رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محمد بن سلعان المري

MohammedSelaan@

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

165

محمد بن سلعان المري

كلنا قطر.. مناعتنا الوطنية

15 سبتمبر 2025 , 02:47ص

خلال الحدث الغادر الذي شهده وطنُنا الأبي الثلاثاء الماضي، تكرّرت التوجيهاتُ الرسمية بضرورة تحري الدقة واستقاء المعلومات من القنوات الرسمية المعتمدة؛ وهو تذكيرٌ دأبت عليه السلطاتُ الأمنية حرصًا على أمن وسلامة المواطنين والمقيمين. ففي دقائق معدودة قد ينتشر خبرٌ عبر المنصّات، وتتسارع التعليقاتُ تأييدًا أو تشكيكًا، ثم يتبيّن أنّه عارٍ من الصحّة؛ لكنّ الضرر يكون قد وقع بالتشويش على الوعي العام، وربما اهتزّ يقين بعضهم بإشاعة أراد لها الأعداء أن تكون سلاحاً أبلغ وقعاً من الرصاصة!

فهكذا تُدار الحرب الحديثة؛ بالكلمة والصورة والخبر. فالعدو اليوم لا يكتفي بانتهاك سيادة الدول، وإنما يسعى لاختراق وعي المجتمع محاولًا شق الصف الوطني وإضعاف الثقة بين المواطن ومؤسسات وطنه. وهي حرب صامتة أخطر من دوي المدافع، إذ تهدف إلى إشاعة حالة اللايقين والارتباك في النفوس الضعيفة، وزعزعة المواقف الراسخة التي يجتمع عليها الشعب والدولة وتتقوى بها اللحمة الوطنية.

وفي مثل هذه الأحداث يتجلى الدور الحاسم للوعي المجتمعي باعتباره حصن الوطن المنيع في وجه أيّ اختراقٍ إعلاميٍّ معادٍ. ومن ثمّ على المواطن أن يكون يقظًا ومسؤولًا؛ فلا ينجرف خلف الشائعات، ولا ينقل خبرًا بلا تحقّق، ذلك أن حق الوطن عليه الثباتُ على الحقيقة، وأن يكون سندًا لروايتِه، وشريكًا في نشرِ الوعي بها. إذ في كلّ لحظةٍ يختار فيها ما يصدّقه وما ينشره وما يعرض عنه، يكون، بدوره، مجنّدا في معركة الحقيقة التي سلاحها المواطنة الواعية والتثبّتُ والحذر من ألسنة التضليل.

ولطالما أشرنا في هذه الزاوية إلى أهمية التربية الإعلامية، فإذا بالوعي الإعلامي في مثل هذه المواقف واجب وطني. فكما يتدرّب الجندي على حمل السلاح، يجب على المواطن أن يتدرّب على حمل الكلمة الصادقة تجاه الوطن والتي تكون درعًا يرد سهام التضليل، ورسالة دالة على أن هذه الأرض أبية بمواقفها وتماسك مجتمعها، ووعي أهلها، وكلها خصال متجذّرة تقوَّت بها مناعتنا الوطنية عبر الأزمان وصانت روايتنا من أي تزييف.

تثبت الشواهد أن الشعوب التي تتمسّك بمبادئها يخلّدها التاريخ بحروف النصر والعزّة. وقطر اليوم تقف صفًا واحدًا خلف قيادتها، متسلّحة بمواقفها وقيمها الراسخة في نصرة القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ومهما كان ثمن هذه المواقف، فإنها لا تزيدنا، نحن أبناء هذا الوطن الأبي، ومعنا كل مخلص يقيم بيننا، إلا تباثًا سندًا لوطننا، واثقين أن السيادة تُصان بالسلاح والتضحية، كما تُصان بالكلمة التي تحفظ وحدة الصف، وبالموقف الراسخ الذي ينير وعي المواطن، وبالتفاني في العمل ومواصلة البناء. وفي تضافر ذلك كله يبقى وطننا حصنًا منيعًا، نلتف حوله شعبًا ودولة خلف قيادتنا الحكيمة، في تماسكٍ وصمود أمام كل تحدٍّ خارجي.

وإذا كان رهان العدو بغدره السافر ضرب جهود دولة قطر النبيلة في تحقيق السلم الدولي، فإن سلاحه في ذلك بائدٌ، بينما سلاحنا الإيمان بالسلام وهو الرهان الذي لولا أنه يرعب العدو ما كان ليتطاول على نسفه بإرهابه الدولي، ولن يتحقق له ذلك ما دام السلام في وجداننا الإسلامي قوة متجذرة، إذ منه إيماننا ورسالتنا الحضارية للإنسانية جمعاء.

اقرأ المزيد

alsharq إسرائيل والغياب العربي.. متى تفقد مقومات البقاء؟

منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، ظلّت مسألة بقائه واستمراره محل نقاش واسع في الأوساط السياسية والفكرية. فإسرائيل،... اقرأ المزيد

132

| 23 سبتمبر 2025

alsharq الحياة بأقصاها

ليست الدنيا ما يهلك الإنسان. والدليل هو أن هناك الكثير من الناس الذين يفترض بهم أن يكونوا تعساء... اقرأ المزيد

216

| 23 سبتمبر 2025

alsharq ما لا يتزحزح فينا

كلّما تبدّلت الوجوه وتسارعت الخطى، شعرتُ بأن العالم يُعاد ترتيبه بلا توقف، كأنّنا نعيش داخل لوحة لا تجفّ... اقرأ المزيد

282

| 23 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية