رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. جونزالو كاسترو دي لاماتا

المدير التنفيذي لــ «إرثنا - مركز لمستقبل مستدام»

مساحة إعلانية

مقالات

456

د. جونزالو كاسترو دي لاماتا

درجات الحرارة تسجل قفزة قياسية مجدداً

14 يناير 2025 , 02:00ص

للعام الثاني على التوالي، وصلت درجات الحرارة العالمية إلى مستوى قياسي جديد. وفقًا للبيانات الصادرة عن مرصد كوبرنيكوس الأوروبي المعني بمراقبة المناخ، تجاوز عام 2024 الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2023 باعتباره العام الأكثر سخونة.

ففي عام 2024، تجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية لأول مرة حاجز 1.5 درجة مئوية، وهو الحد الذي يُعتبر نقطة تحول خطيرة نحو تغيرات مناخية قد تكون كارثية ولا يمكن التنبؤ بها. ويعني تخطي هذا الحاجز الدخول في منطقة الخطر، حيث تبدأ بعض الظواهر المناخية في الخروج عن السيطرة. ولهذا السبب، حدد اتفاق باريس للمناخ هذا الرقم كخط أحمر لا يجب تجاوزه. لكن عام 2024 لم يكسر هذا الرقم فحسب، بل شهدت معظم أيامه ارتفاعًا بدرجات الحرارة التي تخطّت 1.5 درجة مئوية وحطّمت أرقامًا قياسية يومية لم تُسجل من قبل.

مع ذلك، فإن تخطي حاجز 1.5 درجة مئوية لا يعني بالضرورة أن الحال سيبقى على ما هو عليه، إذ قد تؤدي بعض التقلبات الطبيعية إلى انخفاض مؤقت بدرجات الحرارة خلال الأعوام المقبلة. لكن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن الاتجاه العام يُظهر بوضوح أن السنوات العشر الأكثر حرارة في التاريخ قد وقعت جميعها خلال العقد الأخير.

هذه الأرقام تعكس الأثر المتزايد للتغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية على كوكب الأرض. ولم يعد تغير المناخ مجرد قضية علمية تُناقش في المؤتمرات البحثية، بل أصبح واقعًا يفرض نفسه في حياتنا اليومية، إذ تُحيط مظاهره الكارثية بنا من كل الجوانب، من حرائق الغابات، إلى موجات الجفاف والفيضانات والأعاصير المدمرة، فضلاً عن ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستوى البحار بوتيرة مقلقة.

أمام كل ذلك، هل تعد استجابة المجتمعات الإنسانية كافية لمواجهة هذا التهديد الوجودي؟ فمن الواضح أن هناك اهتمامًا دوليًا متزايدًا وأنّ مؤتمرات المناخ السنوية (COP) أصبحت محط أنظار العالم، إلا أن الحقيقة المؤسفة هي أن الانبعاثات الحرارية لا تزال في ارتفاع مستمر، مما يزيد الوضع سوءًا.

في المقابل، لا تزال هناك بارقة أمل. فمع ازدهار اقتصادات الدول، تميل إلى أن تصبح أكثر كفاءة، وبالتالي تخفض انبعاثات الغازات الدفيئة لكل وحدة من الناتج الاقتصادي. تُعرف هذه الظاهرة باسم «فك الارتباط»، وتحصل نتيجة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وتطبيق سياسات مناخية فعّالة. عمليًّا، يعني ذلك أن الدول يمكنها تحقيق نمو اقتصادي وفي الوقت ذاته تقليل انبعاثاتها. وقد تحقق ذلك بالفعل في معظم الدول الصناعية. فالمملكة المتحدة - على سبيل المثال - كانت الدولة الأولى التي حققت فك الارتباط بشكل جزئي في أواخر الثمانينيات، عندما بدأت تقليل اعتمادها على الفحم في صناعاتها، ما جعل اقتصادها أكثر كفاءة. وحذت دول أخرى حذوها، مثل السويد وألمانيا والدنمارك وفرنسا، فيما تمكنت الولايات المتحدة من تحقيق هذا التحول في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة.

وتشير التوقعات إلى أن الصين، وهي أكبر مصدّر للغازات الدفيئة عالميًّا، قد تحقق فك الارتباط بحلول عام 2025. وإذا حدث ذلك، فقد يكون ذلك العام هو اللحظة الحاسمة التي يشهد فيها العالم تحقيق فك ارتباط شامل، ما يتيح مواصلة النمو الاقتصادي -وهو عنصر جوهري في مكافحة الفقر ورفع مستوى المعيشة- بالتزامن مع تقليل الانبعاثات التي تتسبب بتغيّر المناخ.

في حين قد يكون عام 2025 عامًا آخر يسجل أرقامًا قياسية جديدة بدرجات الحرارة، إلا أنه قد يكون أيضًا العام الذي يشهد بداية الانعطاف في المسيرة الطويلة نحو خفض الانبعاثات لتجنب التغير الكارثي للمناخ.

الوقت يمر بسرعة مذهلة، فلنبقَ على استعداد.

اقرأ المزيد

alsharq لا نريدها هدنة مؤقتة

أثناء تصفحي لمواقع التواصل الاجتماعي استوقفني أحدهم ممن يصفونهم بالمنجمين والذين يدّعون العلم بالمستقبل ولا يعلم بالغيب سوى... اقرأ المزيد

39

| 05 أكتوبر 2025

alsharq يوم المعلم.. مهنة لن تختفي

يقول الاسكندر الأكبر: أنا مدين لمعلمي لأنه قدم لي حياة جديدة. يحتفل العالم أجمع بيوم المعلم الذي ينظم... اقرأ المزيد

36

| 05 أكتوبر 2025

alsharq المبادرة.. وتداعيات حرب الإبادة

ضغوط عالمية وداخلية شعبية لوقف الحرب وانهاء الابادة، تسارع مكوكي لا يوصف في مفاوضات الصلح بين حماس واسرائيل... اقرأ المزيد

36

| 05 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية