رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام حمود

ابتسام حمود

مساحة إعلانية

مقالات

324

ابتسام حمود

نحتاجُ هزة من أجل غزة !

20 يناير 2016 , 02:26ص

عشر سنوات منذ أن شهدنا آخر دموع التماسيح العربية التي انهمرت وازدهرت بفضلها تجارة صناعة المناديل الورقية!.. عشر سنوات منذ أن انتفضت الشوارع العربية وهي تهتف الموت لإسرائيل والعزة لشعب غزة!.. سنوات عشر منذ أن هيأت حكوماتنا العزيزة أراضيها لعقد القمم والاجتماعات الوزارية للتباحث من أجل غزة وتناحرت الآراء حول من هو الأحق لتقرير مصير غزة بينما في الحقيقة كان السباق من هو صاحب الصدارة في الشجب أولاً لما يجري في غزة!..سنوات والعدوان الإسرائيلي مستمر وهي نفس الفترة التي خمدت فيها عناقيد الغضب العربي وغدت بذوراً تنتظر دماء جديدة لتنمو وتضحى عناقيد من جديد!.. عقد من الزمان مر ونحن كل يوم نقول لبيك يا غزة!..مسكينة يا غزة.. محاصرة يا غزة..متى تموتين يا غزة ؟!.. هل أبدو مزعجة وأنا أحتفل بذكرى عشر سنوات من حصار غزة الظالم في الوقت الذي يشهد فيه العالم العربي (غزات) أخرى في سوريا واليمن ومصر والعراق ؟!.. هل أبدو شاذة في دعوتي لتذكر هذا القطاع في الوقت الذي يبحث فيه الجميع تحقيق الحلم بالعودة لطاولة المفاوضات بشأن الإعلان عن السلام الذي باتت حروفه تضحكني وكأنني أمام سيرك لا يتوقف فيه المهرجون عن ممارسة حركاتهم البهلوانية التي لا تثير الضحك بقدر ما تثير عقولهم الفارغة مواطن الضحك فينا؟!.. هل أبدو تافهة في دعوة الجميع إلى استقطاع جزء يسير من أوقاتهم الثمينة لتذكر دمار وشهداء غزة الذين تساقطوا كالشهب المنتحرة وجرفتهم الدبابات الإسرائيلية كالحصاد المزهو بثماره في اللحظة التي احتفلت فيها حكومة الانقلاب المصرية بإكمال (جدارها الفولاذي) الفاصل بين غزة المحاصرة وبين حدود مصر التي تشرف على معبر رفح الذي أصر على وصفه بالمعبر (العربي) وليس من حق مصر التحكم فيه لمجرد أنه يقع على حدودها باعتبار أن فلسطين قضية كل العرب ومهمة إنقاذ شعبها لا يقع على عاتق مصر وحدها بل الجميع وعليه يجب أن يكون رفح عربياً وبقرقعة كؤوس الفرح بعد ردم معظم أنفاق الحياة التي كانت تمد شعب غزة بالغذاء والدواء؟!..ولا أود حقيقة ذكر ما أرسله لي أحدهم في ضرورة التفهم لما تقوم به مصر في إنشاء هذا الجدار الفولاذي وما ختم به رسالته في إنه (يجب أن نحترم مصر لأن مصر فوق الجميع)!.. وأنا أقول له إنه لا أحد فوقنا ولا تحتنا ومصر دولة عربية رغم ثقلها السياسي والجغرافي في القضية لكنها تتحمل بلا شك جزءاً كبيراً من المأساة الفلسطينية التي تضاعفها اليوم بمشاهد الموت المؤلمة التي يشهدها المعبر بمنع الانقلاب الولوج أو الخروج منه لشعب يعاني الحصار الجائر وتمثل له قاهرة السيسي اليوم سداً منيعاً لأي محاولة لإمداده بالغذاء والدواء عبر الأنفاق التي أعتبرها حلالاً ومشروعة في ظل الاحتلال الإسرائيلي الغادر على شعب يريد أن يحيا أطفاله كما يحيا أطفال العرب جميعاً..فهل يعد هذا قلة أو عدم احترام لمصر؟!..هل يكون المطالبة بأن تعلو الأخلاق العربية والنصرة الإسلامية قلة احترام لمصر؟!..هل يغدو الشجب والاستنكار لخنق الرئة التي يتنفس منها الفلسطينيون في غزة أن العرب يقلون أدبهم على مصر؟!..هل ندائي بأن تكون الرحمة والرأفة بشعب غزة الذي يكتوي بنيران العدوان والحصار الإسرائيلي الممتد منذ عام 2007 هي السائدة وألا تكون الاتفاقيات المصرية الإسرائيلية هي السادية المقنعة اليوم هو عدم احترام لمصر؟!!.. بالله عليك أفق!.. وانظر بعين الإنسان العربي الذي يتخلى اليوم عن الوطن الصغير الواحد ليكون وطنه وبعد مرور عشر سنوات لم تقم مصر بأي شيء يذكر لغزة في إطعام الجائعين منهم أم معالجة مرضاهم أو حتى إنارة شمعة يتيمة تضيء لياليهم المظلمة التي يقضونها في العراء يلتحفون السماء ويفترشون الأرض ليكون هذا الوطن اليوم هو غزة وفلسطين على العموم!.. من التي فوق الجميع يا هذا والعرب يتساوون في مواقفهم المخجلة التي تربى الأجيال جيلاً بعد جيل وفلسطين تقارب قرناً من الاحتلال الإسرائيلي على أرضها؟!..أي فوق وأي تحت وأي جنب وكأنها أصبحت كرة قدم المقدمة تمتاز بحسن الأدوار من الذين يقبعون بالمؤخرة!.. لا أحد فوق غزة ومن يتعالى على هذه المأساة التي ستبقى وصمة عار على جبين الأمة العربية الإسلامية من الذين ينطقون الضاد وتتغير لهجاتهم فلا يعرف المصري لهجة اللبناني ولا الخليجي لغة المغاربة ولا الشامي لغة السوداني والصومالي هو الذي يشعر بنقص أو خلل ما .. هكذا يحللونها يا صديقي!..من هي التي تحتل صفة (أنا فوق الجميع) إن كانت أسهمها اليوم في النازل على ما يقولون وتعد اليوم ليست شاهدة على ما يجري في غزة ولكنها من المشاركين فيما يجري هناك والدلائل كثر لا تتسع المجلدات لسردها ولكن التاريخ قادر بلا شك على ضمها وحفظها وكشفها دون إدخال رقم سري يحرص الكبار على تدوينه لتغييب جوانب مخيفة من ذاكرة حياتهم؟! .. قلتها لي وسأردها إليك بأفضل مما قيلت.. "يا شيخ اتلهي ! ."

فاصلة أخيرة:

إذا بكت العيون على شهيد طاهر من غزة

فأخبرهم بأن ثراه حي ٌ

وإنما ضمير العرب محتاجٌ إلى هزة !

اقرأ المزيد

alsharq فن التعامل مع العميل الغاضب

في بيئة العمل، نلتقي يومياً بأشخاص يختلفون عنا في أنماطهم وسلوكياتهم وتوقعاتهم. منهم من يمر مرور النسيم؛ هادئاً،... اقرأ المزيد

63

| 17 أكتوبر 2025

alsharq تحقيق الثروة الاقتصادية عن طريق الموارد البشرية

الرضا الوظيفي له دور كبير فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وقد يعتقد الكثير من الهيكل الوظيفي المسئول... اقرأ المزيد

96

| 17 أكتوبر 2025

alsharq الجدالات التي تسرق أعمارنا

منذ عشر سنوات، كنت أدخل النقاشات كما يدخل أحدهم في معركة مصيرية. جلسة عائلية تبدأ بسؤال عابر عن... اقرأ المزيد

45

| 17 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية