رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د عبد الهادي العجمي

• أستاذ التاريخ – جامعة الكويت

مساحة إعلانية

مقالات

1515

أ.د عبد الهادي العجمي

عصا السنوار وجن سليمان

19 يناير 2025 , 02:00ص

تقول العرب فلانٌ ألقى العصا «أي أنه وصل لغايته ومبتغاه»

الاتفاق الذي عُقد بين حماس والأطراف الدولية، ممثلة في الحكومة القطرية كوسيط رئيسي، والأطراف الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، وبين الكيان الصهيوني، يمثل واحدة من أهم الهزائم التي تعرض لها الاحتلال منذ سنوات طويلة. لا شك أن غزة وشعبها الصامد قد رموا الاحتلال بعصا السنوار، بعدما قدموا كل ما يمكن تقديمه في سبيل القضية الفلسطينية.

غزة سطرت صفحة جديدة في تضحيات الشعب الفلسطيني ووقوفه في الدفاع عن قضيته. هذه التضحيات جعلت من المستحيل على أي شخص أن يزايد على أهل فلسطين أو يدّعي أنهم لم يبذلوا ما يكفي من أجل وطنهم. نعم، تعددت الآراء وتفاوتت التقييمات لأشهر طويلة، ولكن في نهاية المطاف، ستبقى هذه المرحلة التاريخية خالدة بمقدار ما حققته من صمود وتضحيات.

إن أهمية هذا الحدث تكمن في كشفه عن عمق الصمود الفلسطيني وقدرته على مواجهة آلة البطش الإسرائيلية المدعومة عالمياً. هذا الصمود أثبت للعالم أن غزة، بشعبها المجاهد، قادرة على فضح وحشية الاحتلال وإظهاره على حقيقته، مما أتاح للعالم فرصة لرؤية هذا الكيان المجرم بوضوح.

والأهم من ذلك، أن الشعب الفلسطيني لم يكتف بالصمود، بل بعث رسالة قوية إلى المستقبل: إن الإعداد الجيد والصبر والتضحيات هي الزاد الحقيقي لبقاء القضية واستمرار الكفاح من أجل النصر.

ها هو الاحتلال الإسرائيلي يقدم التنازلات التي لطالما زعم أنه لن يقدمها. رغم كل الدعاية العالمية الموجهة، ورغم دعم الصهاينة العرب لهذه الدعاية، فقد أُجبرت الحكومة الإسرائيلية على تجرع مرارة القتال أمام أمة صابرة ومؤمنة بفكرة المقاومة.

هذا الاتفاق يُبرز قدرة حماس على فرض شروطها وتحقيق أهدافها، لكنه أيضاً يكشف الصورة الأعمق: أن المقاومة ليست مجرد صراع عسكري، بل هي مشروع متكامل لبناء الوعي والإصرار على تحرير الأرض.

ما قام به السنوار ورجاله اليوم يعيد للأذهان ما بدأه نور الدين زنكي في سعيه ومحاولاته لتحرير القدس. ورغم الفوارق الكبيرة بين الظروف والإمكانات، إلا أن كلا الرجلين أدركا أهمية الإعداد والصمود في صناعة لحظة تاريخية فارقة للأمة. زنكي مهّد الطريق لصلاح الدين لتحرير الأقصى، وكذلك السنوار زرع روح المقاومة التي ستظل وقوداً لجولات قادمة من الكفاح.

ما جسده السنوار بعزيمته الصلبة وقوة إرادته لن يكون مجرد انتصار مؤقت، بل هو نموذج يُلهم الأجيال القادمة بفكرة المقاومة والصمود. لقد أثبتت غزة أن النصر ليس فقط في كسر شوكة العدو، بل في بناء إرادة لا تنكسر، وفي تأكيد حق الشعوب المظلومة في الدفاع عن نفسها ومقدساتها.

أخيرا رحل السنوار وبقيت عصاه لتعيد مشهد عصا النبي سليمان التي كشفت ادعاء الجن لقدرات خارقة ومعرفة الغيب، لكن مات النبي سليمان وبقيت عصاه شاهدة على زيف ادعائهم ووهم قوتهم.

 

اقرأ المزيد

alsharq جمال الأذان المفقود

لماذا غاب جمال الصوت في رفع الأذان؟ أليس لاختيار المؤذن شروط وضوابط؟ كيف تراجعت هذه الشروط التي كانت... اقرأ المزيد

69

| 19 ديسمبر 2025

alsharq جسم الإنسان يقبل التدرج ويرفض المفاجأة

غالبا، حينما نود تغيير أو زيادة أو علاج عنصر في جسم الانسان، علينا البدء باعطائه جرعات خفيفة من... اقرأ المزيد

63

| 19 ديسمبر 2025

alsharq تدابير الله كلها خير

يقول الله تعالى: «وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم والله... اقرأ المزيد

60

| 19 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية