعوكم من الشعارات والوعود فالممارسات قد فضحتهم, وهبَّت الثورة السورية فعرّتْهم حتى من ورقة التوت!. ومع ذلك ترى سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية اليوم مع خصمه اللدود "عون" بعد لَدَدِ أكثر من ربع قرن, يرشحه لرئاسة لبنان – طبعا إن هذا السيناريو لا يجعلنا نغفل أبدا عن نفوذ اليهود في المشهد, وكيف ؟ وقد كان جعجع قد سجن عدة سنوات بهذه التهمة, وكان عون قد نُفِي إلى باريس أيضا! ثم رجع وأطلق سراح جعجع بعد أن نفذ الجيش السوري انسحابه مجبورا! واقرأ كتابَيْ "سلطة الاستخبارات في سوريا" لرضوان زيادة. و(الصراع العربي الإسرائيلي) لمحمد عبد الغني النواوي فهما مفيدان.
والذي حدث هذا الأسبوع يدلنا أن إيران الشيعية متفقة وأمريكا وروسيا لإبقاء نفوذها خادمة لهما وللمشروع الصهيوني ولذلك وبمعرفتنا بنظام ولاية الفقيه فإن الجغرافية ملغاة كما هي إسرائيل التوسعية, إذ تتبع العراق وسوريا لإيران ولبنان لسوريا بعد ترشيح عون وقبله سليمان فرنجية الصديق الشخصي للأسد ولصالح 8/ آذار, وتُستنزف السعودية في اليمن المدعوم إيرانيا..
وختاما، فيجب ألا ييأس أهل الشام فإنهم منصورون. أخرج أحمد في مُسنده 5/269 عن أبي هريرة عنه عليه السلام: ( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرّهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة)..
اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن
انطلاقاً من دعمها المستمر للشعب اليمني الشقيق، جاء ترحيب دولة قطر باتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن، الذي... اقرأ المزيد
51
| 25 ديسمبر 2025
لغة خير أمة لغة الحياة
لغتنا تحدثنا وتقول لنا: أنا لغة خير أمة.. أنا لغة القرآن الكريم.. أنا لغة الإسلام لا دين غيره..... اقرأ المزيد
45
| 25 ديسمبر 2025
تكررت آيات شبيهة المعنى بالآية أعلاه التي اتخذناها عنواناً لحديث اليوم، وكل الآيات الشبيهة تستنكر التصاق الأبناء بإرث... اقرأ المزيد
45
| 25 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي يجمع المنتخبين الأردني والمغربي على استاد لوسيل، في مواجهة تحمل كل مقومات المباراة الكبيرة، فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. المنتخب الأردني تأهل إلى النهائي بعد مشوار اتسم بالانضباط والروح الجماعية العالية. كما بدا تأثره بفكر مدربه جمال السلامي، الذي نجح في بناء منظومة متماسكة تعرف متى تضغط ومتى تُغلق المساحات. الأردن لم يعتمد على الحلول الفردية بقدر ما راهن على الالتزام، واللعب كوحدة واحدة، إلى جانب الشراسة في الالتحامات والقتالية في كل كرة. في المقابل، يدخل المنتخب المغربي النهائي بثقة كبيرة، بعد أداء تصاعدي خلال البطولة. المغرب يمتلك تنوعًا في الخيارات الهجومية، وسرعة في التحولات، وقدرة واضحة على فرض الإيقاع المناسب للمباراة. الفريق يجمع بين الانضباط التكتيكي والقوة البدنية، مع حضور هجومي فعّال يجعله من أخطر منتخبات البطولة أمام المرمى. النهائي يُنتظر أن يكون مواجهة توازنات دقيقة. الأردن سيحاول كسر الإيقاع العام للمباراة والاعتماد على التنظيم والضغط المدروس، بينما يسعى المغرب إلى فرض أسلوبه والاستفادة من الاستحواذ والسرعة في الأطراف. الصراع في وسط الملعب سيكون مفتاح المباراة، حيث تُحسم السيطرة وتُصنع الفوارق. بعيدًا عن الأسماء، ما يجمع الفريقين هو الروح القتالية والرغبة الواضحة في التتويج. المباراة لن تكون سهلة على الطرفين، والأخطاء ستكون مكلفة في لقاء لا يقبل التعويض. كلمة أخيرة: على استاد لوسيل، وفي أجواء جماهيرية منتظرة، يقف الأردن والمغرب أمام فرصة تاريخية لرفع كأس العرب. نهائي لا يُحسم بالتوقعات، بل بالتفاصيل، والتركيز، والقدرة على الصمود حتى اللحظة الأخيرة.
1137
| 18 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
1098
| 22 ديسمبر 2025
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
864
| 24 ديسمبر 2025