رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. حسن فوزي الصعيدي

د. حسن فوزي الصعيدي

مساحة إعلانية

مقالات

129735

د. حسن فوزي الصعيدي

من كان يؤمن بـالله واليوم الآخر

15 يونيو 2016 , 01:31ص

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمنبـالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بـالله واليوم الآخر، فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بـالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه» رواه البخاري ومسلم.

قوله صلى الله عليه وسلم: "«من كان يؤمن بـالله واليوم الآخر» " فليفعل كذا وكذا، يدل على أن هذه الخصال من خصال الإيمان.

وأعمال الإيمان تارة تتعلق بحقوق الله، كأداء الواجبات وترك المحرمات، ومن ذلك قول الخير، والصمت عن غيره. وتارة تتعلق بحقوق عباده كإكرام الضيف، وإكرام الجار، والكف عن أذاه.

فهذه ثلاثة أشياء يؤمر بها المؤمن:

(أحدهما) قول الخير والصمت عما سواه.

وفي الحديث: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه».

وقال صلى الله علسه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم».

وخرج الترمذي: «ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم، إلا كانعليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم».

وروي عن عمر: من كثر كلامه، كثر سقطه، ومن كثر سقطه، كثرت ذنوبه، ومنكثرت ذنوبه، كانت النار أولى به.

وليس الكلام مأمورا به على الإطلاق، ولا السكوت كذلك، وما أحسن ما قال عبيد الله بن أبي جعفر فقيه أهل مصر في وقته: إذا كان المرء يحدث في مجلس، فأعجبه الحديث فليسكت، وإن كان ساكتا، فأعجبه السكوت، فليحدث.

الأمر الثاني: "إكرام الجار والنهي عن إيذائه.

فالأذى بغير حق محرم لكل أحد، ولكن في حق الجار هو أشد تحريما. وفي " صحيح البخاري: «و الله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال:من لا يأمن جاره بوائقه».

وفي " صحيح مسلم ": «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه».

وأما إكرام الجار والإحسان إليه، فمأمور به، وقد قال الله عز وجل {واعبد وا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب}

ومن أنواع الإحسان إلى الجار مواساته عند حاجته، وفي الحديث: «لا يشبع المؤمن دون جاره».

وفي " صحيح مسلم: "يا أبا ذر إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك» ".

وفي " المسند " والترمذي «ما زال جبريل يوصيني بالجار ظننت أنه سيورثه» ".

وأعلى من هذا أن يصبر على أذى جاره، ولا يقابله بالأذى.

قال الحسن: ليس حسن الجوار كف الأذى، ولكن حسن الجوار احتمال الأذى.

الأمر الثالث: "إكرام الضيف.

والمراد إحسان ضيافته، وفي " الصحيحين: «من كان يؤمن بـالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه جائزته قالوا: وما جائزته؟ قال: "يوم وليلة " قال: والضيافة ثلاثة أيام، وما كانبعد ذلك، فهو صدقة» ".

ففي هذه الأحاديث أن جائزة الضيف يوم وليلة، وأن الضيافة ثلاثة أيام، ففرق بين الجائزة والضيافة.

قال ابن رجب: والنصوص تدل على وجوب الضيافة يوما وليلة، وهو قول الليث وأحمد، وأما اليومان الآخران، وهما الثاني والثالث، فهما تمام الضيافة.

وقوله صلى اللهعليه وسلم: «لا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه» يعني يقيم عنده حتى يضيق عليه. فالضيافة فلا تجب إلا على من عنده فضل، عن قوته وقوت عياله، كنفقه الأقارب، وزكاة الفطر.

مساحة إعلانية