رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
المشكلة الحقيقية التي نواجهها، نحن المسلمين، ليست تصريحات ماكرون ولا توجهات اليمينيين المتطرفين في أوروبا، وإنما هي في وجود تيار صهيوعربي تقوده أبوظبي يُحرِّضُ على المسلمين، ويدعم كل الأعمال العنصرية ضدهم في العالم. ولعلَّ أبسط مثال لها هو الحملة الشعواء التي قام بها اللوبي الصهيوإماراتي ضد قيام دولة قطر بتخصيص موازنة لتعليم اللغة العربية في مدارس ثانوية بالولايات المتحدة قبل سنوات قلائل، متهماً بلادنا بأنها تسعى لنشر الإرهاب من خلال هذا العمل الحضاري العظيم. أما أعظم تجليات العداء للإسلام والمسلمين فتتمثل في تصريحات شوقي علام، مفتي مصر، الذي أخذ يُحرِّضُ الغرب على المواطنين الأوروبيين المسلمين قائلاً: إن أكثر من نصفهم دواعش وإرهابيين، متناسياً أن التحريض على مسلم هو من أعظم الأمور مقتاً عند الله. ولكننا لا نعتب عليه؛ فالرجل مجرد موظف رسمي في نظام انقلابي، ولا ننتظر منه إلا مزيداً من إعلان الكراهية لأمتنا وعقيدتنا إرضاءً لنظامه الذي تديره أبوظبي.
بعد احتلال ألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر لفرنسا سنة 1940م، تكونت في باريس حكومةٌ خاضعة لألمانيا، فأعلن أربعمائة سجينٍ فرنسيٍّ عصيانهم في أحد السجون الفرنسية بالجزائر، سنة 1941م، احتجاجاً على خضوع رئيسها: فيليب بيتان للحكم النازي، فأمرت قيادة السجن الحراس، وهم من الجزائريين المسلمين، أن يطلقوا النار على السجناء، فرفضوا لأن الإسلام يُحرِّم قَتْل الأسرى والعُزَّلِ. وكان بين هؤلاء السجناء الفيلسوف الفرنسي الكبير: روجيه غارودي، الذي كانت تلك الحادثة بدايةً لمسيرةٍ طويلةٍ في حياته لدراسة الإسلام، انتهت سنة 1982م بإعلان إسلامه. وكان طوال عمره ضيفاً دائماً على وسائل الإعلام الفرنسية، لكنه أخذ يقرأ التاريخ من زوايا الواقع والحقائق، وبدأ ينتقد ما فعلته وتفعله بلاده والدول الغربية في العالم الإسلامي، ثم شكَّكَ في المحرقة اليهودية: الهولوكوست، استناداً إلى حقائق تاريخية منطقية، فحُكِمَ عليه بالسجن سنةً، وابتعدت عنه وسائل الإعلام حتى وفاته سنة 2012م، رحمه الله.
هذه القصة، تؤكِّدُ على أن تصريحات الرئيس ماكرون ضد الإسلام والمسلمين ليست وليدة اليوم، وإنما ترتكز على إرثٍ من العنصرية والاستعلاء تمتد جذوره عميقاً في العقلية الفرنسية المُتخمة بتاريخ طويل من الاستعمار والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها فرنسا ضد المسلمين حين استعمرت بلادهم. ونحن لا نتحدث عن تاريخٍ بعيدٍ، وإنما عن تاريخٍ قريبٍ نسبياً كانت ساحاته الجزائر وتونس وسوريا وسواها من دول عربية إسلامية في النصف الأول وبدايات النصف الثاني من القرن العشرين.
قراءة تاريخ الاستعمار الأوروبي لبلادنا الإسلامية تجعلنا ندرك أن فرنسا لم تُقدم للشعوب إلا الجرائم ضدها، ونَهْبَ ثرواتها، ودعم طغاتها. ولم تتميز سياساتها بنوع من الدهاء السياسي الذي تميزت به سياسات الاستعمار البريطاني، وإنما كانت أعمال عُنف لا مثيل لها. واليومَ، يدرك ماكرون أن بلاده ليست لاعباً حقيقياً في العالم، وإنما هي دولة من الدرجة الثالثة في التأثير السياسي؛ ويأتي ترتيبها بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين وألمانيا عالمياً، وبعد تركيا القوة الصاعدة الجديدة في الشرق والعالمين العربي والإسلامي. ولذلك، نجده يحاول الرجوع إلى حالة الصدام الحضاري بين أوروبا والعالم الإسلامي، لأنه يتوهم أن هذا الأمر سيساعد بلاده على قيادة كتلة سياسية واقتصادية ضخمة هي الاتحاد الأوروبي.
نقول لماكرون، الذي صدَّعَ رؤوسنا بالحديث عن القيم العلمانية لفرنسا، إن الجرائم تقع بدوافع انفعالية دينية في كل الدنيا، لكن التحقيق بشأنها يظل دائماً في إطار أنها جرائم فردية، وتتم معالجتها بالقانون وليس بالعنتريات العنصرية ضد أكثر من ملياري مسلم في الدنيا. وكان الأولى بماكرون أن يقتدي ببريطانيا وألمانيا اللتين تتعاملان مع مواطنيهما المسلمين كجزء أصيل من النسيج البشري والحضاري لشعبيهما، ولا تسمحان بتعالي النبرة العنصرية الرسمية ضدهم. فقد كان بإمكانه أن يتحدث كرئيس لكل الفرنسيين، ويدعو لنقاش وطني يطرح من خلاله المسلمون الفرنسيون قضاياهم، ويطالبون بقانون يمنع التعرُّض لعقيدتهم ورموزها أسوةً باليهود الفرنسيين. لكنه يدرك أن ذلك سيُفقده أصوات الغوغائيين اليمينيين المتطرفين، فاندفع يهاجم الإسلام بصورة شعبوية لا تليق بمكانته كرئيس لفرنسا.
كلمة أخيرة:
الإسلام ليس مجرد عقيدة دينية، وإنما هو روح إنسانية حضارية عظيمة لا يمكن لأحد أن يُشوهها، أو يطعن في نُبلها وتحضُّرها وإنسانيتها.
كاتب وإعلامي قطري
قرار يستحق الدراسة مسبقاً
حينما صدر القرار الوزاري في عام 2023 بإعفاء أبناء الأئمة والمؤذنين من رسوم الكتب والمواصلات في المدارس الحكومية... اقرأ المزيد
189
| 30 ديسمبر 2025
أصالة الجمال الحق !
ما أثمن أن يصل الإنسان إلى لحظة صفاء، تلك اللحظة النادرة التي تهدأ فيها ضوضاء الداخل، ويخفّ فيها... اقرأ المزيد
144
| 30 ديسمبر 2025
الدوحة.. هوية تُبنى بهدوء وتُخاطب العالم بثقة
في زمنٍ تتسابق فيه المدن على ناطحات السحاب، وتتنافس الدول على مظاهر القوة الخشنة، اختارت الدوحة طريقًا مختلفًا:... اقرأ المزيد
69
| 30 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كاتِـبٌ وَإِعْـلاميٌّ قَـطَـرِيٌّ
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2010
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1614
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1134
| 24 ديسمبر 2025