رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جابر محمد المري

مساحة إعلانية

مقالات

144

جابر محمد المري

آن الأوان لإيقاف عربدة كيان الإرهاب

16 سبتمبر 2025 , 02:47ص

ليست حادثة الاعتداء الصهيوني السافر والغادر يوم التاسع من سبتمبر على الدوحة بمستغرب، فهذا العدو المارق أسرف ولا يزال في قتل الأبرياء في غزة منذ سنوات طويلة وزاد سعاره بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، فمارس أعتى وأقسى صور القتل والتنكيل في أهل غزة حتى يُجبرهم على الرحيل من أرضهم ويضم غزة إلى باقي الأراضي المحتلة، وقد أعلنها أمام الملأ بأنه يتحكم في منطقة الشرق الأوسط ويستطيع أن يضرب أي موقع فيها متى ما أراد وفي أي وقت طالما أن هذا يخدم سياساته التوسعية في المنطقة، في نفس اليوم الذي ضرب فيه الدوحة نفّذ غارات على لبنان واليمن وأسطول الصمود العالمي على السواحل التونسية، عربدة وطغيان صهيوني لا مثيل له يؤكد أن هذا الكيان مستمر على نهجه الإرهابي طالما أنه لا يُحاسب على أفعاله وفي كل مرة يفلت من العقاب الأممي! ولا ريب أن هذه العقلية والممارسات الصهيونية نحن المسلمين أجدى بأن نعرفها جيداً، لو كانت الأمة على قلب رجل واحد ولو لم نكن مقسمين غير متحدين لما مارس هذا الكيان المصطنع عربدته وطغيانه على دولنا، ولما رأيناه يضرب من الخليج إلى المحيط دون أن يُراعي أي حدود قانونية ولا أخلاقية، فكل شيء أمامه مستباح ولا سيما منطقتنا العربية، لأنه وكما يردد على لسان جيشه بأن الشرق الأوسط تحت سيطرته، ورئيس وزرائه يتشدق منذ زمن بأنه سيُغيّر وجه الشرق الأوسط.

فكيف لنا بعد كل هذه المعطيات أن نثق بهذا الكيان المجرم ومن يقف وراءه من قوى ما زلنا نصدّق كلامهم بأنهم حلفاء لنا، ولكن الحقيقة تنافي ذلك تماماً، فكل دولنا متحالفة معها قولاً ولكنها فعلاً ليست حليفة أمام رغبات الكيان الصهيوني المحتل في الهيمنة والتوسع في المنطقة، ولعل تكرار تلويح الفيتو الأمريكي أمام أي مشروع قرار يُدين جرائم إسرائيل هو الدليل الدامغ على أن التحالف ليس إلا كذبة لا ترغب دولنا في استيعابه!.

وأما تداعيات هذه الضربة الصهيونية الغادرة على قطر فقد أثبتت قطر أنها ثابتة على نهجها الذي لن تحيد عنه حتى يُرفع الظلم عن غزة، كما أثبتت مكانتها على الصعيد الدولي بتعاطف العالم أجمع معها ورفضها وشجبها لهذا الهجوم الصهيوني الغادر، كما أنها خلال الأيام القليلة الماضية كثفت قطر من مساعيها الدبلوماسية لكسب تأييد أعضاء مجلس الأمن لإدانة هذا الهجوم وتحميله مسؤولية اعتدائه السافر على دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة ويقوم بدور الوسيط النزيه والمتوافق عليه بشأن ملف الأزمة في غزة والوساطة بين حماس والكيان المحتل لإنهاء الحرب وأزمة الرهائن، ويبدو أن التقدم في هذه المفاوضات لا يسير في اتجاه رياح نتنياهو الذي يسعى من خلال محاولته الفاشلة لاغتيال وفد حماس المفاوض والسعي لتنفيذ أهدافه الخبيثة للسيطرة على غزة وتهجير سكانها وكسب رضا ائتلاف حكومته الهشة ومنع انهيارها.

فاصلة أخيرة

نأمل أن تخرج قمة الدوحة الطارئة بقرارات تفضي إلى توحيد وجهات النظر بين الدول العربية والإسلامية لاتخاذ موقف جماعي فعّال وصارم تجاه السياسات الإسرائيلية العدائية لدول المنطقة، بعيداً عن بيانات التنديد والشجب التقليدية. 

مساحة إعلانية