رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. عبدالله العمادي

د. عـبــدالله العـمـادي

 

مساحة إعلانية

مقالات

447

د. عبدالله العمادي

قمة الدوحة لم تشف غليل الأمة بعد!

18 سبتمبر 2025 , 02:13ص

يمكن القول بادئ ذي بدء بأن الدوحة نجحت باقتدار في تحقيق الهدف من التجمع العربي الإسلامي الكبير، قبل أيام مضت، والتي تم الإعداد لها في وقت قياسي، لتجد الدوحة نتيجة ذلك الجهد، تضامناً عربياً إسلامياً كهدف أول، يؤكد أهمية الدور القطري في السلام العالمي، كأحداث غزة في المقام الأول، وغيرها من جهود هنا وهناك في عمليات إحلال السلام حول العالم.

كما يمكن القول في الوقت نفسه، بأن الدوحة نجحت في لفت انتباه العالم أكثر فأكثر إلى ما يحدث في غزة من عدوان وحملة إبادة ممنهجة، وأن العدو المزروع في قلب هذه الأمة، غادر جبان لا يمكن الوثوق به، وقد أكدت كلمات معظم الزعماء والقادة ذلك، حيث كانت كلماتهم بالإضافة إلى أنها تضامنية مع قطر، واضحة المطالب والمغزى أيضاً فيما يتعلق بالعدوان على غزة، والدعوة إلى إجراءات وخطوات جادة. 

الدبلوماسية القطرية إذن، نجحت في القمة العربية الإسلامية في تحقيق هدفين كما أسلفنا، أحدهما كسب تضامن عربي إسلامي، والآخر التأكيد على خيانة وجبن العدو، الذي لا تردعه إدانات أو عبارات شجب واستنكار، إلا أن نجاح القمة لم يكتمل بعد، وهذا بشهادة جل المتابعين والمراقبين، سببه غياب الإجراءات والخطوات العملية القابلة للتنفيذ على أرض الواقع، بحيث تكون موجعة للعدو على كافة الأصعدة. 

 لكن رغم ذلك، لا أحد ينكر أن الدوحة سعت وبذلت كل جهد ممكن عبر القمة، من أجل صناعة رأي عام عربي إسلامي، يعزز المشاعر الملتهبة حول العالم المضادة للإجرام والفكر الصهيوني. لكن مرة أخرى، وعلى قدر أهمية هذه الخطوة، وأهمية حملات التوعية الإعلامية بخطورة الفكر الصهيوني على البشرية كلها، بقيت هناك جوانب أخرى منتظرة في المواجهة مع هذا العدو لم يتم تفعيلها، وهي كلها كانت بحاجة لتكاتف الجميع.

خذ على ذلك بعض الأمثلة..

•  دول عربية وإسلامية تقيم علاقات دبلوماسية وتجارية وعسكرية مع الكيان الصهيوني، حضرت القمة، لكن لم يصدر عنها أي مقترح يمكن أن يجعل العدو الغادر يتمهل في اندفاعاته المجنونة في حملة الإبادة المستمرة في غزة، واستباحة أجواء الدول العربية وغيرها، وانتهاك سياداتها. 

مشكلة الأمة في تفرقها

لا شك أن مشكلة الأمة، عربها وعجمها، في تفرق واختلاف رؤى ومصالح دولها. فما من دولة إلا وصارت تقدم مصالحها الوطنية على القومية أو مصالح الأمة الكبرى، وهذه الفردية أو الأنانية التي تسيطر على استراتيجيات وخطط دول الأمة المسلمة السبع والخمسين، جعلت منها كيانات لا يُنتظر منها التوصل إلى إجماع عام على خطوات وإجراءات عملية مؤثرة موجعة ضد الكيان الصهيوني، حتى في أشد أوقات الأزمات معه، ما يجعله مستمراً في عدوانه وغيه وظلمه، مستفيداً من هذا الخلل العميق الحاصل في الأمة، وفي الوقت ذاته مستفيداً أيضاً من الدعم الأمريكي اللامحدود، دبلوماسياً واقتصادياً وعسكريا. 

الأمة بحاجة إلى استثمار الوعي العالمي المتصاعد بشأن خطورة الفكر الصهيوني، والاستفادة من التحولات العالمية هنا وهناك، إلى جانب الأحداث الجارية في كثير من بقاع العالم، والتي لا ريب أن طوفان الأقصى كان عاملًا رئيسياً في حدوثها، واعتبار كل ما يحدث منذ السابع من أكتوبر، فرصاً مطلوب استثمارها بشكل صحيح وفي وقتها الصحيح المناسب. 

القمة العربية الإسلامية الأخيرة بالدوحة ختاماً، وإن لم تحقق ما يشفي غليل الملايين بالشكل المأمول، إلا أنها نجحت في إظهار الأمة ككيان يمكن أن يلعب دوراً رائداً في العالم، إذا ما أراد أبناؤه ذلك، بشرط أن يؤمنوا بقدراتهم وإمكاناتهم، واتخاذ خطوات عملية في ظل ما يجري من تحولات في هذا العالم، والذي يتسابق كل أحد في أن يكون له دوره في البناء والتشكيل لقرن قادم، أو ربما أكثر.

نعم، لابد أن نكون كياناً يبني ويساعد في التشكيل، قبل أن يُبنى علينا ويتم تشكيلنا! 

والله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

اقرأ المزيد

alsharq بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على... اقرأ المزيد

246

| 26 سبتمبر 2025

alsharq عندما يبلغ الحلم سبعينا

أن تقضي أكثر من سبعين عاماً في هذه الحياة ليس مجرد مرور للزمن، بل هي رحلة مليئة بالتجارب،... اقرأ المزيد

33

| 26 سبتمبر 2025

alsharq الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة، تتراوح بين الصدمات النفسية، والانقسامات المجتمعية، وانهيار البنى الثقافية والاجتماعية.... اقرأ المزيد

36

| 26 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية