رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أسماء الجرموزي

مساحة إعلانية

مقالات

3609

أسماء الجرموزي

لحظة إدراك!

20 سبتمبر 2024 , 02:00ص

كُنت دائماً أسمع أن الإنسان تأتيه لحظة إدراك قوية وكبيرة للحد الذي تجعله يوعى وينضج لنفسه ولأولويات أموره في الحياة وقد تأتي هذه اللحظة لتسلب جزءا كبيرا من نورك الممتد وإيجابيتك المُطلقة وحكمتك الراكزة، نعم في لحظة الإدراك الحقيقية قد تنصدم من مرارة الواقع وبشاعة بعض المحطات به فلولا هذه اللحظة ولولا هذه الرسالة الربانية لك بأنك يجب أن توعى للإدراك بما تقوم به وما تعيشه وتمارسه وتقضي معظم الوقت به؛ لِما أرسل لك الله سبحانه وتعالى هذه اللحظة!

قد ترى في بداية الأمر بأنك في وسط كابوس مُزعج يُطاردك كل ثانية عندما تستوعب حقيقة الإدراك في بدايته، ولكن عليك أن تفهم وتعلم وتستشعر أن هذا الوقت الذي صحيّت لهُ من غفلتك كان لِحكمة يعلمُها الله وتجهلها أنت وكان لخير يُقربه الله لك وشر يُبعده عنك وكان لفرج يُهديك إياه وكُربة يُخرجك منها؛ الإدراك الذي يأتي إليك فجأة دون مُخططات سابقة منك فهذا هو الإدراك الإلٰهي الحقيقي الذي تعود من خلاله لله وتتوب لهُ توبةً نصوحًا حتى تبدأ من جديد ولكن هذه المرة ستكون بدايتك من خِبرة اكتسبتها ودروس تعلمتها وتوجيه أخذت به، هذه البداية ستكون أفضل من كُل بداية فليست كُل بداية تُسمى بداية إن لم يكن لها إدراك كاف ورسائل ربانية تُطمئن قلبك بأنك في الدرب الصحيح والمسار الموّجه لدينك وعافيتك وطموحك وشغفك وحُلمك الحقيقي لا المُزيف هذه هي لحظة الإدراك..كُل لحظة تأتيك وتشعر من خلالها بالندم على خطأ ارتكبته في الماضي بحق نفسك وتُفيض عيناك ألمًا تجاهه؛ تأكد بأنها رسالة الله لك بأنه غفورٌ رحيم، وهو جل جلاله القائل في كتابه الكريم:{ قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين} أي، الندم والرجوع لله دون تراجع فيه والثانية قوله تعالى:{ والله يريد أن يتوب عليكم} أي، إرادة الله سبحانه وتعالى بأن يتجاوز عن ذنوبنا إذا رأى إقبالنا نحوه بيقين التوبة له.

مساحة إعلانية