رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علي محمد اليافعي

علي محمد اليافعي

مساحة إعلانية

مقالات

530

علي محمد اليافعي

فضيلة الصدق (2)

18 يوليو 2014 , 01:49ص

مما ينبغي أن يعلم، أن الصدق كما يكون في الأقوال، يكون كذلك في الأفعال، المتمثلة في تعامل المسلم مع ربه، وتعامله مع الناس، أما صدقه في معاملته الله تعالى، فيعني إخلاص الدين له سبحانه، بالبعد عما لا يرضاه وعن كل ما حرمه، وجعل النية في عبادته خالصة له، سليمة من الرياء، والقصة الآتية، تبين لنا حقيقة الصدق مع الله، وعاقبته الحميدة، بجلاء وبيان: روي أن رجلاً أعرابياً، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فآمن به ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبي بعض أصحابه، وضمه إلى جنده، ثم كانت غزوةٌ انتصر فيها المسلمون وغنموا، فقسّم رسول الله الغنائم على من معه، وأرسل إلى الأعرابي نصيبه، فلما وصل إليه قال: ما هذا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(حظك من الغنيمة قَسَمته لك)، قال: يا رسول الله ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن اٌرمى بسهمٍ إلى ههنا- وأشار إلى حلقه بيده- فأموت فأدخل الجنة، فقال رسول الله:(إنْ تصدق الله يصْدُقك)، ثم نهضوا في قتال العدو، وما لبثوا إلا قليلاً حتى جيء بالأعرابي محمولاً، قد أصابه سهمٌ حيث أشار بيده، قال: صدَق اللهَ فصدقَهُ)، وكان جزاؤه، أن كفّنه النبي في جُبته، ثم قدَّمه فصلى عليه، ودعا له بهذا الدعاء المؤثّر:(اللهم هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك، فقتل شهيداً، وأنا على ذلك شهيد).

هذا هو جزاء الصدق والإخلاص، وهذا هو مصيره المشرّف، الذي استحق أن ينال عليه ذلك الرجل أولاً، حسن ثواب الأولى، بما حفّه به رسول الله عليه الصلاة والسلام، من الإكرام والعناية والدعاء، وثانياً حسن ثواب الآخرة، بما أعده الله له من النعيم في الجنة، قال جل وعلا:(فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم) وقال أيضاً:( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

أمّا صدق المسلم في تعامله مع الناس، فهو أن يكون ، على كافة أحواله، لا متخلقاً بالصدق مع الناس قاطبة يفرق بين أحدٍ منهم في صدق تعامله، بحيث يجسد معنى كلمة المؤمن، في أقواله وأفعاله، اللذين يدلان على خلقه، فيظهر أثر معناها في معاملته الناس، ذلك المعنى الذي بينه نبينا عليه الصلاة والسلام، فقال:(المؤمن من أمنه الناس، على أموالهم وأنفسهم)، فلا يبدر منه بحقهم ألبتة، غشٌ ولا خداع، ولا ظلمٌ ولابهتان، ولا مكرٌ وزيف، ولا تزويرٌ وتغرير، وكل مفردةٌ من هذه المفردات، تشمئز منها نفس المؤمن الحق، وتنقبض لها أسارير وجهه، ويبرأ إلى الله منها.

فالإسلام يأمر المسلم بأن يكون صادقاً أميناً نزيهاً، مزكياً نفسه بالأخلاق الشريفة الحسنة، متخذاً إياها مبادئ وقيماً، لا يحيد عنها في حياته مطلقاً

قيد شعرة، هذه هي دعوة الإسلام، وهذه هي حقيقة الإيمان، لا كما يظن الجاهلون الغافلون، أعاذنا الله منهم، ومن جهلهم، بأن الإسلام مظاهرٌ وأقوالٌ

وشعارات، أو أنه منحصرٌ فقط في جانب أداء العبادات، يا ويحهم، أولم يقرأوا، قول الله جل وعلا:(لقد مَنَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتابَ والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلالٍ مبين).

اقرأ المزيد

alsharq فن التعامل مع العميل الغاضب

في بيئة العمل، نلتقي يومياً بأشخاص يختلفون عنا في أنماطهم وسلوكياتهم وتوقعاتهم. منهم من يمر مرور النسيم؛ هادئاً،... اقرأ المزيد

186

| 17 أكتوبر 2025

alsharq تحقيق الثروة الاقتصادية عن طريق الموارد البشرية

الرضا الوظيفي له دور كبير فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وقد يعتقد الكثير من الهيكل الوظيفي المسئول... اقرأ المزيد

246

| 17 أكتوبر 2025

alsharq الجدالات التي تسرق أعمارنا

منذ عشر سنوات، كنت أدخل النقاشات كما يدخل أحدهم في معركة مصيرية. جلسة عائلية تبدأ بسؤال عابر عن... اقرأ المزيد

153

| 17 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية