رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

خولة البوعينين


[email protected]
@Khawlalbu3inain

مساحة إعلانية

مقالات

261

خولة البوعينين

مفارقة الوقت

15 يوليو 2025 , 05:21ص

لعله مما لا يخفى على أي مُلاحظ، أننا نعيش في زمن تتداخل فيه الأصوات، وتتنوع فيه النبرات، ويتعاظم فيه الصخب، حتى يغدو المرء سجيناً مسلوب الإرادة، ومكبلاً بالأغلال عن الاتصال بذاته، فتتسلل إليه هواجس فقدان الفرص، وتبعثر اللحظات، أو يتهادى إليه شعور وجوب إنهاء مراحل لم تُكتب له نهاياتها بعد، لكن الحقيقة العميقة التي تُعمى عنها عين الرقيب، هي أن الزمن لا يُقاس بالساعات ولا بالأيام، بل بالوعي الذي نعيشه وبالشعور الذي نحمله، وصدق التجربة التي تنسجها النفس في تجربتها المتفردة على هذه البسيطة.

ذاك الإدراك يضع المرء في بؤرة وعي جديد، فيفهم أن توقيت المشاعر وموعد استحقاقها أمر خاص، و شأن فردي، لا يُقاس بمعايير جاهزة، ولا يُلزم المرء فيها بقوالب زمنية جامدة، أو يُنسب إليه فقدان فرصة لا يفترض هو ذاته أنه قد ضيعها.

أو يُحتم عليه إنهاء فصل ما زال يتنفس في أعماقه، أو ينُكر عليه من الشعور ما يتغلغل فيه، فالروح وحدها تعرف لحظاتها الحقة، ومسيرتها الأثيرة، وتستشعر مساحات احتياجاتها الداخلية، وترسم مسارها بعيداً عن قيود ما يُفترض، ونائياً عن وطأة ما يجب أن يُقال.

فالمشاعر التي تتماوج خفية، في فؤاد الإنسان من المسرات والأحزان، والآمال والأماني، ليست موضوعاً للمزايدة أو ساحةً للمقارنة، بل هي أنغام شجيّة فريدة تشكل سيمفونية وجوده، لا يحتمل أن تُجتزأ أو تُسرع نهاياتها تحت أي ذريعة! فالتسرع في إطلاق أحكام على زمن الشعور أداة اغتيال لجوهره، ويُفقده ذوبانه في اللحظة، فتتبخر روعة الحاضر قبل أن يتم تنفسها بالكامل، وتُعاش على حقيقتها بلا مواربات.

فمعترك الحياة، ساحة فسيحة تسمح لكل امرئ أن يكون صانعاً وزعيماً وناقداً لزمانه الخاص، يرسم بزخارف الوعي والوجدان لوحته، يلون مشاعره بألوان أصالته، ويخطو بخطى متأنية في دروب وجوده، حينها، لا مجال لأنصاف الحلول أن تتُاح لها فرصة الولوج، ولا سبل الاستعجال لها إمكانية البروز في مواعيد النضج، فلكل شعور توقيته، ولكل فرحةٍ موسيقاها التي لاتكتمل إلا عندما يحين وقتها.

وهكذا يتحول الزمن إلى حُرية اختيار، وتتشكل اللحظة كمساحة تكوين، ويتبدل حال الروح ليغدو مرآة تعكس أعمق حقائقها دون تكلف أو فرض، فليس الزمن إلا مساحة للذات تتنفس فيه، وليس الاحتفاء بالمشاعر سوى حقٌ مقدس لا يُهدَر، ولا تليق به أزمان مفروضة، ولا خطوات مُسرعة تغتال جمال الرحلة وروعتها. 

لحظة إدراك:

من الإدراكات الجليلة أن يظهر الزمن على هيئة مفارقة !تتبدل فيها سرعة اللحظة حسب وقعها في النفوس، وأثرها في الأفئدة، فلا يُقاس الوقت حينها بما تدقّه العقارب من الثواني والدقائق فحسب، بل بما تخلقه التجارب من مساحات شاسعة، وأغوار عميقة، تتشابك حينها معاني الوقت الخارجي ودلالات الزمن الداخلي، فتتحول اللحظة إلى ساحات يتشكل فيها الشعور، وتُبنى فيها صروح الذاكرة بعيدًا عن قيود الأرقام وحساب الدقائق. 

اقرأ المزيد

alsharq غزة.. والحلم خبزة

في مقابلة في إحدى القنوات الإخبارية ظهرت الأم الشابة التي تتحدث بألم وأسى عن الحالة التي وصلوا إليها... اقرأ المزيد

39

| 01 أكتوبر 2025

alsharq استدعاء إرث العدالة في زمن المؤسسات الحديثة

في رحاب معهد الدراسات الجنائية التابع للنيابة العامة في دولة قطر، خضتُ تجربة جميلة وجديرة بالتوثيق، إذ قدّمت،... اقرأ المزيد

33

| 01 أكتوبر 2025

alsharq ذوو الاحتياجات والدعم المطلوب

في إطار الاهتمام المتنامي الذي توليه الدولة لفئة التدخل المبكر ورعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، جاءت خطوة... اقرأ المزيد

39

| 01 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية