رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في يوم 30 مايو، انعقدت الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي بنجاح في بكين، حيث ألقى الرئيس الصيني شي جينبينغ كلمة رئيسية في الجلسة الافتتاحية للاجتماع.
أشار الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى أنه في العالم الذي يعتمد فيه بعضنا على البعض، إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب العربي على مواصلة تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية، ومواصلة ترسيخ حجر الزاوية للتعاون في مجالات النفط والغاز والتجارة والبنية التحتية، والإسراع في تكوين نقاط التنمية الجديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والاستثمار والتمويل والطاقة الجديدة، بغية السير على طريق الابتكار والخضرة والازدهار بشكل مشترك. يتعين على الصين والدول العربية المساعدة في مواصلة تسريع تنمية المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك وإنشاء نموذج يحتذى به للمنفعة المتبادلة والفوز المشترك والتعلم المتبادل والتقدم المشترك. ولتحقيق هذه الأهداف، سيعمل الجانب الصيني مع الجانب العربي على البناء المشترك لـ»المعادلات الخمس للتعاون» وعلى إثراء وتوسيع التعاون العملي بين الصين والدول العربية في مجالات مثل التعاون المدفوع بالابتكار والتعاون الاستثماري والمالي والتعاون في مجال الطاقة والتعاون الاقتصادي والتجاري المتبادل المنفعة والتواصل الثقافي والشعبي.
إن المبادرة الجديدة المتمثلة في « المعادلات الخمس للتعاون « لا تأخذ مزايا الجانبين للتعاون في الاعتبار فقط، ولكنها استكشفت الإمكانات الجديدة للتعاون الصيني العربي بشكل أعمق، مما يوسع عمق التعاون الصيني العربي ونطاقه ويعود بالخير على الشعبين الصيني والعربي على نطاق واسع.
الذكرى العاشرة للشراكة
يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لتأسيس الشراكة الاستراتيجية بين الصين وقطر. على مدى العقد الماضي، إن النتائج المثمرة التي حققتها الصين وقطر في مجال التعاون العملي تعكس الممارسة الحية للجانبين في تكريس روح الصداقة الصينية العربية والعمل على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.
وتحت التوجيه الاستراتيجي للرئيس الصيني شي جينبينغ وأمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فإن التعاون العملي بين الصين وقطر يتميز بالخصائص المميزة المتمثلة في تكامل المزايا والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وقد شكل معادلات التعاون الجديدة التي تتخذ التعاون في مجال الطاقة كمحور رئيسي وتعتبر إنشاء البنية التحتية نقطة رئيسية والاستثمار المالي والتكنولوجيا الفائقة نقاط النمو الجديدة.
فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين وقطر من 10.6 مليار دولار أمريكي في عام 2014 إلى 24.5 مليار دولار أمريكي في عام 2023، بزيادة تتجاوز 130%. وتعد الصين أكبر شريك تجاري لقطر وأكبر مقصد للصادرات القطرية لأربع سنوات متتالية منذ عام 2020؛ بينما أصبحت قطر ثاني أكبر مصدر للصين لواردات الغاز الطبيعي المسال في العالم.
مشاريع عملاقة
إلى جانب ذلك، تتشارك الشركات الصينية بنشاط في استثمار وبناء المشاريع العملاقة في قطر مثل مجالات النفط والغاز، الموانئ والمطارات، وشبكات الاتصالات، والأماكن الرياضية، والخزانات الاستراتيجية، والطاقة النظيفة، والنقل الأخضر، مما يقدم مساهمات إيجابية في تحسين البنية التحتية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في قطر.
كما أن فرع الدوحة للبنك الصناعي والتجاري الصيني وفرع مركز قطر المالي لبنك الصين يعدان أكبر مؤسستين ماليتين من حيث إجمالي الأصول في مركز قطر المالي، ويندمجان بنشاط في المجتمع المحلي ويقدمان الدعم المالي والخدمات المالية المتنوعة للمؤسسات المحلية.
وفي الوقت الحالي، تعمل الصين على تعزيز التحديث الصيني النمط من خلال التنمية العالية الجودة، الأمر الذي يوفر لجميع دول العالم سوقا واسعة وفرصا تنموية غير مسبوقة. أطلقت دولة قطر استراتيجيتها التنموية الوطنية الثالثة 2024-2030، سعياً إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة الواردة في رؤية قطر الوطنية 2030.
* يحرص الجانب الصيني، تحت الاسترشاد بروح الكلمة المهمة التي ألقاها الرئيس الصيني شي جينبينغ في الاجتماع الوزاري لهذا المنتدى، على تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للبلدين، وتعزيز مستوى أعلى من المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، ودفع التعاون الصيني القطري في البناء المشترك العالي الجودة لـ «الحزام والطريق» حتى يصبح الجانبان شريكين استراتيجيين في مسارات التنمية الوطنية الخاصة بهما.
أولا، بناء معادلة جديدة أكثر تكاملا للتعاون بمجال الطاقة. تعد قطر أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وتخطط لرفع إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال إلى 142 مليون طن سنويا، أي بزيادة 85% على الأساس الحالي بحلول عام 2030، لتحتل مكانة رائدة في مجال الطاقة النظيفة عالميا.
تكامل المزايا
تعد الصين أكبر مستورد للنفط والغاز في العالم، وأصبحت أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال من قطر. من أجل تحقيق التنمية الخضراء والالتزام بوعد مكافحة تغير المناخ، فإن الطلب الصيني على الطاقة النظيفة من الغاز الطبيعي المسال القطري سيستمر في النمو، إذ التعاون في مجال الطاقة المبني على تكامل المزايا والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك بين الصين وقطر أصبح حجر الزاوية للتعاون العملي بين الصين وقطر. منذ العام الماضي، وقعت الشركات الصينية والقطرية اتفاقية البيع والشراء الأطول أمداً في التاريخ لتوريد الغاز الطبيعي المسال وطلب التعاون لناقلة الغاز الطبيعي المسال بأكبر مبلغ، الأمر الذي يعكس بوضوح التعاون بمجال الطاقة الطويل الأجل والمستقر والمنفعة المتبادلة بين الصين وقطر.
ويحرص الجانب الصيني على تعزيز التعاون مع الجانب القطري من أجل بناء معادلة جديدة أكثر تكاملا للتعاون بمجال الطاقة بين الصين وقطر، والتي تتميز بتكامل التجارة والاستثمار، وربط أمن التموين بأمن السوق، والتوازي بين الطاقة التقليدية والطاقة الجديدة.
التكنولوجيا المبتكرة
ثانيا، توسيع مجالات جديدة للتعاون في التكنولوجيا المبتكرة. يعد الابتكار عنصرا هاما في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة الواردة في استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر، كما أن الابتكار يدفع بتحقيق هدف قطر الاقتصادي القائم على المعرفة بحلول عام 2030.
تعمل الصين حاليا بقوة على تطوير القوى الإنتاجية الجديدة النوعية، حيث تتخذ الابتكار التكنولوجي كعامل رائد وتعزز التنمية الراقية والذكية والخضراء للصناعات التقليدية، وتعمل بنشاط على تنمية الصناعات المستقبلية الناشئة، مما يساعد على التنمية العالية الجودة.
علاوة على ذلك، لقد أصبحت القوى الإنتاجية الجديدة النوعية قوة دافعة جديدة للتنمية العالية الجودة للتعاون العملي بين الصين وقطر. فمن حافلات الطاقة الجديدة التي تتنقل في شوارع الدوحة خلال كأس العالم 2022، إلى السيارات الكهربائية التي دخلت السوق القطرية مؤخرًا، إلى توقيع الاتفاقية لبناء 18 ناقلة للغاز الطبيعي المسال المتطورة من فئة «كيو سي-ماكس» الأكبر من نوعها في التاريخ بين الشركات الصينية والقطرية في أبريل من هذا العام، فهذه كلها ممارسات حية وأمثلة حية للقوى الإنتاجية الجديدة النوعية التي تمكّن التعاون العملي بين البلدين.
يحرص الجانب الصيني على تعزيز التنسيق مع الجانب القطري، وتوسيع التعاون في مجالات مثل علوم الحياة والصحة والذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء وانخفاض الكربون والتجارة الإلكترونية والزراعة الحديثة، من أجل بناء معادلة جديدة أكثر ديناميكية للتعاون العملي المدفوع بالابتكار.
خلق بيئة الأعمال العالية الجودة
ثالثا، تعزيز التقدم الجديد في التعاون التجاري والاستثماري والمالي. يعد تعزيز التنويع الصناعي وخلق بيئة الأعمال العالية الجودة عنصرين مهمين آخرين لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة الواردة في الاستراتيجية التنموية الوطنية الثالثة لدولة قطر. تشهد التنمية الاقتصادية في الصين تحسنا على المدى الطويل، وتتمتع بميزة الطلب المتمثلة في السوق الواسعة النطاق، وميزة العرض المتمثلة في النظام الصناعي الكامل، وميزة المواهب التي يوفرها عدد كبير من الموظفين الأكفاء ورجال الأعمال. فإن المزايا من الاقتصاد الصيني والاقتصاد قطري متكاملة إلى حد كبير، الأمر الذي يعطي إمكانات هائلة لتحقيق التطورات الجديدة في التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.
يحرص الجانب الصيني على اغتنام فرصة تولي قطر الرئاسة الدورية لمجلس التعاون الخليجي لتعزيز الاتصالات والتنسيق مع قطر، والدفع بالإنهاء المبكر للمفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، والمساعدة في تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، والمساعدة في تسريع عملية التنويع الصناعي لدول مجلس التعاون الخليجي بما في ذلك قطر. كما يرحب الجانب الصيني بالجانب القطري للاستخدام الجيد لمنصة الانفتاح الصينية رفيعة المستوى - معرض الصين الدولي للاستيراد، والمشاركة بنشاط في الدورة السابعة للمعرض التي ستعقد في شنغهاي في نوفمبر من هذا العام، وذلك لعرض بيئة الأعمال التنافسية والمنفتحة لدولة قطر وصورتها الوطنية الشاملة ومواردها السياحية الفريدة والجذابة أمام الشركات الصينية ودول أخرى في العالم، ولاجتذاب المزيد من الشركات الصينية للاستثمار وممارسة الأعمال التجارية في قطر، والمساعدة في توسيع صادرات قطر من المنتجات غير البتروكيماوية إلى الصين.
يرحب الجانب الصيني بانضمام المؤسسات المالية القطرية إلى نظام المدفوعات العابرة للحدود باليوان الصيني، وسيواصل بناء المنصات وتوفير التسهيلات لجهاز قطر للاستثمار والسلطات والشركات التنظيمية المالية القطرية من أجل توسيع التعاون الاستثماري والمالي في الصين، وذلك سيساعد الجانبين على تحقيق مستوى أعلى من المنفعة المتبادلة والفوز المشترك في التعاون الاستثماري والمالي.
تعد الأسرة البيئة الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتلقى منها أولى خبراته الاجتماعية والنفسية. ويتأثر الطفل بدرجة كبيرة... اقرأ المزيد
204
| 10 أكتوبر 2025
لديَّ هواية قراءة الشعر العراقي وأحببت أن أشارككم تجربتي في وضع أبيات باللهجة العراقية أشتكي فيها ضيم المرض... اقرأ المزيد
30
| 10 أكتوبر 2025
(سافرت القضيةَ تَعرضُ شكواها في رُدهةِ المحاكم الدولية، وكانت الجمعيةَ قد خَصصت الجلسةَ للبحث في قضيّةِ القضيّةَ، وجاءَ... اقرأ المزيد
21
| 10 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8409
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
5397
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في قطر، وهو رجل أعمال من المقيمين في قطر كان قد جدد لتوّه إقامته، ولكنه لم يحصل إلا على تأشيرة سارية لمدة عام واحد فقط، بحجة أنه تجاوز الستين من عمره. وبالنظر إلى أنه قد يعيش عقدين آخرين أو أكثر، وإلى أن حجم استثماره ضخم، فضلاً عن أن الاستثمار في الكفاءات الوافدة واستقطابها يُعدّان من الأولويات للدولة، فإن تمديد الإقامة لمدة عام واحد يبدو قصيرًا للغاية. وتُسلط هذه الحادثة الضوء على مسألة حساسة تتمثل في كيفية تشجيع الإقامات الطويلة بدولة قطر، في إطار الالتزام الإستراتيجي بزيادة عدد السكان، وهي قضية تواجهها جميع دول الخليج. ويُعد النمو السكاني أحد أكثر أسباب النمو الاقتصادي، إلا أن بعض أشكال النمو السكاني المعزز تعود بفوائد اقتصادية أكبر من غيرها، حيث إن المهنيين ورواد الأعمال الشباب هم الأكثر طلبًا في الدول التي تسعى لاستقطاب الوافدين. ولا تمنح دول الخليج في العادة الجنسية الكاملة للمقيمين الأجانب. ويُعد الحصول على تأشيرة إقامة طويلة الأمد السبيل الرئيسي للبقاء في البلاد لفترات طويلة. ولا يقل الاحتفاظ بالمتخصصين والمستثمرين الأجانب ذوي الكفاءة العالية أهميةً عن استقطابهم، بل قد يكون أكثر أهمية. فكلما طالت فترة إقامتهم في البلاد، ازدادت المنافع، حيث يكون المقيمون لفترات طويلة أكثر ميلاً للاستثمار في الاقتصاد المحلي، وتقل احتمالات تحويل مدخراتهم إلى الخارج. ويمكن تحسين سياسة قطر لتصبح أكثر جاذبية ووضوحًا، عبر توفير شروط وإجراءات الإقامة الدائمة بوضوح وسهولة عبر منصات إلكترونية، بما في ذلك إمكانية العمل في مختلف القطاعات وإنشاء المشاريع التجارية بدون نقل الكفالة. وفي الوقت الحالي، تتوفر المعلومات من مصادر متعددة، ولكنها ليست دقيقة أو متسقة في جميع الأحيان، ولا يوجد وضوح بخصوص إمكانية العمل أو الوقت المطلوب لإنهاء إجراءات الإقامة الدائمة. وقد أصبحت شروط إصدار «تأشيرات الإقامة الذهبية»، التي تمنحها العديد من الدول، أكثر تطورًا وسهولة. فهناك توجه للابتعاد عن ربطها بالثروة الصافية أو تملك العقارات فقط، وتقديمها لأصحاب المهارات والتخصصات المطلوبة في الدولة. وفي سلطنة عمان، يُمثل برنامج الإقامة الذهبية الجديد الذي يمتد لعشر سنوات توسعًا في البرامج القائمة. ويشمل هذا النظام الجديد شريحة أوسع من المتقدمين، ويُسهّل إجراءات التقديم إلكترونيًا، كما يتيح إمكانية ضم أفراد الأسرة من الدرجة الأولى. وتتوفر المعلومات اللازمة حول الشروط وإجراءات التقديم بسهولة. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهناك أيضًا مجموعة واضحة من المتطلبات لبرنامج التأشيرة الذهبية، حيث تمنح الإقامة لمدة تتراوح بين خمس و10 سنوات، وتُمنح للمستثمرين ورواد الأعمال وفئات متنوعة من المهنيين، مع إمكانية ضم أفراد الأسرة. ويتم منح الإقامة الذهبية خلال 48 ساعة فقط. وقد شهدت قطر نموًا سكانيًا سريعًا خلال أول عقدين من القرن الحالي، ثم تباطأ هذا النمو لاحقًا. فقد ارتفع عدد السكان من 1.7 مليون نسمة وفقًا لتعداد عام 2010 إلى 2.4 مليون نسمة في عام 2015، أي بزيادة قدرها 41.5 %. وبلغ العدد 2.8 مليون نسمة في تعداد عام 2020، ويُقدَّر حاليًا بحوالي 3.1 مليون نسمة. ومن المشاكل التي تواجه القطاع العقاري عدم تناسب وتيرة النمو السكاني مع توسع هذا القطاع. فخلال فترة انخفاض أسعار الفائدة والاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، شهد قطاع البناء انتعاشًا كبيرًا. ومع ذلك، لا يُشكل هذا الفائض من العقارات المعروضة مشكلة كبيرة، بل يمكن تحويله إلى ميزة. فمثلاً، يُمكن للمقيمين الأجانب ذوي الدخل المرتفع الاستفادة وشراء المساكن الحديثة بأسعار معقولة. إن تطوير سياسات الإقامة في قطر ليكون التقديم عليها سهلًا وواضحًا عبر المنصات الإلكترونية سيجعلها أكثر جاذبية للكفاءات التي تبحث عن بيئة مستقرة وواضحة المعالم. فكلما كانت الإجراءات أسرع والمتطلبات أقل تعقيدًا، كلما شعر المستثمر والمهني أن وقته مُقدَّر وأن استقراره مضمون. كما أن السماح للمقيمين بالعمل مباشرة تحت مظلة الإقامة الدائمة، من دون الحاجة لنقل الكفالة أو الارتباط بصاحب عمل محدد، سيعزز حرية الحركة الاقتصادية ويفتح المجال لابتكار المشاريع وتأسيس الأعمال الجديدة. وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني عبر زيادة الإنفاق والاستثمار المحلي، وتقليل تحويلات الأموال إلى الخارج، وتحقيق استقرار سكاني طويل الأمد.
4611
| 05 أكتوبر 2025