رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علي بهزاد

علي بهزاد

مساحة إعلانية

مقالات

525

علي بهزاد

حراك قطاع الإنشاءات في ظروف الانكماش العالمي

17 أبريل 2013 , 12:00ص

يعيش قطاع الإنشاءات بدول مجلس التعاون الخليجي نمواً متسارعاً في السنوات الأخيرة، للإيفاء بمتطلبات التنمية الاقتصادية التي تنتهجها استراتيجيات الرؤى المستقبلية لتلك الدول في مجالات الطاقة والخدمات والبيئة والبنية التحتية.

واعتمدت دول التعاون في النمو الإنشائي بمختلف قطاعاته على مصادر الدخل الرئيسة من الطاقة والنفط والمصانع، مرتكزة على الفوائض المالية الكبيرة لموازناتها السنوية والتي ترفد قطاع الإنشاء.

وقد فرضت مستجدات على حكومات التعاون إحداث الحراك الإنشائي الذي اعتبر مطلباً طبيعياً لنموها، ومن تلك المستجدات توجه أنظار المؤسسات وخبراء الاقتصاد العالمية إلى دول التعاون، لبناء شراكات وفتح أسواق جديدة بعد ظروف الانهيار المالي، وتراكمات الديون، والاضطرابات الشعبية المطالبة بالإصلاحات في الغرب.

كما أسهمت تداعيات الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط والأزمات المتتالية التي لحقت باقتصادات عدد من الدول العربية في تركيز الرؤى الاقتصادية على أسواق التعاون كمجال يسعى إلى النمو بطرق عديدة.

يقف هذا القطاع أمام تحديات كبيرة من الظروف الراهنة التي يمر فيها عالمنا، وأبرزها الانكماش، وإحجام رؤوس الأموال على الدخول في فرص استثمارية ومالية سواء في مناطق آسيا أو الشرق الأوسط، وهو يقف أمام تحدي استمرارية النمو أيضاً حيث وصفت التقارير الدولية النمو الخليجي بأنه متنام وضروري للمرحلة المقبلة، ويحمي مصادر الدخل القائمة من تراجع الأداء.

واحتل قطاع الإنشاءات في التعاون أهمية قصوى لكونه الوجه الحضاري لمشروعات الغد، ومحرك النمو الحقيقي للأعمال، ودوره في تحفيز القطاعات الأخرى على إنماء ذاتها.

فقد ركزت الموازنات الخليجية العامين ٢٠١٣/٢٠١٥ على إعمار البنية التحتية، واتخاذ سبل التحديث والتنوع في كافة مشاريعها، ففي تقرير "كيو أن بي" أشار إلى ارتفاع إيرادات الموازنة القطرية مع توقعات ببلوغها ٦٠ مليار دولار، وهناك خطط لإنفاق ٥٨ مليار دولار من هذه الإيرادات، ويشير أيضاً إلى أن قطر مثلها كدول التعاون تميل إلى زيادة الإنفاق عن تقديرات الموازنات العامة الذي ارتفع بالفعل خلال السنوات المالية من ٢٠٠٩ إلى ٢٠١٢ بمعدل "20%".

وإذا تحدثنا عن دولة قطر كنموذج للتنمية الإنشائية فإنّ مشروعات استضافة بطولة العالم ٢٠٢٢ تعتبر محركا فاعلا لنمو الشركات الخليجية، التي حظيت بنصيب الأسد في المناقصات، تليها الشركات الأجنبية، وباعتباره الحدث الإنشائي الأبرز في المنطقة، فقد قدرت تكاليف الإنفاق بأكثر من "200"مليار دولار على أعمال البنية التحتية حتى 2022، مما سيسهم دون شك في تحريك عجلة التنمية.

ومن المتوقع ارتفاع الإنفاق الحكومي على المشروعات بعد طرح مناقصات مشاريع البنية التحتية، ومن المتوقع أن تصل إلى ٦٦ مليار دولار ٢٠١٤، وسيبلغ الفائض في الموازنة ٨ مليارات دولار، حيث احتل قطاع البنية التحتية مكانة رئيسة إلى جانب التعليم والصحة بنسبة استحوذت على "54%" من إجمالي النفقات.

تركزت المشاريع الإنشائية في الطرق والنقل والمطار والميناء وتوسعات مناطق الصناعة والطاقة، والتي حظيت بإنفاق ضخم، فقد قدرت تكلفة مشروع سكك حديد قطر بـ ٣٦ مليار دولار، وشبكة الطرق الداخلية والسريعة قدرت بتكلفة ١٤،٦ مليار دولار، وميناء الدوحة قدرت تكلفته بـ ٧،٤ مليار دولار، ومطار الدوحة الدولي قدرت تكلفته بـ ١٧،٥ مليار دولار، ومدينة لوسيل قدرت تكلفتها بـ ٤٥ مليار دولار، والمنشآت الرياضية قدرت تكلفتها ب٤ مليارات دولار، ومشروع مشيرب العقاري قدرت تكلفته بـ ٦،٤ مليار دولار، ومدينة الوعب قدرت تكلفته بملياري دولار.

وأنوه هنا أن جميع المشاريع الإنشائية استقطبت شركات خليجية وبيوت خبرة أجنبية، وأسهمت في جذب الاستثمارات الخارجية، لتوظيفها في قطاع الإنشاءات محليا.

وفي دول التعاون قدرت تكاليف الإنفاق على مشروعات السكك الحديدية بأكثر من "100" مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة، وقدرت تكلفة الإنفاق على الإنشاءات بالمملكة العربية السعودية أكثر من "460" مليار دولار، وفي الكويت بإنفاق قدره "190" مليار دولار، والإمارات بإنفاق قدره أكثر من "180" مليار دولار.

وبلغت قيمة المشاريع قيد التنفيذ بدول التعاون "11" مليار دولار، كما قدر تقرير بيت الاستثمار العالمي "جلوبال" أرباح المقاولات الإنشائية بأكثر من 52"مليون دولار العام الماضي، وسجلت إيرادات قطاع الإنشاءات بدول التعاون "1،606"مليون دولار العام 2012.

والمتتبع لتوقعات مراحل إنجاز جل تلك المشروعات يتبين أن العشر سنوات القادمة ستشهد طفرة إنشائية واقتصادية طيلة نمو تلك المشروعات، وهذا سيخلق تنوعا في الشراكات سواء محليا أو خارجيا، ويبقي سوق المنافسة مشرعا للشركات القطرية في نقل الخبرات، وتبادل التجارب، واقتناص فرص نمو تحقق ربحية على المدى البعيد.

مساحة إعلانية