رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبد اللطيف آل محمود

عبد اللطيف آل محمود

مساحة إعلانية

مقالات

903

عبد اللطيف آل محمود

قناة الجزيرة وضرب الزوجات

17 نوفمبر 2002 , 12:00ص

تسلمت منذ أيام رسالة من صحافي خليجي من إحدى الدول الشقيقة يدعوني فيها للمساهمة والمشاركة برأيي في الإجابة على أسئلة تتعلق بقناة الجزيرة. وبقراءة الأسئلة تستطيع أن تستنتج أن هذا الصحافي قد أعد أسئلته وصاغها لتصب الاجابات عنها في الاتجاه الذي يريده. فهو قد صاغ أسئلته على وزن بعض أسئلة الاستبيانات التي تتبع المقولة المشهورة "هل مازلت تضرب زوجتك؟" فإن أجبت بـ "نعم" فقد ثبت عليك الجرم وإن أجبت بـ "لا" فأنت كنت ممن يضربون زوجاتهم في السابق، أي صاحب سوابق !!

وعودة إلى الموضوع، فقد صاغ الأخ الصحافي أسئلته لتكون النتيجة أن قناة الجزيرة قناة موجهة لشق الصف العربي وأنها تخدم أعداء الأمة العربية والإسلامية. بالإضافة إلى الاسطوانة الممجوجة والمشروخة بأنها ممولة ماليا من مؤسسات إسرائيلية وأمريكية!!

مشكلة هذا الصحافي أو معد الأسئلة أنه قد توصل مسبقا إلى ما يريد، وما توجيهه الرسائل للآخرين من أمثالي إلا ليحقق غرض مشاركة صحافية وربما سياسية من مختلف الجهات للتوصل إلى النتيجة التي يريدها. لذا تراه يبدأ أسئلته بعبارات مثل: "يرى كثير من الخبراء السياسيين والإعلاميين..." أو "يتردد كثيراً أن....." وهي توحي بأن السؤال - وبالطبع الجواب المتوقع - حصيلة آراء كثيرة لأصحاب الاختصاص. وأن رأيك مع السؤال المعد سيصب بالطبع في الاتجاه نفسه !

وداء هذا الصحافي أن عقله قد اختمر بفكرة استبيان أو تحقيق تكون نتيجته أو حصيلته النهائية "أن قناة الجزيرة هي مصدر الداء العربي والإسلامي وربما الدولي أيضاً". فالنتيجة معروفة مسبقا مثلها مثل الانتخابات الرئاسية لبعض الدول العربية، فالـ 99.99% جاهزة. ولكن الأمر يتطلب أسئلة وخيارات تصب في الاتجاه نفسه. وبعدها تعلن النتيجة. فهو من صياغة أسئلته تستطيع أن تحكم أنه قد أصدر إدانته - ومعه "كثير من الخبراء" بالطبع - على قناة الجزيرة، ووصمها بكل التهم المذكورة أعلاه.

وخلافا للطريقة التي يراد بها إثبات لوائح الاتهام على قناة الجزيرة أو الجهات التي وراءها، فانها حسب تصوري متهمة بأنها تكشف الحقائق وتنير العقول وتستمع للرأي الآخر. والطامة الكبرى أنها كسرت ثوابت التعتيم الإعلامي العربي واخترقت هيمنة الإعلام العربي. وكلها تُهَمٌ تستوجب إغلاق القناة حسب متطلبات عالم مازال منغلقا على نفسه.

وحتى نكون عادلين، فان القنوات الأخرى أيضاً متهمة. ولائحة الاتهام تشمل قيامها بإلهاء الأمة العربية والإسلامية لعشرات السنين ببرامج تافهة، وتسخير نفسها لتكون بوقا للحكام على حساب الشعوب. ويبقى الحكم النهائي للمشاهد العربي ليحكم ويجيب على سؤال "اين عقلي؟".

مساحة إعلانية